قَضَّ اللُّؤْلُؤَةَ يَقُضُّها قَضًّا : ثَقَبَها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وفي اللّسَان : ومِنْهُ قِضَّةُ العذراءِ إِذا فُرِغَ منها كما سَيَأْتِي . وقَضَّ الشَّيْءَ يَقُضُّهُ قَضًّا : دقَّهُ وكَذلِكَ قَضْقَضَهُ والشيءُ المَدْقوقُ : قَضَضٌ
وقَضَّ الوتدَ يَقُضُّهُ قَضًّا : قَلْعَهُ كما في العُبَاب وبينَ دقَّهُ وقَلْعَهُ حُسْنُ التَّقابل . وقَضَّ النِّسْعُ وكَذلِكَ الوَتَرُ يَقِضُّ قَضيضاً : سُمِعَ لهُ صوتٌ عند الإِنْباضِ كَأَنَّهُ القَطْعُ وصوتُه القَضيضُ كما في اللّسَان والعُبَاب والتَّكْمِلَة وهو من حدِّ ضَرَبَ . وقالَ الزَّجَّاجُ : قَضَّ الرَّجُلُ السَّوِيقَ يَقُضُّهُ قَضًّا إِذا أَلقى فيهِ شيئاً يابِساً كقَنْدٍ أَو سُكَّرٍ كأَقَضَّهُ إقْضاضاً نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وقَضَّ الطَّعامُ يَقَضُّ بالفَتْحِ قَضَضاً وهو طَعامٌ قَضَضٌ مُحَرَّكَةً وضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ وسَيَأْتِي للمُصنِّفِ في المكان ضَبْطُه ككَتِفٍ فيما بعد وهما واحدٌ إِذا كانَ فيه حَصًى أَو تُرابٌ فوَقَعَ بَيْنَ أَضْراسِ الآكِلِ وَقَدْ قَضِضْتُ أَيْضاً مِنْهُ أَي بالكَسْرِ وإِنَّما قُلنا أَيْضاً كما هو نصُّ الصّحاح إِشارةً إِلَى أَنَّ قَضَّ الطَّعامَ يَقَضُّ من حَدِّ عَلِمَ وَقَدْ استُعملَ لازِماً ومُتَعدِّياً إِذا أَكَلْتَهُ ووقع بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى . هذا نصُّ الجَوْهَرِيّ وزادَ غيرُهُ : أَو تُرابٌ . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : قَضَّ اللَّحْمَ إِذا كانَ فيهِ قَضَضٌ يقعُ في أَضْراسِ آكِلِهِ شِبْهُ الحصى الصِّغار . ويُقَالُ : اتَّقِ القَضَّةَ والقَضَضَ في طَعامِك يُريدُ الحصى والتُّرابَ وَقَدْ قَضِضْتُ الطَّعامَ قَضَضاً : إِذا أَكَلْتَ مِنْهُ فوقعَ بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى . وقَضَّ المكانَ يَقَضُّ بالفَتْحِ قَضَضاً مُحَرَّكَةً فهو قَضٌّ وقَضِضٌ ككَتِفٍ : صارَ فيه القَضَضُ وهو التُّرابُ يَعْلو الفِراشَ كأَقَضَّ واسْتَقَضَّ أَي وجدَهُ قَضًّا أَو أَقَضَّ عَلَيْهِ وقَضَّتِ البَضْعَةُ بالتُّرابِ : أَصابَها مِنْهُ شيءٌ كأَقَضَّ والصَّوابُ كأَقَضَّتْ . وقال أَعْرابِيٌّ يصفُ خِصْباً ملأَ الأَرضَ عُشْباً : فالأَرْضُ اليوم لو تقذف بها بضعة لمْ تَقَضَّ بتُرْبٍ . أَي لم تَقَعْ إلاَّ عَلَى عُشْبٍ . وكلُّ مَا نالَهُ تُرابٌ من طعامٍ أَو ثَوْبٍ أَو غيرِهِمَا : قَضٌّ . وقال أَبو حَنيفَةَ : قيلَ لأَعْرابيٍّ : كَيْفَ رَأَيْتَ المطر ؟ قالَ : لوْ أَلْقَيْتَ بضعةً مَا قَضَّتْ . أَي لمْ تَتْرَبْ يعني من كَثْرَةِ العُشْبِ . والقِضَّةُ بالكَسْرِ : عُذْرَةُ الجارِيَةِ كما في الصّحاح . يُقَالُ أَخَذَ قِضَّتَها أَي عُذْرَتَها عن اللِّحْيانيّ . والقِضَّةُ : أَرضٌ ذاتُ حَصًى كما في الصّحاح وهكذا وُجِدَ بخطِّ أَبي سَهْلٍ . وفي بعضِ نُسَخِهِ : رَوْضٌ ذاتُ حَصًى والأَوَّلُ الصَّوابُ وأَنْشَدَ للرَّجز يَصِفُ دَلْواً :
" قَدْ وَقَعَتْ في قِضَّةٍ مِنْ شَرْجِ
" ثمَّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ قالَ الصَّاغَانِيُّ : هو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ . وقال غيرُه : هي بفتحِ القاف وأَرادَ بالعِلْج الحِمارَ الوَحْشِيّ
أَو القِضَّةُ : أَرضٌ مُنخفضةٌ تُرابُها رملٌ وإِلى جانِبِها متْنٌ مُرتفعٌ . وهذا قَوْلُ اللَّيْثِ : قالَ : والجمع القِضَضُ . وقال أَبو عَمْرٍو : القِضَّة : الجِنْسُ وأَنْشَدَ :
" مَعْروفَةٌ قِضَّتُها زُعْرُ الهَامْ
" كالخَيْلِ لمَّا جُرِّدتْ للسُّوَّامْوالقِضَّةُ : الحَصَى الصِّغارُ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ويُفتح في الكُلِّ . وقِضَّةُ : ع معروفٌ كانت فيه وَقْعَةٌ بَيْنَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ تُسمَّى يومَ قِضَّةَ قاله ابنُ دُرَيْدٍ وشدَّدَ الضَّادَ فيها وذكَرَها في المُضاعفِ وَقَدْ تُسكَّنُ ضادُهُ الأُولى وَقَدْ تُخفَّفُ كما هو في المُعجم واقتصَرَ عَلَيْهِ وقالَ : هو ثَنِيَّةٌ بعارِضٍ جَبَلٍ باليَمامَةِ من قِبَلِ مَهَبِّ الشِّمالِ بينهما ثلاثَةُ أَيَّام . والقِضَّةُ : اسمٌ من اقْتِضاضِ الجارِيَةِ وهو افْتِراعُها . والقَضَّةُ بالفَتْحِ مَا تفتَّتَ من الحَصَى وهو بعيْنِهِ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ السَّابقُ : الحَصَى الصِّغار وأَغنى عنه قَوْلُهُ أَوَّلاً : ويُفتح في الكلِّ : كالقَضَضِ أَي مُحَرَّكَةً . وَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً وقال : هو الحصى الصِّغارُ قالَ : ومِنْهُ : قَضَّ الطَّعامُ . وقال غيره : القَضَضُ : مَا تكسَّرَ من الحصى ودَقَّ . ويُقَالُ : إنَّ القَضَضَ جمعُ قَضَّةٍ بالفَتْحِ . والقَضَّةُ : بقيَّةُ الشَّيْءِ . والقضة الكبة الصغيرة من الغزل والقَضَّةُ : الهَضْبَةُ الصَّغيرَةُ وقيل هي الحرارة المجتمعة المتشققة . والقُضَّةُ بالضَّمِّ : العَيْبُ يُقَالُ : لَيْسَ في نَسَبِه قُضَّةٌ أَي عَيْبٌ . ويُخفَّفُ . ويُقَالُ أَيْضاً : قُضْأَةٌ بالهمزِ وَقَدْ تَقَدَّم في موضِعِهِ . واقْتَضَّها أَي الجارِيَةَ : افْتَرَعَها كافْتَضَّها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ بالقاف والفاءُ لغةٌ فيه . وانْقَضَّ الجِدارُ انْقِضاضاً : تصدَّعَ ولمْ يقعْ بعدُ أَي لم يسقُطْ كانْقاضَّ انْقِضاضاً . فإذا سقَطَ قيلَ : تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً . هذا قَوْلُ أَبي زيدٍ . وقال الجَوْهَرِيّ ومن تبعهُ : انْقَضَّ الحائِطُ إِذا سقَطَ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " جِداراً يُريدُ أَنْ يَنْقَضَّ " هَكَذا عَدَّهُ أَبو عبيدٍ ثُنائيًّا وجعله أَبو عليّ ثُلاثيًّا مِنْ نَقَضَ فهو عندَهُ افْعَلَّ . وفي التَّهذيبِ : يُريدُ أَنْ يَنْقَضَّ أَي ينكَسِرَ . وقَرَأَ أَبو شَيْخٍ البُنَانِيّ وخُلَيدٌ العَصَرِيّ في إِحدى الرِّوايتينِ عنهُما : " يُريدُ أَنْ يَنْقاضَّ " بتشديدِ الضَّادِ . وانْقَضَّت الخَيْلُ عَلَيْهِمْ إِذا انتَشَرَتْ وقيل : انْدَفَعَتْ وهو مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ بانْقِضاضِ الطَّيْرِ ويُقَالُ : انْقَضَّ الطَّائرُ إِذا هوَى في طَيَرانِهِ كما في الصّحاح وقوله ليَقَعَ أَي يُريدُ الوُقوعَ . ويُقَالُ : هو إِذا هَوَى من طَيَرانِهِ ليَسْقُطَ عَلَى شيءٍ . يُقَالُ : انقَضَّ البَازي عَلَى الصَّيْدِ إِذا أَسْرَعَ في طَيَرانِهِ مُنْكَدِراً عَلَى الصَّيْدِ كَتَقَضَّضَ عَلَى الأَصْلِ يُقَالُ : انْقَضَّ البازي وتَقَضَّضَ . وربَّما قالوا تَقَضَّى البازي يَتَقَضَّى عَلَى التَّحْويلِ وكان في الأَصلِ تَقَضَّضَ فلمَّا اجتمعتْ ثلاثُ ضَادَاتٍ قُلبتْ إِحْداهنَّ ياءً كما قالوا : تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّطَ أَي تمدَّدَ وكَذلِكَ تَظَنَّى من الظَّنِّ وفي التَّنزيلِ العزيزِ : " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " وقول الجَوْهَرِيّ : ولم يستعملوا مِنْهُ تَفَعَّلَ إلاَّ مُبْدَلاً إِشارةٌ إِلَى أنَّ المُبْدَلَ في استِعمالهم هو الأَفصَحُ فلا مُخالَفَةَ في كلام المُصَنِّفِ لقولِ الجَوْهَرِيّ كما توهَّمَهُ شَيْخُنَا فتأَمَّلْ . ومِن المُبْدَلِ المشهورِ قَوْلُ العجَّاجِ يمدحُ عُمَرَ بنُ عبيد الله بن مَعْمَرٍ :
" إِذا الكِرامُ ابْتَدرُوا البَاعَ بَدَرْ
" تَقَضَّى البَازِي إِذا البازِي كَسَرْ والقَضَضُ مُحَرَّكَةً : التُّرابُ يعلو الفِراشَ ومِنْهُ قَضَّ المكانُ وأَقَضَّ . وأَقَضَّ فلانٌ إِذا تَتَبَّع مداقَّ الأُمورِ الدَّنيئَةِ وأَسَفَّ إِلَى خِساسِها ولو قالَ : تتبَّعَ دِقاقَ المَطَامِع كما هو نصُّ الصَّاغَانِيُّ وابنِ القَطَّاعِ والجَوْهَرِيّ لكانَ أَخْصَر . قالَ رُؤْبَةُ :
" مَا كُنْتُ عَنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ
" والخُلُقِ العَفِّ عن الإِقْضاضِ ويُروى الأَقضاضِ بالفَتْحِ . وأَقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ : خَشُنَ وتترَّب . قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ :
أَمْ مَا لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجعاً ... إلاَّ أَقَضَّ عليْكَ ذاكَ المَضْجَعُوقرأْتُ في شرحِ الدِّيوان : أَقَضَّ أَي صارَ عَلَى مضجعِه قَضَضٌ وهو الحصى الصِّغار . يَقُولُ : كأَنَّ تَحْتَ جنبِهِ قَضَضاً لا يقدِرُ عَلَى النَّوْمِ لمَكانِهِ . وأَقَضَّهُ اللهُ أَي المضجَعَ : جعله كَذلِكَ لازِمٌ متعَدٍّ . وأَقَضَّ الشَّيْءَ : تركه قَضَضاً أَي حصًى صِغاراً . ومِنْهُ حديث ابنِ الزُّبير وهدْمِ الكعْبة : " كانَ في المسْجِدِ حُفَرٌ مُنْكَرَةٌ وجَراثيمُ وتَعَادٍ فأَهابَ بالنَّاسِ إِلَى بَطْحِهِ فلمَّا أَبْرَزَ عن رُبْضِهِ دَعا بكُبْرِهِ فَنَظَروا إِلَيْه وأَخذَ ابنُ مُطيعٍ العَتَلَةَ فعَتَلَ ناحيةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه " . ويُقَالُ : جاءوا قضّهم بفتحِ الضَّادِ وبضَمِّها وفتْح القاف وكسرِها بقَضِيضِهم . الكسر عَنْ أَبي عَمْرو كما في العُبَاب أَي بأَجمعِهم كما في الصّحاح وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للشَّمَّاخ :
أَتَتْني سُلَيْمٌ قضّها بقَضِيضِها ... تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيع سِبالَهَا وهو مَجازٌ كما في الأَساس . وكَذلِكَ : جاءُوا قَضَضُهم وقَضيضُهُم أَي جَميعُهُم . وقيل : جاءوا مجتمعين وقيل : جاءوا بجَمْعِهِم لم يَدَعُوا وَرَاءهم شيئاً ولا أَحداً وهو اسمٌ منصوبٌ موضوعٌ موضعَ المصدَرِ كَأَنَّهُ قالَ : جاءوا انْقِضاضاً . قالَ سِيبَوَيْه : كَأَنَّهُ يَقُولُ انْقَضَّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم وهو من المصادر الموضوعَةِ موضِعَ الأَحْوالِ . ومن العربِ من يُعْرِبُه ويُجريه عَلَى مَا قبلَهُ . وفي الصّحاح : ويُجْريه مَجْرى كُلِّهِم . وجاءَ القومُ بقَضِّهمْ وقَضِيضِهِمْ عن ثعلبٍ وأبي عبيدٍ . وحكى أَبو عبيدٍ في الحَدِيث : " يُؤْتى بقَضِّها وقِضِّهَا وقَضِيضِها " . وحكَى كُراع : أَتَوْني قُضُّهُمْ بقَضِيضِهِم أَي بالرَّفع ورأَيْتُ قَضَّهُم بقَضِيضِهِم ومررْتُ بهم قَضِّهِم بقَضِيضِهِم وقال الأصمعيّ في قوله :
" جَاءَتْ فَزَارَةُ قَضُّها بقَضِيضِها لمْ أَسمعْهُم يُنشِدون قَضُّها إلاَّ بالرَّفع . وقال ابنُ بَرِّيّ : شاهِدُ قوله جاءُوا قَضُّهم بقَضِيضِهِم أَي بأَجمعِهِم قَوْلُ أَوس بنِ حَجَرٍ :
وجاءِتْ جِحَاشٌ قَضُّهَا بقَضِيضِهَا ... بأَكْثَرِ مَا كانُوا عَديداً وأَوْكَعُوا أَوْكَعُوا أَي سَمَّنوا إِبِلَهُمْ وقوُّوها ليُغِيروا عَلَيْنا . أَو القَضُّ هنا الحَصَى الصِّغارُ والقَضيضُ : الحَصى الكِبارُ وهو قَوْلُ ابنُ الأَعْرَابيّ وهكذا وُجِدَ في النُّسَخِ وهو غلطٌ . والصَّوابُ في قولِه كما نَقَلَهُ صاحبُ اللّسَان وابنُ الأَثير والصَّاغَانِيُّ : القَضُّ : الحَصَى الكِبارُ والقَضيضُ : الحَصَى الصِّغارُ . ويدُلُّ لذلك تفسيرُهُ فيما بعدُ أَي جاءُوا بالكبيرِ والصَّغيرِ . قالَ ابنُ الأَثيرِ : وهذا أَلْخَصُ مَا قيلَ فيه . أَو القَضُّ بمَعْنَى القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ في زائرٍ وصائمٍ . والقَضيضُ بمَعْنَى المَقْضوضُ لأنَّ الأَوَّلَ لتَقَدُّمِهِ وحَمْلِهِ الآخرَ عَلَى اللَّحاقِ به كَأَنَّهُ يَقُضُّهُ عَلَى نفسِهِ فحقيقَتُه جاءوا بمُسْتَلْحَقِهِمْ ولاحِقِهِمْ أَي بأَوَّلهم وآخرِهم نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ أَيْضاً وجَعَلَهُ مُلَخَّص القَوْلِ فيه . والقِضاضُ بالكَسْرِ : سَخْرٌ يركبُ بعضُهُ بَعْضاً كالرِّضام الواحِدَةُ قَضَّةٌ بالفَتْحِ . والقَضْقاضُ : أَشْنانُ الشَّامِ . وقال ابنُ عبَّادٍ : هو الأَخضرُ مِنْهُ السَّبْطُ ويُروى بالصَّادِ المُهملَةِ أَيْضاً أَو شَجَرٌ من الحَمْضِ . قالَ أَبو حَنِيفَةَ : هو دَقيقٌ ضَعيفٌ أَصفَرُ اللَّوْنِ . وَقَدْ تَقَدَّم في الصَّادِ أَيْضاً . والقَضْقَاضُ : الأَسَدُ يُقَالُ : أَشَدٌ قَضْقاضٌ : يُقَضْقِضُ فريسَتهُ كما في الصّحاح وأَنْشَدَ قَوْلُ الرَّاجِزِ هو رُؤْبَةُ :
" كَمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ
" وأَسَدٍ في غِيلِهِ قَضْقاضِويُضمُّ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وليس فُعْلالٌ سِواهُ ونَصُّ الجَمْهَرَةِ : لم يَجِئْ في المُضاعَفِ فُعْلالٌ بضمِّ الفاءِ إلاَّ قُضْقاض قالَ : وربَّما وُصِفَ به الأَسَدُ والحيَّةُ أَو الشَّيْءُ الَّذي يُسْتَخْبَثُ . وبهذا سقطَ قَوْلُ شيخِنا : هذا قُصورٌ ظاهِرٌ من المُصَنِّفِ بَلْ وَرَدَ مِنْهُ قُلْقاسٌ وقُسْطاسٌ وخُزْعالٌ المُجْمَع عليه وكلامُهم كالصَّريحِ بَلْ صَريحٌ أَنَّهُ لا فُعْلالَ غير خُزْعالٍ وَقَدْ ذُكر غيرُ هذه في المُزْهِر وزِدتُ عَلَيْهِ في المُسْفِر انْتَهَى . ووجهُ السُّقوطِ هو أنَّ المُرادَ من قولِهِ وليس فُعْلالٌ سِواهُ أَي في المُضاعَفِ كما هو نصُّ ابنُ دُرَيْدٍ وما أَوْرَدَهُ من الكَلمات مع مناقَشَةٍ في بعضِها فإِنَّها غيرُ وارِدَةٍ عليه فتأَمَّلْ كالقُضاقِضِ بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً . يُقَالُ : أَسَدٌ قُضاقِضٌ : يُحطِّمُ فريسَتَهُ قالَ الرَّاجِزُ :
" قُضَاقِضٌ عِنْدَ السُّرَى مُصَدَّرُ وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ السَّابقُ : وربَّما وُصِفَ به الأسدُ والحيَّةُ إِلخ قُلْتُ : قَدْ تَقَدَّم في الصَّادِ المهملةِ عنِ الجَوْهَرِيّ : حيَّةٌ قَصْقاصٌ نَعْتٌ لها في خُبْثِها ومثله في كتابِ العَيْنِ ولعلَّهُما لُغتان . وَقَدْ قَدَّمْنا هُناكَ عن كتابِ العينِ نقلاً في حُدودِ أَبْنِيَةِ المُضاعَفِ ينبَغي أنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهِ وتَتَأَمَّلَ فيه مع كلامِ ابنِ دُرَيْدٍ هنا . والقَضْقَاضُ : مَا استَوَى من الأَرضِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي النَّجمِ :
" بَلْ مَنْهَلٍ ناءٍ مِنَ الغِياضِ
" ومِنْ أَذَاةِ البَقِّ والإِنْقَاضِ
" هابِي العَشِيِّ مُشْرِفِ القَضْقَاضِ يَقُولُ : يَسْتَبينُ القَضْقَاضُ في رَأْيِ العينِ مُشْرِفاً لبُعْدِهِ . قولُه : ويُكسَرُ خَطَأٌ وكَأَنَّهُ أَخَذَهُ من قَوْل الصَّاغَانِيُّ : ويُروى القِضاضُ فظنَّهُ القِضْقاضُ وإِنَّما هو القِضاضُ بالكَسْرِ جمعُ قَضَّةٍ بالفَتْحِ . والتَّقَضْقُضُ : التَّفَرُّقُ وهو من معنى القَضِّ لا من لفظِهِ . ومِنْهُ حديثُ صَفِيَّةَ بنتِ عبد المُطَّلِب في غَزْوَةِ أُحُدٍ : " فأَطَلَّ عليْنَا يَهودِيٌّ فقُمْتُ إِلَيْه فَضَرَبْتُ رأْسَهُ بالسَّيْفِ ثمَّ رَمَيْتُ بِهِ علَيْهم فَتَقَضْقَضُوا " أَي تَفَرَّقوا . والقَضَّاءُ : الدِّرْعُ المسْمورَةُ من قَضَّ الجوهَرَةَ إِذا ثَقَبَها قاله ابنُ السِّكِّيتِ . وأَنْشَدَ :
كأَنَّ حَصاناً قَضَّها الْقَيْنَ حُرَّةً ... لَدى حَيْثُ يُلْقَى بالفِناءِ حَصِيرُهَا شبَّهها عَلَى حَصيرِها وهو بِساطُها بدُرَّةٍ في صَدَفٍ قَضَّها أَي قَضَّ القَيِنُ عنها صَدَفَها فاسْتَخْرَجَهَا كما في اللّسَان والعُبَاب . وقال في التَّكْمِلَة وَقَدْ تفرَّدَ به ابنُ السِّكِّيتِ . والذي قاله الجَوْهَرِيّ : دِرْعٌ قَضَّاء أَي خَشِنَةُ المَسِّ لم تنسحقْ بعدُ وقولُه : خَشِنَةُ المسِّ أَي من حِدَّتِها فهو مُشْتَقٌ من قَضَّ الطَّعامُ والمكانُ ووزنُه عَلَى هذين القولينِ فَعْلاءُ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساسِ بنحوِ مَا قالهُ الجَوْهَرِيّ . ويقرُب مِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ شَمِرٍ : القَضَّاءُ من الدُّرُوع : الحديثَةُ العهدِ بالجِدَّةِ الخشنَةُ المَسِّ من قولكَ : أَقَضَّ عَلَيْهِ الفِراشُ . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ النَّابِغَة :
" ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّاءَ ذائِل قالَ : أَي كلّ درعٍ حديثَةِ العَمَلِ . قالَ : ويُقَالُ : القَضَّاءُ : الصُّلبَةُ التي امْلاس في مَجَسَّتها قضة . وخالَفَهم أَبو عَمْرٍو فقال : القَضَّاءُ هي التي فُرِغَ من عملِها وأُحْكِمَ وَقَدْ قَضَيْتُها أَي أَحْكَمْتُها وأَنْشَدَ بيتَ الهذليّ :
وتَعَاوَرَا مَسْرُودَتَيْنِ قَضَاهُما ... داوُودُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُقالَ ابنُ سِيدَه : وهذا خطأٌ في التَّصريف لأنَّه لو كانَ كَذلِكَ لقالَ قَضْياءَ . وقال الأّزْهَرِيّ : جعلَ أَبو عَمْرو القَضَّاءَ فَعَّالاً من قَضَى أَي حَكَمَ وفَرَغَ . قالَ : والقَضَّاءُ فَعْلاءُ غيرُ مُنْصَرِفٍ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ في المعتلِّ إن شاء الله تعالى . وقال أَبو بكر : القَضَّاءُ من الإِبلِ : مَا بَيْنَ الثَّلاثينَ إِلَى الأَربعين كما في العُبَاب والتَّكْمِلَة واللسان وقال ابنُ بَرِّيّ : القَضَّاءُ بهذا المعنى لَيْسَ من هذا البابِ لأَنَّها من قَضَى يَقْضي أَي تُقْضَى بِها الحُقوق . والقَضَّاءُ من النَّاسِ : الجِلَّةُ وإِنْ كانَ لا حَسَبَ لهم بعدَ أَنْ يكونوا جِلَّةً في الأَبْدانِ والأَسنانِ . وقال ابنُ بَرِّيّ : الجِلَّة في أَسنانِهم . وقال أَبو زيدٍ : قِضْ بالكَسْرِ مخفَّفةً : حكايَةُ صوتِ الرُّكْبَةِ إِذا صاتَتْ . يُقَالُ : قالتْ رُكْبَتُه قِضْ وأَنْشَدَ :
" وقَوْلُ رُكْبَتِها قِضْ حينَ تَثْنِيها واستَقَضَّ مضجَعَهُ أَي وجَدَهُ خَشِناً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : قَضَّ عليهمُ الخيلُ يقُضُّها قَضًّا : أَرْسَلَها أَو دَفَعَها . قالَ :
" قَضُّوا غِضاباً عَلَيْكَ الخَيْلَ من كَثَبِ وانْقَضَّ النَّجمُ : هوَى وهو مَجاز . ومِنْهُ قولُهُم : أَتَيْنا عند قَضَّةِ النَّجمِ أَي عند نَوْئِه . ومُطِرْنا بقَضَّةِ الأَسَدِ . قالَ ذو الرُّمَّة :
جَدَا قَضَّةِ الآسادِ وارْتَجَزَتْ لهُ ... بنَوْءِ السِّماكَيْنِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ وقَضَّ الجِدارُ : هَدَمَهُ بالعُنفِ . وقَضَّ الشَّيْءَ يَقُضُّهُ قضًّا : كسرَهُ . واقْتَضَّ الإِدواةَ : فتحَ رأْسَها . وَقَدْ جاء في حديث هَوَازِنَ . ويُروى بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم . وطَعامٌ قَضٌّ : فيه حصًى وتُرابٌ وَقَدْ أَقَضَّ . وأَرضٌ قَضَّةٌ : كثيرَةُ الحِجارةِ والتُّرابِ . ولحمٌ قَضٌّ : وقعَ في حصًى أَو تُرابٍ فوُجدَ ذلك في طَعْمِهِ . وقَضَّ عَلَيْهِ المضجَعُ : نَبَا مِثْلُ أَقَضَّ المذكورُ في المَتْنِ . ويُقالُ : قَضَّ وأَقَضَّ : لمْ يَنَمْ أَو لم يطمئنّ به النَّوْمُ . وقال أَبو الهيثم : القضيضُ جمعٌ مِثْل كلبٌ وكَليبٍ والقَضُّ : الأَتْباعُ ومنْ يتَّصِلُ بك . ومِنْهُ قَوْلُ أَبي الدَّحْداحِ :
" وارْتَحِلِي بالقَضِّ والأَوْلادِ والقَضيضُ : صِغارُ العِظام تشبيهاً بصغارِ الحصَى نَقَلَهُ القُتَيْبِيُّ . وانْقَضَّ انْقِضاضاً : تقطَّعَ وأَوْصالُه : تفرَّقتْ . وقال شَمِرٌ : القَضَّانَةُ : الجَبَلُ يكونُ أَطْباقاً وأَنْشَدَ :
كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيهَا إِذا وجفَتْ ... قَرْعُ المَعَاوِلِ في قَضَّانَةٍ قَلَعِ قالَ : القَلَعُ : المشرفُ مِنْهُ كالقَلْعَة . قالَ الأّزْهَرِيّ : كَأَنَّهُ من قَضَضْتُ الشَّيْءَ أَي دققتُه وهو فَعْلانَة مِنْهُ . وفي نَوادِرِ الأَعْراب : القِضَّةُ : الوَسْمُ وبه فُسِّر قَوْلُ الرَّاجِز :
" مَعْروفَةٌ قِضَّتُهَا زُعْر الهَامْ وَقَدْ تَقَدَّم للمصنِّف أَنَّهُ بمَعْنَى الجِنْس وهو قَوْلُ أَبي عَمْرو . والقَضْقَضَةُ : كسرُ العِظام والأَعضاءِ . وقَضْقَضَ الشيءَ فتَقَضْقَضَ : كسَّره فتكسَّرَ . ومِنْهُ الحَدِيث : " فيُقَضْقِضُهَا " أَي يُكسِّرُها . وقال شمرٌ : يُقَالُ : قَضْقَضْتُ جَنْبَهُ مِنْ صُلْبِه أَي قطعتُهُ . وقَضَّضَ : إِذا أَكثرَ سُكَّرَ سَوِيقهِ عن ابنُ الأَعْرَابيّ . والمِقَضُّ بالكَسْرِ : مَا تُقَضُّ به الحجارَةُ أَي تُكْسَرُ . وأَقَضَّهُ عَلَيْهِ الهَمُّ واسْتَقَضَّه صاحبُهُ . ويُقَالُ : ذهبَ بقِضَّتِهَا وكان ذلك عندَ قِضَّتِهَا ليلَةَ عُرْسِها وهو مَجازٌ