لَحَكَهُ كمَنَعَه لَحْكًا : أَوْجَرَه الدَّواءَ
ولَحَكَ بالشيء لَحْكًا : شَدَّ الْتِئامَه كلاحَكَ وتَلاحَكَ وقد لُوحِكَ فتَلاحَكَ ورُّبما قِيلَ : لَحِكَ لَحَكًا وهي مُماتَةٌ
وفي الصِّحاحِ : اللَّحْكُ : مُداخَلَةُ الشيء في الشيء والْتِزاقُه بهِ يُقال لُوحِكَ فَقارُ ظَهْرِه : إِذا دَخَل بعضُها في بَعْضٍ
ومُلاَحَكَةُ البُنْيانِ ونَحْوِه وتَلاحُكُه : تَلاؤُمُه قال الأَعْشَى :
ودَأْيًا تَلاحَكَ مِثْلَ الفُؤُو ... سِ لاءم مِنْها السَّلِيلُ الفَقارَا وفي صِفَةِ سَيّدِنا رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليهِ وسلّم : " إِذا سُرَ فَكأَنَّ وَجْهَهُ المرآةُ وكأَنَّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وَجْهَهُ " المُلاحَكَة : شِدَّةُ المُلاءَمَةِ أي لإِضاءةِ وَجْهِه صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّمَ يُرَى شَخْصُ الجُدُرِ في وَجْهه فكًأَنها قد داخَلَتْ وَجْهه
قُلْتُ : وقد تَأَمَّلْتُ هذا المَعْنَى في إِضاعَةِ وَجْهه الشَّرِيفِ عندَ طَلاقَةِ البَشَرَةِ في السُّرُورِ وما خُصَّ من الجَمالِ والهَيبَةِ وأَدَمْتُ هذه المُلاحَظَة في خَيالي ورَسَمتُها في لَوْحِ قَلْبِي ونِمْتُ فإِذا أَنَا فِيما يَراهُ النّائِمُ بينَ يَدَيْ حَضْرَتِه الشَّرِيفَةِ بالرَوْضَةِ المُطَهَّرَةِ فنَزَلْتُ أًتمَرَّغُ بوَجْهي وخَدِّيِ وأَنْفي على عَتَبَةِ الرَّوْضَةِ فإِذا أَنَا برَوائِحَ فاحت من التّربَةِ العَطِرَةِ ما لَم أَقْدِرْ أَنْ أصِفَها بل تَفُوقُ على المِسكِ وعَلَى العَنْبَرِ بل لا تُشْبِهُ روائَحَ الدُّنْيَا مُطْلقًا وانْتَبَهْتُ وتلكَ الرَّوائحُ قد عَمَّتْ جَسَدي بل البَيتَ كُلَّه وأُلْهِمْتُ ساعَتَئذٍ بأَنْواعٍ من صِيَغِ صَلَواتٍ عليهِ صَلَّى اللَّهُ تعالَى عليهِ وسَلَّمَ فمِنْها ما حَفِظْتُه ومِنْها ما نَسيتُه منها : اللّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على سَيدِنا ومَوْلانَا مُحًمّدٍ الذي هو أَبْهى وأَذْكَى من المِسكِ والعَنْبَرِ اللّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على سَيدِنا ومَولانا مُحَمَّد الذي كان إِذا سُرَّ أَضاءَ وَجْههُ الشَّرِيف حتّى يُرَى أَثَرُ الجُدْرانِ فيهِ وكانَتْ هذه الوَاقِعَةُ في لَيلَةِ الجُمعَة المُبارَكَةِ لسِت بَقِيَتْ من ذِي القِعْدَة الحَرامِ سنَةَ 1185 بَلَّغَنا اللَّهُ إِلى زِيارَتِه العامَ في إِقْبالٍ وإِنْعام وسلامَة الأَحْوالِ والإِكْرامِ عليه أزكَى الصَّلاةِ وأتمُّ السَّلامِ
واللَّحِكُ ككَتِف : الرَّجُلُ البَطِيءُ الإِنْزالِ نقَلَه الصّاغاني
وقالَ ابنُ الأَعرابِي : لَحِكَ العَسَلَ كسَمِعَ : لَعِقَهُ
واللُّحَكاءُ كالغُلَواءِ نقَلَه الصّاغاني . وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هي اللّحَكَةُ كهمَزَةٍ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ : دُوَيْبَّةٌ زَرْقاءُ تَبرُقُ تُشْبِهُ العظاءةَ ولَيسَ لها ذَنَبٌ طَوِيلّ كذَنَب العَظاءةِ وقَوائِمُها خَفِيَّةٌ قال الجَوْهَرِيُّ : وأَظُنُّها مَقْلُوبَةً مِنَ الحلَكَةِ
وقالَ أَبو عُبَيدٍ : المُتَلاحِكَةُ : النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الخَلْقِ نقَلَه الجَوهرِيُّ
ويُقالُ : لُوحِكَ فَقارُ ظهْرِه أي : دَخَلَ بعضُه في بَعْضٍ
والمَلاحِكُ : المَضايِقُ من الجِبالِ وغَيرِها نقَله الصّاغاني
ومما يستدرك عليه : أَلْحَكَه العَسلَ : أَلْعَقَه عن ابن الأَعْرابيِّ وأَنْشَد :
" كأنما تُلْحِك فاهُ الرُّبَّا وشَيءٌ مُتلاحِكٌ : مُتَداخِلٌ بَعْضُه في بَعْضٍ قالَ ذُو الرمَّةِ :
أَتتكَ المهَارَى قَدْ بَرَى جَذْبُها السرَى ... نَبَا عن حَوانِي دَأْيِها المُتَلاحِكِ وفي النَّوادِرِ : رَجُلٌ مُستَلْحِكٌ ومُتَلاحِكٌ في الغَضَبِ : مُستَمِرّ فيه
اللُّجْحُ بالضّم بالجيم قبل الحاءِ : شَيْءٌ يكون في أَسْفَلِ البِئر والجبلِ كأَنّه نَقْبٌ وشيءٌ يكون في أَسفلِ الوادِي كالدَّحْلِ كاللُّحْج بالحاءِ قبل الجيم قال شَمِرٌ : بادٍ نَوَاحِيه شَطون اللُّجْحِ قال الأَزهريّ : والقصيدة على الحاءِ قال : وأَوصله اللُّحج الحاءُ قبل الجيم فقَلب . واللَّجَحُ بالتحريك : اللَّخَصُ في العَيْنِ أَو الغَمَصُ بالغين محرَّكَةً . وعَيْرُ العَينِ - بفتح العين المهملة وسكون المثنّاة التّحتيّة وفي بعض النُّسخ بضمّ العين وسكون الموحّدة وهو خطأٌ - الّذي يَنْبُتُ الحاجِبُ على حَرْفِه وهو كفَّتها كلُحْجِها والجمع من كلِّ ذلك أَلجاحٌ لحح
أَلَحَّ في السُّؤال مثل أَلْحَفَ بمعنًى واحدٍ . واَلَحَّ السَّحابُ : دامَ مَطَرُه قال امرؤُ القيس :
دِيَارٌ لسَلْمَى عافِياتٌ بِذي خَالِ ... أَلحَّ عليها كلُّ أَسحَمَ هَطَّالِ وسَحابٌ مِلْحاحٌ : دائمٌ وأَلَحَّ السَّحَابُ بالمكان : أَقامَ به مثْل أَلَثَّ . ومن المجاز : أَلحَّ الجَملُ : حَرَنَ ولَزِمَ مكانَه فلم يَبْرَح كما يَبْرَحُ الفَرَسُ وأَنشد :
" كَمَا أَلحَّتْ على رُكْبَانها الخُورُ وكذا أَلحَّت النّاقَةُ . وقال الأَصمعيّ حَرَنَ الدّابَّةُ وأَلَحَّ الجَملُ وخَلأَت النّاقَةٌ . وأَجاز غَيْرُ الأَصمعيّ أَلَحَّت الناقَة خَلآَتْ . وفي حديث الحُدَيْبِة : فركبَ ناقَتَه فزَجَرَها المُسلِمُون فأَلحَّت أَي لزِمَت مكانَهَا ؛ من أَلَحَّ بالشْيءِ إِذا لزِمَه واَصَرَّ عليه . وأَلحَّت المَطِيُّ : كَلَّتْ فأَبطَأَتْ وكلُّ بَطِيءٍ مِلْحاحٌ ودابّةٌ مُلِحٌ إِذا بَرَكَ ثَبَتَ ولم يَنْعِثْ . ومن المجاز : أَلَحَّ القَتَبُ : عَقَرَ ظَهْرَها قال البَعيث المُجاشعيّ :
أَلَدُّ إِذا لاقَيْتُ قَوماً بخُطّةٍ ... أَلَحَّ على أَكْتَافِهِمْ قَتَبٌ عُقَرْ قال ابنَ بَرِّيّ : وَصَفَ نفْسَه بالحِذق في المخاصَمةِ وأَنّه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لم يَنفصِلْ منه حتّى يُؤَثِّرُ كما يؤثر القَتَبُ في ظَهْرِ الدَّابّة . وهو أَي القَتَب مِلْحَاحٌ يَلزَق بظَهْرِ البَعير فيَعْقِرُه وكذلك هو من الرِّحَال والسُّرُجِ وهو مَجاز . ولَحْلَحُوا : لم يَبْرَحُوا مَكَانَهُمْ كتلَحْلَحُوا . قال ابن مُقْبِل :
بِحَيٍّ إِذا قِيلَ اظْعَنُوا قدْ اُتِيتُمُ ... أَقامُوا على أّثْقالِهمْ وتَلَحْلحُوا يريد أَنهم شُجعانٌ لاَيَزُولون عن مَوْضِعهم الّذي هم فيه إِذا قيل لهم أُتِيتم ثِقَةً منهم بأَنْفسهم . ويقول الأعرابيُّ إِذا سُئِل ما فَعَل القَومُ : تَلَحْلَحُوا أَي ثَبَتوا ويقال تَلَحْلَحُوا أَي تَفرَّقوا . وأَنشد الفَرَّاء لمرأَةٍ دَعَتْ علَى زَوجِها بعدَ كِبَرِه :
تَقول وَرْياً كُلَّما تَنَحْنحَا ... شَيخاً إِذا قلّبتَه تَلَحْلَحَا
أَرادت : تَحلْحَلا فقَلبت أَرادَتْ أَنَّ أَعضَاءَه قد تَفرَّقَت من الكِبَر . وفي الحديث " أَنَّ ناقة رسولِ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم تَلَحْلَحت عندَ بَيتِ أَبي أَيُّوبَ ووَضَعَتْ جِرَانَها " أَي أَقامَت وثَبتَتْ " . ولَحِحَتْ عَيْنُه كسَمِعَ : لَصِقَتْ بالرَّمَصِ وقيل : لَحَحُها : لُزُوقُ أَجفانِها لكَثْرَةِ الدُّمُوعِ وهو أَحد الأَحرُف الَتي أُخْرِجَت على الأَصل من هذا الضَّرْب مُنبِّهة على أَصلِهَا ودَلِيلاً على أَوّلِيَّة حالِها . والإِدغامُ لُغَة . وقال الأَزهريّ عن ابن السِّكِّيت قال : كلُّ ما كان على فَعِلَتْ ساكنة التاءِ من ذَوَات التَّضعيف فهو مُدْغم نحو صَمَّت المرأَةُ وأَشْباهها إِلاّ أَحْرُفاً جاءَت نوادِرَ في إِظهار التَّضْعيف وهي لَحِحَتْ عَينُه إِذا التصَقَت ومَشِشَت الدَّابَّةُ وصَكِكَتْ وضَبِبَ البَلَدُ : إِذَا كَثُرَ ضبَابُه وأَلِلَ السِّقَاءُ إِذا تَغيَّرتْ رِيحه وقَطِطَ شَعرُه . ولَحَّتْ عينُه كَلَخَّت : كثُرَ دُموعُها وغلُظَت أَجفانُها . ومَكَانٌ لاحٌّ ولَحِحٌ ككَتِفٍ ولَحْلَحٌ : ضَيِّقٌ . ورُوِيَ : مكانٌ لاخٌّ بالمعجمة . ووَادٍ لاحٌّ : أَشِبٌ يَلْزَق بعضُ شَجرِه ببعْضٍ . وفي حديث ابن عبّاس في قصّة إِسماعيلَ عليه السلامُ وأُمِّه هَاجَرَ وإِسكانِ إِبراهيمَ إِيّاهما مكّةَ " والوادِي يومئذٍ لاحٌّ أَي ضَيِّقٌ مُلتَفٌّ بالشجَر والحَجَر . أَي كثيرُ الشَّجر . وروى شمِرٌ " والوادي يومئذٍ لاخٌّ " بالخَاءِ المعجمة وسيأْتي ذِكره . وهو ابنُ عَمِّي لَحًّا في المعرفة وابن عَمٍّ لحٍّ في النكرة بالكسر لأَنه نَعْت للعمّ أَي لاصِقُ النَّسَبِ ونَصبَ لحًّاعلى الحَال لأَنّ ما قبله معرفة والواحد والاثنان والجمِيعُ والمؤنَّث في هذا سواءٌ بمنزلةِ الواحد . وقال اللِّحْيَانيّ : هما ابنَا عَمٍّ لحٍّ ولحًّا وهما ابنَا خالةِ ولا يقال هما ابنا خالٍ لحًّا ولا ابنَا عمَّةٍ لحًّا لأَنهما مُفترقانِ إِذ هما رَجلٌ وامرَأَةٌ . وعن أَبي سعيد : لحَّتِ القَرَابَةُ بينَنا لَحًّا إِذا دَنَتْ فإِن لم يَكن ابنُ العَمِّ لحًّا وكان رجلاً من العَشِيرَة قلتَ : هو ابن عَمِّ الكَلالةِ وابنُ عمٍّ كلالةٌ وكَلَّت تَكِلُّ كَلَالةً إِذا تَباعَدَت . وخُبْزَةٌ لَحّةٌ ولَحُلَحةٌ ولَحْلَحٌ : يابِسةٌ . قال :
حَتَّى أَتَتْنَا بقُرَيصٍ لَحلَحِ ... ومَذْقَةِ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ والمُلَحْلَح كمُحمَّد . وفي نسخةٍ : كمسلسل وهو الصواب : السيد كالمُحَلْحَلِ وسيأْتي
واللُّحُوح بالضّمّ لغة عَربيّةٌ لا مُوَلَّدة على ما زَعمَه شيخُنَا وكونه بالضّمّ هو الصَّوَاب والمسموع من أَفواهِ الثِّقَات خَلَفاً عن سَلَفٍ ولا نظَرَ فيه كما ذَهبَ إِليه شيخُنَا : شِبْهُ خُبْزِ القَطائِفِ لا عَيْنُه كما ظنّه شيخنا وجَعَلَ لفْظ شِبْه مستدرَكاً يُؤكَلُ باللَّبَن غالباً وقد يُؤكل مَثرُوداً في مَرَقِ اللَّحْم نادِراً يُعْمَل باليَمَنِ وهو غالبُ طَعامِ أَهلِ تِهَامَةَ حتّى لا يُعرَف في غيرِه من البلاد . وقول شيخنا إِنّه شاعَ بالحجاز أَكثَرَ من اليَمَنِ تَحَامُلٌ منه في غير محلّه بل اشتبهَ عليه الحال فجعله القَطَائِفَ بعينِه فاحتاجَ إِلى تأْوِيل وكأَنَّه يُريد أَوّل ظُهُورِه ولذلك اقتصَرَ على استعماله باللَّبَن وفي اليمن فإِنه في الحجاز أَكثرُ استعمالاً وأَكثَر أَنواعاً . انْظر هذا مع الاشتهار المتعارَف عند أَهل المعرفةِ أَنَّ اللُّحُوحَ من خَواصّ أَرضِ اليمن لا يَكاد يُوجد في غَيره . ومما يستدرك عليه : أَلَحَّ في الشيْءِ : كثُرَ سُؤَالُه إِِيّاه كالّلاصق به . وقيل : أَلحَّ على الشيْءِ : أَقبَلَ عليه ولا يَفتُرُ عنه وهو الإِلْحاح وكلُّه من اللُّزُوق . ورَجلٌ مِلْحاحٌ : مُدِيمٌ للطَّلَب وأَلَحَّ الرَّجلُ في التقاضِي إِذا وَظَبَ . ورَحىً مِلْحاحٌ علَى ما يَطحَنُهُ . والمُلِحُّ : الذي يقوم من الإِعياءِ فلا يَبْرَحُ
الحَكّ : إِمرارُ جِرمٍ عَلَى جِرمٍ صَكًّا حَكَّ الشيء بيَدِه وغيرِها يَحُكّهُ حَكاً قال الأَصْمَعِي : دَخَلَ أَعْرَابِيٌ البَصْرَةَ فآذاه البَراغِيثُ فأَنْشَأَ يَقُول :
" لَيلَةُ حَك لَيسَ فيها شَكُّ
" أَحُكُّ حتّى ساعِدِي مُنْفَكّ
" أَسْهَرَنِي الأسيوِدُ الأَسَكُّ ومنه قولُهم :
" ما حَكَّ جِلْدَكَ غَيرُ ظُفْرِكْ
" فتَوَلَّ أَنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكْ كما أَنْشَدَنا غيرُ واحِد . والحِكُّ بالكسرِ : الشَّكّ في الدِّينِ وغَيرِه كالحِكَّةِ عن أبي عَمرو وهو مَجازٌ سُمِّيَ به لأَنّه يَحُكُّ في الصَّدْرِ . وحَكَكْتُ رَأْسِي وِإذا جَعَلْتَ الفِعْلَ للرَّأْسِ قُلْتَ : احْتَكَّ رَأْسِي احتِكاكاً . وحَكَّني وأَحَكَّني واسْتَحَكَّني أي : دَعانِي إِلى حَكِّهِ وكذلك سائِرُ الأَعْضاءِ كما في المُحْكَم وفي الأَساسِ : وبي بثرَةٌ تُحِكُّني أي تَدْعُوني إِلى حَكِّها . وقال ابنُ بَرّيّ : وقول النّاسِ : حَكَّني رَأْسِي غَلَط لأَنّ الرَّأسَ لا يَقَع منه الحَكُّ . قلتُ : وِإذا قلْنا : أي دَعاني إِلى حَكِّه فلا إِشْكالَ . والاسمُ الحِكَّةُ بالكَسرِ والحُكاكُ كغُرابٍ . ويُقال : تَحاكَّا : إِذا اصْطَكَّ جِرماهُما فحَكَّ كُلٌّ مِنْهُما الآخَرَ . ومن المَجازِ : ما حَكَ في صَدْري منه شَيءٌ : أي ما تَخالَجَ . وما حَكَّ في صَدْرِي كَذا أي : لم يَنْشَرِحْ له صَدْرِي ومنه الحَدِيثُ : والإِثْمُ مما حَكَّ في صَدْرِكَ وكَرِهْتَ أَن يَطَّلِعَ عليه الناسُ وفي الحديث وقد سُئلَ عن الإِثْمِ فقال : ما حَكَّ في صَدْرِكَ فدَعْه . واحْتَكَّ بهِ : إِذا حَكَّ نَفْسَه عَلَيه كاحْتِكاكِ الأَجْرَبِ بالخشَبَةِ . ومن المجاز : المُحاكَّةُ : المُباراةُ وقد حاكَّهُ مُحاكَّةً وحِكاكاً . والحِكَّةُ بالكَسرِ : الجَرَبُ قالَ شَيخُنا : وهذا صَرِيحٌ في أَنَّ الحِكَّةَ والجَرَبَ ُترادِفانِ وِإليهِ مَيلُ كَثِيرٍ وقال ابنُ حَجَرٍ المَكِّيُ في التُّحْفَةِ : الاتِّحادُ يَحْمِلُ على أَصْلِ المادَّةِ دونَ صُورَتِها وكَيفِيَّتِها وأَطالَ في الفَرقِ بينَهُما وقالَ الخَطِيبُ الشِّربيني في مُغْنِيه : الحِكَّةُ : الجَرَبُ اليابِسُ وفي المِصْباح : داءٌ يكونُ بالجَسَدِ وفي كِتابِ الطبِّ : هي خِلْطٌ رَقِيقٌ بُورَقِيٌ يَحْدُثُ تحتَ الجِلْدِ ولا يَحْدُثُ منه مِدَّةٌ بل شيءٌ كالنُّخالَة
والحُكاكُ كغرابٍ : البُورَقُ . نقَلَه الصّاغانيُ . والحُكاكَةُ بهاءٍ : ما حُكَّ بينَ حَجَرَيْنِ ثُمّ اكْتُحِلَ به من رَمَدٍ قالَه اللِّحْيانيُّ وقال غيرُه : هو ما تَحاكَّ بينَ حَجَرَيْنِ إِذا حُكَّ أَحَدُهما بالآخَرِ لدَواءٍ ونَحْوِه وقال ابنْ دُرَيْدٍ : الحُكاكُ : ما حُكَّ من شَيءٍ على شَيءٍ فخَرَجَتْ منه حُكاكَةٌ . وفي الصحاح : هو ما يَسقُطُ من الشّيء عندَ الحَكِّ . والحَكّاكاتُ بالفتحِ والتَّشْدِيدِ : الوَساوِسُ وهو مَجازٌ ومنه الحَدِيث : إِيّاكمُ والحَكّاكاتِ فإِنّها المآثِمُ وهي التي تَحكُّ في القَلْب فتَشْتَبِهُ على الإنْسانِ قال ابنُ الأَثِيرِ : هو جمع حكّاكَةٍ وهي المُؤَثِّرةُ في القُلُوبِ . وقال ابنُ الأعرابي : الحُكُكُ بضَمَّتَيْنِ : أَصْحابُ الشَّر وهو مَجازٌ . قال : والحُكُكُ أَيضاً : المُلِحُّونَ في طَلَبِ الحَوائِجِ وهو أَيضاً مجاز
والحَكَكُ بالتَّحْرِيكِ : حَجَرٌ أَبيضُ كالرُّخامِ أَرْخَى من الرُّخامِ وأَصْلَبُ من الجَصِّ واحِدتُه حَكَكَةٌ قال الجوهري : وإِنّما ظَهَرَ فيه التّضْعِيف للفَرقِ بين فَعْلٍ وفَعَلٍ . وقال ابنُ شُمَيل : الحَكَكَة : أَرْضٌ ذاتُ حِجارَةٍ مثل الرُّخامِ رِخْوَة
وقال أَبُو الدُّقَيش : الحُكَكاتُ - بضم ففتح - هي أَرْضٌ ذات حِجارَة بِيضٍ كأنها الأَقِطُ تَتَكَسَّرُ تَكسُّراً وإِنّما تكونُ في بَطْنِ الأَرْضِ . وقال ابنُ عبّاد : الحَكَكُ : مِشْيَةٌ بِتَحَرُّكٍ كمِشْيَة القَصِيرَةِ التي تُحَركُ مَنْكِبَيها ومثلُه في اللِّسانِ
قال الجوهري : والجِذْلُ المُحَكَّكُ كمُعَظَّمٍ : الذي يُنْصَبُ في العَطَنِ لتَحْتكَّ به الإِبِلُ الجَربَى ومنه قَوْلُ الحُبابِ بنِ المُنْذِرِ - رضي اللَّهُ تعالَى عنهُ - يَوْمَ سَقِيفَةِ بني ساعِدَةَ : أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ مِنّا أَمِيرٌ ومنكم أَمِيرٌ أي : يُستَشْفى برَأيي وتَدْبِيرِي كما تُستَشْفى الإِبِلُ الجَربَى بالاحْتِكاكِ بذلك العودِ وقال الأزهري : وفيه مَعْنًى آخر وهو أَحَسبّ إِلي وهو أَنّه أَرادَ أَنه مُنَجَّذٌ قد جَرَّبَ الأمورَ وعَرَفَها وجُرِّبَ فوُجِدَ صُلْبَ المَكْسَرِ غيرَ رِخْوٍ ثَبتاً لا يَفِرُّ عن قِرنِه وقيلَ : مَعْناه : أَنا دُونَ الأَنْصارِ جِذْلُ حِكاكٍ لمَنْ عاداهُم وناوأهُم فَبِي تقْرَنُ الصَّعْبَةُ والتَّصْغِيرُ فيه للتَّعْظِيم ويَقُول الرجلُ لِصاحِبِه : اجْذُلْ للقَوْمِ : أي انْتَصِبْ لهم وكُنْ مُخاصِماً مُقاتِلاً والعربُ تَقولُ : فلان جِذْلُ حِكاكٍ خَشَعت عنه الأُبَنُ يعنون أَنّه مُنَقِّح لا يُرمَى بشيءٍ إِلاّ زَلَّ عنه ونَبَا . ويُقال : ما أَنْتَ من أَحْكاكِه أي من رِجالِه عن ابنِ عبّاد . والحَكِيكُ كأَمِيرٍ : الكَعْبُ المَحْكُوكُ . وهو أَيضاً الحافِرُ المَنْحُوت نقله الجوهري كالأَحَكِّ يُقال : حافِرٌ أَحَكُ وحَكِيكٌ . وقِيل : كُلُّ نَحِيتٍ خَفي حَكِيكٌ . والاسمُ الحَكَكُ محركَةً وقد حَكِكَت الدّابَّةُ كفَرِحَ بإِظْهارِ التَضعِيفِ عن كُراع : وقَعَ في حافِرِها الحَكَكُ وهو أَحدُ الحُرُوفِ الشاذَّة كلَحِحَتْ عينُه وأَخواتِها . والحَكِيك : الفرَسُ المُنْحَتُّ الحافِرِ من أَكْلِ الأَرْضِ حتى رَقَّ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والحاكَّةُ : السِّنّ يقال : ما بَقِيَتْ في فِيهِ حاكَّةٌ : أي سِنٌّ نقله الجوهري سُمِّيَتْ لأَنَّها تَحُكّ صاحِبَها أَو تَحُكُّ ما تَأْكُلُه صفةٌ غالِبَةٌ وتقدّم في : ت ك ك عن أبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ : تَقُولُ العربُ : ما في فِيهِ حاكَّةٌ ولا تاكَّةٌ فالحاكَّةُ : الضِّرسُ والتاكَّةُ : النابُ . والأَحَكُ من الرَجال : من لا حاكَّةَ أي لا سِنَّ في فَمِه كأَنَّه عَلَى السَّلْبِ . ومن المَجاز : التَّحَكُّك التَّحَرشُ والتَّعَرُّضُ يُقالُ : إِنَّه يَتَحَكَّكُ بِكَ أي : يَتَعَرَّض لشَركَ ويتَحَرَّشُ . ومن المَجازِ أَيضاً : إٍنه حِكّ شَر وحِكاكُه بكَسرِهِما أي : يُحاكُّه كَثِيراً وكذلك : حِكُّ مالٍ وضِغْنٍ . والمُحاكَّةُ كالمُباراةِ وقد تَقَدَّمَ . ومن المَجازِ : حَكَّ في صَدْرِي وأَحَكَّ واحْتَكَّ بمعنى عَمِلَ وهو ما يقَعُ في خَلَدِكَ من وَساوِسِ الشّيطانِ والأوّلُ أَجودُ وحكاه ابنُ دُرَيْدٍ جَحْداً فقال : ما حَكَّ هذا الأَمْرُ في صَدْرِي ولا يُقالُ : ما أَحاكَ وقال ابنُ سِيدَه : وهي عامِّيةٌ
ومما يستدرك عليه : يُقال : هذا أَمرٌ تحاكَّتْ فيه الرُّكَبُ واحْتَكَّتْ أي : تماسَّتْ واصْطَكَّتْ يرادُ به التَّساوِي في المَنْزِلَة أَو التَّجاثي على الرُّكَبِ للتَّفاخُرِ وهو مَجازٌ . وفي الحَدِيثِ إِذا حَكَكْتُ قُرحَةً دَمّيتُها أي : إِذا أَصَبت غايَةً تَقَصَّيتُها وبَلغْتُها وهو مَجازٌ . ويُقال : جاءَ فلانٌ بالحُكَيكاتِ وبالأَحاجِي وبالأَلْغازِ بمعنًى واحد واحِدَتُها حُكَيكَةٌ . قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ويَقُولون : ما أَمْلَحَ هذه الحُكَيكَةَ : وهي الأُحْجِيَّةُ ويَقُولونَ في المُحاجاةِ : تَحَكَّيتُكَ وهو نحو تَقَضّى البازِيّ أَو من الحِكايَةِ . وقال أَبو عَمْرو : الحُكاكُ بالضمّ : أَصلُ الصِّلِّيانِ البالِي وأَنشَدَ :
" مِسحَلُ إِنْ أُنْكِحْتَ خَوْداً وَرْهاه" ذاتَ حُكاكٍ وُلِدَتْ بالدَّهْداهْ
" تُعارِضُ الريحَ ورُعْيانَ الشّاهْ كما في العُبابِ وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ : أَنّه مرَّ بغِلْمانٍ يَلْعَبُونَ بالحِكَّةِ فأَمَر بها فدُفِنَتْ هي لُعْبَةٌ لهم يَأْخُذُونَ عَظْماً فيَحُكُّونَه حتّى يَبيَضَّ ثم يَرمُونَه بَعِيداً فمَنْ أَخَذَه فهو الغالِبُ . والحُكَكات بضم ففَتْحٍ : موضِعٌ بعَينِه مَعْرُوفٌ بالبادِيَةِ قال أَبُو النَّجْم :
" عَرَفْتُ رَسْماً لسُعادَ ماثِلاَ
" بحيث نامِي الحُكَكاتِ عاقِلاَ وأَبُو بَكْر الحَكّاكُ : أَحدُ صُوفِيَّةِ اليَمَنِ وشُعَرائِهِم على قَدَمِ ابنِ الفارِضِ قديم الوَفاةِ