القائلة : نصف النهار كما في المحكم وفي الصحاح : الظهيرة ومثله في العين يقال : أتانا عند قائلة النهار وقد تكون بمعنى القيلولة أيضا وهي النوم في نصف النهار وقال الليث : القيلولة : نوم نصف النهار وهي القائلة . قال يقيل قيلا وقائلة وقيلولة ومقالا ومقيلا الأخيرة عن سيبويه وقال الجوهري : هو شاذ . وتقيل : نام فيه أي نصف النهار وقال الأزهري : القيلولة والمقيل : الاستراحة نصف النهار عند العرب وإن لم يكن مع ذلك نوم والدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها وقد قال الله تعالى : " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " وفي الحديث : " أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل " وفي الحديث : " ما مهجر كمن قال " أي ليس من هاجر عن وطنه أو خرج في الهاجرة كمن سكن في بيته عند القائلة وأقام به وفي حديث أم معبد :
" رفيقين قالا خيمتي أم معبد
أي نزلا فيها عند القائلة إلا أنه عداه بغير حرف جر فهو قائل ومنه حديث الجنائز : " هذه فلانة ماتت ظهرا وأنت صائم قائل " ؛ أي ساكن في البيت عند القائلة . ج : قيل وقيال كسكر ورمان وقيل كشرب وصحب اسم جمع ولم يذكر الجوهري قيالا قال :
" إن قال لم أقل في القيل فجاء بالجمعين وقيل : هو جمع قائل . والقيل والقيول كصبور : اسم اللبن يشرب في القائلة كالصبوح والغبوق . أو القيل : شرب نصف النهار وأنشد الأزهري :
" يسقين رفها بالنهار والليل
" من الصبوح والغبوق والقيل وقالت أم تأبط شرا : ما سقيته غيلا ولا حرمته قيلا . في التهذيب - في ترجمة صبح - القيل : الناقة التي تحلب عند القائلة كالقيلة وهي قيلاتي ؛ للقاح التي يحتلبونها وقت القائلة . القيل : النائم في منزله كالقائل وقد ذكر . والتقييل : السقي فيها وقد قيله وتقيل هو : شرب فيها وأنشد ثعلب : ولقد تقيل صاحبي من لقحة لبنا يحل ولحمها لا يطعم وقال الجوهري : قيله فتقيل : أي سقاه نصف النهار فشرب قال الراجز :
" يا رب مهر مزعوق
" مقيل أو مغبوق
" من لبن الدهم الروق أو تقيل : حلب الناقة فيها . يقال : شربت الإبل قائلة أي فيها كقولك : شربت ظاهرة أي في الظهيرة وقد تكون القائلة هنا مصدرا كالعافية . وأقلتها وقيلتها : أوردتها ذلك الوقت . وقلته البيع بالكسر قيلا وأقلته إقالة : فسخته واللغة الأولى قليلة كما في الصحاح وقال اللحياني إنها ضعيفة . واستقاله : طلب إليه أن يقيله فأقاله . وتقايل البيعان : تفاسخا صفقتهما وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما وتركتهما يتقايلان : أي يستقيل كل منهما صاحبه وقد تقايلا بعد ما تبايعا أي تتاركا . وأقال الله عثرتك وأقالكها ؛ أي صفح عنك ومنه الحديث : " من أقال نادما أقاله الله من نار جهنم " ويروى : " أقال الله عثرته " ؛ أي وافقه على نقض البيع وأجابه إليه وفي الحديث : " أقيلوا ذوي الهيآت عثراتهم " . قال أبو زيد : تقيل أباه تقيلا وتقيضه تقيضا : إذا أشبهه ونزع إليه في الشبه وفي العباب : وعمل عمله . من المجاز : تقيل الماء في المكان المنخفض : إذا اجتمع فيه . وقيل : اسم رجل من عاد وقيل : وافد عاد إلى مكة قال الحافظ : هو قيل بن عير وخبره مشهور . قيلة بهاء : أم الأوس والخزرج وهي قيلة بنت كاهل بن عذرة قضاعية ويقال : بنت جفنة غسانية ذكرها الزبير بن بكار وغيره وترجمتها واسعة في المعارف وشروح المقامات . قيلة : حصن على رأس جبل يقال له كنن بصنعاء اليمن . القيلة : الأدرة وبالكسر أفصح ومنه حديث أهل البيت : " ولا حامل القيلة " وهو انتفاخ الخصية والعامة تقول : القيلتان . قيال ككتاب : جبل بالبادية عال نقله الجوهري . والقيولة : الناقة تحبسها لنفسك تشرب لبنها في القائلة نقله الصاغاني . والاقتيال : الاستبدال يقال : أدخل بعيرك السوق واقتل به غيره أي استبدل به عن ابن الأعرابي وقال الزجاجي : اقتال شيئا بشيء : بدله . والمقايلة : المعارضة مثل المقايضة وهي المبادلة . ومما يستدرك عليه : المقيل : موضع القيلولة قال ابن بري : وقد جاء المقال لموضع القيلولة قال الشاعر :
فما إن يرعوين لمحل سبت ... وما إن يرعوين على مقالوفي الحديث : " كان لا يقيل مالا ولا يبيته " أي لا يمسك من المال ما جاء صباحا إلى وقت القائلة وما جاءه مساء لا يمسكه إلى الصباح . ومقيل الرأس : موضعه مستعار من موضع القائلة ومنه شعر ابن رواحة رضي الله تعالى عنه :
" ضربا يزيل الهام عن مقيله قال سيبويه : ولا يقال : ما أقيله استغنوا عنه بما أنومه كما قالوا : تركت ولم يقولوا ودعت لا لعلة . وما أكلأ قائلته : أي نومه . والقيالة : القائلة مصرية . والقيلة : القيلولة مكية . ورجل قيال : صاحب قيل . واقتال : شرب نصف النهار حكاه ابن درستويه وزنه افتعل . والقيلة : المرة الواحدة من القيل والجمع قيلات قال الأزهري : أنشدني أعرابي :
" مالي لا أسقي حبيباتي
" وهن يوم الورد أمهاتي
" صبائحي غبائقي قيلاتي أراد بحبيباته : إبله التي يسقيها ويشرب لبنها جعلهن كأمهاته . ويقال : هو شروب للقيل : إذا كان مهيافا دقيق الخصر يحتاج إلى شرب نصف النهار . والمقيل كمنبر : محلب ضخم يحلب فيه في القائلة عن الهجري وأنشد :
" عنز من السك ضبوب قنفل
" تكاد من غزر تدق المقيل والقيل : الملك من ملوك حمير يتقيل من قبله من ملوكهم أي يشبهه وهذا أحد الأوجه فيه . ودوحة مقيال : يقال تحتها كثيرا وهو مجاز . وطعنته في مقيل حقده أي في صدره وهو مجاز . والقيالة بالكسر : الإمارة التي اشتق منها جماعة القيل كما تقدم . وقيلة : المشط يمتشط به عن أبي عمر الزاهد في أوائل شرح الفصيح . وقيلة بنت الأرقم التميمية وقيلة بنت مخرمة العنبرية وقيلة الخزاعية أم سباع وقيلة الأنمارية : صحابيات رضي الله تعالى عنهن . وأبو قائلة : تابعي عن عمر وعنه عبد الرحمن بن حيويل . وقيل بن عمرو بن الهجيم بنش عمرو بن تميم ونقل الخطيب عن ابن حبيب أنه قتل كصرد
فصل الكاف مع اللام
القول : الكلام على الترتيب أو كل لفظ مذل به اللسان تاما كان أو ناقصا تقول : قال يقول قولا والفاعل : قائل والمفعول : مقول وقال الحرالي : القول ابداء صور التكلم نظما بمنزلة ائتلاف الصور المحسوسة جمعا فالقول مشهود القلب بواسطة الأذن كما أن المحسوس مشهود القلب بواسطة العين وغيرها . وقال الراغب : القول يستعمل على أوجه ؛ أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المنطوق بها مفردا كان أو جملة والثاني : يقال للمتصور في النفس قبل التلفظ قول فيقال : في نفسي قول لم أظهره والثالث : الاعتقاد نحو : فلان يقول بقول الشافعي والرابع : يقال للدلالة على الشيء نحو :
" امتلأ الحوض فقال قطني والخامس : يقال للعناية الصادقة بالشيء نحو : فلان يقول بكذا والسادس : يستعمله المنطقيون فيقولون : قول الجوهر كذا وقول العرض كذا أي حدهما والسابع : في الإلهام نحو : " قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب " فإن ذلك لم يخاطب به بل كان إلهاما فسمي قولا انتهى . وقال سيبويه : واعلم أن قلت في كلام العرب إنما وقعت على أن تحكي بها ما كان كلاما لا قولا . يعني بالكلام الجمل كقولك : زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقول الألفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك : زيد منطلق وأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا فلأن الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إلا بالقول سميت قولا إذ كانت سببا له وكان القول دليلا عليها كما يسمى الشيء باسم غيره إذا كان ملابسا وكان القول دليلا عليه وقد يستعمل القول في غير الإنسان قال أبو النجم :
" قالت له الطير تقدم راشدا
" إنك لا ترجع إلا حامدا وقال آخر :
قالت له العينان سمعا وطاعة ... وحدرتا كالدر لما يثقب وقال آخر :
بينما نحن مرتعون بفلج ... قالت الدلح الرواء إنيه إنيه : صوت رزمة السحاب وحنين الرعد وإذا جاز أن يسمى الرأي والاعتقاد قولا - وإن لم يكن صوتا - كان تسميتهم ما هو أصوات قولا أجدر بالجواز ألا ترى أن الطير لها هدير والحوض له غطيط والسحاب له دوي فأما قوله :
" قالت له العينان : سمعا وطاعة فإنه وإن لم يكن منهما صوت فإن الحال آذنت بأن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعا وطاعة قال ابن جني : وقد حرر هذا الموضع وأوضحه عنترة بقوله :
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... أو كان يدري ما جواب تكلم
ج : أقوال جج جمع الجمع أقاويل وهو الذي صرح به سيبويه وهو القياس وقال قوم : هو جمع أقوولة كأضحوكة قال شيخنا : وإذا ثبت فالقياس لا يأباه . أو القول في الخير والشر والقال والقيل والقالة في الشر خاصة يقال : كثرت قالة الناس فيه وقد رد هذه التفرقة أقوام وضعفوها بورود كل من القال والقيل في الخير وناهيك بقوله تعالى : " وقيله يا رب إن هؤلاء " الآية قاله شيخنا . أو القول مصدر والقيل والقال : اسمان له الأول مقيس في الثلاثي المتعدي مطلقا والأخيران غير مقيسين . أو قال قولا وقيلا وقولة ومقالة ومقالا فيهما وكذلك قالا وأنشد ابن بري للحطيئة :
تحنن علي هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالا ويقال : كثر القيل والقال وفي الحديث : " نهى عن قيل وقال وإضاعة المال " . قال أبو عبيد : في قيل وقال نحو وعربية وذلك أن جعل القال مصدرا ألا تراه يقول عن قيل وقال كأنه قال : عن قيل وقول يقال على هذا : قلت قولا وقيلا وقالا قال : وسمعت الكسائي يقول - في قراءة عبد الله بن مسعود - : " ذلك عيسى بن مريم قال الحق الذي فيه يمترون " فهذا من هذا . وقال الفراء : القال في معنى القول مثل العيب والعاب وقال ابن الأثير في معنى الحديث : نهى عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم : قيل كذا وقال فلان كذا قال : وبناؤهما على كونهما فعلين محكيين متضمنين للضمير والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير ومنه قولهم : إنما الدنيا قال وقيل . وإدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم : ما يعرف القال من القيل . فهو قائل وقال ومنه قول بعضهم لقصيدة : أنا قالها : أي قائلها وقؤول كصبور بالهمز وبالواو قال كعب بن سعد الغنوي :
وما أنا للشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب منه صاحبي بقؤول ج : قول وقيل بالواو وبالياء كركع فيهما وأنشد الجوهري لرؤبة :
" فاليوم قد نهنهني تنهنهي
" وأول حلم ليس بالمسفه
" وقول إلا ده فلا ده وقالة عن ثعلب وقؤول مضموما بالهمز والواو هكذا في النسخ والذي في الصحاح : رجل قؤول وقوم قول مثل صبور وصبر وإن شئت سكنت الواو قال ابن بري : المعروف عند أهل العربية قؤول وقول بإسكان الواو يقولون : عوان وعون والأصل عون ولا يحرك إلا في الشعر كقوله :
" ... . تمنحه سوك الإسحل ورجل قوال وقوالة بالتشديد فيهما من قوم قوالين وتقولة وتقوالة بكسرهما : الأولى عن الفراء والثانية عن الكسائي حكى سيبويه : مقول كمنبر قال : ولا يجمع بالواو والنون ؛ لأن مؤنثه لا تدخله الهاء قال ومقوال كمحراب هو على النسب وقولة كهمزة كل ذلك : حسن القول أو كثيره لسن كما في الصحاح وهي مقول ومقوال وقوالة . والاسم القالة والقيل والقال . وقال ابن شميل : يقال للرجل : إنه لمقول : إذا كان بينا ظريف اللسان والتقولة : الكثير الكلام البليغ في حاجته وأمره ورجل تقوالة : منطيق . وهو ابن أقوال وابن قوال : فصيح جيد الكلام وفي التهذيب : تقول للرجل إذا كان ذا لسان طلق : إنه لابن قول وابن أقوال . وأقوله ما لم يقل وهو شاذ كقوله :
" صددت فأطولت الصدودوقيل إنه غير مسموع في غير أطول نقله شيخنا . كذلك قوله ما لم يقل وأقاله ما لم يقل : أي ادعاه عليه الأخيرة عن اللحياني . وقال شمر : تقول : قولني فلان حتى قلت : أي علمني وأمرني أن أقول وقيل : قولني وأقولني : أي علمني ما أقول وأنطقني وحملني على القول وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه : أنه سمع امرأة تندب عمر فقال : أما والله ما قالته ولكن قولته أي لقنته وعلمته وألقي على لسانها يعني من جانب الإلهام أي إنه حقيق بما قالت به . وقول مقول ومقؤول عن اللحياني قال : والإتمام لغة أبي الجراح . وتقول قولا : ابتدعه كذبا ومنه قوله تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل " . وتقول فلان علي باطلا : أي قال علي ما لم أكن قلت . وكلمة مقولة كمعظمة : قيلت مرة بعد مرة . والمقول كمنبر : اللسان يقال : إن لي مقولا وما يسرني به مقول أي لسانه . أيضا : الملك بلغة أهل اليمن وجمعها المقاول أو من ملوك حمير خاصة يقول ما شاء فينفذ ما يقوله كالقيل أو هو دون الملك الأعلى كما في العباب وهو قول أبي عبيدة قال : يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره أي فهو بمنزلة الوزير وأصله قيل بالتشديد كفيعل قال أبو حيان : لا ينبغي أن يدعى في قيل وشبهه التخفيف حتى يسمع من العرب مشددا كنظائره نحو ميت وهين وبين فإنها سمعت بهما ويبعد القول بالتزام تخفيف هذا خاصة مع أنه غير مقيس عند بعض النحاة مطلقا أو في اليائي وحده وإن أجاب عنه الشهاب الخفاجي بما لا يجدي وخالف أبو علي الفارسي في ذلك كله فقصره على السماع والصواب خلافه وفيه كلام طويل لابن الشجري وغيره وادعى فيه البدر الدماميني في شرح المغني أنهم تصرفوا فيه للفرق نقله شيخنا . سمي به لأنه يقول ما شاء فينفذ وهذا على أنه واوي وأصل قيل : قيول كسيد وسيود وحذفت عينه وذهب بعضهم إلى أنه يائي العين من القيالة وهي الإمارة أو من تقيله : إذا تابعه أو شابهه ج ؛ أي جمع القيل : أقوال قال سيبويه : كسروه على أفعال تشبيها بفاعل من جمعه على أقيال لم يجعل الواحد منه مشددا كما في الصحاح وقال ابن الأثير : أقيال محمول على لفظ قيل كما قيل في جمع ريح أرياح والسائغ المقيس أرواح وفي التهذيب : هم الأقوال والأقيال الواحد قيل فمن قال : أقيال بناه على لفظ قيل ومن قال : أقوال بناه على الأصل وأصله من ذوات الواو . جمع المقول مقاول وأنشد الجوهري للبيد :
لها غلل من رازقي وكرسف ... بأيمان عجم ينصفون المقاولا أي يخدمون الملوك ومقاولة دخلت الهاء فيه على حد دخولها في القشاعمة . واقتال عليهم : احتكم وأنشد ابن بري للغطمش من بني شقرة :
فبالخير لا بالشر فارج مودتي ... وإني امرؤ يقتال مني الترهب قال أبو عبيد : سمعت الهيثم بن عدي يقول : سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رقية النملة : العروس تحتفل وتقتال وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي الرجل . قال : تقتال : تحتكم على زوجها وأنشد الجوهري لكعب بن سعد الغنوي :
ومنزلة في دار صدق وغبطة ... وما اقتال من حكم علي طبيب وأنشد ابن بري للأعشى :
ولمثل الذي جمعت لريب الد ... هر تأبى حكومة المقتالاقتال الشيء : اختاره هكذا في النسخ وفي الأساس واللسان : واقتال قولا : اجتره إلى نفسه من خير أو شر . وقال به : أي غلب به ومنه حديث الدعاء : " سبحان من تعطف بالعز والرواية : تعطف العز وقال به " قال الصاغاني : وهذا من المجاز الحكمي كقولهم : نهاره صائم والمراد وصف الرجل بالصوم ووصف الله بالعز أي غلب به كل عزيز وملك عليه أمره وقال ابن الأثير : تعطف العز : أي اشتمل به فغلب بالعز كل عزيز وقيل : معنى قال به : أي أحبه واختصه لنفسه كما يقال : فلان يقول بفلان : أي بمحبته واختصاصه . وقيل : معناه حكم به فإن القول يستعمل في معنى الحكم وفي الروض للسهيلي في تسبيحه صلى الله تعالى عليه وسلم : " الذي لبس العز وقال به " أي ملك به وقهر وكذا فسره الهروي في الغريبين . قال ابن الأعرابي : العرب تقول : قال القوم بفلان : أي قتلوه وقلنا به : أي قتلناه وهو مجاز وأنشد لزنباع المرادي :
" نحن ضربناه على نطابه
" قلنا به قلنا به قلنا به
" نحن أرحنا الناس من عذابه
" فليأتنا الدهر بما أتى به وقال ابن الأنباري اللغوي : قال يجيء بمعنى تكلم وضرب وغلب ومات ومال واستراح وأقبل وهكذا نقله أيضا ابن الأثير وكل ذلك على الاتساع والمجاز ففي الأساس : قال بيده : أهوى بها وقال برأسه : أشار وقال الحائط فسقط : أي مال . ويعبر بها عن التهيؤ للأفعال والاستعداد لها يقال : قال فأكل وقال فضرب وقال فتكلم ونحوه كقال بيده : أخذ وبرجله : مشى أو ضرب وبرأسه : أشار وبالماء على يده : صبه وبثوبه : رفعه وتقدم قول الشاعر :
" وقالت له العينان سمعا وطاعة أي أومأت وروى في حديث السهو : " ما يقول ذو اليدين ؟ قالوا صدق " روي أنهم أومئوا برؤوسهم : أي نعم ولم يتكلموا . قال بعضهم في تأويل الحديث : " نهى عن قيل وقال " القال : الابتداء والقيل بالكسر : الجواب ونظير ذلك قولهم : أعييتني من شب إلى دب ومن شب إلى دب قال ابن الأثير : وهذا إنما يصح إذا كانت الرواية : قيل وقال على أنهما فعلان فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته وهو كحديثه الآخر : " بئس مطية الرجل زعموا " وأما من حكى ما يصح وتعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم . والقولية : الغوغاء وقتلة الأنبياء هكذا تسميه اليهود ومنه حديث جريج : فأسرعت القولية إلى صومعته . وقول بالضم : لغة في قيل بالكسر نقله الفراء عن بني أسد وأنشد :
" وابتدأت غضبى وأم الرحال
" وقول لا أهل له ولا مال ويقال : قيل على بناء فعل غلبت الكسرة فقلبت الواو ياء . العرب تجري تقول وحدها في الاستفهام كتظن في العمل قال هدبة بن خشرم :
" متى تقول الذبل الرواسما
" والجلة الناجية العياهما إذا هبطن مستجيرا قاتما
" ورفع الهادي لها الهماهما
" أرجفن بالسوالف الجماجما
" يبلغن أم خازم وخازما وقال الأحول : حازم وحازما بالحاء المهملة قال الصاغاني : ورواية النحويين :
" متى تقول القلص الرواسما
" يدنين أم قاسم وقاسما وهو تحريف فنصب الذبل كما ينتصب بالظن . قلت : وأنشده الجوهري كما رواه النحويون وأنشد أيضا لعمرو بن معد يكرب :
علام تقول الرمح يثقل عاتقي ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت وقال عمر بن أبي ربيعة :
أما الرحيل فدون بعد غد ... فمتى تقول الدار تجمعناقال : وبنو سليم يجرون متصرف قلت في غير الاستفهام أيضا مجرى الظن فيعدونه إلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح أن بعد القول . والقال : القلة مقلوب مغير أو خشبتها التي تضرب بها نقله الجوهري عن الأصمعي وأنشد :
كأن نزو فراخ الهام بينهم ... نزو القلات قلاها قال قالينا قال ابن بري : هذا البيت يروى لابن مقبل قال : ولم أجده في شعره . ج : قيلان كخال وخيلان قال :
" وأنا في ضراب قيلان القله وقولة بالضم : لقب ابن خرشيد بضم الخاء وتشديد الراء المفتوحة وكسر الشين وأصله خورشيد بالتخفيف فارسية بمعنى الشمس وهو شيخ أبي القاسم القشيري صاحب الرسالة . ومما يستدرك عليه : القالة : القول الفاشي في الناس خيرا كان أو شرا . والقالة : القائلة . وابن القوالة : عبد الباقي بن محمد بن أبي العز الصوفي سمع أبا الحسين ابن الطيوري مات سنة 573 . وقاولته في أمري : وتقاولنا : أي تفاوضنا . واقتاله : قاله وأنشد الجوهري للبيد :
فإن الله نافلة تقاه ... ولا يقتالها إلا السعيد أي لا يقولها . وقال ابن بري : اقتال بالبعير بعيرا وبالثوب ثوبا : أي استبدله به . ويقال : اقتال باللون لونا آخر : إذا تغير من سفر أو كبر قال الراجز :
" فاقتلت بالجدة لونا أطحلا
" وكان هداب الشباب أجملا وقال عنه : أخبر . وقال له : خاطب . وقال عليه : افترى . وقال فيه : اجتهد . وقال كذا : ذكره . ويقال عليه : يحمل ويطلق . ومن الشواذ في القراءات : " فاقتالوا أنفسكم " كذا في المحتسب لابن جني وقرأ الحسن : " قول الحق الذي فيه تمترون " بالضم
المَقْلُ : النَّظَرُ مَقَلَهُ بعَينِه يَمْقُلُه مَقْلاً : نظَرَ إليه قال القُطامِيُّ :
ولَقَدْ يَروعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمي ... ويَروعُني مُقَلُ الصُّوارِ المُرْشِقِ
ويُقال : ما مَقَلَتْهُ عَيني منذُ اليَومِ وحكى اللِّحيانِيُّ : ما مقَلَتْ عيني مثلَه مَقلاً أَي ما أَبْصَرَتْ ولا نظَرَتْ وهو فَعَلَتْ من المُقْلَةِ . المَقْلُ : الغَمْسُ مقَلَهُ في الماءِ مَقْلاً : غمَسَهُ وغَطَّهُ ومنه حديث الذُّبابِ : " فامْقُلوهُ " قال أَبو عبيدة : أَي فاغْمِسوهُ في الطَّعامِ أَو الشَّرابِ . المَقْلُ : الغَوْصُ في الماءِ وقد مَقَلَ فيه يَمْقُلُ مَقْلاً : غاصَ . المَقْلُ : ضَرْبٌ من الرَّضاعِ قال الأَزْهَرِيّ : وكأَنَّه مَقلوبُ المَلْقِ . المَقْلُ : أَسْفَلُ البِئرِ يُقال : نَزَحْتُ الرَّكِيَّةَ حتّى بلَغْتُ مَقْلَها . المَقْلُ : أَن يخافَ الرَّجُلُ على الفَصيلِ من شُرْبِهِ اللَّبَنَ فيَسْقِيَه في كَفِّهِ قليلاً قليلاً . قال شَمِرٌ : قال بعضُهُم : لا يُعرَفُ المَقْلُ : الغَمْسُ ولكنَّ المَقْلَ : أَنْ يُمْقَلَ الفَصيلُ الماءَ إذا آذاهُ حَرُّ اللَّبَنِ فيُوجَرَ الماءَ فيكونُ دواءً والرَّجُلُ يَمرَضُ فلا يَسمَع فيُقال : امْقُلوهُ الماءَ واللَّبَنَ أَو شيئاً من الدَّواءِ فهذا المَقْلُ الصَّحيحُ وقال أَبو عُبيدٍ : إذا لمْ يَرْضَعِ الفَصيلُ أُخِذَ لِسانُهُ ثمَّ صُبَّ الماءُ في حَلْقِهِ وهو المَقْلُ ورُبَّما خرَجَ على لسانِه قُروحٌ فلا يَقدِرُ على الرَّضاعِ حتّى يُمْقَلَ . المُقْلُ بالضَّمِّ : الكُنْدُرُ الذي يتَدَخَّنُ به اليَهودُ وحَبُّهُ يُجْعَلُ في الدَّواءِ قاله اللَّيثُ . وهو صَمْغُ شجرَةٍ شائكَةٍ كشَجَرِ اللُّبانِ ومنه هِندِيٌّ وعربِيٌّ وصِقِلِّيٌّ وقال أَبو حنيفَةَ : هو الذي يُسَمَّى الكُور أَحْمَرُ طَيِّبُ الرّائِحَةِ أَخبرني بعضُ أَصحابِ عُمانَ أَنَّه لا يعلَمُه نبتَ شجرةٍ إلاّ بجَبَلٍ من جِبالِ عُمانَ يُدعى قَهوان مُطِلٌّ على البحرِ والكُلُّ نافِعٌ للسُّعالِ ونَهْشِ الهوامِّ والبواسيرِ وتنقِيَةِ الرَّحِمِ وتسهيلِ الوِلادَةِ وإنزالِ المَشيمَةِ وحَصاةِ الكُلْيَةِ والرِّياحِ الغليظَةِ مُدِرٌّ باهِيٌّ مُسَمِّنٌ مُحَلِّلٌ للأورامِ . والمُقْلُ المَكّيُّ : ثَمَرُ شَجَرِ الدَّوْمِ الشَّبيه بالنَّخْلَةِ في حالاتها يُنضَجُ ويُؤْكَلُ خَشِنٌ قابِضٌ بارِدٌ مُقَوٍّ للمعِدَةِ . والمُقْلَةُ بالضَّمِّ : شَحمَةُ العَينِ الَّتي تَجْمَعُ البياضَ والسَّوادَ وفي بعض نُسَخِ الصحاحِ : تَجْمَعُ السَّوادَ والبَياضَ . أَو هي السَّوادُ والبَياضُ الذي يدورُ كُلُّه في العَيْنِ . أَو هي الحَدَقَةُ عن كُراعٍ وقيل : هي العينُ كُلُّها وإنَّما سُمِّيَتْ مُقْلَةً لأَنَّها تَرمي بالنَّظَرِ والمَقْلُ : الرَّمْيُ والحَدَقَةُ : السَّوادُ دونَ البَياضِ قال ابنُ سِيدَه : وأَعرِفُ ذلكَ في الإنسانِ وقد يُستعمَلُ في النّاقَةِ وأَنشدَ ثعلَبٌ :
مْنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَما ... يُرى في فُروعِ المُقْلَتَيْنِ نُضوبُ ج : مُقَلٌ كصُرَدٍ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : فُلانٌ كُلَّما دَوَّرَ القلمَ نَوَّرَ المُقَلَ وحَلَّى العُقولَ وحَلَّ العُقَل . المَقْلَةُ بالفتح : حَصاةُ القَسْمِ بفتح القاف وسكونِ السّينِ : تُوضَعُ في الإناءِ وفي الصِّحاحِ : الّتي تُلْقَى في الماءِ لِيُعرَفَ قدْرُ ما يُسْقَى كُلُّ واحِدٍ منهُم وذلكَ عند قِلَّةِ الماء في المَفاوِزِ وفي المُحكَمِ : إذا عُدِمَ الماءُ في السَّفَرِ ثمَّ يُصَبُّ عليه من الماءِ قَدْرُ ما يَغْمُرُ الحَصاةَ فيُعْطَى كُلٌّ منهُم سهمَه وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ لِيَزيدَ بنِ طُعْمَةَ الخَطْمِيِّ وفي العُبابِ الجُعْفِيّ قالَ : وجَدْتُه في شِعْرِ الكُمَيْتِ وهو بَيتٌ يتيمٌ :
قَذَفوا سَيِّدَهُمْ في وَرْطَةٍ ... قَذْفَكَ المُقْلَةَ وَسْطَ المُعْتَرَكْومَقَلَها مَقْلاً : أَلْقاها في الإناءِ وصَبَّ عليها ما يَغمُرُها من الماءِ . قَوْلُهُ : هذا خَيْرٌ إلى آخِرِه مأْخُوذٌ من حديث عبد الله بنِ مَسعودٍ رضي الله تعالى عنه أَنَّه قال في مَسْحِ الحَصا في الصَّلاةِ : " مَرَّةً وترْكُها خَيْرٌ من مائةِ ناقَةٍ لِمُقْلَةٍ " بالضَّمِّ قال أَبو عبيدٍ : أَي تركُها خيرٌ من مائةِ ناقَةٍ تَختارُها بعينِكَ ونَظَرِكَ كما تريدُ قال : وقال الأَوزاعِيُّ : ولا يُريدُ أَنَّه يَقتَنيها ويُروى من حديثِ ابنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما : كُلُّها أَسْوَدُ المُقْلَةِ أَي كُلُّ واحِدٍ منها أَسْوَدُ العَيْنِ . وتَماقَلا : إذا تَغاطّا في الماءِ ومنه حديث عبد الرّحمن وعاصِمٍ : يَتماقَلانِ في البَحرِ ويُروَى يَتَماقَسانِ . وامْتَقَلَ : غاصَ في الماءِ مِراراً . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : قال أَبو داوُد : سمعتُ أَبا العزاف يقول : سَخِّنْ جَبينَكَ بالمُقْلَةِ شبَّه عين الشَّمسِ بالمُقْلَة . ورَجُلٌ مُقَلَةٌ كهُمَزَةٍ : يُكْثِرُ المَقْلَ . وماقَلَهُ مُماقَلَةً : غامَسَهُ . وانْغَمَسَ بالماءِ حتّى جاءَ بالمَقْلِ معهُ أَي بالحَصا والتُّرابِ . ومَقْلَةُ الرَّكِيَّةِ : أَسْفَلُها . وحكى ابنُ بَرِّي عن عليِّ بن حَمْزَة : يقال : في حَصاةِ القَسْمِ : مَقْلَةٌ ومُقْلَةٌ بالفَتْح والضمِّ شُبِّهتْ بمُقْلَةِ العَين ؛ لأنّها في وسَطِ بَياضِ العَيْن وأنشدَ بيتَ الخَطْميِّ هكذا ومنه حديثُ عليٍّ : لم يَبْقَ منها إلاّ جُرْعَةٌ كجُرعةِ المَقْلَة هي بالفَتْح : حَصاةُ القَسْمِ وهي بالضَّمّ : واحدةُ المُقْل : الثَّمَرِ المعروف وهي لصِغَرِها لا تَسَعُ إلاّ الشيءَ اليَسيرَ من الماء . وَمَقَلَ الشيءَ في الشيءِ مَقْلاً : غَمَسَه . وفي حديثِ لُقمانَ الحكيم : أَرَأَيْتَ الحَبّةَ التي تكونُ في مَقْلِ البحر ؛ أي في مَغاصِ البحر أرادَ في موضعِ المَغاصِ من البحر . وأبو الحسنِ عليُّ بن هِلالٍ الوزيرُ الكاتب يُعرفُ بابنِ مُقْلَةَ : مَشْهُورٌ ومن سَجَعَاتِ الأساس : في خَطِّه حَظٌّ لكلِّ مُقْلَة كأنّه خَطُّ ابنِ مُقْلَة وترجمتُه مُسْتَوْفاةٌ في تاريخِ ابنِ خِلِّكانَ وغيره