السَّمادِيرُ : ضَعْفُ البَصَرِ أو شَيْءٌ يَتَرَاءَى للإنْسانِ من ضَعْفِ بَصَرِه ِعن وفي المُحْكَم عند . السُّكْرِ من الشّرابِ . وغَشْيُ الدُّوَارِ والنُّعَاسِ قال الكُمَيْتُ :
ولمّا رَأيْتُ المُقْرَباتِ مُذَالَةً ... وأنْكَرْتُ إلاّ بالسَّمادِيرِ آلَهَا . سَمادِيرُ : اسمُ امرَأة دُرَيْدِ ابنِ الصِّمّةِ . وقد اسْمَدِرَّ بَصَرُهُ اسْمِدْرَاراً قال ابن القَطَّاع في كتاب الأبنية : وَزْنه افْمَعَلّ من السَّدَرِ . وطَرِيقٌ مُسْمَدِرٌ : طَوِيلٌ مُسْتَقَيمٌ . من ذلك كَلاَمٌ مُسْمَدِرٌّ أي قَوِيمٌ . وطَرْفٌ مُسْمَدِرٌّ : مُتَحَيِّرٌ . والسُّمْدُرورُ بالضَّمّ : المَلِكُ كَأنَّه سُمِّي بذلك لأنَّ الأبْصَارَ تَسْمَدِرُّ عن النَّظَرِ إليهِ وَتَتحَيَّرُ نقله الصَّاغانيّ في سدر
السُّمْدُورُ أيضاً : غِشَاوَةُ العَيْنِ . وضَعْفُ البَصَر . والسَّمَنْدَرُ كقَلَنْدَرَ والسَّمَيْدَرُ كعَمَيْثَلٍ : دابَّةٌ كالسَّمَنْدَلِ وعلى الثاني اقتصَرُوا كاقتصارِ الصّاغانيّ على الأوّل وقال : هي غير السَّمَنْدل . وقال اللحيانيُّ : اسْمَدَّرت عَيْنُه : دَمَعَت : قال ابنُ سِيدَه : وهَذَا غيرُ معروف في اللُّغة
المَدَر مُحرَّكة : قِطَعُ الطِّينِ اليابِس المُتَماسِك أو الطِّينُ العِلْكُ الذي لا رَمْلَ فيه واحدَتُه بهاءٍ . ومن المَجاز قولُ عامر بن الطُّفَيْل للنبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم : " لنا الوَبَر ولكم المَدَر " . إنّما عنى به المُدُن أو الحَضَر لأنَّ مَبانيها إنّما هي بالمَدَر وَعَنَى بالوَبَر الأَخْبِيَة لأنّ أَبْنِية الباديةِ بالوَبَر . المَدَر : ضِخَمُ البطْن ومنه مَدِرَ الرجلُ كفرِحَ مَدَرَاً فهو أَمْدَرُ بيِّنُ المَدَر إذا كان عظيم البطْن مُنتَفِخ الجَنْبَيْن وهي مَدْرَاء . وسيأتي معنى الأَمْدَر بعدُ أيضاً . أما قولُهم : الحِجارةُ والمِدارَة بالكسر فهو إتْباع ولا يُتَكَلَّمُ به وَحْدَه مُكسَّراً على فِعالَة هذا معنى قولِ أبي رِيَاش . وامْتَدَر المَدَر : أَخَذَه . وَمَدَر المكان يَمْدُرُه مَدْرَاً : طانَه كمَدَّرَه تَمْدِيراً . ومكانٌ مَدِيرٌ : مَمْدُور . مَدَرَ الحَوْضَ : سَدَّ خَصاصَ حِجارَتِه بالمدر وقيل : هو كالقَرْمَدَة إلاّ أنّ القَرْمَدَة بالجِصّ والمَدْرَ بالطِّين . وفي التهذيب : والمَدْرُ : تَطْيِينُكَ وَجْهَ الحَوضِ بالطِّين الحُرّ لئلاّ يَنْشَف ؛ وقيل : لئلاّ يَخْرُج منه الماء . وفي حديث جابر : فانطَلَق هو وجبَّارُ بن صَخْرَة فَنَزَعا في الحَوْض سَجْلاً أو سَجْلَين فَمَدَراه . أي أَصْلَحاه بالمَدَر . والممْدَرَة كمِكْنَسَة وتُفتَح الميم الأُولى نادِرة : الموضعُ فيه طِينٌ حُرٌّ يُستعَدُّ لذلك . وَضَبَط الزمخشريُّ اللُّغَة الثانيةَ كمَقْبَرَة وتقول : أَمْدِرونا من مَمْدَُرَتكم . والهَدَّة مَمْدَرةُ أهلِ مكَّة . وَمَدَرتُك مُحرَّكة : بَلْدَتُك أو قَرْيَتُك وفي اللسان : والعربُ تُسمِّي القريةَ المَبنيَّة بالطِّين واللَّبِن المَدَرَة وكذلك المدينة الضَّخمة يُقال لها المَدَرَة وفي الصحاح : والعربُ تُسمِّي القريةَ المَدَرَة . قال الراجز يصف رَجلاً مجتهداً في رِعْيَةِ الإبل يقومُ لوِرْدِها من آخرِ الليل لاهتمامه بها :
شَدَّ على أَمْرِ الوُرودِ مِئْزَرَهُ ... لَيْلاً وما نادى أَذِينُ المَدَرَهْ والأَذِين هنا : المُؤَذِّن . قلتُ : وهو مَجاز : ومن سجعات الأساس : اللهُمَّ أَخْرِجني من هذه المَدَرَة وخلِّصْني من هؤلاء المَدَرَة . الأخير جمع مادِر . من المَجاز : بَنو مَدْرَاء : أَهْلُ الحَضَر ؛ لأنّ سُكناهم غالباً في البيوت المَبْنِيَّة بالمَدَر . والأَمْدَر : الخارِئُ في ثِيابه . قال مالك بن الرَّيْب :
إنْ أكُ مَضْرُوباً إلى ثَوْبِ آلِفٍ ... مِن القومِ أَمْسَى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ أو الأَمْدَر : الكثيرُ الرَّجِيع العاجِزُ عن حَبْسِه نقله أبو عُبَيْد عن بعضهم . الأَمْدَر : الأَقْلَف وبه فسَّر خالد بن كلثوم قولَ عَمْرُو بن كلثوم :
ألا هُبِّي بصَحْنِك فاصْبَحِينا ... ولا تُبُقِي خُمورَ الأَمْدَرِينا بالميم نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : هكذا قاله شَمِرٌ سمعتُ أحمد بن هانئٍ يقول : سمعتُ خالد بن كلثوم فذكره . الأَمْدَر : الأَغْبَر وهو المِعْمال الذي يَمْتَهن نَفْسَه ولا يتعهَّدُها كقولهم للمِسْفار : أَشْعَثَ أَغْبَر وهو مَجاز . الأَمْدَر : المُنتفِخ الجَنْبَيْن العظيمُ البطن قاله أبو عُبَيْد وأنشد للراعي يصفُ إبلاً لها قيِّم :
وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ ... عَنْهُ العَباءةُ قَوَّامٍ على الهَمَلِ يقال : الأَمْدَر : من تترَّب جَنْبَاهُ من المَدَر يذهبُ به إلى التراب أي أصاب جَسَدَه التراب . الأَمْدَر من الضِّباع : الذي في جسده لُمَع وفي اللِّسان على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه ويقال : لَوْنٌ له وفي حديث إبراهيمَ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم : " أنَّه يَأْتِيه أبوه يَوْمَ القِيامةِ فيسألهُ أنْ يَشْفَع له فيلتفِتُ إليه فإذا هو بضِبْعانٍ أَمْدَرَ فيقول : ما أنت بأبي " وفي لفظٍ : أَمْجَر بالجيم وقد تقدّم وهو مَجاز . من أمثالهم : أَلأَمُ من مادِر . وفي الأساس : أَبْخَلُ من مادِرٍ . قالوا : مادِرٌ لقبُ مُخارِقٍ لَئيم جدِّ بني هلال بن عامر . وفي الصِّحاح : هو رجلٌ من بني هلال بن مالك كذا في النسخ وصوابُه كما في الصحاح وغيرِه : هلال بن عامر بن صَعْصَعة بن مُعاوية بن بَكْر بن هَوازِن لأنّه سَقَىَ إبلَه فبَقِي في أَسْفَل الحَوْضِ ماءٌ قليل فَسَلَح فيه ومَدَرَ الحوْضَ به بُخلاً أن يُشرَب من فَضْلِه . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا هلالٌ جدٌّ لمحمد بن حَرْبٍ الهلاليّ صاحبُ شُرْطَةِ البَصْرَة . وكانتْ بنو هلال عَيَّرَت بني فَزَاَرة بأكلِ أَيْرِ الحِمار ولمّا سَمِعَت فَزارَة بقول الكُمَيْت بن ثَعْلَبة :
نَشَدْتُكَ يا فَزارُ وأنْتَ شَيْخٌ ... إذا خُيِّرْتَ تُخْطئُ في الخِيارِ
أصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بسَمْنٍ ... أَحَبُّ إليكَ أمْ أَيْرُ الحِمارِ
بلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ ... أحَبُّ إلى فَزارةَ من فَزارِ قالت بنو فَزارة : أَلَيْسَ منكم يا بني هلالٍ من قَرا في حَوْضِه فسقى إبله فلمّا رَوِيَتْ سَلَحَ فيه وَمَدَره بُخْلاً أنْ يُشرَب منه فَضْلُه وكانوا جعلوا حَكَمَاً بينهم أنس بنَ مُدرِك فقضى على بني هلال بعظم الخِزْي . ثم إنّهم رَمَوْا بني فَزارة بخِزْيٍ آخر وهو إتْيانُ الإبل ولهذا يقول سالُم بن دَارَة :
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيَّاً خَلَوْتَ بهِ ... على قَلُوصِك واكْتُبْها بأَسْيارِ
" لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَهُبَعْدَ الذي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ فقال الشاعر :
لَقَدْ جَلَّلْتَ خِزْياً هِلالُ بن عامرٍ ... بَني عامرٍ طُرَّاً بسَلْحَةِ مادِرِ
فَاُفٍّ لكُم لا تَذْكُروا الفَخْرَ بَعْدَها ... بَني عامرٍ أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِوَمَدَرى كَجَمَزى : جبلٌ من جبال نَعْمَان نقله الصَّاغانِيّ . مَدَر كَجَبَل : ة باليمن . ومنه فلانٌ المَدَرِيُّ كذا في الصحاح . والمَدَرَة مُحرَّكة وفي التكملة : وَمَدَرةُ : مَضِيقٌ لبَني شُعبَة قُربَ مكَّة شرَّفها اللهُ تعالى وهو ممّا يلي اليمن في ديارهم . وثَنِيَّةُ مِدْران بالكسر : من مَساجِد النبي صلّى الله تعالى عليه وسلَّم بين المدينة وتَبوك . والمَدْراء : الضَّبُع ويقال : ضَبُعٌ مَدْرَاءُ إذا كان عظيمَ البَطنِ . وفي الأساس : ويقال : أَعْيَثُ من المَدْراء وهي الضَّبُع لغُبْرَةِ لَوْنِها . انتهى . وقال ابنُ شُمَيْل . المَدْراء من الضِّباع : التي لَصِقَ بها بَوْلُها . مَدْرَاء : ماءٌ بنَجْدٍ لبَني عُقَيْل نَقَلَه الصَّاغانِيّ . ومَدَّرَ تَمْدِيراً : سَلَحَ وأكثرُ ما يُستعمَل في الضَّبُع . والمُمَدَّرَة كمُعَظَّمَة : الإبلُ السِّمان وهو مَجاز . ومما يُستدرَك عليه : مكانٌ مَدِيرٌ : مَمْدُور . والمَمْدور : مَوْضِعٌ بعَينه في ديار غَطَفَان . والأَمْدَر : الرجلُ لا يَمْتَسِح بالماءِ ولا بالحَجَر . والمَدَرِيَّة مُحرَّكةً : رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فيها القُرون المُحدَّدة مكانَ الأسِنَّة قال لَبيد يصف البقرةَ والكِلاب :
فلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لها مَدَرِيَّةٌ ... كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها كذا في اللسان قال الصَّاغانِيّ : والصَّوابُ مَدْرِيَّة بسكون الدال أي مُحدَّدة وموضع ذِكرِه في المُعتَلّ . وقال الزمخشريُّ : ومن المَجاز : عَكَرَةٌ كَدْرَاءُ مَدْرَاء : ضَخْمَةٌ كبيرةٌ وهو من كُدرَةِ اللون وغُبْرَته كما يُشبَّه الجَمعُ الكثيف باللَّيْل . ويقال له : السَّواد والدَّهْماء . وَمَدَر الرجلُ : أَبْدَى ؛ لاستعماله المَدَر وكني عن السَّلْح بالطِّين . وفي مختصر البلدان : المَدار كَسَحَابٍ : مَوْضِعٌ بالحجاز في ديار عَدْوَان . ومحمد بنُ عليٍّ المادَرائيّ وزيرُ مصر وأبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مادَرَة المادَرَيّ الفقيه حدَّث عنه أبو سعد الإدْريسيّ
الدَّرُّ بالفَتْح : النَّفْسُ . ودَفَع اللهُ عن دَرِّه أَي عن نَفْسه حكاه اللِّحيانيّ . والدَّرُّ : اللَّبَنُ ما كان . قال :
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها ... فَلاَفِلُ هِنْديٍّ فهُنَّ لُزُوقُ أُمَّهاتُ الدَّرِّ : الأَطْباءُ . وفي الحَدِيث : " أَنه نَهَى عن ذَبْح ذَواتِ الدَّرِّ " أَي ذوات اللَّبَن . ويجوز أَن يكون مصدر دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرىَ . ومنه الحَدِيث : " لا يُحْبَس دَرُّكُم " أَي ذواتُ الدَّرِّ . أراد أَنها لا تُحشَر إلى المُصَدِّق ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثم تُعَدّ لِمَا في ذلك من الإِضرار بها . كالدِّرَّةِ بالكَسْرِ . والدِّرَّة أيضاً والدَّرُّ : كَثْرَتُه وسَيَلانُه . وفي حديث خُزَيمة " غَاضَتْ لها الدِّرّة " وهي اللَّبَن : إِذَا كَثُرَ وسال كالاسْتِدْرارِ يقال : استدَرَّ اللَّبَنُ والدَّمُع ونحُوهما : كَثُرَ . قال أبو ذُؤّيب :
إذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرَهَا ... كقِتْرِ الغِلَاءِ مُسْتِدُّر صِيَابُهَا استعار الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ . ودَرَّ اللَّبَنُ والدَّمْعُ يَدُرُّ بالضَّمّ ويَدِرُّ بالكَسْر دَرّاً ودُرُوراً وكذلك النَّاقَةُ إِذَا حُلِبَت فأَقبل منها على الحالِب شَيْءٌ كَثِيرٌ قيل : دَرَّتْ وإذا اجتمعَ في الضَّرْع من العُروق وسائر الجَسَدِ قيل : دَرَّ اللَّبَن . والاسمُ الدَّرَّةُ بالكَسْرِ وبالفَتْحْ أيضاً كما في اللَّسان وبهما جاءَ المَثَل : " لا آتِيكَ ما اخْتلفَت الدَّرَّة والجِرَّة " واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّة تَعْلُو وقد تقدّم . عن الأَعرابيِّ : الدَّرُّ : العَمَلُ من خَيرٍ أو شَرٍّ . ومنه قولهم : " للّه دَرُّهُ يكون مَدْحاً ويكون ذَمّاً كقولهم : قاتَلَه اللّهُ ما أَكْفَرَه وما أَشْعَره ومعناه أَي الله عَمَلُه يقال هذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه . وإذا ذُمَّ عَملُه قيل : لاَدَ رَّ دَرُّه أَي لازَكَا عَمَلُه وكُلُّ ذلك على المَثَلِ . وقيل : لِلّه دَرُّك مِن رَجُلٍ . معناه للِه خَيرُك وفعَالُك . وإذَا شَتَمُوا قالوا : لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كَثُرَ خَيْرُه وقيل : لِلِه دَرُّك أَي للِه ما خَرَج منك من خَيْرٍ قال ابنٌ سِيدَه : وأصلُه أَن رَجُلاً رأى آخَرَ يَحلُبِ إبِلاً فتعَجَّب من كَثْرِة لَبَنِهَا فقال : لِله دَرُّك وقيل : أَراد لِلِه صالِحُ عَمَلكِ لأنَّ الدَّرَّ أَفضلُ ما يُحْتَلَب قال بعضهم : وأحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونهَا فيشربون ماءَ كَرشِها فكان اللَّبَنُ أَفضلَ ما يَحْتَلِبُون
وقال أَبو بكْرِ : وقال أَهلُ اللُّغَة في قَوْلهم : لِلّه دَرُّه الأَصْلُ فيه أَن الرَّجلَ إِذَا كَثُرَ خَيْرُهُ وعَطَاؤُه وإنَالَتُه النَّاسَ قيل : للِه دَرُّه أَي عَطَاؤُه وما يُؤْخَذُ منه فشَبَّهوا عَطَاءَه بدَرِّ النّاقَةِ ثمّ كَثُرَ اسِتعْمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه . قلْت : فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْسِير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إنّمَا هو تفسيرٌ باللازم لا أنَّه شَرْحٌ له على الحَقِيقَة فإن الدَّرَّ في الأَصلِ هو اللَّبَن وإطلاقُه على ما ذُكِرَ تَجَوُّز وإِنما أُضِيف للِه تعالى إشارَةً إلى أنَه لا يَقِدر عليه غَيْرُه قال ابنُ أَحمر :
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ ... لله دَرِّىَ أَي العَيْشِ أَنتَظِرُ تَعجَّب من نَفْسه . قال الفَرّاءُ : وربما استَعْمَلُوه من غير أَن يقولوا : للِه فيَقُولون : دَرَّ دَرُّ فُلانٍ . وأَنشد للمُتَنَخِّل :
لا دَرَّ دَرِّىَ أَن أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ ... قِرْفَ الحَتِىِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ ودَرَّ النَّبَاتُ دَرّاً : الْتَفَّ بعضُه مع بعض لكَثْرته و دَرَّت الناقَةُ بِلَبَنِها تَدُرّ وتَدِرّ بالضَّمّ والكَسْرِ الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس كما صرَّحَ به صاحبُ المِصْباح وغيره دُرُوراً ودَراً : أَدَرَّتْه فهي دَرُورٌ ودَارٌّ ومُدِرٌّ وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل إِذَا مَسحَ ضَرْعَها . ودَرَّ الفَرسُ يَدِرّ بالكَسْر على القِيَاس دَرِيراً ودِرَّةً : عَدَا عَدْواً شَدِيدأً أو عَدَا عَدْواً سَهْلاً مُتَتابِعاً . ودَرَّ العِرْقُ يَدُرّ دُرُوراً : سَالَ كما يَدُرّ اللَّبَن وكَذَا دَرَّت السَّمَاءُ بالمَطَر تَدُرّ درَاًّ ودُرُوراً الأَخير بالضَّمّ إِذَا كثُرَ مَطَرُها فهي مِدْرَاراٌ بالكسر أَي تَدُرّ بالمَطَر وكذا سَحابةٌ مِدْاَراٌ وهو مَجَاز . ودَرَّت السُّوقُ : نَفَقَ مَتَاعُها والاسم الدِّرَّة . و دَرَّ الشْيءُ : لان . أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
" إذَا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ دَرَّتْ مُتُونُناكأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَمَا وذلك لأنَّ العربَ تقول : إنْ اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ . ودَرَّ السَّهْمُ يَدُرّ دُرُوراً بالضَّمّ : دَارَ دَوَرَاناً جَيِّداً على الظُّفُر وصاحِبُه أَدَرَّه وذلك إِذَا وَضَعَه على ظُفِر إِبهام اليُسْرَى ثم أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها . حكاه أَبو حَنِيفَة . قال : ولا يكون دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينه إلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتئِامِ صَنْعَته . ودرَّ السِّرَاجُ إِذَا أَضَاءَ فهو دَارٌّ ودَرِيرٌ كأَمِير أَي مُضِيءٌ . ودَرَّ الخَرَاجُ يَدُرُّ دَرَّاً إِذَا كَثُر إتَاؤُه وفَيْؤُه وأَدَرَّه عُمّالُه . ودَرَّ وَجْهُك إِذَا حَسُنَ بعْدَ العِلَّة والمَرَضِ يَدَرُّ بالفَتْح فِيهِ . عن الصاغَانيّ وهو نادِرٌ . ووَجْهُه أَنه لا مُوجِبَ للفتَح إذ ليس فيه حَرفُ الحَلْق عَيْناً ولا لاماً ؛ ولذلك أنْكَرُوه وقالوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ فلا نُدرَة . قاله شيخُنا . والدِّرَّةُ بالكَسْرِ : دِرَّة السُّلطانِ التَّي يُضْرَب بها عَرَبيِةٌّ معروفة والجمْع دِرَرٌ وتقول : حَرَمْتَنِي دِرَرَك فاحْمِني دِرَرَك . والدِّرَّة : الدَّمُ أَنشدَ ثعلب :
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ ... عن دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ وفسّره فقال : هذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقَة ودِرَّتُهَا : دَمُهَا . والدِّرَّةُ : سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ وقد تقدَّم في أَوّل المادَة فهو تَكْرارٌ ومنها قَولُهم : دَرَّت العُرُوقُ : امتلأَتْ دَماً أو لَبَناً . والدُّرَّة بالضَّمّ : اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة قال ابن دُرَيد : هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ ج دُرٌّ أَي بإِسقاط الهاءِ فَهو جَمْع لُغَويّ واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ في اصْطلاحٍ كما حَقَّقه شيخُنَا ودُرَرٌ كصُرَدٍ وهو الجَمْع الحَقِيقيّ ودُرَّاتٌ جمع مُؤَنّث سالم وهو غير ما احتاج لِذكْره وأَنشد أَبو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّأَقْفَر مِن مَيَّةَ الجَريبُ إلى الزُّجَّ ... يْنِ إلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ ... في نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا ودُرٌّ بالضَّمّ من أَعلامِ الرِّجالِ . ودُرَّةُ بنتُ أَبي لَهَبٍ ابنةُ عَمِّ النبي صلى الله عليه وسلم من المُهَاجِرَات كانت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل لها في المُسْنَد من رواية زَوْجها عنها وقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ . ودُرَّةُ بِنْتُ أَبي سَلَمَة بنِ عَبْد الأَسد : صحابيَّتانِ وكذلك دُرَّة بنتُ أَبي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ لها صُحْبة . وقوله تعالى : " كأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ " ثاقِب مُضِيءٌ منسوب إلى الدُّرِّ في صَفائِه وحُسْنِه وبَهائِه وبَياضِه قاله الزَّجَّاجُ ويُثَلَّثُ أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه كما تقدم فهي سِتُّ لُغات قُرِئَ بِهِنُ . ونَقَل شيخُنَا عن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر : لا نَظِيرَ للُّدرِّئِ المَضْمُومِ المَهْمُوزِ سِوَى مُرِّيقٍ ولا للمفتوح سوى المَلِّيتِ لمَوْضعٍ وسَكِّين فيما حكاه أَبو زَيْد . قلْت : قال الفَرّاءُ : ومن العرب مَنْ يقول دِرِّىّ يَنُسْبه إِلى الدُّرّ كما قالوا : بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ وقرئ : دُرِّئ بالهَمْزِ والكَوْكَب الدُرِّيُّ عند العَربَ هو العَظِيم الْمِقَدَارِ وقيل : هو أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة قال شَيْخُنَا : والمعروف أَن السّيّارة سبعَةٌ . وفي الحَدِيث : " كما تَروْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماءِ " أَي الشَّدِيد الإِناَرةِ . وفي حَدِيثِ الدّجّال " إحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيّ "
ودُرِّيُّ السَّيْفِ : تَلأْلُؤُه وإِشْرَاقُهُ إما أَن يكُون مَنْسُوباً إلى الدُُّرِّ بصفائه ونقائه وإما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ . قال عبدُ الله بنُ سَبْرة :
كُلٌّ يَنْوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ ... عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا ويُروَى عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَه مَنسوبٌ إلى الذَّرِّ الذي هو النَّمْل الصِّغَار لأَنّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ . وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن :
وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ بالدَّال وبالذَّال . ودَرَرُ الطَّرِيق مُحَرَّكةً : قَصْدُه ومَتْنُه . ويقال : هو على دَرَرِ الطَّرِيقِ أَي على مَدْرَجَته . وفي الصّحاح : أَي على قَصْدِه وهما على دَرَرٍ واحِدٍ أَي قَصْدِ واحِدٍ . ودَرَرُ البَيْتِ : قُبَالَتُه ودَارِي بدَرَرِ دَارِك أَي بحِذَائها إِذَا تَقَابَلَتَا . قال ابنُ أَحْمَر :
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها ... والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه دَرَرَا ودَرَرُ الرِّيحِ : مَهَبُّهَا . ودَرٌّ : غَدِيرٌ بِديَار بنِي سُلَيْم يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه وهو بأَعْلَى النَّقِيعِ . قالت الخَنْسَاءُ :
أَلاَ يا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْشٍ ... لنَا بجُنُوبِ دَرَّ فذِي نَهِيقِ والدَّرَّارَةُ : المِغْزَلُ الذي يَغْزِل به الرّاعِي الصّوفَ . قال :
" جَحَنْفَلٌ يَغْزِل بالدَّرَّارَةومن المجاز : أَدَرَّتِ المرأَةُ المِغْزَلَ فهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ الأَخِيرة على النَّسَب إِذَا فَتَلَتْه فَتْلاً شَدِيداً فرأَيتَه حتّى كأَنه واقِفٌ من شِدّة دَوَرَانِه . وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بها : إِذَا رأَيْتَه واقفاً لا يَتَحَرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه . وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمُعاوِية : " أَتَيتُك وأَمرُك أَشَدُّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زِلْتُ أَرُمُّه حتى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ . وذكر القُتَيْبِيّ هذا الحَدِيث فغَلِط في لَفْظه ومعناه . وحُقُّ الكَهُول : بَيْت العَنْكَبُوت . وأَما المُدِرّ فهو الغَزَّال . ويقال للمِغْزَل نَفسِها الدَّرَّارةُ والمِدَرَّةُ وقد أَدَرَّت الغازِلةُ دَرَّارَتَهَا إِذَا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ ما تَغْزِله من قُطن أَو صُوف . وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه بعد استرِخائه واتَّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه وذلك لأَنَّ الغَزَّالَ لا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِيتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله لأنه إِذَا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ . قلْتُ : وأَمّا القُتَيْبِيّ فإنّه فسَرَّ المُدِرّ بالجَاريَة إِذَا فَلَك ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهما الماءُ يقول : كان أَمرُك مُسْتَرِخياً فأَقَمْته حتَّى صار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ . والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ . وأَدَرَّت النّاقَةُ : دَرَّ لَبَنُها فهي مُدِرٌّ وأَدرَّهَا فَصيلُها . أَدَرّ الشَّيْءَ : حَرّكَه وبه فُسِّرَ بعضُ ما وَردَ في الحَدِيث : " بين عَيْنَيْه عِرْقٌ يُدرُّه الغَضبُ " أَي يُحَرِّكه . وأَدَرَّ الرِّيحُ السَّحَابَ : جَلَبَتْه هكذا بالجِيم وفي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ وفي اللِّسَان : والرِّيحُ تُدِرُّ السَّحَابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَحْلِبُه . وقال الحادِرَةُ وهو قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ :
فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ ... ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ الغَرِيض : الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب : وأَسْحَرُ : غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ . والدَّرِيرُ : كأَمِيرٍ : المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر من الأَفراس . قال امرؤُ القَيْس :
دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ ... تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ وقيل : الدَّرِيرُ من الخَيْل : السَّرِيعُ منها أَو السَّرِيعُ العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ من جميعِ الدّوابّ ففي حديث أَبي قِلاَبَةَ : " صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً دَرِيراً " . ونَاقةٌ دَرُورٌ كصَبُور ودَارٌّ : كَثِرَةُ الدَّرّ وضَرَّة دَرُورٌ كذلك . قال طَرَفُة :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِمَاهَا ... وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وإِبِلٌ دُرُرٌ وإِبِلٌ دُرُرٌ بضَمَّتَيْن ودُرَّرٌ كسُكَّر ودُرَّارٌ كرُمَّان مثل كافِرٍ وكُفّار . قال :
كان ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا ... مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنَّ دُرَّاراً جَمْعُ دارَةُ على طَرْح الهاءِ . والدَّوْدَرَّي كيَهْيَرَّي أَي بفَتْح الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة ولا يَخْفَى أََنَّ المَوْزَونَ به غَيْرُ مَعْروف : الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيئُ في غيرِ حاجَة ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً إِذ لا يُعْرف في الكلام مثل درر . والدَّوْدَرَّي : الآدَرُ : مَن به الأُدْرَةُ . والدَّوْدَرَّى : الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ وفي التَّهْذِيب : العَظِيمُهما وذَكَره في د در والصواب ذكره في د رر كما للمُصنِّف وأَنْشَد أَبو الهَيْثم :
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لَها دَوْدَرَّي ... في مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى إِذْ هو من قَولهم : فَرسٌ دَرِيرٌ والدليلُ عليه قَوله :
" " في مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى "يريدُ به الخُذرُوفَ . والمُعَرَّى : الذي جُعِلت له عُرْوةٌ . كالدَّرْدّرَّي بالراءِ بدل الواوِ عن الفَرَّاءُ ولم يقل بالوَاو . والتَّدِرَّةُ : الدَّرُّ الغَزِيرُ تَفْعِله من الدَّرّ وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من التَّدُرَّةِ . والدُّرْدُرُ بالضَّمّ : مَغَارِزُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ والجمع الدَّرَادِرُ أَو هِى مَنْبِتُها عامَّةً . أَو هِي مَنْبِتُها قَبِلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها . ومن ذلك المَثَل " أَعْيَيْتِني بأُشُر فكَيْفَ أَرجوك بِدُرْدُر " . قال أَبو زَيْد : هذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه أَي لم تَقْبَل هكذا في النُّسخ . والصَّواب لم تَقْبَلِي النُصْحَ شَابَّاً هكذا في النُّسخ والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ فكَيْفَ الآن وقَدْ أَسْنَنْتِ حتّى بَدَتْ دَرَادِرُكِ كِبَراً وهي مَغَارِزَ الأَسْنَانِ . ودَرِدَ الرَّجلُ إِذَا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهَرَت دَرَادِرُهَا . ومثله : " أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ " أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إلى أَن دَبَبْتَ . ويقال : لَجَّجُوا فوقَعُوا في الدُّرْدُور بالضَّمّ . قال الجَوْهَرِيّ : الماءُ الذي يَدورُ ويُخاف منه الغَرَقُ . وقال الأَزْهَرِيّ : هو مَوْضِعٌٌ في وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه لا تكاد تَسْلَم منه السَّفِينَةُ . والدُّرْدُور : اسم مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ يخافُ منه أَهلُ البَحْر . وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ : اضْطَرَبَتْ ويقال للمَرْأَة إِذَا كانت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا : هي تُدَرْدِرُ . وفي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان " كانت له ثُدَيَّةٌ مثْل البضِعةِ تَدَرْدَرُ " أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ : تَجِئُ وتَذْهب والأَصل تَتَدَرْدَر فحذف إِحْدَى التاءَين تَخْفِيفاً . ودَرْدَرَ البُسْرَةَ : دَلَكَهَا بدُرْدُرِهِ ولاَكَها : ومنه قول بَعضِ العَرَب وقد جاءَه الأَصمَعِيّ : أَتَيْتَنِي وأَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَةً . واستَدَرَّت المِعْزَى : أَرادَِ الفَحْلَ قال الأُمويّ : يقال للمِعْزَى إِذَا أَرادَت الفَحْلَ قد استدرَّت اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَتْ استِيبالاً . ويقال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة . والدَّرْدَارُ كصَلْصال : صَوْتُ الطَّبْلِ كالدَّرْدَاب نقله الصَّغانيّ . والدَّرْدَارُ : شَجَرٌ قال الأَزْهَرِيّ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ مَعْرُوفٌ
قلْت : هو شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ منها أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فيها رُطُوبة تَصير بَقّاً فإِذَا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ . وَرَقُه يُؤكَل غَضّاً كالبُقُول كذا في مِنْهَاج الدُّكَّان . ودُرَيْرَاتٌ مُصغَّراً ع نقله الصّغانِيّ . ودُهَدُرَّيْن بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ يأَتي ذِكْرُه في ده در مراعاةً لتَرْتِيب الحُرُوف وهو الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة والجوهريّ أَوردَه هُنَا والصّواب ما لِلمُصَنِّف . ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : اسْتَدْرَّ الحَلوبَةَ : طلَبَ دَرَّهَا . والاستِدَرَارُ أَيضاً : أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ يَدِرّ اللَّبنُ . ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن يَدُرُّ دَرَّاً ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين وحَلُوبَتُهُم يعنى كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وهو مَجَاز . وفي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال " أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين " قال الليثُ : أَراد خَرَاجَهم فاسْتَعَارَ له اللِّقحةَ والدِّرَّة . ويقال للرَّجُل إِذَا طَلَب حاجَةً فأَلَحَّ فيها : أَدِرَّهَا وإِن أَبَتْ أَي عالِجْها حتَّى تَدِرَّ يُكْنَى بالدَّرِّ هنا عن التَّيْسِير . ودُرُورُ العِرْق : تَتابُعُ ضَرَبانِه كتَتَابُعِ دُرُورِ العَدْوِ . وفي الحَدِيث : بَيْنَهما عِرْق يُدِرُّهُ الغَضَبُ " يقول : إِذَا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بين الحاجبَين ودُرُورُه : غِلْظُه وامْتِلاؤُه . وقال ابن الأَثير : أَي يَمتلئُ دَماً إِذَا غَضِبَ كما يَمتلئُ الضَّرعُ لَبَناً إِذَا دَرَّ وهو مَجَاز . وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ واندِفاقٌ والجمع دِرَرٌ . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
سَلامُ إِلالهِ ورَيْحَانُهُ ... ورَحمَتُهُ وسَماءٌ دِرَرْغَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادَ ... فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دِرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ . وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ : " دِيَماً دِرَراً " : جمْع دِرَّة . وقيل : الدِّرَرُ الدَارّ كقَوْلِه تَعالى : " دِيناً قِيَماً " أَي قائماً . وفَرسٌ دَرِيرٌ : كَثِيرُ الجَرْيِ وهو مَجَازٌ . وللسَّاق دِرَّةٌ : اسِتدرَارٌ للجَرْيِ . وللسُّوقِ دِرَّةٌ أَي نَفَاقٌ . ودَرَّ الشْيءُ إِذَا جُمِعَ ودَرَّ إِذَا عُمِلَ ومرَّ الفَرسُ على دَرَّتِه إِذَا كان لا يَثْنِيه شَيْءٌ . وفَرسٌ مُسْتَدِرٌّ في عدْوِه : وهو مَجازٌ وقال أَبو عُبيدَةَ : الإِدْرَارُ في الخَيل : أَنْ يُعْنِقَ فيرَفعَ يَداً وَيَضعَها في الخَبَب . والدَّرْدَرَة : حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذَا اندفعْ في بُطُونِ الأَودِيَةِ . وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إلى الماءِ . وأَدرَرْتُ عليه الضَّرْبَ : تَابَعْتُه وهو مَجَاز . والدُّرْدُر بالضَّمّ : طَرَفُ اللِّسَان وقيل : أَصْلُه . هكذا قاله بَعْضُهم في شرْح قَوْل الرَّاجِز :
أُقْسِم إن لم تَأْتنِا تَدَرْدَرُ ... ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ دُرْدُرُ والمعروف مَغْرِزُ السِّنّ كما تَقَدَّم . ودَرَّت الدُّنْيا على أَهِلها : كَثُرَ خَيْرُها وهو مَجَاز ورِزْق دَارٌّ أَي دائِمٌ لا يَنقَطِع . ويقال : دَرَّ بما عندَه أَي أَخرَجه . والفارسيّة الدَّرِّيّة بتشديد الراءِ والياءِ : اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس منسوبة إلى دَرْ بفتح فسكون اسم أَرض في شيِرازَ أو بمعنَى البابِ وأُرِيد به بابُ بَهْمَن بن اسِفنْدِيَار . وقيل : بَهْرَام بن يزْدجِرد . وقِيل : كِسْرى أَنُوشِرْوَان . وقد أَطال فيه شَيْخُ شُيُوخِ مشايخنا الشِّهَاب أحمدُ بن مُحَمَّد العجَمِيّ خاتِمَةُ المُحَدِّثين بمصر في ذَيْله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلاً عنه وعن غيره فليراجع في الشرْح
ودُرّانَةُ : من أَعلام النّساءِ وكذلك دُرْدَانةُ . وأَبو دُرَّة بالضَّمّ : قرية بمصر