الدُّهْمَةُ
السواد والأَدْهَمُ الأَسْود يكون في الخيل والإبل وغيرهما فَرس أَدْهَمُ وبعير
أَدْهَمُ قال أَبو ذؤيب أمِنْكِ البَرْقُ أرْقُبُهُ فهَاجَا فبتُّ إخالُهُ دُهْماً
خِلاجَا ؟ والعرب تقول ملوك الخيل دُهْمُها وقد ادْهامَّ وبه دُهْمَةٌ شديدة
الجوهري
الدُّهْمَةُ
السواد والأَدْهَمُ الأَسْود يكون في الخيل والإبل وغيرهما فَرس أَدْهَمُ وبعير
أَدْهَمُ قال أَبو ذؤيب أمِنْكِ البَرْقُ أرْقُبُهُ فهَاجَا فبتُّ إخالُهُ دُهْماً
خِلاجَا ؟ والعرب تقول ملوك الخيل دُهْمُها وقد ادْهامَّ وبه دُهْمَةٌ شديدة
الجوهري ادْهَمَّ الفرسُ إدْهِماماً أي صار أَدْهَمَ وادْهامَّ الشيء ادْهيماماً
أي اسوادّ وادْهامَّ الزَّرْعُ عَلاه السواد رِيّاً وحديقةٌ دَهْماءُ مُدْهامَّةٌ
خضراء تَضْرِب إلى السواد من نَعْمَتِها ورِيِّها وفي التنزيل العزيز مُدْهامَّتان
أي سوداوان من شدة الخضرة من الريِّ يقول خَضْراوانِ إلى السواد من الرِّيّ وقال
الزجاج يعني أنهما خَضْراوان تَضْرِب خُضْرتُهما إلى السواد وكل نبت أَخضر فتَمامُ
خِصْبِهِ ورِيِّهِ أن يَضْرِبَ إلى السواد والدُّهْمةُ عند العرب السواد وإنما قيل
للجَنَّة مُدْهامَّة لشدة خضرتها يقال اسودَّت الخضرة أي اشتدَّت وفي حديث قُسٍّ
ورَوْضة مُدْهامَّة أي شديدة الخضرة المتناهية فيها كأَنها سوداء لشدة خضرتها
والعرب تقول لكل أَخضر أسْودُ وسميت قُرَى العراق سواداً لكثرة خضرتها وأَنشد ابن
الأَعرابي في صفة نخل دُهْماً كأَنَّ الليل في زُهَائِها لا تَرْهَبُ الذِّئْبَ
على أَطْلائها يعني أنها خُضْرٌ إلى السواد من الرِّيّ وأن اجتماعها يُرِي
شُخوصَها سوداً وزُهاؤها شخوصها وأَطلاؤها أولادها يعني فُسْلانَها لأنها نخل لا
إبِلٌ والأدْهَمُ القيد لسواده وهي الأَداهِمُ كسَّروه تكسير الأَسماء وإن كان في
الأَصل صفة لأَنه غلب غَلَبةَ الاسم قال جرير هو القَيْنُ وابن القَيْنِ لا قَيْنَ
مثلُهُ لبَطْحِ المَساحي أو لِجَدْلِ الأَداهِمِ أبو عمرو إذا كان القَيدُ من خَشب
فهو الأَدْهَمُ والفَلَقُ الجوهري يقال للقيد الأَدْهَمُ وقال أوعَدَني بالسِّجنِ
والأَداهِمِ رِجْلي ورِجْلي شََثْنَةُ المَناسِمِ والدُّهْمَةُ من ألوان الإبل أن
تشتد الوُرْقَةُ حتى يذهب البياضُ بَعِيرٌ أَدْهَمُ وناقة دَهْماءُ إذا اشتدت
وُرْقَتُهُ حتى ذهب البياض الذي فيه فإن زاد على ذلك حتى اشتد السوادُ فهو جَوْنٌ
وقيل الأَدْهمُ من الإبل نحو الأصفر إلا أنه أقلُّ سواداً وقالوا لا آتيك ما
حَنَّت الدَّهْماء عن اللحياني وقال هي النَّاقة لم يزد على ذلك وقال ابن سيده
وعندي أنه من الدُّهْمَةِ التي هي هذا اللون قال الأصمعي إذا اشتدت وُرْقَةُ
البعير لا يخالطها شيء من البياض فهو أدْهَمُ وناقة دَهْماءُ وفرس أَدْهَمُ
بَهِيمٌ إذا كان أَسود لا شِيَةَ فيه والوطأَةُ الدَّهْماءُ الجديدة والغَبْراءُ
الدارِسَةُ قال ذو الرُّمَّة سِوَى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غير جَعْدَةٍ ثَنَى
أُخْتَها عن غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ أَراد غير جَعْدَة وقال الأصمعي أثَرٌ أدْهَمُ
جَديد وأثر أَغْبرُ قَديم دارِسٌ وقال غيره أثرٌ أَدْهَمُ قديم دارِس قال
الوَطْأَة الدَّهْماءُ القديمة والحمراء الجديدة فهو على هذا من الأضداد قال وفي
كلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أنت واجدٌ بها أَثَراً منها جَديداً وأَدْهَمَا والدَّهْماءُ
ليلة تسع وعشرين والدُّهْمُ ثلاث ليال من الشهر لأنها دُهْمٌ وفي حديث عليّ عليه
السلام لم يمنع ضَوْءَ نُورِها ادْهِمامُ سَجْفِ الليل المظلمِ الادْهِمامُ مصدر
ادْهَمَّ أي اسودّ والادْهِيمامُ مصدر ادْهامَّ كالاحْمرار والاحْمِيرار في احْمَرَّ
واحْمارَّ والدَّهْماء من الضأْنِ الحمراءُ الخالصة الحُمْرةِ الليث الدَّهْمُ
الجماعة الكثيرة وقد دَهَمُونا أي جاؤونا بمرة جماعة ودَهَمَهُمْ أمرٌ إذا غشيهم
فاشِياً وأنشد جِئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُومَا وفي حديث بعض العرب وسَبَقَ
إلى عرفات اللهم اغفر لي من قبل أن يَدْهَمَك الناسُ أي يكثروا عليك قال ابن
الأثير ومثل هذا لا يجوز أن يُسْتَعْمَلَ في الدعاء إلاَّ لمن يقول بغير تَكَلُّفٍ
الأزهري ولما نزل قوله تعالى عليها تِسْعَةَ عَشَرَ قال أبو جهل ما تستطيعون يا
مَعشر قُرَيْشٍ وأنتم الدَّهْمُ أن يَغْلِبَ كلُّ عشرة منكم واحداً منهم أي وأنتم
العدد الكثير وجيش دَهْمٌ أي كثير وجاءهم دَهْمٌ من الناس أي كثير والدَّهْمُ
العدد الكثير ومنه الحديث محمد في الدَّهْمِ بهذا القَوْر وحديث بَشير بن سَعْد
فأَدركه الدَّهْمُ عند الليل والجمع الدُّهوم وقال جئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ
الدُّهُوما مَجْرٍ كأَنَّ فوقَهُ النُّجوما ودَهِمُوهُمْ ودَهَمُوهُمْ
يَدْهَمُونَهُمْ دَهْماً غَشُوهُمْ قال بِشْرُ بن أبي خازِمٍ فَدَهَمْتُهُمْ
دَهْماً بكل طِمِرَّةٍ ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَة مِرْجَمِ وكل ما غشيك فقد
دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْماً أنشد ثعلب لأبي محمد الحَذْلَمِيِّ يا سعدُ عَمَّ
الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ يوم تَلاقَى شاؤُه ونَعَمُهْ ابن السكيت دَهِمَهم الأمر
يَدْهَمُهُمْ ودَهِمَتْهم الخيل قال وقال أبو عبيدة ودَهَمَهُمْ بالفتح
يَدْهَمُهُمْ لغة وأتتكم الدُّهَيْماءُ يقال أَراد بالدُّهَيماء السوداء المظلمة
ويقال أراد بذلك الداهية يذهب إلى الدُّهَيْمِ اسم ناقة وفي حديث حُذَيْفَةَ وذكر
الفتنة فقال أتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمي بالنَّشَفِ ثم التي تليها ترمي بالرَّضْفِ
وفي حديث آخر حتى ذكرَ فتنة الأَحْلاس ثم فتنة الدُّهَيْماءِ قال أبو عبيدة قوله
الدُّهَيْماءُ نراه أَراد الدَّهْماء فصَغَّرها قال شمر أراد بالدَّهْماء الفتنة
السوداء المظلمة والتصغير فيها للتعظيم ومنه حديثه الآخر لتكونَنَّ فيكم أربع
فِتَنٍ الرَّقْطاءُ والمظْلِمةُ وكذا وكذا فالمُظْلِمةُ مثل الدَّهْماءِ قال وبعض
الناس يذهب بالدُّهَيْماء إلى الدُّهَيْمِ وهي الداهية وقيل للداهية دُهَيْمٌ أَن
ناقة كان يقال لها الدُّهَيْمُ وغزا قوم من العرب قوماً فَقُتِلَ منهم سبعة إخْوة
فحُمِلوا على الدُّهَيْمِ فصارت مثلاً في كل داهيةٍ قال شمر وسمعت ابن الأعرابي
يروي عن المُفَضَّل أن هؤلاء بنو الزَّبَّان ابن مُجالِدٍ خرجوا في طلب إبل لهم
فلقيهم كثيف ابن زُهَيْرٍ فضرب أَعناقهم ثم حمل رؤوسهم في جُوالِقٍ وعَلَّقه في
عُنق ناقة يقال لها الدُّهَيْمُ وهي ناقة عمرو بن الزَّبَّان ثم خَلاّها في الإبل
فراحت على الزَّبَّان فقال لما رأى الجُوالِقَ أَظن بَنِيَّ صادوا بيض نَعام ثم أهوى
بيده فأَدخلها في الجُوالِقِ فإذا رَأْسٌ فلما رآه قال آخِرُ البَزِّ على
القَلُوصِ فذهبت مثلاً وقيل أَثقل من حِمْل الدُّهَيْمِ وأَشأَم من الدُّهَيْمِ
وقيل في الدُّهَيمِ اسم ناقة غزا عليها ستة إخوة فقُتِلُوا عن آخرهم وحُمِلوا
عليها حتى رجعت بهم فصارت مثلاً في كل داهية وضربت العرب الدُّهَيْمَ مثلاً في
الشر والداهية وقال الراعي يذكر جَوْرَ السعاة كتبَ الدُّهَيْمُ من العَداءِ
لِمُسْرِفٍ عادٍ يُريدُ مَخانةً وغُلولا وقال الكميت أَهَمْدانُ مَهْلاً لا
يُصَبِّح بُيوتَكمْ بِجُرْمِكُمُ حِمْلُ الدُّهَيْمِ وما تََزْبي وهذا البيت حجة
لما قاله المفضّل والدَّهْماء الجماعة من الناس الكسائي يقال دَخَلْتُ في خَمَرِ
الناس أي في جماعتهم وكثرتهم وفي دَهْماء الناس أَيضاً مثله وقال فَقَدْناك
فِقْدانَ الربِيع وليْتَنا فَدَيْناكَ من دَهْمائِنا بأُلوفِ وما أدري أيُّ
الدَّهْمِ هو وأَيُّ دَهْمِ الله هو أَي أيّ خَلْقِ الله والدَّهْماءُ العدد
الكثير ودَهْماءُ الناس جماعتهم وكثرتهم والدُّهَيْماءُ تصغير الدَّهْماء الداهية
سميت بذلك لإظْلامِها والدُّهَيْم أُمّ الدُّهَيْمِ الدَّواهي وفي المحكم الداهية
وفي الحديث من أَراد أهل المدينة بدَهْمٍ أي بغائلة من أمر عظيم يَدْهَمُهُمْ أي
يَفْجَؤُهُمْ ويقال هَدَمَهُ ودَهْدَمَه بمعنى واحد قال العجاج وما سُؤالُ طَلَلٍ
وأَرْسُمِ والنُّؤْيِ بَعْدَ عَهْدِهِ المُدَهْدَم يعني الحاجز حول البيت إذا تهدم
وقال غير ثَلاثٍ في المَحَلِّ صُيَّمِ رَوائم وهُنَّ مثل الرُّؤَّمِ بعد البِلى
شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَمِ ورَبْعٌ أَدْهَمُ حديث العهد بالحَيِّ وأَرْبُعٌ
دُهْمٌ وقال ذو الرمة أيضاً ألِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأَنَّها بَقِيَّةُ
وَحْيٍ في بُطونِ الصَّحائف ؟ الأزهري المُتَدَهَّمُ والمُتَدَأّمُ والمُتَدَثِّرُ
هو المَجْبوسُ المأْبونُ والدَّهْماءُ القِدْرُ ابن شميل الدَّهْماء السوداء من
القُدور وقد دَهَّمَتْها النارُ والدَّهْماء سَحْنَةُ الرجل وفَعَلَ به ما
أَدْهَمَهُ أي ساءَه وأَرْغَمَهُ عن ثعلب والدَّهْماءُ عُشْبَة ذات ورق وقُضُبٍ
كأنها القَرْنُوَةُ ولها نَوْرَةٌ حمراء يُدْبَغُ بها ومَنْبِتُها قِفافُ الرمل
وقد سَمَّوْا داهِماً ودُهَيْماً ودُهْماناً والدُّهَيْم اسم ناقة وقد تقدم ذكرها
ودُهْمان بطن من هُذَيْلٍ قال صَخْرُ الغَيِّ ورَهْط دُهْمانَ ورَهْطُ عادِيَهْ
والأَدْهَمُ فرس عَنْتَرَةَ بن مُعاوية
( * المشهور أنه عنترة بن شدّاد )
صفة غالبة
معنى
في قاموس معاجم
المَدُّ الجَذْب
والمَطْلُ مَدَّه يَمُدُّه مَدّاً ومدَّ به فامتَدّ ومَدَّدَه فَتَمَدَّد
وتَمَدَّدناه بيننا مَدَدْناه وفلان يُمادُّ فلاناً أَي يُماطِلُه ويُجاذِبه
والتَّمَدُّد كَتَمَدُّدِ السِّقاء وكذلك كل شيء تبقى فيه سَعَةُ المَدِّ
والمادَّةُ الزيادة
المَدُّ الجَذْب
والمَطْلُ مَدَّه يَمُدُّه مَدّاً ومدَّ به فامتَدّ ومَدَّدَه فَتَمَدَّد
وتَمَدَّدناه بيننا مَدَدْناه وفلان يُمادُّ فلاناً أَي يُماطِلُه ويُجاذِبه
والتَّمَدُّد كَتَمَدُّدِ السِّقاء وكذلك كل شيء تبقى فيه سَعَةُ المَدِّ
والمادَّةُ الزيادة المتصلة ومَدَّه في غَيِّه أَي أَمهلَه وطَوَّلَ له ومادَدْتُ
الرجل مُمادَّةً ومِداداً مَدَدْتُه ومَدَّني هذه عن اللحياني وقوله تعالى
ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهُون معناه يُمْهِلُهم وطُغْيانُهم غُلُوُّهم في
كفرهم وشيء مَدِيد ممدود ورجل مَدِيد الجسم طويل وأَصله في القيام سيبويه والجمع
مُدُدٌ جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل والأُنثى مَدِيدة وفي حديث عثمان قال
لبعض عماله بلغني أَنك تزوجت امرأَة مديدة أَي طويلة ورجل مَدِيدُ القامة طويل
القامة وطِرافٌ مُمدَّد أَي ممدودٌ بالأَطناب وشُدِّدَ للمبالغة وتَمَدَّد الرجل
أَي تَمطَّى والمَدِيدُ ضرب من العَرُوض سمي مديداً لأَنه امتَدَّ سبباه فصار
سَبَب في أَوله وسبب بعد الوَتِدِ وقوله تعالى في عَمَد مُمَدَّدَة فسره ثعلب فقال
معناه في عَمَد طِوال ومَدَّ الحرف يَمُدُّه مَدّاً طَوَّلَه وقال اللحياني مدَّ
اللهُ الأَرضَ يَمُدُّها مَدًّا بسطها وسَوَّاها وفي التنزيل العزيز وإِذا الأَرض
مُدَّت وفيه والأَرضَ مَدَدْنَاهَا ويقال مَدَدْت الأَرض مَدًّا إِذا زِدت فيها
تراباً أَو سَماداً من غيرها ليكون أَعمر لها وأَكثر رَيْعاً لزرعها وكذلك الرمال
والسَّمادُ مِداد لها وقول الفرزدق رَأَتْ كمرا مِثْلَ الجَلاميدِ فَتَّحَتْ
أَحالِيلَها لمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذورُها قيل في تفسيره اتْمَأَدَّتْ قال ابن سيده
ولا أَدري كيف هذا اللهم إِلا أَن يريد تَمادَّت فسكت التاء واجتلب للساكن ألف
الوصل كما قالوا ادَّكَرَ وادّارَأْتُمْ فيها وهمز الأَلف الزائدة كما همز بعضهم
أَلف دابَّة فقال دأَبَّة ومدَّ بصَرَه إِلى الشيء طَمَح به إِليه وفي التنزيل
العزيز ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما وأَمَدَّ له في الأَجل أَنسأَه فيه ومَدَّه
في الغَيّ والضلال يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ له أَمْلَى له وتركه وفي التنزيل العزيز
ويمُدُّهم في طغيانهم يَعْمَهُون أَي يُمْلِي ويَلِجُّهم قال وكذلك مدَّ الله له
في العذاب مَدًّا قال وأَمَدَّه في الغي لغة قليلة وقوله تعالى وإِخْوانُهم
يَمُدُّونَهم في الغي قراءة أَهل الكوفة والبصرة يَمُدُّونَهم وقرأَ أَهل المدينة
يُمِدُّونَهم والمَدُّ كثرة الماء أَيامَ المُدُود وجمعه مُمدُود وقد مَدَّ الماءُ
يَمُدُّ مَدًّا وامْتَدَّ ومَدَّه غيره وأَمَدَّه قال ثعلب كل شيء مَدَّه غيره فهو
بأَلف يقال مَدَّ البحرُ وامتَدَّ الحَبْل قال الليث هكذا تقول العرب الأَصمعي
المَدُّ مَدُّ النهر والمَدُّ مَدُّ الحبل والمَدُّ أَن يَمُدّ الرجل الرجل في
غيِّه ويقال وادِي كذا يَمُدُّ في نهر كذا أَي يزيد فيه ويقال منه قلَّ ماءُ
رَكِيَّتِنا فَمَدَّتها ركيةٌ أُخرى فهي تَمُدُّها مَدّاً والمَدُّ السيل يقال
مَدَّ النهرُ ومدَّه نهر آخر قال العجاج سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّه أَتِيُّ غِبَّ
سمَاءٍ فهو رَقْراقِيُّ ومَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جرى فيه قال اللحياني يقال
لكل شيء دخل فيه مثله فَكَثَّرَه مدَّه يَمُدُّه مدًّا وفي التنزيل العزيز والبحر
يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر أَي يزيد فيه ماء من خلْفِه تجرُّه إِليه وتُكثِّرُه
ومادَّةُ الشيء ما يمدُّه دخلت فيه الهاء للمبالغة وفي حديث الحوض يَنْبَعِثُ فيه
مِيزابانِ مِدادُهما أَنهار الجنة أَي يَمُدُّهما أَنهارُها وفي الحديث وأَمَدَّها
خَواصِر أَي أَوسعها وأَتَمَّمها والمادَّة كل شيء يكون مَدَداً لغيره ويقال دعْ
في الضَّرْع مادَّة اللبن فالمتروك في الضرع هو الداعِيَةُ وما اجتمع إِليه فهو
المادَّة والأَعْرابُ مادَّةُ الاسلام وقال الفراءُ في قوله عز وجل والبحر
يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر قال تكون مِداداً كالمِدادِ الذي يُكتب به والشيء
إِذا مدَّ الشيء فكان زيادة فيه فهو يَمُدُّه تقول دِجْلَةُ تَمُدُّ تَيَّارنا
وأَنهارنا والله يَمُدُّنا بها وتقول قد أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ ولا يقاس على
هذا كل ما ورد ومَدَدْنا القومَ صِرْنا لهم أَنصاراً ومدَدَاً وأَمْدَدْناهم
بغيرنا وحكى اللحياني أَمَدَّ الأَمير جنده بالحبل والرجال وأَعاثهم وأَمَدَّهم
بمال كثير وأَغائهم قال وقال بعضهم أَعطاهم والأَول أَكثر وفي التنزيل العزيز
وأَمْدَدْناهم بأَموال وبنين والمَدَدُ ما مدَّهم به أَو أَمَدَّهم سيبويه والجمع
أَمْداد قال ولم يجاوزوا به هذا البناء واستَمدَّه طلَبَ منه مَدَداً والمَدَدُ
العساكرُ التي تُلحَق بالمَغازي في سبيل الله والإِمْدادُ أَنْ يُرْسِلَ الرجل
للرجل مَدَداً تقول أَمْدَدْنا فلاناً بجيش قال الله تعالى أَن يِمُدَّكم ربكم
بخمسة آلاف وقال في المال أَيحْسَبونَ أَنَّما نَمُدُّهم به من مال وبنبن هكذا قرئ
نِمُدُّهم بضم النون وقال وأَمْدَدْناكم بأَموال وبنين فالمَدَدُ ما أَمْدَدْتَ به
قومك في حرْب أَو غير ذلك من طعام أَو أَعوان وفي حديث أُويس كان عمر رضي الله عنه
إِذا أَتَى أَمْدادُ أَهل اليمن سأَلهم أَفيكم أُوَيْسُ بن عامر ؟ الأَمداد جمع
مَدَد وهم الأَعوان والأَنصار الذين كانوا يَمُدُّون المسلمين في الجهاد وفي حديث
عوف بن مالك خرجت مع زيد بن حارثه في غزوة مِؤْتُة ورافَقَني مَدَدِيٌّ من اليمن
وهو منسوب إلى المدَد وقال يونس ما كان من الخير فإِنك تقول أَمْدَدْته وما كان من
الشر فهو مدَدْت وفي حديث عمر رضي الله عنه هم أَصلُ العرب ومادَّة الإِسلام أَي
الذين يُعِينونهم ويَكُثِّرُون جيوشهم ويُتَقَوَّى بزكاةِ أَموالهم وكل ما أَعنت
به قوماً في حرب أَو غيره فهو مادَّة لهم وفي حديث الرمي مُنْبِلُه والمُمِدُّ به
أَي الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهماً بعد سهم أَو يردّ عليه النَّبْلَ من
الهَدَف يقال أَمَدَّه يُمِدُّه فهو مُمِدٌّ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه قائل
كلمةِ الزور والذي يَمُدُّ بحبلها في الإِثم سواءٌ مَثَّل قائلها بالمائِح الذي
يملأُ الدلو في أَسفل البئر وحاكِيَها بالماتِحِ الذي يجذب الحبل على رأْس البئر
ويَمُدُّه ولهذا يقال الروايةُ أَحد الكاذِبَيْنِ والمِدادُ النِّقْس والمِدادُ
الذي يُكتب به وهو مما تقدم قال شمر كل شيء امتَلأَ وارتفع فقد مَدَّ وأَمْدَدْتُه
أَنا ومَدَّ النهارُ إِذا ارتفع ومَدَّ الدَّواةَ وأَمَدَّها زاد في مائِها
ونِقْسِها ومَدَّها وأَمَدَّها جعل فيها مِداداً وكذلك مَدَّ القَلم وأَمَدَّه
واسْتَمَدَّ من الدواةِ أَخذ منها مِداداً والمَدُّ الاستمدادُ منها وقيل هو أَن
يَسْتَمِدَّ منها مَدّة واحدة قال ابن الأَنباري سمي المِدادُ مِداداً لإٌِمداده
الكاتِب من قولهم أَمْدَدْت الجيش بمَدد قال الأَخطل رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ
كأَنّها مَصابيحُ سُرْجٌ أُوقِدَتْ بِمِدادِ أَي بزيت يُمِدُّها وأَمَدَّ الجُرْحُ
يُمِدُّ إِمْداداً صارت فيه مَدَّة وأَمْدَدْت الرجل مدّةً ويقال مُدَّني يا غلامُ
مُدَّة من الدواة وإِن قلت أَمْدِدْني مُدّة كان جائزاً وخرج على مَجْرَى المَدَدِ
بها والزيادة والمُدَّة أَيضاً اسم ما اسْتَمْدَدْتَ به من المِدادِ على القلم
والمَدّة بالفتح الواحدة من قولك مَدَدْتُ الشيءَ والمِدّة بالكسر ما يجتمع في
الجُرْح من القيح وأَمْدَدْتُ الرجل إِذا أَعطيته مُدّة بقلم وأَمْدَدْتُ الجيش
بِمَدَد والاستمدادُ طلبُ المَدَدِ قال أَبو زيد مَدَدْنا القوم أَي صِرنا مَدَداً
لهم وأَمْدَدْناهم بغيرنا وأَمْدَدْناعم بفاكهة وأَمَدّ العَرْفَجُ إِذا جَرَى
الماءُ في عوده ومَدَّه مِداداً وأَمَدَّه أَعطاه وقول الشاعر نُمِدُّ لهمْ
بالماءِ مِن غيرِ هُونِه ولكِنْ إِذا ما ضاقَ أَمرٌ يُوَسَّعُ يعني نزيد الماء
لتكثر المرقة ويقال سبحان الله مِدادَ السموات ومِدادَ كلماتِه ومَدَدَها أَي مثل
عدَدِها وكثرتها وقيل قَدْرَ ما يُوازيها في الكثرة عِيارَ كيل أَو وزن أَو عدَد
أَو ما أَشبهه من وجوه الحصر والتقدير قال ابن الأَثير وهذا تمثيل يراد به التقدير
لأَن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإِنما يدخل في العدد والمِدادُ مصدر كالمَدَد
يقال مددت الشيءَ مَدًّا ومِداداً وهو ما يكثر به ويزاد وفي الحديث إِن المؤَذِّنَ
يُغْفَرُ له مَدَّ صَوْتِه المد القدر يريد به قدر الذنوب أَي يغفر له ذلك إِلى
منتهى مَدِّ صوته وهو تمثيل لسعة المغفرة كقوله الآخر ولو لَقِيتَني بِقُِراب
الأَرض
( * قوله « بقراب الأرض » بهامش نسخة من النهاية يوثق بها يجوز فيه ضم القاف
وكسرها فمن ضمه جعله بمنزلة قريب يقال قريب وقراب كما يقال كثير وكثار ومن كسر
جعله مصدراً من قولك قاربت الشيء مقاربة وقراباً فيكون معناه مثل ما يقارب الأرض )
خَطايا لِقيتُك بها مَغْفِرَةً ويروى مَدَى صوته وهو مذكور في موضعه وبنوا بيوتهم
على مِدادٍ واحد أَي على طريقة واحدة ويقال جاء هذا على مِدادٍ واحد أَي على مثال
واحد وقال جندل لم أُقْوِ فِيهِنَّ ولم أُسانِدِ على مَدادٍ ورويٍّ واحِدِ
والأَمِدّةُ والواحدةُ مِدادٌ المِساكُ في جانبي الثوبِ إِذا ابْتدِئَ بعَمعلِه
وأَمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ والصِّلِّيانِ والطَّرِيفَةِ مُطِرَ فَلانَ والمُدَّةُ
الغاية من الزمان والمكان ويقال لهذه الأُمّةُ مُدَّة أَي غاية في بقائها ويقال
مَدَّ الله في عُمُرك أَي جعل لعُمُرك مُدة طويلة ومُدَّ في عمره نُسِئَ ومَدُّ
النهارِ ارتفاعُه يقال جئتك مَدَّ النهار وفي مَدِّ النهار وكذلك مَدَّ الضحى
يضعون المصدر في كل ذلك موضع الظرف وامتدَّ النهارُ تَنَفَّس وامتدَّ بهم السير
طال ومَدَّ في السير مَضَى والمَدِيدُ ما يُخْلَطُ به سَوِيقٌ أَو سِمْسمٌ أَو
دقيق أَو شعير جَشٌّ قال ابن الأَعرابي هو الذي ليس بحارٍّ ثم يُسقاه البعير
والدابة أَو يُضْفَرُه وقيل المَدِيدُ العَلَفُ وقد مَدَّه به يَمُدُّه مَدًّا
أَبو زيد مَدَدْتُ الإِبلَ أَمُدُّها مَدًّا وهو أَن تسقيها الماء بالبزر أَو
الدقيق أَو السمسم وقال في موضع آخر المِدِيدُ شعير يُجَشُّ ثم يُبَلُّ فَيُضْفَرُ
البَعِيرَ ويقال هناك قطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البصر أَي مَدَى البصر
ومَدَدْتُ الإِبِلَ وأَمْدَدْتُها بمعنى وهو أَن تَنْثَِرَ لها على الماءَ شيئاً
من الدقيق ونحوه فَتَسْقِيَها والاسم المَدِيدُ والمِدّانُ والإِمِدّانُ الماء
المِلْح وقيل الماء الملح الشديدُ المُلُوحة وقيل مِياهُ السِّباخِ قال وهو
إِفْعِلانٌ بكسر الهمزة قال زيد الخيل وقيل هو لأَبي الطَّمَحان فأَصْبَحْنَ قد
أَقهْيَنَ عَنِّي كما أَبَتْ حِياضَ الإِمِدَّانِ الظِّباءُ القوامِحُ
والإِمِدّانُ أَيضاً النَّزُّ وقيل هو الإِمِّدانُ بتشديد الميم وتخفيف الدال
والمُدُّ ضَرْبٌ من المكايِيل وهو رُبُع صاع وهو قَدْرُ مُدِّ النبي صلى الله عليه
وسلم والصاعُ خمسة أَرطال قال لم يَغْدُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ ولا تُمَيْراتٌ ولا
تَعْجِيفُ والجمع أَمدادٌ ومِدَدٌ ومِدادٌ كثيرة ومَدَدةٌ قال كأَنَّما يَبْرُدْنَ
بالغَبُوقِ كَيْلَ مِدادٍ من فَحاً مَدْقوقِ الجوهري المُدُّ بالضم مكيال وهو رطل
وثلث عند أَهل الحجاز والشافعي ورطلان عند أَهل العراق وأَبي حنيفة والصاع أَربعة
أَمداد وفي حديث فضل الصحابة ما أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه والمد في
الأَصل ربع صاع وإِنما قَدَّره به لأَنه أَقلُّ ما كانوا يتصدقون به في العادة قال
ابن الأَثير ويروى بفتح الميم وهو الغاية وقيل إن أَصل المد مقدَّر بأَن يَمُدَّ
الرجل يديه فيملأَ كفيه طعاماً ومُدَّةٌ من الزمان برهة منه وفي الحديث المُدَّة
التي مادَّ فيها أَبا سفيان المُدَّةُ طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير
ومادَّ فيها أَي أَطالَها وهي فاعَلَ من المدّ وفي الحديث إِن شاؤُوا مادَدْناهم
ولُعْبة للصبيان تسمى مِدادَ قَيْس التهذيب ومِدادُ قَيْس لُعْبة لهم التهذيب في
ترجمة دمم دَمدَمَ إِذا عَذَّبَ عذاباً شديداً ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ ومُدٌّ رجل
من دارِم قال خالد بن علقمة الدارمي يهجو خُنْشُوشَ بن مُدّ جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ
بنَ مُدٍّ مَلامةً إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للناسِ مُوقُها