الصَّوْبُ : الانْصِبَابُ من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبّ كالانْصِيَاب . يقَالُ : صَابَ المَطَرُ صَوْباً وانْصَابَ كِلاَهُمَا بمَعْنَى انْصَبَّ . الصَّوْبُ : الصَّيِّبُ كَسَيِّدٍ . يُقَالُ : مَطَر صَوْبٌ وصَيِّبٌ كالصَّيُّوبِ وَهُوَ شَاذٌّ خَصَّه أَكْثَرُ مَنء نَقَلَه بالضَّرُورَة قَالَه شَيْخُنَا . قلتُ : وهَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَيْد فقال مَطَرٌ صَيُّوبٌ مِثَالُ تَنُّور فَيَعْوُل من الصَّوْب أَي كَثِير الانْسِكاب . قال تعالى : أَو كَصَيِّبٍ من السِّمَاءِ قال أَبُو إِسْحاق : الصَّيِّبُ هُنَا المَطَر . وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاء : اللهم اسقِنَا غَيْثاً صَيِّباً أَي مُنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً . وفي لسان العرب : الصَّيِّبُ : السَّحَابُ ذو الصَّوْب . الصَّوْبُ : ضِدُّ الخَطَإِ كالصَّوَاب . قَوْلٌ صَوْبٌ وصَوَابٌ وقَوْلُهم : دَعْنِي وعَلَيّ خَطَئي وصَوْبِي أَي صَوَابِي . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابْنُ هِشَام في شَرْح الكَعْبِيَّة لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ :
أَلا قالت أُمَامَةُ يومَ غُولٍ ... تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ
دَعِينِي إِنَّمَا خَطَئي وصَوْبِي ... علَيَّ وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ
في لسان العرب : وإِنَّ مَا كَذَا مُنْفَصِلَة . قوله : مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الذي أَهْلكتُ إِنَّمَا هو مَالٌ . الصَّوْبُ : القَصْدُ كالإِصَابَة . قال الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ : أَصَابَ فُلاَنٌ الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخْطَأَ مُرَادَه ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ . انتهى . ويقال : صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبَةً وأَصَابَ إِذَا قَصَدَ ولم يَجُرْ . وصَاب السَّهْمُ القِرْطَاسَ صَيْباً لُغَةٌ في أَصَابَه . وإِنَّه لَسَهْمٌ صَائِبٌ أَي قَاصِدٌ . والعربُ تَقَولُ للسَّائِر في فَلاَةٍ يَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عن القَصْد : أَقِمْ صَوْبَكَ أَي قَصْدَك . وفُلاَنٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْب إِذا لم يَزْغ عن قَصْدِه يَمِيناً وشِمَالاً في مَسِيرهِ . وفي المَثَلِ : معَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِب . الصَّوْبُ : المَجيءُ من مكان علٍ وقَدْ صَابَ . وكُلُّ نَازِلٍ من عُلُوٍّ إِلَى استِفَال فهو صَابَ يَصُوبُ وأَنشد :
فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكِنْ لمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوٍّ السَّمَاءِ يَصُوبُ قال ابن بَرِّيّ : البَيْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَيْشِ يَمْدَحُ النُّعْمَانَ وقِيلَ : هُوَ لأَبِي وَجْزَةَ يَمْدَحُ عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ وقِيلَ : هو لعَلْقَمَة بْن عَبَدة . كالتَّصَوُّب وهو حَدَبٌ في حُدُورٍ . والتَّصَوُّبُ أَيْضاً : الانْحِدَارُ . الصَّوْبُ : لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ وهو أَبُو قَبِيلَة مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِل . قال رَجُلٌ مِنْهُم في كَلاَمِه كأَنَّه يُخَاطِبُ بَعِيرَه : حَوْب حَوْب إِنَّه يومُ دَعْقٍ وشَوْب لا لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ . الصَّوْبُ : الإِرَاقَةُ . يُقَالُ : صَابَ المَاءَ وصَوَّبَهُ : صَبَّه وأَرَاقَه . أَنْشَد ثَعْلَبٌ في صفة سَاقِيَيْن :
" وحَبَشِيَّيْن إِذَا تَحَلَّبا
" قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبا الصَّوْبُ : مَجِيءُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ . وقال اللَّيْثُ : الصَّوْبُ : المَطَرُ . وصَابَ الغَيْثُ بمكان كَذَا وكَذَا . وصَابَتِ السَماءُ الأَرْضَ : جَادَتْهَا . وصَابَ أَي نَزَل . قَالَه ابن السيد في الفرق . وصَابَه المَطَر أَي مُطِرَ . وفي قول الشاعر :
فسَقَى دِيَارَك غَيْرَ مُفْسِدِهَا ... صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي قال شَيْخُنا : جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ كَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَى النُّزُول مِنْ صَابَ وكَوْنَه بمَعْنَى المَطَر . وعَلَى الثَّانِي مَعْنَاه الفَضْل . والصَّوْبُ أَيضاً بمَعْنَى النَّاحِيَة والجِهَة وقَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ وجَعَلَه بعضُهم استْعَارَةً مِن الصَّوْبِ بمَعْنَى المَطَر . والصَّحِيحُ أَنه حَقِيقَةٌ في الجَانِبِ والجِهَةِ عَلَى مَا فِي التَّهْذِيبِ والمِصْبَاح وذكره الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة وابْنُ هِشَام في شَرْحِ الكَعْبِيَّة كما ذَكَرَه شَيْخُنَا . والإِصَابَةُ : خِلاَفُ الإِصْعَاد وقَد أَصَابَ الرَّجُلُ . قال كَثَيِّر عَزّة :
ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ ... إِذَا مَا خَلَت مِمَّن يَحِلُّ المَنَازِلُ الإِصَابَةُ : الإِتْيَانُ بالصَّوَاب . وأَصَابَ : جَاءَ بالصَّوَاب . الإِصَابَةُ أَيضاً إِرَادَتُه أَي الصَّوَاب . وأَصَابَ في قَوْلِه وأَصَابَ القْرْطَاسَ وأَصَاب في القِرطَاس إِذا لم يُخْطِئ . الإِصَابَةُ : الوِجْدَانُ . يُقَالُ : أَصَابَهُ : رَآه صَوَاباً وَوَجَدَه صَوَاباً . وفي حِدِيثِ أَبِي وَائِل : كان يُسْأَلُ عن التَّفْسِيرِ فَيَقُولَ : أَصَابَ اللهُ الَّذِي أَرَادَ يَعْنِي أَرَادَ اللهُ الذِي أَرَادَ وأَصْلُه من الصَّوَابِ . وقَوْلُهُم للشِّدَّةِ إِذَا نَزَلَت : صَابَت بِقُرٍّ أَيْ صَارَتِ الشِّدَّةُ في قَرَارِهَا . وفي الأَسَاسِ ومن المَجَاز : أَصَابَ الشيءَ : وَجَدَه . وأَصَابَه أَيْضاً : أَرادَه . قلْتُ : وبِه فَسَّرَ أَبُو بَكْر قَوْلَه تَعَالى : تَجْري بأَمْرِه رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ قال : أَرَادَ : حَيْثُ أَرَادَ . وأَنشد :
وغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا ... فَنَاءَتْ وحَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُهَاأَراد تُرِيدُهَا ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ ؛ لأَنَّه لاَ يَكُونُ مُصِيباً ومُخْطِئاً في حال واحدة كذا في لِسَان العَرَب وراجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِيشِيّ وقَوْل رُؤْبَة فِيهِ :
" ... أَين تُصِيبَان وأَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ وغَيْرِهِ أَيْ أَخَذَ وتَنَاوَلَ . وفي الحدِيث : يُصِيبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ أَي ينالون مَا نَالُوا . وفي الحدِيث أَنَّه كَانَ يُصِيبُ من رَأْسِ بَعْضِ نِسَائِه وَهُوَ صَائِمٌ أَرَادَ التَّقْبِيلَ . الإِصَابَةُ : الاحْتِيَاجُ وأَصَابَه أَحْوَجَه . الإِصَابَةُ : التَّفْجِيعُ أَصَابَه بكذا : فَجَعَه بِهِ . وأَصَابَهم الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم وأَمْوَالهم : جَاجَهُم فيها فَفَجَعَهُم كالمُصَابَةِ والمُصَابِ . قال الحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ المَخْزُوميُّ :
أَسُلَيْمَ إِنّ مُصَابَكُم رَجُلاً ... أَهْدَى السَّلاَمَ تَحِيَّةً ظُلْمُ
أَقْصدْتِه وأَرَادَ سِلْمَكُمُ ... إِذ جَاءَكم فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ قال ابن بَرّيّ : هذا البَيْتُ لَيْسَ للعَرْجِيّ كما ظَنَّه الحَرِيرِيّ فقال في دُرَّةِ الغَوَّاصِ : هو للعَرْجِيّ وصَوَابُه : أَظُلَيْم تَرْخِيم ظُلَيْمَة وظُلَيْمَة تَصْغِير ظَلُوم تَصْغِير التَّرْخِيم . ويروى : أَظَلُوم إِنَّ مُصَابَكم . وظُلَيْم هي أُمُّ عِمْرَان زوْجَةُ عَبْد الله بْنِ مُطِيع وَكَانَ الحَارِثُ يَنْسِبُ بِهَا ولَمَّا مات زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا وَرَجُلاً مَنْصُوب بمُصَابٍ . يعني إِنَّ إِصَابَتَكُم رَجُلاً وظُلْم خَبَر إِنّ كَذَا فِي لِسَانِ العَرب . وعن ابن الأَعرابيّ : ما كنتُ مُصَاباً ولقد أُصِبْتُ . وإِذا قال الرَّجُلُ لآخَر : أَنْتَ مُصَابٌ قال : أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ . وأَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فهو مُصَابٌ . والصَّابَةُ : المُصِيبَةُ مَا أَصَابَكَ من الدَّهْر كالمُصَابَةِ والمَصُوبَة بضَمِّ الصَّاد والتَّاء للتَّأْنِيث أَو للمُبَالَغَة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ . وفي التهذيب : قال الزّجّاج : أَجْمَعَ النَّخْوِيُّون على أَنْ حَكَوا مَصَائِب في جَمع مُصِيبَة بالهَمْزِ وأَجْمَعُوا أَن الاخْتِيَار مَصَاوِب وإِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ . قَالَ : وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ المَكْسُورَة كما قَالُوا : وِسَادَة وإِسَادَةٌ . وزَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَة فيها بَدَلاً مِن الوَاوِ لأَنَّهَا أَغْلَبُ في مُصيبَة . قَالَ الزَّجَّاجُ : وَهَذَا رَدِيء ؛ لأَنَّه يَلْزمُ أَنْ يُقَالَ في مَقَام مَقَائم وفي مَعُونَة مَعَائِن . وقال أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : مُصِيبَةٌ كَانَتْ في الأَصْلِ مُصْوِبَة أَلْقَوْا حَرَكَةَ الْوَاوِ عَلَى الصَّادِ فانْكَسَرَتْ وَقَلَبُوا الوَاو يَاءً لِكَسْرَةِ الصَّادِ . وقَال ابنُ بُزُرْج : تَرَكتُ النَّاسَ على مُصَابَاتِهِم أَي على طَبَقَاتِهم ومَنَازِلِهِم . وفي الحديث : مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْه . أِي ابْتَلاَهُ بالمَصَائِبِ ليُثيبَه عَلَيْهَا وهو الأَمْرُ المَكْرُوهُ يَنْزِل بالإِنْسَان . ونَقَلَ شيخُنَا في التَّوْشِيح أَنَّ أَصْلَ المُصِيبَةِ الرَّمْيَةُ بالسَّهْمِ ثم اسْتُعْمِلَت في كل نَازِلَةٍ . الصَّابَةُ : الضَّعْفُ في العَقْلِ . يقال : رَجُلٌ مُصَابٌ . وفي عَقْل فلانٍ صَابَةٌ أَي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنُون . وفي التهذيب : كأَنَّه مَجْنُون . ويُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ . والمُصَابُ : قَصَبُ السُّكَّرِ كذا في لسَان العَرَب . الصَّابَةُ : شَجَرٌ مُرٌّ . وفي التَّهْذِيبِ عَن الأَصْمَعِيّ : الصَّابُ والسُّلَع : ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان ج : صَابٌ . وَوَهِمَ الجَوْهريّ في قَوْله عُصَارَة شَجَر مُرٍّ . قال الهُذَلِيّ :
إِني أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً ... كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُقَال الصَّاغَانِيّ : وإِنما أَخَذَه من كِتَاب اللَّيْثِ . أَلَيْسَ أَنَّه يُقَالُ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَي مَشْقُوقٌ والعُصَارَة لا تُذْبَح وإِنما تُذْبَح الشَّجَرَةُ فَتَخْرج منْهَا العُصَارَة . والرِّوَايَةُ في البَيْتِ . نَامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيْلَ . قلت : وذَكَر ابنُ سِيدَه الوَجْهَيْن فَفِي المحكم : الصَّابُ : عُصَارَة شَجَرٍ مُرٍّ وقيل : هو عُصَارَة الصَّبِر وقِيلَ : هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِر خَرَجَ منه كَهَيْئَةِ اللَّبَنِ فربما نَزَتْ مِنه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فَتَقَع في العَيْنِ فكأَنَّهَا شَهَابُ نارٍ وربما أَضْعَفَ البَصَرَ وأَنْشَد قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْب السَّابِقِ . قال : والمُشْتَجِر : الَّذِي يَضعُ يَدَه تَحْتَ حَنَكِه مُذَّكِّراً لِشِدَّةِ هَمِّه . ثم قَال : وقَال ابْنُ جِنِّي : عَيْنُ الصَّابِ واو قِيَاساً واشْتِقَاقاً . أَمَّا القِيَاسُ فلأَنَّهَا عَيْن والأَكْثَرُ أَنْ تَكُونَ وَاواً . وأَمَّا الاشْتِقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذَا أَصَابَ العَيْنَ حَلَبَهَا وهو أَيضاً شَجَرٌ إِذَا شُقَّ سَالَ منه المَاءُ وكِلاَهُمَا مِن مَعْنَى صَابَ يَصُوبُ إِذَا انْحَدَرَ . السَّهْمُ الصَّيُوبُ كَصَبُورٍ في مَعْنى الصَّائِب . ومن المَجَازِ : رَأْيٌ مُصِيبٌ وصَائب . كالصَّوِيب بمَعْنَى صَائب . وفي لسان العرب : قال ابنُ جنِّي : لم نَعْلَم في اللُغَة صِفَةً على فَعِيل مِمَّا صَحَّتْ فَاؤُه ولاَمُه وعِيْنه وَاوٌ إِلا قَوْلَهم طَوِيلٌ وقَوِيمٌ وصَوِيبٌ . قال : فأَمَّا العَوِيص فصِفَةٌ غَالِبَةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ وَهَذَا في المُحْكَم . قال شَيْخُنَا : وهو في مُهمّاتِ النَّظَائِرِ والأَشْبَاهِ . يقال : هو في صوَّابَة القَوْمِ أَي في لُبَابِهِم . وصَوَّابَةُ القَوْمِ : جَمَاعَتهم كَصُيَّابَتِهِم وصُيَّابهم تُذْكَرُ في الياءِ لأَنَّها يَائِيَّةٌ وَاوِيَّةٌ . من المَجَازِ : اسْتَصَابَه أَي الرَّأْيَ بمَعْنَى اسْتَصْوَبَه . وقَالَ ثَعْلَبٌ : اسْتَصَبْتُه قيَاسٌ . والعَرَبُ تَقُولُ : استَصْوَبْتُ رأَْيَك . وصَوَّبَهُ : قَالَ لَهُ أَصَبْتَ . وتَقُولُ : إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئنِي وإِنْ أَصَبْتُ فصَوِّبْنِي . من المجَاز : صَوَّبَ اللهُ رَأْسَه : خَفَضَه . والتَّصْوِيبُ : خِلافُ التَّصْعِيدِ . وفي التَّهْذِيبِ : صَوّبتُ الإِنَاءَ وَرَأْسَ الخَشَبَة إِذا خَفَضْتَه . وكُرِهَ تَصْوِيبُ الرَّأْسِ في الصَّلاَةِ . وفي الحَدِيثِ : مَن قَطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأْسَهُ في النَّارِ . سُئلَ أَبُو دَاوود السِّجِسْتَانِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فقال : هو مُخْتَصر ومَعْنَاه : مَنْ قَطَع سِدْرَةً في فَلاَة يَسْتَظِلُّ بها ابْنُ السَّبِيل بِغَيْرِ حَقٍّ يكون له فِيها صَوَّبَ الله رَأْسَه أَي نَكَّسه . ومنه الحَدِيثُ : وصَوَّبَ يَدَهُ أَي خَفَضَهَا كذا في لِسَانِ العَرَبِ . عن ابن الأَعْرَابِيّ : المِصْوَبُ أَي كمِنْبَر : المِغْرَفَة عن ابْنِ الأَعْرَابيِّ . والصُّوبَةُ بالضَّمِّ : كُلُّ مُجْتَمِع عن كُرَاع أَو الصُّوبَةُ : الجَمَاعَة مِنَ الطَّعَام والصُّوبَةُ : الكُدْسَةُ من الحِنْطَة والتَّمْرِ وغَيْرِهِما . والصُّوبَةُ : الكَبْشَة من تُرَابٍ أَو غَيْرِه . وعن ابن السكّيت : الصُّوبَةُ : الجَرِينُ أَي مَوْضِعُ التَّمْرِ . وحكى اللِّحْيَانيّ عن أَبِي الدِّينَارِ الأَعْرَابِيّ : دخلتُ عَلَى فلان فإِذَا الدَّنَانِير صُوبَةٌ بَيْن يَدَيْه أَي كُدْسٌ مَهِيلَةٌ . ومن رَوَاه فإِذَا الدِّينَار ذَهَبَ بالدِّينَارِ إِلَى مَعْنَى الجِنْسِ لأَنّ الدِّينَارَ الوَاحدَ لا يَكُون صُوبَةً هكَذَا في لِسَانِ الْعَرَب . غَيْر أَنِّي رَأَيْتُ في الأَسَاسِ قَوْلَهُم : والدَّنَانِير صُوبةٌ بَيْن يَدَيْهِ مَهِيلة فليُنْظَرْ . صَوْبَة بالفتح بلا لام : فَرَسَانِ لحسان بن مُرَّة بْنِ جَنْدَلَة مِنْ بَنِي سَدُوس فرس العَبَّاس بْنِ مَرْدَاس السُّلَمِيّ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : صَوَّبتُ الفَرَسَ إذَا أَرْسَلْتَه في الجَرْي . قال امْرُؤُ القَيْس :
" فَصَوَّبْتُهُ كأَنَّهُ صَوْبُ غَبْيَةٍعَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذَا سِيطَ أَحْضَرَاوالصِّيَابُ جَمْع صَائِب كَصَاحِب وصِحَاب وأَعَلَّ العَيْنَ في الجَمْع كما أَعَلَّهَا في الوَاحِد كَصَائِم وصِيَام وقَائِم وقِيَام . هَذَا إِذَا كَانَ صِيَابٌ من الوَاوِ ومن الصَّوَاب في الرَّمْي . وإِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ يَصْيبُه فاليَاء فِيه أَصْل وأَمَّا مَا أَنْشَدَه ابن الأَعْرَابِيّ :
" فكَيْفَ تُرَجِّي العَاذِلاَتُ تَجَلُّدِي
" وصَبْرِي إِذَا ما النَّفْسُ صِيبَ حَمِيمُهَا فإِنَّه كَقَوْلِكَ : قُصْدَ . قال : ويَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَال : صَابَ السَّهْمُ . قَالَ : ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ . قَالَ : وعِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم : صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ : أَصَابتها تَصُوبُ فكأَنَّ المَنِيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا كَذَا في لِسَان العَرَبِ . وصَابُوا بِهِم : وقَعُوا بِهِم وبِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ :
صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وأَرْبَعَةٍ ... حَتَّى كأَنَّ عَلَيْهِم جَابِئاً لُبَداً الجَابئ : الجَرَادُ . واللُّبَدُ : الكَثِيرُ وقد سَمَّوا صَوَاباً كَسَحَابٍ
لَصِبَ الجِلْدُ باللَّحْمِ كفَرِح يَلصَبُ لَصِباً فهو لَصِبٌ : لَزِقَ بهِ هُزالاً . لًصِبَ السَّيْفُ في الغِمْدِ لَصَباً : نَشِبَ فيه فلم يَخْرُجْ . لَصِب الخاتَمُ في الإِصْبَعِ وهو ضدُّ قَلِقَ . واللِّصْب بالكَسْرِ قال الأَصْمَعِيُّ : هو الشِّعْبُ الصَّغِيرُ في الجَبَلِ . وكُلُّ مَضيقٍ في الجَبَلِ فهو لِصْبٌ وقرأْتُ في أَشعارِ الهُذَلِيّينَ لأَبِي ذُؤَيبٍ :
فَشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ ... سُلاسِلَةٍ مِنْ ماءِ لِصْب سُلاسِلِ قال السُّكَّرِيُّ : اللِّصْب : شَقٌّ في الجَبَلِ أَضْيقُ من اللِّهْبِ وأَوْسَعُ من الشِّعْبِ والجَمعُ كالجمعِ . هو مَضِيقُ الوادي . ج لِصَابٌ ولُصُوبٌ . اللَّصِبُ كَكَتِفٍ : ضَرْبٌ من السُّلْتِ عَسِرُ الاستِنْقاءِ يَنْداسُ ما يَنْدَاسُ ويَحْتَاج الباقِي إِلى المَنَاحِيز . اللَّصِبُ أَيضاً : البَخِيلُ العَسِرُ الأَخْلاقِ ويُقَال : فُلانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ : لا يَكَادُ يُعْطِي شَيْئاً . واللَّوَاصِبُ في شعر كُثَيِّرٍ :
لَوَاصِبُ قد أَصْبَحَتْ وانْطَوَتْ ... وقد أَطْوَلَ الحَيُّ عنها لَبَاثَا هي الآبارُ الضَّيِّقَةُ البَعِيدَة القَعْرِ هذا قولُ الجوهريّ وقولُ أَبي عَمْرو إِنّه أَرادَ بها إِبِلاً قد لَصِبَتْ جُلُودُهَا أَي لَصِقَتْ من العَطَش . نقله الصّاغانيّ . يُقال : سَيْفٌ مِلْصَابٌ : إِذا كان يَنْشَبُ في الغِمْدِ كَثِيراً ولا يِكَادُ يَخْرُجُ منه . الْتَصَبَ الشَّيءُ : ضاقَ قال أَبو دُوَادٍ :
عن أَبْهَرَيْنِ وعن قَلْبٍ يُوَفٍّرُهُ ... مَسْحُ الأَكُفِّ بِفَجٍّ غَيْرِ مُلْتَصِبِ من ذلك قولُهم : طَرِيقٌ مُلْتَصِبٌ أَي : ضَيِّقٌ نقله الصّاغَانيّ