تَبِعَ الشيءَ
تَبَعاً وتَباعاً في الأَفعال وتَبِعْتُ الشيءَتُبوعاً سِرْت في إِثْرِه
واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً له وكذلك تتَبَّعه
وتتَبَّعْته تتَبُّعاً قال القُطامي وخَيْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه وليس
بأَن تتَبَّع
تَبِعَ الشيءَ
تَبَعاً وتَباعاً في الأَفعال وتَبِعْتُ الشيءَتُبوعاً سِرْت في إِثْرِه
واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً له وكذلك تتَبَّعه
وتتَبَّعْته تتَبُّعاً قال القُطامي وخَيْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه وليس
بأَن تتَبَّعَه اتِّباعا وضَع الاتِّباعَ موضع التتبُّعِ مجازاً قال سيبويه
تتَبَّعَه اتِّباعاً لأَن تتَبَّعْت في معنى اتَّبَعْت وتَبِعْت القوم تَبَعاً
وتَباعةً بالفتح إِذا مشيت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَيْتَ معهم وفي حديث الدعاء
تابِعْ بيننا وبينهم على الخيْراتِ أَي اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم على ما هم عليه
والتِّباعةُ مثل التَّبعةِ والتِّبعةِ قال الشاعر أَكَلَت حَنِيفةُ رَبَّها زَمَنَ
التقَحُّمِ والمَجاعهْ لم يَحْذَرُوا من ربِّهم سُوء العَواقِبِ والتِّباعهْ
لأَنهم كانوا قد اتخذوا إِلهاً من حَيْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثم أَصابتهم مَجاعة
فأَكلوه وأَتْبَعه الشيءَ جعله له تابعاً وقيل أَتبَعَ الرجلَ سبقه فلَحِقَه
وتَبِعَه تَبَعاً واتَّبَعه مرَّ به فمضَى معه وفي التنزيل في صفة ذي القَرْنَيْنِ
ثم اتَّبَع سبَباً بتشديد التاء ومعناها تَبِعَ وكان أَبو عمرو بن العلاء يقرؤُها
بتشديد التاء وهي قراءة أَهل المدينة وكان الكسائي يقرؤُها ثم أَتبع سبباً بقطع
الأَلف أَي لَحِقَ وأَدْرك قال ابن عبيد وقراءة أَبي عمرو أَحبُّ إِليَّ من قول
الكسائي واسْتَتْبَعَه طلَب إِليه أَن يَتبعه وفي خبر الطَّسْمِيِّ النافِر من
طَسمٍ إِلى حَسَّان الملك الذي غَزا جَدِيساً أَنه اسْتَتْبَع كلبة له أَي جعلها
تَتبعه والتابِعُ التَّالي والجمع تُبَّعٌ وتُبَّاعٌ وتَبَعة والتَّبَعُ اسم للجمع
ونظيره خادِمٌ وخَدَم وطالبٌ وطلَبٌ وغائبٌ وغَيَبٌ وسالِفٌ وسَلَفٌ وراصِدٌ
ورَصَدٌ ورائحٌ ورَوَحٌ وفارِطٌ وفرَطٌ وحارِسٌ وحَرَسٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ وقافِلٌ من
سفَره وقَفَلٌ وخائلٌ وخَوَلٌ وخابِلٌ وخَبَلٌ وهو الشيطان وبعير هامِلٌ وهَمَلٌ
وهو الضالُّ المهمل قال كراع كل هذا جمع والصحيح ما بدأْنا به وهو قول سيبويه فيما
ذَكر من هذا وقياس قوله فيما لم يَذكره منه والتَّبَعُ يكون واحداً وجماعة وقوله
عز وجل إِنَّا كُنا لكم تَبَعاً يكون اسماً لجمع تابِع ويكون مصدراً أَي ذَوِي
تَبَعٍ ويجمع على أَتْباع وتَبِعْتُ الشيءَ وأَتْبَعْتُه مثل رَدِفْتُه
وأَرْدَفْتِه ومنه قوله تعالى إِلاَّ مَن خَطِفَ الخَطْفةَ فأَتْبعه شِهاب ثاقِب
قال أَبو عبيد أَتْبَعْت القوم مثل أَفْعلت إِذا كانوا قد سبقوك فَلَحِقْتَهم قال
واتَّبَعْتُهم مثل افْتَعَلْت إِذا مرُّوا بك فمضيتَ وتَبِعْتُهم تَبَعاً مثله
ويقال ما زِلْتُ أَتَّبِعُهم حتى أَتْبَعْتُهم أَي حتى أَدركْتُهم وقال الفراء
أَتْبَعَ أَحسن من اتَّبَع لأَن الاتِّباع أَن يَسِير الرجل وأَنت تسير وراءَه
فإِذا قلت أَتْبَعْتُه فكأَنك قَفَوْته وقال الليث تَبِعْت فلاناً واتَّبَعْته
وأَتْبعْته سواء وأَتْبَعَ فلان فلاناً إِذا تَبِعَه يريد به شرّاً كما أَتْبَعَ
الشيطانُ الذي انسلَخَ من آيات الله فكان من الغاوِين وكما أَتْبَع فرعونُ موسى
وأَمَّا التتَبُّع فأَن تتتَبَّعَ في مُهْلةٍ شيئاً بعد شيء وفلان يتَتبَّعُ
مَساوِيَ فلان وأَثرَه ويَتتبَّع مَداقَّ الأُمور ونحو ذلك وفي حديث زيد بن ثابت
حين أَمره أَبو بكر الصديقُ بجمع القرآن قال فَعَلِقْتُ أَتَتَبَّعه من اللِّخافِ
والعُسُبِ وذلك أَنه اسَقْصَى جميعَ القرآن من المواضع التي كُتِب فيها حتى ما
كُتِب في اللِّخاف وهي الحجارة وفي العُسُب وهي جريد النخل وذلك أَنَّ الرَّقَّ
أَعْوَزَهم حين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُمِر كاتبُ الوَحْي فيما
تيسَّر من كَتِف ولوْحٍ وجِلْد وعَسُيب ولَخْفة وإِنما تَتبَّع زيد بن ثابت القرآن
وجمعه من المواضع التي كُتِب فيها ولم يقتصر على ما حَفِظ هو وغيره وكان من أَحفظ
الناس للقرآن اسْتِظهاراً واحْتِياطاً لئلا يَسْقُط منه حرف لسُوء حِفْظ حافِظه
أَو يتبدَّل حرف بغيره وهذا يدل على أَن الكتابة أَضْبَطُ من صدور الرجال وأَحْرَى
أَن لا يسقط منه شيء فكان زيد يَتتبَّع في مُهلة ما كُتب منه في مواضعه ويَضُمُّه
إَلى الصُّحف ولا يُثْبِتُ في تلك الصحف إِلاَّ ما وجده مكتوباً كما أُنزل على
النبي صلى الله عليه وسلم وأَمْلاه على مَن كَتبه واتَّبَعَ القرآنَ ائْتَمَّ به
وعَمِلَ بما فيه وفي حديث أَبي موسى الأَشعري رضي الله عنه إِنَّ هذا القرآن كائنٌ
لكم أَجراً وكائن عليكم وِزْراً فاتَّبِعوا القرآن ولا يَتَّبِعنَّكُم القرآنُ
فإِنه من يَتَّبِعِ القرآن يَهْبِطْ به على رِياضِ الجنة ومَن يَتَّبِعْه القرآنُ
يَزُخّ في قَفاه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم يقول اجعلوه أَمامكم ثم اتلوه كما
قال تعالى الذين آتيناهم الكتاب يَتْلُونه حقَّ تِلاوته أَي يَتَّبِعونه حقَّ
اتِّباعه وأَراد لا تَدَعُوا تِلاوته والعملَ به فتكونوا قد جعلتموه وراءَكم كما
فَعل اليهود حين نَبَذُوا ما أُمروا به وراء ظهورهم لأَنه إِذا اتَّبَعَه كان بين
يديه وإِذا خالفه كان خَلْفَه وقيل معنى قوله لا يتبعنكم القرآن أَي لا
يَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بتضييعكم إِياه كما يطلُب الرجلُ صاحبَه بالتَّبِعة قال
أَبو عبيد وهذا معنى حسن يُصَدِّقه الحديث الآخر إِن القرآن شافِع مُشَفَّعٌ
وماحِلٌ مُصَدَّقٌ فجعله يَمْحَل صاحبَه إِذا لم يَتَّبِعْ ما فيه وقوله عز وجل
أَو التابعينَ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ فسره ثعلب فقال هم أَتباع الزوج ممن
يَخْدُِمُه مثل الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة وفي حديث الحُدَيْبية وكنت تَبِيعاً
لطَلْحةَ بن عُبيدِ الله أَي خادماً والتَّبَعُ كالتابِعُ كأَنه سمي بالمصدر وتَبَعُ
كلِّ شيءٍ ما كان على آخِره والتَّبَعُ القوائم قال أَبو دُواد في وصف الظَّبَّية
وقَوائم تَبَع لها مِن خَلْفِها زَمَعٌ زَوائدْ وقال الأَزهري التَّبَعُ ما تَبِعَ
أَثَرَ شيء فهو تَبَعةٌ وأَنشد بيت أَبي دواد الإيادي في صفة ظبية وقوائم تَبَع
لها من خلفها زمع مُعَلَّقْ وتابَع بين الأُمور مُتابَعةً وتِباعاً واتَرَ ووالَى
وتابعْتُه على كذا مُتابعةً وتِباعاً والتِّباعُ الوِلاءُ يقال تابَعَ فلان بين
الصلاة وبين القراءة إِذا والَى بينهما ففعل هذا على إِثْر هذا بلا مُهلة بينهما
وكذلك رميته فأَصبته بثلاثة أَسهم تِباعاً أَي وِلاء وتَتابَعَتِ الأَشياءُ تَبِعَ
بعضُها بعضاً وتابَعه على الأَمر أَسْعدَه عليه والتابِعةُ الرَّئِيُّ من الجنّ
أَلحقوه الهاء للمبالغة أَو لتَشْنِيع الأَمْرِ أَو على إِرادة الداهِيةِ
والتابعةُ جِنِّيَّة تَتْبع الإِنسان وفي الحديث أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدينةَ
يعني من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم امرأَة كان لها تابِعٌ من الجن التابِعُ
ههنا جِنِّيٌّ يَتْبَع المرأَة يُحِبُّها والتابعةُ جِنية تتْبع الرجلَ تحبه
وقولهم معه تابعة أَي من الجن والتَّبِيعُ الفَحل من ولد البقر لأَنه يَتْبع أُمه
وقيل هو تَبيع أَولَ سنة والجمع أَتْبِعة وأَتابِعُ وأَتابِيعُ كلاهما جمعُ الجمعِ
والأَخيرة نادرة وهو التِّبْعُ والجمع أَتباع والأُنثى تَبِيعة وفي الحديث عن معاذ
بن جبل أَن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إِلى اليمين فأَمرَه في صدَقةِ البقر
أَن يأْخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً ومن كل أَربعين مُسِنَّةً قال أَبو
فَقْعَس الأَسَدي ولد البقَر أَول سنة تَبِيع ثم جزَع ثم ثنيّ ثم رَباعٌ ثم سَدَسٌ
ثم صالِغٌ قال الليث التَّبِيعُ العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه يَتْبَع أُمه بعدُ
قال الأَزهري قول الليث التَّبِيع المدرك وهَم لأَنه يُدْرِكُ إِذا أَثنى أَي صار
ثَنِيًّا والتبيع من البقر يسمى تبيعاً حين يستكمل الحَوْل ولا يسمى تَبِيعاً قبل
ذلك فإِذا استكمل عامين فهو جَذَع فإِذا استوفى ثلاثة أَعوام فهو ثَنِيٌّ وحينئذ
مُسِنٌّ والأُنثى مُسِنَّة وهي التي تؤخذ في أَربعين من البقر وبقرة مُتْبِعٌ ذاتُ
تَبِيع وحكى ابن بري فيها مُتْبِعة أَيضاً وخادم مُتْبِع يَتْبَعُها ولدها حيثما
أَقبلت وأَدبرت وعمَّ به اللحياني فقال المُتْبِعُ التي معها أَولاد وفي الحديث
أَن فلاناً اشترى مَعْدِناً بمائة شاة مُتْبِع أَي يَتْبَعها أَولادها وتَبِيعُ
المرأَةِ صَدِيقُها والجمع تُبَعاء وهي تَبِيعته وهو تِبْعُ نِساء والجمع أَتباع
وتُبَّع نساء عن كراع حكاها في المُنَجَّذ وحكاها أَيضاً في المُجَرَّد إِذا جدَّ
في طَلَبِهِنّ وحكى اللحياني هو تِبْعُها وهي تِبْعَتُه قال الأَزهري تِبْعُ نساء
أَي يَتْبَعُهُنَّ وحِدْثُ نساء يُحادِثُهنَّ وزِيرُ نساء أَي يَزُورُهُنَّ وخِلْب
نساء إِذا كان يُخالِبهنَّ وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ يَتْبَع النساءَ وتِبْعٌ ضِلَّةٌ
أَي لا خَيْرَ فيه ولا خير عنده عن ابن الأَعرابي وقال ثعلب إِنما هو تِبْعُ
ضِلَّةٍ مضاف والتَّبِيعُ النَّصِير والتَّبِيعُ الذي لك عليه مال يقال أُتْبِعَ
فلان بفلان أَي أُحِيلَ عليه وأَتْبَعَه عليه أَحالَه وفي الحديث الظُّلْم لَيُّ
الواجِدِ وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ معناه إِذا أُحِيلَ
أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ فلْيَحْتَلْ من الحَوالةِ قال الخطابي أَصحاب الحديث
يروونه اتَّبع بتشديد التاء وصوابه بسكون التاء بوزن أُكْرِمَ قال وليس هذا أَمراً
على الوجوب وإِنما هو على الرِّفْق والأَدب والإِياحةِ وفي حديث ابن عباس رضي الله
عنهما بَيْنا أَنا أَقرأُ آية في سِكَّة من سَكَكِ المدية إِذ سمعت صوتاً من خَلفي
أَتْبِعْ يا ابن عباس فالتَفَتُّ فإِذا عُمر فقلت أُتْبِعُك على أُبَيّ بن كعب أَي
أَسْنِدْ قراءتك ممن أَخذتها وأَحِلْ على من سَمِعْتها منه قال الليث يقال للذي له
عليك مال يُتابِعُك به أَي يُطالبك به تَبِيع وفي حديث قيس بن عاصم رضي الله عنه
قال يا رسول الله ما المالُ الذي ليس فيه تَبِعةٌ من طالب ولا ضَيْفٍ ؟ قال نِعْم
المال أَربعون والكثير ستون يريد بالتَّبِعةِ ما يَتْبَع المالَ من نوائب الحُقوق
وهو من تَبِعْت الرجل بحقّي والتَّبِيعُ الغَرِيمُ قال الشماخ تَلُوذُ ثَعالِبُ
الشَّرَفَيْن منها كما لاذَ الغَرِيمُ من التَّبِيعِ وتابَعَه بمال أَي طَلَبه
والتَّبِعُ الذي يَتْبَعُكَ بحق يُطالبك به وهو الذي يَتْبع الغريم بما أُحيل عليه
والتبيع التابع وقوله تعالى فيُغْرِقَكم بما كفرتم ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به
تَبِيعاً قال الفراء أَي ثائراً ولا طالباً بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم وقال
الزجاج معناه لا تجدوا من يَتْبَعُنا بإِنكار ما نزل بكم ولا يتبعنا بأَن يصرفه
عنكم وقيل تَبِيعاً مُطالِباً ومنه قوله تعالى فاتِّباعٌ بالمَعْروف وأَداء إِليه
بإِحْسان يقول على صاحب الدَّمِ اتِّباع بالمعروف أَي المُطالَبَةُ بالدِّية وعلى
القاتِل أَداء إِليه بإِحسان ورفع قوله تعالى فاتباع على معنى قوله فعليه اتِّباع
بالمعروف وسيُذْكَرُ ذلك مُستوفى في فصل عفا في قوله تعالى فَمن عُفِيَ له من
أَخِيه شيء والتَّبِعةُ والتِّباعةُ ما اتَّبَعْتَ به صاحبَك من ظُلامة ونحوها
والتَّبِعةُ والتِّباعةُ ما فيه إِثم يُتَّبَع به يقال ما عليه من الله في هذا
تَبِعة ولا تِباعة قال وَدّاك بن ثُمَيل هِيمٌ إِلى الموتِ إِذا خُيِّرُوا بينَ
تِباعاتٍ وتَقْتالِ قال الأَزهري التِّبِعة والتَّباعة اسم الشيء الذي لك فيه
بُغْية شِبه ظُلامة ونحو ذلك وفي أَمثال العرب السائرة أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها
يُضرب مثلاً للرجل يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الحاجة والتُّبّعَُ
والتُّبُّع جميعاً الظل لأَنه يَتْبَع الشمس قالت سُعْدَى الجُهَنِيَّةُ تَرْثي
أَخاها أَسْعَدَ يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا
اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ التُّبَّعُ الظل واسْمِئْلاله بُلوغه نصف النهار وضُمورُه
وقال أَبو سعيد الضرير التُّبَّع هو الدَّبَرانُ في هذا البيت سُمي تُبَّعاً
لاتِّباعِه الثُّرَيّا قال الأَزهري سمعت بعض العرب يسمي الدبران التابع
والتُّوَيْبِع قال وما أَشبه ما قال الضرير بالصواب لأَن القَطا تَرِدُ المياه ليلاً
وقلما تردها نهاراً ولذلك يقال أَدَلُّ من قَطاة ويدل على ذلك قول لبيد فَوَرَدْنا
قبلَ فُرَّاطِ القَطا إِنَّ مِن وَرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ قال ابن بري ويقال
له التابِعُ والتُّبَّعُ والحادِي والتالي قال مُهَلْهل كأَنَّ التابِعَ
المَسْكِينَ فيها أَجِيرٌ في حُداياتِ الوَقِير
( * رواية اخرى حدابات بدل حدايات )
والتَّبابِعةُ ملوك اليمن واحدهم تُبَّع سموا بذلك لأَنه يَتْبَع بعضُهم بعضاً
كلما هَلك واحد قام مَقامه آخر تابعاً له على مثل سِيرته وزادوا الهاء في التبابعة
لإِرادة النسب وقول أَبي ذؤيب وعليهِما ماذِيَّتانِ قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ
السَّوابِغِ تُبَّعُ سَمِعَ أَن داودَ على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان سُخِّر
له الحديدُ فكان يَصْنع منه ما أَراد وسَمِعَ أَنَّ تُبَّعاً عَمِلَها وكان تُبع
أَمَر بعملها ولم يَصْنعها بيده لأَنه كان أَعظمَ شأْناً من أَن يصنع بيده وقوله
تعالى أَهم خَيْر أَم قومٌ تُبَّعٍ قال الزجاج جاء في التفسير أَن تُبَّعاً كان
مَلِكاً من الملوك وكان مؤْمناً وأَن قومه كانوا كافرين وكان فيهم تَبابِعةٌ وجاء
أَيْضاً أَنه نُظِر إِلى كتاب على قَبْرَين بناحية حِمْيَر هذا قبر رَضْوى وقبر
حُبَّى ابنتي تُبَّع لا تُشركان بالله شيئاً قال الأَزهري وأَمّا تبع الملِك الذي
ذكره الله عز وجل في كتابه فقال وقومُ تبع كلٌّ كذَّب الرسُلَ فقد روي عن النبيي
صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما أَدري تُبَّعٌ كان لعِيناً أَم لا
( * قوله « تبع كان لعيناً أم لا » هكذا في الأصل الذي بأيدينا ولعله محرف والأصل
كان نبياً إلخ ففي تفسير الخطيب عند قوله تعالى في سورة الدخان أهم خير أم قوم تبع
وعن النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم وعنه صلى الله عليه
وسلم ما أدري أكان تبع نبياً أو غير نبي وعن عائشة رضي الله عنها قالت لا تسبوا
تبعاً فانه كان رجلاً صالحاً ) قال ويقال إِن تُبَّتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسمُ من
اسم تُبَّع ولكن فيه عُجْمة ويقال هم اليوم من وَضائِع تُبَّع بتلك البلاد وفي
الحديث لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنه أَول من كَسا الكعبة قيل هو ملك في الزمان
الأَول اسْمه أَسْعَدُ أَبو كَرِب وقيل كان مَلِكُ اليمنِ لا يسمى تُبَّعاً حتى
يَمْلِكَ حَضْرَمَوْتَ وسَبأ وحِمْيَرَ والتُّبَّعُ ضرب من الطير وقيل التُّبَّع
ضرب من اليَعاسِيب وهو أَعظمها وأحسنها والجمع التبابِعُ تشبيهاً بأُولئك الملوكُ
وكذلك الباء هنا ليشعروا بالهاء هنالك والتُّبَّعُ سيِّد النحل وتابَعَ عَمَلَه
وكلامَه أَتْقَنَه وأَحكمه قال كراع ومنه حديث أَبي واقد الليثي تابَعْنا الأَعمال
فلم نَجِد شيئاً أَبلغ في طلَب الآخرة من الزُّهْد في الدنيا أَي أَحْكَمْناها
وعَرَفْناها ويقال تابَعَ فلان كلامَه وهو تبيع للكلام إِذا أَحكمه ويقال هو
يُتابِعُ الحديث إِذا كان يَسْرُدُه وقيل فلان مُتتابِعُ العِلم إِذا كان عِلْمه
يُشاكل بعضُه بعضاً لا تَفاوُتَ فيه وغصن مُتتابعٌ إِذا كان مستوياً لا أُبَن فيه
ويقال تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أي سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت وحَسُنت قال
أَبو وجْزةَ السعْدي حَرْفٌ مُلَيْكِيةٌ كالفَحْلِ تابَعَها في خِصْبِ عامَينِ
إِفْراقٌ وتَهْمِيلُ
( * قوله « مليكية » كذا بالأصل مضبوطاً وفي الاساس بياء واحدة قبل الكاف )
وناقة مُفْرِقٌ تَمْكُث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَحُ وأَما قول سَلامان الطائي
أَخِفْنَ اطِّنانِي إِن شُكِينَ وإِنَّني لفي شُغُلٍ عن ذَحْليَ اليتَتَبَّعُ
فإِنه أَرادَ ذَحْليَ يتَتَبَّع فطرح الذي وأَقام الأَلف واللام مُقامه وهي لغة
لبعض العرب وقال ابن الأَنباري وِإِنما أَقحم الأَلف واللام على الفعل المضارع
لمضارعة الأَسماء قال ابن عون قلت للشعبي إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ
سائبةً فأَوصَى بماله كله فقال ليس ذلك له إِنما ذلك للتابعة قال النضر التابعةُ
أَن يتبع الرجلُ الرجلَ فيقول أَنا مولاك قال الأَزهري أَراد أَن المُعْتَقَ
سائبةً مالُه لمُعْتِقِه والإِتْباعُ في الكلام مثل حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح
معنى
في قاموس معاجم
مَتَعَ النبيذُ
يَمْتَعُ مُتوعاً اشتدَّت حمرته ونبي ماتِعٌ أَي شديدُ الحمْرةِ ومَتَعَ الحبْلُ
اشتد وحَبْل ماتِعٌ جيِّدُ الفَتْلِ ويقال للجبل الطويل ماتِعٌ ومنه حديث كعب
والدَّجّال يُسَخَّرُ معه جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ ومَتَعَ
الرجُ
مَتَعَ النبيذُ
يَمْتَعُ مُتوعاً اشتدَّت حمرته ونبي ماتِعٌ أَي شديدُ الحمْرةِ ومَتَعَ الحبْلُ
اشتد وحَبْل ماتِعٌ جيِّدُ الفَتْلِ ويقال للجبل الطويل ماتِعٌ ومنه حديث كعب
والدَّجّال يُسَخَّرُ معه جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ ومَتَعَ
الرجُلُ ومَتُعَ جادَ وظَرُفَ وقيل كا ما جادَ فقد مَتُعَ وهو ماتِعٌ والماتِعُ من
كل شيء البالغُ في الجَوْدةِ الغاية في بابه وأَنشد خُذْه فقد أُعْطِيتَه جَيِّداً
قد أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتِعا وقد ذكر الله تعالى المَتاعَ والتمتُّعَ
والاسْتمتاعَ والتَّمْتِيعَ في مواضعَ من كتابه ومعانيها وإِن اختلفت راجعة إِلى
أَصل واحد قال الأَزهري فأَما المَتاعُ في الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به
ويُتَبَلَّغُ به ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا والمُتْعةُ
والمِتْعَةُ العُمْرةُ إِلى الحج وقد تَمَتَّعَ واسْتَمْتَعَ وقوله تعالى فمن
تمتَّع بالعُمرة إِلى الحج صورة المُسْتَمْتِعِ بالعمرة إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ
بالعمرة في أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة بعد إِهْلالِه شَوّالاً فقد صار
متمتعاً بالعمرة إِلى الحج وسمي متمتعاً بالعمرة إِلى الحج لأَنه إِذا قدم مكة
وطاف بالبيت وسعَى بين الصفا والمَرْوَةِ حلّ من عمرته وحلق رأْسه وذبح نُسُكَه
الواجب عليه لتمتعه وحلّ له كل شيء كان حَرُمَ عليه في إِحْرامه من النساء
والطِّيبِ ثم يُنْشِئ بعد ذلك إِحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إِلى مِنًى أَو قبل
ذلك من غير أَن يجب عليه الرجوع إِلى الميقات الذي أَنشأَ منه عمرته فذلك تمتعه
بالعمرة إِلى الحج أَي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حِلاق وطيب وتَنَظُّفٍ
وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله إِن كانت معه وكل هذه الأَشياء كانت محرَّمة عليه
فأُبيح له أَن يحل وينتفع بإِحلال هذه الأَشياء كلها مع ما سقط عنه من الرجوع إِلى
الميقات والإِحرام منه بالحج فيكون قد تمتع بالعمرة في أَيام الحج أَي انتفع
لأَنهم كانوا لا يرون العمرة في أَشهر الحج فأَجازها الإِسلام ومن ههنا قال
الشافعي إِنّ المتمتع أَخَفُّ حالاً من القارنِ فافهمه وروي عن ابن عمر قال من
اعتمر في أَشهر الحج في شوّال أَو ذي القعدة أَو ذي الحِجّةِ قبل الحج فقد استمتع
والمُتْعةُ التمتُّع بالمرأَة لا تريد إِدامَتها لنفسك ومتعة التزويج بمكة منه
وأَما قول الله عز وجل في سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال وأَحلّ لكم ما
وراء ذلكم أَن تبتغوا بأَموالكم مُحْصِنين غير مُسافِحينَ أَي عاقدي النكاح الحلال
غير زناة فما استمتعتم به منهن فآتوهن أُجورهن فريضة فإِن الزجاج ذكر أَنّ هذه آية
غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم باللغة وذلك أَنهم ذهبوا إِلى قوله فما استمتعتم
به منهن من المتعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام وإِنما معنى فما استمتعتم
به منهن فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية أَنه الإِحصان أَن تبتغوا
بأَموالكم محصنينَ أَي عاقِدينَ التزويجَ أَي فما استمتعتم به منهن على عقد
التزويج الذي جرى ذكره فآتوهنّ أُجورهن فريضة أَي مهورهن فإِن استمتع بالدخول بها
آتى المهر تامّاً وإِن استمتع بعقد النكاح اتى نصف المهر قال الأَزهري المتاع في
اللغة كل ما انتفع به فهو متاع وقوله ومَتِّعُوهُنّ على المُوسِع قَدَرُه ليس
بمعنى زوّدوهن المُتَعَ إِنما معناه أَعطوهن ما يَسْتَمْتِعْنَ وكذلك قوله
وللمطلَّقات متاع بالمعروف قال ومن زعم أَن قوله فما استمتعتم به منهن التي هي
الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة فقد أَخطأَ خطأً عظيماً لأَن الآية واضحة بينة
قال فإِن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس أَنه كان يرها حلالاً وأَنه
كان يقرؤها فما استمتعتم به منهن إِلى أَجل مسمى فالثابت عندنا أَن ابن عباس كان
يراها حلالاً ثم لما وقف على نهي النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن إِحلالها قال
عطاء سمعت ابن عباس يقول ما كانت المتعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد صلى
الله عليه وسلم فلولا نهيه عنها ما احتاج إِلى الزنا أَحد إِلا شَفًى والله
ولكأَني أَسمع قوله إِلا شفًى عطاء القائل قال عطاء فهي التي في سورة النساء فما
استمتعتم به منهن إِلى كذا وكذا من الأَجل على كذا وكذا شيئاً مسمى فإِن بدا لهما
أَن يتراضيا بعد الأَجل وإِن تفرقا فهم وليس بنكاح هكذا الأصل قال الأَزهري وهذا
حديث صحيح وهو الذي يبين أَن ابن عباس صح له نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن
المتعة الشرطية وأَنه رجع عن إِحلالها إِلى تحريمها وقوله إِلا شفًى أَي إِلا أَن
يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ على الزنا ولا يوافقه أَقام الاسم وهو الشَّفَى مُقام
المصدر الحقيقي وهو الإِشْفاءُ على الشيء وحرف كل شيء شفاه ومنه قوله تعالى على
شَفَى جُرُفٍ هارٍ وأَشْفَى على الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عليه وإِنما بينت هذا
البيان لئلا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمين فيحل له ما حرّمه الله عز
وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإِن النهي عن المتعة الشرطية صح من جهات
لو لم يكن فيه غير ما روي عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب رضي الله عنه ونهيه
ابن عباس عنها لكان كافياً وهي المتعة كانت ينتفع بها إِلى أَمد معلوم وقد كان
مباحاً في أَوّل الإِسلام ثم حرم وهو الآن جائز عند الشيعة وَمَتَعَ النهارُ
يَمْتَعُ مُتُوعاً ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه قبل الزوال ومنه قول الشاعر
وأَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو وقَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا وقيل
ارتفع وطال وأَنشد ابن بري قول سويد ابن أَبي كاهل يَسْبَحُ الآلُ على أَعْلامِها
وعلى البِيدِ إِذا اليَوْمُ مَتَعْ ومَتَعَت الضُّحَى مُتُوعاً تَرَجَّلَت وبلغت
الغاية وذلك إِلى أَوّل الضّحى وفي حديث ابن عباس أَنه كان يُفْتي الناس حتى إِذا
مَتَعَ الضحى وسَئِمَ مَتَعَ النهارُ طالَ وامتدَّ وتعالى ومنه حديث مالك بن أَوس
بينا أَناجالس في أَهلي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ رضي الله عنه
فانطلقت إِليه ومَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً ارتفع في أَوّل النهار وقول جرير ومِنّا
غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدةٍ إِذا مَتَعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ أَي
ارتفعت من وقولك مَتَعَ النهارُ والآلُ ورواه ابن الأَعرابي مُتِعَتْ ولم يفسره
وقيل قوله إِذا مَتَعَتْ أَي إِذا احمرّت الأَكُفُّ والأَشاجِعُ من الدم ومُتْعةُ
المرأَة ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ وقد مَتَّعَها قال الأَزهريّ وأَما قوله
تعالى وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمَعْروفِ حَقّاً على المتقين وقال في موضع آخر لا
جُناح عليكم إِن طلقتم الناساء ما لم تمسوهن أَو تفرضوا لهن فريضة ومَتّعُوهُنّ
على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقّاً على المحسنين قال
الأَزهريّ وهذا التمتيع الذي ذكره الله عز وجل للمطلقات على وجهين أَحدهما واجب لا
يسعه تركه والآخر غير واجب يستحب له فعله فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين
تزوّجها سمَّى لها صداقاً ولم يكن دخل بها حتى طلقها فعليه أَن يمتعها بما عز وهان
من متاع ينفعها به من ثوب يُلبسها إِياه أَو خادم يَخْدُمُها أَو دراهم أَو طعام
وهو غير مؤقت لأَن الله عز وجل لم يحصره بوقت وإِنما أَمر بتمتيعها فقط وقد قال
على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف وأَما المُتْعةُ التي ليست
بواجبة وهي مستحبة من جهة الإِحسان والمحافظة على العهد فأَن يتزوّج الرجل امرأَة
ويسمي لها صداقاً ثم يطلقها قبل دخوله بها أَو بعده فيستحب له أَن يمتعها بمتعة
سوى نصف المهر الذي وجب عليه لها إِن لم يكن دخل بها أَو المهر الواجب عليه كله
إِن كان دخل بها فيمتعها بمتعة ينفعها بها وهي غير واجبة عليه ولكنه استحباب ليدخل
في جملة المحسنين أَو المتقين والعرب تسمي ذلك كله مُتْعةً ومَتاعاً وتَحْميماً
وحَمّاً وفي الحديث أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَمَتَّعَ بِوَليدة أَي أَعطاها
أَمةً هو من هذا الذي يستحب للمطلق أَن يُعْطِيَ امرأَته عند طلاقها شيئاً
يَهَبُها إِيّاه ورجلٌ ماتِعٌ طويل وأَمْتَعَ بالشيء وتَمَتَّعَ به واسْتَمْتَع
دام له ما يسْتَمِدُّه منه وفي التنزيل واسْتَمْتَعْتُمْ بها قال أَبو ذؤَيب
مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ هْلِها جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ
الجبْلِ يريد أَن الناس كلهم مُتْعةٌ للمَنايا والأَنسُ كالإِنْسِ والجبْلُ الكثير
ومَتَّعه الله وأَمْتَعه بكذا أَبْقاه لِيَسْتَمْتِع به يقال أَمْتَعَ الله
فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَمْتِع به فيما يُحِبُّ من الانْتفاعِ
به والسُّرور بمكانه وأَمْتَعه الله بكذا ومَتَّعَه بمعنًى وفي التنزيل وأَن
استغفِروا ربكم ثم توبوا إِليه يُمَتّعكم مَتاعاً حسَناً إِلى أَجلٍ مُسمًّى
فمعناه أَي يُبْقِكم بَقاء في عافِيةٍ إِلى وقت وفاتكم ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ
بالعذاب كما استأْصل القُرى الذين كفروا ومَتَّعَ الله فلاناً وأمْتَعه إِذا
أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن يَنْتَهِيَ شَبابُه ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً
على الماء حتى طالَ طِوالُه إِلى السماء فقال سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصّفا وسَرِيُّه
عُمٌّ نواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ والصَّفا والسَّرِيُّ نهرانِ مُتَخَلِّجانِ من
نهر مُحَلِّمٍ الذي بالبحرين لسقي نخيل هَجَرَ كلّها وقوله تعالى مَتاعاً إِلى
الحوْلِ غيرَ إِخْراجٍ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تمتيعاً فوضع متاعاً موضع تمتيع ولذلك
عدَّاه بإِلى قال الأَزهري هذه الآية منسوخة بقوله والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم
ويَذَرُونَ أَزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفسهن أَربعة أَشهر وعشراً فَمُقامُ الحولِ
منسوج باعتداد أَربعة أَشهر وعشر والوصية لهن منسوخة بما بين الله من ميراثها في
آية المواريث وقرئ وصيَّةٌ لأَزواجهم ووصيةً بالرفع والنصب فمن نصب فعلى المصدر
الذي أُريد به الفعل كأَنه قال لِيُوصُوا لهن وصية ومن رفع فعلى إِضمار فعليهم
وصية لأَزواجهم ونصب قوله متاعاً على المصدر أَيضاً أَراد متِّعوهن متاعاً
والمَتاعُ والمُتْعةُ اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقيقي وهو التمتيع أَي
انفعوهن بما تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الحول وقوله تعالى أَفرأَيت
إِنْ مَتَّعْناهُم سِنينَ ثم جاءهم ما كانوا يُوعَدُونَ قال ثعلب معناه أَطلنا
أَعمارهم ثم جاءهم الموت والماتِعُ الطويل من كل شيء ومَتَّعَ الشيءَ طَوَّله ومنه
قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد
عَلِمْته ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ أَي راجِحٌ زائِدٌ وأَمْتَعَه
بالشيء ومَتَّعَه مَلأَه إِياه وأَمْتَعْتُ بالشيء أَي تَمَتَّعْتُ به وكذلك
تَمَتَّعْتُ بأَهلي ومالي ومنه قول الراعي خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى
تَجاوَرا قليلاً وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا
( * قوله « خليلين » الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين )
أَمتَعا ههنا تَمتَّعا والاسم من كل ذلك المَتاعُ وهو في تفسير الأَصمعي مُتَعَدّ
بمعن مَتَّعَ وأَنشد أَبو عمرو للراعي ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه
بِفِرْقٍ يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُه أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم
وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا عمرو في البيت الأَوّل ورواه وكانا للتفَرُّقِ
أَمْتَعا باللام يقول ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشيء يذكره به فكان
ما أَمتَعَ كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتجاوِرَيْن في
المُرْتَبَعِ فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا وروي البيت الثاني وأَمْتَعَ جَدَّه
بالنصب أَي أَمتعَ الله جَدَّه وقال الكسائي طالما أُمْتِعَ بالعافية في معنى
مُتِّعَ وتَمَتَّعَ وقول الله تعالى فاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكم قال الفراء اسْتَمْتَعُوا
يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا
ويقال أَمْتَعْتُ عن فلان أَي اسْتَغْنَيْتُ عنه والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ
أَيضاً البُلْغةُ ويقول الرجل لصاحبه ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي
شيئاً آكُلُه أَو زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته ومنه قول الأَعشى يصف
صائداً مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً
يعيشون به والمُتَعُ جمع مُتْعةٍ قال الليث ومنهم من يقول مِتْعةٌ وجمعها مِتَعٌ
وقيل المُتْعةُ الزاد القليل وجمعها مُتَعٌ قال الأَزهري وكذلك قوله تعالى يا قوم
إِنما هذه الحياة الدنيا مَتاعٌ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له ويقال لا
يُمْتِعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي ومنه يقال أَمْتَعَ الله بك أَبو عبيدة في
قوله فأُمَتِّعُه أي أُؤخره ومنه يقال أَمْتَعَك الله بطول العمر وأَما قول بعض
العرب يهجو امرأَته لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ لم
تَرَهُ إِلاّ هُوَ المَتاعُ فإِنه هجا امرأَته والثلاث والرباع أَحدهما كيل معلوم
والآخر وزن معلوم يقول لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا
مُتْعةً قليلة قال الله عز وجل ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متاع وقول الله عز وجلّ
ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متاعٌ لكم جاء في التفسير أَنه
عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها السابِلةُ ولا يُقيمون فيها
إِلا مُقامَ ظاعن وقيل إِنه عنى بها الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل
للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء ومعنى قوله عز وجل فيها متاعٌ لكم أَي مَنْفَعةٌ لكم
تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس فذلك المَتاعُ والله
أَعلم بما أَراد وقال ابن المظفر المَتاعُ من أَمْتِعةِ البيت ما يَسْتَمْتِعُ به
الإِنسان في حَوائِجه وكذلك كل شيء قال والدنيا متاع الغرور يقول إنما العَيْشُ
متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام والمَتاعُ السَّلْعةُ والمَتاعُ أَيضاً
المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به وفي حديث ابن الأَكْوَعِ قالوا يا رسول الله لولا
مَتَّعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به وفي الحديث أَنه حرّم المدينة ورخّص في متاعِ
الناصح أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر فسماها متاعاً والمتاعُ كل ما
يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها وكثيرِها ومَتَعَ بالشيء ذهب به يَمْتَعُ
مَتْعاً يقال لئن اشتريت هذا الغلام لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ
به قال المُشَعَّثُ تَمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إِنَّ شيئاً سَبَقْتَ به المَماتَ هو
المَتاعُ وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً والمَتاعُ المالُ والأَثاث والجمع أَمْتعةٌ
وأَماتِعُ جمع الجمع وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ فهو من باب أَقاطِيعَ ومتاعُ
المرأَةِ هَنُها والمَتْعُ والمُتْعُ الكيْدُ الأَخيرة عن كراع والأُولى أَعلى قال
رؤبة من مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه وماتِعٌ اسم