الحَوْبُ والحَوْبَةُ الأَبوَانِ قاله الليث وقيلَ : هما الأُخْتُ والبِنْتُ وقيل : لِي فيهم حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ قُلِبَتِ الواوُ ياءً لانكسار ما قبلَهَا أَي قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ الأُمِّ وكذلك كُلُّ ذي رَحِمٍ قاله أَبو زيد وقال ابن السكّيت : هيَ كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ مِنْ أُمٍّ أَوْ أُخْتٍ أَوْ بِنْتٍ أَو غَيءرِ ذلك من كُلِّ ذَاتِ رَحِمٍ
والحَوْبَةُ : رِقَّةُ فُؤَادِ الأُمِّ قال الفرزدق :
فَهَبْ لِي خُنَيْساً واحْتَسِبْ فيه مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أُمٍّ مَا يَسُوغُ شَرَابُهَا
وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلَى وَلَدِهَا : تَحَوُّبُهَا ورِقَّتُهَا وتَوَجُّعُهَا وفي الحديث " أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ اَتْيُتَكَ لأُجَاهِدَ مَعَكَ قال : اَلَكَ حَوْبَةٌ ؟ قالَ : نَعَمْ قالَ : ففيها فَجَاهِدْ " قال أَبو عُبيد : يَعْنِي بالحَوْبَةِ مَا يَأْثَمُ إنْ ضَيَّعَهُ مِنْ حُرْمَةٍ قال : وبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ يَتَأَوَّلَهُ على الأُمِّ خَاصَّةً قال : وهي عِنْدِي كُلُّ حُرْمَةٍ تَضِيعُ إنْ تَرَكَهَا مِنْ أُمٍّ أَوْ أُخْتٍ أَوِ ابْنَةٍ أَوْ غَيْرِها . والحَوْبَةُ : الهَمُّ والحُزْنُ والحَوْبَةُ : الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ والفَقْرُ كالحَوْبِ وفي حديث الدعاء " إلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتِي " أَي حَاجَتِي وفي الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ " أَلْحَقَ اللهُ به الحَوْبَةَ " أَيِ الحَاجَةَ والمَسْكَنَةَ والفَقْرَ والحَوْبَةُ : الحَالَةُ كالحِيبَةِ بالكَسْرِ فِيهِمَا يقالُ : باتَ فلانٌ بحِيبَة سُوءٍ وحَوْبَةِ سُوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ وقيلَ : إذَا باتَ بِشِدَّةٍ وحَالَةٍ سَيِّئةٍ لا يقالُ إلاَّ في الشَّرِّ وقد اسْتُعْمِلَ منه فِعْلٌ قَالَ :
" . . وَإنْ قَلُّوا وحَابُوا وفي حديث عُرْوَةَ " لَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَه بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ " أَيْ بِشرِّ حَالٍ والحِيبَةُ : الهَمُّ والحُزْنُ والحِيبَةُ : الحَاجَةُ والمَسْكَنَةُ قال أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَلاَ أَبُثُّكَ حِيبَتِي ... رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ والحَوْبَةُ : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ ويُضَمُّ والجَمْعُ حُوَبٌّ وكذلك المَرْأَةُ إذَا كانت ضَعِيفَةً زَمِنَةً ويقال : إنَّمَا فلانٌ حَوْبَةٌ أَي ليسَ عندَه خَيْرٌ ولاَ شَرٌّ والحَوْبَةُ : الأُمُّ خاصَّة وقد تقدَّم بيانُ بعضِ تأْوِيلِ أَهلِ العلم به والحَوْبَةُ : امْرَأَتُكَ وسُرِّيَّتُك مِلْكُ يَمِينِكَ وفي الحدِيث : " اتَّقُوا اللهَ فِي الحَوْبَاتِ " يُرِيدُ النِّسَاءَ المُحْتَاجَاتِ الَّلائِي لاَ يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يَقُومُ عليهِنَّ وَيَتَعَهَّدُهُنَّ وَلاَ بُدَّ في الكَلاَمِ من حَذْفِ مضافٍ تقدِيرُه : ذَات حَوْبَاتٍ والحَوْبَةُ : الدَّابَّة كذا في النسخ بالموحَّدَة المُشَدَّدَةِ وفي التكملة : الدَّايَةُ بالتَّحْتِيَّةِ والحَوْبَةُ وَسَطُ الدَّارِ لعَلَّ البَاءَ بدلٌ عنِ المِيمِ ويقال : نَزَلْنَا بحِيبَةٍ مِنَ الأَرْضِ وحُوبَةٍ بالضَّمِّ أَي بِأَرْضِ سُوءٍ والحَوْبَةُ : الإِثْم في التهذيب : رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي قال أَبو عُبيد : حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثَمَ بِفَتْح الحَاءِ وتُضَمُّ وهُو من قوله عَزَّ وجَلَّ : " إنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً " قال : وكُلُّ مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ والوَاحِدَةُ حُوبةٌ وبه أَيضاً فُسِّرَ الحَدِيثُ المُتَقدِّمُ " أَلَكَ حَوْبَةٌ ؟ قال : نَعَمْ " كالحَابَةِ والحَابِ والحَوْبِ ويُضَمُّ فالحَوْبُ بالفَتْحِ لأَهْلِ الحِجَازِ والحُوبُ بالضَّمِّ لِتَمِيمٍ والحَوْبَة : المَرَّةُ الوَاحِدَةُ منه قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ :
فَلاَ تَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حَوْبَةٌ ... يَقُومُ بِهَا يَوْماً عَلَيْكَ حَسِيبُ والحِيبَةُ : مَا يُتَأَثَّمُ منه قال :
وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ مِنَ المَاءِ غَائِرٌ ... بِهِ كَفَّ عَنْهُ الحِيبَةَ المُتَحَوِّبُ وكُلُّ مَأْثَم حُوبٌ وحَوْبٌ قاله أَبو عبيدٍ : وقَدْ حَابَ بِكَذَا يَحُوبُ : أَثِمَ حَوْباً ويُضَمُّ وحَوْبَةً وحِيَابَةً وفي نسخة : حِيَاباً وحِيبَةً وحُبْتُ بِكَذَا : أَثِمْتُ قال النابغةُ :
صَبْراً بَغِيضُ بنُ رَيْثٍ إنَّهَا رَحِمٌ ... حُبْتُمْ بِهَا فَأَناخَتْكُمْ بِجَعْجَاعِوفُلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ قال الأَزهَريّ : وبَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ : الحَائِبُ للقاتِلِ وقد حَابَ يَحُوبُ وقال الزجّاج : الحُوب : الإِثمُ والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ تقولُ : حَابَ حَوْباً كقولك خانَ خَوْناً وفي حديث أَبي هُرَيرةَ " أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ : الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْباً أَيْسَرُهَا مِثْلُ وُقُوعِ الرَّجُلِ عَلَى أُمِّهِ وأَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ المُسْلِم " قال شَمِرٌ : قوله حَوْباً كأَنَّه سَبْعُونَ ضَرْباً مِنَ الإِثْمِ وقا الفراء في قوله تعالى : " إنَّهُ كانَ حُوباً " الحُوبُ : الإِثْمُ العَظِيمُ وقَرَأَ الحَسَنُ " إنَّه كانَ حَوْباً " أَي ظُلْماً وفي الحَديث " كَانَ إذا دَخَلَ إلَى أهْلِهِ قال : تَوْباً تَوْباً لاَ يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْباً "
والحَوْبُ : الحُزْنُ وقِيلَ : الوَحْشَةُ ويُضَمُّ فيهما الأَخِيرُ عن خالِدِ بنِ جَنبَة قال الشاعر :
" إنَّ طَرِيقَ مِثْقَب لَحُوبُ أَيْ وَعْثٌ صَعْبٌ وقيل في قول أَبِي دُوَادٍ الإيَادِيِّ
" يَوْماً سَتُدْرِكُهُ النَّكْبَاءُ والحُوبُ أَيِ الوَحْشَةُ وبه فَسَّرَ الهَرَوِيُّ قولَهُ صلى الله عليه وسلم لأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وقَدْ ذَهَبَ إلى طَلاَقِ أُمِّ أَيُّوبَ " إنَّ طَلاَقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ " التفسيرُ عن شَمِرٍ قال ابنُ الأَثِيرِ : أَي لوَحْشَةٌ أَوْ إثْمٌ . وإنَّمَا أَثَّمَه بِطَلاَقِهَا لأَنَّهَا كانَتْ مُصْلِحَةً له في دِينِه
والحَوْبُ : الفَنُّ يقال : سَمِعْتُ مِنْ هذَا حَوْبَيْنِ ورأَيْتُ منه حَوْبَيْنِ أَي فَنَّيْنِ وضَرْبَيْنِ قال ذو الرمّة :
" تَسْمَعُ مِنْ تَيْهَائِهِ الأَفْلالِ
" عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ
" حَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الأغْوَالِ والحَوْبُ : الجَهْدُ والمَسْكَنَةُ والحَاجَةُ وأنشد ابن الأَعرابيّ :
وصُفَّاحَة مِثْل الفَنِيقِ مَنَحْتها ... عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْهُ أَقَارِبُهْ وقال مَرَّةً : ابنُ حَوْبٍ رَجُلٌ مَجْهُودٌ مُحْتَاجٌ لا يَعْنِي في كُلِّ ذلك رجُلاً بعَيْنِه إنَّمَا يُرِيدُ هذا النَّوْع والحَوْبُ : الوَجَعُ ويوجدُ في بعض النسخ هُنَا الرُّجُوعُ وهو خَطَأٌ
والحَوْبُ : ع بدِيَارِ رَبِيعَةَ
والحَوْبُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ قاله الليث وأَنشد للفرزدق :
وَمَا رَجَعَتْ أزْدِيَّةٌ في خِتَانِهَا ... وَلاَ شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ قال : وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً يزَجْرِهِ كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً يزَجْرِهِ وسُمِّيَ الغُرَابُ غاقاً بصَوْتِهِ وقال غيرُه : الحَوْبُ : الجَمَلُ ثُمَّ كَثُرَ استعمالُه حَتَّى صار زَجْراً له وعن الليث : الحَوْبُ : زَجْرُ البَعِيرِ لِيَمْضِيَ فَقَالوا : حَوْبُ مُثَلّثَةَ البَاءِ وحابِ بكسْرِهَا وللناقَةِ : حَلْ وحَلٍ وحَلَى وقال ابن الأَثير : حَوْب زجرٌ لذكورِ الإِبلِ مِثْل حَلْ لإنَاثِهَا وتُضَمُّ الباءُ وتُفْتَحُ وتُكْسَرُ وإذا نُكِّرَ دَخَلَه التنوينُ وفي الحديث " أنَّهُ كانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ : آيِبُونَ تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ : حَوْباً حَوْباً " كأَنَّهُ لمّا فَرَغَ من كلامه زَجَرَ بعيرَه فحَوْباً حَوْباً بمنزلة سَيْراً سَيْراً
والحُوبُ بالضَّمِّ : الهَلاَكُ قال الهُذَلِيُّ وقِيلَ لأَبِي دُوَادٍ الإِيادِيِّ :
وكُلُّ حِصْنٍ وإنْ طَالَتْ سَلامَتُهُ ... يَوْماً سَيُدْرِكُهُ النَّكْرَاءُ والحُوبُ أَي كُلُّ امرِيءٍ يَهْلِكُ وإن طالتْ سلامَتُه . والحُوبُ : الغَمُّ والهَمُّ والبَلاَءُ عن ابن الأَعرابيّ ويقال : هؤلاَءِ عِيَالُ ابنِ حَوْب والنَّفْسُ قاله أَبو زيد والمَرَضُ والظُّلْمُ
والتَّحَوُّبُ : التَّوَجُّعُ والشَّكْوَى والتَّحَزُّنُ ويقال : فلانٌ يَتَحَوَّبُ مِنْ كَذَا أَي يَتَغَيَّظُ منه وَيَتَوَجَّعُ وفي الحديث " مَا زَالَ صَفْوَانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا " التَّحَوُّبُ : صَوْتٌ مَعَ تَوَجُّعٍ أَرَادَ به شِدَّةَ صِيَاحِهِ بالدُّعَاءِ ورِحَالنا منصوبٌ على الظَّرْفِ . وقال طُفَيْلٌ الغَنَويّ :فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ ... مِنَ الغَيْظِ في أَكْبَادِنَا والتَّحَوُّبِ وقال أَبو عُبيد : التَّحَوُّبُ في غيرِ هذا : التَّأَثُّمُ مِن الشْيءِ وفلانٌ يَتَحَوَّبُ من كذا أَي يَتَأَثَّمُ وتَحَوَّبَ : تَأَثَّمَ وهو من الأَوَّل وبعضُهُ قريبٌ من بعضٍ ويقالُ لابْنِ آوَى : هُوَ يَتَحَوَّبُ لأَنَّ صَوْتَه كذلك كأَنَّه يَتَضَوَّرُ وتَحَوَّب في دُعَائِهِ : تَضَرَّعَ والتَّحَوُّبُ أَيضاً : البُكَاءُ في جَزَعٍ وصِيَاحٍ ورُبَّمَا عُمَّ به الصِّيَاحُ قال العجّاج :
" وصَرَّحَتْ عنه إذَا تَحَوَّبا
" رَواجِبُ الجَوْفِ السَّجِيلَ الصُّلَّبَا والتَّحَوُّبُ أَيضاً : تَرْكُ الحُوبِ عن نَفْسِه وهو الإِثْمُ كالتَّأَثُّم والتَّحَنُّثِ وهو إلْقَاءُ الإِثْم والحِنْثِ عن نفسه بالعِبَادَةِ ويقال : تَحَوَّبَ إذَا تَعَبَّدَ قاله ابن جِنّى فهو من باب السَّلْبِ وإن كانت " تًَفَعَّلَ للإِثْبَاتِ أَكْثَرَ منها للسَّلْبِ
والمُتَحَوِّبُ والمُحَوِّبُ كمُحَدِّثٍ وضَبَطه الصاغانيّ كمُحَمَّدٍ : مَنْ يَذْهَبُ مَالُهُ ثُمَّ يَعُودُ ومثلُه في لسان العرب
والحَوْبَاءُ مُمْدُوداً : النَّفْسُ قاله أَبو زيد ج حَوْبَاوَاتٌ قال رُؤبة :
" وَقَاتِلٍ حَوْبَاءَهُ مِنْ أَجْلِي
" لَيْسَ لَهُ مِثْلِي وأَيْنَ مِثْلِي وقيلَ : الحَوْبَاءُ : رُوحُ القَلْبِ قال :
" ونَفْسٍ تَجُودُ بِحَوْبَائِهَا وفي حديث ابنِ العَاصِ " فَعَرَفَ أَنَّهُ يُرِيدُ حَوْبَاءَ نَفْسِهِ " قال شيخُنَا : وجَزَمَ أَبُو حَيَّانَ في بَحْثِ القَلْبِ من شرح التسهيل أنَّهَا مقلوبة من حَبْوَاء وعليه فموضعُه في المُعْتَل وسيأْتي
وحَوْبَانُ : ع باليَمَنِ بَيْنَ تَعِزّ والجَنَدِ
وأَحْوَبَ : صَارَ إلى الحُوبِ وهو الإِثْمُ نقله الزجَّاج
وحَوَّبَ تَحْوِيباً : زَجَرَ بِالجَمَلِ أَي قال له : حَوْبِ حَوْبِ والعَرَبُ تجُرُّ ذلكَ ولو رُفِعَ أَو نُصِبَ لكانَ جائزاً لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكَايَاتِ تُحَرَّكُ أَوَاخِرُهَا على غيرِ إعْرَابٍ لازمٍ وكذلك الأَدَوَاتُ التي لا تَتَمَكَّنُ في التَّصْرِيف وإذا حُوِّلَ من ذلك شيء إلى الأَسْمَاء حُمِلَ عليه الأَلِفُ واللام فأُجْرِيَ مُجْرَى الأَسماءِ كقول الكُميت :
هَمَرْجَلَة الأَوْبِ قَبْلَ السِّيَا ... طِ والحَوْبُ لَمَّا يُقَلْ والحَلُ وحُكِيَ : حَبْ لا مَشَيْتَ وحَبٍ لاَ مَشَيْتَ وحَابٍ لا مَشَيْتَ وحَابِ لا مَشَيْتَ
وابْنَةُ حَوْبٍ : الكِنَانَةُ قال :
هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسْعِينَ آزَرَتْ ... أخَاثِقَةٍ تَمْرِي جَبَاهَا ذَوَائِبُهْ يَصِفُ كِنَانَةً عُمِلَتْ مِنْ جِلْدِ بَعِيرٍ وفيها تِسْعُونَ سَهْماً وقولُه : أَخائِقَةٍ يَعْنِي سَيْفاً وجَبَاهَا : حَرْفُهَا وفي كَلامِ بعضِهِم : حَوْبُ حَوْبُ إنَّهُ يَوْمُ دَعْقٍ وشَوْبٍ لاَ لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ
والحَوْأَبُ ذَكَرَه الجوهريُّ هُنَا قال ابن بَرِّيّ : وحقُّه أَنْ يُذْكَرَ في حَأَب وقد ذكر في أَوَّلِ الفَصْلِ وتقدم في الشرح ما يَتَعَلَّق به هناكَ وفي المَثَل " حَوْبَكَ هَلْ يُعْتَمُ بالسَّمَارِ " أي ازْجُرْ زَجْراً فهَلْ يُبْطَأُ بِالسَّمَارِ كسَحَابٍ : لَبَنٌ كَثُرَ مَاؤُه أَي إذا كانَ قِرَاكَ سَمَاراً فَمَا الإِبْطَاءُ ؟ يُضْرَبُ لِمَنْ يَمْطُلُ ثُمَّ يُعْطِي قَلِيلاً استدْرَكَه شيخُنا
فصل الخَاءِ
المُسْلَحِبُّ : المُسْتَقِيمُ مِثْلُ المُتْلَئِبّ . والمُسْلَحِبُّ : المُنْبَطح . المُسْلَحِبُّ : الطريقُ البَيِّنُ المُمْتَدُّ . وطَريق مُسْلَحِبٌّ : مُمْتَدّ . وفي لِسَان العرب : وقال خَلِيفَة الحُصَيْنِيّ : المُسْلَحِبُّ : المُطْلَحبُّ المُمْتَدُّ . وسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِد يَقُولُ : سِرْنَا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا غُدْوَةً وظَلَّ يَوْمُنَا مُسْلَحِباً أَي مُمْتَدّاً سَيْرُه . وقد اسْلَحَبَّ اسْلِحْبَاباً . قال جِرَانُ العَوْدِ :
فَخَرَّ جِرَانٌ مُسْلَحِبّاً كأَنَّه ... عَلَى الدَّفِّ ضِبْعَانٌ تَقَطَّرَ أَمْلَحُ والسُّلْحُوبُ مِن النِّسَاءِ : المَاجِنَة . قال ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍو وقد أَغْفَلَه المُؤَلِّف
اللَّحْبُ : الطَّريِقُ الوَاضِحُ كالَّلاحِبِ . وهو فاعلٌ بمعنى مفعول أَي : مَلحوبٌ والمُلَحَّبِ كمُعَظَّم معطوفٌ على اللاّحِب . أَنشد ثعْلب :
وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياط ... باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ
وعن اللَّيْثُ : طريقٌ لاحِب ولَحْبٌ ومَلحُوبٌ : إِذا كان واضِحاً . وإنّما سُمِّيَ الطَّريق الوِطاءُ لاحباً لأَنَّه كَأنّه لُحِبَ أَي قُشرَ عن وجَهْه التُّرَابُ فهو ذُو لَحْبٍ . وفي حديثِ أبي زِمْل الجُهَنِيِّ . " رأيتُ النَّاسَ على طِريقٍ رَحْبٍ لاحبٍ " اللاحِب : الطّرِيقُ الواسِعُ المُنقَادُ الّذِي لا يَنقطع . ولَحَبَ مَحجَّةَ الطرِيقِ كمَنَعِ يَلْحُبَه لَحْباً إِذا وَطِئَه وسلَكَه كالْتَحَبهُ . قال اللَّيْثُ : وسَمِعتُ العربَ تقولُ : الْتَحَب فُلان مَحَجَّةَ الطَّرِيق ولَحَبَها والْتَحَمَهَا : إِذا رَكِبهَا ومنه قولُ ذي الرُّمّة :
" فانْصاعَ جانِبُهُ الوحْشِيُّ وانْكَدَرَتْيَلْحَبْنَ لا يَأْتَليِ المطْلُوبُ والطَّلَبُ أَي : يَرْكَبْنَ اللاحِبَ . لحَبهُ بالسَّيْفِ : ضَرَبَه به أَو جَرَحَهُ عن ثعلب . لَحَبَ الشَّيءِ : أَثَّر فِيه قال مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِد يَصف سَيْلاً
لَهُمْ عَدْوَةٌ كانْقِصَافِ الأتِيّ ... مُدَّ بِهِ الكِّدِرُ الَّلاحِبُ كَلَحَّبَ تَلْحيباً فِيهما . ولَحَبَهُ بالسِّياط : ضَرَبَهُ فَأَثَّرَتْ فيه . لَحَبَ اللَّحْمَ يَلْحَبُهُ لَحْباً : قَطَّعَهُ طُولاً . والمُلَحَّبُ كمُعَظَّم : المُقَطَّع . لَحَبَ مَتَنُ الفَرَسِ وعَجُزُه : إِذا امْلاَسَّ في حُدُورٍ . ومَتْنٌ مَلْحُوبٌ قال الشّاعرُ :
فالعَيْنُ قادِحٌة والرِّجْلُ ضارِحةٌ ... والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ لَحَبَ اللَّحْمَ عن العَظْمِ يَلْحَبُه لَحْباً : قَشَرَهُ . وقيل : كلُّ شَيءٍ قَشِرَ لُحِبَ . ولَحبَ الجَزّارُ ما على ظَهْرِ الجَزُورِ : أَخَذَه . لَحَبَ الطَّرِيقُ يَلْحبُ لُحُوباً : وَضَحَ كَأَنَّهُ قَشَرَ الأَرْضَ . لَحَبَ الطَّرِيقَ يَلْحَبُه لَحْباً : بَيَّنَهُ . ومنه قولُ أُمّ سَلَمَةَ لعُثْمَانَ رحمه اللهُ " لاَ تُعَفِّ طرِيقاً كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلم لَحَبَها " أَي : أَوْضَحَهَا . ونَهَجَها . لَحَبَ المَرْأَةَ يَلحَبُها لَحْباً جامَعَها نقله الصّاغانيّ . لَحَبَ بِهِ الأَرْضَ : صَرَعَهُ . لَحَب الرجُلُ يَلْحَبُ لَحْباً : مرَّ في الأَرْضِ أَو مَرَّ مَرّاً مُسْتَقِيماً لَحَب يَلْحَبُ لَحْباً : إِذا أَسْرعَ في مَشْيِهِ . ولَحِبَ كفرِح : أَنْحَلَهُ الكِبَرُ والضَّعْفُ قال الشّاعر :
عَجُوزٌ تُرَجِّى أَنْ تكونَ فَتِيَّةً ... وقد لَحِبَ الجَنْبانِ واحْدَوْدَبَ الظَّهْرُ وهو رَجُلٌ مَلْحُوبٌ : قليلُ اللَّحْمِ كأَنّه لُحِبَ . قال أَبو ذُؤَيْب :
أَدْرَكَ أَرْبابُ النَّعمْ ... بكُلِّ مَلْحُوٍب أَشَمّ والمِلْحَبُ كمِنْبَرٍ : اللِّسَانُ الفَصِيحُ كذا في التّهذيب . والملْحَبُ أَيضاً : السَّبّابُ أَي : الكَثيرُ السَّبِّ البَذِيءُ اللِّسانِ . وقيلَ : هذا من الْمَجَاز . والمِلْحَبُ : الحَديدُ القاطعُ في الصَّحِاح : هو كُلُّ ما يُقْطَعُ به ويُقْشَرُ قال الأَعْشَى :
وأَدْفَعُ عن أَعْراضِكُم وأَعِيرُكُمْ ... لِسَاناً كمِقْرَاضِ الخَفَاجِيِّ مِلْحَبَاً واللَّحِيبُ بغيرِ هاءٍ كأَنَّه فَعِيل بمعنى مَفْعُول أَي : لَحَبَهَا السَّيْرُ وقَشَرَهَا ثُمَّ تُنُوسِيَتْ فيها الوَصْفيّةُ عندَ قَومٍ وأَطلِقت من غير هاءٍ ونقلَها الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْد وهي القَلِيلَةُ لَحْمِ الظَّهْرِ من النُّوقِ . وطَرِيقُ مَلْحُوبٌ : أَي واضحٌ . ومَلْحُوبٌ : ع قال الكَلْبِيُّ عن الشَّرْقيّ : سُمِّىَ مَلْحُوبٌ ومُلَيْحِيبٌ بِا بْنَيْ تَرِيمَ بْنِ مَهْيَعِ بْنِ عَرْدَمِ ابْنِ طَسْمٍ . ومَلْحُوب : ماءٌ لِبَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ . ومُلَيْحِيبٌ : عَلَمٌ على تَلٍّ . وقال الحَفْصيُّ : مَلْحُوبٌ ومُلَيْحِيبٌ قَرْيَتَانِ لِبَنِي عَبدِ اللهِ بْنِ الدُّئِل بن حَنيفَةَ باليَمَامَةِ قالَ عَبِيدٌ :
أَقْفَزَ مِن أَهْلِه مَلْحُوبُ ... فَالقُطَبِيّات فالذَّنُوبُ وقال لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ :
وصَاحِب مَلْحُوبٍ فُجِعْنَا بِيَوْمِهِ ... وعِنْدَ الرِّدَاعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرِوصاحِبُ مَلْحُوبٍ : عَوْفُ بْنُ الأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كلاَبٍ قال عامِرُ بْنُ عُمَرَ الخَصَفِيُّ :
قِطَارٌ وأَرْوَاحٌ فأَضْحَتْ كَأَنَّهَا ... صَحَائِفُ يَتْلُوهَا بمَلْحُوبَ دابِرُ كذا في المُعْجَم . قلت : وفي الرَّوْض للسُّهَلْيّ : صاحِبُ الرِّداع شُرَيْحُ بْنُ الأَحْوَصِ في قول ابْنِ هِشَامٍ وقيلَ : هو حبّان بن عُتْبَةَ بْنِ مالِكِ بْن جَعْفَرِ بْنِ كِلابٍ وسيأْتي في ردع