الصَّدْرُ : أعلى مُقدَّمِ كُلِّ شَيءٍ وأوَّلُه حتى أنهم ليقُولُون : صَدْرُ النّهَارِ والليلِ وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيْف وما أشبه ذلك ويقولون : أَخَذَ الأَمْرَ بصَدْرِه أي بأَوَّولِه والأُمورُ بصُدُورِهَا وهو مَجاز . وكُلُّ ما واجَهَكَ صَدْرٌ ومنه صَدْرُ الإنسان . من المجَاز : رَصَفْتُ صَدْرَ السَّهْمِ : الصَّدْرُ من السَّهْم : ما جَا وَ زَ مِن وَسَطِه إلى مُسْتدَقِّهِ وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُميَ به وسُمِّيَ بذلك لأنه المُتقَدِّمُ إذا رُمِيَ . وقيل : صَدْرُ السَّهْمِ : ما فَوقَ نِصْفِه إلى المَرَاشِ وعليه اقتصر الزَّمَخْشَرِيّ . الصَّدْرُ : حَذْفُ أَلفِ فاعِلُنْ في العُروضِ لمعاقَبَتِهَا نونَ فاعِلاتُنْ قال ابنُ سِيده : هذا قولُ الخَليل وإنما حُكمه أَن يَقُولَ : الصَّدْرُ : الأَلِف . المحذُوفَةُ لمُعَاقَبَتِها نونَ فاعِلاتُنْ . الصَّدْرُ : الطائِفَةُ من الشَّيْءِ الصَّدْرُ : الرُّجُوعُ كالمَصْدَرِ صَدَرَ يَصْدُرُ بالضَّمّ ويَصدِرُ بالكَسْر صُدُوراً وصَدْراً . والسْمُ من قَولِك صَدَرْتُ عن الماءِ وعن البلادِ الصَّدَرُ بالتَّحْرِيك يقال : صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدَراً ومَزْدَراً الأخيرةُ مُضارِعَةٌ قال :
" ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القليّ تَرْكُ ذِي الهوىمَتِينَ القُويَ خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا . ومنه طَوافُ الصَّدَرِ وهو طَوَافُ الإفَاضة . وقَدْ صَدَرَ غَيره وأصْدَرَهُ وصَدَّرَهُ والثانية أَعَلى فَصَدَرَ هو وفي التنزيل العزيزِ " حتى يَصْدُرَ الرِّعَاءُ " قال ابنُ سِيدَه : فإما أن يكون هذا على نِيَّةِ التَّعَدِّي كأنه قال : حتى يَصْدُرَ الرعاءُ إبِلَهُم ثم حذف المفعول وإما أن يكون يَصْدرُ هنا غير مُتعدٍّ لفظاً ولا معنى لأنَّهُم قالوا : صَدَرتُ عن الماءِ فلم يُعَدُّوه وفي الحديِث : " يَهْلِكُونَ مَهخْلَكاً واحداً ويَصْدُرُونَ مَصادِرَ شَتَّى " قال ابنُ الأثير : الصَّدَرُ بالتَّحْرِيك : رجُوعُ المُسَافِرِ من مَقْصِدِه والشارِبَةُ من الوِرْدِ : يَعْنَي يُخْسَف بهم جميعِهِم ثمّ يَصْدُرُونَ بعدَ الهَلَكَةِ مَصَادِرَ متفَرِّقَةً على قَدْرِ أعمالِهِم . وقال اللَّيْثُ : الصَّدَرُ : الانْصِرافُ عن الوِرْدِ وعن كُلِّ أَمْرٍ يقال : صَدَرُوا وأصْدَرْنَاهُمْ . وقال أبو عُبَيْد : صَدَرتُ عن البِلادِ وعن الماءِ صَدَراً وهو الاسمُ فإن أَردْتَ المصدَرَ جَزَمْتَ الدالَ وأنشدَ لابن مُقبلِ :
وليْلَة قد جَعَلْتُ الصُّبحَ مَوْعِدَها ... صَدْرَ المَطِيَّةِ حتى تَعْرِفَ السَّدَفا . قال ابنُ سِيده : وهذا عِيٌّ منه واخْتِلاطٌ . قلت : وقد وضَعَ منه بهذهِ المَقَالة في خِطبةِ كتابه المُحْكَمِ قفقال : وهل أوْحَشُ من هذه العِبارةَ ؟ أفْحَشُ من هذه الإشارةَ . وصَدْرُ الإنسانِ مُذَكَّرٌ فأما قولُ الأعشى :
وتَشْرَق بالقَوْلِ الذي قَدْ أذَعْنَته ... كما شَرِقتْ صَدْرُ القَنَاةِ من الدَّمِ فقال ابنُ سِيده : إِنما أنَّثَهُ على المعنى لأنّ صَدْرَ القَنَاةِ من القَنَاةِ وهو كقَوْلهم : ذَهَبتْ بعضُ أصابِعِه لأنهم يُؤنِّثُونَ الاسمَ المضافَ إلى المُؤَنَّثِ . والصُّدْرَةُ بالضَّمّ : الصَّدْرُ أو صُدْرَةُ الإِنْسَانِ : ما أَشْرَفَ من أعلاَه . أي أعْلَى صَدْرِه وعليه اقتصرَ الأَزْهَرِيّ قال : ومنه الصُّدْرَةُ التي تُلْبَسُ وهو ثَوبٌ م أي معروف ومن هذا قولُ الطّائِية وكانت تحتَ امرئِ القيسِ ففَفَرِكَتْه وقالت : إني ما عِلمْتُكَ إلا ثَقِيلَ الصُّدْرَةِ سريعَ الهِرَاقة بطيءَ الإفاقَةِ . وصَدَرَهُ يَصْدُرُه صَدْراً : أصابَ صَدْرَه ويقال : ضَرَبْتهُ فصَدَرْتُه أي أَصَبْتُ صَدْرَه . صُدِرَ كعُنيَ . شَكَاهُ فهو مَصْدَورٌ : يَشْكُو صَدْرَه وقال عُبيدُ اللهِ ابنُ عبدِ الله بنِ عُتْبَةَ :
" لابُدّ للمَصْدُورِ منْ أَنْ يَسْعُلاَيُريد أنّ من أُصيبَ صَدْرُه لا بدّ له أن يَسْعُلَ وذلك حينَ قيل له : حَتى متى تَقُولُ هذا الشِّعْرَ ؟ يعني أنه يَحدُث للإنسان حالٌ يتمثلُ فيه بالشِّعر وتَطِيبُ به نَفْسُه ولا يكاد يَمْتَنِعُ منه . وفي حديث الزُّهْرِيّ قيل له : " إنّ عُبَيْدَ اللهِ يقولُ الشِّعْرَ ؟ قال : ويَسْتَطيعُ المَصْدُورُ أن لا يَنْفُثَ ؟ " أي لا يَبْرق شَبَّه الشِّعَر بالنَّفْثِ لأنهما يَخرجان من الفمِ وفي حديث عَطَاءٍ قيل له : " رَجُلٌ مَصْدُرٌ يَنْهَزُ قَيحاً أحدثٌ هُو ؟ قال : لا " . يَعْنِي يَبزُقُ قَيْحاً . والأَصْدَرُ : العَظِيمُهُ أي الذي أَشْرَفَتْ صُدْرَتُه . والمُصَدَّرُ كمُعَظَّمٍ : القَوِيُّهُ الشَّدِيدُهُ ومنه حديثُ عبدِ المَلِكِ أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّرٍ وهو العَظِيمُ الصَّدْرِ . المُصَدَّرُ من الخَيْلِ : مَنْ بَلَغَ العَرَقُ صَدْرَه وبه فسر ابنُ الأعرابيّ قولَ طُفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً :
كأنه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ... سِيدٌ تَمَطَّرَ جِنحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ . ورَوَاه بعدَ ما صُدِّرْنَ على مالم يسَمَّ فاعِلُه أي أصابَ العَرَقُ صُدُورَهُنّ بعد ما عَرِقَ . وقال أبو سَعيدٍ : أي هَرَقْنَ صَدراً من العَرَقِ ولم يَسْتَفْرِغْنَه . وعليه اقتصر الصاغانيّ . والأجودُ في معناه : أي بَعْدَ ما سَبَقْنَ بصُدُورِهِنّ والعَرَقُ : الصَّفُّ من الخَيْلِ كذا في اللسان . المُصَدَّرُ : الأَبْيَضُ لَبَّةِ الصَّدْرِ من الغَنَمِ والخَيْلِ . أو هو السَّوْداءُ الصَّدْرِ من النِّعاجِ وسائِرُها أبيَضُ . ونعجةٌ مُصَدَّرَةٌ قاله أبو زيد . وتَصَدرَ الفَرَسُ وصدَّرَ . كلاهما : تَقَدمَ الخَيْلَ بِصدْرِه . وقال ابنُ الأعرابيّ : المُصَدَّرُ : السلبقُ من الخَيلِ ولم يَذْكُر الصَّدْرَ وهو مَجَاز وبه فُسَّر قولُ طُفيل الغَنَوِيّ السابِق . ومن المَجَاز : المُصَدَّرُ : الغَلِيظُ الصَّدْرِ من السِّهامِ . المُصَدَّرُ : أولُ القِداحِ الغُفْلِ التي ليست لها فُرضٌ ولا أَنْصِباءُ وإنما يُثَقَّلُ بها القِداحُ كَرَاهيةَ التُّهَمَةِ هذا قول اللَّحْيَانيّ . المُصَدَّرُ : الأسَدُ والذِّئْبُ لشدَّتِهما وقُوةِ صَدْرِهما . وتَصَدَّرَ الرجلُ : نصبَ صَدْرَه في الجُلُوِس . يقال : صَدَّرَهُ فَتصَدَّرَ : جلسَ في صَدْرِ المَجْلِسِ أي أعلاه . تَصَدَّرَ الفَرَسُ : تَقَدَّمَ الخَيْلَ بصَدْرِه كصدرَ تصديراً وسيأتي للمصنف في آخر المادة : صَدَّرَ الفَرَسُ فهو كالتكرار لأن المعنى واحدٌ . وصُدُورُ الوَادي : أعليه ومَقَادِمُه كصَدَائرِهِ عن ابن الأعرابيّ وأنشد :
أَ أَنْ غَرَّدَتْ في ربَطْنِ وَاد حَمَامَةٌ ... بكيتَ ولَمْ يَعْذرْكَ في الجَهْلِ عاذِرُ
تَعَاليْنَ في عُبْرِية تَلَعَ الضُّحَى ... عَلَى فَنَنٍ قد نَعَّمَتْه الصَّدَائِرُ جَمْعُ صَدَارةٍ وصَدِيرة وهكذا في النسخ والذي في اللسان : واحدُها صادِرَةٌ وصَديِرةٌ من المَجَاز قولهم : ماله صادِرٌ ولا وَارِدٌ أي ماله شَيءٌ وقال اللَّحْيَانيّ : ماله شَيءٌ ولا قَوْمٌ . من المَجَاز : طَريقٌ صادِرٌ . أي يَصْدُرُ بأهْلِهِ عن الماءِ كما يقال : طَريقٌ وارِدٌ يَرِدُهُ بهم قال لَبيدٌ يذكرُ نا قَتَيْن :
ثمَّ أَصْدَرْنا هُما في وَاردٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ قد مَثَلْ . أراد : في طَريقٍ يُوردُ فيه ويُصْدَرُ عن الماءِ فيه والوَهْمُ : الضَّخْمُ . والصَّدَرُ مُحركةً : اليَومُ الرّابِعُ من أيامِ النَّحْرِ لأن الناسَ يَصْدُرُونَ عن مكةَ إلى أماكِنِهِمْ وفي الحديث " للمُهَاجِرِ إقاَمةُ ثَلاثٍ بعدَ الصَّدَرِ " يعني بمكةَ بعدَ أن يَقضشيَ نُسُكَه . الصَّدَرُ : اسمٌ لجَمْعِ صادرِ قال أبوُ ذُؤَيْبٍ :
بأَطْيَبَ مِنها إذَا ما النُّجُو ... مُ أعْنقْنَ مِثلَ هَوَادي الصَّدَرْوالأصْدَرَانِ : عِرْقانِ يَضْرِبانِ تَحتَ الصُّدْغَيْنِ لا يُفْرَدُ لهما واحدٌ . وفي المَثَل : جاءَ يَضْرِبُ أَصْدَرَيهِ أي جاءَ فارغاً يَعْنَي عِطْفَيْه . وروَى أبو حاتمٍ : جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه و أزْدَرَيْه أي جاءَ فارِغاً قال : ولم يُدْرَ ما أصلُه : قال أبو حاتم : قال بعضهم : أصدَرَاهُ وأَزْدَرَاهُ وأَصْدَغاه . ولم يُعرفْ شيئاً منهنَّ ؟ وفي حديثِ الحَسَن " يَضْرِبُ أصْدَرَيْهِ " أي مَنْكِبَيْه ويُرْوَى أَسْدَرَيْه بالسين أيضاً . وصادِرٌ : ع وكذلك بُرقَةُ صَادِرٍ قال النّابِغَةُ :
لقَدْ قُلتُ للنَّعْمَانِ حِينَ لَقِيتُه ... يُريدُ بني حُنٍّ ببُرْقَةَ صادِرِ . صادِرَةُ بهاءٍ : اسمُ سِدْرَة معروفة . ومُصْدِرٌ كمُحْسِن : اسمُ جُمادى الأولى قال ابنُ سِيدهَ : أُرَاها عادِية . الصَّدَارُ ككتَابٍ : ثَوبٌ رَأْسُه كالمِقْنَعَةِ وأسْفَلُه يُغشى الصَّدْرَ والمنَكِبَينْ تَلبَسُه المَرأةُ قال الأَزْهَرِيّ : كانت المرأةُ الثَّكْلَى إذا فقدتْ حَمِيمَها فأَحَدَّتْ عليه لَبِسَتْ صِدَاراً من صُوقٍ وقال الرّاعي يَصفِ فَلاةً :
كأَنَّ العِرْمسَ الوَجنَاءَ فيهَا ... عجُولٌ خَرَّقَتْ عَنْهَا الصِّدَارَا . وقال ابنُ الأعْرَابيّ : المِجْوَلٌ : الصُّدْرَةُ وهي الصَّدَارُ والأصْدَة والعَربُ تقولُ القميص الصغيرِ والدَّرْعِ القَصِيرِ : الصُّدْرَةُ . وقال الأصمعيّ : يُقال لما يلي الصَّدْرَ من الدِّرْعِ : صِدَارٌ . وقال الجوهريّ : الصِّداَرُ : قَمِيصٌ صَغِيرٌ يَلي الجَسَدَ وفي المثل كُلُّ ذاتِ صِدارٍ خالَةٌ أي من حَقِّ الرجُلِ أن يَغَارَ على كُلِّ امرأة كما يَغارُ على حُرَمِه . الصِّدَارَةُ بهاءٍ : ة باليَمَامةِ لبني جَعْدَةَ . وبالفتح قَريةٌ من قُرَى اليَمنِ قاله الصّاغانيّ . من المَجاز : صدَّرَ كِتابه تَصْدِيراً وإذا جَعلَ له صَدْراً وصَدْرُ الكِتابِ : عُنْوانُه وأوله . صَدَّرَ بَعيِرَه تَصْيراً : شَدَّ حَبلاً من حِزامهِ إلى مَا ورَاءَ الكِرْكِرة وفي اللسَان : قال الليثُ : يقال : صَدَّرْ عن بَعيرِكَ وذلك إذا خَمُصَ بَطْنُه واضْطَرَبَ تَصْديُره فيُشَدّ حَبلٌ من التَّصْدِيرِ إلى ما وَرَاء الكِرْكِرَة فيَبَثُتُ التصْديرُ في مَوْضِعِه . وذلك الحَبْلُ يُقالُ له : السِّنَافُ ونقله الصاغانيّ في التكملة وسَلَّمَه . من المَجاز : صَدَّرَ الفَرَسُ تَصْدِيراً إذا بَرَزَ بِرأْسِه هكذا في سائر النُّسخ والصواب : بصَدْرِه كما في سائرِ الأُمهاتِ وسَبَقَ وفَرَسٌ مُصَدَّرٌ : سابِقٌ يتَقَدَّمُ الخَيلَ بصَدْرِه وأنشد قولَ طُفيل الغنويِّ السابقَ . وصَادَرَهُ على كذا من المالِ : طالبهُ بهِ . ومن كَلامِ كُتابِ الدَّواوين أن يُقالَ : صُودِرَ فُلانٌ العامِلُ على مال يُؤَدِّيه أي قُورِفَ على مالٍ ضَمِنَه . وصَدَرُ أو صُدَرُ كجَبَل أو زُفرَ : ة بيْتِ المقِْدسِ منها أبو عَمْرٍو لاحقُ بن الحُسَيْنِ بن عِمْرانَ ابن أبي الورْدِ الصدَريّ حَدّثَ عن المَحَامليّ وعنه الحاكم ماتَ بنواحِي خُوارَزْمَ
وصُدَارٌ كغُراب : ع قُرْبَ المدينةِ المشرَّفة على ساكنها أفضلُ الصّلاةِ والسّلام ومنه محمدُ بنُ عبْدِ اللهِ ابنِ الهادِ قلْت : هذا هو ابنُ الحَسَنِ المُثنى ويقال فيه أيضاً : الصُّرَاريّ براءَين فليُنْظَرْ . ومما يستدرك عليه : بَناتُ الصَّدْرِ : خَلَلُ عِظَامِه . وهو مجاَز . ورَجُلٌ بعيدُ الصَّدْرِ : لا يُعْطَفُ وهو على المَثَل . وصَدْرُ القدَمِ : مُقَدَّمُها ما بين أصابِعها إلى الحِمارَةِ . وصَدْرُ النَّعْلِ : ما قُدَّامُ الخُرْتِ منها . ويومٌ كصَدْرِ الرُّمْحِ : ضَيِّقٌ شَديدٌ قال ثَعْلَبٌ : هذا يَوْمٌ تُخَصُّ به الحَرْبُ قال : وأنْشَدَني ابن الأعرابيّ :
ويَوْمٍ كصَدْرِ الرُّمْحِ قِصَّرْتُ طُولَه ... بلَيْلى فلَهّانِي وما كُنْتُ لاهِياوالتَّصْديرُ : حِزَامُ الرَّحْلِ والهَوْدَجِ قال سيبويه : فأمّا قولُهُم : التَّزْديِرُ فعَلى المُضَارَعَة وليسَتْ بلُغَة . وقال الأصْمَعِيّ : وفي الرَّحْلِ حِزامُ يقالُ له التَّصْديرُ قال : والوَضينُ والبِطَانُ للقَتَبِ وأكثرُ ما يُقال الحِزامُ للسَّرْجِ . والصِّدأرُ : سِمةٌ على صَدْر البَعير . وفي المثل : ترَكْتهُ على مثْلِ ليلةِ الصَّدَرِ " أي لا شْيءَ له . والمَصْدَرُ بالفتح : مَوْضع الصُّدُورِ وهو الانصرافُ ومنه مَصادِرُ الأفْعال . وقال الليث : المَصْدّرُ : أصلُ الكلمةِ التي تَصْدرُعنها صَوادِرُ الأفعال . وفي الحديث " كانتْ له رَكْوَةٌ تُسمَّى الصادرَ " سُميت به لأنّه يُصْدَرُ عنها بالرِّي ومنه : فأصْدَرْنا ركابنا . أي صُرِفْنا رِواءً فلم نَحْتجْ إلى المُقَامِ بها للماءِ . ويُقَالُ للّذي يَبْتديءُ أمراً ثم لا يُتِمُّه : فلانٌ يُورِدُ ولا يُصْدِرُ . فإذا أتَمَّه قيل : أوْرَدَ وأصْدَرَ . ورجل مُصْدِرٌ : مُتِمٌّ لللأمورِ وهو مجاز . وصَدَروا إلى المَكانِ : صاروا إليه قاله ابن عَرَفَةَ
والصّادِرُ : المُنْصَرِفُ وتصادَرُوا . وطَعَنَه بصَدْرِ القناةِ وهو مَجَازٌ . وهو يَعرِف موارِدَ الأمورِ ومصادِرَها . وصادَرْتُ فلاناً من هذا الأمْرِ على نُجْحٍ وتَصادَرُوا على ما شاءُوا . وهؤلاءِ صُدْرَةُ القوْمِ : مُقَّدَّموهُم وصَدْرُ القوْمِ : رَئيسُهم كالمُصَدَّر ومنه : صَدْرُ الصُّدُورِ : للقائمِ بأعْباءِ المُلْكِ . والصَّدَارَةُ بالفتح : التَّقَدُّمُ . والصُّدَيْرَةُ تصغير الصُّدْرَة لما يلي الجَسَدَ من القَميصِ القَصير
مَصَرَ النّاقةَ أَو الشّاةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصرَها وامْتَصَرَها : حلبَها بأَطرافِ الأَصابع الثَّلاث . وقيل هو أن تأخذ الضَّرعَ بكفِّك وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوقَ أَصابعِكَ أو هو الحَلْبُ بالإبهام والسَّبّابة فقط . وقال الليث : المَصْر : حَلْبٌ بأَطراف الأَصابع والسَّبّابة والوُسطى والإبهام ونحو ذلك . وفي حديث عبد الملك قال لحالب ناقته : كيف تحلُبها مَصراً أم فَطْراً وهي ماصِرٌ ومَصورٌ : بطيئةُ خروجِ اللَّبَنِ وكذا الشاةُ والبقرةُ وخصَّ بعضهم به المِعزَى ج مِصارٌ ومَصائِرُ كقِلاصٍ وقَلائِص . قال الأَصمعيّ : ناقة مَصورٌ وهي التي يتَمَصَّر لبنُها أي يُحلَب قليلاً قليلاً لأَنَّ لبنَها بطيءُ الخروج . وقال أبو زيد : المَصورُ : من المَعْزِ خاصَّة دون الضّأن وهي التي قد غرَزَت إلاّ قليلاً . قال : ومثلُها من الضَّأنِ الجَدودُ . ويقال : مَصَّرَت العَنْزُ تمْصيراً أي صارت مَصوراً . ويقال : نعجَة ماصرٌ ولَجْبَةٌ وجَدودُ وغَروزُ أي قليلةُ اللَّبَنِ . وقال ابن القطّاع : ومَصَرَت العَنْزُ مُصُوراً وأمْصَرَت : قَلَّ لبَنُها . والتَمَصُّرُ : القليل من كلِّ شيءٍ . قال ابن سِيدَه : هذا تعبير أهل اللغة والصحيح التَّمَصُّر : القِلَّة والتَمَصُّر : التَتَبُّع والتَمَصُّر : التَفَرُّق يقال : جاءت الإبلُ إلى الحَوضِ مُتَمَصِّرَةً ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . والتَمَصُّر : حَلْبُ بقايا اللَّبَن في الضَّرْع بعد الدَّرِّ . وصار مستعملاً في التَتَبُّع . والتَّمصير : التَّقليل . والتَّمصير : قَطْعُ العَطِيَّة قليلاً قليلاً يقال : مَصَّرَ عليه العَطاءَ تَمْصيراً إذا قَلَّله وفرَّقَه قليلاً قليلاً . ومَصَّرَ الرَّجلُ عَطِيَّتَه : قطَّعَها قليلاً قليلاً وهو مَجاز . ومُصِرَ الفرَسُ كعُنِيَ : استُخرِجَ جَريُه . والمُصارَةُ بالضَّمّ : الموضع الذي تُمْصَرُ فيه الخَيلُ حكاه صاحب العين . والمِصر بالكسر : الحاجز والحَدُّ بين الشيئين . قال أُمَيَّة يذكر حِكمة الخالق تبارك وتعالى :
والأَرضَ سوَّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها ... تحتَ السَّماءِ سَواءً مثلَ ما ثَقَلا
وجعلَ الشَّمسَ مِصراً لا خَفاءَ به ... بين النَّهارِ وبينَ الليلِ قدْ فَصَلا قال ابن بَرِّيّ : البيت لعَدِيّ بن زيدٍ العِباديّ وقد أوردَه الجَوْهَرِيّ وجاعل الشَّمس والذي في شعرِه : وجَعَل الشِّمس وهكذا أوردَه ابن سِيدَه أَيضاً . كالمَاصِر . وقال الصَّاغانِيّ : والماصِرانِ : الحَدَّان . والمِصْر : الحَدُّ في كلِّ شيءٍ وقيل : بينَ الأَرْضَيْنِ خاصَّةً والجمع المُصور . والمِصرُ : الوِعاءُ عن كُراع وقال الليث : المِصر في كلام العَرَب : الكورة تقام فيها الحدود ويُقسم فيها الفيءُ والصَّدقاتُ من غير مؤامرة الخليفة . والمِصر : الطِّينُ الأَحمر . والمُمَصَّر كمُعَظَّم : الثوب المصبوغ به أو بحُمرةٍ خفيفة . وفي التهذيب : ثوبٌ ممَصَّر : مصبوغ بالعِشْرِق وهو نباتٌ أَحمرُ طيِّب الرائحة تستعملُه العرائسُ . وقال أبو عبيد : الثِّياب المُمَصَّرة : التي فيها شيءٌ من صُفرَةٍ ليستْ بالكثيرة . وقال شَمِرٌ : المُمَصَّر من الثياب : ما كان مصبوغاً فغُسِلَ ومنه الحديث : " ينزِلُ عيسى عليه السّلامُ بينَ مُمَصَّرتينِ " ومَصَّروا المكانَ تمْصيراً : جعلوه مِصراً فتَمَصَّرَ : صار مِصراً . وكان عمر رضي الله عنه قد مَصَّرَ الأَمصارَ منها البصرة والكوفة وقال الجوهريّ فلانٌ مصَّرَ الأَمصارَ كما يقال : مَدَّنَ المُدُنَومِصْرُ : الكَسرُ فيها أَشهر فلا يُتَوَهَّم فيها غيره كما قاله شيخنا قلتُ : والعامَّة تفتحها هي المدينة المعروفة الآن سُمِّيَتْ بذلك لتَمَصُّرها أي تَمَدُّنها أو لأنَّه بناها المِصرُ بنُ نوح عليه السلام فسُمِّيت به . قال ابن سِيدَه ولا أدري كيفَ ذاكَ وفي الرَّوضِ : إنَّها سُمِّيَت باسم بانيها ونقل شيخنا عن الجاحِظ في تعليل تسميتها : لِمَصيرِ الناس إليها . وهو لا يخلو عن نظرٍ . وفي المقدمة الفاضليّة لابن الجوّانيّ النّسَّابة عند ذكر نسب القبط ما نَصُّه : وذكرَ أَبو هاشمٍ أَحمدُ بن جعفر العبّاسيُّ الصّالحيُّ النَّسّابةُ قِبْطَ مِصرَ في كتابه فقال : هم ولَدُ قِبْطَ بن مِصرَ بن قُوط بن حام وأَنَّ مِصرَ هذا هو الذي سُمِّيَتْ مِصرُ به مِصْرَ . وذكرَ شيوخُ التَّواريخ وغيرُهم أَنَّ الذي سُمِّيَتْ مِصْرً به هو مِصرُ بن بَيْصَرَ بن حام . انتهى . وقرأت في بعض تواريخ مِصْرَ ما نَصُّه : واختلف أَهلُ العلم في المعنى الذي لأَجله سُمِّيَت هذه الأرض بمِصْرَ فقيل : سَمِّيَت بمِصْرَيْم بن مُركَايِل وهو الأَوّل وقيل بل سُمِّيَت بمِصر الثاني . وهو مِصرام بن نقراوش بن مصْريم الأَوّل وعلى اسمه تسمَّى مِصْرُ بن بَيْصَر وقيل : بل سُمِّيَت باسم مِصر الثالث وهو مصرُ بن بَيْصَر بن حام بن نوح وهو أبو قِبطِيم بن مِصر الذي وَلِيَ المُلْك بعدَه وإليه يُنْسَب القبط . وقال الحافظ أَبو الخَطَّاب بن دِحيةَ : مِصرُ أَخْصَب بلاد الله وسمّاها الله تعالى بمِصْرَ وهي هذه دون غيرها ومن أَسمائها أُمّ البلاد والأَرضُ المُباركة وغَوْثُ العِبادِ وأُمّ خَنُّور وتفسيره : النِّعمة الكثيرة وذلك لما فيها من الخيرات التي لا توجد في غيرها وساكِنُها لا يخلو من خير يَدِرُّ عليه فيها فكأَنَّها البقرة الحَلوبُ النافعة وكانت فيما مضى أَكثر من ثمانين كورَةً عامِرَةً قبلَ الإسلام ثمَّ تقهقرت حتّى استقرَّت في أَوّل الإسلام على أَربعين كورَةً . وفي المائةِ التاسعة استقرَّت على ستَّةٍ وعشرين عملاً . وأما عِدَّة القرى التي تأخَرَت إلى سنة سبعٍ وثلاثين وثمانمائة فحُرِّرَت لمّا أَمَرَ الملك الأَشرف بِرِسباي كُتَّابَ الدَّواوين والجُيوش المِصريَّة بضبطِ وإحصاءِ قُرى مِصْرَ كلّها قبليّها وبحْريّها فكانت أَلفين ومائتين وسبعينَ قريةً . وأَلَّفَ الأَسْعَدُ بن ممّاتي كتاباً سمّاه قَوانين الدَّواوين وهو في أَربعة أَجزاءٍ ضخمةٍ والذي هو موجود في أَيدي الناس مختَصرُهُ في جزءٍ لطيف ذكر في الأصل ما أَحصاه من القرى من أَيّام السلطان صلاح الدِّين يوسُف بن أَيُّوب أربعة آلاف ضيعة وعيَّنَ مساحتَها ومتحصِّلاتِها من عين وغلَّة واحدةً واحدةً . وأَمّا حدودُها ومساحةُ أَرضِها وذِكْرُ كُوَرِها فقد تكَفَّل به كتاب الخِطَط للمَقريزيّ وتقويم البلدان للملك المُؤَيّد فراجِعْهُما فإنَّ هذا المحل لا يتحمَّل أكثر مما ذكرناه . وهي تُصرَف وقد لا تُصرَف وتؤَنَّث . وقد تُذَكَّر عن ابن السَّرَّاج . قال سيبويه : في قوله تعالى " اهْبِطُوا مِصْراً " قال أبو إسحاق : الأَكثر في القراءة إثبات الألف قال : وفيه وجهان جائزان يُرادُ بها مِصرٌ من الأَمصار لأَنَّهم كانوا في تيهٍ قال وجائزٌ أَنْ يكونَ أَرادَ مِصْرَ بعينِها فجعلَ مصراً اسماً للبلد فصَرَفَ لأَنَّه مذّكَّر ومَنْ قرأَ مِصْرَ بغير أَلِفٍ أَرادَ مِصْرَ بعينِها كما قال : " ادْخُلوا مِصْرَ إنْ شاءَ اللهُ " ولم يُصرَف لأَنَّه اسمُ المدينة فهو مُذَكَّر سُمِّيَ به مؤنَّث . وحُمُرٌ مَصارٍ ومَصارِيُّ جمع مِصرِيّ عن كُراع . والمِصرانِ : الكوفةُ والبَصْرَة . وقال ابن الأَعرابيّ : قيل لهما المِصرانِ لأَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قال : لا تجعلوا البحرَ فيما بيني وبينكم مَصِّروها أَي صَيِّروها مِصراً بين البحر وبيني أي حَدّاً وبه فُسِّرَ حديثُ المَواقيت : " لما فُتِحَ هذانِ المِصران يريد بهما الكوفة والبَصرة . ويَزيدُ ذُو مِصْرٍ بالكسر : مُحَدِّث فَرْدٌ روى حديثاً في الأَضاحي عن عُيَيْنَة بن عَبْد قاله الحافظ . والمَصيرُ كأَمير : المِعى وخصَّ بعضُهم به الطَّيْرَ وذوات الخُفِّ والظِّلْف ج أَمْصِرَةٌ ومُصرانٌ بضمّ الميم مثل رغيف وأَرغِفَة ورُغْفان وجج أي جَمْع الجَمْع مَصارينُ عندسيبويه وقال الليث : المَصارينُ خطأٌ . قال الأَزهريّ المَصارين جمع المُصرانِ جَمَعَتْه العرَبُ كذلك على توَهُّم النون أنها أَصليّة . وقال بعضُهم : مصيرٌ إنَّما هو مَفْعِلٌ من صار إليه الطَّعامُ وإنَّما قالوا مُصرانٌ كما قالوا في جميع مَسيلِ الماءِ مُسلانٌ شَبَّهوا مَفْعِلاً بفَعيل ولذلك قالوا قَعودٌ وقِعدانٌ ثم قَعادينُ جمْع الجمْع . وكذلك توَهَّموا الميمَ في المَصير أَنَّها أَصليّة فجمعوها على مُصرانٍ كما قالوا لجماعة مَصادِ الجبلِ مُصْدانٌ . وقال الصَّاغانِيّ : المِصرانُ بالكسر لُغةٌ في المُصرانِ بالضّمّ جمع مَصير عن الفَرّاءِ . ومُصْرانُ الفأْرِ بالضّمّ : تَمْرٌ رديءٌ على التَّشبيه . والمَصِيرَة : ع بساحل بحر فارس نقله الصاغانيّ . ويقولون : اشترى الدَّارَ بمُصُورِها أي بحدودها جمع مِصرٍ وهو الحَدّ هكذا يكتبون أَهلُ مصرَ في شروطِهم وكذا أَهلُ هَجَر . وقالوا : غُرَّةُ الفَرَس إذا كانت تَدِقُّ من مَوضِعٍ وتَغلُظ وتتَّسعُ من موضع آخر فهي مُتَمَصِّرَة لِتَفَرُّقِها . ويقال : جاءَت إِبلُ مُتَمَصِّرَة إلى الحوض ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . وامَّصَرَ الغَزْلُ بتشديد الميم كافتعَلَ إذا تَمَسَّخَ أي تَقَطَّع . ومما يستدرك عليه : قال ابن السِّكّيت : المَصْرُ : حَلْبُ كلِّ ما في الضَّرْعِ ومنه حديث علي : لا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذلك بولدِها يريد لا يُكثَرُ من أَخذ لبنها . والمَصْرُ : قِلَّةُ اللَّبَن . وقال أبو سعيد : المَصْرُ : تَقَطُّع الغزل وتَمَسُّخُه . والمُمَصَّرَة : كُبَّة الغَزْلِ . والتَّمْصيرُ في الثِّياب : أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً . ومِصْرٌ : أحد أولادِ نوح عليه السلام . قال ابن سِيدَه : ولست منه على ثقة قلت قد تقدّم ما فيه . وفي التهذيب : والمَاصِرُ في كلامهم : الحَبْلُ يُلْقى في الماء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها ما عليه من حقِّ السّلطان هذا في دجلة والفرات . ويقال : لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها أي هي قليلةٌ فهم يَتَبَلَّغونَ بها كذا في التكملة وكذلك يتَمَصَّرونَها قاله الزمخشريّ وهو مَجاز . وعَطاءٌ مَصورٌ كصَبور : قليلٌ وهو مَجاز . بويه وقال الليث : المَصارينُ خطأٌ . قال الأَزهريّ المَصارين جمع المُصرانِ جَمَعَتْه العرَبُ كذلك على توَهُّم النون أنها أَصليّة . وقال بعضُهم : مصيرٌ إنَّما هو مَفْعِلٌ من صار إليه الطَّعامُ وإنَّما قالوا مُصرانٌ كما قالوا في جميع مَسيلِ الماءِ مُسلانٌ شَبَّهوا مَفْعِلاً بفَعيل ولذلك قالوا قَعودٌ وقِعدانٌ ثم قَعادينُ جمْع الجمْع . وكذلك توَهَّموا الميمَ في المَصير أَنَّها أَصليّة فجمعوها على مُصرانٍ كما قالوا لجماعة مَصادِ الجبلِ مُصْدانٌ . وقال الصَّاغانِيّ : المِصرانُ بالكسر لُغةٌ في المُصرانِ بالضّمّ جمع مَصير عن الفَرّاءِ . ومُصْرانُ الفأْرِ بالضّمّ : تَمْرٌ رديءٌ على التَّشبيه . والمَصِيرَة : ع بساحل بحر فارس نقله الصاغانيّ . ويقولون : اشترى الدَّارَ بمُصُورِها أي بحدودها جمع مِصرٍ وهو الحَدّ هكذا يكتبون أَهلُ مصرَ في شروطِهم وكذا أَهلُ هَجَر . وقالوا : غُرَّةُ الفَرَس إذا كانت تَدِقُّ من مَوضِعٍ وتَغلُظ وتتَّسعُ من موضع آخر فهي مُتَمَصِّرَة لِتَفَرُّقِها . ويقال : جاءَت إِبلُ مُتَمَصِّرَة إلى الحوض ومُمْصِرَة أي متفرِّقة . وامَّصَرَ الغَزْلُ بتشديد الميم كافتعَلَ إذا تَمَسَّخَ أي تَقَطَّع . ومما يستدرك عليه : قال ابن السِّكّيت : المَصْرُ : حَلْبُ كلِّ ما في الضَّرْعِ ومنه حديث علي : لا يُمْصَرُ لبَنُها فيَضُرَّ ذلك بولدِها يريد لا يُكثَرُ من أَخذ لبنها . والمَصْرُ : قِلَّةُ اللَّبَن . وقال أبو سعيد : المَصْرُ : تَقَطُّع الغزل وتَمَسُّخُه . والمُمَصَّرَة : كُبَّة الغَزْلِ . والتَّمْصيرُ في الثِّياب : أَنْ تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غير بِلىً . ومِصْرٌ : أحد أولادِ نوح عليه السلام . قال ابن سِيدَه : ولست منه على ثقة قلت قد تقدّم ما فيه . وفي التهذيب : والمَاصِرُ في كلامهم : الحَبْلُ يُلْقى في الماء لِيَمْنَعَ السُّفُنَ عن السَّيْرِ حتّى يُؤَدِّيَ صاحبُها ما عليه من حقِّ السّلطان هذا في دجلة والفرات . ويقال : لهُم غَلَّةٌ يَمْتَصرونَها أي هي قليلةٌ فهم يَتَبَلَّغونَ بها كذا في التكملة وكذلك يتَمَصَّرونَها قاله الزمخشريّ وهو مَجاز . وعَطاءٌ مَصورٌ كصَبور : قليلٌ وهو مَجاز