الشيءَ ـُ حَبْكاً: أحكَمَه. يقال: حبَك الثَّوب: أجاد نَسْجه. وحَبَك الحبْل: شدَّ فَتْلَه. وحبك العُقْدَة: قوَّى عقْدها ووثَّقها. وحبك الأمرَ: أحسن تدبيره. وـ الثَّوبَ: ثَنَى طَرَفَه وخاطَه.( حَبَّك ) الشيءَ: حَبَكَه. وـ الشَّعْر: جَعَّدَه. وـ الثَّوبَ: نَسَجه مُخَطَّطاً. وـ الريحُ الرمْلَ والماءَ الساكِنَ: جعلت فيه طرائق.( احْتَبَكَ ) الشيءَ: حَبَكَه.( تَحَبَّكَ ): شدَّ الحُبْكة.( الحِبَاك ): الطريقة تُحْدثها الرِّيحُ في الرملِ والماءِ الساكن. وـ حظيرة من قَصَب مشْدود بعضه إلى بعْض.وحِبَاكُ الثَّوْب: ما ثُنِيَ وخيط من أطرافه. وحِباك الحَمام: سوادُ ما فوق جَناحَيْه. ( الجمع ) حُبُك.( الحُبْكَة ): الحَبْلُ يُشَدُّ به على الوَسطِ. وـ من السراويل: ما فيه التِّكَّةُ. ( الجمع ) حُبَك.( الحَبِيكَة ): المَحبوكة. وـ الطريقة في الرمل أو الماء. وـ مسير النَّجْم. ( الجمع ) حُبُك. وفي التنزيل العزيز: ( والسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُك ).( المَحْبُوك ): يقال: فَرَس مَحْبوكٌ: قويّ شديد.
معنى
في قاموس معاجم
الحَبْك الشدّ
واحْتَبك بإِزاره احْتَبَى به وشدَّه إِلى يديه والحُبْكة أَن ترخي من أَثناء
حُجْزتك من بين يديك لتحمل فيه الشيء ما كان وقيل الحُبْكة الحُجْزة بعينها ومنها
أُخِذ الاحْتِباكُ بالباء وهو شد الإِزار وحكي عن ابن المبارك أَنه قال جعلت سواك
في
الحَبْك الشدّ
واحْتَبك بإِزاره احْتَبَى به وشدَّه إِلى يديه والحُبْكة أَن ترخي من أَثناء
حُجْزتك من بين يديك لتحمل فيه الشيء ما كان وقيل الحُبْكة الحُجْزة بعينها ومنها
أُخِذ الاحْتِباكُ بالباء وهو شد الإِزار وحكي عن ابن المبارك أَنه قال جعلت سواك
في حُبكي أَي في حُجْزتي وتَحَبَّكَ شد حُجْزته وتَحَبَّكتِ المرأَة بنِطاقها شدته
في وسطها وروي عن عائشة أَنها كانت تَحْتَبِك تحت دِرعها في الصلاة أَي تشد
الإِزار وتحكمه قال أَبو عبيد قال الأَصمعي الاحْتِباك الاحتباء ولكن الاحْتِباك شدُّ
الإِزار وإِحكامه أَراد أَنها كانت لا تصلي إِلا مُؤْتَزِرةً قال الأَزهري الذي
رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي في الاحْتِباك أَنه الاحْتِباء غلط والصواب الاحْتِياك
بالياء يقال احْتاك يَحْتاك احْتِياكاً وتَحَوَّك بثوبه إِذا احتبى به قال هكذا
رواه ابن السكيت وغيره عن الأَصمعي بالياء قال والذي يسبق إِلى وَهْمِي أَن أَبا
عبيد كتب هذا الحرف عن الأَصمعي بالياء فزَلّ في النقط وتوهمه باء قال والعالم
وإِن كان غاية في الضبط والإِتقان فإِنه لا يكاد يخلو من خطإِه بزلة والله أعلم
ولقد أَنصف الأَزهري رحمه الله فيما بسطه من هذه المقالة فإِنا نجد كثيراً من
أَنفسنا ومن غيرنا أَن القلم يجري فينقط ما لا يجب نقطه ويسبق إِلى ضبط ما لا
يختاره كاتبه ولكنه إِذا قرأَه بعد ذلك أَو قرئ عليه تيقظ له وتفطن لما جرى به
فاستدركه والله أعلم والحُبْكة الحبل يشد به على الوسط والتحْبِيك التوثيق وقد
حَبَّكْتُ العقدة أَي وثقتها والحِباكُ أَن يجمع خشب كالحَظيرة ثم يشد في وسطه
بحبل يجمعه قال الأَزهري الحِباك الحَظيرة بقصبات تعرض ثم تشد تقول حُبِكَتِ
الحظيرةُ بقَصبات كما تُحْبَكُ عُروش الكرم بالحبال والحُبْكةُ والحِباكُ القدَّةُ
التي تضم الرأْس إِلى الغَرَاضيف من القتَب والرَّحْل وقد ذكرتا بالنون عن أَبي
عبيد قال ابن سيده وأُراه منه سهواً والجمع حُبَك وحُبُك فحبَك جمع حُبْكةٍ وحُبُك
جمع حِباكٍ وحُبُك الرمل حروفه وأَسناده واحدها حِباك وكذلك حُبُك الماء والشعر
الجَعْدُ المتكسِّر قال زهير ابن أَبي سلمى يصف ماء مُكَلَّل بعَمِيم النَّبْت
تَنْسُجُه ريحٌ خَرِيقٌ لِضاحي مائه حُبُكُ والحَبِيكةُ كل طريقة من خُصَلِ الشعر
أَو البيضةُ والجمع حَبِيك وحَبَائِكُ وحُبُك كسَفِينة وسَفِينٍ وسَفائن وسُفُن
الجوهري الحَبيكةُ الطريقة في الرمل ونحوه الأَزهري وحَبِيكُ البيض للرأْس طرائقُ
حديدِه وأَنشد والضاربون حَبِيكَ البَيض إِذ لحِقُوا لا يَنْكُصُون إِذا ما
اسْتُلْحِمُوا وحَمُوا قال وكذلك طرائق الرمل فيما تَحْبِكُه الرياح إِذا جَرَتْ
عليه وفي الحديث في صفة الدجال رأْسه حُبُك أَي شعر رأْسه متكسر من الجُعُودة مثل
الماء الساكن أَو الرمل إِذا هبت عليها الريح فيتجعَّدان ويصيران طرائق وفي رواية
أُخري مُحَبَّك الشعر بمعناه وحُبُك السماء طرائقها وفي التنزيل والسماء ذات
الحُبُك يعني طرائق النجوم واحدتها حَبِيكة والجمع كالجمع وقال الفراء في قوله
والسماء ذات الحُبُك قال الحُبُك تكسُّر كل شيء كالرملة إِذا مرت عليها الريح
الساكنة والماء القائم إِذا مرت به الريح والدرعُ من الحديد لها حُبُك أَيضاً قال
والشعرة الجعدة تكسُّرُها حُبُكٌ قال وواحد الحُبُك حِباك وحَبِيكة وقال الجوهري
جمع الحَبِيكة حَبَائك وروي عن ابن عباس في قوله تعالى والسماء ذات الحُبُك
الخَلْق الحسن قال أَبو إِسحق وأَهل اللغة يقولون ذات الطرائق الحسنة وفي حديث
عمرو بن مُرّة يمدح النبي صلى الله عليه وسلم لأَصْبَحْتَ خيرَ الناس نَفْساً
ووالداً رَسُولَ مَلِيك الناسِ فوق الحَبَائِك الحَبَائك الطرق واحدتها حَبِيكة
يعني بها السموات لأَن فيها طرق النجوم والمَحْبُوك ما أُجيد عمله والمَحْبُوك
المُحْكَمُ الخلق من حَبَكْتُ الثوب إِذا أَحكمت نسجه قال شمر ودابة مَحْبُوكة
إِذا كانت مُدْمَجة الخلق قال وكل شيء أَحكمته وأَحسنت عمله فقد احْتَبَكْتَه وفرس
مَحْبوك المَتْن والعجز فيه استواء مع ارتفاع قال أَبو دواد يصف فرساً مَرِجَ
الدهرُ فأَعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكَتَدْ ويروى مَرِجَ الدِّينُ
الأَزهري عن الليث إِنه لمَحْبُوك المتن والعَجُز إِذا كان فيه استواء مع ارتفاع
وأَنشد على كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ كأَنه عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقب وتَعَلَّتِ
قال وقال غيره فرس مَحْبوك الكَفَل أَي مُدْمَجُه وأَنشد بيت لبيد على هذه الصورة
مشرف الحارك محبوك الكَفَلْ قال ويقال للدابة إِذا كان شديد الخلق مَحْبوك
والمَحْبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره وجادَ ما حَبَكَهُ إِذا أَجاد نَسْجه
وحَبَكَ الثوب يَحْبِكُه ويَحْبُكه حَبْكاً أَجاد نسجه وحسَّن أَثر الصنعة فيه
وثوب حَبِيك مَحْبوك وكذلك الوَتَرُ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي العارم فَهَيَّأْتُ
حَشْراً كالشِّهابِ يَسُوقه مُمَرّ حَبِيكٌ عاوَنَتْه الأَشاجِعُ وحبَكَه بالسيف
حَبْكاً ضربه على وسطه وقيل هو إِذا قطع اللحم فوق العظم قال ابن الأَعرابي حَبَكه
بالسيف يَحْبِكه ويَحْبُكه حَبْكاً ضرب عنقه وقيل هو ضرب في اللحم دون العظم وقيل
ضربه به وحَبَك عُروش الكَرْم قطعها والحَبَكُ والحَبَكة جميعاً الأَصل من أُصول
الكَرْم والحَبَكة الحبة من السويق قال الليث يقال ما ذقنا عنده حَبَكَة ولا
لَبَكة قال وبعض يقول عَبَكَة قال والعبَكة والحَبَكة من السويق واللَّبَكة اللقمة
من الثَّرِيد قال الأَزهري ولم نسمع حَبَكة بمعنى عَبَكة لغير الليث قال وقد طلبته
في باب العين والحاء لأَبي تراب فلم أَجده والمعروف ما في نِحْيه عَبْكة ولا
عَبَقة أَي لطخ من السَّمنِ أَو الرُّبِّ من عَبِق به وعَبِكَ به أَي لصق به
معنى
في قاموس معاجم
الحِباكُ
والحَبيكَةُ:
الطريقة في
الرمل
ونحوِه، وجمع
الحِباكِ
حُبُكٌ، وجمع
الحَبيكَةِ
حَبائِكُ.
وقوله تعالى:
"والسَماءِ
ذاتِ
الحُبُكِ". قالوا:
طرائق النجوم.
وقال الفراء:
الحُبُكُ تكسُّرُ
كلِّ شيءٍ،
كالرمل إذا
مرّتْ به
الريحُ
الساكنة،
الحِباكُ
والحَبيكَةُ:
الطريقة في
الرمل
ونحوِه، وجمع
الحِباكِ
حُبُكٌ، وجمع
الحَبيكَةِ
حَبائِكُ.
وقوله تعالى:
"والسَماءِ
ذاتِ
الحُبُكِ". قالوا:
طرائق النجوم.
وقال الفراء:
الحُبُكُ تكسُّرُ
كلِّ شيءٍ،
كالرمل إذا
مرّتْ به
الريحُ
الساكنة،
والماءِ
القائم إذا
مرّت به الريح.
ودِرْعُ
الحديد
حُبُكٌ أيضاً.
والشعرةُ الجعدةُ
تَكَسُّرُهَا
حُبُكٌ. قال
زهير بن أبي سلمى:
مُكَلَّلٌ
بأُصولِ
النَجْمِ
تَنْسُـجُـهُ
رِيحٌ
خَريقٌ
لضاحي
مائِهِ
حُبُكُ
وحَبَكَ
الثوب
يَحْبِكُهُ
بالكسر
حَبْكاً، أي
أجادَ نسجه.
قال ابن
الأعرابي:
كلُّ شيء أحكمْتَه
وأحْسنْتَ
عملَه فقد
احْتِبَكْتَهُ.
وفي الحديث:
"إن عائشة رضي
الله عنها
كانت تَحْتَبِكُ
تحتَ الدرع في
الصلاة" أي
تشدّ الإزارَ
وتُحْكِمُهُ.
والاحْتِباكُ
أيضاً:
الاحْتِباءُ.
والمَحْبوكُ:
الشديدُ
الخَلْقِ من
الفَرَس
وغيره.
والحَبْكَةُ،
وهي الحبَّةُ
من السويق.
معنى
في قاموس معاجم
الحُبُّ نَقِيضُ
البُغْضِ والحُبُّ الودادُ والمَحَبَّةُ وكذلك الحِبُّ بالكسر وحُكِي عن خالد ابن
نَضْلَة ما هذا الحِبُّ الطارِقُ ؟ وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ وهو مَحْبُوبٌ على غير
قياس هذا الأَكثر وقد قيل مُحَبٌّ على القِياس قال الأَزهري وقد جاء المُحَبُّ
الحُبُّ نَقِيضُ
البُغْضِ والحُبُّ الودادُ والمَحَبَّةُ وكذلك الحِبُّ بالكسر وحُكِي عن خالد ابن
نَضْلَة ما هذا الحِبُّ الطارِقُ ؟ وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ وهو مَحْبُوبٌ على غير
قياس هذا الأَكثر وقد قيل مُحَبٌّ على القِياس قال الأَزهري وقد جاء المُحَبُّ
شاذاً في الشعر قال عنترة
ولقد نَزَلْتِ فلا تَظُنِّي غيرَه ... مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ
وحكى الأَزهري عن الفرَّاءِ قال وحَبَبْتُه لغة قال غيره وكَرِهَ
بعضُهم حَبَبْتُه وأَنكر أَن يكون هذا البيتُ لِفَصِيحٍ وهو قول عَيْلانَ بن شُجاع
النَّهْشَلِي
أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه ... وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ
أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلا تَمْرُه ما حَبَبْتُه ... ولا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ
ومُشْرِقِ
وكان أَبو العباس المبرد يروي هذا الشعر وكان عِياضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ وعلى
هذه الروايةِ لا كون فيه إِقواء وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو مَحْبُوبٌ قال
الجوهري وهذا شاذ لأَنه لا يأْتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر إِلاّ ويَشرَكُه
يَفْعُل بالضم إِذا كان مُتَعَدِّياً ما خَلا هذا الحرفَ وحكى سيبويه حَبَبْتُه
وأَحْبَبْتُه بمعنى أَبو زيد أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ قال ومثله مَحْزُونٌ
ومَجْنُونٌ ومَزْكُومٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ وذلك أَنهم يقولون قد فُعِلَ بغير
أَلف في هذا كله ثم يُبْنَى مَفْعُول على فُعِلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ له فإِذا قالوا
أَفْعَلَه اللّه فهو كلُّه بالأَلف وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم ما أَحَبْتُ ذلك
أَي ما أَحْبَبْتُ كما قالوا ظَنْتُ ذلك أَي ظَنَنْتُ ومثله ما حكاه سيبويه من
قولهم ظَلْتُ وقال في ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ أَي يُحَبُّ فيها واسْتَحَبَّه
كأَحَبَّه والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ وإِنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي
مِمَّنْ أُحِبُّ وحُبَّتُك ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ أَو يكون لك واخْتَرْ [ ص
290 ] حُبَّتَك ومَحَبَّتَك من الناس وغَيْرِهِم أَي الذي تُحِبُّه والمَحَبَّةُ
أَيضاً اسم للحُبِّ والحِبابُ بالكسر المُحابَّةُ والمُوادَّةُ والحُبُّ قال أَبو
ذؤيب
فَقُلْتُ لقَلْبي يا لَكَ الخَيْرُ إِنَّما ... يُدَلِّيكَ للخَيْرِ الجَدِيدِ
حِبابُها
وقال صخر الغي
إِنّي بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ ... عاوَدَنِي مِنْ حِبابِها الزُّؤُدُ
وتَحَبَّبَ إِليه تَودَّدَ وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً عن
الفرَّاءِ الأَزهري يقال حُبَّ الشيءُ فهو مَحْبُوبٌ ثم لا يقولون حَبَبْتُه كما
قالوا جُنَّ فهو مَجْنُون ثم يقولون أَجَنَّه اللّهُ والحِبُّ الحَبِيبُ مثل
خِدْنٍ وخَدِينٍ قال ابن بري رحمه اللّه الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى المُحِبِّ
كقول المُخَبَّلِ
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِراقِ حَبِيبَها ... وما كان نَفْساً بالفِراقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّها ويجيءُ تارة بمعنى المحْبُوب كقول ابن الدُّمَيْنةِ
وانّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِن جانِبِ الحِمَى ... إِلَيَّ وإِنْ لم آتهِ لحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ والحِبُّ المَحْبُوبُ وكان زَيْدُ بن حارِثةَ رضي اللّه عنه
يُدْعَى حِبَّ رَسولِ اللّه صلة اللّه عليه وسلم والأَنثى بالهاءِ وفي الحديث ومن
يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ حِبُّ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي
مَحْبُوبُه وكان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُحِبُّه كثيراً وفي حديث
فاطِمَة رضوان اللّه عليها قال لها رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم عن عائشة
إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ الحِبُّ بالكسر المَحْبُوبُ والأُنثى حِبَّةٌ وجَمْعُ
الحِبِّ أَحْبابٌ وحِبَّانٌ وحُبُوبٌ وحِبَبةٌ وحُبٌّ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون
من الجَمْع العزيز وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ والحَبِيبُ والحُبابُ بالضم
الحِبُّ والأُنثى بالهاءِ الأَزهري يقال للحَبِيب حُبابٌ مُخَفَّفٌ وقال الليث
الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبةِ والحَبِيب وحكى ابن الأَعرابي أَنا
حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم وأَنشد ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ والحُبابُ
بالضم الحُبُّ قال أَبو عَطاء السِّنْدِي مَوْلى بني أَسَد
فوَاللّهِ ما أَدْرِي وإِنِّي لصَادِقٌ ... أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ
سِحْرُ
قال ابن بري المشهور عند الرُّواة مِن حِبابِكِ بكسر الحاءِ وفيه وَجْهان أَحدهما
أَن يكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً والثاني أَن يكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ
وعِشاشٍ ورواه بعضهم من جَنابِكِ بالجيم والنون أَي ناحِيَتكِ وفي حديث أُحُد هو
جَبَلُّ يُحِبُّنا ونُحِبُّه قال ابن الأَثير هذا محمول على المجاز أَراد أَنه جبل
يُحِبُّنا [ ص 291 ] أَهْلُه ونُحِبُّ أَهْلَه وهم الأَنصار ويجوز أَن يكون من باب
المَجاز الصَّريح أَي إِنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه في أَرْضِ مَن
نُحِبُّ وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ يُروى بضم
الحاءِ وهو الاسم من المَحَبَّةِ وقد جاءَ في بعض الرِّوايات باسقاط انظُروا وقال
حُبّ الانصار التمرُ فيجوز أَن يكون بالضم كالأَوّل وحذف الفعل وهو مراد للعلم به
أَو على جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة في حُبِّهم إِياه ويجوز أَن تكون الحاءُ
مكسورة بمعنى المحبوب أَي مَحْبُوبُهم التمرُ وحينئذ يكون التمر على الأَوّل وهو
المشهور في الرواية منصوباً بالحُب وعلى الثاني والثالث مَرْفُوعاً على خبر
المبتدإِ وقالوا حَبَّ بِفُلان أَي ما أَحَبَّه إِلَيَّ قال أَبو عبيد معناه ( 1 )
( 1 قوله « قال أبو عبيد معناه إلخ » الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ )
حَبُبَ بِفُلان بضم الباءِ ثم سُكِّن وأُدغم في الثانية وحَبُبْتُ إِليه صِرْتُ
حَبِيباً ولا نَظِير له إِلا شَرُرْتُ مِن الشَّرِّ وما حكاه سيبويه عن يونس قولهم
لَبُبْتُ من اللُّبِّ وتقول ما كنتَ حَبيباً ولقد حَبِبْتَ بالكسر أَي صِرْتَ
حَبِيباً وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هو حَبِيبٌ قال سيبويه جعلوا حَبّ مع ذا بمنزلة
الشيءِ
الواحد وهو عنده اسم وما بعده مرفوع به ولَزِمَ ذا حَبَّ وجَرَى كالمثل
والدَّلِيلُ على ذلك أَنهم يقولون في المؤَنث حَبَّذا ولا يقولون حَبَّذِه ومنهُ
قولهم حَبَّذا زَيْدٌ فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لا يَتصرَّف وأَصله حَبُبَ على ما قاله
الفرّاءُ وذا فاعله وهو اسم مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإشارة جُعِلا شيئاً واحداً
فصارا بمنزلة اسم يُرْفَع ما بعده وموضعه رفع بالابْتداءِ وزيد خبره ولا يجوز أَن
يكون بدلاً مِن ذا لأَنّك تقول حَبَّذا امرأَةٌ ولو كان بدلاً لقلت حَبَّذِهِ
المرأَةُ قال جرير
يا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ ... وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ
كانا
وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ ... تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحيانا
الأَزهري وأَما قولهم حبّذا كذا وكذا بتشديد الباء فهو حَرْفُ مَعْنىً أُلِّفَ من
حَبَّ وذا يقال حَبَّذا الإِمارةُ والأَصل حَبُبَ ذا فأَدْغِمَتْ إِحْدَى الباءَين
في الأُخْرى وشُدّدتْ وذا إِشارةٌ إِلى ما يَقْرُب منك وأَنشد بعضهم
حَبَّذا رَجْعُها إِلَيها يَدَيْها ... في يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا ( 2
)
( 2 قوله « إليها يديها » هذا ما وقع في التهذيب أيضاً ووقع في الجزء العشرين إليك
)
كأَنه قال حَبُبَ ذا ثم ترجم عن ذا فقالَ هو رَجْعُها يديها إِلى
حَلِّ تِكَّتِها أَي ما أَحَبَّه ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها وقال أَبو الحسن بن
كيسان حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شيئاً واحداً ولم تُغَيَّرا في تثنية ولا جمع ولا
تَأْنِيث ورُفِع بها الاسم تقول حَبَّذا زَيْدٌ وحَبَّذا الزَّيْدانِ وحَبَّذا
الزَّيْدُونَ وحَبَّذا هِنْد وحَبَّذا أَنْتَ وأَنْتُما وأَنتُم وحَبَّذا يُبتدأُ
بها وإِن قلت زَيْد حَبَّذا فهي جائزة وهي قَبِيحة لأَن حَبَّذا كلمة مَدْح
يُبْتَدأُ بها لأَنها جَوابٌ وإِنما لم تُثَنَّ ولم تُجمع ولم [ ص 292 ] تُؤَنَّثْ
لأَنك إِنما أَجْرَيْتَها على ذِكر شيءٍ سَمِعْته فكأَنك قلت حَبَّذا الذِّكْرُ
ذُكْرُ زَيْدٍ فصار زيدٌ موضعَ ذكره وصارَ ذا مشاراً إِلى الذِّكْرِيّةِ والذِّكرُ
مُذَكَّرٌ وحَبَّذا في الحَقِيقةِ فِعْلٌ واسْم حَبَّ بمنزلة نِعْم وذا فاعل
بمنزلة الرَّجل الأَزهري قال وأَمَّا حَبَّذا فإِنه حَبَّ ذا فإِذا وَصَلْتَ
رَفَعْتَ به فقلت حَبَّذا زَيْدٌ وحَبَّبَ إِليه الأَمْرَ جعله يُحِبُّه وهم
يَتَحابُّون أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً وحَبَّ إِلَيَّ هذا الشيءُ يَحَبُّ حُبّاً
قال ساعدة
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِكَ
تَشْعَبُ
وأَنشد الأَزهري
دَعانا فسَمَّانَا الشِّعارَ مُقَدِّماً ... وحَبَّ إِلَيْنا أَن نَكُونَ
المُقدَّما
وقولُ ساعدة وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بها إِليّ مُتَجَنِّبةً وفي الصحاح
في هذا البيت وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ وقال أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ ونَقَل الضَّمَّةَ
إِلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ ونَسَبَ هذا القَوْلَ إِلى ابن السكيت وحَبابُكَ أَن
يكون ذلِكَ أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذلك أَي غايةُ مَحَبَّتِك وقال اللحياني
معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ ولم يذكر الحُبَّ ومثله حماداكَ أَي جُهْدُك وغايَتُكَ
الأَصمعي حَبَّ بِفُلانٍ أَي ما أَحَبَّه إِليَّ وقال الفرَّاءُ معناه حَبُبَ
بفلان بضم الباء ثم أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ في الثانية وأَنشد الفرَّاءُ
وزَادَه كَلَفاً في الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ ... وحَبَّ شيْئاً إِلى الإِنْسانِ ما
مُنِعَا
قال وموضِعُ ما رفْع أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ وأَنشد شمر ولَحَبَّ بالطَّيْفِ
المُلِمِّ خَيالا أَي ما أَحَبَّه إِليَّ أَي أَحْبِبْ بِه والتَّحَبُّبُ إِظْهارُ
الحُبِّ وحِبَّانُ وحَبَّانُ اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ والمُحَبَّةُ
والمَحْبُوبةُ جميعاً من أَسْماءِ مَدِينةِ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم حكاهما
كُراع لِحُبّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وأَصحابِه إِيَّاها ومَحْبَبٌ اسْمٌ
عَلَمٌ جاءَ على الأَصل لمكان العلمية كما جاءَ مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ وإِنما حملهم
على أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ دون فَعْلَلٍ لأَنهم وجدوا ما تركب من ح ب ب
ولم يجدوا م ح ب ولولا هذا لكان حَمْلُهم مَحْبَباً على فَعْلَلٍ أَولى لأَنّ ظهور
التضعيف في فَعْلَل هو القِياسُ والعُرْفُ كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ وقوله أَنشده ثعلب
يَشُجُّ به المَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى ... لَهُ مِنْ أَخِلاَّءِ الصَّفاءِ
حَبِيبُ
فسره فقال حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ والإِحْبابُ البُروكُ وأَحَبَّ البَعِيرُ بَرَكَ
وقيل الإِحْبابُ في الإِبلِ كالحِرانِ في الخيل وهو أَن يَبْرُك فلا يَثُور قال
أَبو محمد الفقعسي
حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا ... ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا
القَفِيلُ السَّوْطُ وبعير مُحِبٌّ وقال أَبو عبيدة في [ ص 293 ] قوله تعالى إِنّي
أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي أَي لَصِقْتُ بالأَرض لِحُبّ الخَيْلِ
حتى فاتَتني الصلاةُ وهذا غير معروف في الإِنسان وإِنما هو معروف في الإِبل
وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إِحْباباً أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فلم يَبْرَحْ
مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ قال ثعلب ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ مُحِبٌّ وأَنشد
يصف امرأَةً قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ وأَرْسَلَتْ به إِلى أَقْرانِها
جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ ... فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّْ
أَبو الهيثم الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة المَرض
فَيَبْرُكَ ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ قال الراجز ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ
بارِك أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ وهو هالِك والإِحْبابُ البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن
الأَعرابي حُبَّ إِذا أُتْعِبَ وحَبَّ إِذا وقَفَ وحَبَّ إِذا تَوَدَّدَ
واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ إِذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها وإِنما يكون ذلك
إِذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ والحَبُّ الزرعُ صغيراً
كان أَو كبيراً واحدته حَبَّةٌ والحَبُّ معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة حَبَّةٌ
مِن بُرّ وحَبَّة مِن شَعير حتى يقولوا حَبَّةٌ من عِنَبٍ والحَبَّةُ من الشَّعِير
والبُرِّ ونحوهما والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ الأَخيرة نادرة
لأَنَّ فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ إِلاّ بعد طَرْحِ الزائد وأَحَبَّ الزَّرْعُ
وأَلَبَّ إِذا دخَل فيه الأُكْلُ وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ والحَبَّةُ
السَّوْداءُ والحَبَّة الخَضْراء والحَبَّةُ من الشيءِ القِطْعةُ منه ويقال
للبَرَدِ حَبُّ الغَمامِ وحَبُّ المُزْنِ وحَبُّ قُرٍّ وفي صفتِه صلى اللّه عليه
وسلم ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ يعني البَرَدَ شَبَّه به ثَغْرَه في
بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) حبب الحُبُّ نَقِيضُ البُغْضِ والحُبُّ
الودادُ والمَحَبَّةُ قال ابن السكيت وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ وهو
معرفة
وحَبَّةُ اسم امرأَةٍ قال
أَعَيْنَيَّ ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه ... بُكاؤُكما أَوْ مَنْ يُحِبُّ
أَذاكُما
ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما ... لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لي
قَذاكُما
قال ابن جني حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ يقال له مَنْظُور فكانت
حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور والحِبَّةُ بُزورُ البقُولِ
والرَّياحِينِ واحدها حَبٌّ ( 1 )
( 1 قوله « واحدها حب » كذا في المحكم أيضاً ) الأَزهري عن الكسائي الحِبَّةُ
حَبُّ الرَّياحِينِ وواحده حَبَّةٌ وقيل إِذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ
شيءٌ فهي حِبَّةٌ وقيل الحِبَّةُ بالكسر بُزورُ الصَّحْراءِ مما ليس بقوت وقيل
الحِبَّةُ نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ وفي حديثِ أَهلِ النارِ فَيَنْبُتون
كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ قالوا الحِبَّةُ إِذا كانت حُبوب
مختلفة من كلّ شيءٍ والحَمِيلُ مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ والجمع حِبَبٌ
وقيل ما كان له [ ص 294 ] حَبٌّ من النَّباتِ فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة وقال
أَبو حنيفة الحِبَّة بالكسر جميعُ بُزورِ النَّباتِ واحدتها حَبَّةٌ بالفتح عن
الكسائي قال فأَما الحَبُّ فليس إِلا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ واحدتها حَبَّةٌ بالفتح
وإِنما افْتَرَقا في الجَمْع الجوهري الحَبَّةُ واحدة حَبِّ الحِنْطةِ ونحوها من
الحُبُوبِ والحِبَّةُ بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه من غير أَن يُبْذَرَ
وكلُّ ما بُذِرَ فبَزْرُه حَبَّة بالفتح وقال ابن دريد الحِبَّةُ بالكسر ما كان
مِن بَزْرِ العُشْبِ قال أَبو زياد إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ فذلك
الحِبَّة رواه عنه أَبو حنيفة قال وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ وَوَصَفَ إِبِلَه
تَبَقَّلَتْ مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ ... في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قال الأَزهري ويقال لِحَبّ الرَّياحِين حِبَّةٌ وللواحدة منها حَبّةٌ والحِبَّةُ
حَبُّ البَقْل الذي ينْتَثِر والحَبَّة حَبَّةُ الطَّعام حَبَّةٌ من بُرٍّ
وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ وكل ما يأْكُله الناسُ قال الأَزهري وسمعت العربَ تقول
رَعَيْنا الحِبَّةَ وذلك في آخر الصَّيْف إِذا هاجتِ الأَرضُ ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ
وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها فإِذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عليها قال
ورأَيتهم يسمون الحِبَّةَ بعد الانْتثارِ القَمِيمَ والقَفَّ وتَمامُ سِمَنِ
النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكون بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم
قال ولا يقع اسم الحِبَّةِ إِلاّ على بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ
وما تَناثر من ورَقِها فاخْتَلَطَ بها مثل القُلْقُلانِ والبَسْباسِ والذُّرَق
والنَّفَل والمُلاَّحِ وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها وحَبَّةُ
القَلْبِ ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه وهي هَنةٌ سَوْداءُ فيه وقيل هي زَنَمةٌ في
جَوْفِه قال الأَعشى فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها الأَزهري حَبَّةُ
القَلْب هي العَلَقةُ السَّوْداء التي تكون داخِلَ القَلْبِ وهي حَماطةُ القلب
أَيضاً يقال أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها
وقال أَبو عمرو الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ وحَبَبُ الأَسْنانِ تَنَضُّدُها قال
طرفة
وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً ... كَرُضابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قال ابن بري وقال غير الجوهري الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها لأَنّ قَلَّةَ
الرِّيقِ تكون عند تغير الفم ورُضابُ المِسْكِ قِطَعُه والحِبَبُ ما جَرَى على
الأَسْنانِ من الماءِ كقِطَعِ القَوارِير وكذلك هو من الخَمْرِ حكاه أَبو حنيفة
وأَنشد قول ابن أَحمر
لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون منها ... كما أَدْمَيْتَ في القَرْوِ الغَزالا
أَراد يَرى الرَّاؤُون منها في القَرْوِ كما أَدْمَيْتَ الغَزالا الأَزهري حَبَبُ
الفَمِ ما يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ على الأَسْنانِ وحِبَبُ الماء وحَبَبُه
وحَبابه بالفتح طَرائقُه وقيل حَبابُه نُفّاخاته وفَقاقِيعُه التي تَطْفُو
كأَنَّها القَوارِيرُ وهي اليَعالِيلُ وقيل حَبابُ الماءِ مُعْظَمُه قال [ ص 295 ]
طَرفةُ
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بِها ... كما قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ
باليَدِ
فَدَلَّ على انه المُعْظَمُ وقال ابن دريد الحَبَبُ حَبَبُ الماءِ وهو تَكَسُّره
وهو الحَبابُ وأَنشد الليث
كأَنَّ صلاَ جَهِيزةَ حِينَ قامَتْ ... حَبابُ الماءِ يَتَّبِعُ الحَبابا
ويُروى حين تَمْشِي لم يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع وإِنما شَبَّهَ
مَآكِمَها بالحَبابِ الذي عليه ( 1 )
( 1 عليه أي على الماء )
كأَنَّه دَرَجٌ في حَدَبةٍ والصَّلا العَجِيزةُ وقيل حَبابُ الماءِ مَوْجُه الذي
يَتْبَعُ بعضُه بعضاً قال ابن الأَعرابي وأَنشد شمر سُمُوّ حَبابِ الماءِ حالاً
على حالِ قال وقال الأَصمعي حَبابُ الماءِ الطَّرائقُ التي في الماءِ كأَنَّها
الوَشْيُ وقال جرير كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا وحَبَبُ الأَسْنان
تَنَضُّدها وأَنشد
وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً ... كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً ذا أُشُرْ
أَبو عمرو الحَبابُ الطَّلُّ على الشجَر يُصْبِحُ عليه وفي حديث صِفةِ أَهل
الجَنّةِ يَصِيرُ طَعامُهم إِلى رَشْحٍ مثْلِ حَباب المِسْكِ قال ابن الأَثير
الحَبابُ بالفتح الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ على النَّباتِ شَبّه به رَشْحَهم مَجازاً
وأَضافَه إلى المِسْكِ ليُثْبِتَ له طِيبَ الرَّائحةِ قال ويجوز أَن يكون شبَّهه
بحَباب الماءِ وهي نُفَّاخاتهُ التي تَطْفُو عليه ويقال لِمُعْظَم الماءِ حَبابٌ
أَيضاً ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه قال لأَبي بكر رضي اللّه عنه طِرْتَ
بعُبابِها وفُزْتَ بحَبابِها أَي مُعْظَمِها وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ طَرائقُه
وكذلك هما في النَّبِيذ والحُبُّ الجَرَّةُ الضَّخْمةُ والحُبُّ الخابِيةُ وقال
ابن دريد هو الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ فلم يُنَوِّعْه قال وهو فارِسيّ مُعَرّب قال
وقال أَبو حاتم أَصلُه حُنْبٌ فَعُرِّبَ والجَمْعُ أَحْبابٌ وحِبَبةٌ ( 2 )
( 2 قوله « وحببة » ضبط في المحكم بالكسر وقال في المصباح وزان عنبة )
وحِبابٌ والحُبَّةُ بالضم الحُبُّ يقال نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً وقيل في تفسير
الحُبِّ والكَرامةِ إِنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ التي تُوضَعُ عليها
الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ وإِنّ الكَرامةَ الغِطاءُ الذي يَوضَعُ فوقَ تِلك
الجَرّة مِن خَشَبٍ كان أَو من خَزَفٍ والحُبابُ الحَيَّةُ وقيل هي حَيَّةٌ ليست
من العَوارِمِ قال أَبو عبيد وإِنما قيل الحُبابُ اسم شَيْطانٍ لأَنَّ الحَيَّةَ
يُقال لها شَيْطانٌ قال
تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ
قَفْرِ
وبه سُمِّي الرَّجل وفي حديثٍ الحُبابُ شيطانٌ قال ابن الأَثير هو بالضم اسم له
ويَقَع على الحَيَّة أَيضاً كما يقال لها شَيْطان فهما مشتركان فيهما وقيل
الحُبابُ حيَّة بعينها ولذلك غُيِّرَ اسم [ ص 296 ] حُبابٍ كراهية للشيطان
والحِبُّ القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ واحدة قال ابن دُرَيْد أَخبرنا أَبو
حاتم عن الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بن عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معنى قول أَبيه
الرَّاعِي ( 1 )
( 1 قوله « الراعي » أي يصف صائداً في بيت من حجارة منضودة تبيت الحيات قريبة منه
قرب قرطه لو كان له قرط تبيت الحية إلخ وقبله
وفي بيت الصفيح أبو عيال ... قليل الوفر يغتبق السمارا
يقلب بالانامل مرهفات ... كساهنّ المناكب والظهارا
أفاده في التكملة )
تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ ... مَكانَ الحِبِّ يَسْتَمِعُ السِّرارا
ما الحِبُّ ؟ فقال القُرْطُ فقال خُذُوا عن الشيخ فإِنه عالِمٌ قال الأَزهريّ وفسر
غيره الحِبَّ في هذا البيت الحَبِيبَ قال وأُراه قَوْلَ ابن الأَعرابي والحُبابُ
كالحِبِّ والتَّحَبُّبُ أَوَّلُ الرِّيِّ وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه امْتَلأَ
من الماءِ قال ابن سيده وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً في هذا المَعنى ولا أَحُقُّها
وشَرِبَتِ الإِبلُ حتى حَبَّبَتْ أَي تَمَلأَتْ رِيّاً أَبو عمرو حَبَّبْتُه
فتَحَبَّبَ إِذا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه وحَبِيبٌ قبيلةٌ قال أَبو خِراش
عَدَوْنا عَدْوةً لا شَكَّ فِيها ... وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ أَو حَبِيبا
وذُؤَيْبة أَيضاً قَبِيلة وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ من شُعَرائهم وذَرَّى حَبّاً
اسم رجل قال
إِنَّ لها مُرَكَّناً إِرْزَبَّا ... كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا
وحَبَّانُ بافتح اسم رَجل مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ وحُبَّى على وزن فُعْلى اسم
امرأَة قال هُدْبةُ بن خَشْرمٍ
فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بها أُمُّ واحِدٍ ... ولا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ
كِلابِ
معنى
في قاموس معاجم
ح ب ك : الحِبَاكُ و الحَبِيكةُ الطريقة في الرمل ونحوه وجمع الحباك حُبُكٌ وجمع الحبيكة حَبَائِكُ وقوله تعالى { والسماء ذات الحُبُك } قالوا
طرائق النجوم وقال الفرّاء الحُبُكُ تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة والماء القائم إذا مرت به الريح ودِرع
ح ب ك : الحِبَاكُ و الحَبِيكةُ الطريقة في الرمل ونحوه وجمع الحباك حُبُكٌ وجمع الحبيكة حَبَائِكُ وقوله تعالى { والسماء ذات الحُبُك } قالوا طرائق النجوم وقال الفرّاء الحُبُكُ تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة والماء القائم إذا مرت به الريح ودِرع الحديد لها حُبك أيضا والشعرة الجعدة تكسُّرها حُبُك وفي حديث الدجَّال { أن شعره حُبُك } و حَبَكَ الثوب أجاد نسجه وبابه ضرب وقال بن الأعرابي كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكْتَهُ وفي الحديث { أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة } أي تشد الإزار وتُحكمه
معنى
في قاموس معاجم
ح ب ب : حَبَّةُ القلب سويداؤه وقيل ثمرته و الحِبَّةُ بالكسر بزور الصحراء مما ليس بقوت وفي الحديث { فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل } و
الحُبَّةُ بالضم الحُب يقال حُبة كرامة و الحُبُّ بالضم الخابية فارسي معرب والحب أيضا المحبة وكذا الحِبُّ بالكسر وال
ح ب ب : حَبَّةُ القلب سويداؤه وقيل ثمرته و الحِبَّةُ بالكسر بزور الصحراء مما ليس بقوت وفي الحديث { فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل } و الحُبَّةُ بالضم الحُب يقال حُبة كرامة و الحُبُّ بالضم الخابية فارسي معرب والحب أيضا المحبة وكذا الحِبُّ بالكسر والحِب أيضا الحبيب ويقال أحَبَّهُ فهو مُحَبٌّ و حَبَّهُ يحبه بالكسر فهو محبوبٌ و تَحَبَّبَ إليه تودد وامرأة مُحِبّةٌ لزوجها و مُحِبٌ أيضا و الاستِحْبابُ كالاستحسان قلت اسْتَحَبَّهُ عليه أي آثره عليه واختاره ومنه قوله تعالى { فاستحبوا العمى على الهدى } واستحبه أحبه ومنه المسْتَحَبُّ و تَحَابُّوا أحب كل واحد منهم صاحبه و الحِبَابُ بالكسر المُحَابَّةُ والموادة و الحُبَابُ بالضم الحُب والحُباب أيضا الحيّة وحباب الماء بالفتح معظمه وقيل نُفاخاته التي تعلوه وهي اليعاليل و الحَبَبُ بالفتح تنضد الأسنان