سَبَكَه يَسبِكُه سَبكاً : أَذابَهُ وأَفْرَغَه في القالَبِ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ وغيرِهِما من الذّائب وهو من حَدِّ ضَرَبَ كما هو للفارابي ومثلُه في الجَمْهَرَةِ بخطِّ أبي سَهْل الهَرَوِيِّ يسبِكُه هكذا بالكَسرِ وبخَطِّ الأرْزَني بالضّم ضَبطاً مُحَقَّقاً : كسَبَّكَه تَسبِيكاً . والسَّبِيكَةُ كسَفِينَة : القِطْعَةُ المُذَوَّبَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّهّ إِذا اسْتَطالَتْ . وقال اللّيثُ : السّبكُ : تَسبِيكُ السَّبِيكَةِ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ يُذابُ ويُفْرَغُ في مسبَكَةٍ من حَدِيدٍ كأَنَّها شِقّ قَّصَبَةٍ والجمعُ : السَّبائِكُ . وسَبِيكَةُ : عَلَم جارِيَةٍ . وسُبك الضَّحّاكِ بالضَّمّ بمِصْرَ من أَعْمالِ المَنُوفِيَّة وهي المَعْرُوفَةُ الآنَ بسبكِ الثُّلاثاءِ وقد دَخَلْتُها وبتُّ بها لَيلَتيْنِ . وسُبكُ العَبيدِ : قريةٌ أُخْرَى بِها من المَنُوفيَّةِ أَيضاً وقد دَخَلْتُها مِراراً عَدِيدة وهي تُعْرَفُ الآنَ بسُبكِ الأَحَد وبسُبكِ العُوَيْضات مِنْها شَيخُنا تَقِيُ الدِّينِ عَلي بنُ عَبدِ الكافي بنِ عَلِي بن تَمّامٍ قاضِي القضاةِ أَبُو الحَسَن السّبكِيُ شافِعِي الزَّمانِ وحُجَّةُ الأَوانِ وُلِدَ سنة 683 قال الحافِظُ قالَ الذهبي : كَتَبَ عَني وكَتبتُ عنه . قلتُ : وقد ترجَمَه الذهبي في مُعْجَمِ شُيُوخِه وأَثْنَى عليهِ وسَرَدَ شُيُوخَه توَلَّى قَضاءَ قُضاةِ الشّامِ بعدَ الجَلالِ القَزْوِينِيِّ بإِلْزامٍ مِن المَلكِ النّاصِرِ مُحَمَّدِ بنِ قَلاوُونَ بعد إِباءٍ شَديد فسارَ سِيرَةً مَرضِيَّةً وحَدَّثَ وأَفادَ وتُوفي بمِصرَ في ليلةِ الاثْنَيْنِ ثالِث جُمادَى الآخرةِ سنة 756 ودُفِنَ بباب النَّصْرِ . قالَ الحافِظُ : وأَبُوه عَبدُ الكافي سَمِعَ من ابنِ خَطِيبِ المِزَّةِ وولى قَضَاءَ الشَّرقِيَّةِ والغَربيَّةِ وحَدَّثَ مات سنة 735 . قلتُ : وأَوْلادُه وآلُ بَيتهم مَشهورُونَ بالفَضْلِ يَنْتَسِبُون إِلى الأَنْصارِ ووَلَدُه تاجُ الدِّينِ عَبدُ الوَهَّابِ صاحب جَمْعِ الجَوامِع ولد سنة 729 وتُوفي سنة 771 عن أرْبَعينَ سَنَةً . وأَخواه : الجَلالُ حُسَيْنٌ والبَهاءُ أَبو حامِد أَحْمَدُ : دَرَّسا في حياةِ أَبيهِما وولدُ الأَخِيرِ تَقي الدِّينِ أَبو حاتِم وابنُ عَمِّهم أَبُو البَركاتِ محَمَّدُ بنُ مالًكِ بن أَنَسِ بن عبدِ المَلِكِ بن عَلِي بنِ تَمَّامٍ السّبكِيُ وحَفِيدُه التَّقي مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بن مُحَمَّدٍ هذا وُلِدَ سنة 822 : مُحَدِّثُون . ومن عَشِيرَتِهم قاضي القُضاةِ شرَفُ الدِّينِ عُمَرُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ صالِحٍ السُّبكِيُ المالِكِيُ سمِعَ ابنَ المُفَضَّلِ ومات سنة 669
ومما يُستَدْرَكُ عليه : انْسَبَكَ التِّبرُ : ذابَ . وتبرٌ سَبِيكٌ ومَسبُوكٌ . والسِّبائِكُ : الرّقاقُ سُميَ به لأَنّه اتُّخِذَ من خالِصِ الدَّقِيقِ فكأَنَّه سُبِكَ منه ونُخِلَ ومنه حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ : لوُ شئْتُ لملأت الرِّحابَ صَلائِق وسَبائِك . والمَسبَكةُ : ما يُفْرَغ فيه الذَّهَبُ ونحوُه للإِذابَةِ والجمعُ مَسابِك . ومن المَجاز : كلامٌ لا يَثْبُتُ علَى السبكِ . وهو سَبَّاكٌ للكَلامِ . وفلانٌ سَبَكَتْه التَّجارِبُ . وأَرادَ أَعْرابِيٌ رُقيَ جَبَلٍ صَعْبٍ فقالَ : أي سَبِيكَة هذا ؟ فسَمّاه سبِيكَةً لامِّلاسِه كما في الأَساس
ومَحَلَّةُ سُبك وجَزِيرَةُ سُبك وهذه بالأُشْمونين : قَريَتانِ بمِصْرَ . والسّبكِيُّونَ أَيْضاً : بَطْنٌ من حِمْيَرَ من وَلَد السُّبكِ بنِ ثابت الحِمْيَرِيّ منازِلُهُم بوادي سُردد من اليَمَن قاله الهَمْدانِيُ في الأَنْسابِ ونقَلَه الحافظ هكذا ولعلَّ الصّوابَ فيه بالشِّينِ المُعْجَمَة المَكْسورة كما سيأْتِي عن ابن دُرَيْد . وسِباكَة بالكَسرِ : بَطْنٌ من يَحْصُبَ منه سَعْدُ بنُ الحَكَم السِّباكِي عن أبي أيوب . وسُبُك بضَمَّتَيْنِ : رَجُلٌ رافَقَ ابنَ ناصِر في السَّماعِ عَلى ابْنِ الطّيُوري . وأَحْمَدُ بنُ سبك الدِّينارِيُّ بالضمِّ عن عَبدِ اللّهِ بنِ سُليمَانَ وعنه ابنُ مردُويَه . وأَبو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ المُستَمْلِي عُرِفَ بابنِ السَّبّاكِ مُحَدِّثُ جرجانَ عن أبي بَكْر الإسْماعِيلِيِّ وغيرِه
سَبّه سَبّاً : قَطَعَه . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ :
فما كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ ... بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلاَمٌ فَسَبّْ
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى ... تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ
في لِسَانِ العَرَب : يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعةَ لسُحَيْمِ ابْنِ وَثِيلِ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً ثم بَدَا لَه وعَقَرَ غَالِبٌ مائَة . وفي التَّهْذِيب : أَرَادَ بِقَوْله : سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إِبِلِهِ أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ اْنتَهَى وسَيَأْتي في ص أَر . والتَّسَابُّ : التَّقَاطُعُ . من المجاز : سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً : طَعَنَه في السَّبَّةِ أَي الاسْتِ . وسَأَل النُّعْمَانً بْنُ المُنْذِر رَجُلاً فقال : كَيْفَ صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : لَقِيتُه في الكَبَّة فطَعَنْته في السَّبَّة فأَنْفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة . الكَبَّةُ : الجَمَاعَةُ كما سَيَأْتِي . فقلتُ لأَبِي حَاتِم : كَيْفَ طَعَنَه في السَّبَّة وهُوَ فَارِسٌ فضَحِك وقال : انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه في سَبَّتِه . وقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها وكَانَ مَجْرُوحاً : يا أَبَه أَقَتَلُوك ؟ قال : نَعَم أَي بُنيَّةُ وسَبُّونِي . أَي طَعَنُوه في سَبَّتِه . السَّبُّ : الشَّتْمُ . وقَدْ سَبَّه يَسُبُّه : شَتَمَه سَبّاً وسِبِّيبَى كخِلِّيفَى كسَبَّبَه وهو أَكثرُ مِنْ سَبَّه . وعَقَرَه وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذي الخِرَق :
" بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلاَمٌ فَسَبّْ وفي الحديث : سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق . وفي الآخر : المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان . ويقال : المِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى . وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة : لا تَمْشَيِيَنَّ أَمَامَ أَبِيك ولا تجلسن قبله ولا تدعه باسمه ولا تَسْتَسِبَّ له . أَي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه بأَن تَسُبَّ أَبَا غَيْرك فيسُبَّ أَبَاك مجازاةً لك . من المجاز : أَشَارَ إِلَيْه بالسَّبَّابة السَّبّأبَةُ : الإِصْبَعُ الَّتي تَلِي الإِبْهَامَ ؛ وَهِي بَيْنَهَا وبَيْنَ الوُسْطَى صِفَةٌ غَالِبة وهي المُسَبِّحَةُ عِنْد المُصَلِّين . وتَسَابَّا : تَقَاطَعَا . والسُّبَّةُ بالضَّمِّ : العَارُ . يُقَالُ : هذِه سُبَّةٌ عَلَيْك وعَلَى عَقبك أَي عَارٌ تُسَبُّ بِه . السُّبَّة أَيضاً : مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه . وسَابَّه مُسَابَّةً وسِبَاباً : شَاتَمَه . السِّبَّةُ بالكسْر : الإِصْبَع السَّبَّابَة هكذا في النُّسَخ والصَّوَابُ المِسَبَّة بكسرِ المِيمِ كما قَيَّده الصاغَانِيّ . سِبَّةُ بلا لام : جَدُّ أَبِي الفَتْح مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل القُرِشِيّ المُحَدِّث عَنِ أَبي الشَّيْخِ وابنْه أَحمد يروى عن أَبِي عُمَر الهَاشِمِيّ . من المَجازِ : أَصَابَتْنا سَبَّةٌ بالفَتْح مِنَ الحَرّ في الصَّيْفِ سبَّةٌ مِنَ البَرْد فِي الشِّتَاءِ سَبَّةٌ مِنَ الصَّحْو وسَبَّةٌ من الرَّوْح وذلك أَن يَدُومَ أَيَّامً . وقال ابن شُمَيْل : الدَّهْرُ سَبَّاتٌ أَي أَحْوَالٌ حَالٌ كَذَا وحَالٌ كَذَا . عن الكسَائِيّ : عِشْنَا بها سَبَّةً وسَنْبَةٌ كقَوْلك : بُرْهَةً وحِقْبَةً يعني الزَّمن من الدَّهر . ومَضَتْ سَبَّةٌ وسَنْبَةٌ من الدَّهْر أَي مُلاَوَةٌ . نُونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ من بَاءٍ سَبَّة كإِجَّاص وإِنْجَاص ؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الكَلاَم س ن ب كذا في لسان العرب . سَبَّةُ بلا لاَمٍ : ابْنُ ثَوْبَان نَسَبُه في بَنِي حَضْرَمَوتَ مِن الْيَمَن . والمِسَبُّ كمِكَرٍّ أَي بِكَسْر المِيمِ وتَشْدِيدِ الموحّدة هو الرَّجُلُ الكثيرُ السِّبَابِ كالسِّبِّ بالكسر والمَسَبَّةِ بالفَتْح وَهذِه عَنِ الكِسَائِيّ . سُبَبَة كهُمَزَةٍ : الَّذِي يَسُبُّ النَّاسَ على القِيَاسِ في فُعَلَةٍ . والسِّبُّ بالكَسْرِ : الحَبْلُ في لُغَةِ هُذَيْل . قال أَبُو ذُؤَيْب يَصِف مُشْتَارَ العَسَلِ :
تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها أَراد أَنَّه تَدَلَّى مِنْ رَأْسِ جَبَل على خَلِيَّة عَسَل ليَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه في وَتِدٍ أَثْبَتَه في رأْسِ الجَبَل . السِّبُّ : الخِمَارُ والعِمَامَةُ . قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ :
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي ... تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَان لأَكْبَرَاوأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرةٌ ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا يُرِيد عمَامَتَه وكَانَتْ سَادَةُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان . وقِيلَ : يَعْني اسْتَه وكان مَقْرُوفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ . السِّبُّ : الوَتِدُ . أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ المُتَقَدِّم ذِكْرُه هُنَا . السِّبُّ : شُقَّة كَتَّانٍ رَقِيقَة كالسَّبِيبَةِ ج سُبُوبٌ وسَبَائِبُ . قَالَ أَبُو عَمْرو : السُّبُوبُ : الثِّيَابُ الرِّقَاق وَاحِدُها سِبّ وهي السَّبَائبُ وَاحِدُهَا سَبِيبَةٌ . وقال شَمِر : السَّبَائِبُ : متاعُ كَتَّان يُجَاءُ بِهَا منْ نَاحيَة النّيل وَهيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخ عند التُّجَّار ومنها ما يُعْمَل بِمصْرَ وطولها ثمانٍ في سِتٍّ . وفي الحديث : ليس في السُّبُوبِ زَكَاةٌ وهِي الثِّيَابُ الرِّقَاق يعني إِذَا كَانَت لِغَيْرِ التِّجَارَة ويروى السُّيُوبُ باليَاءٍ أَي الرِّكَاز . ويقال : السَّبِيبَةُ : شُقَّةٌ مِنَ الثِّيَابِ أَيَّ نَوْعٍ كَانَ وقيل : هي من الكَتَّان . وفي الحديث : دخَلْتُ عَلَى خَالد وعَلَيْه سَبِيبَةٌ . وفي لسان العرب : السِّبُّ والسَّبِيبَةُ : الشُّقَّةُ وخَصَّها بَعْضُهم بالبَيْضَاءِ . وأَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَةَ ابْنِ عَبَدَة :
كأَنَّ إِبْرِيقَهمْ ظَبْيٌ على شَرَفٍ ... مُفَدَّمٌ بسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ إِنما أَرَادَ بِسَبَائب فحَذَف . وسَبيبُكَ وسِبُّكَ بالكَسْر : مَنْ يُسَابُّكَ وعلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ . قال عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارمِيَّ :
لا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي ... إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الكَرِيمُ من المجاز قَوْلُهُم : إِبِل مُسَبَّبَة كمُعَظَّمَةٍ أَي خِيَارٌ ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بهَا : قاتلها الله وأَخْزَاهَا إِذا اسْتُجِيدَت . قال الشَّمَّاخُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش وسِمَنَها وجَوْدَتَها :
مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطُونِ كَأَنَّها ... رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ يَقُولُ : مَنْ نَظَر إِلَيْها سَبَّهَا وقَالَ لَهَا : قَاتَلَهَا اللهُ مَا أَجْوَدَهَا ! يقال : بَيْنَهُم أُسْبُوبَةٌ بالضَّمِّ وأَسَابِيبُ يَتَسَابُّون بِهَا أَي شَيءٌ يَتَشَاتَمُونَ بِهِ . والتَّسَابُّ : التَّشَاتُمُ . وتَقُولُ : مَا هِي أَسَالِيبُ إِنَّمَا هِيَ أَسَابِيبُ . والسَّبَبُ : الحَبْلُ كالسِّبِّ والجَمْعُ كالجَمْعِ . والسُّبُوبُ : الحِبَال . وقَوْلُه تَعَالَى : فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء أَي فَلْيَمُت غَيْظاً أَي فَلْيَمْدُد حَبْلاً في سَقْفِه ثُمَّ لِيَقْطَعْ أَي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَموت مُخْتَنِقاً . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : كُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه مِنْ فَوْق . وقال خَالدُ بْنُ جَنَبَةَ : السَّبَبُ من الحِبَالِ : القَوِيُّ الطَّوِيلُ وقال : ولا يُدْعَى الحَبْلُ سَبَاً حَتَّى يُصْعَدَ بِهِ ويُنْحَدَرَ بِه . وفي حَدِيث عَوْف بْنِ مَالِك أَنَّهُ رَأَى كَأَنَّ سَبَاً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ أَي حَبْلاً وقيل : لا يُسَمَّى ذلك حَتَّى يَكُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه . قَالَ شَيْخُنَا : وفي كَلاَم الرَّاغِب أَنَّه مَا يُرْتَقَى بِهِ إِلَى النَّخْلِ وقَوْله :
" جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبيَجُوزُ أَنْ يكُونَ الحَبْلَ أَو الخَيْطَ قال ابنُ دُريد : هذِه امْرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَهَا بِخَيْطٍ وهو السَّبَب ثم أَلْقَتْه إِلَى النِّسَاء لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ . السَّبَبُ : كُلُّ ما يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه . وفي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ : كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ به إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه . وجَعَلتُ فلاناً لِي سَببَاً إِلَى فُلاَنٍ في حَاجَتي أَي وُصْلَةً وذَرِيعَة . ومن المجاز : سَبَّبَ اللهُ لَكَ سَبَبَ خَيْر . وسَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرىً : سوَّيتُه . واسْتَسَبَّ له الأَمْرُ كَذَا في الأَساس قال الأَزهريّ : وتَسَبُبُ مَالِ الفَيْءِ أُخِذَ مِنْ هذَا لأَنَّ المُسَبَّبَ عليه المَالُ جُعل سَببَاً لوُصُولِ المَالِ إِلَى من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْلِ الفَيْءِ . السَّبَبُ : اعْتِلاَق قَرَابَة . وَفِي الحَدِيث : كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي النَّسَب بِالوِلاَدَة والسَّبَبُ بِالزَّوَاج وهو مِنَ السَّبَبِ وهو الحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى المَاءِ ثم استُعِير لِكُلّ ما يُتَوَصَّل به إِلَى شَيْء . السَّبَبُ من مُقَطَّعَاتِ الشّعر : حَرْفٌ مُتَحَرِّك وحَرْفٌ سَاكِنٌ وهو على ضَربين : سَبَبَانِ مَقْرُونَانِ وسَبَبَانِ مَفْرُوقَان . فالمَقرُونَانِ : ما تَوالَت فِيهِما ثَلاَثُ حَرَكَات بعدَها سَاكِن نحو مُتَفَا من مُتَفَاعِلُن وعَلَتُنْ من مُفَاعَلَتُن فحركَة التَّاء من مُتَفَا قد قَرَنَت السَّبَبَيْن وكَذَلِك حَرَكَةُ اللاَّم من عَلَتُن قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْن أَيْضاً والمَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان يَقُومُ كُلُّ وَاحِد منْهُمَا بِنَفْسه أَي يَكُونُ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحَرْفٌ سَاكِنٌ ويَتْلُوه حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ ونحو عِيلُن من مَفَاعِيلُن وهَذِه الأَسْبَاب هِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الزِّحَافُ على ما قد أَحْكَمَتْه صِنَاعَةُ العَرُوضِ وذَلِك لأَنَّ الجزءَ غَيْرُ مُعْتَمِد عليها . ج أَي في الكُلِّ أَسْبَابٌ . وتَقَطَّعَت بِهِم الأَسْبَابُ أَي الوُصَلُ والمَوَدَّاتُ قَالَه ابْنُ عَبَّاس . وقال أَبُو زَيْد : الأَسْبَابُ : المَنَازِلُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
" وتَقَطَّعَت أَسْبَابُها ورِمَامُها فيه الوَجْهَانِ : المَوَدَّةُ والمَنَازِلُ . واللهُ عَزَّ وجَلَّ مُسَيِّبُ الأَسْبَاب ومِنْهُ التَّسْبِيبُ . وأَسْبَابُ السَّمَاءِ : مَرَاقيها . قَالَ زُهَيْر :
" وَمَن هَابَ أَسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَهاولَوْ رَامَ أَنْ يرقَى السَّمَاءَ بِسُلَّمِ أَو نَوَاحِيهَا . قال الأَعْشَى :
لَئن كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً ... ورُقِّيتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
ليَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرَ حتى تَهُرَّه ... وتَعْلَمَ أَنِّي لَسْتُ عَنْكَ بمُحْرِمِ أَو أَبْوَابُهَا وعليها اقْتَصَرَ ابن السّيد في الفرق . قال عَزَّ وجَلَّ : لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّموَات قيل : هِيَ أَبْوَابُها . وَفِي حَدِيث عُقْبَة : وإِنْ كَانَ رِزْقُه في الأَسْبَاب أَي في طُرُقِ السَّمَاءِ وأَبوابِها . وقَطَع اللهُ بِهِ السَّبَبَ أَي الحياة . والسَّبِيبُ كأَمِيرٍ مِنَ الفَرَسِ : شَعَرُ الذَّنَب والعُرْفِ والنَّاصِيَة . وفي الصَّحاحِ : السَّبِيبُ : شَعَر النَّاصِيَة والعُرْفِ والذَّنَب ولم يَذكُرِ الْفَرَس . وقال الرِّيَاشِيّ : هو شَعَر الذَّنَبِ . وقال أَبُو عُبَيْدةَ : هو شَعَر النّاصِيَة وأَنْشَد :
" بِوَافِي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبِوفرسٌ ضَافِي السَّبِيبِ . وعَقَدوا أَسَابِيبَ خَيْلهِم . وأَقْبَلَتِ الخَيْلُ مُعَقَّدَات السبائب . السَّبِيبُ : الخُصْلَةُ مِن الشَّعْرِ كالسَّبِيبَة جَمْعُه سَبَائِب . ومن المجاز : امرأَةٌ طوِيلَةُ السَّبَائِب : الذَّوَائِبِ . وعليه سَبَائِبُ الدَّم : طَرَائِقُه كذا في الأَساس . وفي حديث اسْتِسْقَاءِ عُمَر - رَضِي الله عَنْه - رأَيْتُ العَبَّاسَ وقد طَالَ عُمَرَ وعَيْنَاه تَنْضَمَّان وسَبَائِبُه تَجُولُ عَلَى صَدْرَه يَعْنِي ذَوَائِبَه . قوله : وقد طَالَ عُمَرَ أَي كَانَ أَطْوَلَ منه . والسَّبِيبَةُ : العِضَاهُ تكثُر في المَكَانِ . و : ع . و : نَاحِيَةٌ من عَمَل إِفْرِيقِيَّةَ وقِيلَ : قَرْيَةٌ في نَوَاحي قَصْر ابن هُبَيْرة . وذُو الأَسْبَابِ : المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو مَلِكٌ من مُلُوكِ حِمْيَر من الأَذْوَاءِ مَلَك مائَةً وعِشْرِينَ سَنَة . سَبَّى كحَتّى : مَاءٌ لسُلَيْم . وفي معجم نصر : مَاءٌ في أَرض فَزَارَة . وتَسَبْسَبَ المَاءُ : جَرَى وسَالَ . وسَبْسَبَهُ : أَسَالَه . والسَّبْسَبُ : المَفَازَةُ والقَفْرُ أَو الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ . وعن ابن شُمَيْل : السَّبْسَبُ : الأَرْضُ القَفْر البَعِيدَةُ مُسْتَوِيَةً وغَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ وَغَلِيظَة وغَيْرَ غَلِيظَة لا مَاءَ بها ولا أَنِيسَ . وفي حَديث قُسٍّ : فبينا أَجُولُ سَبْسَبَها . ويروى بَسْبَسَها وهُمَا بِمَعْنىً . وقال أَبو عُبَيْد : السَّبَاسبُ والبَسَابِسُ : القِفَارُ . حكى اللِّحْيَانيّ : بَلَدٌ سَبْسَبٌ و بلد سَبَاسِبُ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْء مِنه سَبْسَباً ثم جَمَعُوه عَلَى هذَا وقال أَبو خَيْرة : السَّبْسَب : الأَرْضُ الجَدْبَةُ . ومنهم من ضَبَطَ سُبَاسِب بالضم وهو الأَكْثَر ؛ لأَنّه صِفةُ مُفْرَد كعُلاَبط كذَا قَالَ شَيْخُنَا . وقال أَبو عمرو : سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَيْراً لَيِّناً . وسَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه . وسَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِيحاً . وسَبْسَبَ بَوْلَه : أَرْسَلَه . والسَّبَاسِبُ : أَيَّامُ السَّعَانِين . أَنْبَأَ بِذلِكَ أَبُو العَلاَء . وَفِي الحَدِيث إِنَّ الله تعالى أَبْدَلَكُم بيَوْم السَّبَاسِبِ يَوْمَ العيد . يَوْمَ السَّبَاسِب عِيدٌ لِلنَّصَارى ويُسَمُّونَه يَوْمَ السَّعَانِين . قَالَ النَّابغَةُ
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتُهمْ ... يُحَيّونَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ يَعْنِي عِيداً لَهُم . والسَّبْسَبُ كالسَّبَاسِب : شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام . وفي كتاب أَبي حَنيفَة : الرِّحَال . قال الشاعِر يَصف قَانِصاً
" ظَلَّ يُصَادِيهَا دُوَيْن المَشْرَبِ
" لاطٍ بصَفْراءَ كَتُومِ المَذْهَب
" وكُلِّ جَشْءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ وقال رُؤْبَةُ :
" راحَتْ ورَاحَ كَعَصَا السَّبْسَابْ وهو لُغَةٌ في السَّبْسَبِ أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَة هكَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا وهو وَهَم والصَّحِيح : السَّيْسَبُ بالتَّحْتِيَّةِ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً . من المجاز قَوْلُهم : سَبَّابُ العَرَاقِيبِ ويَعْنُونَ بِهِ السَّيْف ؛ لأَنَّه يَقْطَعُها . وفي الأَساس : كأَنَّمَا يُعَادِيَها ويَسُبُّهَا . سَبُّوبَةُ : اسْمٌ أَو لَقَبٌ . ومُحَمَّد بْنُ إسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَة المُجَاوِرُ بمَكَّةَ : مُحَدِّثٌ عن عبد الرزَّاقِ واخْتُلِف فِيهِ فَقِيلَ : هكَذا أَو هُوَ بمُعْجَمَة وسَيَأْتِي . وَسَبُّوبَة : لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَبْد العَزِيز المُحَدّث شيخٌ للعَبَّاس الدُّوريّ . وفاته أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ بِسَبُّوبَة شَيْخ لوَهْبِ بْنِ بقيَّة . ومما يستدرك عليه : سَبَبٌ كجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيِّ روى عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ومَاتَ سنة 466 وجَاءَ في رَجَزِ رُؤْبَةً المُسَبِّي بمَعْنَى المُسَبِّب . قال :
" إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَةِ المُسَبِّي
السَّيْبُ : العَطَاءُ والعُرْفُ . والنَّافِلَةُ . وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ : واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطَاءً ويَجُوزُ أَنْ يُريدَ مَطَرا سَائِباً أَي جَارِياً . ومن المجاز : فَاضَ سَيْبُهُ عَلى النَّاسِ أَي عطاؤه كَذَا في الأَسَاس . السَّيْبُ : مُرْدِيُّ السَّفِينَة . السَّيْبُ : شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ السَّيْبُ : مَصْدَرُ سَابَ المَاءُ يَسِيبُ سَيْباً : جَرَى . وساب يَسِيب : مَشَى مُسْرِعاً . ومن المَجَازِ : سَابَتِ الحيَّة تَنْسَابُ وتَسِيبُ إِذَا مَضَت مُسْرِعَةً . أَنشد ثعلب :
أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فَلاَ تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ شَاءَ يَسِيبُ وكَذلِكَ انْسَابَتْ . وسَابَ الأَفْعَى وانْسَابَ إِذَا خَرَج مِنْ مَكْمَنِه . وفي الحَدِيثِ أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ فانْسَابَتْ في بَطْنِه حَيَّة فَنُهِيَ عن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاء . أَي دَخَلَتْ وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء . يقال : سَابَ المَاءُ إِذا جَرَى . كانْسَابَ . وانْسَابَ فُلاَن نَحْوَكُم : رَجَع . وفي قَوْلِ الحَرِيريّ في الصَّنْعَانِيَّةِ فَانْسَابَ فِيهَا على غِرَارة أَي دخل فيها دخول الحَيّة في مكمنها . في كِتَابِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِوائِلِ بْنِ حُجْرٍ : وَفِي السَّيُوب الخُمُسُ . قال أَبو عُبَيْد : هِيَ الرِّكاز وهو مَجَازٌ . قال : ولا أُرَاه أُخِذَ إِلاَّ مِنَ السَّيْبِ وَهُوَ العَطِيَّة . وأَنشد :
فما أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإٍ ... وَمَا أَنَا من سَيْبِ الإِلَه بآيِسوفي لِسَانِ العَرَبِ : السُّيُوبُ : الرِّكَارُ لأَنَّهَا من سَيْبِ اللهِ وَعَطَائِه . وقَالَ ثَعْلَبٌ : هِيَ المَعَادنُ . وقال أَبُو سَعِيد : السُّيُوبُ : عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ في المَعْدِن أَي تَتَكَوَّن فِيهِ وتَظْهَر قال الزَّمَخْشَرِيُّ : السُّيُوبُ جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ في الجَاهِليَّة أَوِ المَعْدِن ؛ لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه . ويُوجَد هُنَا في بَعْض النُّسَخ : السِّيَاب وهو خَطَأٌ . وذَاتُ السَّيْب : رَحَبَة لإِضَم . وفي التكملة : مِنْ رِحَاب إِضَم . والسِّيبُ بالكَسْرِ : مَجْرَى الماءِ جَمْعه سُيُوبٌ . ونَهْرٌ بخُوَارَزْم . نهر بالبَصْرَة عليه قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ . وآخَرُ في ذُنَابَةِ الفُرَاتِ بقُرْب الحِلَّة وعليه بَلَدٌ . منه صَبَاحُ بنُ هَارُونَ ويَحْيَى ابن أَحْمَدَ المُقْرِي صاحِب الحماميّ وهِبَةُ الله بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ أَمِير المؤمنين المُقْتَدِر هكَذَا في النُّسَخ . وفي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي سمع أَبَا الحُسَيْن بن بشران وعنه ابن السَّمْرَقَنْدِيّ . أَبو البركات أَحمدُ ابنُ عَبْدِ الوَهَّابِ السِّيبِيّ عن الصريفينيّ وهو مُؤَدِّبُ أَمِيرِ المؤمنين المُقْتَفِي لأَمرِ اللهِ العَبَّاسِيّ وعنه أَخذ لا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بن السمعانيّ . قلت : وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْدِ الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العلاَّف وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطَّوسِيُّ وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ السِّيبِيّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الوقت وإسْمَاعِيلُ بن ابراهيم بْنُ فَارِسِ بْنِ السِّيبِيّ عَنْ أَبِي الفَضْلِ الأَرْمَوِيّ وابْنُ نَاصِر مات بِدِنِيسر سنة 614 ه وأَخُوه عُثْمَان سَمِع مَعَه وَمَاتَ قَبْلَه سنة 610 ه والمُبَارَكُ بْنُ إِبْرَاهيمَ بْنِ مُخْتَارِ الدَّقَاق بْنِ السِّيبِيّ عَن أَبِي القَاسِم بن الحُصَيْنِ وابْنُه عُبَيْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَك عَنْ أَبِي الفَتْح بْنِ البَطِّيِّ . قال ابن نُقْطَةَ : سَمِعْتُ مِنْه وفِيه مَقَالٌ . مَاتَ سَنَةَ 619 ه . وابْنُه المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابْ ابْنِ بيان . وأَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّيبِيّ رَوَى عنه نِظَامُ المُلْكِ . وأَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ القصْرِيّ السِّيبِيّ حَدَّثَ عَنِ ابْن ماس وغَيْرِه . ذكره الذَّهَبِيّ تُوُفِّي سَنَة 439 ه . وأَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ السِّيبِيُّ سَمِعَ منه أَبو المَيْمُونِ عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عتِيق بْنِ وَرْدَان مُقْرِئ مصر ذكره المُنْذِرِيّ في التَّكْمِلَةِ . السِّيب بالكَسْر : التُّفَّاحُ فَارِسيٌّ . قال أَبُو العَلاَء : وَمِنْه سِيبَوَيْه أَي سِيبُ : تُفَّاحٌ . وَوَيْه : رَائِحَتُه فكأَنه رَائِحَةُ تُفَّاح قَالَه السِّيرَافِيُّ . وأَصْلُ التَّرْكيب تُفَّاح رَائِحَة ؛ لأَنَّ الفُرْسَ وغَيرهم عَادَتُهم تقْدِيمُ المُضَافِ عَلَى المُضَافِ إِلَيْه غَالِباً . وقال شَيْخُنا : وَفِي طَبَقَاتِ الزُّبيدِيّ . حَدَّثَنِي أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّد ابن طَاهِرٍ العَسْكَرِيّ قال : سِيبَوَيه : اسمٌ فَارِسِيٌّ والسِّي : ثَلاَثون وبوَيْه : رَائِحَة فكأَنَّه في المَعْنى ثَلاَثُونَ رَائِحة أَي الَّذِي ضُوعِفَ طِيب رَائِحَتِه ثَلاَثِين وكَانَ فِيمَا يُقَالُ حَسَنَ الوَجْه طَيِّبَ الرَّائِحة انْتَهَى . وقال جَمَاعة : سِيبَوَيه بالكَسْر وويه : اسْم صَوْتٍ بُنِي عَلَى الكَسْرِ وكَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ كأَضْرَابِه فَقَالُوا : سِيبُويَه فضموا المُوَحَّدَة وسَكَّنوا الوَاوَ وفَتَحُوا التَّحْتِيَّةَ وأَبْدَلُوا الهَاءَ فَوْقِيَّة يُوقَفُ عَلَيْها وهَذَا قَوْلُ الكُوفِيِّينَ . وهو لَقَبُ أَبِي بِشْر عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ قَنْبرٍ الشِّيرَازِيِّ كَانَ مَوْلىً لِبَنِي الحَارِث بْنِ كَعْبٍ وُلِد بِالبَيْضَاءِ من قُرَى شِيرَاز ثم قَدِم البَصْرَةًلِرَوايَة الحَدِيثِ ولاَزَم الخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ وقَضَايَاهُ مَعَ الكِسَائيّ مَشْهورَةٌ وهو إِمَامُ النُّحاة بلا نَزَاعٍ وكِتَابه الإِمَامُ في الفَنِّ تُوفي بالأَهْوَازِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمائَةِ عَن اثْنَيْنِ وثَلاَثِين قَالَه الخَطِيبُ وقيل غَيْر ذلِكَ . سِيبَوَيْهِ أَيْضاً : لَقَبُ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى بْنِ عَبْد العَزِيز الكِنْدِيّ الفَقِيهِ المِصْرِيّ عُرِف بابن الجَبَى سَمِعَ السُّلميّ الجبيّ والطَّحَاوِيِّ . وغيرهم ذَكَرَهُ الذَّهَبِيّ . مَاتَ في صفر سنة 358 ه . قُلْتُ : وقد جَمَعَ له ابنُ زولاق ترجمة في مُجَلَّد لَطِيف وهُوَ أَيْضَاً لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنيّ ذكره الخَطِيبُ في تَارِيخه . وأَيْضاً لَقَبُ أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِيز بْنِ مُحَمَّد بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّيميّ الأَصبهانِيِّ النَّحْوِيّ كما في طَبقاتِ النحاةِ للسُّيُوطِيِّ . مِنَ المَجَاز : سَابَتِ الدَّابَّة : أُهْمِلَت وسَيَّبْتُها . وسَيَّبْتُ الشيءَ : تركْتُه يَسِيبُ حَيْث شَاءَ . والسائِبَةُ : المُهْمَلَةُ ودَوَابُّهم سَوَائِبُ وسُيَّبٌ . وعِنْدَه سَائِبَةٌ منَ السَّوَائِب . السَّائِبَةُ : العَبْدُ يُعْتَقُ على أَن لاَ وَلاَءَ له أَي عَلَيْه . وقال الشَّافِعِيُّ : إِذَا أَعْتقَ عَبْدَهُ سَائِبَةً فماتَ العَبْدُ وخَلَّفَ مَالاً ولم يَدَعْ وَارِثاً غَيْر مَوْلاَهُ الَّذِي أَعْتَقَه فمِيرَاثُه لمُعْتِقِه ؛ لأَنَّ النبيَّ صَلَى الله عليه وسلم جعَلَ الوَلاَءَ لُحْمَةً كلُحْمَةِ النَّسَبِ فكما أَن لُحمةَ النّسبِ لا تَنْقَطِع كَذلِكَ الوَلاَءُ . وقَال صَلَى الله عَلَيْه وسلم : الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَق . ورُوي عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه أَنَّه قَالَ : السَّائِبَةُ والصَّدَقَةِ ليَوْمِهما . قال أَبُو عُبَيْدَة : أَي يَوْم القيَامة فَلا يُرْجَعُ إِلَى الانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ منهما بعد ذلِكَ في الدُّنْيَا ؛ وذلِكَ كالرَّجل يُعْتِقُ عبده سَائِبَةً فَيَمُوتُ العَبْد وَيَتْرُكُ مَالاً ولا وَارِثَ لَه فلا يَنْبَغي لمُعْتِقِه أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِه شَيْئاً إِلا أَنْ يَجْعَلَه في مِثْله . وَفِي حدِيثِ عَبْدِ الله : السَّائِبَة يَضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سَائِبَةً ولا يَكُونُ وَلاَؤُه لِمُعْتِقِه ولا وَارِثَ لَهُ فيضَعُ مَالَه حَيْثُ شَاءَ وهُوَ الذي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ . السّائبَةُ : البَعِيرُ يُدْرِكُ نِتَاجَ نِتَاجه فيُسَيَّبُ أَي يُتْرَكُ ولا يُرْكَبُ ولا يُحْمَل عَلَيْهِ . السَّائِبَةُ الَّتِي في القَرْآنِ العَزِيز فِي قَوْلِهِ تَعالى : ما جَعَل اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سَائِبَةٍ . النَّاقَةُ التي كَانَتْ تُسَيَّبُ في الجَاهِلِيَّةِ لنَذْرٍ ونَحْوِه كَذَا في الصَّحَاح . أَو أَنَّهَا هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ كَانَت النَاقَةُ إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَبْطُن كُلُّهُن إِنَاثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يَشرب لَبَنَهَا إِلا وَلَدُها أَو الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ فإِذا مَاتَت أَكَلَهَا الرِّجَالُ والنِّسَاءُ جَمِيعاً وبُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِيرَة فتُسَمَّى البَحِيرَةَ وَهِي بمَنْزِلَة أُمِّها في أَنَّها سَائِبَةٌ والجَمْعُ سُيَّبٌ مِثْل نَائِمَةٍ ونُوَّمٍ ونائِحَةٍ ونُوَّحٍ . أَو السَّائِبَةُ - على ما قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِيدٍ أَو بَرِئَ مِنَ عِلَّة أَوْ نَجَتْ وفي لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه دَابَّتُه مِن مَشقَّة أَو حَرْبٍٍ قَالَ : هِي أَي نَاقَتي سَائِبَةٌ أَي تُسَيَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا ولا تُحَلأُ عَنْ مَاءٍِ ولا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ ولا تُرْكَبُ . أَو كان يَنْزِعُ من ظَهْرها فقَارَةً أَو عَظْماً فتُعْرَفُ بِذلِكَ وَكَانَت لا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ ولا كَلإٍ ولا تُرْكَب ولا تُحْلَبُ فأُغِير عَلَى رَجُلٍ من العَرَب فلم يَجِدْ دَابَّةً يَرْكَبُهَا فركِبَ سَائِبَةً فقِيلَ : أَتَرْكَبُ حَرَاماً ؟ فَقَال : يَرْكَبُ الحرامَ مَنْ لا حَلاَلَ له فذَهَبَتْ مَثَلاً . وفي الحَدِيث : رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرّ قُصْبَه فِي النَّارِ وكان أَوَّل مَنْسَيَّب السَّوَائب . وهي الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا بقَوْلِه : ما جَعَلَ الله مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سائِبَة . فالسَّائِبَةُ : بِنْتُ البَحِيرَة . والسَّائِِبَتَان : بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَب بِهِمَا سَمَّاهُمَا سَائِبَتَيْن ؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلِه تَعَالى . وقَدْ جَاءَ في الحديث عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً . ومم بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ : سَابَ الرَّجُلُ في مَنْطِقِه إِذَا ذَهَبَ فِيه بِكُلِّ مَذْهَبٍ . وعِبَارَةُ الأَسَاسِ : أَفَاضَ فيهِ بِغَيْرِ رَوِيَّة وفي حديث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ في الكَلِم . السُّيُوبُ : ما سُيِّبَ وخُلِّيَ . سَابَ في الكَلامَ : خَاضَ فِيه بهَذْرٍ . أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبْلَغُ من الإِكْثَار كَذَا فِي لِساَنِ العَرَب . والسَّيَابُ كَسَحاب ويُشَدَّدُ مَعَ الفتح . السُّيَّابُ كَرُمَّان إِذا فُتِح خُفِّفَ وإِذا شَدَّدْتَه ضَمَمْتَه - وَوَهِم شَيْخُنَا في الاقْتِصَارِ على الفَتْح - : البَلَحُ أَو البُسْرُ الأَخْضَرُ قالَه أَبو حَنِيفة وَاحِدَتُه سَيَابَة وسَيَّابَة وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ . قال أُحَيْحَةُ : السَّوَائب . وهي الَّتِي نَهَى اللهُ عَنْهَا بقَوْلِه : ما جَعَلَ الله مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سائِبَة . فالسَّائِبَةُ : بِنْتُ البَحِيرَة . والسَّائِِبَتَان : بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ إِلَى البَيْتِ فأَخَذَهُما وَاحِدٌ من المُشْرِكين فَذَهَب بِهِمَا سَمَّاهُمَا سَائِبَتَيْن ؛ لأَنَّه سيَّبَهما لِلِه تَعَالى . وقَدْ جَاءَ في الحديث عُرِضَت عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيتُ صَاحبَ السائِبَتَيْن يُدْفَعُ بِعَصاً . ومم بَقِي عَلَى المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ : سَابَ الرَّجُلُ في مَنْطِقِه إِذَا ذَهَبَ فِيه بِكُلِّ مَذْهَبٍ . وعِبَارَةُ الأَسَاسِ : أَفَاضَ فيهِ بِغَيْرِ رَوِيَّة وفي حديث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف أَنَّ الحيلةَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّيُوبِ في الكَلِم . السُّيُوبُ : ما سُيِّبَ وخُلِّيَ . سَابَ في الكَلامَ : خَاضَ فِيه بهَذْرٍ . أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أَبْلَغُ من الإِكْثَار كَذَا فِي لِساَنِ العَرَب . والسَّيَابُ كَسَحاب ويُشَدَّدُ مَعَ الفتح . السُّيَّابُ كَرُمَّان إِذا فُتِح خُفِّفَ وإِذا شَدَّدْتَه ضَمَمْتَه - وَوَهِم شَيْخُنَا في الاقْتِصَارِ على الفَتْح - : البَلَحُ أَو البُسْرُ الأَخْضَرُ قالَه أَبو حَنِيفة وَاحِدَتُه سَيَابَة وسَيَّابَة وبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ . قال أُحَيْحَةُ :
أَقْسَمْتُ لاَ أُعْطِيكَ في ... كَعْبٍ ومَقْتَلِه سَيَابَهْ وقال أَبو زُبيد :
أَيَّامَ تَجْلُو لَنَا عَن بَارِدٍ رَتِل ... تَخَال نَكْهَتَهَا باللَّيْلِ سُيَّابا أَراد نَكْهَةَ سُيَّابٍ . وعن الأَصْمَعِيّ : إِذَا تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحاً فهو السِّيَابُ مُخَفَّف وَاحِدَته سَيَابَةٌ . وقال شَمِر : هُوَ السَّدَاءُ مَمْدُودٌ بِلُغَةِ أَهْلِ المَدِينَة وَهِيَ السَّيَابَة بلُغةِ وَادِي القُرَى . وأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ :
" سَيَابَةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ وَلاَ أَثَرُقال : وسَمِعْتُ البَحْرَانِيِّين تَقُولُ : سُيَّابٌ وسُيَّابَةٌ . وفي حَدِيث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ : لو سَأَلْتَنَا سَيَابَةً ما أَعْطَيْنَاكَهَا هِيَ مُخَفَّفَةٌ . وسَيَابَةٌ كَسَحَابَةٍ : الخَمْرُ . وسَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ ابْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِك بْنِ زَيْد بن سَدد بن زُرْعة وهو حِمْيَرُ الأَصْغَرُ وهو بالفَتْحِ والكَسْرُ قَلِيلٌ : أَبُو قَبِيلَةٍ مِنْ حِمْيَر . منها أَبُو العَجْمَاءِ كذا في النُّسَخ وصَوَابُه أَبو العَجْفَاءِ عَمْرُو ابْنُ عَبْدِ الله الدَّيْلميُّ عن عَوف بْنِ مَالِك . أَبُو زُرْعَةَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرو . قَال أَبُو حَاتِم : ثِقَةٌ . وأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد الرَّمْلِيُّ قُلْتُ : ويروى أَبو العَجْفَاءِ أَيْضاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عُمَر نَقَله الفَرَضِيّ عن الحَازِمِيّ . وكَتَب الفَرَضِيُّ مِيماً عَلَى عَبْد الله وأَجْرَى عَلَى عَمْرو مَكَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْدِ الله المُتَقَدِّمُ بِذِكْرِه . وأَبُو عَمْرو وَالدُ يَحْيَى حَدَّثَ أَيْضاً ومات ابْنُه يَحْيَى سنة 148 ه قَالَه ابن الأَثِير . وذَكَر الذَّهَبِيّ أَنََّ الفرضيّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ السِّيبَانِيّ المُتَقَدِّم بِذِكْره بكسر السين والمَشْهُور بفَتْحها . وضَبطَه الرَّضِيّ الشَّاطِبِيّ أَيْضاً بالكسْر كالهَمْدَانِيّ النَّسَّابة . وهم يَنْتَسِبونُ إِلى سَيْبَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَيْد بْنِ الغَوْث . وأَسْقَطَ ابنُ حَبِيبٍ أَسْلَم وزَيْداً مِنْ نَسَبه فَقَال : هو سَيْبَانُ بْنُ الغَوْثِ كما تَقدَّم فاعْرِفْ ذَلِكَ . وسَيْبَان بالفَتْح وَحْدَه : جَبَل وَرَاءَ وَادِي القُرَى . ودَيْرُ السَّابانِ والذي ذَكَره ابْنُ العَدِيم : سَابَان بِلاَ لاَم ع : بين حَلَب وأَنْطاكِيَة قَرِيبَان من دَيْر عَمَان يُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب وهما خَرِبَان الآن وفِيهمَا بِنَاءٌ عَجِيبٌ وقُصُورٌ مُشْرِفَة . وَبَيْنَهُمَا قَرْيَةُ أَحدِ الديرين مِنْ قِبَلِ القَرْيَة والآخَرُ من شَمَالِيّهَا وَفِيهما يَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِيّ :
دَيْرُ عَمَانٍ ودَيْر سَابَانِ ... هِجْن غَرَامي وزدْنَ أَشْجَانِي
إِذَا تذكَّرتُ فِيهما زَمَناً ... قَضَّيْتُه في عُرام رَيْعَانِي
يا لَهْفَ نَفْسي مِمَّا أُكَابِدُه ... إِن لاَح بَرقٌ من دَيْر حَشْيَانِوَمَعْنَى دَيْر سَابَان بالسُّريَانِيَّة : دَيْر الجَمَاعَة ومَعْنَى دير عَمَان دَيْر الشَّيْخ كذا في تَارِيخ حَلَبَ لابْنِ العَدِيم . والمَسِيبُ كَمَسِيلٍ : وَادٍ . المُسَيَّبُ كمُعَظَّم : ابنُ عَلَسٍ مُحَرَّكَة الشَّاعِر . والمُسَيَّبُ بن رَافِع وهو كمُحمَّد بلا خِلاَف . وطيّ ابن المُسَيَّب بن فَضَالَة العَبْدِيِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَيْس . وسَيَابَةُ بنُ عَاصِم ابْنِ شَيْبَان السُّلميّ صَحَابِيُّ فَرْدٌ لَهُ وِفَادَة رَوَى حَدِيثَه عَمْرُو بْنُ سَعِيد قوله : أَنَا ابْنُ العَوَاتِك كذا في المعجم . وجَعْفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بن بيان بْنِ زَيْدِ بْنِ سَيَابَة الغَافِقِيّ المِصْرِيّ مُحَدِّث قَالَ الدَّارَ قُطْنِيّ : لا يُسَاوِي شَيْئاً . وسَيَابَةُ : تابِعيَّةٌ عَنْ عَائِشَة وعَنْهَا نَافِع ويُقَال : هِيَ سَائِبَةٌ . والسَائِبُ : اسْمٌ من سَابَ يَسِيب إِذَا مَشَى مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ المَاءُ إِذَا جَرَى . والسَائِبُ : ثَلاثَةٌ وعِشْرُونَ صَحَابِيّاً انظر تَفْصِيلهم في الإِصَابة وفي مُعْجَم الحَافِظ تَقِيِّ الدِّين بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمِيِّ . وأَبو السَّائِب : صَيْفيُّ بْن عَائِذٍ من بَنِي مَخْزُومٍ قِيلَ : كَانَ شَرِيكاً للنبيّ صلى الله عَلَيه وسلم قَبْلَ مبْعَثِه . والسَّائِبُ بن عُبَيْد أَبُو شَافع المُطَّلبِيّ جَدّ الإِمَام الشَّافِعِيّ رَضِيَ الله عَنْهُ قيل : لَهُ صُحْبَةٌ . والسُّوبان : اسم وَادٍ وقد تَقَدَّمَ في السُّوبَة . المُسَيِّبُ بن حَزْن بن أَبِي وَهْب المَخْزُومِيّ كمحَدِّث : وَالِد الإِمام التَّابِعِيّ الجَلِيل سَعِيد له صُحْبَةٌ رَوَى عنهُ ابنهُ ويُفْتَح . قال بَعْضُ المُحدِّثين : أَهْل العِرَاق يَفْتَحُون وأَهْل المَدِينَة يَكْسِرُون ويَحْكُون عَنْه أَنه كَانَ يَقُول : سَيَّب اللهُ مَنْ سَيَّبَ أَبِي والكَسْر حَكَاهُ عِيَاض وابْن المَدِيني قاله شيخنا . ومما بقي عليه المُسَيَّبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ الله المَخْزُومِيّ أَخوُ السَّائِبِ أَسْلَم بَعْدَ خَيْبَر . والمُسَيَّبُ ابنُ عَمْرو أُمِّر عَلَى سَرِيَّة يُرْوَى ذلِكَ عن مُقَاتِل بْنِ سُلَيْمَان كَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد . وسَيَابَةُ أُمُّ يَعْلى بْنِ مُرَّة بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيّ وبِهَا يُعْرَفُ ويُكْنَى أَبا المَرَازِمِ
فصل الشين المعجمة من باب الموحدة
المَسكُ بالفَتْحِ : الجِلْدُ عامَّةً زاد الرّاغِبُ المُمْسِكُ للبَدَنِ
أَو خاصٌّ بالسَّخْلَةِ أي بجِلْدِها ثم كَثُرَ حتّى صارَ كُلُّ جِلْدٍ مَسكًا كذا في المُحْكَمِ فلا يُلْتَفَتُ إِلى دَعْوَى شَيخِنا في مرجُوحِيتِه
مُسُوكٌ ومُسُكٌ قال سلامَةُ بنُ جَنْدَل :
" فاقْنَى لعَلَّكِ أَنْ تَحْظَى وتَحْتَبِلِيفي سَحْبَلٍ مِنْ مُسُوكِ الضَّأْنِ مَنْجُوبِ ومنه قولُهم : أَنَا في مَسكِكَ إِنْ لَم أَفْعَلْ كذا وكذا وفي حَدِيثِ خَيبَر : فَغَيَّبُوا مَسكًا لحُيَي بنِ أَخْطَبَ فوَجَدُوه فقَتَل ابن أَبي الحُقَيق وسَبَى ذَرارِيَهُم قيل : كانَ فيهِ ذَخِيرَةٌ من صامِت وحُلِي قُوِّمَتْ بعَشْرَةِ آلافٍ كانَتْ أَوَّلاً في مَسْكِ حَمَلٍ ثُمّ في مسكِ ثَوْرٍ ثُمّ في مَسكِ جَمَلٍ وفي حَدِيث عَلِي رضي الله تَعالى عنه : ما كانَ فِراشِي إِلا مَسكَ كَبش أي جِلْدَه
والمَسكَةُ بهاءٍ : القِطْعَةُ مِنْه
ومن المَجازِ : يُقال : هم في مُسُوكِ الثَّعالِبِ أي : مَذْعُورُونَ خائِفُون وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ :
فيَوْمًا تَرانا في مُسُوكِ جِيادِنا ... ويَوماً تَرانَا في مُسُوكِ الثَّعالِبِ أي على مُسُوكِ جِيادِنا أي تَرانَا فُرساناً نُغِيرُ على أَدائِنا ثمَّ يَوماً ترانا خائِفِينَ
وفي المثل : لا يَعْجِزُ مَسكُ السَّوءِ عَنْ عَزفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَمُ رائِحَةً خَبِيثَةً يُضْرَبُ للرَّجُلِ اللَّئيمِ يَكْتُم لُؤْمَه جَهْدَه فيَظْهَرُ في أَفْعالِه
والمَسَكُ بالتَّحْرِيكِ : الذَّبْلُ والأَسْوِرَةُ والخَلاخِيلُ من القُرُونِ والعاجِ الواحِدُ بهاءٍ قال جَرِيرٌ :
تَرَى العَبَسَ الحَوْلِيَ جَوْناً بكُوعِها ... لَها مَسَكًا من غَيرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ وفي حَدِيثِ أبي عَمْرو النَّخَعِي رضي اللُّه تعالى عنه : رَأَيت النّعْمانَ بنَ المُنْذِرِ وعليه قُرطانِ ودُمْلُجانِ ومَسَكَتانِ وفي حَدِيث بَدْرٍ قال ابنُ عَوْف ومَعَه أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ : فأَحاطَ بِنا الأَنْصارُ حَتّى جَعَلُونا في مِثْلِ المَسَكَةِ أي جَعَلُونا في حَلْقة كالسِّوارِ وقال الأَزْهَرِيُّ : المَسَكُ الذَّبْلُ من العاجِ كهيئَةِ السِّوارِ تَجْعَله المرأَةُ في يَدَيْها فذلِكَ المَسَكُ والذَّبْلُ والقرون فإِن كانَ مِنْ عاج فهو مَسَك وعاج ووَقْفٌ وِإذا كانَ من ذَبْل فهو مَسَكٌ لا غير
والمِسكُ بالكَسرِ : طِيبٌ معروف وهو مُعَرَّبُ مُسْك بالضمِّ وسُكُونِ المُعْجَمة . قال الجَوْهَرِيّ : وكانَت العَرَبُ تُسَمِّيه المَشْمُومَ وفي الحَدِيثِ : أَطْيَبُ الطِّيبِ المِسكُ يُذَكَّرُ ويُؤَنث قال الجَوْهَرِيُّ : وأَما قَوْل جِرانِ العَوْدِ :
لقَدْ عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثَوْبُها ... جَدِيدٌ ومِنْ أَرْدانِها المِسكُ تَنْفَحُ
فإِنّه أَنَّثَه لأَنّه ذَهَبَ به إِلى رِيحِ المِسكِ
والقِطْعَةُ منه مِسكَةٌ مِسَكٌ كعِنَبٍ قال رُؤْبَةُ :
" أَحْرِ بِها أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ المِسَكْ هكذا قالَهُ الأَصْمَعي وقيل : هو بكَسرِ الميمِ والسِّينِ على إِرادَةِ الوَقْفِ كما قالَ :
" شُربَ النَّبِيذِ واعْتِقالاً بالرجِلْ وقال الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُ : اضطر إِلى تَحْرِيكِ السِّينِ فحَرَكَها بالفَتْحِ . مُقَو للقَلْبِ مُشَجِّعٌ للسَّوْداوِيِّينَ نافِعٌ للخَفَقانِ والرياحِ الغَلِيظَةِ في الأَمْعاءِ والسُّمُومِ والسُّدَدِ باهِي وِإذا طُلِيَ رَأسُ الإِحْلِيلِ بمَدُوفِه بدُهْنٍ خَيرِي كان غَرِيبًا
ودَواءٌ مُمًسّك كمُعَظمٍ : خُلِط بهِ مِسكٌ
ومَسَّكَه تَمْسِيكًا : طَيَّبَه به قال أَبو العَبّاسِ في قولِه صَلّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ في الحيضِ : " خُذِي فِرصَةً فتَمَسَّكِي بِها " وفي رِوايَةٍ : " خُذِي فِرصَةً مُمَسَّكَةً فتَطَيَّبِي بِها " يريدُ قِطْعَةً من المِسكِ وفي رواية " خُذِي فرصَةً مِنْ مِسكٍ فَتَطَيَّبِي بها " . وقال بَعْضُهم : " تَمَسَّكِي : تَطَيَّبِي من المِسكِ " وقالت طائِفَةٌ : هو من التَّمَسُّكِ باليَدِ وقيل : مُمَسَّكَةً أي مُتَحَمَّلَةً يعني تَحْتَمِلِينَها مَعَكِ وأَصْلُ الفِرصَةِ في الأَصْلِ القِطْعَةُ من الصّوفِ والقُطْنِ ونحوِ ذلك وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : المُمَسَّكَةُ : الخَلَقُ التي أمْسِكَتْ كَثِيرًا قال : كأَنَّه أَرادَ ألاّ يُستَعْمَلَ الجَدِيدُ من القُطْنِ والصُّوفِ للارْتِفاقِ بهِ في الغَزْلِ وغَيرِه ولأَنَّ الخَلَق أَصْلَحُ لذلك وأَوْفَقُ قال ابنُ الأَثِيرِ : وهذه الأَقْوالُ كُلُّها مُتَكًلّفَةٌ والذي عليهِ الفُقَهاءُ أَنَّ الحائِضَ عندَ الاغْتِسالِ من الحَيضِ يُستَحَبُّ لها أَنْ تَأْخُذَ شيئًا يَسِيرًا من المِسكِ تتطَيَّبُ به أَو فِرصَةً مُطَيَّبَةً من المِسكِ
ومَسَّكَة تَمْسِيكًا : أَعْطاه مُسكانًا بالضّمِّ : اسمٌ للعَرَبُونِ والجَمْعُ مَساكِينُ وجاءَ في الحَدِيث النَّهْي عن بَيعِ المُسكانِ وهو أَنْ يَشْتَرِيَ شَيئًا فيَدْفَعَ إِلى البائِعِ مَبلَغًا على أَنَّه إِنْ تَمَّ البَيعُ احْتُسِبَ مِن الثَّمَنِ وإِن لم يَتمّ كانَ للبائِعِ ولا يرتَجَعُ منه وقد ذُكِرَ ذلك في ع ر ب مُفَصَّلاً
ومِسكُ البَر ومِسكُ الجِنِّ : نَباتانِ الأَوَّلُ قالَ فيه أَبو حَنِيفَةَ : هو نَبتٌ أَطْيَبُ من الخُزامَى ونَباتُها نَباتُ القَفْعاءِ ولها زَهْرَةٌ مثلُ زَهْرَةِ المَروِ وقال مَرَّةً : هو نَباتٌ مِثْلُ العُسلُجِ سواء
ومَسَكَ بهِ وأَمسَكَ به وَتماسَكَ وَتمَسَّكَ واسْتَمْسَكَ ومَسَّكَ تَمْسِيكًا كُلُّه بمَعْنى احْتَبَسَ . وفي الصحاحِ : اعْتَصَمَ به وفي المُفْرَداتِ إِمْساكُ الشيء : التَّعَلُّقُ بهِ وحِفْظُه قال الله تعالَى : " فإمْساكٌ بمَعْرُوف أَو تَسرِيحٌ بإِحْسان " وقوله تعالى : " وُيمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ على الأَرْضِ إِلاّ بإذْنِه " أي يَحْفَظُها قالَ اللّه تَعالَى : " والَّذِينَُ يمَسِّكُونَ بالكِتابِ " أي : يَتَمَسَّكُونَ به وقال خالِدُ بنُ زُهَيرٍ :
فكُنْ مَعْقِلاً في قَوْمِكَ ابْنَ خُوَيْلِدٍ ... ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها وقال الأَزْهَريُّ في مَعْنَى الآيةِ : أي يُؤْمِنُونَ بهِ ويَحْكمُونَ بما فيهِ قال : وأَمّا قَوْلُه تعالَى : " ولاُ تمْسِكُوا بعِصَمِ الكَوافِرِ " فإِنَّ أَبا عَمرو وابنَ عامِر ويَعْقُوبَ الحَضْرَمِيَ قَرَءُوا " ولا تُمَسِّكُوا " بتَشْدِيدِها وخَفَّفَها الباقُونَ وشاهِدُ الاسْتِمساكِ قولُه تَعالى : " فقَدِ اسْتَمسَكَ بالعُروَةِ الوُثْقَى " وفي المُفْرداتِ : واسْتَمْسَكْتُ بالشيء : إِذا تَحَريت الإِمْسَاكَ ومنه قوله : " فاسْتَمْسِكْ بالذي أُوحِيَ إلَيكَ " وقوله تعالى : " فَهُم بهِ مُستَمْسِكُونَ " وفي المَثَلِ : سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيرٌ من حُسنِ الصِّرعَةِ . والمُسكَةُ بالضمِّ : ما يُتَمسّكُ به يُقال : لي فيه مُسكَةٌ أي : ما أتمَسَّكُ به
والمُسكَةُ أَيضاً : ما يُمْسِكُ الأَبْدانَ من الغِذاءِ والشَّرابِ أَو ما يُتَبَلَّغُ به منهُما وقد أمْسَكَُ يمْسِكُ إِمْساكًاوالمُسكَةُ : العَقْلُ الوافِر والرَأي يُقالُ : فُلانٌ ذُو مُسكَةٍ أي : رَأي وعَقْلٍ يرجع إِليه وفُلانٌ لا مُسكَةَ له أي : لا عَقْلَ له كالمَسكِ فِيهِما : أي كأَمِيرٍ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصواب كالمسكِ فيهما بالضم مُسَكٌ كصُرَدٍ
والمَسَكَةُ بالتَّحْرِيكِ : قِشْرَة تكونُ على وَجْهِ الصَّبي أَو المُهْرِ كالماسِكَةِ وقيل : هي كالسَّلَى يكونانِ فِيها وقال أَبو عُبَيدَةَ : الماسِكَةُ : الجِلْدَةُ التي تَكُونُ على رَأْسِ الوَلَدِ وعلى أَطْرافِ يَدَيْهِ فإِذا خَرَجَ الولَدُ من الماسِكَةِ والسَّلَى فهو بَقِيرٌ وِإذا خَرَج الولَدُ بلا ماسِكَةٍ ولا سَلًى فهو السَّلِيلُ
والمَسَكَة : المكانُ الصُّلْبُ في بِئْرٍ تَحْفِرُها والجَمْعُ مَسَكٌ قال ابنُ شُمَيل ويُقال : إِنّ بِئارَ بني فُلانٍ في مَسَك قال :
" اللّه أَرْواكَ وعبد الجَبّار
" تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَربُ المِنْقارْ
" في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هَارْ أَو المَسَكَةُ من البِئْرِ : الصّلْبَةُ التي لا تَحْتاجُ إِلى طَي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ويُضَمُّ فِيهما عن ابن دُرَيْدٍ
ومن المَجازِ : رَجُلٌ مَسِيكٌ كأَمِيرٍ وسِكيتٍ وهُمَزَةٍ وعُنُقٍ لغاتٌ أَربعة اقْتَصَر الجَوْهَريُّ منها على الثالثةِ : أي بَخِيلٌ وفي حَدِيث هِنْد بنْتِ عُتْبَةَ رضي اللّه عَنْها : إِنّ أَبا سُفْيانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ أي بَخِيلٌ يمْسِكُ ما في يَدَيْهِ لا يُعْطِيه أَحَدًا وهو مِثْلُ البَخِيلِ وَزْنًا ومَعْنًى وقال أَبو مُوَسى : إِنّه مِسِّيكٌ كسِكيتٍ أي : شَدِيدُ الإِمْساكِ وفي العُبابِ : كَثِيرُ البُخْلِ وهو من أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ وقيل : المَسِيكُ : البَخِيلُ كما جَنَحَ إِليه المُصَنِّفُ والمَحْفُوظُ الأول
وفيه إِمْساك ومُسكَةٌ بالضمِّ ومُسُكَةٌ بضمَّتَيْنِ وهُما عن اللِّحْياني
ومَساكٌ كسَحابٍ وسَحابَةٍ وكِتابٍ وكِتابَةٍ أي : بُخْل وَتمَسَّكَ بما لَدَيْهِ ضَنًّا به وهو مجاز قال ابنُ بَري : المَسَاكُ : الاسْمُ من الإِمْساكِ قال جَرِير :
عَمِرَتْ مُكَرَّمَةَ المِسَاكِ وفارَقَتْ ... ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إِقْتارُ ومن المَجازِ : قال أَبو عُبَيدَةَ : فَرَسٌ مُمْسَكُ الأَيامِنِ مُطْلَقُ الأَياسِر : مُحَجَّلُ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيمَنِ وهم يَكْرَهُونَه فإنْ كان مُحَجَّلَ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيْسَرِ قالُوا : هو مُمْسَكُ الأَياسِرِ مُطْلَقُ الأَيامِنِ وهم يَستَحِبّون ذلك
وكُلُّ قائِمَةٍ من الفَرَسِ فيها بَياضٌ فهي مُمْسَكَة كمُكْرَمَةٍ ؛ لأنَّها أُمْسِكَتْ على البَيَاض وفي اللِّسانِ بالبَياضِ وقِيلَ : هي أَنْ لا يَكُونَ فِيها بياضٌ وفي التَّهْذِيب : والمُطْلَقُ : كلُّ قائِمَة لَيس بها وَضَحٌ وقَوْمٌ يَجْعَلْونَ البَياضَ إِطْلاقًا والذي لا بَياضَ فيهِ إِمْساكًا وأَنْشَدَ :
" وجانِبٌ أُطْلِقَ بالبَيَاض
" وجانِبٌ أُمْسِكَ لا بَياض قالَ : وفِيهِ من الاخْتِلافِ على القَلْبِ كما وَصفْتُ في الإِمْساكِ
وأَمْسَكَه إِمْساكًا : حَبَسَه
وأَمْسَكَ عن الكَلامِ : سَكَتَ
والمَسَكُ مُحَرَّكَةً : المَوْضِعُ يُمْسِكُ الماءَ عن ابنِ الأَعْرابِي كالمَسَاكِ كسَحَابٍ وهذه عَنْ أَبي زَيْد
والمَسِيكُ مثل أَمِير قال أبو زَيْد : أَرض مَسِيكَةٌ : لا تُنَشِّفُ الماءَ لصَلابَتِها
والمُسَكُ كصُرَدٍ : جَمْعُ مُسَكَة كهُمَزَة لمَنْ إِذا أَمْسَكَ الشيء لم يُقْدَرْ عَلَى تَخْلِيصِه مِنْهُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ بعد تَفْسِيرِه بالبَخِيلِ قال : ويُقال : هو الّذِي لا يَتَعَلَّقُ بشيء فتتَخلَّصُ منه ولا يُنازِلُه مُنازِلٌ فيُفْلِتَ والجَمْعُ مُسَكٌ قالَ ابنُ بَريّ : التَّفْسِيرُ الثاني هو الصَّحِيحُ وهذا البِناءُ أَعْني مُسَكَةً يَخْتَصُّ بمن يَكْثُرُ منه الشيء مثل : الضُّحَكَةِ والهمَزَةِوسِقاءٌ مِسِّيكٌ كسِكِّيتٍ : كَثِيرُ الأَخْذِ للماءِ وقد مَسَكَ بفتح الشينِ مَسَاكَةً رواه أَبُو حَنِيفَةَ إِلاّ أَنّه لم يَضْبِطْهُ كسِكِّيت وكأَنَّ المُصَنِّفَ لاحَظَ مَعْنَى الكَثْرةِ فضَبَطَه على بِناءِ المُبالَغَةِ وإِلاّ فهو كأَمِيرٍ كما لأَبي زَيْد والزَّمَخْشَرِيِّ قال الأَخِيرُ : سِقاءٌ مَسِيكٌ : لا يَنْضَحُ وقال أَبو زَيْدٍ : المَسِيكُ من الأَساقِي : التي تَحْبِسُ الماءَ فلا تَنْضَحُ
ومِسكَوَيْهِ بالكسرِ كسِيبَوَيْهِ : عَلَمٌ جاءَ بالضَّبطَيْنِ الأَوّلُ للأَوّلِ والثّاني للأَخِيرِ ولو اقْتَصَرَ على الأَخِيرِ كانَ أَخْصَرَ
وماسِكانُ بكسرِ السِّينِ كما هو مَضْبُوطٌ والصوابُ بالْتِقاءِ الساكِنَين : ناحِيَةٌ بمَكْرانَ يُنْسَبُ إِليها الفانِيذُ نَقَلَه الصاغاني
وفَروَةُ بنُ مُسَيك كزُبَيرٍ المُرادِيُّ ثم الغُطَيفِي : صَحابي رضي الله عنه سَكَنَ الكُوفَةَ يُكْنَى أَبا عُمَيرٍ واسْتَعْمَلَه عُمَرُ رضي اللّهُ عنه
ومُسكانُ بالضّمِّ : شَيخٌ للشِّيعَةِ اسْمُه عَبدُ اللّه هكذا هو في العُبابِ وقال الحافِظُ : هو عَبدُ اللّه بنُ مُسكانَ من شُيُوخِ الشِّيعَةِ روى عن جَعْفَرِ بنِ مُحَمّد ذكره الأَمِير
وماسِك كصاحِب : اسمٌ قالَ ابنُ دُرَيْد : وقد سَمَّوْا ماسكًا ولم نَسمَعْ مَسَكْتُ في شِعْرٍ فَصِيحٍ ولا كَلامٍ إِلاّ أَنِّي أَحْسبه أنّه كما سًمّوْا مَسعُودا ولا يَقولُونَ إِلاّ أَسْعَدَهُ اللّه
ويُقال : بَيننا ماسِكة رَحِمٍ كما يُقال : مَاسَّةُ رحِمٍ وواشِجَةُ رَحِمٍ وهو مَجازٌ
ومن المَجازِ : هو حَسَكَةٌ مَسَكَة مُحَرَّكَتَيْنِ أي : شُجاعٌ ونَظِيرُه رَجُلٌ أَمَنَةٌ : يثق بكُلِّ أَحَدٍ والجمع حَسَكٌ مَسَكٌ ومِنْهُ قَوْلُ خَيفانَ بنِ عَرَانَةَ لعُثْمانَ رضي اللّه عنه لَمّا سَأَله : كَيفَ تَرَكْتَ أَفارِيقَ العَرَبِ في ذِي اليَمَنِ ؟ فقالَ : أَمّا هذا الحَيُ من بَلْحارِثِ بن كَعب فحَسَكٌ أَمْراسٌ ومَسَكٌ أَحْماسٌ تَتَلَظَّى المَنايَا في رِماحِهِم . وَصَفَهُم بالقُوَّةِ والمَنَعَةِ وأَنَّهُم لِمَنْ رامَهم كالشَّوْكِ الحادِّ الصُّلْبِ وهو الحَسَكُ وإِذا نازَلُوا أَحداً لم يُفْلِتْ منهم ولم يَتَخلَّصْ
وأَرض مَسِيكَةٌ كسَفِينَةٍ : لا تُنَشِّف الماءَ صَلابَةً عن أبي زَيْد وقد تَقدَّمَ
ويُقالُ : ما فِيهِ مِساكٌ ككِتابٍ ومُسكَةٌ بالضّم كِلاهُما عن ابنِ دُرَيْد زاد غَيرُه
ومَسِيكٌ كَأَمِير أي خَيرٌ يُرجَعُ إِلَيهِ ونَصُّ الجَمْهَرَةِ : خَيرٌ يُرجَى
ومما يُستَدْرَكُ عليه : المَسَك مُحَرَّكة : جُلودُ دابَّةٍ بَحْرِيَّةٍ كانت يُتَّخَذُ مِنْها شِبه الإِسْوِرَةِ
وَتمَسَّكَ به : تَطَيَّبَ
وثَوْبٌ مُمَسَّكٌ : مَصْبُوغٌ به وكذلك مَمسُوكٌ وقد مَسَكَه به نَقَله الزَّمَخْشَرِيّ
والمُمَسَّكَةُ : الخِرقَةُ الخَلَقُ التي أُمْسِكَتْ كَثِيرًا عن الزَّمَخْشَرِيِّ
وامْتَسَكَ به : اعْتَصَمَ قال زُهَيرٌ :
" بأي حَبل جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ وقال العَبّاسُ :
صَبَحْتُ بها القَوْمَ حَتّى امْتَسَك ... تُ بالأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَمِيلاَ وما تَمَاسَكَ أَنْ قالَ ذلِكَ أي : ما تَمالَكَ
وفي صِفَتِه صَلّى اللّهُ عليهِ وسَلّمَ بادِنٌ مُتَماسِكٌ أَرادَ أَنّه مَعَ بدانَتِه مُتَماسِكُ اللَّحْم ليس مُستَرخِيَه ولا مُنْفَضِجَه أي أَنَّه مُعْتَدِلُ الخَلْقِ كأَن أَعْضاءهُ يمْسِكُ بعضُها بعضًا
والمُسكَةُ بالضّمِّ : القُوَّةُ كالماسِكَةِ
وفيه مُسكَةٌ من خَيرٍ أي : بَقِيَّهٌ
وقولُ الحارِثِ بنِ حِلِّزَةَ :
ولَمّا أَنْ رَأَيْتُ سَراةَ قَوْمِي ... مَساكَى لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ قال ابنُ سِيدَه : يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَساكَى في بيتِه اسْمًا لجَمْعِ مَسِيك ويَجُوزُ أَن يُتَوَهَّمَ في الواحِدِ مَسكان فيكونَ من بابِ سَكارَى وحَيارَى
والمَسَكَةُ مُحَرَّكَةً : من إِذا نازَلَ أَحَدًا لم يُفْلِتْ منه ولم يَتَخَلَّصْوقال أَبو زَيْد : مَسَّكَ بالنّارِ تَمْسِيكًا وثَقَّبَ بها تَثْقِيبًا وذلِكَ إذا فَحَصَ لَها في الأَرْضِ ثمّ جَعَلَ عليها الرَّمادَ والبَعْرَ أَو الخَشَبَ أَو دَفَنَها في التّراب
وقال ابنُ شُمَيل : الأَرْضُ مَسَكٌ وطَرائِقُ فمَسَكَةٌ كَذّانَةٌ ومَسَكَةٌ مُشَاشَةٌ ومَسَكَةٌ حِجَارَةٌ ومَسَكَةٌ لَيِّنَةٌ وِإنَّما الأَرْضُ طَرائِقُ فكلُّ طَرِيقَة مَسَكَةٌ
والمَسَاكاتُ : التَّناهي في الأَرْضِ تُمْسِكُ ماءَ السَّماءِ
ويُقالُ للرَّجُلِ يَكُونُ مع القَوْمِ يَخُوضُونَ في الباطِلِ إِنَّ فيهِ لمُسكَةً عمّا هُمْ فِيهِ
ومَسِكٌ ككَتِفٍ : صُقْعٌ بالعِراقِ قُتِل فيهِ مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيرِ
ومَوْضِع آخرُ بدُجيلِ الأَهْوازِ حَيث كانَتْ وَقْعَةُ الحَجّاجِ وابنِ الأَشْعَثِ
وخَرَجَ في مُمَسَّكَةٍ أي : جُبَّة مُطَيَّبَة
وعَلَى ظَهْرِ الظَّبيَةِ جُدَّتانِ مِسكِنتَانِ أي : خُطَّتانِ سَوْداوانِ
وصِبغٌ مِسكِي
ومَسُكَ الرَّجُل مَساكَةً : صارَ بَخِيلاً
وِإنَّه لَذُو تَماسُكٍ : أي عَقْلٍ
وما في سِقائِه مُسكَةٌ من ماءٍ أي قَلِيلٌ منه
وما بِه تَماسك : إِذا لم يَكُن به خَيرٌ وهو مَجازٌ
وكادَ يَخْرُجُ مِنْ مَسكِه : للسَّرِيعِ وهو مَجازٌ
وقولُهم - في صِفَتِه تَعالى - : مِساكُ السَّماءِ مُوَلَّدَةٌ
والمِسكِيُّونَ : جَماعَةٌ مُحَدِّثُون نُسِبوا إِلى بَيعِ المِسكِ
ومُسَيكَةُ كجُهَينَةَ : من قُرَى عَسقَلانَ منها عَبدُ اللِّه بنُ خَلَفٍ المُسَيكِي الحافِظُ المَعْرُوفُ بابنِ بُصَيلَة سَمِعَ السِّلفِي وماتَ سنة 614
وأَحْمَدُ بنُ عَبدِ الدّائِمِ المُسَيكِي سَمِعَ مِنْه أَبُو حَيان وضَبَطَه
والأَمِيرُ عِزُّ الدِّينِ مُوسَك الهَكّارِيُّ أَحَدُ الأُمَراءِ الصَّلاحِيَّةِ وإِليه نُسِبَت القَنْطَرَةُ بمِصْر
وعطْوانُ بنُ مُسكانَ رَوَى حَدِيثَهُ يَحْيَى الحِمّاني هكذا ضَبَطَه الذَّهَبيُ تَبَعًا لعبد الغَني وضَبَطَه غيرُه بإِعْجامِ الشِّينِ