المَحْلُ : المَكرُ والكَيْد ومنه المِحال بالكَسْر على ما يأتي . المَحْل : الغُبار عن كُراع . المَحْل : الشِّدَّةُ والجوعُ الشديد وإن لم يكُن جَدْبٌ . المَحْل : الجَدْبُ وهو انقِطاعُ المطرِ ويُبْسُ الأرضِ من الكلأ والجمعُ مُحولٌ . يقال : زمانٌ ماحِلٌ قال الشاعر :
والقائِلُ القَولَ الذي مِثلُهُ ... يُمْرِعُ منه الزمنُ الماحِلُ ومكانٌ ماحِلٌ وبلدٌ ماحِلٌ . وأرضٌ مَحْلٌ وَقَحْطٌ : لم يُصبْها المطرُ في حِينِه . أرضٌ مَحْلَةٌ ومَحُولٌ كصَبُورٍ هكذا هو في المُحْكَم وفي الصِّحاح بضمِّ الميم قال : كما يقال : بلَدٌ سَبْسَبُ وبلدٌ سَباسِبُ وأرضٌ جَدْبَةٌ وأرضٌ جَدُوبٌ ؛ يريدونَ بالواحدِ الجَمعَ قال ابنُ سِيدَه : وأُرى أبا حنيفةَ حكى أرضٌ مُحُولٌ بضمِّ الميم وأَرَضونَ مَحْلَةٌ وَمَحْلٌ ومُحولٌ . أرضٌ مُمْحِلَةٌ ومُمْحِلٌ الأخيرةُ على النَّسَب . قال الأَزْهَرِيّ : عن ابنِ شُمَيْلٍ : أرضٌ مِمْحالٌ قال الأخْطَل :
وَبَيْداءَ مِمْحالٍ كأنَّ نَعامَها ... بأَرْجائِها القُصوى أباعِرُ هُمَّلُ قال ابنُ سِيدَه : وقد حُكِيَ : مَحَلَت الأرضُ ككَرُمَتْ وَمَنَعتْ . قال ابن السِّكِّيت : أَمْحَلَ البلدُ فهو ماحِلٌ ولم يقولوا مُمْحِلٌ قال : وربّما جاءَ في الشِّعرِ وهو قليلٌ قال حسّانُ رَضِيَ الله تَعالى عنه :
إمّا ترى رَأْسِي تغَيَّرَ لَوْنُهُ ... شَمَطَاً فَأَصْبحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ أَمْحَلَ القومُ : أَجْدَبوا واحتبسَ عنهم المطرُ حتى مضى زمانُ الوَسْمِيِّ فكانت الأرضُ مَحُولاً ويقال : قد أَمْحَلْنا منذُ ثلاثِ سِنين . والمُتَماحِل : الطويلُ المُضْطَرِبِ الخَلْقِ من الإبلِ يقال : ناقةٌ مُتماحِلَة وبعيرٌ مُتماحِلٌ : طويلٌ بعيدُ ما بينَ الطَّرفَيْنِ مُسانِدُ الخَلْقِ مُرتفِعُه ومِنّا أي من الرِّجال قال أبو ذُؤَيْبٍ :
وَأَشْعَثَ بُوشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه ... غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحِلِ قال الجَوْهَرِيّ : هو من صفةِ أَشْعَثَ . قلتُ : والبُوشِيُّ : الكثيرُ العِيال والأُحاح : ما يجِدُه في صَدْرِه من غَيْظٍ والجَرْدَة : بُرْدَةٌ خَلَقٌ والمُتَماحِل : الطويل . المُتَماحِل : المُتباعدَةُ الأطرافِ من الدُّور يقال : سَبْسَبٌ مُتَماحِلٌ ومَفازَةٌ مُتماحِلَةٌ وأنشدَ ابنُ بَرِّي :
بَعيدٌ من الحادي إذا ما تَدَفَّعَتْ ... بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَبِ المُتَماحِلِ وقد تَماحَلَتْ بهم الدارُ : أي تباعدَتْ أنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
وأُعْرِضُ إنِّي عن هَواكُنَّ مُعْرِضٌ ... تَماحَلَ غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ
دَعا عليهِنَّ حين سَلا عنهُنَّ بكِبَرٍ أو شُغلٍ أو تباعُدٍ . وَتَمَحَّلَ له : احتالَ هكذا هو في الصِّحاح . قال الأَزْهَرِيّ : وأمّا قولُ الناس : تمَحَّلْتُ مالاً لغَريمي فإنّ بعضَ الناسِ ظنَّ أنّه بمعنى احْتَلْتُ وقدَّرَ أنّه من المَحالَةِ بفتحِ الميم وهي مَفْعَلةٌ من الحِيلَة ثمّ وُجِّهَت الميمُ فيها وِجهةَ الميمِ الأصليّةِ فقيل : تمَحَّلْتُ كما قالوا : مكانٌ وأصلُه من الكَوْن ثمّ قالوا : تمَكَّنْتُ من فلانٍ ومَكَّنْتُ فلاناً من كذا قال : وليسَ التَّمْحُّلُ عندي ما ذهبَ إليه في شيءٍ ولكنّه من المَحْل وهو السعيُ كأنّه يسعى في طلَبِه ويتصَرَّفُ فيه والمَحْل : السِّعايَةُ من ناصحٍ وغيرِ ناصحٍ . تمَحَّلَ له حَقَّه : تكَلَّفَه له والذي في المُحْكَم : وَمَحَلَ لفلانٍ حقَّه : تكلَّفَه له . المُمَحَّل كمُعَظَّمٍ : المُطَوَّلُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ جَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ :
" عُوجٌ تَسانَدْنَ إلى مُمَحَّلِ
" فَعْمٍ وأَسْنانِ قَراً مُهَلَّلِ ومن اللبَن : الآخِذُ طَعْمَ الحموضةِ أو ما حُقِنَ فلم يُتركْ يَأْخُذُ الطَّعْمَ وشُرِبَ وقال الأَصْمَعِيّ : إذا حُقِنَ اللبَنُ في السِّقاءِ فَذَهَبتْ عنه حَلاوَةُ الحَلَبِ لم يتغيَّرْ طَعْمُه فهو سامِطٌ فإنْ أَخَذَ شيئاً من الريحِ فهو خامِطٌ فإنْ أَخَذَ شيئاً من طَعْمٍ فهو المُمَحَّل وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للراجز :
" ما ذُقتُ ثُفْلاً منذُ عامٍ أوّلِ
" إلاّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ قال ابنُ بَرِّي : الرَّجَزُ لأبي النَّجمِ يصفُ راعِياً جَلْدَاً وصوابُه : ما ذاقَ ثُفْلاً وقبله :
" صُلبُ العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ
" يَحْلِفُ باللهِ سِوى التَّحَلُّلِ والثُّفْل : طعامُ أهلِ القُرى من التمرِ والزَّبيبِ ونحوِهما . والمِحال ككِتابٍ : الكَيْدُ والقُوّة وبه فُسِّرَ قولُ عبدِ المُطَّلِبِ بن هاشِمٍ :
لا يَغْلِبَنَّ صَليبُهُمء ... ومِحالُهُمْ غَدْوَاً مِحالَكْ أي : كَيْدَكَ وقُوّتَكَ . ورومُ الأمرِ بالحِيَلِ وقد مَحَلَ به يَمْحَلُ مَحْلاً . أيضاً : التدبير . أيضاً : المَكرُ بالحقِّ وبه فَسَّرَ الشَّعْبيُّ : " شديدُ المِحال " وقال الأعشى :
فَرْعُ نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْ ... دِ غَزيرُ الندى شديدُ المِحالِ أي شديدُ المَكر وقال ذو الرُّمّة :
ولَبَّسَ بينَ أَقْوَامٍ فكُلٌّ ... أعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالاأيضاً : القُدرة وبه فُسِّرَ أيضاً : " شديدُ المِحال " . قال ابنُ عَرَفَةَ : المِحال : الجِدال ماحَلَ : أي جادَل . قيل : المِحال : العذاب وأيضاً : العِقاب وبهما فُسِّرَ أيضاً : " شديدُ المِحال " . المِحالُ من الناس : العَداوَة . قيل : هو مصدرُ ماحَلَه بمعنى المُعاداة كالمُماحَلَة . أيضاً : القُوّة وبه فُسِّرَ أيضاً : " شديدُ المِحال " نقله الأَزْهَرِيّ . أيضاً : الشِّدّة كالمَحْل كالمِهادِ والمَهْدِ والفِراشِ والفَرْش . أيضاً : الهَلاك قال ثعلبٌ أصلُه أنْ يُسعى بالرجلِ ثمّ يَنْتَقلُ إلى الهلَكَة . أيضاً : الإهلاك وبه فُسِّرَ أيضاً : " شديدُ المِحال " . وروى الأَزْهَرِيّ بسَنَدِه عن قَتادَةَ قال : " شديدُ المِحال " : أي شديدُ الحِيلَة . وروى عن ابنِ جُرَيْجٍ : أي شديدُ الحَوْل قال : وقال أبو عُبَيْدٍ : أُراهُ أرادَ المَحالِ بفتحِ الميم كأنّه قَرَأَه كذلك ولذلك فسَّرَه بالحَوْل . وقال القُتَيْبيّ : أصلُ المِحالِ الحِيلَةِ وبه فسَّرَ الآية ورَدَّ ذلك الأَزْهَرِيّ وغلَّطَه قال : وأحسَبه توهَّمَ أنّ ميمَ المِحالِ ميمُ مِفْعَل وأنّها زائدةٌ وليسَ الأمرُ كما توهَّمَه ؛ لأنّ مِفْعَلاً إذا كانَ من بناتِ الثلاثةِ فإنّه يجيءُ بإظهارِ الواوِ والياء مثل المِرْوَدِ والمِزْوَدِ والمِجْوَلِ والمِحْوَرِ والمِزْيَلِ والمِعْيَرِ وما شاكَلَها قال : وإذا رَأَيْتَ الحرفَ على مثالِ فِعالٍ أوّلُه ميمٌ مَكْسُورةٌ فهي أصليّةٌ مثلُ ميمِ مِهادٍ ومِلاكٍ ومِراسٍ وما أَشْبَهها . وقال الفَرّاءُ في كتابِ المصادر : المِحال : المُماحَلَة يقال في فَعَلْتُ مَحَلْتُ أَمْحَلُ مَحْلاً قال : وأمّا المَحالَةُ فهي مَفْعَلةٌ من الحِيلَة . قال الأَزْهَرِيّ : وقرأَ الأعرجُ : " وهو شديدُ المَحالِ " بفتحِ الميم قال : وتفسيرُه عن ابنِ عبّاسٍ يدُلُّ على الفتحِ لأنّه قال : المعنى وهو شديدُ الحَوْل . وَمَحَلَ به - مُثَلَّثَةَ الحاءِ - مَحْلاً ومِحالاً : كادَه بسِعايَةٍ ولم يُعيِّنْ ابْن الأَعْرابِيّ إلى السُّلطان : سعة به وكادَه أمْ إلى غيرِه وأنشدَ :
مَصادُ بنَ كَعْبٍ والخُطوبُ كثيرةٌ ... أَلَمْ ترَ أنّ اللهَ يَمْحَلُ بالألْفِ وقال عَدِيّ :
محَلوا مَحْلَهُمْ بصَرْعَتِنا الْعا ... مَ فقد أَوْقَعوا الرَّحى بالثِّفالِ أي مكَروا وَسَعَوا وقال الأَزْهَرِيّ : المَحْلُ هو السعْيُ من ناصِحٍ وغيرِ ناصحٍ . وقال ابنُ الأَنْباريّ : سَمِعْتُ أحمدَ بن يَحْيَى يقول : المِحال مأخوذٌ من قولِ العرب : مَحَلَ فلانٌ بفلانٍ : أي سعى به إلى السلطان وعرَّضَه لأمرٍ يُهلِكُه فهو ماحِلٌ ومَحُولٌ والماحِل : الساعي يقال : مَحَلْتُ بفلانٍ أَمْحَل : إذا سَعَيْتَ به إلى ذي سُلطانٍ حتى تُوقِعَه في وَرْطَةٍ وَوَشَيْتَ به . وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً : قاواه حتى يتبيَّنَ أيُّهما أشَدُّ فَمَحَله مَحْلاً : إذا غَلَبَه . والمَحالَة : البَكْرَةُ العظيمةُ التي يَسْتَقي بها الإبلُ كالمَحالِ بغيرِ هاءٍ وكثيراً ما تَسْتَعملُها السَّفّارَةُ على البِئارِ العميقة وهي مَفْعَلةٌ لا فَعالَةٌ بدَليلِ جَمْعِها على مَحاوِلَ سُمِّيَتْ لأنّها تدورُ فتنْقُلُ من حالةٍ إلى حالةٍ قال ابنُ بَرِّي : فحقُّه أن يُذكَرَ في حول وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لحُمَيْدٍ الأرْقَط :
" يَرِدْنَ والليلُ مُرِمٌّ طائِرُهْ
" مُرْخىً رُواقاهُ هُجودٌ سامِرُهْ
" وِرْدَ المَحالِ قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ المَحالَةُ أيضاً : الفِقْرَةُ من فِقَرِ البعير هي أيضاً مَفْعَلةٌ لا فَعالَة قيل : إنّها مَنْقُولةٌ من المَحالَةِ التي هي البَكْرَة . ج : مَحالٌ بحذفِ الهاء جج : مُحْلٌ بالضَّمّ وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
" كأنَّ حَيْثُ تَلْتَقي منه المُحُلْ
" مِن قُطُرَيْهِ وَعِلانِ ووَعِلْ يعني قُرونَ وَعِلَيْنِ ووَعِلٍ شبَّهَ ضُلوعَه في اشتباكِها بقرونِ الأوْعال . المَحالَةُ أيضاً : الخشبَةُ التي يَسْتَقِرُّ كذا في النسخِ والصواب : يَسْتَقي عليها الطَّيّانونَ سُمِّيتْ بفَقارَةِ البعيرِ فَعالَة وقيل : مَفْعَلةٌ ؛ لتَحوُّلِها في دَوَرَانِها . منَ المَجاز : المَحال : ضَربٌ من الحَلْيِ يُصاغُ مُفَقَّراً أي مُحَزَّزاً على تَفْقِيرِ وسَطِ الجَرادِ قال :مَحالٌ كَأَجْوازِ الجَرادِ ولُؤْلُؤٌ ... منَ القَلَقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ ورجلٌ مَحْلٌ : لا يُنتفَعُ به شُبِّهَ بالجَدْبِ من الأرَضينَ التي لا كلأَ بها . والمَمْحَلَة كَمَرْحلَةٍ : شَكْوَةُ اللبَنِ عن شَمِرٍ زادَ غيرُه : يُمحَلُ فيها اللبَنُ . المَحِلُ ككَتِفٍ : مَن طُرِدَ حتى أَعْيَا قال العَجّاج :
" تَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المبهورِ في النوادر : رَأَيْتُه مُتَماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً : أي مُتغَيِّرَ البدَن . قال اللِّحْيانِيّ عن الكِسائيِّ : يقال : مَحِّلْني يا فلانُ : أي قَوِّنِي . وفي كلامِ عليٍّ رَضِيَ الله تَعالى عنه : إنّ من ورائِكُم أُموراً مُتَماحِلَةً رُدُحاً وبَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً أي فِتَناً طويلةَ المُدّة وقيل : يَطولُ شَرْحُها وأيّامُها ويَعظُمُ خطَرُها ويشتَدُّ كلَبُها وقيل : يطولُ أَمْرُها وليسَ بحديثٍ كما توَهَّمَه الجَوْهَرِيّ قال شيخُنا : قد تقَرَّرَ أن ما يقولُه الصّحابيُّ - ولا سِيَّما ممّا لا مَجالَ للرأيِ فيه - من قَبيلِ الحديثِ المَرْفوع وكلامُ الصحابةِ رَضِيَ الله تَعالى عنهم داخلٌ في الحديثِ كما عُلِمَ في علومِ الاصْطِلاح فما قاله الجَوْهَرِيّ صحيحٌ ولا أمورٌ بالرَّفْعِ كما غَيَّرَه الجَوْهَرِيّ فإنّ الروايةَ بالنَّصبِ كما في النهايةِ والأساسِ والعُباب والمُحْكَم . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : المَحْلُ : الجوعُ الشديد والبُعد . وجمعُ المَحْلِ - نَقيضِ الخِصبِ - مُحولٌ وأَمْحَالٌ قال :
لا يَبْرَمونَ إذا ما الأُفْقُ جَلَّلَهُ ... صِرُّ الشتاءِ منَ الأمْحالِ كالأَديمِ وأرضٌ مَحُولَةٌ : لا مَرْعَى بها ولا كَلأ كما في التهذيب . وأَمْحَلَ المطرُ : احْتَبسَ . وأَمْحَلَ اللهُ الأرضَ . وفِتنَةٌ مُتَماحِلَةٌ : مُتَطاوِلَةٌ لا تَنْقَضي وهو مَجاز . وَتَمَحَّلَ الدَّراهمَ : انْتَقدَها . والمَحُول كصَبُورٍ : الساعي . وهو يُماحِلُ عن الإسلام : أي يُماكِرُ ويُدافِعُ ويُجادِل . والمِحال بالكَسْر : الغضبُ وبه فُسِّرَ : " شديدُ المِحال " . وروى الأَزْهَرِيّ عن سُفيانَ الثَّوريِّ في تفسيرِ قَوْله تَعالى : " شديدُ المِحالِ " أي شديدُ الانتِقام . ويقال : إنّه لَدَحِلٌ مَحِلٌ ككَتِفٍ فيهما : أي مُحتالٌ ذو كَيْدٍ عن الأَصْمَعِيّ . وَتَمَحَّلْ لي خَيْرَاً : أي اطْلُبْه . . ومُماحَلَةُ الإنسان : مُناكَرَتُه إيّاهُ يُنكِرُ الذي قاله . وَمَحَلَ فلانٌ بصاحبِه : إذا بَهَتَه وقال : إنّه قالَ شيئاً لم يقُلْه . والماحِل : الخَصْمُ المُجادِل . وذاتُ الأماحِل : موضعٌ قُربَ مكّةَ قال بعضُ الحَضْرِيِّينَ :
جابَ التَّنائِفَ من وادي سِكاكَ إلى ... ذاتِ الأماحِلِ مِن بَطْحَاءِ أَجْيَادِ نقله ياقوت
الحَلِيتُ : الجَلِيدُ والصَّقِيعُ بلُغَةِ طَيِّئٍ . الحَلِيتُ : البَرْدُ بفتح فسكون ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ قال : يَوْمٌ ذُو حَلِيتٍ : إِذا كانَ شديدَ البَرْد والأَزِيزُ مِثْلُه . الحِلِّيتُ كَسِكِّيتٍ : صَمْغُ الأَنْجُذانِ كالحِلْتِيتِ . وهو عِقِّير معروف قاله ابْنُ سِيدهْ . وقال ابن سيدهْ : الحِلْتِيتُ عربيّ أَو مُعرَّب قال : ولم يبلُغْني أَنّه يُنْبُتُ ببلاد العرب ولكن يَنْبُت بين بُسْتَ وبلادِ القَيْقَانِ . قال وهو نَبَاتٌ يَسْلَنْطِحُ ثمّ يَخرُجُ من وَسطِه قَصَبَةٌ تَسمُو في رأْسها كُعْبُرَةٌ . قال : والحِلْتِيتُ أَيضاً : صَمْغٌ يَخرُج في أُصول وَرقِ تلك القَصبةِ . قال : وأَهلُ تلك البلادِ يَطْبُخُونَ بقْلَةَ الحِلْتِيت ويأْكُلُونَها وليست ممّا يبقَى على الشّتاءِ . وفي الصِّحاح : الحِلْتِيتُ : صَمْغُ الأَنْجُذانِ ولا تَقُل : الحِلْتِيث بالثّاءِ ورُبَّمَا قالوا : حِلِّيتٌ بتشديد الّلام . وفي التّهذيب : الحِلْتِيتُ : الأَنْجَرُذُ وأَنشد :
علَيْكَ بقُنْأَةِ وبسَنْدَرُوسٍ ... وحِلْتِيتٍ وشَيْءٍ مِنْ كَنَعْدِ قال الأَزهريّ : هذا البيتُ مصنوع ولا يُحْتجُّ به . قال : والّذي أَحفَظُه عن البحْرانِّيِينَ : الخِلْتِيتُ بالخاءِ : الأَنْجَرُذُ قال : ولا أُراه عربيًّا مَحْضاً . حِلِّيتٌ : ع بنَجْدٍ أَو هو كقُبَّيْطِ عن أَبي حاتم وهو من أَخْيِلَة الحِمَى بضَريَّةَ عظيمةٌ كثيرةُ القِنان وكان فيها مَعْدِنُ ذَهّبٍ من ديار بني كِلاب قال امرُؤ القَيْس : فغَوْلٍ فحِلِّيتٍ فنَفْيٍ فمَنْعِجٍ إِلى عاقِلٍ فالخَبْتِ ذِي الأمْراتِ وحَلَتَ رَأْسَهُ يَحْتِلتُه حَلْتاً من باب ضَرَبَ : حلَقَهُ ومنه : حَلَتُّ رأْسي : أَي حَلَقتُه وصرَّح ابنُ دُرَيْدٍ وغيرُه بأَنّه لُثْغَةٌ . حَلَتَ بِسَلْحِهِ : رَمَاهُ . حَلَتَ دَيْنَهُ : قَضَاهُ من حَلَتُّ دَيْنِي : أَي قَضَيْتُه . حَلَتَ الصُّوفَ : مَرَقَهُ . قال الأَزْهرِيّ عن اللِّحْيانيّ : حلأْتُ الصُّوفَ عن الشّاة حَلأً وحلَتُّه حَلْتاً . حلَتَ فُلاناً : أَعطاهُ . عن الأَصمعيّ : حلَتَهُ كَذَا سَوْطاً : جَلَدَهُ . وَحَلَتَهُ : ضَرَبَهُ . حُلَيْتٌ كَزُبَيْرٍ : ع ببلادِ جُهيْنَةَ وليس بتصحيفِ حِلّيتٍ نقله الصّاغانيُّ . يُقَال : جَمَلٌ مِحْلاَتٌ كمِحْرابٍ : إِذا كان يُؤخِّرُ حِمْلُهُ أَبداً نقله الصّاغانيّ . والحُلاَتَةُ بالضَّم والحُلاَءَةُ : نُتَافَةُ الصُّوفِ ؛ وما تَقْذِفُهُ وفي نسخة : تقذيه ومثلُه في التَّكْملة الرَّحِمُ في أَيّامِ وفي بعضُ النُّسَخ : في حَدْثانِ نِتَاجِها . عن ابن الأَعْرَابيّ : الحَلْتُ : لُزُومُ ظَهْرِ الخَيْلِ . وممّا يُستدرَكُ عليه : الحَلَتانُ مُحَرَّكَةً : موضعٌ
حَلَّ المَكانَ حَلّ به يَحُلّ ويَحِلّ مِن حَدّى نَصَرَ وضَرَبَ وهو ممّا جاء بالوَجْهين كما ذكره الشيخ ابنُ مالكٍ أيضاً حَلّاً وحُلُولاً وحَلَلاً مُحرَّكةً بفَكّ التضعيف وهو نادِرٌ : أي نَزَل به . وقال الراغب : أصْلُ الحَلِّ : حَلُّ العُقْدة ومنه : " وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَاني " وحَلَلْتُ : نَزلْتُ مِن حَلِّ الأَحْمالِ عندَ النزول ثم جُرِّد استعمالُه للنُّزولِ فقِيل : حَلَّ حُلُولاً : نَزَل . وفي المِصباح : حَلَّ العَذابُ يَحُلّ ويَحِلُّ حُلُولاً هذه وحدَها بالضمِّ والكسرِ والباقي بالكسر فقط فتأمَّلْ . كاحْتَلَّهُ احْتَلَّ به قال الكُمَيت :
واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وباتَ شَيخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ قال ابنُ سِيدَه : وكذا حَلَّ بالقَومِ وحَلَّهُم واحْتَلَّ بهم واحْتَلَّهم فإما أن تكونا لُغَتين أو الأصلُ : حَلَّ به ثم حُذِفَت الباءُ وأُوصِلَ الفِعْلُ فقِيل : حَلَّهُ . فهو حالٌّ ج : حُلُولٌ وحُلاَّلٌ كعُمّالٍ ورُكَّعٍ قال :
" وقَدْ أَرى بالحَع حَيّاً حُلَّلَا وأحَلَّهُ المَكانَ أَحلَّهُ به وحَلَّلَهُ إيّاه وحَلَّ به : جَعَلَه يَحُل عاقَبَتِ الباءُ الهمزةَ كذا في المُحكَم قال قَيسُ بن الخَطِيم :
دِيارَ التي كادَتْ ونَحنُ على مِنًى ... تَحُلُّ بِنا لولا نَجاءُ الرَّكائِبِ أي تَجْعَلُنا نَحُلُّ . وقال تعالى : " الذي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ " . وحالَّهُ : حَلَّ مَعَهُ في دارِه . وحَلِيلَتُكَ : امرأتُكَ وأنت حَلِيلُها لأنّ كُلاً يُحالُّ صاحِبَه وهو أَمْثَلُ مِن قَوْلِ إنّه مِن الحَلالِ : أي يَحِل لَها وتَحِل له لأَنَّه ليس باسْمٍ شَرعيٍّ إنّما هو مِن قَديمِ الأسماءِ . والجَمعُ : الحَلائِلُ قال اللَّهُ تعالى : " وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُم " وقال أَوسُ بن حَجَر :
ولَستُ بأطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبِي ... حَلِيلَتَهُ إذا هَجَعَ النِّيامُ وقيل : حَلِيلَتُهُ : جارَتُه وهو منه لأنهما يَحُلَّانِ بموضعٍ واحد . وشاهِدُ الحَلِيلِ بمعنى الزَّوج قولُ عَنْتَرَةَ العَبسِي :
وحَلِيل غانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً ... تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كشِدْقِ الأَعْلَمِ
ويُقال للمؤنث : حَلِيلٌ أيضاً كما في المُحكَم . والحَلَّةُ : ة بناحية دُجَيلٍ من بَغدادَ . أيضاً : قُفٌّ مِن الشرَيْفِ بينَ ضَرِيَّةَ واليَمامَةِ في دِيارِ عُكْل . أو : ع حَزْنٌ وصُخُورٌ ببِلادِ ضَبَّةَ مُتَّصِلٌ برَمْلٍ . الحَلَّةُ في اصْطِلاحِ أهلِ بَغدادَ : كهَيئَةِ الزِّنْبِيل الكبير مِن القَصَب يُجْعَلُ فيه الطعامُ نقله الصاغاني . قلت : وفي اصطِلاح مِصْرَ يُطْلَق على قِدْرِ النُّحاس لأنَه يَحُلُّ فيها الطَّعامُ . الحَلَّةُ : المَحَلَّةُ أي مِنْزلُ القومِ . الحَلَّةُ : ع بالشامِ . وحَلَّة الشيء ويُكسر : جِهَتُه وقَصْدُه قال سِيبَويهِ : زَيدٌ حِلَّةَ الغَوْرِ : أي قَصْدَه وأنشَد لبِشْرِ بن عَمْروِ بن مَرثَدٍ :
سَرَى بعدَ ما غارَ الثُّرَيّا وبَعْدَ ما ... كأنَّ الثُّرَيّا حِلَّةَ الغَوْرِ مُنْخُلُ الحِلَّةُ بالكسر : القَومُ النُّزولُ اسمٌ للجَمع . أيضاً : هَيئَةُ الحُلُولِ . أيضاً : جَماعةُ بُيوتِ النّاس لأنها تُحَلُّ . أو هي مائةُ بَيتٍ . جَمعُ حِلال بالكسر . ويقال : حَيٌّ حِلالٌ أى : كثيرٌ قال زُهَيرٌ :
لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُمْ ... إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللَّيالي بمُعْظَمِ الحِلَّةُ أيضاً : المَجْلِسُ أيضاً : المُجْتَمَعُ ج : حِلالٌ بالكسر . قال ابنُ الأعرابيّ : الحِلَّةُ : شَجَرَةٌ إذا أكلَتْها الإبِلُ سَهُلَ خُروجُ لَبنِها . وقال أبو حَنِيفَةَ : هي شَجَرةٌ شاكَةٌ أَصْغَرُ مِن العَوْسَجَة إلّا أنَّها أَنْعَمُ ولا ثَمَرَ لها ولها وَرَقٌ صِغارٌ وهي مَرْعَى صِدْقٍ ومَنابِتُها غَلْظُ الأرضِ وهي كثيرةٌ في مَنابِتها قال في وَصْفِ بَعِيرٍ :
" يأكُل مِن خِصْبٍ سَيالٍ وسَلَم
" وحِلَّةٍ لَمّا يُوَطِّئْها النَّعَموقال غيرُه : هي التي يُسمِّيها أهلُ البادية : الشِّبرِقَ وهي غَبراءُ سريعةُ النَّبات تَنْبُتُ بالجَدَدِ والآكامِ والحَصْباء ولا تَنْبُت في سَهْلٍ ولا جَبَل . قال أبو عمرو : الحِلَّةُ القُنْبُلانِيَّةُ وهي الكَراخَةُ نقلَه الأزهريُّ . وقال الصاغانيُّ : الكَراخَةُ بلُغة أهلِ السَّواد : الشّقَّةُ مِن البَوارِي ولكن وُجِد في نُسَخ التهذيب مضبوطاً بفتح الحاء وكذا يدُلُّ له سِياقُ العُباب . الحِلَّةُ المَزْيَدِيّةُ : د بَناهُ أميرُ العَرب سيفُ الدَّوْلَة أبو الحسن صَدَقَةُ بنُ منصورِ بنِ ذبَيس بنِ علي بنِ مَزْيَدِ بنِ مَرثَد بن الدَّيَّان بن خالِد ابن حَيِّ بن زنجى بن عمرو بن خالد بن مالك بن عوف بن مالك بن ناشِرة بن نصر بن سُواءةَ بن سعد بن مالك بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أسد الأسَدِيّ خُطِب له مِن الفُرات إلى البَحر ولُقِّب بمَلِك العَرَب قُتِل في سنة 501 . وولداه : تاجُ الملوك أبو النَّجم بَدْران له شِعْرٌ حَسَنٌ جَمَعه بعضُ الفُضلاء في ديوان . وسيفُ الدَّولة أبو الأغَرّ دُبَيس مَلَك الجزيرةَ إلى ما بين الأهْواز وواسِط . ووالده : أبو كامل بَهاءُ الدّولة منصور وَلِىَ بعد أبيه أربعَ سِنِين توفي سنة 479 . ووالده : أبو الأَغَر نور الدولة دُبَيس وَلِىَ سِتّاً وستّين سنةً وله أَيادٍ على العَرب توفي سنة 474 . ووالده : سَنَدُ الدّولة عليٌّ ملَك جزيرةَ بَني دُبَيس سنة 403 ، ومات سنة 408 . أيضاً : ة قُربَ الحُوَيْزَةِ بناها مَلكُ العَرب أبو الأَغَرّ دُبَيسُ بنُ عَفِيف الأَسدِيّ يَجْتَمِع مع المَزْيَدِيِّينَ في ناشِرَةَ مَلَك الجزيرةَ والأهوازَ وواسِطَ وتوفي سنةَ 386 ، وخَلَّف ثلاثةَ عشَرَ ابْناً آخرهم همام الدّولة أبو الحسن صَدَقة بن منصور بن حسين بن دُبَيس مات سنة 497 ، وانْقَرض به ذلك البَيتُ . وحِلَّةُ ابنِ قَيلَةَ : بَلدٌ من أعمالِ المَذارِ . الحُلَّةُ بالضمّ : إزارٌ ورِداءٌ بُردٌ أو غيرُه كما في المُحكَم ويقال أيضاً لكلّ واحدٍ منهما على انفرادِه : حُلَّةٌ . وقيل : رِداءٌ وقَميصٌ وَتمامُها العِمامَةُ . وقيل : لا يَزالُ الثَّوبُ الجَيّدُ يقال له مِن الثياب حُلَّةٌ فإذا وَقَع على الإنسان ذَهَبت حُلَّتُه حتّى يَجمعَهنّ له إمّا اثنان أو ثلاثة . وقال أبو عبيد : الحُلَلُ بُرُودُ اليَمنِ مِن مَواضِعَ مختلفةٍ منها وبه فَسَّر الحديثَ : " خَيرُ الكَفَنِ الحُلَّةُ " . وقال غيرُه : الحُلَلُ : الوَشْيُ والحِبَرُ والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَروِيُّ والحَرِير . وقيل : الحُلَّةُ : كلُّ ثوبٍ جيّدٍ جديدٍ تَلْبَسُه غَلِيظٍ أو رَقِيقٍ . قيل : ولا تكونُ حُلَّةً إلّا من ثَوْبَيْن كما في المُحكَم : زاد غيرُه : مِن جِنْسٍ واحدٍ كما قَيَّد به في المِصباح والنِّهاية . سُمِّيت حُلَّةً لأنّ كلَّ واحدٍ من الثَّوبَيْن يَحُلُّ على الآخَرِ كما في إرشاد السارِي أو لأنّها مِن ثَوبين جَديدَيْن كما حُلَّ طَيُّهما ثم استمرَّ عليها ذلك الاسمُ كما قاله الخَطَّابيُّ ونقله السُّهَيلِيُّ في الرَّوْض . أو مِن ثوب له بِطانَةٌ وعِندَ الأعراب : مِن ثلاثةِ أثوابٍ : القَمِيص والإزار والرَداء . الحُلَّةُ : السِّلاحُ يقال : لَبِسَ فُلانٌ حُلَّتَه : أي سِلاحَه نقله الصاغانيُّ . ج : حُلَلٌ وحِلالٌ كقُلَلٍ وقِلالٍ . وذو الحُلَّةِ لَقَبُ عَوْف بنِ الحارِث بنِ عَبدِ مَناةَ بن كِنانَةَ بنِ خُزَيمة بن مُدْرِكةَ بن إلياسِ بن مُضَر . والمَحَلَّةُ : المَنْزِلُ يَنْزِلُه القومُ قال النابِغَةُ الذّبياني :
مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإلهِ ودِينُهُمْ ... قَوِيمٌ فما يَرجُونَ غَيرَ العَواقِبِيريد : مَحَلَّتُهم بيت المَقْدِس . ويُروَى مَجَلَّتُهم أي كِتابُهُم الإنجِيلُ وقد تقدَّم . ويُروَى : مَخافَتُهم . المَحَلَّةُ : د بمِصْرَ وهي مَحَلَّةُ دَقَلاَ وتُعرَفُ بالكبيرة وهي قاعِدَة الغَربيَّة الآن مدينةٌ كبيرة ذاتُ أسواقٍ وحَمّامات وبها تُصْنَع ثِيابُ الحرير المُوَشّاة والدِّيباجُ وفاخَرُ الأَنماط دخلتُها مِراراً . وقد نُسِب إليها جماعةٌ كثيرةٌ من المُحَدِّثين وغيرِهم . منهم الكمال أبو الحسن علي بن شُجاع بن سالِم العَبّاسِي المَحَلِّيُّ سِبطُ الإمام الشاطِبِيِّ المُقرئ حدّث عن أبي القاسم هِبَةِ اللّه ابن علي بن مسعود الأنصاريِّ وغيرِه وعنه الشَّرَفُ الدِّمياطيُّ وذَكره في مُعْجَم شُيوخِه . ومن المتأخِّرين عَلَّامةُ العَصر الجَلالُ محمد بن أحمد المَحَلِّيُّ الشافعيُّ شارِحُ جَمْعِ الجَوامِع . وعبدُ الجَواد بن القاسم بن محمد المَحَلِّيُّ الشافعي الضَّريرُ وُلِد بها سنةَ 1050 وقَدِم مصر فقرأعلى الشَّبرامُلُّسِيّ وسُلطانٍ المَزَّاحِيِّ أخذ عنه شيخ شيوخِنا مصطفى بن فتح اللّه الحَمَوِيّ . وعبدُ الرحمن بن سليمان المَحَلِّي الشافعي الشيخ المُحَقِّقُ وُلِد بها وقَدِم مصر وأَخَذ عن الشَّبرامُلّسِي ونَزل دِمْياطَ وله حاشيةٌ على البَيضاويّ توفي بها سنةَ 1097 . المَحَلَّةُ : أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَوضِعاً آخَر وقال بعضُهم : خَمسةَ عَشَرَ موضعاً قالَ الحافظُ في التَّبصير : بل بمِصْرَ نحوُ مائةِ قريةٍ يُقالُ لكل منها : مَحَلَّةُ كذا . قلت : وتفصيلُ ذلك : مَحَلَّةُ دَمَنا ومَحَلّة إنْشاق كلاهُما في الدَّقَهْلِيّة وقد دخلتُهما . ومَحَلَّة مَنُوف . ومَحَلّة كرمين . ومَحَلَّتا أبي الهَيثَم وعليٍّ . ومَحَلّة المَحْرُوم وتُعْرَف الآنَ بالمَرحوم وستأتي في : حرم . ومَحَلّة مسير . ومَحَلّة الداخِل . ومَحَلّة أبي الحسن . ومحلة رُوح وقد دخلتُها . ومَحَلّة أبي عليٍّ المجاورةُ لشَبشِير . ومَحَلّة أبي عليٍّ . ومَحَلّة نسيب . ومَحَلّة إسْحاق . ومَحَلّة مُوسَى . ومَحَلّة العلوى . ومَحَلَّة القَصَب الشرقيّة . ومَحَلّة القَصَب الغَربيّة . ومَحَلَّتا مالك وإسحاق . ومَحَلّتا أبكم وأُمّ عيسى . ومَحَلّة قلاية وهي الكُنَيِّسة . ومَحَلّة الجندي . ومَحَلّة أبي العَطّاف . ومَحَلَّتا يُحَنَّس ونامون . ومحلة جريج ومَحَلّتا كميس والخادِم . ومَحَلّة سُليمان . ومَحَلّة حسن . ومَحَلّة بُصْرى . ومَحَلّة بطيط . ومَحلّة نُوح . ومَحَلّة سموا . ومَحَلّة عليٍّ مِن كُفُور دِمْياط . هؤلاء كلّها في الغَرييّة . ومحلة أبي عليٍّ القنطرة . ومَحَلَّتا زِياد ومقارة . ومَحَلّة البرج . ومَحَلّة خلف . ومَحَلّة عَيّاد . هؤلاء في السَّمَنُّودِيّة . ومَحَلّة بطره في الدَّنْجاوِيَّة . ومَحَلّة سُبك في المَنُوفِيّة . ومَحَلَّة اللبن في جزيرة بَني نَصْر . ومَحَلَّتا نَصْر ومَسروق . ومَحَلّة عبدِ الرحمن . ومَحَلّة الأمير . ومَحَلّة صا . ومَحَلّة داود . ومَحلّة كيل . ومَحَلّة مرقس . ومَحَلّة زيال . ومَحَلّة قيس . ومَحَلّة فرنوا . ومَحَلّة مارية . ومَحَلَّتا الشيخ . ومصيل . ومحلة نكلا . ومَحَلّة حَسن . ومَحَلّة الكروم مَرَّتين . ومَحَلّة مَتْبُول . ومَحَلّة بِشْر . ومَحَلّة باهت . ومَحَلّة غبَيد . هؤلاء في البُحَيرة . ومَحَلّة حفص . ومَحَلّة حسن . ومَحَلّة بَني واقِد . ومَحَلّة جعفر . ومَحَلّة بييج . ومَحَلّة أحمد مِن حَوْفِ رَمْسِيس . ومَحَلّة نمير مِن الكُفُور الشاسِعة . ومِن مَحَلّة عبد الرحمن : السّيّدُ الفاضل داودُ بنُ سليمان الرَّحماني الشافعيُّ وُلِد بها سنةَ 1025 ، وقَدِم مصر وأَخذ من الشَّوْبَرِيّ والبابُلِي والمَزَّاحِي والشَّبرامُلسِى . وعنه شيخُ شيوخِنا مصْطَفى بنُ فتح اللَّه الحَمَوِيُّ . توفي سنةَ 1078 . ومِن مَحَلّة الداخِل : الشِّهابُ أحمدُ ابن أحمد الدَّواخِلِيُّ الشافعيُّ أخذ عنه الشهاب العَجَمِيُّ . وغالِبُ مَن يُنْسَب إلى هذه المَحَلاّت فإلى الجُزء الأخير إلّا المَحَلَّة الكُبرَى فإنه يُقال في النِّسبة إليها : المَحَلِّيُّ كما تقدّم . ورَوْضَةٌ مِحْلالٌ : أكثرَ الناسُ الحُلُولَ بها نَقله الصاغانيُّ . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أنها تُحِلّ الناسَ كثيراً لأنّ مِفْعالاً إنما هو في معنى فاعِلٍ لا مَفْعولٍ وكذا أرضٌ مِحْلالٌ وهيالسَّهْلَةُ اللَّيِّنةُ قال امرؤ القَيس : ةُ اللَّيِّنةُ قال امرؤ القَيس :
وتَحْسَبُ سَلْمَى لا تَزالُ تَرَى طَلاً ... مِن الوَحْشِ أو بَيضاً بمَيثاءَ مِحْلالِ وقال الأَخْطَل :
" وشَرِبْتُها بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ الأَرِيضَةُ : المُخْصِبَةُ . والمِحْلالُ : المُختارُ للحَلَّةِ والنُّزول . وقيل : لا يُقال للرَّوضةِ والأرضِ : مِحْلالٌ حتى تُمْرِعَ وتُخْصِب ويكونَ نَباتُها ناجِعاً للمال قال ذو الرمّة :
" بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ قال ابنُ السِّكِّيت : المُحِلَّتانِ بضمّ الميم وكسر الحاء : القِدْرُ والرَّحَى إذا قِيل : المُحِلّاتُ فهي هما أي القِدْرُ والرَّحى والدَّلْوُ والقِربَةُ والجَفْنةُ والسِّكِّينُ والفَأسُ والزَّنْدُ لأنّ مَن كُنَّ معه حَلَّ حيثُ شاء وإلّا فلا بُدَّ له من أن يُجاوِرَ الناسَ ؛ ليستعيرَ بعضَ الأَشياءِ منهم وأنشَد :
لا تَعْدِلَنَّ أَتاوِيِّينَ تَضْرِبُهم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأصحابِ المُحِلّاتِ الأَتاوِيّون : الغُرَباءُ هذه رِوايةُ ابنِ السِّكِّيت . ورواه غيرُه : لا يَعْدِلَنّ كما في العُباب . وتَلْعَةٌ مُحِلَّةٌ : تَضُم بَيتاً أو بيتَين كما في العُباب . وحَلَّ مِن إحرامِه يَحِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب حِلّاً بالكسرِ وحَلالاً وأَحَل : خَرَج منه مُستعارٌ مِن حَلِّ العُقْدةِ قال زُهَير :
جَعَلْنَ القَنانَ عَن يَمِينٍ وحَزْنَهُ ... وكَم بالقَنانِ مِن مُحِل ومُحْرِمِفهو حَلالٌ لا حالٌّ وهو القِياسُ لكنه غيرُ وارِدٍ في كلامِهم بعدَ الاستقراءِ فلا يُنافي أنّ القِياسَ يَقتَضِيه لأنه ليس كلّ ما يَقْتَضِيه القِياسُ يجوزُ النّطقُ به واستعمالُه كما عُلِم في أُصولِ النَّحو وهناك طائفةٌ يُجوِّزون القِياسَ مُطلَقاً وإن سُمِع غيرُه والمعروفُ خِلافُه قاله شيخُنا . استُعِير مِن الحُلُولِ بمعنى النّزُول قولُهم : حَلَّ الهَدْيُ يَحِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب حِلَّةً بالكسر وحُلُولاً بالضمّ : بَلَغَ المَوْضِعَ الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُه وأخْصَرُ منه : إذا بَلَغَ مَوضِعَ حَلِّ نَحْرِه . استُعِير مِن حُلُولِ العُقْدةِ : حَلَّت المَرأةُ حِلّاً وحُلُولاً : خَرَجتْ مِن عِدَّتِها . يُقال : فَعَلَهُ في حِلِّهِ وحِرمِهِ بالكسر والضمِّ فيهما : أي في وَقْت إحلالِه وإحرامِه . والحِلُّ بالكسر : ما جاوَزَ الحَرَمَ ومنه الحديث : " خَمْسٌ يُقْتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ " . ورَجُلٌ مُحِلٌّ : مُنْتَهِكٌ للحرَامِ أو الذي لا يَرَى للشَّهرِ الحَرامِ حُرمةً وفي حديث النَّخَعِي : " أَحِلَّ بمَنْ أَحَلَّ بِكَ " أي مَن ترَكَ الإحرامَ وأحَلَّ بك وقاتلَكَ فأَحْلِلْ به وقاتِلْه وإن كنت مُحرِماً . قال الصاغانيُّ : وفيه قولٌ آخَر : وهو أن كُلَّ مُسلِمٍ مُحْرِمٌ عن أخِيه المُسلِمِ مُحَرَّمٌ عليه عِرضُه وحُرمَتُه ومالُه يقول : فإذا أَحَلَّ رجُلٌ بما حُرِّم عليه منكَ فادْفَعْه عن نفسِك بما قَدَرْتَ عليه . والحَلال ويُكسَر : ضِدُّ الحَرامِ مُستعارٌ مِن حَلِّ العُقدةِ وهو ما انْتفى عنه حُكمُ التحريمِ فينتَظِمُ بذلك ما يُكْرَه وما لا يُكْرَه ذَكره الحَرالِّيُّ وقال غيرُه : ما لا يُعاقَبُ عليه . كالحِلِّ بالكسر . الحَلِيلِ كأَمِيرٍ . وقد حَلَّ يَحِل حِلاًّ بالكسر وأَحَلَّه اللَّهُ وحَلَّلَهُ إحلالاً وتَحْلِيلاً . يقال : هو حِلٌّ لك : أي حَلالٌ وقيل : طَلْقٌ . مِن كلامِ عبد المُطَّلب في زَمْزَم : لا أحِلها لمغْتَسِلٍ وهي لِشارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ قيل : بِل إتْباعٌ وقيل : مُباحٌ حِمْيريَّة وقد ذُكِر في الباءِ المُوحَّدة . واسْتَحَلَّه : اتَّخَذَه حَلالاً وفي العُباب : عَدَّه حَلالاً ومنه الحديث : " أرأيتَ إن مَنَع اللّهُ الثَّمَرَ بِمَ تَسْتَحِلُّ مالَ أخيك " . أو اسْتَحلَّه : سأَله أن يُحِلَّه له كما في المُحكَم . وكسَحابٍ : الحَلالُ بنُ ثَوْرِ بنِ أبي الحَلالِ العَتَكِيُّ عن عبدِ المَجيد بنِ وَهْب روى عنه أخوه عُبيدُ اللّه بن ثَوْر . وأبو الحَلال جَدّهما اسمُه رَبيعةُ بنُ زُرارَةَ تَابِعي بَصْرِىيٌّ عن عثمانَ بنِ عَفّان رضي الله تعالى عنه وعنه هُشَيمٌ وقد قيل : اسمُه زُرارَةُ بن رَبِيعةَ قالَهُ ابنُ حِبان . والحَلالُ بن أبي الحَلالِ العَتَكِيُّ يَروِي المَراسِيلَ روى عنه قَتادَةُ قالهُ ابنُ حِبان . وبشْرُ بنُ حَلالٍ العَدَوِيُّ مِن أَتباعِ التابِعين روى عن الحسن البَصْرِىّ جالَسَه عشرين سنةً وعنه عيسى بن عُبَيد المَرْوَزِيّ قاله ابنُ حِبّان . وأحمدُ بنُ حَلالٍ حَدِيثُه عند المِصريِّين : مُحَدِّثون . مِن المَجازِ : الحُلْوُ الحَلالُ : الكلام الذي لا رِيبَةَ فيه أنشد ثَعْلَب :
تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ ولا تُرَى ... على مَكْرَهٍ يَبدُو بها فيَعِيبُ الحِلالُ بالكسرِ : مَرْكَبٌ للنِّساء قاله اللَّيث وأنشد لطُفَيل الغَنَوِيّ :
وراكِضَةٍ ما تَسْتَجِنُّ بجُنَّةٍ ... بَعِيرَ حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ أيضاً : مَتاعُ الرَّحْلِ مِن البَعِير ويُروى بالجِيم أيضاً وفُسِّر قولُه :
ومُلْوِيَةٍ تَرَى شَماطِيطَ غارَةٍ ... على عَجَلٍ ذَكَّرتُها بِحِلالِها بثِيابِ بَدَنِها وما على بَعيرِها والمعروفُ أنه المَركبُ أو مَتاعُ الرَّحْل لا ثِيابُ المرأةِ . ومَعْنَى البَيتِ على ذلك : قلت لها : ضُمِّي إليكِ ثِيابَكَ وقد كانت رفَعَتْها مِن الفَزَع . وقال الأَعْشَى :
فكأنَّها لم تَلقَ سِتَّةَ آشهُرٍ ... ضرّاً إذا وَضَعَتْ إليك حِلالَها وحَلَّلَ اليَمِينَ تَحْلِيلاً وتَحِلَّةً وتَحِلّاً وهذه شاذَّةٌ : كَفَّرها والاسمُ مِن ذلك : الحِلُّ بالكسر قال :ولا أَجْعَلُ المعروفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ ... ولا عِدَةً في الناظِرِ المُتَغَيَّبِ والتَّحِلَّةُ : ما كُفِّرَ به ومنه قولُه تعالى : " قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُم تَحِلَّةَ أيمَانِكُم " وقولُهم : لأَفْعَلَنَّ كذا إلّا حِلُّ ذلك أن أفعلَ كذا أي : ولكنْ حِلُّ ذلك فحِل مُبتدأةٌ وما بعدَها مَبنيٌّ عليها . وقيل : معناه : تَحِلَّةُ قَسَمِى أو تَحلِيلُه أن أفعلَ كذا . وفي الحديث : " لا يَمُوتُ للمؤمنِ ثَلاثَةُ أولادٍ فتَمَسَّه النارُ إلاّ تَحِلَّةَ القَسَمِ " قال أبو عُبَيدٍ : مَعْناه قول اللهِ تعالى : " وإنْ مِنْكُم إلاَّ وَارِدُها " فإذا مَرّ بها وجازَها فقد أَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَه . قال القُتَبِيُّ : لا قَسَمَ في قوله : " وإنْ مُنْكُم إلاَّ وَارِدُها " فيكونَ له تَحَلّةٌ ومعنى قوله : " إلاّ تَحَلّةَ القَسَم " : إلّا التَّعذِيرَ الذي لا يَنْداهُ منه مَكْرُوهٌ وأصلُه مِن قولِ العَرب : ضَرَبه تَحْلِيلاً وضَرَبه تعْذِيراً : إذا لم يُبالِغ في ضَربه ومنه قَولُ كَعْب بن زُهَير رضي الله تعالى عنه :
تَخْدِى على يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ... ذَوابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيلُ أصله من قولهم : تَحَلَّل في يَمِينِه : إذا حَلَف ثم استَثْنَى اسْتِثْنَاءً متَّصلاً قالَ امرُؤُ القَيس :
ويَوْماً على ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ ... عليَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ وقال غيرُه :
أَرَى إبلِي عافَتْ جَدُودَ فلم تَذُقْ ... بها قَطْرَةً إلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وقال ذو الرمَة :
قَلِيلاً لِتَحْلِيلِ الأَلَى ثُمّ قَلَّصَتْ ... بِه شِيمَةٌ رَدْعاءُ تَقْلِيصَ طائرِ ثم جُعِل مَثَلاً لكلّ شيء يَقِلُّ وقتُه . وقال بعضُهم : القولُ ما قاله أبو عبيد لأن تفسيرَه جاء مرفوعاً في حديثٍ آخَر : " مَن حَرَس ليلةً مِن وَراءِ المسلمين مُتَطَوعاً لم يأخُذْه السُّلطان لم يَرَ النارَ إلّا تَحِلَّةَ القَسَم " قال اللَّهُ تعالى : " وَإِنْ مِنْكُم إِلّا وَارِدُهَا " قال : مَوضِعُ القَسَم مردودٌ إلى قوله : " فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُم " والعَربُ تُقْسِم وتُضْمِر المُقْسَمَ به ومنه قوله تعالى : " وَإنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ " . وأَعْطِهِ حُلاَّنَ يَمِينهِ بالضمّ : أي ما يُحَلِّلُها نقله ابنُ سِيدَه وهي الكَفَّارةُ . قال : والمُحَلِّلُ كمُحَدِّثٍ مِن الخَيل : الفَرَسُ الثالِثُ في وفي المُحكَم : مِن خَيلِ الرِّهانِ وهو أن يضَعَ رجُلان رَهْنَيْن ثم يأتِيَ آخَر فيُرسِلَ معهما فرسَه بلا رَهْنٍ إن سَبَق أحَدُ الأَوَّلَيْن أَخَذَ رَهْنَيهما وكان حَلالاً لأجلِ الثالث وهو المُحَلِّلُ وإن سَبَق المُحَلِّلُ أخَذَهما وإن سُبِقَ فما عليه شيء ولا يكون إلاّ فيمَن لا يُؤْمَنُ أن يَسبِقَ وأما إن كان بَلِيداً بطيئاً قد أمِن أن يَسبِقَ فهو القِمارُ ويُسمَّى أيضاً : الدَّخِيلَ . المُحَلِّلُ في النِّكاح : مُتَزَوِّجُ المُطَلَّقةِ ثَلاثاً لِتَحِلَّ للزَّوجِ الأَوّل وفي الحديث : " لَعَن اللَّهُ المُحَلِّل والمُحَلَّلَ له " وجاء في تفسيره : أنه الذي يَتزوَّجُ المُطًلّقةَ ثلاثاً بشَرط أن يُطَلِّقَها بعدَ وَطْئِها لتَحِلَّ للأَوّل . وقد حَلَّ له امرأتَه فهو حالٌّ وذاك مَحْلُولٌ له : إذا نَكَحها لتَحِلَّ للزَّوج الأول . وضَرَبَهُ ضَرباً تَحْلِيلاً : أي كالتَّعْزِيزِ وقد سَبق أنه مُشْتَقٌ مِن تَحْلِيلِ اليَمِين ثم أجْرِيَ في سائرِ الكلام حتّى قِيلَ في وَصْفِ الإبِل إذا بَرَكَتْ . حَلَّ العُقْدَةَ يَحُلُّها حَلاً : نَقَضَها وَفكَّها وفَتحها هذا هو الأصْلُ في معنى الحَلِّ كما أشار إليه الراغِبُ وغيرُه . فانْحَلَّتْ : انْفَتَحتْ وانفَكَّتْ . وكُلُّ جامِدٍ أُذِيبَ فقد حُلَّ حَلاًّ كما في المُحكَم ومنه قول الفَرَزْدَق :
فما حِلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا ... ولا قائِلُ المَعْرُوفِ فِينا يُعَنَّفُ أراد : حُلَّ بالضم فطَرَح كسرةَ اللام علي الحاء قال الأخْفَش : سَمِعنا مَن يُنشِده هكذا . وحُلَّ المَكانُ مَبنِيّاً للمفعول : أي سُكِنَ ونُزِلَ به . والمُحَلَّلُ كمُعَظَّمٍ : الشيء اليَسِيرُ قال امرؤ القَيس يصف جارِيةً :كبِكْرِ المُقاناةِ البَياضَ بِصُفْرةٍ ... غَذاها نَمِيرُ الماءِ غيرَ مُحَلَّلِ أي غَذاها غِذاءً ليس بمُحَلَّلٍ : أي ليس بيَسيرٍ ولكنه مُبالَغٌ فيه . وكُلُّ ماءٍ حَلَّتْه الإبِلُ فكَدَّرَتْهُ مُحَلَّلٌ . ويَحْتَمِلُ أن يكونَ امرؤ القيس أراد بقوله هذا المَعْنَى : أي غير مَحْلُولٍ عليه : أي لم يُحَلَّ عليه فيُكَدَّرَ . وقيل : أَرادَ ماءَ البَحْر ؛ لأَنَّ البَحْرَ لا يُنْزَلُ عليه ؛ لأَنَّ ماءَه زُعاقٌ لا يُذاق فهو غيرُ مُحَلَّلٍ : أي غيرُ مَنْزُولٍ عليه . ومَن قال : غير قليل فليس بشيء ؛ لأنّ ماءَ البحر لا يُوْصَفُ بقِلَّةٍ ولا كَثْرة لمُجاوَزَة حَدِّ الوَصْفَ . وفي العُباب : عَنَى بالبِكْر دُرَّةً غيرَ مَثقوبةٍ . وحَلَّ أمرُ اللَّهِ عليه يَحِل حُلُولاً : وَجَبَ هو مِن حَدِّ ضَرَب . وقِيل : إذا قلتَ : حَلَّ بهم العذابُ كانت يَحُلُّ لا غير وإذا قلت : عَلَيَّ أو : يَحِلُّ لك فهو بالكسر . ومَن قرأ : " يَحُلَّ عَلَيكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُم " فمعناه : يَنْزِلُ . وفي العُباب : حَلَّ العَذابُ يَحِلُّ بالكسر : أي وَجَبَ ويَحُل بالضم أي : نَزَلَ . وقرأ الكِسائيُّ قولَه تعالى : " فَيَحُلَّ عَلَيكُم غَضَبِي ومَنْ يَحْلُلْ " بضم الحاء واللام والباقون بكسرها . وأمّا قولُه تعالى : " أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِم " فبالضَّمِّ أي : تَنْزِل . وفي المِصْباح : . حَلَّ العَذابُ يَحُل ويَحِل حُلولاً هذه وحدها بالضمّ والكسر والباقي بالكسرِ فقط . وقد مَرّ ذلك في أوّل المادَّة . وأَحَلَّهُ اللَّهُ عليه : أَوْجَبه . مِن المَجاز : حَلَّ حَقِّي عليه يَحِلُّ بالكسر مَحِلّاً بكسر الحاء : وَجَبَ أحَدُ ما جاءَ مَصْدَرُه على مَفْعِلٍ كالمَرجِعِ والمَحِيصِ ولا يَطَّرِدُ بل يَقتصِرُعلى ما سُمِع . حَلَّ الدَّيْنُ : صار حالّاً أي انتهى أَجلُه فوجَب أداؤُه وكانت العربُ إذا رأت الهِلالَ قالت : لا مَرحَباً بمُحِلِّ الدَّيْنِ ومُقَرِّبِ الآجال . وأحَلَّت الشاةُ والناقَةُ : قَلَّ لَبَنُها وفي المُحكَم : دَرَّ لَبَنُها أو يَبِسَ فأكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّتْ وهي مُحِل . وفي العُباب : إذا نَزَل اللَّبَنُ في ضَرع الشاةِ مِن غيرِ نَتاجٍ فقد أَحَلَّتْ قال أميَّةُ ابن أبي الصَّلْت :
غُيوثٌ تَلْتَقِى الأرحامُ فِيها ... تُحِلُّ بها الطَّرُوقَةُ واللِّجابُ قال ابنُ سِيدَه : هكذا عَبَرهُ بعضُهم وهما مُتقارِبان . قال : وأحَلَّت الناقَةُ على وَلدِها : دَرَّ لَبنُها عُدِّيَ بعَلَى لأنه في معنى : دَرَّتْ . وتَحَلَّل السَّفَرُ بالرجُلِ : إذا اعْتَلَّ بعدَ قُدُومِه كما نقَله ابنُ سِيدَه . قال : والإحْلِيلُ والتِّحْلِيلُ بكسرهما : مَخْرَجُ البَولِ مِن ذَكرِ الإنسان ولو اقتصَر على الذَّكَر أو على : مِن الإنسان كما فعله ابنُ سيده كان أَخْصَرَ . قال الراغب : سُمِّيَ به لكونه مَحْلُولَ العُقْدَةِ . أيضاً : مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الثَّدْيِ والضَّرع والجَمْع : أَحالِيلُ قال كَعْب ابن زُهَير رضي الله تعالى عنه :
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ ... في غارِزٍ لَم تَخَونْهُ الأَحالِيلُ والحَلَلُ مُحرَّكةً : رَخاوَة في قَوائمِ الدابَّةِ أو استِرخاءٌ في العَصَبِ وضَعْف في النَّسا مع رَخاوَةٍ في الكَعْبِ يقال : فَرَسٌ أَحَلُّ وذِئبٌ أَحَل بَينِّ الحَلَلِ . أو يَخُصُّ الإِبِلَ . وفي العُباب : هو ضَعْفٌ في عُرقُوبِ البَعِيرِ . وفي المُحكَم : عُرقُوبَى البَعيرِ فهو بَعِيرٌ أَحَلُّ بَيِّنُ الحَلَلِ وإنْ كانَ في رِجْلِه : فهو الطَّرقُ . والأَحَلُّ : الذي في رِجْلِه استِرخاءٌ وهو مَذمومٌ في كلِّ شيء إلّا الذِّئبَ قال الطِّرِمّاح :
يُحِيلُ به الذِّئبُ الأَحَلُّ وقُوتُهُ ... ذَواتُ المَرادِى مِن مَناقٍ ورُزَّحِيحيل به : أي يُقِيِمُ به حَوْلاً وليس بالذِّئب عَرَجٌ وإنما يُوصَفُ به لِخَمْعٍ يُؤْنَسُ منه إذا عَدا . الحَلَلُ أيضاً : الرَّسَحُ وامرأةٌ حَلَّاءُ : رَسْحاءُ . أيضاً : وَجَعٌ في الوَرِكَيْن والرّكْبتَيْن . وقيل : هو أن يكونَ مَنْهُوسَ المُؤَخَّرِ أَرْوَحَ الرِّجْلَين . وقد حَلِلْتَ يا رَجُلُ كفَرِح حَلَلاً . والنَّعْتُ في كُلِّ ذلك للمُذَكَّر : أَحَلُّ للمُؤنَّث : حَلَّاءُ . وفيه حَلَّةٌ بالفَتح ويُكْسَر ضُبِط بالوَجْهين في المُحكَم : أي ضَعْفٌ وفُتُورٌ وتَكَسُّرٌ . والحِلُّ بالكَسر : الغَرَضُ الذي يُرمَى إليه . الحُل بالضمّ : جَمْعُ الأَحَلِّ مِن الخَيلِ والإبِل والذِّئابِ . الحَل بالفَتْح : الشَّيْرَجُ وهو دُهْنُ السِّمْسِم . والحُلَّانُ بالضمّ : الجَدْيُ أو الحَمَلُ الصَّغِيرُ وهو الخَرُوفُ . وقيل : هو لُغةٌ في الحُلَّامِ وهو وَلَدُ المِعْزَى قاله الأصمَعِيُّ . ورُوِي أن عُمر رضي الله تعالى عنه قَضَى في الأَرْنَبِ إذا قَتله المُحرِمُ بِحُلَّانَ وفُسِّر بجَدْيٍ ذَكَرٍ . وأنّ عُثمانَ رضي الله تعالى عنه قَضَى في أمِّ حُبَيْنٍ بِحُلّانَ وفُسِّر بحَمَلٍ . أو خاصٌّ بما يُشَقُّ عن بَطْنِ أُمِّه فيُخْرَجُ وفي المُحكَم : عنه بَطْنُ أُمّه . زاد غيرُه : فوَجَدْته قد حَمَّم وشَعَّر . وقيل : إِنَّ أهلَ الجاهليّة كانوا إذا وَلَّدُوا شاةً شَرَطُوا أُذُنَ السَّخْلَة وقالوا : حُلَّان حُلَّان : أي حَلالٌ بهذا الشَّرط أن يُؤكَلَ . وذَكَره اللَّيثُ في هذا التَّركيب وقالَ : جَمْعُه حَلالِينُ وأنشد لابن أحْمَر :
تُهْدَى إليه ذِراعُ الجَفْرِ تَكْرِمَةً ... إمّا ذَبِيحاً وإمّا كان حُلاَّنا وسيأتي ذِكرُه في النُّون أيضاً . يُقال : دَمُه حُلَّانٌ : أي باطِل . وِإحْلِيلٌ بالكسر وادٍ في بِلادِ كِنانَة ثم لبَني نُفاثَة منهم قال كانفٌ الفَهْمِيُّ :
فلَو تَسألي عَنّا لأُنْبِئْتِ أَنَّنا ... بإحْلِيلَ لا نُزْوَى ولا نَتَخشَّعُ وقال نصر : هو وادٍ تِهامِئيٌّ قُربَ مكَّة . وِإحْلِيلاءُ بالمَدّ : جَبَلٌ عن الزَّمخشري وأنشد غيرُه لرجُلٍ مِن عُكْل :
إذا ما سَقَى اللَّهُ البَلادَ فلا سَقَى ... شَناخِيبَ إِحليلاءَ مِن سَبَلِ القَطْرِ إِحْلِيلَى بالقَصْرِ : شِعْبٌ لبَني أَسَدٍ فيه نَخْلٌ لهم وأنشَدَ عَرّامُ بنُ الأَصبَغ :
ظَلِلْنا بإِحْلِيلَى بيَومَ تَلُفُّنا ... إلى نَخَلاتٍ قد ضَوَيْنَ سَمُومِ وجَعل نَصْرٌ إحليلَ وإحلِيلاءَ واحِداً قال : وفي بعض الشِّعر : ظَللْنا بإحْليلاءَ للضَّرورة كذا رواه مَمدُوداً . والمَحِلُّ بكسر الحاء : ة باليَمَنِ . وحَلْحَلَهُم : أزالَهم عن مَواضِعِهم وأزْعَجَهم عنها وحَرَّكَهُم فتَحَلْحَلُوا : تحرَّكوا وذَهَبُوا . ولو قال : حَلْحَلَه : أزالَه عن مَوضِعِه وحَرَّكَهُ فتَحَلْحَلَ كان أخْصَرَ . وتَحَلْحَلَ عن مكانِه : زالَ قال الفَرَزْدَق :
فادْفَعْ بكَفِّكَ إن أَرَدْتَ بِناءَنا ... ثَهْلانَ ذا الهَضَباتِ هل يَتَحلْحَلُ ومثله : يَتَلْحلَحُ . حَلْحَلَ بالإبِلِ : قال لها : حَلٍ حَلٍ مُنوَّنتين أو : حَلْ مُسكَّنةً وكذلك حَلَى . وقيل : حَلْ في الوصل وكلّ ذلك زَجْرٌ لإناث الإبِلِ خاصَّةً . ويقال : حَلَى وحَلِى لا حَلِيتِ واشتقّ منه اسمٌ فقيل : الحَلْحَالُ قال كُثَيِّر عزة :
ناجٍ إذا زُجِرَ الرَّكائِبُ خَلْفَهُ ... فلَحِقْنَهُ وثُنِينَ بالحَلْحالِ والحُلاحِل بالضمّ : ع والجِيمُ أعلَى . أيضاً : السَّيدُ الشجاعُ الرَّكِينُ وقِيل : الرَّكِينُ في مَجْلِسه السَّيدُ في عَشيرَتِه . أو الضَّخْمُ الكثيرُ المرُوءَةِ أو الرَّزِينُ في ثَخانةٍ يَخُصُّ الرِّجالَ ولا يُقال للنِّساء . حُكِىَ المُحَلْحَلُ بالبِناء للمَفْعُولِ بمَعْناه وكذلك مُلَحْلَحٌ والجَمع : حَلاحِلُ بالفتح وقال النابغةُ الذُّبياني يَرثِي أبا حُجُر النُّعمان بن الحارث الغَسّاني :
" أبو حُجُرٍ ذاكَ الملَيكُ الحُلاحِلُ وقال آخَر :
وعَرْبَةُ أرضٌ ما يُحِلُّ حَرامَها ... مِن الناس إلاَّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُيعني به رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . وحَلْحَلَةُ : اسمٌ . قال ابنُ دُرَيد : حَلْحَلٌ كجَعْفَر : ع . قال غيرُه : حَلْحُولُ بالفتح : ة قُربَ جَيرُونَ بالشامِ بها قَبرُ يونسَ ابنِ مَتَّى عليه الصّلاةُ السلامُ هكذا يَقُولُونَه بالفَتْحِ والقِياسُ ضَم حائِه لنَدْرَةِ هذا البِناءِ نَبَّه عليه الصاغانيُّ . الحُلَيلُ كزُبَيرٍ : ع لسُلَيمٍ في دِيارِهم كانت فيه وَقائعُ قاله نَصْر . الحُلَيلُ : فَرَسٌ مِن نَسْلِ الحَرُونِ الصّواب : مِن وَلَدِ الوَثِيم جَدِّ الحَرُون الِمِقْسَمِ بن كَثِيرٍ رَجُلٍ مِن حِمْيَر من آلِ ذي أَصْبَحَ وله يقول :
لَيتَ الفَتاةَ الأَصْبَحِيَّةَ أَبْصَرَتْ ... صَبرَ الحثيلِ على الطَّريقِ اللاحِبِ كذا في كتاب الخيل لابن الكَلْبي . حُلَيلٌ : اسمٌ وهو حُلَيل بنُ حُبشِيَّةَ بن سَلُول رَأْسٌ في خُزاعَة يُنسب إليه جَماعةٌ منهم : بنْتُه حُبَّى زوجة قُصَيّ بن كلاب . ومنهم كُرزُ بنُ عَلْقَمةَ الصّحابيّ وغيرُ واحدٍ . وعُبيدُ اللّه بن حُلَيلٍ : مِصريٌّ تابعيٌّ . ويَزِيدُ بن حُلَيل النَّخَعِيُّ رَوَى سَلَمةُ بنُ كُهَيلٍ عن ذَرٍّ عنه . والحَلْحالُ بنُ دُرِّيٍّ الضَّبيّ تابِعِيٌّ نقله الصاغانيُّ في العُباب روَى عنه ابنُه كُلَيب . ووالده بالذال المُعجمة وفتح الراء الخَفِيفة كذا ضَبَطَه الحافِظُ . وأحَلَّ الرجلُ : دخَلَ في أشْهُرِ الحِلِّ أو خَرَج إلى الحِلِّ . وقيل : أَحَلَّ : خَرَجَ مِن شُهورِ الحُرُم أو خَرَج مِن مِيثاقٍ وعَهْدٍ كان عليه وبه فُسِّر قولُ الشاعر :
" وكَم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ والمُحِلُّ : الذي لا عَهْدَ له ولا حُرمَةَ . أَحَلَّ بنَفْسِه : اسْتوجَبَ العُقوبَة
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : في المَثَل : يا عاقِدُ اذْكُر حَلّاً ويُروَى : يا حابِلُ . وهذه عن ابنِ الأعرابي ويُضرَب للنَّظَر في العَواقِب وذلك أنّ الرجُلَ يَشُدُّ الحِمْلَ شَدّاً يُشرِفُ في استِيثاقِه فإذا أراد الحَلَّ أضَرَّ بنفسِه وبراحِلَتِه . والمَحِل بكسر الحاء : مَصدَرُ حَلَّ حُلُولاً : إذا نَزَل قال الأعشى :
إنَّ مَحِلّاً وإنّ مُرتَحلَا ... وإنَّ في السَّفْرِ إذْ مَضَوْا مَهْلَا وقولُه تعالى : " حَتَّى يَبلُغَ الهَدْىيُ مَحِلَّهُ " قِيل : مَحِلّ مَن كان حاجّاً يومَ النَّحْر ومَحِلّ مَن كان مُعتَمِراً يومَ يدخلُ مكَّةَ . وقِيل : المَوْضِعُ الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُه . ومَحِل الدَّيْنِ : أَجَلُهُ . والمَحَلُّ بفتح الحاء : المَكانُ الذي تَحُله وتَنزله ويكون مصدراً جَمْعُه : المَحالُّ . وجَمْعُ المَحَلَّة : مَحَلّات . والمُحَيِّلَةُ بالتصغير : قريةٌ بمِصْر من المَنُوفِيَّة وقد رأيتُها . وحَلَلْتُ إلى القَوم : بمعنى حَلَلت بِهم . والحِلَّةُ بالكسر : جَمْع الحالِّ بمَعْنى النازِل قال الشاعر :
لقد كان في شَيبانَ لو كُنْتَ عالِماً ... قِبابٌ وحَيٌّ حِلَّةٌ ودَراهِمُ وفي الحديث : " أنه لَمّا رَأى الشَّمْسَ قد وَقَبَتْ قال : هذا حِينُ حِلُّها " أي : الحِينُ الذي يَحِلُّ فيه أداؤُها يعني صَلاَةَ المغرِب . والحالُّ المُرتَحِلُ : هو الخاتِمُ المُفْتَتِحُ وهو المواصِلُ لتلاوةِ القرآن يَخْتِمُه ثم يَفْتَتِحُهُ شُبِّه بالمِسفارِ الذي لَا يَقْدَمُ على أهلِه . أو هو الغازِي الذي لا يَغْفُلُ عن غَزْوِه . والحَلالُ بنُ عاصِمِ بنِ قيس : شاعِرٌ من بَني بَدْرِ بن رَبِيعةَ بن عبد اللّه بن الحارث بن نُمَير ويُعْرَف بابنِ ذُؤَيْبَة وهي أمه وإياها عَنَى الراعِي :
وَعَيَّر في تِلْكَ الحَلالُ ولم يَكُن ... لِيَجْعَلَها لابنِ الخَبِيثَةِ خالِقُهْورَجُلٌ حِلٌ من الإحْرام : أي حَلاَلٌ . أو لم يُحْرِمْ . وأنتَ في حِل مِنِّي : أي طَلْقٌ . والحِلُّ : الحَالّ وهو النّازِلُ ومنه قَوْلُه تعالى : " وأَنْتَ حِلٌّ بهذا البَلَدِ " . ويُقال للمُمْعِنِ في وَعِيدٍ أو مُفْرِط في قَوْل : حِلّاً أبا فُلان : أي تَحَلَّلْ في يَمينِك . جَعَلَه في وَعيدِه كالحالِفِ فأمره بالاستثناء . وكذا قولُهم : يا حالِفُ اذْكُر حِلاً . وحَلَّله الحُلَّةَ : أَلْبَسَه إيَّاها . والحُلَّة بالضَّمِّ : كِنايَةٌ عن المَرأَةِ . وأَرْسَلَ علِيٌّ رضي الله تعالى عنه أمَّ كُلْثومٍ إلى عُمَرَ رضي الله عنه وهي صغيرةٌ فقالت : إنَّ أبي يقولُ لَكَ : هَلْ رَضِيتَ الحُلَّة ؟ فقالَ : نَعم رَضِيتُها . والحُلَّانُ بالضم : أن لا يَقْدِرَ على ذَبْح الشَّاةِ وغيرِها فيَطْعَنَها من حيث يُدْرِكُها . وقيل : هو البَقِيرُ الذي يَحِلُّ لَحْمُه بذَبْحِ أُمِّه . وأَحالِيلُ : موضعٌ شَرقِيَّ ذاتِ الإِصاد . ومن ثَمَّ أُجْرِىَ داحِسٌ والغَبراءُ . قال ياقوتُ : يَظْهَرُ أَنَّه جَمْع الجمْع لأنَّ الحُلَّةَ هم القَومُ النزُولُ وفيهم كَثْرةٌ والجَمْع : حِلَالٌ وجَمْعُ حِلالٍ أَحالِيلُ على غَيرِ قِياسٍ لأنّ قِياسَه أَحلالٌ . وقَدْ يُوصَفُ بحِلالٍ المُفْرَدُ فيُقال : حَيٌّ حِلَالٌ . انتهى وفيه نَظَرٌ . والحَلِيلَةُ : الجارَةُ . وفي الحَدِيث : " أَحِلُّوا للَّهَ يَغْفِر لكم " : أي أَسْلِمُوا لهُ أو اخْرُجُوا من حَظْرِ الشِّركِ وضِيقِه إلى حِلِّ الإسلامِ وسَعَتِه ويُروَى بالجِيمِ وقد تَقدَّم . ومَكانٌ مُحَلَّلٌ كمُعَظّمٍ : أَكْثَرَ الناسُ به النزُول . وبه فُسِّر أيضاً قَوْلُ امرئ القَيس السابِق :
" غَذاها نَمِيرُ الماءِ غَير مُحَلَّلِ وتَحَلَّلَه : جَعَلَه في حِل من قِبَلهِ ومنه الحدِيث : " أَنّ عائِشةَ رَضِي الله تعالى عنها قالَتْ لامْرَأَةٍ مَرّتْ بها : ما أَطْوَلَ ذَيْلَها فقال : اغْتَبتِيها قُومي إليها فتَحَلَّلِيها " . والمُحِل : مَنْ يَحِلُّ قَتْلُه والمُحْرِمُ : مَنْ يَحْرُمُ قَتْلُه . وتَحَلَّلَ مِنْ يَمِينِه : إذا خَرَجَ منها بكَفَّارَةٍ أو حِنْثٍ يُوجب الكَفَّارَةَ أو استثناءٍ . وحَلَّ يَحُلُّ حَلّاً : إذا عَدَا . وكشَدَّادٍ : مَنْ يَحُلُّ الزِّيجَ منهم الشيخُ أَمِينُ الدّين الحَلَّال قال الحافِظُ : وقد رَأَيْتُه وكانَ شَيخاً مُنَجِّماً . والحَلْحالُ : عُشْبَةٌ هكذا يُسمِّيها أهلُ تُونُسَ وهي اللَّحْلاحُ . ومُحِلّ بنُ مُحْرِز الضَّبِّي عن أبي وائلٍ صَدُوقٌ . وحُلَيلٌ كزُبَيرٍ : موضعٌ قريبٌ مِن أَجياد . وأيضاً : في دِيارِ باهِلَةَ بنِ أَعْصُر قريب مِن سرفة وهي قارَةٌ هناك معروفةٌ . وأيضاً : ماءٌ في بَطْنِ المَروت من أرضِ يَربُوع قاله نَصْر