خَلَطَهُ أَي الشَّيْءَ بغَيْرِه يَخْلِطُه بالكَسْرِ خَلْطاً وخَلَّطَهُ تَخْليطاً : مَزَجَهُ أَعمّ من أنْ يَكُونَ في المائعاتِ أَو غَيْرِها وَقَدْ يُمْكِنُ التَّمْييزُ بعدَ الخَلْطِ في مثلِ الحَيَواناتِ والحُبوبِ . وقال المَرْزوقِيّ : أَصلُ الخَلْطِ : تَداخُلُ أَجزاءِ الشَّيءِ بَعْضِها في بَعْضٍ وإن تُوسِّع فقيل : خَلِطٌ لمن يَخْتَلِطُ كثيراً بالنّاس فاخْتَلَطَ الشَّيءُ : امْتَزَج . وخالَطَهُ مُخالَطَةً وخِلاطاً : مازَجَه . والخِلْطُ بالكَسْرِ : السَّهْمُ والقَوْسُ المُعْوَجّانِ أَي السَّهْمُ الَّذي يَنْبُتُ عودُه عَلَى عِوَجٍ فلا يَزال يَتَعَوَّج وإن قُوِّم . وكَذلِكَ القَوْمُ وشاهِدُه قَوْلُ ابن الأَعْرَابِيّ :
وأَنْتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرْسَلَتْ ... يَمينُك شَيْئاً أَمْسَكَتْه شِمالُكا أَي إنك لا تَسْتَقيم أَبداً وإنما أَنتَ كالقِدْحِ الَّذي لا يَزالُ يَتَعَوَّجُ وإنْ قُوِّم وشاهِدُ القَوْسِ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَليِّ :
وصَفْراءِ البُرايَةِ غَيْرِ خِلْطٍ ... كوَقْفِ العاجِ عاتِكَةِ اللِّياطِ هَكَذا في اللّسَان والَّذي قَرَأْتُه في شِعْرِ المُتَنَخِّل في الدِّيوان :
" وصَفْراءِ البُرَايَةِ عُودِ نَبْعٍ ويُكْسَر اللامُ فيهما . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الخِلْطُ : الأَحْمَقُ والجَمْعُ : أَخْلاط والاسمُ : الخَلاَطَة بالفَتْحِ كما سَيَأْتِي . وكلُّ مَا خَالَطَ الشَّيءَ فهو خَلِطٌ وفي حديثِ أَبي سَعيدٍ : " كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم " وهو الخِلْطُ من التَّمرِ أَي المُخْتَلِطُ من أَنْواعٍ شَتَّى والجَمْعُ : أَخْلاطٌ . ويُقَالُ : رَجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ بالكَسْرِ فيهِما : مُخْتَلِطُ النَّسَبِ وفي العُبَاب : موْصُومُ النَّسَبِ وقال الأَصْمَعِيّ : المِلْطُ : الَّذي لا يُعرفُ له نَسَبٌ ولا أَبٌ وأَمَّا خِلْط ففيه قوْلانِ : أَحدُهما أَنَّه المُخْتَلِطُ النَّسَبِ والثَّاني : أَنَّهُ وَلَدُ الزِّنَا وبالأَخيرِ فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى يَهْجو جُهُنَّاماً أَحدَ بَني عَبْدانَ :
أَتَانِي مَا يَقُولُ لِيَ ابنُ بَظْرا ... أَقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلَبَةِ الصَّباحِ
لِعَبْدانَ ابنِ عاهِرَةٍ وخِلْطٍ ... رَجوفِ الأَصْلِ مَدْخولِ النَّواحِي وامرأَةٌ خِلْطَةٌ بالكَسْرِ : مُخْتَلِطَةٌ بالنَّاسِ مُتَحَجِّبَةٌ وكَذلِكَ رَجُلٌ خِلْطٌ . وأَخْلاطُ الإِنْسانِ : أَمْزِجَتُه الأَربَعَةُ الَّتِي عليها بُنْيَتُه . والخَلِيطُ كأَميرٍ : الشَّريكُ ومنه الحَدِيث : " مَا كانَ من خَلِيطَيْنِ فإِنَّهُما يَتَراجَعانِ بَيْنَهُما بالسَّوِيَّةِ " كما سَيَأْتِي . والخَلِيطُ : المُشارِكُ في حُقوقِ الملْكِ كالشّرْبِ والطَّريقِ ونحوِ ذلك ومِنْهُ الحَديثُ أَي حديثُ الشُّفْعَةِ : " الشَّريكُ أَوْلَى من الخَلِيطِ والخَلِيطُ أَوْلَى من الجَارِ " فالخَلِيطُ تَقَدَّم مَعْنَاهُ وأراد بالشَّريكِ : المُشارِكُ في الشُّيُوعِ . والخَلِيطُ : الزَّوْجُ . والخَلِيطُ : ابنُ العَمِّ . والخَلِيطُ : القوْمُ الَّذينَ أَمْرُهُمْ واحدٌ . قالَ الجَوْهَرِيّ : وهو واحِدٌ وجمْعٌ وأَنْشَدَ :
" إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُواوأَخْلَفُوكَ عِدَ الأَمْرِ الَّذي وَعَدُوا قالَ ابنُ بَرِّيّ : صوابُه :
" إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا ويُرْوَى : فانْفَرَدُوا ثمَّ أَنْشَدَ هذا المعنى لجماعَةٍ من شُعَراءِ العَرَبِ قالَ بَشامَةُ بنُ الغَديرِ :
" إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوالِنِيَّةٍ ثمَّ مَا عادُوا ولا انْتَظَرُوا وقالَ ابنُ مَيَّادَةَ :
" إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْدَفَعُواوما ربُوا قَدَرَ الأَمْرِ الَّذي صَنَعُوا وقال نَهْشَلَ بنُ حَرِّيٍّ :
" إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُواواهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْدَاجٌ لها زُمَرُوأَنْشَدَ مثلَ ذلك للحُسَيْنِ بنِ مُطَيْر ولابنِ الرِّقاع ولعُمَرَ بنِ أَبي رَبيعَة وجَريرٍ ونُصَيْبٍ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ مَا أَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الصَّوابِ لأَبي أُميَّةَ الفَضْلِ بنِ عبَّاسٍ اللَّهَبِيِّ وقال فيه : فانْجَرَدُوا كما ذَكَرَهُ ابنُ بَرِّيّ وأَنْشَدَ لجَريرٍ وبِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ والطِّرِمّاح في معنى ذلِكَ والطِّرِمّاح في معنى ذلِكَ ولو أَرَدْنا بيانَ ذلِكَ كلِّه لطالَ بنا المَجالُ فاخْتَرْنا اخْتِصارَ المَقال . وخَليطُ القوْمِ : المُخالِطُ كالنَّديمِ للمُنادِمِ والجَليسُ للمُجالِسِ كما في الصّحاح وقِيل : لا يَكُونُ إلاَّ في الشَّرِكَة والجَمْعُ : خُلُطٌ بضَمَّتَيْنِ قالَ وَعْلَةُ الجَرْمِيُّ :
سائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتَ لهم ... حَرْباً تُفَرِّقُ بَيْنَ الجِيرَةِ الخُلُطِ ويُجمعُ أَيْضاً عَلَى خُلَطاء ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " وإِنَّ كَثيراً مِنَ الخُلَطاء ليَبْغِي بعضُهم عَلَى بعْضٍ " . وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : الخَلِيطُ : من خَالَطَكَ في مَتْجَرٍ أَو دَيْنٍ أَو مُعامَلَةٍ أَو جِوارٍ . وقال الجَوْهَرِيّ : وإِنَّما كَثُرَ ذِكْرُ الخَلِيط في أَشْعارِهِم لأَنَّهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيَّامَ الكَلإِ فتَجْتَمِعُ مِنْهُم قبائِلَ شَتَّى في مكانٍ واحدٍ فتَقَعُ بَيْنَهم أُلْفَةٌ فإذا تفَرَّقوا ورَجَعوا إِلَى أَوْطانِهم ساءهُم ذلِكَ . والخَلِيطُ من العَلَفِ : طِينٌ مُخْتَلِطٌ بتِبْنٍ أَو : تِبْنٌ مُخْتَلِطٌ بقَتٍّ . ولَبَنٌ خَليطٌ : حُلْوٌ مُخْتَلِطٌ بحَازِرٍ . وسَمْنٌ خَليطٌ : فيه شَحْمٌ ولَحْمٌ . والخَلِيطَةُ بهاءٍ : أَن تُحْلَبَ النَّاقَةُ عَلَى لَبَنِ الغَنَمِ أَو تُحْلَبَ الضَّأْنُ عَلَى المِعْزى وعكْسُه أَي المِعْزى عَلَى الضَّأْنِ . والخِلاطُ بالكَسْرِ : اخْتِلاطُ الإِبِلِ والنَّاسِ والمَواشِي أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكَةِ الخِلاَطِومن المَجَازِ : الخِلاَطُ : مُخالَطَةُ الفَحْل النَّاقَةَ إِذا خَالَطَ ثِيلُه حَيَاهَا . قالَهُ اللَّيْثُ . ومن المَجَازِ : الخِلاَطُ : أَنْ يُخَالَطَ الرَّجُلُ في عَقْلِه وَقَدْ خُولِطَ خِلاطاً فهو مُخالَطٌ . وفي الحَدِيث : " لا خِلاطَ ولا شِناقَ في الصَّدَقَةِ " وفي رِوايةٍ : " لا خِلاطَ ولا وِراطَ " . وَقَدْ فسَّرَهُ ابن سِيدَه فقال : هو أَن يَكُونَ بَيْنَ الخَلِيطَيْن أَي الشَّريكَيْنِ مائَةٌ وعِشْرونَ شاةً لأَحدِهِما ثَمانونَ وللآخَرِ أَرْبَعونَ فإذا جاءَ المُصَدِّقُ وأَخَذَ منها - ولو قالَ : فإذا أَخَذَ المُصَدِّقُ منها كانَ أَخْصَرُ وهو نصُّ المُحْكَمِ أَيْضاً - شاتَيْنِ ردَّ صاحبُ الثَّمانينَ عَلَى صاحِبِ الأَرْبَعِينَ ثُلُثَ شاةٍ فيَكونُ عَلَيْهِ شاةٌ وثُلُثٌ وعلى الآخرِ ثُلُثَا شاةٍ . وإِنْ أَخَذَ المُصَدِّقُ من العِشْرينَ والمائَةِ شاةً واحدةً ردَّ صاحبُ الثَّمانينَ عَلَى صاحِبِ الأَرْبَعينَ ثُلُثَيْ شاةٍ هكَذَا في النُّسَخِ ونصُّ المُحْكَمِ ثُلث شاةٍ فيكونُ عَلَيْهِ ثُلُثَا شاةٍ وعلى الآخرِ ثُلُثُ شاةٍ قالَ : والوِراطُ : الخَديعَةُ والغِشُّ . أَو الخِلاطُ بالكَسْرِ في الصَّدَقَةِ ولا يَخْفَى أَنَّ قولَه : أَو الخِلاطُ ثمَّ ضَبْطَه بالكَسْرِ وزيادَةَ قيْدِ في الصَّدَقَةِ كلُّ ذلِكَ غيرُ مُحْتاجٍ إِلَيْه وإِنَّما هو تَطْويل في غيرِ مَحَلِّه وكانَ يَكْفي إِذا قالَ : أَو هو أَنْ تَجْمَع بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ كَأَنَّهُ أَشارَ به إِلَى قولِ الجَوْهَرِيّ حيثُ قالَ : وأَمَّا الحديثُ : " لا خِلاَطَ ولا وِرَاطَ " فيقال : هو كقوْله : " لا يُجْمِعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَة " قالَ الأّزْهَرِيّ : وتفسيرُ ذلِكَ أَنَّ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم أَوْجَبَ عَلَى من مَلَكَ أَربَعِينَ شاةً فحال عَلَيْها الحَوْلُ شاةً وكَذلِكَ إِذا مَلَكَ أَكْثَرَ منْها إِلَى تَمامِ مائَةٍ وعِشْرينَ ففيها شاةٌ واحِدَةٌ فإذا زادت شاةً واحِدَةً عَلَى مائةٍ وعِشْرينَ ففيها شاتَان . وصُورَةُ الجمعِ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ بأَنْ يكونَ ثلاثَةُ نَفَر مَثَلاً مَلَكوا مائةً وعِشرينَ لكُلِّ واحدٍ مِنْهُم أَرْبَعونَ شاةً ولم يَكونوا خُلَطَاءَ سنةً كاملَةً وَقَدْ وَجَبَ عَلَى كلِّ واحدٍ مِنْهُم شاةٌ فإذا صاروا خُلَطَاءَ وجَمَعوها عَلَى راعٍ واحدٍ فعليهِم شاةٌ واحدةٌ ؛ لأُنَّهم يُصَدِّقونَ إِذا اخْتَلَطوا وقال ابنُ الأَثيرِ : أَمَّا الجَمْعُ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ فهو الخِلاَطُ وذلِكَ أَن يَكُونَ ثلاثَةُ نَفَرٍ لكلِّ واحدٍ أرْبَعونَ شاةً فَقَدْ وَجَبَ عَلَى كلِّ واحدٍ مِنْهُم شاةٌ فإذا أَظَلَّهُم المُصَدِّقُ جَمَعُوها عَلَى راعٍ واحدٍ لكَيْلا يكونَ عليهِم فيها إلاَّ شاةٌ واحدةٌ . قالَ : وأَمَّا تَفْريقُ المُجْتَمِعِ : فأَنْ يكونَ اثْنانِ شَرِيكانِ ولكلِّ واحدٍ منهما مائَةُ شاةٍ وشاةٌ فيكون عليهما في مالَيْهِمَا شِياهٍ فإذا أَظَلَّهما المُصَدِّقُ فرَّقَا غَنَمَهُمَا فلم يكنْ عَلَى كلِّ واحدٍ إلاَّ شاةٌ واحدةٌ . قالَ الشَّافعيّ : الخِطابُ في هذا للمُصَدِّقِ ولرَبِّ المالِ قالَ : والخَشْيَةُ خَشْيَتانِ : خَشْيَةُ السَّاعي أَن تَقِلَّ الصَّدَقَةُ وخَشْيَةُ ربِّ المالِ أَنْ يَقِلَّ مالُهُ فأُمِرَ كلُّ واحدٍ منهما أَنْ لا يُحْدِثَ في المالِ شيئاً من الجمعِ والتَّفْريقِ . قالَ : هذا عَلَى مذهَب الشَّافِعِيِّ إِذِ الخُلْطَةُ مؤَثِّرَةٌ عِنده ويكونُ معنى الحَديثِ نَفْيَ الخِلاط لنَفْيِ الأَثَرِ كَأَنَّهُ يَقُولُ : لا أَثَرَ للخُلْطَةِ في تَقْليلِ الزَّكاةِ وتَكْثيرِها . وفي الحَدِيث أَيْضاً : " وما كانَ من خَلِيطَيْنِ فإِنَّهما يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُما بالسَّوِيَّةِ " قالَ الأّزْهَرِيّ : ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ في غَريبِ الحَديثِ ولم يُفسِّره عَلَى وَجْهه ثمَّ جَوَّدَ تَفْسيره في كتابِ الأَمْوالِ وفَسَّره عَلَى نحوِ مَا فسَّره الشَّافِعِيُّ قالَ الشَّافِعِيّ : الخَليطَانِ : الشَّريكانِ لم يَقْتَسِمَا الماشِيَةَ وتَراجُعُهما بالسَّوِيَّةِ : أَنْ يَكونا خَليطَيْنِ في الإِبِلِ تَجِب فيها الغَنَمُ فتوجَدُ الإِبِلُ في يدِ أَحَدِهِمافتُؤْخَذُ مِنْهُ صَدَقَتُها فيَرْجِعُ عَلَى شريكِهِ بالسَّوِيَّةِ قالَ الشَّافِعِيّ : وَقَدْ يَكُونُ الخَليطانِ : الرَّجُلَيْنِ يَتَخالَطانِ بماشِيَتِهما وإِنْ عَرَفَ كلُّ واحدٍ ماشِيَتُه قالَ : ولا يَكونان خَليطَيْنِ حتَّى يُريحا ويَسْرَحا ويَسْقِيا معاً وتكونُ فُحُولُهما مُخْتَلِطَةً فإذا كانا هَكَذا صدَّقَا صَدَقَةَ الواحِدِ بكلِّ حالٍ . قالَ : وإِنْ تَفَرَّقا في مُراحٍ أَو سقيٍ أَو فُحُولٍ فليسا خَليطَيْنِ ويُصَدِّقان صدقَةَ الاثْنَيْن . قالَ : ولا يكونانِ خَليطَيْنِ حتَّى يَحُولَ عليهما حَوْلٌ من يوم اخْتَلَطَا فإذا حالَ عَلَيْهما حَوْلٌ من يومِ اخْتَلَطَا زَكَّيا زكاةَ الواحد . وقال ابنُ الأَثيرِ في تَفْسيرِ هذا الحديثِ : الخَلِيطُ : المُخالِطُ ويُريدُ به الشَّريكَ الَّذي يُخْلِطَ مالَه بمالِ شَريكِه . والتَّراجُعُ بَيْنَهما هو أَنْ يكونَ لأَحَدِهِما مَثَلاً أَرْبَعونَ بَقَرَةً وللآخرِ ثلاثونَ بَقَرَةً ومالُهما مُخْتَلِطٌ فيأْخُذُ السَّاعي عن الأَرْبَعينَ مُسِنَّةً وعن الثَّلاثينَ تَبيعاً فيرجعُ باذلُ المُسِنَّةِ بثلاثَةِ أَسْباعِها عَلَى شَريكِه وباذِلُ التَّبيعِ بأَربَعَةِ أَسْباعِهِ عَلَى الشَّريكِ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ من السِّنَّيْنِ واجبٌ عَلَى الشُّيُوع كأَنَّ المالَ مِلْكُ واحِدٍ . وفي قوله : بالسَّوِيَّةِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ السَّاعي إِذا ظَلَمَ أَحَدَهما فأَخَذَ مِنْهُ زِيادَةً عَلَى فَرْضِه فإِنَّه لا يَرْجِعُ بها عَلَى شَريكِه وإِنَّما يَضْمَنُ له قيمَةَ مَا يَخُصُّه من الواجِبِ دونَ الزِّيادَةِ . وفي التَّراجُعِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ الخُلْطَةَ تَصِحُّ مع تَمْييزِ أَعْيانِ الأَمْوالِ عندَ مَنْ يَقُولُ به . وفي حديث النَّبيذِ : " نَهَى عن الخَلِيطَيْنِ أَنْ يُنَبَّذَا " . أَي نَهَى أَن يُجْمَعَ بَيْنَ صِنْفينِ : تَمْرٍ وزَبيبٍ أَو عِنَبٍ ورُطَبٍ . قالَ الأّزْهَرِيّ : وأَمَّا تَفْسيرُ الخَليطَيْنِ الَّذي جاءَ في الأَشْرِبَةِ وما جاءَ في النَّهْيِ عن شُرْبِه فهو شرابٌ يُتَّخَذُ من التَّمْرِ والبُسْرِ أَو العِنَب والزَّبيب يريدُ : مَا يُنَبَّذُ من البُسْرِ والتَّمْرش معاً أَو من العِنِبِ والزَّبيبِ معاً ونحوِ ذلِكَ ممَّا يُنَبَّذُ مُخْتَلِطاً وإِنَّما نَهَى عن ذلِكَ لأَنَّه يُسْرعُ إِلَيْه حينئذٍ التَّغَيُّرُ والإِسْكارُ للشِّدَّةِ والتَّخْمير . خَذُ مِنْهُ صَدَقَتُها فيَرْجِعُ عَلَى شريكِهِ بالسَّوِيَّةِ قالَ الشَّافِعِيّ : وَقَدْ يَكُونُ الخَليطانِ : الرَّجُلَيْنِ يَتَخالَطانِ بماشِيَتِهما وإِنْ عَرَفَ كلُّ واحدٍ ماشِيَتُه قالَ : ولا يَكونان خَليطَيْنِ حتَّى يُريحا ويَسْرَحا ويَسْقِيا معاً وتكونُ فُحُولُهما مُخْتَلِطَةً فإذا كانا هَكَذا صدَّقَا صَدَقَةَ الواحِدِ بكلِّ حالٍ . قالَ : وإِنْ تَفَرَّقا في مُراحٍ أَو سقيٍ أَو فُحُولٍ فليسا خَليطَيْنِ ويُصَدِّقان صدقَةَ الاثْنَيْن . قالَ : ولا يكونانِ خَليطَيْنِ حتَّى يَحُولَ عليهما حَوْلٌ من يوم اخْتَلَطَا فإذا حالَ عَلَيْهما حَوْلٌ من يومِ اخْتَلَطَا زَكَّيا زكاةَ الواحد . وقال ابنُ الأَثيرِ في تَفْسيرِ هذا الحديثِ : الخَلِيطُ : المُخالِطُ ويُريدُ به الشَّريكَ الَّذي يُخْلِطَ مالَه بمالِ شَريكِه . والتَّراجُعُ بَيْنَهما هو أَنْ يكونَ لأَحَدِهِما مَثَلاً أَرْبَعونَ بَقَرَةً وللآخرِ ثلاثونَ بَقَرَةً ومالُهما مُخْتَلِطٌ فيأْخُذُ السَّاعي عن الأَرْبَعينَ مُسِنَّةً وعن الثَّلاثينَ تَبيعاً فيرجعُ باذلُ المُسِنَّةِ بثلاثَةِ أَسْباعِها عَلَى شَريكِه وباذِلُ التَّبيعِ بأَربَعَةِ أَسْباعِهِ عَلَى الشَّريكِ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ من السِّنَّيْنِ واجبٌ عَلَى الشُّيُوع كأَنَّ المالَ مِلْكُ واحِدٍ . وفي قوله : بالسَّوِيَّةِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ السَّاعي إِذا ظَلَمَ أَحَدَهما فأَخَذَ مِنْهُ زِيادَةً عَلَى فَرْضِه فإِنَّه لا يَرْجِعُ بها عَلَى شَريكِه وإِنَّما يَضْمَنُ له قيمَةَ مَا يَخُصُّه من الواجِبِ دونَ الزِّيادَةِ . وفي التَّراجُعِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ الخُلْطَةَ تَصِحُّ مع تَمْييزِ أَعْيانِ الأَمْوالِ عندَ مَنْ يَقُولُ به . وفي حديث النَّبيذِ : " نَهَى عن الخَلِيطَيْنِ أَنْ يُنَبَّذَا " . أَي نَهَى أَن يُجْمَعَ بَيْنَ صِنْفينِ : تَمْرٍ وزَبيبٍ أَو عِنَبٍ ورُطَبٍ . قالَ الأّزْهَرِيّ : وأَمَّا تَفْسيرُ الخَليطَيْنِ الَّذي جاءَ في الأَشْرِبَةِ وما جاءَ في النَّهْيِ عن شُرْبِه فهو شرابٌ يُتَّخَذُ من التَّمْرِ والبُسْرِ أَو العِنَب والزَّبيب يريدُ : مَا يُنَبَّذُ من البُسْرِ والتَّمْرش معاً أَو من العِنِبِ والزَّبيبِ معاً ونحوِ ذلِكَ ممَّا يُنَبَّذُ مُخْتَلِطاً وإِنَّما نَهَى عن ذلِكَ لأَنَّه يُسْرعُ إِلَيْه حينئذٍ التَّغَيُّرُ والإِسْكارُ للشِّدَّةِ والتَّخْميروالنَّبيذُ المَعْمولُ من خَليطَيْنِ ذَهَبَ قومٌ إِلَى تَحْريمِهِ وإِنْ لم يُسْكِر أَخْذاً بظاهِرِ الحديثِ وبه قالَ مالكٌ وأَحمدُ وعامَّةُ المُحَدِّثين قالوا : مَنْ شَرِبَه قبلَ حُدُوثِ الشِّدَّةِ فيه فهو آثِمٌ من جهةٍ واحدةٍ ومن شَرِبَهُ بعد حُدُوثِها فيه فهو آثِمٌ من جِهَتَيْنِ : شُرْبِ الخَلِيطَيْنِ وشُرْبِ المُسْكِر . وغيرُهم رَخَّصَ فيه وعَلَّلوا التَّحْريمَ بالإِسْكارِ . وبها أَخْلاطٌ من النَّاسِ وخَليطٌ كأميرٍ وخُلَّيْطَى كسُمَّيْهَى ويُخَفَّف وهذه عن ابنِ عبَّادٍ أَي أَوْباشٌ مُجْتَمِعونَ مُخْتَلِطُونَ لا واحِدَ لهُنَّ . وتقدَّمَ أَنَّ الخَلِيطَ واحدٌ وجمعٌ فإنْ كانَ واحِداً فإِنَّه يُجمعُ عَلَى خُلُطٍ وخُلَطَاءَ وإِنْ كانَ جَمْعاً فإِنَّه لا واحِدَ له . وفي بعضِ النُّسَخ : أَي ناسٌ مُخْتَلِطُون والأُولَى الصَّوَابُ . ويُقَالُ : وَقَعوا في خُلَّيْطَى بتَشْديد الَّلامِ المَفْتوحَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ويُخَفَّفُ نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ أَي اخْتِلاطٍ وفي الصّحاح أَي اخْتَلَطَ عليهِم أَمْرُهُمْ وأَنْشَدَ الأّزْهَرِيّ لأَعْرابِيٍّ :
وكُنَّا خُلَيْطَى في الجِمَال فرَاعَنِي ... جِمَالِي تُوَالَى وُلَّهاً من جِمَالِكِ ويُقَالُ : مالُهُمْ بَيْنَهم خِلِّيطَى كخِلِّيفَى أَي مُخْتَلِطٌ وذلِكَ إِذا خَلَطوا مالَ بعضِهم ببعضٍ . والمِخْلَطُ كمنْبَرٍ ومِحْرابٍ مَنْ يُخالِطُ الأُمورَ ويُزايِلُها . وفي الصّحاح والمُحْكَم والعُبَاب : هو مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ : كما يُقَالُ : رَاتِقٌ فاتِقٌ . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
يُلِحْنَ من ذِي دَأْبٍ شِرْواطِ ... صاتِ الحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلاَطِ كما في المُحْكَمِ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ :
وإِنْ قالَ لي ماذا تَرَى يَسْتَشِيرُني ... يَجِدْني ابنَ عمٍّ مَخْلَطَ الأَمْرِ مِزْيَلاَ قالَ : وأَمَّا المِخْلاَط : فالكَثيرُ المُخَالَطَةِ للنَّاسِ وأَنْشَدَ رُؤْبَةُ :
" فبِئْسَ عضُّ الخَرِفِ المِخْلاَطِ
" والوَغْلِ ذِي النَّميمَةِ المِغْلاَطِ ومن المَجَازِ : الخَلْطُ بالفَتْحِ وككَتِفٍ وعُنُقٍ الثَّانيَةُ عن اللَّيْثِ والأَخيرَةُ عن سِيبَوَيْه وفَسَّرَه السِّيرافِيُّ وأَمَّا بالفَتْحِ فهو مصدَرٌ بمَعْنَى الخَالِطِ والَّذي حكاهُ ابن الأَعْرَابِيّ بالكَسْرِ وهو المُخْتَلِطُ بالنَّاسِ يَكُونُ المُتَحَبِّب المُتَمَلِّقُ إِليهم ويكون من يُلْقي نِسَاءهُ ومَتَاعَهُ بَيْنَ النَّاسِ والأُنْثى من الثَّانيَةِ : خَلِطَةٌ كفَرِحَةٍ . وحَكَى ابن الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خِلْطٌ في معنى خَلِط وأَنْشَدَ :
" وأنْتَ امرؤُ خِلْطٌ إِذا هي أَرْسَلَتْ وَقَدْ تَقَدَّم يَقُولُ : أَنْتَ امرؤٌ مُتَمَلِّقٌ بالمَقالِ ضَنِينٌ بالنَّوالِ ويَمِينُك : بَدَلٌ من قوْلِه : هي . وإِنْ شِئْتَ جعلتَ هي كنايَةً عن القِصَّةِ وهذا أَجْوَدُ من تفسيرِ الخِلْطِ بالقَدَح كما قَدَّْمْناه وفي كلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ فتأَمَّل . ورَجُلٌ خَلْطٌ . سياقُه يَقْتَضي أَنَّهُ بالفَتْحِ والصَّوَابُ كما نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن ابن الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَلِطٌ ككَتِفٍ بيِّنُ الخَلاَطَةِ بالفَتْحِ : أَحْمَقُ قَدْ خُولِطَ عَقْلُه عن أَبي العَمَيثَلِ الأَعْرابِيِّ وهُو مَجَازٌ وَقَدْ تَقَدَّم في أَوَّلِ المادَّةِ الخِلْطُ بمَعْنَى الأَحْمَقِ فإِعادَتُه ثانِياً تَكْرارٌ . ومن المَجَازِ : خَالَطَهُ الدَّاءُ خِلاَطاً : خامَرَهُ . ومن المَجَازِ : خَالَطَ الذِّئبُ الغنَمَ خِلاَطاً إِذا وَقَعَ فيها وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" يَضِيمُ أَهْلَ الشَّاءِ في الخِلاَطِومن المَجَازِ : خَالَطَ المرأَةَ خِلاَطاً : جامَعَهَا . وفي الحَدِيث وسُئِلَ مَا يُوجِبُ الغُسْلَ قالَ : " الخَفْقُ والخِلاطُ " أَي الجِماعُ . من المُخَالَطَةِ . وفي خُطْبَةِ الحجَّاج : لَيْسَ أَوَانَ يَكْثُرُ الخِلاَطُ . يعني : السِّفَادَ . وأَخْلَطَ الفَرَسُ إِخْلاَطاً : قَصَّرَ في جَرْيِهِ كاخْتَلَطَ عن ابنِ دُرَيْدٍ . ومن المَجَازِ : أَخْلَطَ الفَحْلُ إِخْلاَطاً : خَالَطَ الأُنْثَى أَي خَالَطَ ثِيلُه حَيَاءهَا . ومن المَجَازِ : أَخْلَطَهُ الجَمَّالُ وأَخْلَطَ له الأَخيرَةُ عن ابن الأَعْرَابِيّ إِذا أَخْطَأَ في الإِدْخالِ فسَدَّدَ قَضِيبَهُ وأَدْخَلَهُ في الحَيَاءِ . واسْتَخْلَطَ هو : فَعَلَ ذلِكَ من تِلْقاءِ نفسِهِ . وقال أَبُو زَيْدٍ : إِذا قَعَا الفَحْلُ عَلَى النَّاقَةِ فلم يَسْتَرْشِدَ لَحَيائها حتَّى يُدْخِلَه الرَّاعي أَو غيرُه قِيل : قَدْ أَخْلَطَهُ إِخْلاَطاً وأَلْطَفَهُ إِلْطافاً فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُه . فإنْ فَعَلَ الجَمَلُ ذلِكَ من تِلقاءِ نفسِه قِيل : قَدْ اسْتَخْلَطَ هو واسْتَلْطَفَ . وجعل ابنُ فارسٍ الاسْتِخْلاطَ كالإِخْلاَطِ . واخْتَلَطَ فلانٌ : فَسَدَ عَقْلُه . واخْتَلَطَ عَقْلُه إِذا تغيَّرَ فهو مُخْتَلِطٌ . ومن المَجَازِ : اخْتَلَطَ الجَمَلُ إِذا سَمِنَ حتَّى اخْتَلَطَ شَحْمُه بلَحْمِه عن ابن شُمَيْلٍ . ويُقَالُ : اخْتَلَطَ اللَّيلُ بالتُّرابِ وكذا اخْتَلَطَ الحابِلُ بالنَّابِلِ أَي ناصِبُ الحِبَالَةِ بالرَّامي بالنَّبْلِ وقِيل : السَّدَى باللُّحْمَةِ وكذا : اخْتَلَطَ المَرْعِيُّ بالهَمَلِ وكذا : اخْتَلَطَ الخاثِرُ بالزُّبادِ وهو كغُرابٍ : الزُّبْدُ إِذا ارْتَجَنَ أَي فَسَدَ عند المَخْضِ وقِيل : هو اللَّبَنُ الرَّقيق . ويُرْوَى كرُمَّانٍ وهو عُشْبٌ إِذا وقَعَ في الرَّائبِ تعَسَّرَ تَخْليصُه منه وأَمْثالٌ أَرْبَعَةٌ تُضربُ في اسْتِبْهامِ الأَمْرِ وارْتِباكِه وفي العُبَاب في اشْتِباك الأَمْرِ . قُلْتُ : الأَوَّلُ عن أَبي زَيْدٍ وكَذلِكَ الثَّالثُ وقال : يُقَالُ ذلِكَ إِذا اخْتَلَطَ عَلَى القومِ أَمْرُهم ويُقَالُ : الأَخيرُ يُضربُ في اخْتِلاطِ الحَقِّ بالبَاطِلِ . والأَخيرُ يُضربُ لقَوْمٍ يُشْكِلُ عليهم أَمْرُهم فلا يَعْتَزِمونَ فيه عَلَى رأْيٍ والأَوَّلُ في اسْتِبْهامِ الأَمرِ والثَّاني في اشْتِباكِه . وكأَنَّ المُصَنِّفِ جعل مَآلَ الكُلِّ إِلَى معنًى واحدٍ وهو محلُّ تأَمُّلٍ . وخِلاَطٌ ككِتابٍ : د بأَرْمينيَة مَشْهورٌ ولا تقُلْ أَخلاَطٌ بالأَلِف كما هو عَلَى لِسانِ العامَّة . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : جَمَلٌ مُخْتَلِطٌ وناقةٌ مُخْتَلِطةٌ إِذا سَمِنَا حتَّى اخْتَلَطَ الشَّحمُ باللَّحْمِ وهو مع قولِهِ أَوَّلاً : والجَمَلُ سَمِ َ تَكْرارٌ وتَفْريقٌ في اللَّفْظِ الواحدِ في مَحَلَّيْن . وهو غَريبٌ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الخِلْطُ بالكَسْرِ : واحِدُ أَخلاطِ الطِّيبِ كما في الصّحاح واسمُ كلِّ نوعٍ من الأَخلاطِ كأَخْلاطِ الدَّوَاءِ ونحوِه . ونَجْوٌ خِلْطٌ : مُخْتَلِطٌ بعضُه ببعضِهِ . والمِخْلَطُ كمِنْبَرٍ : الَّذي يَخْلِطُ الأَشياءَ فيَلْبِسُها عَلَى السَّامِعينَ والنَّاظِرينَ . والتَّخْليطُ في الأَمْرِ : الإِفْسادُ فيه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وكَذلِكَ : الخِلِّيطَى كخِصِّيصَى . وخَلَطَ القومُ خَلْطاً . وخَلَطَهم : داخَلَهُم . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : خَلِطَ الثَّلاثَةَ رَجُلٌ كفَرِحَ : خَالَطَهم . والخُلْطَةُ بالضَّمِّ : الشَّرْكَةُ كما في الصّحاح . وقال أَبُو حَنِيفَةَ : يَلْقى الرَّجُلُ الرَّجُلَ الَّذي قَدْ أَوْرَدَ إِبِله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّره فيقولُ : لَقَدْ فارَقْتَ خَليطاً لا تلْقَى مثلَه أَبَداً يعنى الجَزَّ . وتَقول العربُ : أَخْلَطَ من الحُمَّى يريدونَ أَنَّها مُتَحَبِّبَةٌ إِلَيْه مُتَمَلِّقَةٌ بوُرُودِها إِيَّاه واعْتِيادَها له كما يفعَلُ المُحِبُّ المَلِقُ وهُو مَجَازٌ . وفي الصّحاح : قالَ أَبُو عُبَيْدَة : تنازِعَ العَجَّاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ في أُرْجوزَتَيْنِ عَلَى الطَّاءِ فقال حُمَيْدٌ : الخِلاَطَ يا أَبا الشَّعْثاءِ . فقال العجَّاجُ : الفِجَاجُ أَوْسَعُ من ذلِكَ يا ابنَ أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجوزَتيبأُرْجوزَتِك . قُلْتُ : أُرْجوزَةُ العجَّاج هي قولُه : بأُرْجوزَتِك . قُلْتُ : أُرْجوزَةُ العجَّاج هي قولُه :
" وبَلْدَةٍ بَعيدَةِ النِّيَاطِ
" مَجْهولَةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخَاطِي وأُرْجوزَةُ حُمَيْدٍ الأَرْقَط هي قولُه :
" هاجَتْ عليكَ الدَّارُ بالمطَاطِ
" بَيْنَ اللّيَاحَيْنِ فَذِي أُرَاطِ واخْتَلَطَ عَقْلُه : فَسَدَ . وخَالَطَ قلبَهُ هَمٌّ عَظيمٌ . وهُو مَجَازٌ . وفي حديثِ الوَسْوَسَة : " ورَجَعَ الشَّيْطانُ يَلْتَمِسُ الخِلاَطَ " أَي يُخالِطُ قلْبَ المُصَلِّي بالوَسْوَسَةِ . وفسَّرَ ابن الأَعْرَابِيّ خِلاَطَ الإِبلِ بمعنًى آخَرَ فقال : هو أَنْ يأْتي الرَّجُلُ إِلَى مُراحِ آخَرَ فيأْخُذَ مِنْهُ جَمَلاً فيُنْزِيَه عَلَى ناقَتِهِ سِرًّا من صاحِبِه . وقال أَيْضاً : الخُلُطُ بضَمَّتَيْنِ : المَوَالِي وأَيْضاً : جِيرانُ الصَّفَاءِ . والخَليطُ : الجَارُ قالَ جَريرٌ :
" بَانَ الخَليطُ ولوْ طُووِعْتُ مَا بَانا والخِلاَطُ : الرَّفَثُ قالَهُ ثَعْلَبٌ وأَنْشَدَ :
فَلَمَّا دَخَلْنَا أَمْكَنَتْ من عِنَانِهَا ... وأَمْسَكْتُ من بعضِ الخِلاَطِ عِنَانِي قالَ : تَكَلَّمَتْ بالرَّفَثِ وأَمْسَكْتُ نفْسِي عنها . والخِلْطُ بالكَسْرِ : وَلَدُ الزِّنَا . والأَخْلاطُ : الحمْقَى من النَّاسِ . وكَذلِكَ الخُلُط بضَمَّتَيْنِ . واهْتَلَبَ السَّيْفَ من غِمدِه وامْتَرَقَه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه . قالَ الجُرْجانِيُّ : الأصْلُ اخْتَرَطَه وكأَنَّ الَّلام مُبْدَلَة مِنْهُ . وفيه نَظَرٌ . والخِلْطُ ككَتِفٍ : الحَسَنُ الخُلُقِ . وجاءَنا خُلَّيْطٌ من النَّاسِ كقُبَّيْطٍ أَي أَخْلاَطٌ عن ابنِ عبَّادٍ . وأَخْلَطَ الرَّجُلُ : اخْتَلَطَ قالَ رُؤْبَةُ :
" والحافِرُ الشَّرَّ متَى يَسْتَنْبِطِ
" يَنْزِعْ ذَمِيماً وَجِلاً أَو يَخْلِطِ ومن المَجَازِ : اخْتَلَطُوا في الحَرْب وتَخَالَطُوا إِذا تَشابَكُوا . وهو في تَخْليطٍ من أَمْرِهِ . وجَمَعَ مالَهُ من تَخَاليطَ . ويُقَالُ : خَالَطَه السَّهْمُ . وخَالَطَهُم وخالَقَهُم بمعنًى واحدٍ . وابنُ المُخَلِّطَة كمُحَدِّثَة : من المُحَدِّثين
مَخَطَ السَّهْمُ كمَنَعَ ونَصَرَ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً بالضَّمِّ : نَفَذَ وفي الصّحاح : مَرَقَ وهو مَجَازٌ . ويُقَالُ : سَهْمٌ مَاخِطٌ أَيْ مَارِقٌ . ومَخَطَ السَّيْفَ : سَلَّهُ من غِمْدِهِ كامَتَخَطَه وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وهو مَجَازٌ . ومَخَطَ الجَمَلُ به : أَسْرَعَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
ومَخَطَهُ مَخْطاً : نَزَعَ ومَدّ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . يُقَال : امْخَطْ في القَوْسِ . ومن المَجَازِ : مَخَطَ الفَحْلُ النّاقَةَ يَمْخَطُها مَخْطاً إِذا أَلَحَّ عَلَيْهَا في الضِّرابِ وهُوَ من المَخْطِ بمَعْنَى السَّيَلانِ لأَنَّهُ بِكَثْرَةِ ضِرَابِه يَسْتَخْرِجُ ما فِي رَحِمِ النّاقَةِ من ماءٍ وغَيْرِه . ومَخَطَ المُخَاطَ : رَمَاهُ من أَنْفِهِ وهو أَي المُخَاطُ : السّائلُ من الأَنْفِ كاللُّعَابِ من الفَمِ . ومن المَجَازِ : هذِه النَّاقَةُ إِنّما مَخَطَها بَنُو فُلانٍ أَي نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ الحُوَارَ إِذا فَارَقَ النَّاقَةَ مَسَحَ النّاتِجُ عَنْهُ غِرْسَهُ بِالكَسْرِ : ما يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ كَأَنَّهُ مُخَاطٌ وَمَا عَلَى وَجْهِ الفَصِيلِ ساعَةَ يُولَدُ فَذلِكَ المَخْطُ ثمّ قِيلَ للنّاتِجِ : ماخِطٌ قال ذُو الرُّمَّةِ :
إذا الهُمُومُ حَماكَ النَّوْمَ طارِقُها ... وحانَ مِنْ ضَيْفِها هَمٌّ وتَسْهِيدُ
فَانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانَةٍ أُجُدٍ ... مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْهَا غِرْسَها العِيدُ ويُرْوَى عَيْرانَةٍ حَرَجٍ . والعِيدُ : قَوْمٌ من بَنِي عُقَيْلٍ تُنْسَبُ إِلَيْهِمُ النَّجائِبُ
والمَخْطُ : الثَّوْبُ القَصِيرُ صَوابُه : البُرْدُ القَصِيرُ فإِنَّ الَّذِي رُوِيَ بُرْدٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ أَيْ قَصِيرٌ كما في اللِّسانِ والتَّكْمِلَة . والمَخْطُ : الرَّمَادُ . وما أُلْقِيَ من جِعَالِ القِدْرِ . والمَخْطُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ كالوَخْطِ . يُقَالُ : سَيْرٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ . ومِنَ المَجَازِ : المَخْطُ : شَبَهُ الوَلَدِ بِأَبِيهِ . قال ابْن الأَعْرَابِيّ : تَقُولُ العَرَبُ : كأَنَّمَا مَخَطَهُ مَخْطاً . والمُخَاطَةُ كثُمَامَةٍ عن أَبِي عُبَيْدَةَ و بَعْضُ أَهْلِ اليَمَنَ يُسَمِّيهِ المُخَّيْطَ مِثْل جَمَّيْزٍ وقُبَّيْطٍ قالَهُ الصّاغَانِيّ . قُلْتُ : وكَذا أَهْلَ مِصْرَ : شَجَرٌ يُثْمِرَ ثَمَراً لَزِجاً يُؤْكَلُ فارِسِيَّتُهُ السِّبِسْتَان والسِّبِسْتَان : أَطْباءُ الكَلْبَةِ شُبِّهَتْ بها وقد أَهْمَلَ المُصَنِّفُ ذِكْرَ السِّبِسْتَان في مَوْضِعِهِ ونَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاكَ
ومِنَ المَجَازِ : سالَ مُخَاطٌ الشَّيْطَانِ وهُوَ الَّذِي يَتَرَاءَى في عَيْنِ الشَّمْسِ لِلنّاظِرِ في الهَوَاءِ بالهاجِرَةِ ويُقَالُ له أَيْضاً : مُخَاطُ الشَّمْسِ كُلُّ ذلِكَ سُمِعَ عن العَرَبِ وقد ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ في خيط مع قَوْلِهِ : خَيْطُ باطِلٍ . فَما أَغْنَى ذلِكَ عن إِعَادَة ذِكْرِهِ في هذا المَوْضع
وامْتَخَطَ الرَّجُلُ امْتِخاطاً : اسْتَنْثَرَ كتَمَخَّطَ تَمَخُّطاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
ورُبَّمَا قالُوا : امْتَخَطَ ما فِي يَدِهِ أَيْ نَزَعَهُ واخْتَلَسَهُ كما في الصّحاحِ وفي اللِّسَان : اخْتَطَفَهُ وهو مَجَازٌ كما في الأَسَاسِ . والتَّمْخِيطُ : أَنْ يَمْسَحَ الرَّاعِي مِنْ أَنْفٍ السَّخْلَةِ ما عَلَيْه نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ . وقال اللَّيْثُ : المَخِطُ ككَتِفٍ : السَّيِّدُ الكَرِيمُ ج : أَمْخَاطٌ وفي اللِّسَان : مَخِطُونَ
وأَمْخَطَ السَّهْمَ إِمْخَاطاً : أَنْفَذَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجَازٌ . يُقَال : رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَهُ من الرَّمِيَّةِ أَيْ أَمْرَقَهُ كما في الأَسَاس . وتَمَخَّطَ الرَّجُلُ : اضْطَرَبَ في مَشْيهِ فَصَارَ يَسْقُطُ مَرَّةً وَيَتَحَامَلُ أُخْرَى . ومِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
" قَدْ رابَنَا مِنْ شَيْخِنا تَمَخُّطُهْ
" أَصْبَحَ قَدْ زَايَلَهُ تَخَبُّطُهْ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المَخْطُ : السَّيَلان والخُرُوجُ هذا هو الأَصْلُ وبه سُمِّيَ المُخَاطُ وجَمْعُ المُخَاطِ : أَمْخِطَةٌ لا غَيْرُ . وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرَابٍ : يَأْخُذُ رِجْلَ النَّاقَةِ ويَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ فَيَغْسِلُها ضِرَاباً وهُوَ مَجَازٌ . ومَخَطَ الصَّبِيِّ والسَّخْلَةَ مَخْطاً : مَسَحَ أَنْفَهُما كما في اللِّسان والأَساسِ . ومَخَطَ في الأَرْضِ مَخْطاً : إِذَا مَضَى فيها سَرِيعاً . وامْتَخَطَ رُمْحَهُ مِنْ مَرْكَزِهِ : انْتَزَعَهُ وهو مَجَازٌ . وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِرُؤْبَةَ :
وإِنْ أَدْواءَ الرِّجَال المُخَّط ... مَكَانَها منْ شَامِتٍ وغُبَّطٍ أَرادَ بالمُخَّطِ الكِرَام كَسَّرهُ على تَوَهَّمِ مَاخِطٍ قال الأَزْهَرِيُّ و الصّاغَانِيُّ : وإِنَّمَا الرِّوَايَة : النُّحَّطِ بالنّونِ والحاءِ المُهْمَلَة لا غَيْرُ وهم الَّذِين يَزْفِرُونَ من الحَسَدِ . قال الأَزْهَرِيُّ : ولا أَعْرِفُ المُخَّطَ في تَفْسِيرِه