التَّلْعَةُ : ما ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ وأَشْرَفَ وأَيْضاً : ما انْهَبَطَ مِنْهَا وانْحَدَرَ نَقَلَهُما أَبو عُبَيْدَة وهو مِن الأَضدادِ عِنْدَه كما في الصّحاحِ . وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَنْ ثَعْلَبٍ قالَ : دَخَلْتُ علَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ وعِنْدَهُ أَبو مُضَرَ أَخُو أَبِي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيّ فقالَ لِي : ما التَّلْعَة ؟ فَقُلْتُ : أَهْلُ الرِّوَايَةِ يَقُولُونَ : هَو مِنَ الأَضْدادِ لِما عَلاَ ولِمَا سَفَلَ قالَ الرّاعِي في العُلُوِّ :
كدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَى تَلْعَةٍ ... غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاَ وقالَ زُهَيْرٌ في الانْهِبَاطِ :
" وإِنِّي مَتَى أَهْبِطْ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَةًأَجِدْ أَثَراً قَبْلِي جَدِيداً وعافِيَاً
قالَ : ولَيْسَ كَذلِكَ إِنَّمَا هِيَ مَسِيلُ المَاءِ مِن أَعْلَى الوَادِي إلَى أَسْفَلِه فمَرَّةً يُوصَفُ أَعْلاَها ومَرَّةً يُوصَفُ أَسْفَلُهَا . قُلْتُ : وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيّ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : التَّلْعَةُ ما اتَّسَعَ من فُوَّهِةَ الوَادِي قالَ : ورُبمَا سُمِّيَت القِطْعَةُ المُرْتَفِعَةُ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَةً والأَوّلُ هو الأَصْلُ . وقال غَيْرُهُ : التَّلْعَةُ : أَرْضٌ مُرْتَفِعَةٌ غَلِيظَةٌ يَتَرَدَّدُ فيها السَّيْلُ ثُمَّ يَدْفَعُ منْهَا إِلَى تَلْعَةٍ أَسْفَلَ منْهَا وهي مَكْرَمَةٌ للنَّبَاتِ
ج : تَلَعاتٌ مُحَرَّكَةً وتَلْعٌ كتَمَراتٍ وتَمْرٍ وتِلاَعٌ كقَلْعَةٍ وقِلاَعٍ . قالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ :
كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ بِكْرٌ أَطَاعَ لَها ... مِنْ حَوْمَلٍ تَلَعَاتُ الجَوِّ أَوْ أُودَا وقَال أَبُو كَبِيرٍ الهَذَلِيّ :
هَلْ أُسْوَةٌ لَكَ فِي رِجَالٍ قُتِّلُوا ... بتِلاَعِ تِرْيَمَ هُامُهُمْ لَمْ تُقْبَرِ أَو التِّلاعُ : مَجَارِي أَعْلَى الأَرْضِ إِلَى بُطُونِ الأَوْدِيَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عَمْروٍ وقال شَمِرٌ : التِّلاع : مَسَايِلُ الماءِ تَسِيلُ من الأَسْنَادِ والنِّجَافِ والجِبَالِ حَتَّى يَنْصَبَّ في الوَادِي قالَ : وتَلْعَةُ الجَبَلُ أَنَّ الماءَ يَجِيءُ فيَخُدُّ فيه ويَحْفِرُه حَتَّى يَخْلُصَ منْه قالَ : ولاَ تَكُونُ التَّلاعُ إِلاَّ في الصّحَارَى قالَ : ورُبما جاءَتِ التَّلْعَةُ مِن أَبْعَدَ مِن خَمْسَةِ فَرَاسِخَ إِلَى الوَادِي فإِذا جَرَتْ مِن الجِبَالِ فوَقَعَتْ في الصَّحَارى حَفَرَتْ فيها كَهَيْئَةِ الخَنْدَقِ قَالَ : وإِذَا عَظُمَتِ التَّلْعَةُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ نِصْفِ الوَادِي أَوْ ثُلُثَيْهِ فهي مَيْثاءُ . وفي حَدِيثِ الحَجّاجِ في وَصْفِهِ المَطَر : وأَدْحَضَتِ التِّلاعَ أَي جَعَلَتْهَا زَلَقاً تَزْلَقُ فِيها الأَرْجُلُ . وفي المَثَلِ : فُلانٌ لاَ يَمْنَعُ ذنَبَ تَلْعَةٍ يُضْرَبُ للذَّلِيلِ الحَقِيرِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : من أَمْثَالِهِم : لا أَثِقُ بِسَيْلِ تَلْعَتِكَ يُضْرَبُ لِمَنْ لا يُوثقُ بِهِ أَي لا أَثِقُ بِمَا تَقُولُ وبِمَا تَجِيءُ به . يُوصَفُ بالكَذِب
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : مِنْ أَمْثالِهم : ما أَخافُ إِلاّ مِنْ سَيْل تَلْعَتِي قالَ : أَيْ مِن بَنِي عَمِّي وأَقَارِبِي لأَنَّ مَنْ نَزَلَ التَّلْعَةَ وهي مَسِيلُ الماءِ فهو على خَطَرٍ إِنْ جاءَ السَّيْلُ جَرَفَ به قالَ : وقالَ هذا وهُوَ نازِلٌ بالتَّلْعَةِ فقالَ : لا أَخافُ إِلاَّ مِن مَأْمَنِي فهذِه ثَلاثَةُ أَمْثَالٍ جاءَت في التَّلْعَة
والتَّلاَعَةُ بالفَتْحِ : ماءَةٌ لِكِنَانَةَ قالَ بُدَيْلُ بنُ عَبْدِ مَنَاةَ الخُزَاعِيّ :
" ونَحْنُ صَبَحْنَا بِالتَّلاَعَةِ دارَكُمْبِأَسْيَافِنَا يَسْبِقْنَ لَوْمَ العَوَاذِلِ وقالَ اللَّيْثُ : التَّلَعُ مُحَرَّكَةً : شَبِيهُ التَّرَع في بَعْضِ المَعَانِي . وقالَ أبو عُبَيْدٍ : أَكْثَرُ ما يُرَادُ بالتَّلَعِ طُولُ العُنُقِ وقال غَيْرُهُ : هو انْتِصابُهُ وغِلَظُ أَصْلِهِ وجَدْلُ أَعْلاهُ . وقد تَلعَ ككَرُمَ وفَرِحَ تَلَعاً فهو أَتْلَعُ وتَلِيعٌ يُقَالُ : عَنُقٌ أَتْلَعُ وتَلِيعٌ فِيمَنْ ذَكَّرَ أَيْ طَوِيلٌ وتَلْعَاءُ فِيمَن أَنَّثَ . وجِيدٌ تَلِيعٌ : طَوِيلٌ . قال الأَعْشَى :
يَوْمَ تُبْدِي لَنَا قُتَيْلَةُ عَنْ جِي ... دٍ تَلِيعٍ تَزِينُهُ الأَطْواقُ ومِنَ المَجَازِ : تَلَعَ النَّهَارُ كمَنَعَ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلوعاً : ارْتَفَعَ كما في المُحْكَمِ والعُبَابِ والأَسَاسِ . وفي الصّحاحِ : طَلَعَ . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : تَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً إِذا انِبَسَطَتْ . وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
وكَأَنَّهُمْ في الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَى ... سُفُنٌ تَعُومُ قَدُ ألْبِسَتْ أَجْلالاَقالَ : وتَقُولُ : تَلَعَ الرَّجُلُ : إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ كُلِّ شَيْءٍ كانَ فِيهِ وهو شِبْهُ طَلَعَ إِلاَّ أَنَّ طَلَعَ أَعَمُّ . وتَلَعَ الظَّبْىُ والثَّورُ مِن الكِنَاسِ إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ وسَمَا بجِيدِه عن ابن دُرَيْدٍ كَأَتْلَعَ . يُقَالُ : أَتْلَعَ رَأْسَهُ أَيْ أَطْلَعَ لِيَنْظُرَ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
" كما أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَةٍإِلَى نَبْأَةِ الصَّوْتِ الظَّباءُ الكَوَانِسُ ونَقَلَهُ اللَّيْثُ أَيْضاً هكَذَا . وإِنَاءٌ تَلِعٌ ككَتِفٍ : مَلآنُ لُغَةٌ في تِرَعٍ أَو لُثْغَةٌ كما في الصّحاح زادَ في اللَّسَانِ : أَوْ بَدَلٌ . وتَوْلَعٌ كجَوْهَرٍ ويُقَالُ : مِثْلُ فُوفَلٍ : ع قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ :
لِمَنِ الدِّيَارُ بتَوْلَعٍ فيَبُوسِ ... فبَيَاضُ رَيْطَةَ غَيْرُ ذاتِ أَنِيسِ وقد تَقَدَّم إِنْشَادُه في ي ب س . ويُقَالُ : أَتْلَعَ الرَّجُلُ إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلاً ومنهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ إِلَى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ فوَقَعُوا دُونَهُ أَيْ رَفَعُوها
وقال ابنُ عَبّادٍ : المُتْلِعُ كمُحْسِنٍ : المَرْأَةُ الحَسْناءُ لأَنَّهَا تُتْلِعُ أَيْ تَمُدُّ رَأْسَهَا تَتَعَرَّض للنّاظِرِين إِلَيْهَا . والمُتَتَلِّعُ : الشَّاخِصُ لِلأَمْرِ . والَّذِي في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ : يُقَالُ : رَأَيْتُهُ مُسْتَتْلِعاً لِلْخَبَرِ أَي شاخَصاً له . والمُتَتَلِّعُ : الرَّافِعُ رَأْسَهُ يُقَالُ لِمَنْ لَزِمَ مَكَانَهُ : قَعَدَ فَما يَتَتَلَّعُ أَيْ فَما يَرْفَعُ رَأْسَه للنُّهُوضِ ولا يُرِيدُ البَراحَ . كَما في الصّحاح
ويُقَالُ : المُتَتَلِّعُ : المُتَقَدِّمُ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَمِيرَ :
وَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابِئِ ال ... ضُّرَباءِ فَوْقَ النَّجْمِ لا يَتَتَلَّعُ قال ابنُ بَرِّيّ : صَوَابُه خَلْفَ النَّجْمِ وكَذلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيه . قُلْتُ : ورَوَى أَبُو سَعِيدٍ دُونَ النَّجْمِ وفي رِوَايَة : فَوْق النَّظْم . والمُتَتَلِّع : فَرسُ مَزْيَدَة الحَارِثيّ كما في العُبَاب ووقع في التَّكْمِلَة : المُحَارِبيّ ورَوَاهُ ابنُ بَرّيّ في ب ل ع بالمُوَحَّدَةِ وقد أَشَرْنَا إِلَى ذلِك هُنَاكَ
وتَتَالَعَ في مَشْيِهِ إِذا مَدَّ عُنُقَهُ ورَفَعَ رَأْسَه وكَذلِكَ تَتَلَّع
ومُتَالِعٌ بالضَّمِّ : جَبَلٌ بالبَادِيَةِ في بِلادِ طَيِّئٍّ مُلاصِقٌ لأَجِأَ بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ لبَنِي جُوَيْنِ بنِ جَرْمِ طَيِّئٍ ويُقَالُ لَه : مُتَالِعٌ الأَبْيَضُ وجَبَلٌ أَيْضاً في بِلادِهِمْ لِبَنِي صَخْرِ بنِ جَرْمٍ بَيْنَهُ وبَيْنَ أَجَأَ لَيْلَةٌ يقالُ لَهُ : مُتَالِعٌ الأَسْوَدُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه :
" دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ قالَ : أَرادَ المَنَازِلَ فحَذَفَ وهو قَبِيحٌ . قُلْتُ : وعَجْزُه فِيما رَواه الصّاغانِيّ وابنُ بَرِّيّ :
" فتَقَادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ ويُرْوَى :
" بالحُبْسِ بَيْنَ البِيدِ والسُّوبانِ أَوْ جَبَلٌ لغَنِىّ بالحِمَى أَو جَبَلٌ لِبَنِي عُمَيْلَةَ : قالَ صَدَقَةُ بنُ نَافِعٍ العُمَيْلِيّ :
وهَلْ تَرْجِعَنْ أَيّامُنَا بمُتَالِعٍ ... وشَرْبٌ بأَوْشَالٍ لُهُنَّ طَلاَلُ أَو جَبَلٌ بِنَاحِيَة البَحْرَيْنِ بَيْنَ السَّوْدَةِ والأَحْسَاءِ كَذا في التَّهْذِيبِ وفي المُعْجَمِ وَرَاءَ طَخْفَةَ وفي سَفْحِهِ عَيْنٌ تَسِيحُ مَاء يُقَال لَهُ : عَيْنُ مُتَالِع . وفي المُعْجَمِ : يُقَالُ لها : الخَرّارَةُ وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حماراً وأَتَانَهُ :
" نَحَاهَا لِثَأْجٍ نَحْوَةً ثُمَّ إِنَّهُتَوَخَّى بِهَا العَيْنَيْنِ عَيْنَيْ مُتَالِعِ وقَالَ كُثَيِّر يَذْكُرُ رَوِايَتَه السّائِبَ - رَجُلاً مِنْ سَدُوسَ - :
بَكَى سائِبٌ لَمَّا رَأَى رَمْلَ عالِجٍ ... أَتَى دُونَهُ والهَضْبُ هَضْبُ مُتالِعِوزَادَ في المُعْجَمِ : ومُتَالِعُ أَيْضاً : جَبَلٌ في أَرْضِ كِلاَبٍ بَيْنَ الرُّمَّة وضَرِيَّةَ وشِعْبٌ فِيهِ نَخْلٌ لِبَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ وقِيلَ : جَبَلٌ في دِيَارِ أَسَدٍ وقِيلَ : مَوْضِعٌ بين فَزارَةَ وَطَيِّئَ حَيْثُ يَلْتَقِي رَعِىُ الحَيَّيْنِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَتْلَعَ النَّهَارُ : ارْتَفَعَ . ذَكَرَهُ ابن سِيَده والزَّمَخْشَرِيّ وهو مَجَاز . وأَتْلَعَت الضُّحَى : انْبَسَطَتْ ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ . وتَلَعُ الضُّحَى : وَقْتُ تُلُوعِهَا عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
أَأَن غَرَّدَت في بَطْنِ وَادٍ حَمَامَةٌ ... بَكَيْتَ ولم يَعْذِرْك بالجَهْلِ عاذِرُ
تَعَالَيْنَ فِي عُبْرِيِّه تَلَعَ الضُّحَى ... عَلَى فَنَنٍ قَد نعَّمَتْه السَّرِائرُ وتَلَعَ الرَّأْسُ نَفسُه إِذا خَرَجَ . نَقَلَه الأَزْهَرِيّ . والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ : الطَّوِيلُ . وقِيلَ : الطَّوِيلُ العُنُقِ . وقالَ اللَّيْثُ : والتَّلِعُ أَيْضاً : الأَتْلَع لأَنَّ فَعِلاً قَدْ يَدْخُلُ عَلَى أَفْعَلَ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ في تَرْجَمة بتع البَتِعُ : الطَّوِيلُ العُنُقِ . والتَّلِعُ : الطَّوِيلُ الظَّهْرِ . ويُقَالُ : رَجُلٌ تَلِعٌ بَيِّنُ التَّلَعِ وامْرَأَةٌ تَلْعَاءُ بَيِّنَةُ التَّلَعِ . ويقال : تَلِعَةٌ وتَليعة الأَخِيرَةُ عَن ابنِ عَبّادٍ
والتَّلِعَاتُ : جَمْعُ تَلِعَةٍ بكَسْرِ الّلامِ وهي قُلُوعُ السُّفُنِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ غَيْلانَ الرَّبَعِيّ :
" يَسْتَمْسِكُونَ مِنْ حِذَارِ الإِلْقَاءْ
" بتَلِعَاتٍ كجُذُوعِ الصَّيصاءْ أَرادَ مِنْ خَشْيَةِ أَنْ يَقَعُوا في البَحْرِ فيَهْلِكُوا فيَتعَلَّقُونَ بقُلُوعِ هذِه السَّفِينَةِ الطَّوِيلَةِ حَتَّى كأَنَّهَا جُذُوعُ النَّخْلَةِ . ورَجُلٌ تَلِعٌ : كَثِيرُ التَّلَفُّتِ حَوْلَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وكذلِكَ رَجُلٌ تَلِيعٌ . وسَيِّدٌ تَلِيعٌ وتَلِعٌ : رَفِيعٌ نقله اللَّيْثُ . وفي الحَدِيث : فيَجِيءُ مَطَرٌ لا يَمْتَنِعُ مِنْهُ ذَنَبُ تَلْعَةٍ يُرِيدُ كَثْرَتَهُ وأَنَّه لا يَخْلُو منه مَوْضِعٌ . وفي حَدِيثٍ آخَرَ لَيَضْرِبَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ حَتَّى لا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ . وقِيلَ : التَّلْعَةُ مِثْلُ الرَّحَبَة والجَمْعُ تَلْعُ . قال عارِقٌ الطّائِيّ :
وكُنَّا أُناساً دائِنِينَ بغِبْطَةٍ ... يَسِيلُ بِنَا تَلْعُ المَلاَ وأَبَارِقُهُ والتِّلاعَةُ بالكَسْرِ : ما ارْتَفَعَ مِن الأَرْضِ ويُشَبَّهُ به الناقَةُ ومنه قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ :
بِكُلِّ تِلاَعَةٍ كالبَدْرِ لَمَّا ... تَنَوَّرَ واسْتَقَلَّ عَلَى الجِبَالِ وقِيلَ : التِّلاعَةُ هُنَا : الطَّوِيلَةُ العُنُقِ المُرْتَفِعَتُه . وتَلْعَةُ بالفَتْح : مَوْضِعٌ قُرْبَ اليَمَامَةِ قالَ جَرِيرٌ :
أَلا رُبَّمَا هاجَ التَّذَكُّرُ والهَوَى ... بِتَلْعَةَ إِرْشاشَ الدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ وقَالَ أَيْضاً :
وقَدْ كانَ في بَقْعَاءَ رِيٌّ لشَائكُمْ ... وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْرِي غَدِيرُها وهكَذَا فَسَّرَه أَبو عُبَيْدَة كما سَيَأْتِي في ج و ف
وَلِعَ بهِ كوَجِلَ يَوْلَعُ وَلَعاً مُحَرَّكَةً ووَلُوعاً بالفَتْحِ فهُوَ وَلُوعٌ بالفَتْحِ أيْضاً للمَصْدَرِ والاسْمِ نَبَّه عليه الجَوْهَرِيُّ أي : لَجَّ في أمْرِه وحَرَصَ على إيذائِهِ قالَ الصّاغَانِيُّ : وكذلكَ الوَزُوعُ والقَبُولُ قالَ : ولَيْسَ ضمُّ الواوِ منْ كَلامِهِمْ
وقالَ شَيْخُنا : الفَتْحُ شاذٌّ فيهِ كما نَصَ عليه سِيَبَوَيْهِ وقِياسُه الضَّمُّ كما هُوَ مُقَرَّرٌ في كُتُبِ الصَّرْفِ انْتَهَى
ثُمَّ إنَّ ظاهِرَ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيُّ أنَّ الوَلُوعَ اسمٌ منْ وَلِعْتُ بهِ أوْلَعُ و الّذِي في اللِّسانِ : الوَلُوعُ : العَلاقَةُ منْ أُلِعْتُ وكذلكَ الوَزُوعُ منْ أُوزِعْتُ و هُمَا اسْمَانِ أُقِيمَا مُقَامَ المَصْدَرِ الحَقِيقِيِّ
وأوْلَعْتُه إيلاعاً وأُوِلِعَ بهِ بالضَّمِّ إيلاعاً ووَلُوعاً فهُوَ مُولَعٌ بهِ وبالفَتْحِ أي بفَتْحِ اللامِ أي : أغْرَيْتُه وغَرِيَ بهِ وَلَجَّ فهُوَ مُغْرىً بهِ
ووَلَعَ كوَضَعَ يَلَعُ وَلْعاً بالفَتْحِ ووَلَعانَاً مُحَرَّكَةً : اسْتَخَفَّ نَقَلَه اللِّحْيَانِيِّ وأنْشَدَ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ :
فتراهُنَّ على مهْلَتِهِ ... يَخْتَلِينَ الأرْضَ والشّاةُ يَلَعْ قالَ : أي يَسْتَخِفُّ عَدْواً وذَكّرَ الشّاةَ قلتُ : أي : أرادَ بهِ الثَّوْرَ كما حَقَّقَه الصّاغَانِيُّ
وقالَ غَيْرُه : وَلَعَ يَلَعُ ولَعاناً : كَذَبَ شاهِدُ الوَلْعِ قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ رضي الله عنه :
لكنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ منْ دَمِهَا ... فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلافٌ وتَبْدِيلُ وقالَ ذُو الإصْبَعِ العَدْوانِيُّ يُخَاطِبُ صاحِبَهُ :
إلا بأنْ تَكْذِبَا عليَّ ولَنْ ... أمْلِكَ أنْ تَكْذِبَا وأنْ تَلَعَا وشاهِدُ الوَلَعَانِ قَوْلُ الشّاعِرِ :
لِخَلابَةِ العَيْنَيْنِ كَذّابَةِ المُنَى ... وهُنَّ منَ الإخْلافِ والوَلَعَانِ أي هُنَّ منْ أهْلِ الإخْلافِ والكَذِبِ
قلتُ : وقد فَسَّر الأزْهَرِيُّ قَوْلَ الشّاعِرِ : والشَّاةُ يَلَعْ فقالَ : هو منْ قَولِهِمْ : وَلَع يَلَعُ : إذا كَذَبَ في عَدْوِه ولمْ يَجِدَّ وقالَ المازِنِيُّ : الشّاةُ يَلَعُ : أي لا يَجِدُّ في العَدْوِ فكأنَّهُ يَلْعَبُ
ووَلَعَ بحَقِّهِ وَلْعاً : ذَهَبَ بهِ
والوَالِعُ : الكَذّابُ ج : وَلَعَةٌ كسافِرٍ وسَفَرَةٍ قالَ أبو دُؤادٍ الرُّؤاسِيُّ :
مَتى يَقُلْ تَنْقَعِ الأقْوَامَ قَوْلَتُه ... إذا اضْمَحَلَّّ حَديثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ ووَلْعٌ والِعٌ : مُبَالَغَةٌ كما يُقَالُ : عَجْبٌ عاجِبٌ أي كَذِبٌ عَظِيمٌ
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : يُقَالُ : مَرَّ فُلانٌ فما أدْرِي ما وَلَعه أي : ما حَبَسَهُ . قالَ : وما أدْرِي ما والعَهُ بمَعْنَاهُ كما في الصِّحاحِ
ورَجُلٌ وُلَعَةٌ كهُمَزَةٍ : يُولَعُ بما لا يَعْنِيهِ نَقَلَه الزَمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ
وبَنُو وَلِيعَةَ كسَفِينَةٍ : حَيٌّ منْ كِنْدَةَ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لعليّ بنِ عَبْدِ اللهِ بن عَبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهم
أبي العَبّاسُ قِرْمُ بَنِي قُصَيٍّ ... وأخْوَالِي المُلُوكُ بَنُو وَلِيعَهْ
هُمُو مَنَعُوا ذِمَارِي يَوْمَِ جاءَتْ ... كتائِبُ مُسْرِفٍ وبَنُو اللَّكِيعَهْ
وكِنْدَةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً ... يَزِينُ فِعالَهُم عِظَمُ الدَّسِيعَهْ ووالِعٌ : ع نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والوَلِيعُ : كأمِيرٍ : الطَّلْعُ ما دامَ في قِيقائِه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وزادَ الصّاغَانِيُّ : كأنَّه نَظْمُ اللُّؤْلُؤِ وزادَ صاحِبُ اللِّسَانِ : في شِدَّةِ بَياضِه وقيلَ : هو الطَّلْعُ قَبْلَ أنْ يَتَفَتَّحَ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ الشّاعِرِ يَصِفُ ثَغْرَ امْرَأةٍ :
وتَبْسِمُ عن نَيِّر كالوَلِيعِ ... تُشَقِّقُ عَنْهُ الرُّقاةُ الجُفُوفَا الرُّقاةُ : الّذِينَ يَرْقُونَ إلى النَّخْلِ والجُفُوفُ : جَمْعُ جُفٍّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : الوَلِيعُ ما دامَ في جَوْفِ الطَّلْعَةِ وهُوَ الإغْرِيضُ وقالَ ثَعْلَبٌ : ما في جَوْفِ الطَّلْعَةِ وقالَ أبو حَنيفَةَ : ما دامَ في الطَّلْعَةِ أبْيَضَ قالَ ثَعْلبٌ : واحِدَتُه وَلِيعَةٌ وبهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ
وأوْلَعَهُ به : أغْرَاهُ بهِ فهُوَ مُولَعٌ به نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
والتَّوْلِيعُ : اسْتِطالَةُ البَلَقِ كما في الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه : وتَفَرُّقُه وأنْشَدَ لرُؤْبَةَ :
" فيها خُطُوطٌ منْ سَوَادٍ وبَلَقْ
" كأنَّهُ في الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ قالَ أبو عُبيدَةَ : قُلْتُ : لرُؤْبَةَ : إنْ كانَتِ الخُطُوطُ فقُلْ : كأنَّهَا وإن كانَ سَوَادٌ وبَيَاضٌ فقُلْ : كأنَّهُمَا فقالَ :
" كأنَّ ذا وَيْلَكَ تَوْلِيعُ البَهَقْكما في الصِّحاحِ والعُبابِ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : ورِوايَةُ الأصْمَعِيِّ : كأنَّهَا أي : كأنَّ الخُطُوطَ وقالَ الأصْمَعِيُّ : فإذا كانَ في الدّابَّةِ ضُرُوبٌ منَ الألْوانِ منْ غَيْرِ بَلَقٍ فذلكَ التَّوْلِيعُ يُقَالُ : بِرْذَوْنٌ مُوَلَّعٌ وثَوْرٌ مُوَلَّعٌ كمُعَظَّمٍ وكذلكَ الشّاةُ والظَّبْيَةُ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لابْنِ الرِّقاعِ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ :
مُوَلَّعٌ بسَوادٍ في أسافِلِه ... مِنْهُ اكْتَسَى وبِلَونٍ مِثْلِه اكْتَحَلا وقالَ أبو ذُؤْيبٍ : يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ :
يَنْهَسْنَهُ ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمَى ... عَبْلُ الشَّوَى بالطُّرَّتَيْنِ مُوَلَّعُ أي : مُوَلَّعٌ في طُرَّتَيْهِ
واتَّلَعَ فُلاناً والِعَةٌ هكذا في النُّسَخِ وهُوَ على افْتَعَل و الّذِي نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ : اتَّلَعَتْ فُلاناً والِعَةٌ أي : خَفِيَ عليَّ أمْرُه . وفي التَّهْذِيبِ : يُقَالُ : وَلَعَ فُلاناً والِعٌ ووَلَعَتْهُ والِعَةٌ واتَّلَعَتْه والِعَةٌ أي : خَفِيَ عليَّ أمْرُهُ فلا أدْرِي أحَيٌّ هُو أوْ مَيِّتٌ ومِثْلُه في التَّكْمِلَةِ
ورَجُلٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ ومُوتَلَهُ القَلْبِ ومُتَّلَعُ القَلْبِ ومُتَّلَهُ القَلْبِ أي : مُنَتْزَعُهُ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : وُلِعَ بهِ كعُنيَ : أُغْرِيَ بهِ قالَ شَيْخُنَا : وهُوَ الأكْثَرُ في الاسْتِعْمَالِ كما في شُرُوح الفَصيحِ
قالَ : وفي المِصْباحِ أنَّهُ يُقَالُ أيْضاً : وَلَعض كمَنَعَ وقد أغْفَلَه المُصَنِّف تَقْصِيراً
والوُلُوعُ بالضَّمِّ : الكَذِبُ هكذا نَقَله في مَصَادِرِ وَلَعَ وَلْعاً : إذا كَذَبَ
قلتُ : وقد سَبَقَ عن الصّاغَانِيُّ وغَيْرِه أنَّ ضمَّ واوِه لَيْسَ بمَسْمُوعٍ وأوْلَعَهُ بهِ : صَيَّرَه يُولَعُ بهِ قالَ جَرِيرٌ :
فأوْلِعْ بالعِفَاسِ بَنِي نُمَيْرٍ ... كما أوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرَابا ولَهُ بِه وَلَعٌ وهو وَلِعٌ ككَتِفٍ
وتَوَلَّعَ بفُلانٍ : يَذُمُّه ويَشْتُمُه وهو مُتَوَلِّعٌ بعِرْضِه يَقْذِفُ فيه
وقال عَرّامٌ : يُقَالُ : بِفُلانٍ منْ حُبِّ فُلانَةَ الأوْلَعُ والأوْلَقُ وهُوَ : شِبْهُ الجُنُونِ هذا مَحَلُّ ذِكْرِه وقد سَبَقَ للمُصَنِّفِ في الهَمْزَةِ ونَبَّهْنَا هُنَالِكَ
وإيتَلَعَتْ فُلانَةُ قَلْبِي أي : انْتَزَعَتْ
والتَّوْلِيعُ : التَّلْمِيعُ منَ البَرَصِ وغَيْرِه يُقَالُ : رَجُلٌ مُوَلَّعٌ أي : بهِ لُمَعٌ منْ بَرَصٍ
ووَلَّعَ اللهُ جَسَدَه أي : بَرَّصَهُ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ
ويُقَالُ : أُخِذَ ثَوْبِي وما أدْرِي ما وَلَعَ بهِ أي : ذَهَبَ بهِ
ويُقَالُ : إنَّكَ لا تَدْرِي بمَنْ يُولِعُ هَرِمُك حَكَاهُ يَعْقُوبُ
والوَلائِعُ هِيَ : القَبِيلَةُ الّتِي ذكَرَهَا المُصَنِّف وقد جَمَعَهُ الشّاعِرُ على حَدّ المَهَالِبِ والمَنَاذِرِ فقالَ :
تَمَنَّى ولَمْ أقْذِفْ لَدَيْهِ مُحَرِّثاً ... لقائِلِ سَوْءِ يَسْتَحِيرُ الوَلائِعا واسْتَعْمَلَتِ العامَّةُ الوَلَعُ بمَعْنَى : الشَّوْقِ والتَّوْلِيعَ بمَعْنَى : إيقادِ النّارِ وبَمَعْنَى : التَّثْوِيق