فصل القاف مع الدال المهملة ق ت د
القَتَادُ كسَحَابٍ : شَجَرٌ صُلْبٌ له شَوَْكةٌ كالإِبَرِ وجَنَاةٌ كجَنَاةِ السَّمُرِ يَنْبُتُ بِنَجْدٍ وتِهامَةَ واحِدَتُه قَتَادَةٌ . وقال أَبو زيادٍ : مِنَ العِضَاهِ القَتَادُ وهو ضَرْبانِ فَأَمَّا القَتَادُ الضِّخامُ فإِنه يَخْرُجُ له خَشَبٌ عِظامٌ وشَوْكَةٌ حَجْنَاءُ قصيرةٌ وأَمّا القَتَادُ الآخَرُ فإِنه يَنْبُتُ صُعُداً لا يَنْفَرِشُ منه شْيءٌ وهو قُضْبَانٌ مَجْتَمِعةٌ كلُّ قَضيبٍ منها مَلآنُ ما بَيْنَ أَعْلاَه وأَسْفَلِه شَوْكاً . وفي المَثل مِنْ دُونِ ذلكَ خَرْطُ القَتَادِ وهو صِنْفَانِ فالأَعظَمُ هو الشجَرُ الذي له شَوْكٌ والأَصغَرُ هو الذي له نَفَّاخَةٌ كنَفَّاخَةِ العُشَر . عن أَبي حَنيفَةَ إِبلٌ قَتَادِيَّةٌ : تأْكُلها أَي الشَّوْكَة . والذي في الأُمّهات اللُّغوِيَة : تَأْكُله أَي القَتَادَ والتَّقْتِيدُ : أَنْ تَقْطَعَه أَي القَتَادَ فتُحْرِقَه أَي شَوْكَه فَتَعْلِفَه الإِبلَ فتَسْمَن عليه وذلك عند الجَدْبِ قال :
يَا رَبِّ سَلِّمْنِي مِنَ التَّقْتِيدِ قال الأَزهريّ : والقَتَادُ شَجَرٌ ذو شَوْكٍ لا تَأْكُله الإِبلُ إِلاَّ في عام جَدْبٍ فَيجيءُ الرجُلُ ويُضْرِم فيه النَّارَ حتى يُحْرِق شَوْكَه ثم يُرْعِيه إِبلَه ويُسَمَّى ذلك التَّقْتِيدَ . وقد قُتِّدَ القَتَادُ إِذَا لَوِّحَ أَطرافُه بالنَّار . قال الشاعِرُ يَصِف إِبلَه وسَقْيَه للناسِ أَلبانَها في سَنَةِ المَحْل : وَتَرَى لَهَا زَمَنَ القَتَادِ عَلَى الشَّرَى رَخَماً وَلاَ يَحْيَا لَهَا فُصُلُ قوله : وترى لها رَخَماً على الشَّرَى يعني الرَّغْوَةَ شَبَّهها في بَياضِها بالرَّخم وهو طيرٌ بِيضٌ . وقوله : لا يَحْيَا لها فُصُل لأَنَّه يُؤْثِر بأَلبانِها أَضيافَه ويَنْحَر فُصْلاَنَها ولا يَقْتَنِيها إلى أَنْ يَحيا الناسُ . وقَتِدَت الإِبلُ كفَرِح قَتَداً فهي إِبلٌ قَتِدَةٌ وقَتَادَى كسَكَارى وفَرِحَة : اشْتكَتْ بُطُونَها من أَكْلِه أَي القَتادِ كما يُقَال رَمِثَةٌ ورَمَاثَى . أَقتادٌ وأَقْتُدٌ وقُتُودٌ هكذا في سائرِ النُّسخ التي بأيدينا بل راجَعْت الأُصولَ منها المقروءَةَ المُصحَّحَةَ فوجدْتُها هكذا وهو صَرِيحٌ في أَن هذه الجموعَ لِقَتادٍ بمعنى الشجَرِ وهذا لا قائلَ به ولا يَعْضُدُه سَماعٌ ولا قِياسٌ وراجعتُ في الصحاح واللسانِ وغيرِهما من الأُمَّهاتِ فظهََر لي من المراجعةِ أَنّ في عِبَارَةِ المُصَنِّف سَقطاً وهو أَن يُقَال : القَتَدُ المُصَنِّف سَقطاً وهو أَن يُقَال : القَتَدُ مُحَرَّكةً ويُكسر خَشَبُ الرَّحْلِ وقيل : جَمِيع أَداتِه . وأَقْتَادٌ وأَقْتُدٌ وقُتُود . وحينئذ تستقيمُ العِبَارَةُ ويَرْتفع الإشكالُ وكان ذلك قَبْلَ مُرَاجَعتي لحاشيةِ شيخِنا المرحومِ ظَنًّا مني أَنَّ مِثْلَ هذِه لا يتعرَّضُ لها ثم رأَيْتُه ذَهبَ إلى ما ذَهَبتُ إِليه وراجَعَ الأُصولَ والنُّسَخَ المَقْرُوءَةَ المُصحَّحةَ فلم يَجِد فيها إلاَّ العِبارَةَ المذكورة بِعَيْنِها فقال : والظاهر أَنَّه سَهْوٌ وسَبْقُ قَلَمٍ كاَنَّه قَدَّم وأَخَّر في عِبارة الجوهَريِّ وأَسقَطَ بعضَها وهو مُفْرَدُ هذه الجموعِ فإِنها جُموعٌ لِقَتدٍ مُحرَّكَةً وهو خَشَبُ الرَّحْلِ لا للقَتَادِ الذي هو الشَجَرُ الشائكُ ففي الصحاح : القَتَدُ أَي مُحَرَّكةً : خَشَبُ الرَّحْلِ وجَمْعُه أَقتادٌ وقُتُودٌ ومثلُه في كثيرٍ من أُمَّهاتِ اللُّغَةِ وهذا هو الصَّوابُ سَماعاً وقِياساً . قلت : وعِبارةُ اللّسانِ بعدَ قولِه : اشتكت بُطُونَها ما نَصُّها : والقَتَدُ والقِتْدُ الأَخِيرةُ عن كُرَاع : خَشَبُ الرَّحْلِ وقيل : القَتَد : مِن أَدَواتِ الرَّحْلِ وقيل : القَتَد : مِن أَدَواتِ الرَّحْلِ وقيل : جَمِيعُ أَداتِه والجَمْعُ أَقْتَادٌ وأَقْتُدٌ وقُتُودٌ قال الطِّرِمَّاحُ :
قَطِرَتْ وَأَدْرَجَها الوَجِيفُ وضَمَّها ... شَدُّ النُّسُوعِ إِلى شُجُورِ الأَقْتُد وقال النابِغةُ : وَانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرَانَةٍ أُجُدِ وقال الراجز :
كَأَنَّنِي ضَمَّنْتُ هقْلاً عُوْهَقَا ... أَقْتَادَ رَحْلِي أَو كُدُرًّا مُحْنِقَاوأَبو قَتادَة : الحارِثُ بنُ رِبْعِيٍّ السُّلَمِيُّ الأَنْصَاريُّ صَحَابِيٌّ رضي اللهُ عنه وقال ابنُ الكلبيّ وابنُ إسحاقَ : اسمُه النُّعمَانُ . وقال بعضهم : شَهِدَ بَدْراً ولم يذكره ابنُ إِسحاقَ ولا ابْنُ عُقْبَةَ في البَدْرِيِّينَ توفِّيَ سنةَ أَربعٍ وخمسين . أَبو الخَطَّابِ قَتَادَة بن دِعَامَةَ بن قَتَادَةَ بن عزيزِ ابن عمِرو بن ربيعةَ بن الحارثِ بن سَدُوسٍ السَّدوسِيُّ الأَعمَى البَصْرِيُّ تابِعِيٌّ سمع أَنَساً وسَعيدً بن الْمسَيّب وغَيْرَ واحِدٍ قال إِسماعيل بن عُلَيَّةَ : تُوُفِّيَ سنةَ ثمانَ عَشْرَةَ ومائة أَبو عُمَرَ ويقال : أَبو عَبْدِ الله قَتَادَةُ بنُ النُّعْمَان بن زَيْدٍ الظَّفَرِيّ الأَنصارِيّ المَدَنِيّ أَخو أَبي سَعيدٍ الخُدْرِيّ لأُمِّه شَهِدَ بَدْراً سَمِع النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم روى عنه أَبو سَعِيد الخُدْرِيّ قال يحيى بن بُكَيْر : ماتَ سنَة ثَلاثٍ وعشرِين وصلَّى عليه عُمَرُ ونزل في قبره أَبو سعيدٍ ومحمدُ بن مَسْلَمة والحَارِث بن خَزَمَةَِ رضي الله عنهم كذا في أًسماءِ الرِّجال للمَقْدِسيّ قَتَادَة بن مِلْحَانَ القَيْسِيّ قَيْس بن ثَعْلَبةَ مَسحَ النبيُّ صلَّ الله عليه وسلَّم رأْسَه ووَجْهَه روى عنه ابنُ عبد الملكِ صَحَابِيَّانِ رضي اللهُ عنهما . وفي الصحابة من اسمُه قَتَادَةُ غير هؤلاءِ قَتَادة بن قَيْسس الصَّدفِيّ وقَتَادة بنُ القَائِف وقَتَادَة بن الاَعْوَرِ بنِ ساعِدَةَ وقَتَادَة بن عَيَّاشٍ أَبو هِشام الجُرَشِيّ . وقتادة بن أَوْفَى وقتادةُ الأنصاريّ أخو عُرْفَطَةَ وقَتَادةُ اللَّيْثِيّ وقَتَادَة والدُ يَزِيدَ راجِعْ تَجْرِيد الذَهَبِيّ ومُعْجَم ابن فَهْد واسْتَدْرَك شيخُنا قَتَادة بن مَسْلَمَة الحَنَفِيّ من شُعَرَاءِ الحَمَاسَةِ . قال : ولهم قَتَادَاتٌ غيرُ مَعْرُوفين . وقُتَائدةُ بالضّمَ : ثَنِيُّةٌ معروفة أَو اسمُ عَقَبَةٍ قال عبدُ مَنافِ ابنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ :
" حَتَّى إِذَا أَسْلَكُوهُمْ فِي قُتَائدَةٍشَلاًّ كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا أَي أَسْلَكوهم في طَريقِ قُتائِدَةَ وقيل : قُتَائِدةُ مَوْضِعٌ بِعَيْنِه أَو كُلُّ ثَنِيَّةٍ قُتَائِدَةٌ . وتَقْتُدُ كَتَنْصُرة : بالحجازِ أَو رَكِيَّةٌ بِعَيْنِها أَو اسمُ ماءٍ حكاها الفارِسيُّ بالقاف والكاف وكذلك رُوِي بيتُ الكِتَابِ بالوَجْهَيْنِ قال :
" تَذَكَّرَتْ تَقْتُدَ بَرْدَ مَائِهَا ونَصَبَ بَرْدَ لأَنه جعَلَه بدَلاً من تَقْتُدَ قال الصاغانّي : الرجز لأَبي وَجْزَة الفقعَسِيّ وقيل : لِجَبْرِ بن عبدِ الرحمن وقبله :
" جَابَتْ عَلَيْهِ الحِبْرَ من رِدَائِها وبعده :
" وعَتَكَ البَوْلُ عَلَى أَنْسَائِهَا وقُتُنْدَةُ بضمَّتين : د بالأَندلس وَقْعَتُه مشهورة ويقال فيه بالكاف أَيضاً . قتَادٌ كسَحَابٍ وغُرَابٍ : عَلَمُ بَنِي سُلَيْم هكذا في النُّسخ والصّواب عَلَمٌ في دِيار بني سُلَيْم وفي التكملة : عَلَمٌ لِبَنِي سُلَيم . وذَاتُ القَتَادِ : ع وَراءَ الفَلْجِ من ناحِية اليَمامةِ . والقُتُودُ بالضم : جَبَلٌ . والقَتَادَةُ : فَرَسٌ لِبَكْرِ بنِ وَائلٍ وهي أُمُّ زِيَمٍ بِكَسْرِ الزّاي وفتح التّحتيّة . والقَتَادِيُّ : فرَسٌ كان للخَزْرَجِ ولَيْس مَنْسوباً إِلى الأَوّلِ أَي القَتَادَة المذكورة قاله الصاغانيُّ
القَوْدُ : نَقِيدُ السَّوْقِ يَقود الدَّابّة مِن أَمامها ويَسوقها من خَلْفِها فهو أَي القَوْدُ مِن أَمَامٍ وذاك أَي السُّوْقُ مِنْ خَلْفٍ كالقِيَادَةِ بالكسر والمَقَادَةِ بالفتح والقَيْدُودَةِ . وقد مَرَّ الكلامُ فيه في حاد وقدّ وسيأْتي في طار وكان إِن شاءَ الله تعالى والتَّقْوَادِ بالفتح قال حَسّانُ ابن ثابت :
واللهِ لَولاَ مَا أَصابَ نُسُورَهَا ... بِجُنُوبِ سَايَةَ أَمْسِ بالتَّقْوَادِ
سَايَةُ : وادٍ قُرْبَ قُدَيدٍ . والاقْتِيَادِ والتَّقْوِيدِ . قُدْتُ الفَرَس وغيرَه أَقُودُه قَوْداً وقادَ البعيرَ واقْتَادَه : واقْتَادَه : جَرَّه خَلْفَه . وفي حديث الصلاة : اقْتَادُوا رَوَاحِلَهُم والاقتيادُ والقَوْدُ واحدٌ واقْتَادَه وقَادَه بمعنًى وقَوَّده شُدِّدَ للكثرةِ . ففي الأَساس : قَوَّدَ فَرَسَه : أَكْثَرَ قِيَادَه وإِذَا نَزَلْتَ عَن فَرسِك فَقَوِّدْهُ . القَوْدُ : الخَيْلُ أَو جَماعةٌ من الخيْلِ يقال : مَرَّ بنا قَوْدٌ مِن خَيْلٍ أَو التي تُقَادُ بِمَقَاوِدِهَا ولا تُرْكَب . وتكونُ مُودَعَةً مُعَدَّةً لوقْتِ الحَاجَة إِليها يقال : هذه الخيلُ قَوْدُ فُلانٍ القائِد . والدَّابَّةُ مَقُودَةٌ ومَقْوُودَةٌ بالإِعلال وبغيره والأخيرة نادِرة وهي تَمِيميّة . واقْتَادَها فاقْتَادَتْ واستقَادَتْ الأَخيرةُ من الأَساس . ورَجُلٌ قائِدٌ مِن قُوَّدٍ وقُوَّادٍ وقَادَة وفي اللسان : جمع قائدِ الخيلِ قَادَةٌ وقُوَّادٌ وهو قائدٌ بَيِّنُ القِيَادَةِ وهو من قُوَّادِ الخَيْلِ واستعمَل أَبو حنيفَة القِيَادَ في اليَعَاسِيبِ فقال في صِفاتِهَا : وهي مُلُوك النَّحْل وقَادَتُها . وفي حديث عَلِيٍّ قُرَيْشٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ أَي يَقُودون الجُيُوشَ ورُوِيَ أَن قُصَيًّا قَسَمَ مَكَارِمَه فَأَعْطَى قَوْدَ الجُيُوشِ عَبْدَ مَنَافٍ ثم وَلِيهَا عَبْدُ شَمْسٍ ثم أُمَيَّةُ ثم حَرْبٌ ثم أَبو سُفيانَ . وَأَقَادَه خَيْلاً : أَعطاهُ لِيَقُودَهَا وكذا أَقادَه مالاً . أَقادَ القاتِلَ بالقَتِيلِ : قَتَلَه به يُقِيده إِقادَةً . من المَجاز : أَقادَ الغَيْثُ إِذا اتَّسَعَ فهو مُقِيدٌ وقد قَادَتْه الرّيحُ قال تَمِيمُ بنُ مُقْبِلٍ يصف الغَيْثَ :
سَفَاهَا وإِنْ كَانَتْ عَلَيْنَا بَخِيلَةً ... أَغَرُّ سِمَاكِيٌّ أَقَادَ واَمْطَرَا قيل في تفسِيرِ أَقادَ اتَّسَعَ وقيل : أَقادَ : صارَ له قائدٌ مِن السحابِ بيْن يَديْهِ كما قال ابنُ مُقْبِلٍ أَيضاً :
لَهُ قَائدٌ دُهْمُ الرَّبَابِ وخَلْفَه ... رَوَايَا يُبْجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرَا من المَجاز أَقَادَ فُلانٌ إِذا تَقَدَّمَ وهو ممّا ذُكِر كأَنّه أَعْطَى مَقَادَتَه الأَرْضَ فأَخَذَتْ منها حَاجَتَها . والمِقْوَدُ بالكسر : مايُقَادُ به كالقِيادِ بالكسر أَيْضاً وفي الصّحاح : المِقْوَدُ : الحَبْلُ يُشَدُّ في الزِّمام أَو اللِّجَامِ تُقَادُ به الدَّابَّةُ . والمِقْوَدُ : خَيْطٌ أَو سَيْرٌ يُجْعَل في عُنُق الكَلْبِ أَو الدَّابَّةِ يُقَادُ بِه . وأَعْطَاهُ مَقَادَتَه : أنْقَادَ له . والانْقِيَاد : الخُضوعُ تقول : قُدْتُه فانْقَادَ واسْتَقَادَ لي إِذا أَعطاكَ مَقَادَتَه . وفَرَسٌ وبَعِيرٌ قَؤُودٌ كصَبُور وقَيِّدٌ وقَيْدٌ كمَيِّتٍ ومَيْت كذلك فرسٌ أَقْوَدُ أَي سَلِسٌ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ والاسمُ من ذلك كلِّه القِيَادَةُ ويقال : اجْعَلْ في أَوِّل قِطَارِك بَعيراً قَيِّداً . وقال الكسائيُّ : فرسٌ قَوُودٌ بلا هَمزٍ : الذي يَنْقَادُ والبعيرُ مثلُه . وجَعَلْتُه مَقَادَ المُهْر أَي عن وفي بعض الأُمّهات : على اليَمِينِ لأَن المُهْرَ أَكثرُ ما يُقَادُ عَلَى اليمين قال ذو الرُّمَّة :
وقَدْ جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عَنْ يَمِينٍ ... مَقَادَ المُهْرِ وَاعْتَسَفُوا الرِّمَالاَوالقائدُ مِن الجَبَلِ : أَنْفُه وكُلُّ مُسْتَطِيلٍ مِنْ أَرضٍ أَو جَبَلٍ على وَجْه الأَرْضِ قائِدٌ وهو مَجاز . وفي التهذيب : القِيادَةُ مصدرُ القائِدِ وكُلُّ شيْءٍ مِن حَبْلِ أَو مُسَنَّاةٍ كان مُستطيلاً على وَجْهِ الأَرض فهو قائدٌ . القائد : أَعْظَمُ فُلْجَانِ الحَرْثِ قال ابن سِيده : وإِنما حملناه على الواو لأَنها أَكثرُ من الياءِ فيه القائد : الأَوَّلُ مِن بَنَاتِ نَعْشٍ الصُّغْرَى وهي من الكواكب الشَّامِيّة وهي أَقربُ مَشاهِيرِ الكَوَاكبِ من القُطْبِ الشَّمَاليِّ وعَدَدُ كَواكِبها سَبْعَةٌ على شِبْهِ بَنَاتِ نَعْشٍ الكُبْرَى إِلا أَنها أَصغَرُ قَدْراً وأَلْطَفُ نُجوماً فمن الأَربعَةِ الفَرْقَدان وهما المُتَقَدِّمانِ المُضيئانِ بينهما قَدْرُ ذِرَاعٍ والآخرَانِ اللَّذَانِ ورَاءَهما خَفِيَّانِ . ومن البَنَاتِ الجَدْيُ وهو المُضيءُ الذي في آخرِهَا الاثنانِ الآخرانِ خَفِيَّانِ وإِنَّمَا يُعْرَف الجَدْيُ بالفَرْقَدَيْنِ هذا هو المعروفُ عند أَئمّةِ الفَلَكِ والذي ذهبَ إِليه المُصَنّف أَنَّ الأَوَّل من البنات الذي هُوَ آخِرُهَا قائِدٌ والثَّاني عَنَاقُن فإِنما هو في بناتِ نَعْشٍ الكُبْرَى وهي في جانبٍ من الصُّغْرَى وعدَدُ نُجومها سَبْعَةٌ مُضيئةٌ أَربعةٌ منها النعْشُ وثلاثَةٌ البَناتُ . وهي التي ذكرت آنِفاً ثم قال وإِلى جَانِبِه قائدٌ صَغيرٌ وثانيه عَنَاقٌ بالفتح وإِلى جَانِبه الصَّيْدَقُ وهو كوكبٌ خَفِيٌّ في وَسط البناتِ وهو السُّهَى ويقال له نَعْشٌ أَيضاً والثالثُ الحَوَرُ وهو يلي النَّعْشَ ويقال : القوائد من الشاميّة عن يسار النَّسْرِ الواقعِ فيما بينه وبين بَناتِ نَعْشٍ وهنّ أَربعةُ كواكِبَ على تَربِيعٍ مُختَلِف وفيها تَفَاوُتٌ وفي الوَسَط نجم خَفِيٌّ شبيه باللَّطْخَةِ ويُسَمَّى الرُّبَعَ شُبِّهْنَ بأَيْنُقِ مع رُبَعٍ . والقَيَادِيدُ : الطِّوَالُ من الأُتُنِ وغيرِها الواحِدَةُ قَيْدُودٌ وفَرسٌ قَيْدُودٌ : طويلةُ العُنقِ في انْحِنَاءٍ قال ابنُ سِيدَه : ولا يُوصَف به المُذَكَّر وأَنشد لذي الرُّمَّة :
رَاحَتْ يُقَحِّمُهَا ذُو أَزْمْلٍ وَسَقَتْ ... لَه الفَرَائِشُ والقُبُّ القَيَادِيدُ وهي الأُتُن قال شيخنا : وفي أَبنية ابنِ القطَّاع : فَرَسٌ قَيْدُودٌ : سَهْلُ القِيَادِ أَصلها قَيْوَدُودٌ على فَيْعَلُول لأَنه من قَادَ يقود وهذا مَذهب البصريّينَ وأَما الكوفيّون فوزنْه عندهم فَعْلُول الياءُ مُبْدَلةٌ من الواو . قلت : وقد تقدّم شْيءٌ من هذا في قدّ وسيأْتي في طار إِن شاءَ الله تعالى . والقِيدُ بالكسر والقَادُ : القَدْرُ تقول هي مِني قِيدَ رُمْحٍ وقَادَ رُمْحٍ أَي قَدْرَه وفي حديث الصلاةِ حينَ مَالتِ الشمْسُ قِيدَ الشِّرَاكِ وأَراد به الوقْتَ الذي لا يَجوز لأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدَّمه في صَلاَةِ الظُّهْرِ يَعنِي فوق ظِلِّ الزَّوالِ فَقَدَّرَه بالشِّرَاكِ لدِقَّتِه وهو أَقلُّ ما تَبِينُ به زِيادَةُ الظِّلِّ حتّى يُعْرَف مِنه مَيْلُ الشمْسِ عن وَسَط السماءِ وفي الحديث رِواية أُخرى حتَّى تَرْتَفِع الشمسُ قِيدَ رُمْح وفي حديثٍ آخرٍ لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُم مِن الجَنَّةِ أَوْ قِيدُ سَوْطِه خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا ومَا فِيها . والأَقْوَدُ : الطَّوِيلُ العنق والظَّهر من الإِبل والدَّوَابِّ وفَرَسٌ أَقْوَدُ بَيِّنُ القَوَدِ ونَاقَةٌ قَوْدَاءُ وفي قَصِيدِ كَعْبٍ :
" وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ ومنه رَمْلٌ مُنْقَادٌ أَي مُستطِيلٌ . وخَيْلٌ قُبٌّ قُودٌ وقَدْقَوِدَ قَوَداً . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الأَقْوَدُ من الخيْلِ : الطويلُ العنق من الرجال العظيمة والأقود مِن الرِّجال : الشَّديدُ العُنُقِ سُمِّي بذلك لِقِلَّةِ الْتِفَاتِه . من ذلك سُمِّيَ البَخيلُ علَى الزَّادِ أَقْوَد لأَنه لا يَلْتَفِتُ عند الأَكْل لئلاَّ يَرَى إِنْساناً فيَحْتاجُ أَن يَدْعُوَه . ورجُلٌ أَقْوَدُ : لا يَلْتَفِت . الأَقوَدُ : الجَبَلُ الطويلَ في السَّماءِ كالمُقَوَّدِ كمُعَظَّمٍ وضَبطه الصاغانيُّ كمُكْرَمٍ وهو الصواب . في التهذيب : والأَقْوَدُ من الناس : مَنْ إِذا أَقْبَلَ على شَيْءٍ بِوَجْهِه لَمْ يَكَدْ يَنْصَرِفُ عنه وأَنشد :إِنَّ الكَرِيمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَهُ ... وإِنَّ اللَّئِيمَ دَائمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ والقَّوَدُ مُحرَّكَةً : قَتْلُ النَّفْس بالنَّفْسِ شاذٌّ كالحَوَكَةِ والخَوَنَةِ وقد اسْتَقْدْتُه فأَقادني وفي الصحاح هو القِصَاصُ وفي الحديث : مَنْ قَتَلَ عَمْداً فهو قَوَدٌ . والقَوَدُ : طُولُ الظَّهْرِ والعُنُقِ ومنه قالوا : نَاقَةٌ قَوْدَاءُ وجَمَلٌ أَقْوَدُ وقَدْ قَوِدَ قَوَداً كحَوِرَ حَوَراً صحَّ في الفِعْل والصِّفَةِ قال الخليلُ : ناقَةٌ قَوْدَاءُ : طَويلةُ الظَّهْرِ والعُنُقِ وفي الرَّوضِ : نَاقَةٌ قَوْدَاءُ : طويلةُ العُنُقِ . وقيل : هي الطويلةُ بلا قَيْدٍ وهو أَقْوَدُ وهُنُّ قُودٌ وقد تقدَّم قريباً . وانْقَادَ الرجلُ : خَضَعَ وذَلَّ قُدْتُه فانْقَادَ . وانْقَادَ الرَّمْلُ : اسْتطالَ وانْقَادَ الطَّرِيقُ : سَهْلَ واستَقَامَ . من المَجاز انْقَادَ لِي الطَّرِيقُ إِلَيْه : وَضحَ واسْتَبانَ . قال ذُو الرُّمَّة في ماءٍ وَرَدَه :
" تَنَزَّلَ عَنْ زِيزَاءَةِ القُفِّ وَارْتَقَىمِنَ الرَّمْلِ فَانْقَادَتْ إِلَيْهِ المَوَارِدُ قال أَبو منصور : سأَلت الأَصمعيَّ عن معنَى : انْقَادَتْ إِليه الموارد قال : تتابعت إِليه الطُّرُقُ . والقَوْدَاءُ : الثُّنِيَّةُ العَالِية الطويلةُ في السَّماءِ . وقُلَّةٌ قَوْدَاءُ : طَوِيلَةٌ وهو مَجاز . والقَوَّادُ كَكَتَّانٍ : الأَنْفُ حِمْيَرِيَّةٌ أَي لغةُ بني حِمْيَرَ قال رُؤْبة :
" أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّادْ ويقال في تفسيره : مُتَقَدِّمٌ
والأَحْمَرُ بنُ قُوَيْدٍ كزُبَيْرٍ كأَنه تصغير قَوَدٍ أَي معروف . والمَقَادُ بالفتح : جَبَلٌ بالصَّمَّانِ نقلَه الصاغانيّ . والقائِدَةُ : الأَكَمَةُ تَمتَدُّ على وَجْه الأَرْضِ والجَبَلُ أَقْوَدُ وقد تقدّمَ . يقال : قِيدَ الدَّقِيقُ إِذا طُبِخَ وَتَكَتَّلَ تَكَبَّبَ . وذِكر المُصنِّف إِيّاه هنا يدُلّ على أَنه واوِيٌّ من القَوَد فليُراجع . ومما يستدرك عليه : يقال : فلانٌ سَلِسُ القِيَادِ وصَعْبُه وهو على المَثَل أَي يُتَابِعُك على هَواكَ كما في الأَساس وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : فَمَن اللَّهِجُ بالَّلذَّة السَّلِسُ القِيَادِ . وفي حديث السقيفة : فانْطَلَق أَبو بكْرٍ وعُمَرُ يَتَقَاوَدَانِ حَتَّى أَتَوْهُم . أَي يَذهَبَانِ مُسْرِعَيْنِ كأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما يَقُودُ الآخَرَ لِسُرْعَته . وقادَت الرِّيحُ السَّحابَ على المَثَلِ . قالت أُمُّ خالدٍ الخَثْعَمِيَّةُ :
لَيْتَ سِمَاكيًّا يَحَارُ رَبَابُه ... يُقَادُ إِلَى أَهْل الغَضَى بِزِمَامِ والقَوَّادُ : المُتَقَدِّم كما تَقَدَّمَ في تفسير قولِ رُؤْبَةَ . والقَوَّادُ الدَّيُّوثُ . وقَادَ على الفاجِرَةِ قِيَادَةً كما في الأَساس . والقائِدَةُ من الإِبل التي تَقَدَّمُ الإِبلَ وتَاْلَفُهَا الأَفْتَاءُ . والقَيَّدَةُ من الإِبل : التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها وهي الدَّرِيئَة وأَصْلُهَا قَيْوِدَة . وحكى ابنُ سيده عن ثعلب هي التي يُسْتَتَرُ بها من الرَّمِيَّة ثم تُرْمَى . ومَرَّ وفُلانٌ يُقَاوِدُه : يُساوِقُه . واستَقادَ الرَّجُلُ : ذَلَّ وخَضَعَ . وظَهْرٌ مِن الأَرْضِ يَقودُ ويَنْقَادُ ويَتقاوَدُ كذا وكذَا مِيلاً . واسْتَقَدْت الإِمامَ مِن القاتِل فَأَقادَني أَي سَأَلْته أَن يُقِيدَ القَاتِلَ بالقَتيلِ . وقال الليث : وإِذا أَتى إِنساٌ إِلى آخَرَ أَمْراً فانْتَقَمَ منه بِمِثْلها قيل : استَقَادَها منه . وهذا مَكانٌ يَقُودُ مِن الأَرْضِ كذا وكذا ويَقْتَادُه أَي يُحاذِيه . ومن المَجاز : اقْتَادَ النَّبْتُ الثَّوْرَ : وَجَدَ رِيحَه فهَجمَ عليه . وأَصْبَحْتُ يُقَادُ بِيَ البَعيرُ : شِخْتُ وهَرِمْتُ . وتَقَاوَدَ المَكَانُ : اسْتَوَى كما في الأَساس