سَبَك الذهبَ
والفضة ونحوه من الذائب يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً وسَبَّكه ذَوَبه وأفرغه في قالبٍ
والسَّبِيكَةُ القِطْعة المُذوَّبة منه وقد انسبَكَ الليث السَّبْكُ تَسْبِيكُ
السَّبيكَةِ من الذهب والفضة يُذابُ ويُفْرَغُ في مَسْبَكة من حديد كأَنها شِقُّ
قَص
سَبَك الذهبَ
والفضة ونحوه من الذائب يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً وسَبَّكه ذَوَبه وأفرغه في قالبٍ
والسَّبِيكَةُ القِطْعة المُذوَّبة منه وقد انسبَكَ الليث السَّبْكُ تَسْبِيكُ
السَّبيكَةِ من الذهب والفضة يُذابُ ويُفْرَغُ في مَسْبَكة من حديد كأَنها شِقُّ
قَصَبَة والجمع السَّبائِكُ وفي حديث ابن عمر لو شِئْتُ لمَلأْت ُالرِّحابَ صَلائق
وسبَائك أي ما سُبِكَ من الدّقيق ونُخِلَ فأُخذ خالصه يعني الحُوَّارى وكانوا
يسمون الرُّقاقَ السَّبائك
معنى
في قاموس معاجم
السَّبُّ
القَطْعُ سَبَّه سَبّاً قَطَعه قال ذو الخِرَقِ
الطُّهَوِيُّ
فما كان ذَنْبُ بَني مالِكٍ ... بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبْ ( 1 )
( 1 قوله « بأن سب » كذا في الصحاح قال الصاغاني وليس من الشتم في شيء والرواية
بأن شب بفتح الشين المعجمة )
عَر
السَّبُّ
القَطْعُ سَبَّه سَبّاً قَطَعه قال ذو الخِرَقِ
الطُّهَوِيُّ
فما كان ذَنْبُ بَني مالِكٍ ... بأَنْ سُبَّ منهم غُلامٌ فَسَبْ ( 1 )
( 1 قوله « بأن سب » كذا في الصحاح قال الصاغاني وليس من الشتم في شيء والرواية
بأن شب بفتح الشين المعجمة )
عَراقِيبَ كُومٍ طِوالِ الذُّرَى ... تَخِرُّ بَوائِكُها للرُّكَبْ
بأَبْيضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ ... يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْري العَصَبْ
البَوائِكُ جمع بائكة وهي السَّمِينةُ يريدُ مُعاقَرةَ أَبي الفَرَزْدق غالِب بن
صَعْصعة لسُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِّياحِيّ لما تَعاقَرا بصَوْأَر فعَقَرَ سُحَيْم خمساً
ثم بدا له وعَقَرَ غالِبٌ مائة التهذيب أَراد بقوله سُبَّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ
فسَبَّ عَراقيبَ إِبله أَنَفةً مما عُيِّر به كالسيف يسمى سَبَّابَ العَراقيب
لأَنه يَقْطَعُها
التهذيب وسَبْسَبَ إِذا قَطَع رَحِمه والتَّسابُّ التَّقاطُعُ والسَّبُّ الشَّتْم
وهو مصدر سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً شَتَمَه وأَصله من ذلك وسَبَّبه أَكثر سَبَّه قال
إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُني على الظُّلْمِ
أَراد إِلا مُعْرِضاً فزاد الكاف وهذا من الاستثناءِ [ ص 456 ] المنقطع عن
الأَوَّل ومعناه لكن مُعْرِضاً وفي الحديث سِبابُ المُسْلِم فُسوقٌ وقِتاله كُفرٌ
السَّبُّ الشَّتْم قيل هذا محمول على من سَبَّ أَو قاتَلَ مسلماً من غير تأْويل
وقيل إِنما قال ذلك على جهة التغليظ لا أَنه يُخْرِجُه إِلى الفِسْقِ والكفر وفي
حديث أَبي هريرة لا تَمْشِيَنَّ أَمام أَبيك ولا تجْلِسْ قَبْله ولا تَدْعُه باسمه
ولا تَسْتَسِبَّ له أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه بأَن تَسُبَّ أَبا
غَيْرك فيَسُبَّ أَباك مُجازاةً لك قال ابن الأَثير وقد جاءَ مفسراً في الحديث
الآخر انَّ من أَكبر الكبائر أَن يَسُبَّ الرجلُ والديه قيل وكيف يَسُبُّ والديه ؟
قال يَسُبُّ أَبا الرجلِ فيسُبُّ أَباه ويَسُبُّ أُمَّه فيَسُبُّ أُمَّه وفي
الحديث لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فيها رُقُوءَ الدَّم والسَّبَّابةُ الإِصْبَعُ
التي بين الإبهام والوُسْطى صفةٌ غالبة وهي المُسَبِّحَةُ عند المُصَلِّين
والسُّبَّة العارُ ويقال صار هذا الأَمر سُبَّةً عليهم بالضم أَي عاراً يُسبُّ به
ويقال بينهم أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بها أَي شيء يَتشاتَمُونَ به والتَّسابُّ
التَّشاتُم وتَسابُّوا تَشاتَمُوا وسابَّه مُسابَّةً وسِباباً شاتَمه والسَّبِيبُ
والسِّبُّ الذي يُسابُّكَ وفي الصحاح وسِبُّكَ الذي يُسابُّكَ قال عبدالرحمن بن
حسان يهجو مِسْكِيناً الدَّارِمِيَّ
لا تَسُبَّنَّنِي فَلسْتَ بِسِبِّي ... إِنَّ سِبِّي من الرِّجالِ الكَرِيمُ
ورجل سِبٌّ كثيرُ السِّبابِ ورجلٌ مِسَبٌّ بكسر الميم كثيرُ السِّبابِ ورجل سُبَّة
أَي يَسُبُّه الناسُ وسُبَبَة أَي يَسُبُّ الناسَ وإِبِلٌ مُسَبَّبَة أَي خِيارٌ
لأَنَّه يقال لها عندَ الإِعْجابِ بها قاتلَها اللّه وقول الشَّمَّاخ يَصِفُ حُمُر
الوَحْشِ وسِمَنَها وجَوْدَتَها
مُسَبَّبَة قُبّ البُطُونِ كأَنها ... رِماحٌ نَحاها وجْهَة الريحِ راكزُ
يقولُ من نَظَر إِليها سَبَّها وقال لها قاتَلها اللّهُ ما أَجودَها والسِّبُّ
السِّتْرُ والسِّبُّ الخمارُ والسِّبُّ العِمامة والسِّبُّ شُقَّة كَتَّانٍ رقِيقة
والسَّبِيبَةُ مِثلُه والجمع السُّبُوبُ والسَّبائِبُ قال الزَّفَيانُ السَّعْدِي
يَصِفُ قَفْراً قَطَعَه في الهاجرة وقد نَسَجَ السَّرابُ به سَبائِبَ يُنيرُها
ويُسَدِّيها ويُجيدُ صَفْقَها
يُنيرُ أَو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ ... سَبائِباً يُجِيدُها ويصْفِقُ
والسِّبُّ الثَّوْبُ الرَّقِيقُ وجَمْعُه أَيضاً سُبُوبٌ قال أَبو عمرو السُّبُوبُ
الثِّيابُ الرِّقاقُ واحدُها سِبٌّ وهي السَّبائِبُ واحدُها سَبيبَة وأَنشد
ونَسَجَتْ لوامِعُ الحَرُورِ ... سَبائِباً كَسَرَقِ الحَريرِ
وقال شمر السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ يُجاءُ بها من ناحية النيلِ وهي مشهورة
بالكَرْخِ عند التُّجّار ومنها ما يُعْملُ بِمصْر وطولها ثمانٌ في سِتٍّ
والسَّبِيبَة الثوبُ الرقِيقُ وفي الحديث ليس في السُّبوبِ زَكاةٌ وهي الثِّيابُ
الرِّقاقُ الواحِدُ سِبٌّ بالكسرِ يعني إِذا [ ص 457 ] كانت لغير التجارةِ وقيل
إِنما هي السُّيُوبُ بالياءِ وهي الرِّكازُ لأَن الركاز يَجِبُ فيه الخُمس لا
الزكاةُ وفي حديث صِلَة بن أَشْيَمَ فإِذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّةُ رُطَبٍ أَي ثوبٌ
رَقِيقٌ وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما أَنه سُئِلَ عن سَبائِبَ يُسْلَفُ فيها
السَّبائِبُ جمع سَبِيبَةٍ وهي شُقَّة من الثِّيابِ
أَيَّ نوعٍ كان وقيل هي منَ الكتَّانِ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها فعَمَدَتْ
إِلى سَبِيبةٍ من هذه السَّبائبِ فَحَشَتْها صوفاً ثم أَتتني بها وفي الحديث
دَخَلْتُ على خالد وعليه سَبِيبة وقول المخبل السعدي
أَلم تَعْلَمِي يا أُمَّ عَمْرَةَ أَنني ... تخَاطأَني رَيْبُ الزَّمانِ لأَكْبَرا
وأَشْهَدُ من عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا
قال ابن بري صواب إِنشاده وأَشْهَدَ بنَصْبِ الدالِ والحُلولُ الأَحْياءُ
المجتمعةُ وهو جمع حالٍّ مثلُ شاهِدٍ وشُهودٍ ومعنى يَحُجُّون يَطْلُبونَ
الاختلافَ إِليه ليَنْظُروه وقيل يعني عمامَتَه وقيل اسْتَه وكان مَقروفاً فيما
زَعَم قُطْرُبٌ والمُزَعْفَر المُلَوَّن بالزَّعْفَران وكانت سادةُ العرب تَصْبُغُ
عَمائمَها بالزَّعْفَرانِ والسَّبَّةُ الاسْتُ وسَأَلَ النُّعمانُ بنُ المُنْذِرِ
رجُلاً طَعَنَ رجُلاً فقال كيف صَنَعْتَ ؟ فقال طَعَنْتُه في الكَبَّةِ طَعْنةً في
السَّبَّة فأَنْفَذْتُها من اللَّبَّة فقلت لأَبي حاتمٍ كيف طَعَنَه في السَّبَّة
وهو فارس ؟ فَضَحِكَ وقال انْهَزَم فاتَّبَعه فلما رَهِقَه أَكبَّ ليَأْخُذَ
بمَعْرَفَةِ فَرَسِه فَطَعَنَه في سَبَّتِه وسَبَّه يَسُبُّه سَبّاً طَعَنَه في
سَبَّتِه وأَورد الجوهري هنا بَيْتَ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ بأَنْ سُبَّ مِنْهُم
غُلامٌ فَسَبْ ثم قال ما هذا نصه يعني مُعاقَرَة غالِبٍ وسُحَيْمٍ فقوله سُبّ
شُتِمَ وسَبَّ عَقَرَ قال ابن بري هذا البيت فسره الجوهري على غير ما قَدَّم فيه
من المعنى فيكون شاهداً على سَبَّ بمعنى عَقَر لا بمعنى طَعَنه في السَّبَّة وهو
الصحيح لأَنه يُفَسَّر بقوله في البَيْتِ الثاني عَراقِيبَ كُومٍ طوالِ الذُّرَى
ومما يدل على أَنه عَقْرٌ نَصْبُه لِعَراقيبَ وقد تقدَّمَ ذلك مُستَوْفًى في صدْر
هذه الترجَمة وقالت بعض نساءِ العرَب لأَبِيها وكان مَجْرُوحاً أَبَتَ أَقَتَلُوكَ
؟ قال نعم إِي بُنَيَّةُ وسبُّوني أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه الأَزهري السَّبُّ
الطِّبِّيجاتُ عن ابن الأَعرابي قال الأَزهري جعل السَّبَّ جمعَ السَّبَّة وهي
الدُّبرُ ومَضَتْ سَبَّة وسَنْبَة من الدَّهْر أَي مُلاوَةٌ نونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ
مِنْ باءِ سَبَّة كإِجّاصٍ وإِنجاصٍ لأَنه ليس في الكلام « س ن ب » الكسائي عِشْنا
بها سَبَّة وسَنْبَة كقولك بُرهةً وحِقْبَةً وقال ابن شميل الدهرُ سَبّاتٌ أَي
أَحْوالٌ حالٌ كذا وحالٌ كذا يقال أَصابَتْنَا سَبَّة من بَرْدٍ في الشِّتاءِ
وسَبَّةٌ مِنْ صَحْوٍ وسَبَّةٌ من حَرٍّ وسَبَّةٌ من رَوْحٍ إِذا دامَ ذلك أَيَّاماً
والسِّبُّ والسَّبِيبَةُ الشُّقَّةُ وخَصَّ بعضُهم به الشُّقَّة البَيْضاء وقولُ
عَلْقَمَة بنِ عَبَدة
كأَنَّ إِبريقَهُم ظَبْيٌ على شَرَفٍ ... مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتَّانِ مَلْثُومُ
[ ص 458 ] إِنما أَراد بِسَبائِب فحَذف وليس مُفَدَّمٌ من نَعْت الظَّبْي لأَنَّ
الظَّبيَ لا يُفَدَّم إِنما هو في موضع خَبرِ المُبْتَدَإِ كأَنه قال هو مُفَدَّمٌ
بسَبا الكَتَّانِ والسَّبَبُ كلُّ شيءٍ يُتَوَصَّلُ به إِلى غيره وفي نُسْخةٍ كلُّ
شيءٍ يُتَوَسَّل به إِلى شيءٍ غيرِه وقد تَسَبَّبَ إِليه والجمعُ أَسْبابٌ وكلُّ
شيءٍ يُتَوصّلُ به إِلى الشيءِ فهو سَبَبٌ وجَعَلْتُ فُلاناً لي سَبَباً إِلى
فُلانٍ في حاجَتي وَوَدَجاً أَي وُصْلَة وذَريعَة قال الأَزهري وتَسَبُّبُ مالِ
الفَيءِ أُخِذَ من هذا لأَنَّ المُسَبَّبَ عليه المالُ جُعِلَ سَبَباً لوُصول
المال إِلى مَن وَجَبَ له من أَهل الفَيءِ وقوله تعالى وتَقَطَّعَتْ بهمُ
الأَسْبابُ قال ابن عباس المودّةُ وقال مجاهدٌ تواصُلُهم في الدنيا وقال أَبو زيد
الأَسبابُ المنازلُ وقيل المودّةُ قال الشاعر وتقَطَّعَتْ أَسبابُها ورِمامُها فيه
الوجهان مَعاً المودة والمنازِلُ واللّه عز وجل مُسَبِّبُ الأَسْبابِ ومنه
التَّسْبِيبُ
والسَّبَبُ اعْتِلاقُ قَرابة وأَسبابُ السماء مَراقِيها قال زهير
ومَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلْقَها ... ولو رَامَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّم
والواحدُ سَبَبٌ وقيل أَسبابُ السماءِ نواحيها قال الأَعشى
لئن كنتَ في جُبٍّ ثمانينَ قامةً ... ورُقِّيتَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حتى تَهُرَّه ... وتَعْلَمَ أَني لستُ عنكَ بمُحْرِمِ
والمُحْرِمُ الذي لا يَسْتَبيح الدِّماءَ وتَهُرّه تَكْرَهه وقوله عز وجل لَعَلِّي
أَبْلُغ الأَسبابَ أَسبابَ السموات قال هي أَبوابُها وارْتَقَى في الأَسبابِ إِذا
كان فاضِل الدين والسِّبُّ الحَبْلُ في لغة هُذَيْلٍ وقيل السِّبُّ الوَتِد وقول
أَبي ذُؤَيْب يصف مُشْتارَ العَسَل
تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطةٍ ... بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها
قيل السِّبُّ الحَبْل وقيل الوَتِدُ وسيأْتي في الخَيْطة مثلُ هذا الاختلاف وإِنما
يصف مُشْتارَ العَسَل أَراد أَنه تَدَلَّى من رأْسِ جبلٍ على خلِيَّةِ عَسَلٍ
ليَشْتارَها بحَبْلٍ شدَّه في وَتِدٍ أَثْبَته في رأْس الجبَل وهو الخَيْطة وجَمْع
السِّبِّ أَسبابٌ والسَّبَبُ الحَبْلُ كالسِّبِّ والجمع كالجمع والسُّبوبُ الحِبال
قال ساعدة
صَبَّ اللهيف لها السُّبوبَ بطَغْيةٍ ... تُنْبي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ
وقوله عز وجل مَن كان يظُنُّ أَن لنْ يَنْصُرَه اللّه في الدنيا والآخرة
فلْيَمدُدْ بسببٍ إِلى السماءِ معناه من كان يَظُنّ أَن لن يَنْصُرَ اللّهُ سبحانه
محمداً صلى اللّه عليه وسلم حتى يُظْهِرَه على الدين كلِّه فلْيَمُتْ غَيظاً وهو
معنى قوله تعالى فلْيَمدُدْ بسَبَب إِلى السماءِ والسَّبَبُ الحَبْل والسماءُ
السَّقْف أَي فلْيَمْدُدْ حَبْلاً في سَقفِهِ ثم [ ص 459 ] ليَقْطَعْ أَي ليَمُدَّ
الحَبْل حتى ينْقَطِع فيَموتَ مخْتَنِقاً وقال أَبو عبيدة السَّببُ كلُّ حَبْل
حَدَرْتَه من فوق وقال خالدُ بنُ جَنَبَة السَّبَب من الحِبال القويُّ الطويلُ قال
ولا يُدعى الحبلُ سَبباً حتى يُصْعَد به ويُنْحَدَرَ به وفي الحديث كلُّ سببٍ
ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلاّ سَبَبي ونَسَبي النَّسَبُ بالولادةِ والسَّبَبُ بالزواج
وهو من السَّبَبِ وهو الحَبْل الذي يُتَوَصَّل به إِلى الماءِ ثم اسْتُعِير لكلّ
ما يُتوصَّل به إِلى شيءٍ كقوله تعالى وتقَطَّعَتْ بهِمُ الأَسبابُ أَي الوُصَل
والمَوَدَّاتُ وفي حديث عُقْبَة رضي اللّه عنه وإِن كان رزْقُه في الأَسباب أَي في
طُرُقِ السماءِ وأَبوابها وفي حديث عَوْفِ بن مالك رضي اللّه عنه أَنه رأَى في
المنامِ كأَنَّ سَبباً دُلِّيَ من السماءِ أَي حَبْلاً وقيل لا يُسَمَّى الحبلُ
سبباً حتى يكونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بالسَّقْفِ أَو نحوِه والسببُ من مُقَطَّعات
الشِّعْرِ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحرفٌ ساكنٌ وهو على ضَرْبَيْن سَبَبانِ مَقرونانِ
وسَببانِ مَفْروقان فالمقْرونانِ ما توالَتْ فيه ثلاثُ حَرَكاتٍ بعدَها ساكِنٌ نحو
مُتَفَا من مُتَفاعِلُنْ وعَلَتُنْ من مُفاعَلَتُن فحركة التَّاءِ من مُتَفا قد
قَرَنَت السَّبَبَين وكذلك حركةُ اللامِ مِن عَلَتُنْ قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ
أَيضاً والمَفْرُوقان هما اللذانِ يقومُ كلُّ واحدٍ منهما بنفسِه أَي يكونُ حرفٌ
متحركٌ وحرفٌ ساكنٌ ويَتْلُوه حرفٌ متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ ونحو
عِيلُنْ مِن مَفاعِيلُنْ وهذه الأَسبابُ هي التي يَقَع فيها الزِّحافُ على ما قد
أَحْكَمَته صِناعةُ العَروض وذلك لأَن الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عليها وقوله
جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بِالسَّبَبْ يجوز أَن يكونَ الحَبْلَ وأَن يكونَ
الخَيْطَ قال ابنُ دُرَيْدٍ هذه امرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَها بخَيْطٍ وهو السبب
ثم أَلْقَتْه إِلى النساءِ لِيَفْعَلْنَ كما فَعَلَتْ فَغَلَبَتْهُنّ وقَطَعَ
اللّه به السببَ أَي الحَياة والسَّبِيبُ من الفَرَس شَعَر الذَّنَبِ والعُرْفِ
والنَّاصِيَةِ وفي الصحاح السبِيبُ شَعَر الناصِيةِ والعُرْفِ والذَّنَبِ ولم
يَذْكُر الفَرَس وقال الرياشِيُّ هو شَعْرُ الذَّنَب وقال أَبو عبيدة هو شَعَر
الناصِية وأَنشد بِوافي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبْ والسَّبِيبُ والسَّبِيبَةُ
الخُصْلة من الشَّعَر وفي حديثِ استسْقاءِ عُمَرَ رضي اللّه عنه رأَيتُ العباسَ
رضي اللّه عنه وقد طالَ عُمَرَ وعَيْناه تَنْضَمَّان وسَبائِبُهُ تَجُولُ على
صَدْرِه يعني ذَوائِبَهُ واحدُها سَبِيبٌ قال ابن الأَثير وفي كتاب الهَرَوِيّ على
اختلافِ نسخه وقد طالَ عُمْرُه وإِنما هو طال عُمَرَ أَي كان أَطْوَلَ منه لأَنَّ
عُمَرَ لمَّا استَسْقَى أَخَذَ العباس إِليه وقال اللهم إِنَّا نَتَوسَّل إِليك
بعَمِّ نَبِيِّكَ وكان إِلى جانِبِه فرآهُ الراوي وقد طالَهُ أَي كان أَطوَلَ منه
والسَّبِيبة العِضاهُ تَكْثُرُ في المكانِ
معنى
في قاموس معاجم
السَّيْبُ
العَطاءُ والعُرْفُ والنافِلةُ وفي حديث الاستسقاءِ واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي
عَطاءً ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً والسُّيُوبُ الرِّكاز لأَنها من
سَيْبِ اللّهِ وعطائه وقال ثعلب هي المَعادِنُ وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ وفي
السُّ
السَّيْبُ
العَطاءُ والعُرْفُ والنافِلةُ وفي حديث الاستسقاءِ واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي
عَطاءً ويجوز أَن يريد مَطَراً سائباً أَي جارياً والسُّيُوبُ الرِّكاز لأَنها من
سَيْبِ اللّهِ وعطائه وقال ثعلب هي المَعادِنُ وفي كتابه لوائلِ بن حُجْرٍ وفي
السُّيُوبِ الخُمُسُ قال أَبو عبيد السُّيُوبُ الرِّكازُ قال ولا أُراه أُخِذَ
إِلا من السَّيبِ وهو العطاءُ وأَنشد
فما أَنا منْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإٍ ... وما أَنا مِنْ سَيْبِ الإِلهِ بآيِسِ
وقال أَبو سعيد السُّيُوبُ عُروق من الذهب والفضة تَسِيبُ في المَعْدِن أَي تَتكون
فيه ( 1 )
( 1 قوله « أي تتكون إلخ » عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ ) وتَظْهَر سميت سُيوباً
لانْسِيابِها في الأَرض قال الزمخشري السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يريد به المالَ المدفون
في الجاهلية أَو المَعْدِن لأَنه من فضلِ اللّه وعَطائه لمن أَصابَه وسَيْبُ
الفرَس شَعَرُ ذَنَبِه والسَّيْبُ مُرديُّ السَّفينة والسَّيْبُ مصدر ساب الماءُ
يَسِيبُ سَيْباً جَرى والسِّيبُ مَجْرَى الماءِ وجَمْعُه سُيُوبٌ وسابَ يَسِيبُ
مشى مُسرِعاً وسابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً أَنشد ثعلب
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمامِ فلا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ
يَسِيبُ ؟
وكذلك انْسابَتْ تَنْسابُ وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج من مَكْمَنِه وفي
الحديث [ ص 478 ] أَن رَجلاً شَرِبَ من سِقاءٍ فانْسابَتْ في بَطنِه حَيَّةٌ
فَنُهِيَ عن الشُّرْبِ من فَمِ السِّقاءِ أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مع جَرَيانِ الماءِ
يقال سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى وانْسابَ فلان نحوكُم رجَعَ وسَيَّبَ الشيءَ
تركَه وسَيَّبَ الدَّابَّةَ أَو الناقةَ أَو الشيءَ تركَه يَسِيبُ حيث شاءَ وكلُّ
دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها فهي سائبةٌ والسائبةُ العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لا
وَلاءَ له والسائبةُ البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه فيُسَيَّبُ ولا يُرْكَب ولا
يُحْمَلُ عليه والسائبة التي في القرآن العزيز في قوله تعالى ما جَعَلَ اللّهُ منْ
بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ كان الرجلُ في الجاهلية إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ بَعيدٍ أَو
بَرِئَ من عِلَّةٍ أَو نَجَّتْه دابَّةٌ من مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قال ناقَتي
سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ولا تُحََّلأُ عن ماءٍ ولا تُمْنَعُ
من كَلإٍ ولا تُركَب وقيل بل كان يَنْزِعُ من ظَهْرِها فقارةً أَو عَظْماً
فتُعْرَفُ بذلك فأُغِيرَ على رَجل من العرب فلم يَجِدْ دابَّةً يركبُها فرَكِب
سائبةً فقيل أَتَرْكَبُ حَراماً ؟ فقال يَركَبُ الحَرامَ مَنْ لا حَلالَ له
فذهَبَتْ مَثَلاً وفي الصحاح السائبةُ الناقةُ التي كانت تُسَيَّبُ في
الجاهِلِيَّةِ لِنَذْرٍ ونحوه وقد قيل هي أُمُّ البَحِيرَةِ كانتِ الناقةُ إِذا
ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن كُلُّهنَّ إِناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يَشْرَبْ
لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حتى تَمُوتَ فإِذا ماتتْ أَكَلَهَا الرجالُ
والنساءُ جَميعاً وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ فتسمى البَحِيرةَ وهي
بمَنْزلةِ أُمِّها في أَنها سائبةٌ والجمع سُيَّبٌ مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ ونائحةٍ
ونُوَّحٍ وكان الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وقال هو سائبةٌ فقد عَتَقَ ولا يكون
وَلاؤُه لِمُعْتِقِه ويَضَعُ مالَه حيث شاءَ وهو الذي وردَ النَّهْيُ عنه قال ابن
الأَثير قد تكرر في الحديث ذكر السَّائبةِ والسَّوائِبِ قال كان الرَّجُلُ إِذا
نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ أَو بُرْءٍ من مَرَضٍ أَو غير ذلك قال ناقَتي سائبةٌ
فلا تُمْنَعُ مِن ماءٍ ولا مَرْعًى ولا تُحْلَبُ ولا تُرْكَب وكان إِذا أَعْتَقَ
عَبْداً فقال هو سائِبةٌ فلا عَقْل بينهما ولا مِيراثَ وأَصلُه من تَسْيِيبِ
الدَّوابِّ وهو إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ حيث شاءَتْ وفي الحديث رأَيتُ عَمْرو بن
لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ وكان أَوَّلَ من سَيَّبَ السَّوائِب وهي التي
نَهى اللّهُ عنها بقوله ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ فالسَّائبة
أُمُّ البَحِيرَةِ وهو مَذْكور في موضعه وقيل كان أَبو العالِيةِ سائبةً فلما
هَلَكَ أُتِيَ مَولاه بميراثِه فقال هو سائبةٌ وأَبى أَنْ يأْخُذَه وقال الشافعيّ
إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سائبةً فمات العبدُ وخَلَّفَ مالاً ولم يَدَعْ وارثاً غير
مولاه الذي أَعْتَقَه فميراثُه لمُعْتِقِه لأَن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم جَعَلَ
الوَلاءَ لُحْمةً كَلُحْمةِ النَّسَب فكما أَنَّ لُحْمةَ النَّسبِ لا تَنْقَطِعُ
كذلك الوَلاءُ وقد قال صلى اللّه عليه وسلم الوَلاءُ لمن أَعْتَقَ وروي عن عُمَرَ
رَضي اللّه عنه أَنه قال السَّائِبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما قال أَبو عبيدة في قوله
ليَوْمهما أَي يَوْمِ القيامةِ واليَوْمِ الذي كان أَعْتَقَ سائبتَه وتصدّق
بصدقتِه فيه يقول فلا يَرجِعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ منها بَعْدَ ذلك في الدنيا
وذلك كالرَّجل [ ص 479 ] يُعْتِقُ عَبْدَه سائبةً فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك
مالاً ولا وارثَ له فلا ينبغي لِمُعتقه أَن يَرْزَأَ من مِيراثِه شيئاً إِلا أَن
يَجْعَلَهُ في مِثْله وقال ابن الأَثير قوله الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما أَي
يُرادُ بهما ثوابُ يومِ القيامةِ أَي مَن أَعْتَقَ سائِبَتَه وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ
فلا يَرْجِعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ منها بعدَ ذلك في الدنيا وإِن وَرِثَهما عنه
أَحدٌ فَلْيَصْرِفْهُما في مِثْلِهما قال وهذا على وَجْهِ الفَضْلِ وطَلَبِ
الأَجْرِ لا على أَنه حرامٌ وإِنما كانوا يَكْرَهُون أَن يَرْجِعُوا في شيءٍ
جَعَلُوه للّه وطَلَبُوا به الأَجر وفي حديث عبدِاللّه السَّائبةُ يَضعُ مالَه
حيثُ شاءَ أَي العَبْدُ الذي يُعْتَقُ سائِبةً ولا يكون ولاؤُه لِمُعْتِقِه ولا
وارِثَ له فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ وهو الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه وفي الحديث
عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً
السَّائِبتانِ بَدَنَتانِ أَهْداهما النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إِلى البَيْت
فأَخذهما رَجلٌ مِن المشركين فذَهَبَ بهما سمَّاهُما سائِبَتَيْنِ لأَنه
سَيَّبَهُما للّه تعالى وفي حديثِ عبدالرحمن بن عَوْفٍ أَنَّ الحيلةَ بالمَنْطِقِ
أَبْلَغُ من السُّيُوبِ في الكَلِمِ السُّيُوبُ ما سُيِّبَ وخُلِّي فسابَ أَي
ذَهَبَ وسابَ في الكلام خاضَ فيه بهَذْرٍ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه
أَبلَغُ من الإِكثارِ ويقال سابَ الرَّجُل في مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فيه كلَّ مذهبٍ
والسَّيَابُ مثل السَّحابِ البَلَحُ قال أَبو حنيفة هو البُسْر الأَخضرُ واحدته
سَيابةٌ وبها سمي الرَّجل قال أُحَيْحةُ
أَقْسَمْتُ لا أُعْطِيكَ في ... كَعْب ومَقْتَلِه سَيابَهْ
فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه فقلت سُيَّابٌ وسُيّابةٌ قال أَبو زبيد
أَيَّامَ تَجْلُو لنا عن بارِدٍ رَتِلٍ ... تَخالُ نَكْهَتَها باللَّيْلِ
سُيَّابَا
أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً الأَصمعي إِذا تعقد الطلع حتى يصير
بلحاً فهو السَّيابُ مُخَفَّف واحدته سَيابةٌ وقال شمر هو السَّدَى والسَّداءُ
ممدود بلغة أَهل المدينة وهي السيَّابةُ بلغةِ وادي القُرَى وأَنشد للَبيدٍ
سَيابةٌ ما بها عَيْبٌ ولا أَثَرُ قال وسمعت البحرانيين تقول سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْرٍ لو سَأَلْتَنا سَيابةً ما أَعْطَيْناكَها هي بفتح
السين والتخفيف البَلحَةُ وجمعها سَيابٌ والسِّيبُ التُّفَّاحُ فارِسيّ قال أَبو
العلاءِ وبه سُمِّيَ سيبويه سِيب تُفَّاحٌ وَوَيْه رائحتُه فكأَنه رائحة تُفَّاحٍ
وسائبٌ اسمٌ من سابَ يَسِيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً أَو من سابَ الماءُ إِذا جَرى
والمُسَيَّبُ من شُعَرائِهم والسُّوبانُ اسم وادٍ واللّه تعالى أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
المَسْكُ بالفتح
وسكون السين الجلد وخَصَّ بعضهم به جلد السَّخْلة قال ثم كثر حتى صار كل جلد
مَسْكاً والجمع مُسُكٌ ومُسُوك قال سلامة بن جَنْدل فاقْنَيْ لعلَّكِ أن تَحْظَيْ
وتَحْتَبِلي في سَحْبَلٍ من مُسُوك الضأْن مَنْجُوب ومنه قولهم أنا في مَسْكِك إن
لم
المَسْكُ بالفتح
وسكون السين الجلد وخَصَّ بعضهم به جلد السَّخْلة قال ثم كثر حتى صار كل جلد
مَسْكاً والجمع مُسُكٌ ومُسُوك قال سلامة بن جَنْدل فاقْنَيْ لعلَّكِ أن تَحْظَيْ
وتَحْتَبِلي في سَحْبَلٍ من مُسُوك الضأْن مَنْجُوب ومنه قولهم أنا في مَسْكِك إن
لم أفعل كذا وكذا وفي حديث خيبر أَين مَسْكُ حُيَيِّ بن أَخْطَب كان فيه ذخيرة من
صامِتٍ وحُليّ قُوِّمت بعشرة آلاف دينار كانت أَوَّلاً في مَسْك جَمَل ثم مَسْك
ثور ثم مَسْك جَمَل وفي حديث علي رضي الله عنه ما كان على فِراشي إلاّ مَسْكُ
كَبْشٍ أي جلده ابن الأعرابي والعرب تقول نحن في مُسُوك الثعالب إذا كانوا خائفين
وأنشد المُفَضَّل فيوماً تَرانا في مُسُوك جِيادنا ويوماً تَرانا في مُسُوك
الثعالِبِ قال في مسوك جيادنا معناه أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا في قُدودٍ من
مُسُوك خيولنا المذبوحة وقيل في مُسُوك أي على مسوك جيادنا أي ترانا فرساناً
نُغِير على أَعدائنا ثم يوماً ترانا خائفين وفي المثل لا يَعْجِزُ مَسْكُ
السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَم رائحة خبيثة يضرب للرجل اللئيم يكتم
لؤمه جُهْدَه فيظهر في أفعاله والمَسَكُ الذَّبْلُ والمَسَكُ الأَسْوِرَة
والخلاخيل من الذَّبْلِ والقرون والعاج واحدته مَسَكة الجوهري المَسَك بالتحريك
أَسْوِرة من ذَبْلٍ أو عاج قال جرير تَرَى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْباً بكُوعِها
لها مسَكاً من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ وفي حديث أبي عمرو النَّخَعيّ رأَيت النعمان بن
المنذر وعليه قُرْطان ودُمْلُجانِ ومَسَكتَان وحديث عائشة رضي الله عنها شيء
ذَفِيفٌ يُرْبَطُ به المَسَكُ وفي حديث بدر قال ابن عوف ومعه أُمية بن خلف فأحاط
بنا الأنصار حتى جعلونا في مثل المَسَكَةِ أي جعلونا في حَلْقةٍ كالسِّوارِ
وأحدقوا بنا واستعاره أَبو وَجْزَة فجعل ما تُدخِلُ فيه الأُتُنُ أَرجلَها من
الماء مَسَكاً فقال حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَسَكٍ من نَسْلِ جدَّابةِ
الآفاقِ مِهْداجِ التهذيب المَسَكُ الذَّبْلُ من العاج كهيئة السِّوار تجعله
المرأَة في يديها فذلك المَسَكُ والذَّبْلُ القُرون فإن كان من عاج فهو مَسَك وعاج
ووَقْفٌ وإذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غير وقال أَبو عمرو المَسَكُ مثل
الأَسْوِرة من قُرون أو عاج قال جرير ترى العبس الحوليّ جوناً بكوعها لها مسكاً من
غير عاج ولا ذبل وفي الحديث أنه رأى على عائشة رضي الله عنها مَسَكَتَيْن من فضة
المَسَكةُ بالتحريك الوسار من الذَّبْلِ وهي قُرون الأَوْعال وقيل جلود دابة بحرية
والجمع مَسَكٌ الليث المِسْكُ معروف إلا أَنه ليس بعربي محض ابن سيده والمِسْكُ
ضرب من الطيب مذكر وقد أَنثه بعضهم على أنه جمع واحدته مِسْكة ابن الأعرابي وأصله
مِسَكٌ محرّكة قال الجوهري وأما قول جِرانِ العَوْدِ لقد عاجَلَتْني بالسِّبابِ
وثوبُها جديدٌ ومن أَرْدانها المِسْكُ تَنْفَحُ فإنما أَنثه لأنه ذهب به إلى ريح
المسك وثوب مُمَسَّك مصبوغ به وقول رؤبة إن تُشْفَ نَفْسي من ذُباباتِ الحَسَكْ
أَحْرِ بها أَطْيَبَ من ريحِ المِسِكْ فإنه على إرادة الوقف كما قال شُرْبَ النبيذ
واعْتِقالاً بالرِّجِلْ ورواه الأصمعي أَحْرِ بها أَطيب من ريح المِسَك وقال هو
جمع مِسْكة ودواء مُمَسَّك فيه مِسك أَبو العباس في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
في الحيض خُذِي فِرْصةً فَتَمَسَّكي بها وفي رواية خذي فَرِصَة مُمَسّكة
فَتَطَيَّبي بها الفِرصَةُ القِطْعة يريد قطعة من المسك وفي رواية أُخرى خذي
فِرْصَةً من مِسْكٍ فتطيبي بها قال بعضهم تَمَسَّكي تَطَيَّبي من المِسْك وقالت
طائفة هو من التَّمَسُّك باليد وقيل مُمَسَّكة أي مُتَحَمَّلة يعني تحتملينها معك
وأَصل الفِرْصة في الأصل القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك قال الزمخشري المُمَسَّكة
الخَلَقُ التي اُمْسِكَتْ كثيراً قال كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد من القطن
والصوف للارْتِفاق به في الغزل وغيره ولأن الخَلَقَ أصلح لذلك وأَوفق قال ابن
الأثير وهذه الأقوال أكثرها مُتَكَلَّفَة والذي عليه الفقهاء أنا الحائض عند
الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأْخذ شيئاً يسيراً من المِسْك تتطيب به أو فِرصةً
مطيَّبة من المسك وقال الجوهري المِسْك من الطيب فارسي معرب قال وكانت العرب تسميه
المَشْمُومَ ومِسْكُ البَرِّ نبت أطيب من الخُزامى ونباتها نبات القَفْعاء ولها
زَهْرة مثل زهرة المَرْوِ حكاه أَبو حنيفة وقال مرة هو نبات مثل العُسْلُج سواء
ومَسَكَ بالشيءِ وأَمْسَكَ به وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك كُلُّه
احْتَبَس وفي التنزيل والذي يُمَسِّكون بالكتاب قال خالد بن زهير فكُنْ مَعْقِلاً
في قَوْمِكَ ابنَ خُوَيْلدٍ ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها التهذيب في قوله
تعالى والذين يُمْسِكُون بالكتاب بسكون وسائر القراء يُمَسِّكون بالتشديد وأَما
قوله تعالى ولا تُمَسِّكوا بعِصَم الكوافر فإن أَبا عمرو وابن عامر ويعقوب
الحَضْرَمِيَّ قرؤُوا ولا تُمَسِّكوا بتشديدها وخففها الباقون ومعنى قوله تعالى
والذي يُمَسِّكون بالكتاب أي يؤْمنون به ويحكمون بما فيه الجوهري أَمْسَكْت بالشيء
وتَمَسَّكتُ به واسْتَمْسَكت به وامْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنى اعتصمت وكذلك مَسَّكت
به تَمْسِيكاً وقرئَ ولا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ وفي التنزيل فقد اسْتمسكَ
بالعُرْوَة الوُثْقى وقال زهير بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ ولي فيه
مُسْكة أي ما أَتَمَسَّكُ به والتَّمَسُّك اسْتِمْساكك بالشيء وتقول أَيضاً
امْتَسَكْت به قال العباس صَبَحْتُ بها القومَ حتى امْتَسكْ تُ بالأرْضِ
أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يُمْسِكَنَّ
الناسُ عليَّ بشيءِ فإني لا أُحِلُّ إلا ما أَحَلَّ الله ولا أُحرِّم إلاّ ما
حَرَّم الله قال الشافعي معناه إن صحَّ أنَّ الله تعالى أَحل للنبي صلى الله عليه
وسلم أَشياء حَظَرَها على غيره من عدد النساء والموهوبة وغير ذلك وفرض عليه أَشياء
خففها عن غيره فقال لا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيء يعني بما خصِّصْتُ به دونهم
فإن نكاحي أَكثر من أَربع لا يحل لهم أَن يبلغوه لأنه انتهى بهم إلى أَربع ولا يجب
عليهم ما وجب عليَّ من تخيير نسائهم لأنه ليس بفرض عليهم وأَمْسَكْتُ عن الكلام أي
سكت وما تَماسَكَ أن قال ذلك أي ما تمالك وفي الحديث من مَسَّك من هذا الفَيْءِ
بشيءٍ أي أَمسَك والمُسْكُ والمُسْكةُ ما يُمْسِكُ الأبدانَ من الطعام والشراب
وقيل ما يتبلغ به منهما وتقول أَمْسَك يُمْسِكُ إمْساكاً وفي حديث ابن أَبي هالَة
في صفة النبي صلى الله عليه وسلم بادنٌ مُتَماسك أراد أَنه مع بدانته مُتَماسك
اللحم ليس بمسترخيه ولا مُنْفَضِجه أي أنه معتدل الخلق كأَن أعضاءَه يُمْسِك بعضها
بعضاً ورجل ذو مُسْكةٍ ومُسْكٍ أي رأْي وعقل يرجع إليه وهو من ذلك وفلان لا مِسُكة
له أي لا عقل له ويقال ما بفلان مُسْكة أي ما به قوَّة ولا عقل ويقال فيه مُسْكَةٌ
من خير بالضم أي بقية وأَمْسَكَ الشيءَ حبسه والمَسَكُ والمَسَاكُ الموضع الذي
يُمْسِك الماءَ عن ابن الأعرابي ورجل مَسِيكٌ ومُسَكَةٌ أي بخيل والمِسِّيك البخيل
وكذلك المُسُك بضم الميم والسين وفي حديث هند بنت عُتْبة أن أَبا سفيان رجل
مَسِيكٌ أي بخيل يُمْسِكُ ما في يديه لا يعطيه أَحداً وهو مثل البخيل وزناً ومعنى
وقال أَبو موسى إنه مِسِّيكٌ بالكسر والتشديد بوزن الخِمَّير والسِّكِّير أي شديد
الإمْساك لماله وهو من أَبنية المبالغة قال وقيل المِسِّيك البخيل إلاَّ أن
المحفوظ الأول ورجل مُسَكَةٌ مثل هُمَزَة أي بخيل ويقال هو الذي لا يَعْلَقُ بشيء
فيتخلص منه ولا يُنازِله مُنازِلٌ فيُفْلِتَ والجمع مُسَكٌ بضم الميم وفتح السين
فيهما قال ابن بري التفسير الثاني هو الصحيح وهذا البناء أعني مُسَكة يختص بمن
يكثر منه الشيء مثل الضُّحكة والهُمَزَة وفي حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين
قال له ابن عُرَانَةَ أَما هذا الحَيُّ من بَلْحرث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ
ومُسَكٌ أَحْماس تَتَلَظَّى المَنايا في رِماحِهِم فوصفهم بالقوَّة والمَنَعةِ
وأَنهم لِمَنْ رامهم كالشوك الحادِّ الصُّلْب وهو الحَسَك وإذا نازَلوا أَحداً لم
يُفْلِتْ منهم ولم يتخلص وأما قول ابن حِلِّزة ولما أَن رأَيتُ سَراةَ قَوْمِي
مَسَاكَى لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون مساكى في بيته اسماً
لجمع مَسِيك ويجوز أن يتوهم في الواحد مَسْكان فيكون من باب سَكَارَى وحَيَارَى
وفيه مُسْكةٌ ومُسُكةٌ عن اللحياني ومَسَاكٌ ومِساك ومَسَاكة وإمْساك كل ذلك من
البخل والتَّمَسُّكِ بما لديه ضَنّاً به قال ابن بري المِسَاك الاسم من الإمْساك
قال جرير عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ وفارَقَتْ ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إقْتارُ
والعرب تقول فلان حَسَكة مَسَكة أي شجاع كأَنه حَسَكٌ في حَلْق عدوِّه ويقال بيننا
ماسِكة رحِم كقولك ماسَّة رحم وواشِجَة رحم وفرس مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَقُ
الأياسر مُحَجَّلُ الرجل واليد من الشِّقِّ الأيمن وهم يكرهونه فإن كان مُحَجَّل
الرجل واليد من الشِّقِّ الأيسر قالوا هو مُمْسَكُ الأياسر مُطْلَق الأيامن وهم
يستحبون ذلك وكل قائمة فيها بياض فهي مُمْسَكة لأنها أُمسِكت بالبياض وقوم يجعلون
الإمْسَاك أن لا يكون في القائمة بياض التهذيب والمُطْلَق كل قائمة ليس بها وَضَحٌ
قال وقوم يجعلون البياض إطلاقاً والذي لا بياض فيه إمساكاً وأَنشد وجانب أُطْلِقَ
بالبَياضِ وجانب أُمْسك لا بَياض وقال وفيه من الاختلاف على القلب كما وصف في
الإمْساك والمَسَكةُ والمَاسِكة قِشْرة تكون على وجه الصبي أَو المُهْر وقيل هي
كالسَّلى يكونان فيها وقال أَبو عبيدة المَاسِكة الجلدة التي تكون على رأْس الولد
وعلى أطراف يديه فإذا خرج الولد من الماسِكة والسَّلى فهو بَقِير وإذا خرج الولد
بلا ماسِكة ولا سَلىً فهو السَّلِيل وبلغ مَسَكة البئر ومُسْكَتَها إذا حفر فبلغ
مكاناً صُلْباً ابن شميل المَسَكُ الواحد مَسَكة وهو أن تَحْفِر البئر فتبلغ
مَسَكةً صُلْبةً وإن بِئارَ بني فلان في مَسَك قال الشاعر اللهُ أَرْواكَ وعَبْدُ
الجَبَّارْ تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المِنْقارْ في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هارْ
الجوهري المُسْكَةُ من البئر الصُّلْبةُ التي لا تحتاج إلى طَيّ ومَسَك بالنار
فَحَصَ لها في الأرض ثم غطاها بالرماد والبعر ودفنها أبو زيد مَسَّكْتُ بالنار
تَمْسِيكاً وثَقَّبْتُ بها تَثْقْيباً وذلك إذا فَحَصت لها في الأَرض ثم جعلت
عليها بعراً أو خشباً أو دفنتها في التراب والمُسْكان العُرْبانُ ويجمع مَساكينَ
ويقال أَعطه المُسْكان وفي الحديث أنه نهى عن بيع المُسْكانِ وهو بالضم بيع
العُرْبانِ والعَرَبُونِ وهو أن يشتري السِّلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن
أَمضى البيع حُسب من الثمن وإن لم يمض كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري وقد
ذكر في موضعه ابن شميل الأرض مَسَكٌ وطرائق فَمَسَكة كَذَّانَةٌ ومَسَكة مُشاشَة
ومَسَكة حجارة ومَسَكة لينة وإنما الأرض طرائق فكل طريقة مَسَكة والعرب تقول للتَّناهي
التي تُمْسِك ماء السماء مَساك ومَساكة ومَساكاتٌ كل ذلك مسموع منهم وسقاءٌ مَسِيك
كثير الأخذ للماء وقد مَسَك بفتح السين مَساكة رواه أَبو حنيفة أبو زيد المَسِيك
من الأَساقي التي تحبس الماء فلا يَنْضَحُ وأرض مَسِيكة لا تُنَشِّفُ الماءَ
لصلابتها وأَرض مَساك أيضاً ويقال للرجل يكون مع القوم يخوضون في الباطل إن فيه
لَمُسْكةً عما هم فيه وماسِكٌ اسم وفي الحديث ذكر مَسْك
( * قوله « ذكر مسك إلخ » كذا بالأصل والنهاية وفي ياقوت ان الموضع الذي قتل به
مصعب والذي كانت به وقعة الحجاج مسكن بالنون آخره كمسجد وهو المناسب لقول الأصل
وكسر الكاف وليس فيه ولا في القاموس مسك ) هو بفتح الميم وكسر الكاف صُقْع بالعراق
قتل فيه مُصْعَب ابن الزبير وموضع بدُجَيْل الأهْواز حيث كانت وقعة الحجاج وابن
الأشعث