" الحَمْضُ : ما مَلُحَ وأَمَرَّ مِنَ النَّبَاتِ " كالرِّمْثِ والأَثْلِ والطَّرْفَاءِ ونَحْوِها كما في الصّحاح . وفي المُحْكَم : الحَمْضُ من النَّبَاتِ كُلُّ نَبْتٍ مَالِحٍ أَو حَامِضٍ يَقُومُ على سُوقٍ ولا أَصْلَ له . وقال اللِّحْيَانيّ : كُلُّ مِلْحٍ أَو حَامِضٍ من الشَّجَرِ كانَتْ وَرَقَتُه حَيَّةً إِذا غَمَزْتَهَا انفَقَأَتْ بمَاءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثَّوْبَ إِذَا غُسِلَ بِهِ أَو اليَدَ فهو حَمْضٌ نحو النَّجِيلِ والخِذْرافِ والإِخْرِيطِ والرِّمْثِ والقِضَّةِ والقُلاَّمِ والهَرْمِ والحُرُضِ والدَّغَلِ والطَّرْفَاءِ وما أَشْبَهَهَا . وفي التَّهْذِيب عن اللَّيْثِ : الحَمْضُ : كُلُّ نَبَاتٍ لا يَهِيجُ في الرَّبِيع ويَبْقَى على القَيْظِ وفيه مُلُوحَةٌ إِذا أَكَلَتْهُ الإِبِلُ شَرِبَتْ عَلَيْه وإِذَا لم تَجِدْهُ رَقَّتْ وضَعُفَت . " وهِي كفَاكِهَةِ الإِبِلِ والخُلَّةُ مَا حَلاَ وهي كخُبْزِهَا " أَي أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ : الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبِلِ والحَمْضُ فَاكِهَتُهَا . ويُقَال : لَحْمُها كما في الصّحاح " ج : الحُمُوضُ " قال الرّاجِزُ :
" يَرْعَى الغَضَى من جَانِبَيْ مُشَفِّقِ
" غِبّاً ومَنْ يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْفِقِ أَي يَرِد المَاءَ كُلَّ سَاعَةٍ كما في الصّحاح . " وحَمَضَتِ الإِبِلُ " من حَدِّ نَصَرَ " حَمْضاً وحُمُوضاً : أَكَلَتْه " وفي الصّحاح : رَعَتْهُ ونَقَلَه عن الأَصْمَعِيّ . واقْتَصَر في المَصَادِرِ على الأَخِيرِ " كاحْمَضَت " نَقَلَه الصَّاغانِيُّ في التَّكْمِلَة والزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس . " وأَحْمَضْتُهَا أَنا " . رَعَّيْتُهَا الحَمْضَ . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : حَمَضَت الإِبِلُ " فهِيَ حامِضَةٌ " إِذا كَانَت تَرْعَى الخُلَّةَ ثمّ صَارَتْ إِلى الحَمْضِ تَرْعَاهُ " مِنْ حَوَامِضَ " . يقال : " إِبلٌ حَمْضِيَّةٌ " " بالفَتْح " أَي " مُقِيمَةٌ فيه " نقله الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ . وبَعِيرٌ حَمْضِيٌّ : يأْكُلُ الحَمْضَ . " والمحْمَضُ " كمُقْعَدٍ " ويُضَمّ أَوَّلُهُ ذلِكَ المَوْضِعُ " الَّذِي تَرْعَى فيه الإِبِلُ الحَمْضَ الضَّمُّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ ويُنْشَدُ على اللُّغَتَيْنِ قَوْلُ هِمْيَانَ بنِ قُحَافَةَ السَّعْديّ :
" وقَرِّبُوا كُلَّ جُمَالِيٍّ عَضِهْ
" قَرِيبَةٍ نُدْوَتُهُ مِنْ مُحْمَضِهْ
" وحَمَضْتُ عنه كَرِهْتُه و " وحَمَضْت " به : اشْتَهَيْتُه " ن نقلهما الصّاغَانيّ . " وأَرْضٌ حَمِيَضَةٌ " كسَفِينَة : " كَثِيرَتُه " عن ابنِ شُمَيْل " وأَرَضُونَ حُمْضٌ " بالضَّمِّ . " والحَمْضَة " بالفَتْح : " الشَّهْوَةُ للشَّيْءِ " . وفي حَدِيثِ الزُّهْرِيّ : " الأُذُنُ مَجَّاجَةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ " . وإِنَّمَا أُخِذَت من شَهْوَةِ الإِبِل للحَمْضِ لأَنَّهَا إِذا مَلَّت الخُلَّةَ اشْتَهَت الحَمْضَ فتَحَوَّلُ إِليه كما في الصّحاح . وهكذا ذَكَرَه أَبُو عُبَيْدٍ في الغَرِيبِ ولكِنْ عَزَاهُ لِبَعْض التَّابِعِينَ . وخَرَّجَه ابنُ الأَثِير من حَدِيثِ الزُّهْرِيّ كما هُو في الصّحاح . وفي نَوَادِرِ الفَرّاءِ : للأُذُنِ مَجَّةٌ ومَجَاجَةٌ . وفي كِتَابِ " يافِعٍ ويَفَعَة " تَقُول للرَّجُلِ الكَثِيرِ الكَلاَمِ : اكْفُفْ عَنَّا كَلاَمَك فإِنَّ للأُذُنِ مَجَّةً وللنَّفْسِ حَمْضَةً أَي تَمُجُّه وتَرْمِي بِهِ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : المَجَّاجَة : الَّتِي تَمُجُّ ما سَمِعَتْه فلا تَعيه إِذَا وُعِظَّتْ بشَيءٍ أَو نُهِيَت عَنْهُ ومَعَ ذلكَ فَلَهَا شَهْوَةٌ في السَّمَاع . وقال أَزْهَرِيّ : المَعْنَى أَنَّ الآذَانَ لا تَعِي كُلَّ ما تَسْمَعُه وهي مَعَ ذلك ذَاتُ شَهْوَة لمَا تَسْتَظْرِفُه من غَرَائِبِ الحَدِيثِ ونَوَادِرِ الْكَلاَمِ . " وبَنُو حَمْضَةَ " بالفَتْح : " بَطْنٌ " من العَرَبِ من بَنِي كِنَانَةَ . قُلْت : وهم بَنُو حَمْضَةَ بْنِ قَيْسٍ اللَّيْثِيّ وهو عَمُّ الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْس الصَّحَابِيّ المَشْهُورِ قال الشَّاعر :
ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرَانَهُ ... وذمَّةَ بَلْعَاءَ أَنْ يُؤْكَلاَ والمَعْنَى أَن لا يُؤْكل وبَلْعاءُ هذا هُوَ ابْنُ قَيْسِ اللَّيْثيّ . " وعَبْدُ اللهِ بنُ حَمْضَة " الخُزَاعِيُّ " تَابِعِيٌّ " عن أَبِي هُرَيْرَةَ في الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ . أَبُو مَحْفُوظ " مُعَاذ " كَذَا في سَائِر النُّسَخ وهو غَلَطٌ صَوَابُه مُعَان بالنُّونِ وكَذَا ضَبَطَه ابنُ مَاكُولاَ وهو " ابنُ حَمْضَةَ " البَصْرِيّ رَوَى عَنْه ابنَ مَهْدِيّ وأَحْمَدُ بنُ حَنْبَل ويَحيَى بنُ معين . أَبو مَحْفُوظٍ " رَيْحَانُ بنُ حَمْضَةَ " البَصْرِيّ روى عنه أَحمد بنُ حَنْبَل هكذا هُوَ في كتاب الذَّهَبِيّ وتَبِعَهُ المُصَنِّف والصَّوَابُ أَنَّ مُعَانَ بنَ حَمْضَةَ هوَ أَبُو مَحْفُوظٍ وقد رَوَى عنه الجَمَاعَةُ المَذكُورُون وهما وَاحِدٌ نَبَّه عَلَيْه الحَافِظُ " مُحدِّثُونَ " . وفَاتَه : حَمْضَةُ بنُ قَيْسٍ اللَّيْثِيُّ عَمُّ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ الصَّحَابِيِّ المَشْهُورِ . " والحَمْضِيُّون مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ " نُسِبُوا إِلى جَدِّهم حَمْضَةَ . " وحَمْضٌ : ماءٌ لتَمِيمٍ " وقِيلَ : وَادٍ " قُرْبَ اليَمَامَةِ " . حَمَضٌ " مُحَرَّكَةً : جَبَلٌ " وقيل : مَنْزِلٌ " بَيْنَ البَصْرَةِ والبَحْرَيْن " وقِيلَ بَيْنَ الدَّوِّ والسُّودَةِ . قال الشَّاعِرُ :
" يا رُبَّ بَيْضَاءَ لَهَا زُوْجٌ حَرَضْ
" حَلاَّلةٍ بَيْنَ عُرَيْقٍ وحَمَضْ" والحُمُوضَةُ " بالضَّمّ : " طَعْمُ الحَامِض " كما في الصّحاح . وقال غَيْرُه : الحُمُوضَةُ ما حَذَا اللسَانَ كطَعْم الخَلِّ واللَّبَن الحَازِرِ نادِر لأَنَّ الفُعُولَة إِنَّمَا تَكُونُ للْمَصَادِرِ . " وقد حَمضَ ككَرُمَ وجَعَلَ وفَرِحَ " الأُولَى عن اللِّحْيَانِيّ ونَقَلَ الجَوْهَرِيّ هذه وحَمَضَ من حَدِّ نَصَر حَمِضَ " كفَرِحَ في اللَّبَنِ خاصَّةً حَمَضاً " مُحَرَّكَةً وهو في الصّحاح بالفَتْح " وحُمُوضَةً " بالضَّمّ . قال : ويُقَالُ : جاءَنا بِإِدْلَةِ ما تُطَاقً حَمْضاً أَي حُمُوضَةً وهي اللَّبَنُ الخَاثِرُ الشَّدِيدُ الحُمُوضَةِ ويُقَال : لَبَنٌ حامضٌ وإِنَّهُ لَشَديدُ الحَمْض والحُمُوضَةِ . " ورِجُلٌ حامضُ الفُؤَادِ " في الغَضَب أَي " مُتَغَيِّرُهُ فَاسِدُه " عَدَاوَةً كما في العُبَابِ وهو مَجَازٌ . والَّذِي في الصّحاح : فُلانٌ حامضُ الرِّئَتَيْنِ أَي مُرُّ النَّفْسِ . " والحَوَامِضُ : مِياهٌ مِلْحَةٌ " لبَنِي عُمَيْرَةَ نَقَله ابنُ عَبّاد . " وحَمِضَةُ كفَرِحَة : ة من " " قُرَى " عَثَّرَ " من جِهَةِ القِبْلَةِ كما في العُبَابِ على ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ كما في التَّكْمِلَة . " ويَوْمُ حَمَضَى مِثَالُ جَمَزَى : من أَيَّامِهِم " نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . حميضَةُ " كسَفِينَة وجُهَيْنَة : ابنُ رُقَيْمِ " الخَطْمِيُّ " صَحابِيّ " شَهِدَا أُحُداً قاله الغَسّانِيّ . حمِيَضَةُ " بِنْتُ ياسِرٍ و " حميضَةُ " بِنْتُ الشَّمَرْدَلِ أَو " هو " ابْنُه " أَي الشَّمَرْدَل " من الرُّوَاةِ " لَهُمْ ذِكْر . " والحِمّاضُ كرُمّان : عُشْبَةٌ " جَبَلِيَّةٌ من عُشْبِ الرَّبِيع و " وَرَقُهَا " عِظَامٌ ضُخْمٌ فُطْحٌ " كالهِنْدبَا " إِلاَّ أَنَّه " حامِضٌ " شَديدُ الحَمْض وزَهْرُهُ أَحْمَرُ ووَرَقُه أَخْضَرُ ويَتَنَاوَسُ في ثَمَره مِثْل حَبِّ الرُّمَّان " طَيِّبٌ " يَأْكلُه النَّاسُ شَيْئاً قَلِيلاً . وقال أَبو حَنِيفَةَ وأَبُو زِيَادٍ : الحُمَّاضُ يَطُولُ طُولاً شَدِيداً وله وَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ وزَهْرَةٌ حَمْرَاءُ فإِذَا دَنَا يُبْسُهُ ابْيَضَّتْ زَهْرَتُهُ . قال أَبو زِيَادٍ : والحُمَّاضُ ببِلادِنَا أَرْضِ الجَبَل كَثِيرٌ وهو ضَرْبَانِ : أَحَدُهما حامِضٌ عَذْبٌ " ومنه مُرٌّ " . وفي أُصُولِهِمَا جَمِيعاً إِذا انْتَهَيَا حُمْرَة وبذْرُ الحُمَّاضِ يُتَدَاوَى بِهِ وكَذلِكَ بوَرَقِه . وقال الأَزْهَرِيُّ : الحُمَّاضُ : بَقْلَةٌ بَرِّيَّةٌ تَنْبُتُ أَيّامَ الرَّبِيعِ في مَسايِل الماءِ ولَهَا ثَمَرَةٌ حَمْرَاءُ وهي من ذُكُورِ البُقُولِ وأَنْشَدَ ابن بَرِّيّ :
فتَدَاعَى مَنْخرَاهُ بدَمٍ ... مِثْل ما أَثْمَرَ حُمَّاضُ الجَبَلْقال : ومَنَابتُ الحُمَّاضِ الشُّعَيْبَاتُ ومَلاجِيءُ الأَوْديَةِ وفِيها حُمُوضَةٌ وربّمَا نَبَّتَها الحاضِرَةُ في بَسَاتِينِهم وسَقُوْهَا ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وَقْتَ هَيْجِ البُقُولِ البَرِّيَّةِ . وفي المِنْهَاج : الحُمَّاضُ بَرِّيّ وبُسْتَانِيّ والبَرِّيُّ يُقَال له السِّلقُ وليس في البّرِّيّ كُلّه حُمُوضَة . والبُسْتَانيّ يُشْبِه الهِنْدَبَا فيه حُمُوضَة ورُطُوبَة فَضْليَّة لَزِجَةٌ وأَجْوَدُه البُسْتَانِيّ الحَامضُ . انْتَهَى . " وكلاَهُمَا " أَي المُرُّ والعَذْبُ أَو البُسْتَانيّ والبَرِّيّ " نافعٌ للعَطَشِ و " الْتهَابِ " الصَّفْرَاءِ " يُقَوِّي الأَحْشَاءَ يُسَكِّنُ " الغَثَيَانَ والخَفَقَانَ الحارّ والأَسْنَانَ الوَجِعَةَ و " يَنْقَعُ من " اليَرَقَانِ " الأَسْوَدِ وَيَنْقَعُ ضمَاداً إِذا طُبِخَ للْبَرَض والقَوْبَاءِ ويُضَمَّدُ به الخَنَازِيرُ حَتَّى قيلَ إِنَّهُ إِذا عُلِّقَ في عُنُق صاحبِ الخَنَازير نَفَعَهُ وهو مَعَ الخَلِّ نافعٌ للجَرَبِ ويُمْسك الطَّبْعَ ويَقْطَعُ شَهْوَةَ الطِّين . " وبِزْرُهُ " بَاردٌ في الأُولَى وفيه قَبْضٌ يَعْقِلُ الطَّبْعَ خاصَّةً إِذا قُلِيَ . وقالُوا : " إِنْ عُلِّق في صُرَّةٍ لَمْ تَحْبَلْ ما دَامَتْ " عليها وهو نافِعٌ من لَسْعِ العَقارِبِ وإِذَا شُرِبَ من البِزْرِ قَبْلَ لَسْعِ العَقْرَبِ لم يَضُرَّ لَسْعُهَا . " ويُقَال : لِمَا في جَوْفِ الأُتْرُج حَماضٌ " بارِدٌ يابِسٌ في الثَّالثَةِ يَجْلُوا الكَلَفَ واللَّوْنَ طِلاَءً ويَقْمَعُ الصَّفْرَاءَ ويُشَهِّي الطَّعَامَ ويَنْفَعُ من الخَفَقَانِ الحَارِّ . ويُطَيِّبُ النَّكْهَةَ مَشْرُوباً ويَنْفَعُ من الإِسْهَال الصَّفْرَاوِيّ ويُوَافقُ المَحْمُومينَ . " والتَّحْمِيضُ : الإِقْلالُ من الشِّيْءْ " . يُقَالُ : حَمَّضَ لَنَا فُلانٌ في القرَى أَي قَلَّلَ وكَذلَكَ التَّحْبِيضُ . " والمُسْتحْمِضُ : اللَّبَنُ البَطيءُ الرَّوْبِ " نَقَلَه ابنُ عَبَّاد . " ومَحْمُودُ بنُ عَلِيٍّ الحُمُّضيُّ بضَمَّتَين مُشَدَّدَةً : مُتَكَلِّمٌ شَيْخٌ للفَخْرِ الرَّازِيّ " . وقد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ في الصَّاد أَيضاً . وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّه هو الصَّوابُ وهكذا ضَبَطَهُ الحَافظُ وغَيْرُه فإِيرادُهُ هُنَا ثَانِياً تَطْوِيلٌ مُخِلٌّ لا يَخْفَى فَتأَمَّلْ . وممّ يُسْتَدْرَك عليه : قَوْلُهُم : اللَّحْمُ حَمْضُ الرِّجَالِ وقَولُهُم للرَّجُل إِذَا جاءَ مُتَهَدِّداً : أَنْتَ مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وهو مَجَازٌ وقال ابنُ السِّكِّيت في " كِتَاب المَعَانِي : " حَمَّضْتُهَا يَعْنِي الإِبِلَ تَحْمِيضاً أَي رَعَّيْتُهَا الحَمْضَ . ومن المَجَازِ قولُهم :
" جَاءُوا مُخِلِّينَ فَلاَقَوْا حَمْضَا أَي جاءُوا يَشْتَهُونَ الشَّرَّ فوَجَدُوا مَنْ شَفَاهُمْ مِمّا بِهِم . ومثلُه قولُ رُؤْبة :
" ونُورِدُ المُسْتَوْرِدينَ الحَمْضَا أَي مَنْ أَتانَا يَطْلُب شَرّاً شَفَيْنَاه مِنْ دَائه وذلِكَ أَنَّ الإِبِلَ إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّةِ اشْتَهَتِ الحَمْضَ . وإِبِلٌ حَمَضِيَّة بالتَّحْرِيك لُغَةٌ في حَمْضِيَّة بالتَّسْكِين على غَيْرِ قِيَاس . وأَحْمَضَتِ الأَرْضُ فهي مُحْمِضَةٌ : كَثِيرَةُ الحَمْضِ وكَذلِك حَمْضِيَّةٌ . وقد أَحْمَضَ القَوْمُ أَي أَصَابُوا حَمْضاً . ووَطِئْنَا حُمُوضاً من الأَرْضِ أَي ذَوَاتِ حَمْضِ . والمُحَمِّضُ من العِنَبِ كمُحَدِّث : الحَامِضُ . وحَمَّضَ تَحْمِيضاً : صار حَامِضاً . وفُؤَادٌ حَمْضٌ بالفَتح ونَفْسٌ حَمْضَةٌ : تَنْفِرُ من الشِّيْءِ أَوّلَ ما تَسْمَعُه . قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ :
إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخَاهُ ... فلَيْسَ فُؤَادُ شانِيهِ بحَمْضِوتَحَمَّضَ الرَّجُلُ : تَحَوَّلَ من شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ . وحَمَّضَهُ عنه وأَحْمَضَهُ : حَوَّلَهُ وهو مَجاز . وأَحْمَضَ القَوْمُ : أَفَاضُوا فِيما يُؤْنِسُهُمْ من حَدِيثٍ . ومنه حَدِيث ابنِ عَبّاس - رَضِيَ الله عنهما - أَنّه كانَ يَقُول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْدَهُ في الحَدِيثِ بَعْدَ القُرْآنِ والتَّفْسير : " أَحْمِضُوا " ضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً لخَوْضِهِم في الأَحادِيثِ وأَخْبَارِ العَرَبِ إِذَا مَلُّوا تَفْسِيرَ القُرْآن وقال الطِّرْمَاحُ :
لا يَنِي يَحْمِضُ العَدوَّ وذُو الخُلَّ ... ةِ يُشْفَى صَدَاهُ بالإِحْمَاضِ وقال بَعْضُ النَّاس : إِذَا أَتَى الرَّجُلُ المَرْأَةَ في دُبُرِهَا فقد حَمَّضَ تَحْمِيضاً وهو مَجَاز كأَنَّه تَحَوَّلَ من خَيْرِ المَكَانَيْنِ إِلى شَرِّهمَا شَهْوَةً مَعْكُوسَةً . ويُقَال للتَّفْخِيذِ في الجِمَاع التَّحْمِيضُ أَيْضاً . ومنه قَوْلُ الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يَصِفُ كَهْلاً :
" يَضُمُّها ضَمَّ الفَنِيقِ البَدَّا
" لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلاَّ سَرْدَا
" يَحْشُو المَلاقِيَّ نَضيّاً عَرْدَا والحُمَّيْضَى كسُمَّيْهَى : نَبْتٌ ولَيْسَ من الحُمُوضَة . وبَنُو حُمَيْضَةَ . بَطْنٌ . قال الجَوْهَرِيّ : مِنْ كنَانَةَ . وحُمَيْضَةُ : اسمُ رَجُلٍ مَشْهُورٍ مِنْ بَنِي عامِرِ بْن صَعْصَعَةَ . وحُمَيْضَةُ بنُ مُحَمَّدِ بن أَبي سَعْدٍ الحَسَنِيّ من أُمَرَاءِ مَكَّةَ كَان بالعِرَاق . وحَمِيضٌ كأَمِيرٍ : مَاءٌ لعائِذَةَ بنِ مَالِكٍ بقَاعَةِ بَنِي سَعْدٍ . والحُمّاضِيَّةُ : مَعْجُونٌ يُرَكَّب من حُمَّاضِ الأُتْرُجِّ وصِفَتُهَا مَذْكُورَةٌ في كُتُبِ الطِّبّ . والحَامِضُ : لَقَبُ أَبِي مُوسَى سُلَيْمَانَ بنِ مُحمَّد بْنِ أَحْمَدَ النَّحْوِيِّ أَخَذَ عن ثَعْلَبٍ صَحِبَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وأَلَّفَ في اللُّغَة " غَرِيب الحَدِيثِ " و " خَلْق الإِنْسَانِ " و " الوُحُوش " و " النَّبَات " رَوَى عنه أَبو عُمَرَ الزَّاهدُ وأَبُو جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيّ . مات سنة 305 وحَامِضُ رَأْسِهِ : لَقَبُ أَبي القَاسِمِ عَبْدِ اللهِ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ المَرْوَزِيّ الحَامِضِيّ رَوَى عنه الدَّارقُطْنِيّ . قاله السَّمْعَانِيّ
المَحْضُ : اللَّبنُ الخالصُ بلا رغوَةٍ . قالَهُ اللَّيْثُ . وقال الجَوْهَرِيّ : هو الَّذي لم يُخالطهُ الماءُ حُلْواً كانَ أَو حامضاً . ولا يسمَّى اللَّبنُ مَحْضاً إلاَّ إِذا كانَ كَذلِكَ . وفي حديث عُمَرَ " لمَّا طُعِنَ شَرِبَ لَبَناً فخَرَجَ مَحْضاً " أَي خالصاً عَلَى وجهِهِ لم يختَلِط بشيءٍ . وفي حديثٍ آخرَ : " بارِكْ لهمْ في مَحْضِها ومَخْضِها " أَي الخالِصِ والمَمْخوضِ . وفي حديث الزَّكاةِ " فاعْمِدوا إِلَى شاةٍ مُمْتَلِئَةٍ شحماً ومَحْضاً " أَي سمينَةً كثيرَةَ اللَّبنِ . وَقَدْ تكرَّرَ في الحَدِيث بمَعْنَى اللَّبنِ مُطْلقاً ج مِحاضٌ بالكَسْرِ . ورَجُلٌ ماحِضٌ ومَحِضٌ ككتِف : يشتَهِيهِ كِلاهُما عَلَى النَّسَبِ . وفي العُبَاب : رَجُلٌ مَحِضٌ يُحِبُّ المَحْضَ كما يُقَالُ شَحِمٌ لَحِمٌ : إِذا كانَ يُحبُّهُما أَو رجلٌ ماحِضٌ : ذو مَحْضٍ كقولِكَ : لابنٌ وتامِرٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ومَحَضَهُ كَمَنَعَهُ : سقَاهُ المَحْضُ كأَمْحضَهُ كما في الصّحاح . وامْتَحَضَ : شرِبَهُ مَحْضاً . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّجز :
" امْتَحِضَا وسَقِّيانِي الضَّيْحَا
" فَقَدْ كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحَا كمحِضَ بالكَسْرِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . ومن المَجازِ : هو مَمْحوضُ النَّسَبِ أَي خالِصُه والذي في الصّحاح : وعَربيٌّ مَحْضٌ أَي خالصُ النَّسبِ الأُنثى والذَّكرُ والجمعُ فيهِ سواءٌ وإِنْ شِئتَ أَنَّثتَ وجَمَعْتَ مِثْلُ قلبٍ وبَحْتٍ . وفي العُبَاب : قالَ أَبو عُبَيْدٍ : هذا عربيٌّ مَحْضٌ وهذه عَرَبيَّةٌ مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتَةٌ وبحْتٌ وقَلْبَةٌ وقَلْبٌ . ومن المَجَازِ : فِضَّةٌ مَحْضٌ ومَحْضَةٌ ومَمْحوضَةٌ أَي خالصَةٌ كَذلِكَ قالَ سِيبَوَيْه فإذا قُلْتَ : هذه الفضَّةُ مَحْضاً قلتَهُ بالنَّصبِ اعتِماداً عَلَى المصدرِ . ومن المَجَازِ : أَمْحضَهُ الوُدَّ عن أَبي زَيْدٍ ونَسَبَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ لابنِ دُرَيْدٍ أَي أَخلَصَهُ كمَحَضَهُ كذا نقل الجَوْهَرِيّ الوجهَيْنِ . وقال ابنُ بَرِّيّ : ولم يعرِف الأَصْمَعِيّ أَمْحَضَهُ الوُدَّ وكَذلِكَ مَحَضَتُ له النُّصحَ وأَمْحَضْتُه . قالَ الجَوْهَرِيّ : وكلُّ شيءٍ أَخْلَصْتَهُ فَقَدْ أَمحَضْتَهُ . قالَ : وأَنْشَدَ الكِسَائِيّ :
قُلْ للغَوانِي أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ ... تَعلُو اللَّئيمَ بضَرْبٍ فيه إِمْحاضُ
وأَمْحَضَهُ الحديثَ : صَدَقَهُ . نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع وهو من الإِخلاصِ وهو مجازٌ . والأُمْحوضَةُ بالضَّمِّ : النَّصيحَةُ الخالصَةُ وهو مجازٌ . والمَحْضَةُ : بلِحْفِ آرَةَ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ الشَّريفَيْنِ . والمَحْضَةُ أَيْضاً : باليَمامَةِ نَقَلَهُما الصَّاغَانِيُّ . وَقَدْ مَحُضَ ككَرُمَ مُحُوضَةً : صارَ مَحْضاً في حَسَبِه . ومن المَجَازِ : هو مَمْحوضُ الضَّريبَةِ : مَمْحوضُ الحَسَبِ أَي مُخْلَصٌ كما في العُبَاب . قالَ الأّزْهَرِيّ : كلامُ العَرَبِ : رَجُلٌ مَمْحوصُ الضَّريبَةِ بالصَّاد إِذا كانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المَحْضُ مِنْ كلِّ شيءٍ : الخالصُ . وقال الأّزْهَرِيّ : كلُّ شيءٍ خلصَ حتَّى لا يَشوبهُ شيءٌ يُخالِطُه فهو مَحْضٌ . وفي حديث الوَسْوَسَةِ : " ذاكَ مَحْضُ الإِيمانِ " أَي خالِصه وصَريحُه وهو مَجازٌ . ورجلٌ مَحْضُ الحَسَبِ : خالِصُه . وجمعُه مِحاضٌ وأَمحاضٌ . شاهِدُ المِحاضِ قَوْلُه :
تَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ ... كِراماً حَيْثُما حُسِبُوا مِحَاضَا وشاهِدُ الأَمْحاضِ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" بِلالُ يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ
" لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ وأَمْحَضَ الدَّابَّةَ : عَلَفَها المَحْضَ وهو القَتُّ نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع وهو مجازٌ . والمَحْضُ : لَقَبُ جماعَةٍ من العَلَوِيِّين مِنْهُم عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَن بنِ عليّ