الحبكُ : الشَّدُّ والإِحْكامُ وِإجادَةُ العَمَلِ والنّسج وتَحْسِين أَثَرِ الصنعَةِ في الثَّوْبِ يُقال : حَبَكَه يَحْبِكُه ويَحْبُكُه من حَدّىْ ضَرَب ونَصَر حَبكاً : أَجادَ نَسجه وحسَّنَ أَثَرَ الصَّنْعَةِ فيهِ كاحْتَبكه : أَحْكَمه وأَحْسَنَ عَمَلَه فهو حَبِيكٌ ومَحْبوك يقال : ثَوْبٌ حَبِيكٌ ومَحْبُوكٌ : أحْكِم نَسجُه وكذلك وَتَرٌ حَبِيكٌ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابي لأبي العارِمِ :
فهَيَّأْتُ حَشْراً كالشِّهابِ يسوِقُه ... مُمَرٌّ حَبِيكٌ عاوَنَتْه الأشاجِعُ
والحَبكُ : القَطْع وضَربُ العُنُقِ يُقالُ : حَبَكَه بالسَّيفِ حَبكاً : ضَرَبَه على وَسَطِه وقِيلَ : هو إِذا قَطَع اللَّحمَ فوقَ العَظْم وقالَ ابنُ الأعرابي : حَبَكَه بالسَّيفِ يَحْبِكُه ويَحبُكُه حَبكَاً : ضرَبَ عُنُقَه وقيل : ضَرَبَه به . واحْتَبَكَ بإِزارِه : احْتَبَى به وشَدَّهُ إِلى يَدَيْهِ نقله أَبو عُبَيدٍ عن الأَصْمَعِيِّ في تفسيرِ حديث عائِشَةَ رضي اللَّهُ عنها : أَنّها كانَت تَحْتَبِكُ تَحْتَ دِرْعِها في الصَّلاةِ أي تَشُدُّ الإزارَ وتُحكِمُه أَراد أَنَها كانت لا تُصَلِّي إِلاًّ مُؤْتَزِرَةً . وكلُّ شيءٍ أَحْكَمْتَه وأَحسَنْت عمَلَه فقد احتَبَكْتَه . وقالَ الأَزْهرِيُّ : الذي رَواهُ أَبو عُبَيدٍ عن الأَصْمَعِي في الاحْتِباك أَنّه الاحْتباء غَلَطٌ إِنّما هو الاحْتِياكُ بالياءِ يقال : احْتاكَ بثَوْبه وتَحَوَّكَ بهِ : إِذا احْتَبَى به هكذا رواهُ ابنُ السِّكِّيت عن الأَصْمَعِي وقد ذَهَبَ على أبي عُبَيدٍ رحمه اللّه ثم قال : والذي يَسبق إِلى وَهْمِي أَنّ أَبا عُبَيدٍ كَتَب هذا الحَرفَ عن الأصْمَعِي بالياءِ فزَلَّ في النَّقْطِ وتَوَهَّمَه باءً قال : والعالمُ وإِنْ كان غايَةً في الضَّبطِ والإِتْقانِ فإنّه لا يكادُ يَخْلُو من خطئهِ بزَلَّةِ واللَّهُ أَعْلَم قال ابنُ مَنْظُورٍ : ولقد أَنْصَف الأَزْهَرِي - رحمه اللَّهُ - فيما بَسَطَه من هذه المَقالةِ فإِنّا نَجِد كَثِيراً من أَنْفُسِنا ومن غَيرِنا أَنَّ القَلَمَ يَجْرِي فيَنْقُطُ ما لا يَجِف نَقْطُه ويَسبِقُ إِلى ضَبطِ ما لا يَخْتَارُه كاتِبُه ولكِنّه إِذا قَرَأَه بعدَ ذلِك أَو قُرِئ عليه تَيَقَّظَ له وتَفَطَّنَ لما جَرَى به واسْتَدْرَكَه واللّه أَعلم . والحبكَةُ بالضّمِّ : الحُجْزَةُ بعَينِها عن شَمِرٍ ومِنْها أُخِذَ الاحْتِباكُ بالباءِ وهو شَدُّ الإِزارِ وحُكِىَ عن ابن المُبارَكِ قال : جَعَلْتُ سِواكِي في حُبكَتِي أي في حُجْزَتِي . وقيل : الحُبكَةُ : أَنْ تُرخِيَ من أَثْناءِ حُجْزَتِكَ من بين يَدَيْكَ لتَحْمِلَ فيه الشّيء ما كانَ . وتَحَبَّكَ تَحَبُّكاً : شَدّها أَي الحُجْزَةَ . أَو تَحَبَّكَ : تَلَبَّبَ بثِيابِه عن ابنِ دُرَيْدٍ . قال : وتَحَبَّكَت المَرأَةُ بنِطاقِها أي تَنَطَّقَتْ وذلك إِذا شَدَّتْه في وَسَطِها
والحُبكَةُ أيضاً : الحَبلُ يُشَدُّ به على الوَسَطِ . وأيضاً : القِدَّةُ التي تَضُمُّ الرَّأْسَ إِلى الغَراضِيفِ من القَتَبِ والرَّحْلِ كالحِباكِ ككِتابٍ ورَواه أَبو عُبَيد بالنّونِ قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراه منه سَهْوا
كصُرَدٍ وكُتُبٍ فالأُولَى جمعُ حُبكَةٍ والثانيةُ جَمْعُ حِباكٍ . وحُبُكُ الرَّمْلِ بضَمَّتَيْنِ : حُرُوفُه وأَسْنادُه الواحِدَةُ حِباكٌ ككِتابٍ . والحُبُك من الماءِ والشَّعَرِ : الجَعْدُ المُتَكَسِّرُ مِنْهُما الواحِدُ حِباكٌ قال زُهَيرٌ يصِفُ ماءً :
مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبتِ تَنْسُجُه ... رِيحٌ خَرِيقٌ لضاحي مائِه حُبُكُ وفي صِفَةِ الدَّجّالِ رَأْسُه حُبُكٌ أي شَعرُ رَأسِه مُتَكَسِّرٌ من الجُعُودَةِ مثل الماءِ السّاكِنِ أَو الرَّمْلِ إِذا هَبَّتْ عليه الرِّيحُ فيَتَجَعَّدَانِ ويَصِيرانِ طَرائِقَ وفي رِوايَةٍ أخْرَى مُحَبَّك الشَّعْرِ بمعناهوالحُبُكُ من السَّماءِ : طَرائِقُ النُّجُومِ كما في الصِّحاح وقِيلَ : أي ذات الطّرائِقِ والحَبِيكَةُ واحِدُها وقال مجاهد : ذات البُنْيانِ وقال الأَزْهَرِيّ : هي الطَّرائِقُ المُحْكَمَةُ وكلُّ ما تَراه من دَرَجِ الرّمْلِ والماءِ إِذا صَفَقَتْه الرّيحُ فهو حُبُكٌ واحدتها حِباكٌ وحَبِيكَةٌ وقال الفَرّاءُ : الحُبُك : تكَسُّر كُلِّ شيءٍ كالرَّمْلَة إِذا مَرّتْ عليها الريحُ الساكِنَةُ والماء القائِم إِذا مَرّتْ به الرِّيحُ وقالَ ابنُ عبّاسٍ : ذات الحُبُكِ : الخَلْق الحَسَن قالَ الزَّجّاجُ : وأَهْلُ اللُّغَةِ يَقولونَ : ذاتُ الطّرائِقِ الحَسَنَة وقالَ الرَّاغِبُ ذات الحُبُك : أي ذات الطَّرائِقِ فمنهم من تَصَوَّرَ منها الطَّرائِقَ المَحْسُوسَةَ بالنُّجُومِ والمَجَرَّةِ ومنهم من اعْتَبَرَ ذلِكَ بما فيهِ من الطَّرائِقِ المَعْقُولَةِ المُدْرَكَةِ بالبَصِيرَةِ وِإلى ذلِكَ أَشارَ بقوله تَعالى : " الّذِينَ يَذْكُرونَ اللّه قِياماً وقُعُوداً " الآية انْتَهَى . والحَبِيكَةُ : الطَّرَيقَةُ من خُصَلِ الشَّعَرِ أَو البَيضَةُ حَبِيكٌ وحَبائِكُ وحُبُكٌ كسَفِينَةٍ وسَفِينٍ وسَفائِنَ وسُفنٍ . وفي الصِّحاح : الحَبِيكَةُ والحِباكُ : الطَرِيقَةُ في الرّمْلِ ونحوِه وجمع الحِباك حُبُكٌ وجَمْعُ الحَبِيكَةِ الحبائِكُ . وقالَ الأَزْهَرِيّ : وحَبِيكُ البَيضِ للرَّأْسِ : طَرائِقُ حَدِيدِه وأَنْشَدَ :
والضّارِبُونَ حَبِيكَ البَيض إِذ لحقوا ... لا يَنْقُصُونَ إِذا ما اسْتَلْحَفوا وحَمُوا قال : وكذلك طَرائِقُ الرَّمْل فيما تَحْبُكُه الرِّياح إِذا جَرَتْ عليهِ . والحَبَكَةُ مُحرَّكَةً : الأَصْلُ من أُصُولِ الكَرمِ كالحَبَكِ بحذف الهاءِ وفي بعضِ النُّسَخِ كالحَبِيكِ والأُولَى الصّوابُ وليسَ بتَصْحِيفٍ . والحَبَكَةُ : الحَبَّةُ من السَّوِيقِ لُغَةٌ في العَبَكَةِ عن اللَّيثِ قال : يُقال : ما ذُقْنا عِنْدَه حَبَكَةً ولا لَبَكَةً قالَ : وبعضٌ يَقُول : عَبَكَة قال : والحَبَكَةُ والعَبَكَةُ : من السَّوِيقِ واللَّبَكَةُ : اللّقْمَةُ من الثَّرِيدِ قال الأَزْهَرِيُّ : ولم نَسمَعْ حَبَكَةً بمعنَى عَبَكَةٍ لغيرِ اللّيثِ قال : وقَدْ طَلبتُه في بابِ العَين والحاءِ لأبي تُراب فلم أَجِدْه والمَعْرُوف ما في نِحْيِه عَبَكَةٌ ولا عَبَقَةٌ : أي لِطْخٌ منَ السَّمْنِ أَو الرّبِّ مِن عَبِقَ بِه وعَبِك به أي : لَصِقَ به . وذُو الحَبَكَة : لَقَبُ عُبَيدَة أَو عَبدَة بنِ سَعْدِ بنِ قَيس بنِ أبي بنِ عائِذِ بنِ سَعْدِ بن جَذِيمَةَ بنِ كَعْبِ بن رفاعَةَ بن مالِك بنِ نَهْدٍ النَّهْدِيّ وابنُه كَعْبُ بنُ ذِي الحَبَكَةِ وكان شِيعِياً وسَيَّرَه عثْمانُ رضي اللّهُ عنه فيمنْ سَيَّرَ إِلى جَبَل الدّخانِ بدُنْباوَنْدَ . قلتُ : وقتَلَه بُشرُ بنُ أبي أَرْطاةَ بتَثلْيثَ . وقال ابنُ عَبادٍ : الحِبَكُّ كخِدَب : اللَّئيمُ
قالَ : وكعُتُل : الشَّدِيدُ . وحَبَكَ بِها وحَبَجَ بها مثل حَبَقَ بها . وحَبَكَ فُلاناً في البَيع إِذا رادَهُ
وحَبَكَ الثّوْبَ حَبكاً : أَجادَ نَسجَه وأَحْكَمَه . قالَ ابنُ عَبّادٍ : وحِباكُ الحَمَامِ بالكسر : سوادُ ما فَوْقَ جَناحَيهِ يُقال : ما أَمْلَح حِباكَ هذه الحَمَامَةِ ومِثْلُه في الأَساسِ . والمَحْبُوكُ : الفَرَس القَوِيُّ الشَّدِيدُ الخَلْقِ المُحْكَمه قال أَبو دُواد يَصِفُ فَرَساً :
مَرَجَ الدِّينُ فأَعْدَدْتُ لَهُ ... مُشْرِفَ الحارِكِ مُحْبُوكَ الكَتَدْ وقال شمِرٌ : دابَّة مَحْبُوكة : إِذا كانَتْ مُدْمَجَةَ الخَلْقِ . وقالَ اللّيثُ : إِنّه لمَحْبُوكُ المَتْنِ والعَجُزِ : إِذا كانَ فيهِ اسْتِواءٌ مع ارْتِفاعٍ وأَنْشَد :
عَلَى كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ كأَنَّه ... عُقاب هَوَتْ مِنْ مَرقَب وتَعَلّتِوالتَّحْبِيكُ : التَّوْثيقُ عن شَمِرٍ ومنه حَبَّكْتُ العُقْدَةَ : إِذا وَثَّقْتَها كما في الأَساس . والتَّحْبِيكُ أيضاً : التَّخْطِيطُ يُقال : كِساءٌ مُحَبَّكٌ : إِذا كانَ مُخَطَّطاً كما في الأَساسِ . وفي صِفَةِ الدَّجّالِ : مُحَبَّك الشَّعَرِ : أي مُجَعَّدُه ويُروَى حُبُكُ الشَّعَرِ بضَمّتَين وهو بمَعْناه الأَخِيرَةُ عن ابنِ دُرَيْدٍ ونقَلَه الجَوْهرِيُّ أيضاً وفي المُصَنَّفِ لأبي عُبَيد في الحَدِيثِ المَرفُوعِ : رَأْسُه حُبُكٌ حُبُكٌ وقد تَقَدَّمَ
ومما يُستَدْركُ عليه : الحِباكُ ككِتابٍ : أَنْ يُجْمَعَ خَشَبٌ كالحَظِيرَةِ ثُمَّ يشَدُّ في وَسَطِه بحَبل يَجْمَعُه قاله اللّيثُ . وقالَ الأزهرِيّ : الحِباكُ : الحَظِيرَةُ بقَصَباتٍ تُعَرَّضُ ثم تُشَدّ تَقُولُ : حُبِكَت الحَظِيرةُ بقَصَباتٍ كما تُحْبَكُ عُرُوسُ الكَرمِ بالحِبالِ . والحَبائِكُ : الطّرائِقُ في السَّماءِ ومنه قول عَمْرِو بنِ مُرًةَ رضي اللّهُ عنه يَمْدَح النبيَ صَلّى اللّهُ عليهِ وسَلَّم :
لأصبَحْتَ خَيرَ النّاس نفْساً ووالِدا ... رَسُولَ مَلِيكِ النّاسِ فوقَ الحَبائِكِ يَعْني بها السَّماواتِ ؛ لأَنَّ فيها طُرُقَ النُّجُومِ
وحَبَكَ عُروش الكَرمِ : قَطَعَها
والحُبكُ أيضاً : طَرائقُ الجَبَلِ قال رُؤْبَةُ :
" صَعَّدَكُم في بَيتِ نَجْمٍ مُنْسَمكْ
" إِلى المَعالي طَوْدُ رَعْنٍ ذي حبُكْ وحِباكُ الثَّوْبِ : كِفافه عن الزَّمَخْشَرِيِّ . وحِباكُ اللِّبدِ : الخُيُوطُ السّودُ التي تُخاطُ بِها أَطْرافُه عن ابنِ عَبّادٍ . والحُبكَة بالضم : القارُورَةُ الضَّيِّقَة الفَمِ والجمع حُبَك . وحَبَك محركة : قريَةٌ بحَوْرانَ منها الحلاءُ عَلي بنُ زِيادَةَ بنِ عبدِ الرَحْمن هكذا ضَبَطَه ابنُ قاضِي شَهْبَة في الطَّبَقاتِ . وقُرِئ : " ذَاتِ الحِبِك " بكَسرَتَين وبكسرٍ وضَم وبالعَكسِ وصَرَّحُوا في الثاني أَنّه من تَداخُلِ اللُّغَتَين وفي الثّالِثِ أَنّه مُهْمَلٌ لم يُستَعْمَل ومثلُ هذا كان واجِبَ التَّنْبِيه أَشارَ له شيخُنا نَقْلاً عن الشِّهابِ في العِنايَةِ . قلتُ : وتَفْصِيلُ هذا في كتابِ الشَّواذِّ لابنِ جِنِّى قال : قراءة الحَسَنِ الحُبك بضَم فسُكُون ورُوى عنه الحِبِك بكسرتينِ وروى عنه الحِبك بكسر الحاءِ ووَقفِ الباءِ وكذلك قرأَ أَبو مالكٍ الغِفارِيّ وروى عنه الحِبُك بكسر الحاءِ وضَمِّ الباءِ وروى عنه الحَبَكُ بفَتْحَتَيْن وروى عنه الحُبُك بضَمَّتَينْ الوجه السّادس كقِراءةِ النّاسِ ورُوِى عن عِكْرِمَةَ وجهٌ سابعٌ وهو الحُبَك بضَم ففَتْحٍ جميعُه هو طَرائقُ الغَيم وأَثَرُ حُسنِ الصَّنْعةِ فيه وهو الحَبِيكُ في البيض ويُقالُ : حَبِيكَةُ الرَّمْلِ وحبائِكُ وكذلك أيضاً حُبُكُ الماءِ لطَرائِقِهِ وأَمّا الحُبكُ فمُخَفَّفٌ من الحُبُك وهو لُغَةُ بني تَمِيمٍ كرُسْلٍ وعُمْدٍ في رُسُلٍ وعُمُدٍ وأَما الحِبِك ففِعِل وذلك قَلِيلٌ منه إِبِلٌ وِإطِلٌ وامرأَةٌ بِلِزٌ : أي ضَخْمَةٌ وبأَسْنانِه حِبِرٌ وأَما الحِبكُ فمُخَفَّفٌ منه كإِطْلٍ وِإبْل وأَمّا الحِبُك بكسرٍ فضم فأَحْسَبه سَهْواً وذلك أَنَّه ليسَ في كلامِهِم فِعُلٌ أَصلاً بكسر الفاءِ وضَمِّ العَيْنِ وهو المثالُ الثاني عَشَرَ من تركِيبِ الثُّلاثيِّ فإِنّه ليسَ في اسمٍ ولا فِعْلٍ أَصْلاً أَلْبتَّةَ ولعلَّ الذي قرأَ به تَداخَلَتْ عليه القراءَتانِ بالكسر والضَّمِّ فكأَنَّه كسرَ الحاءَ يريدُ الحِبِكَ فأَدرَكَه ضَمُّ الباءِ على صُورة الحُبُك فجمع بين أَوّلِ اللفظةِ على هذه القِراءةِ وبين آخِرِها على القِرَاءةِ الأخْرَى وأَمّا الحَبَكُ فكأَنّ واحِدتَهَا حَبَكَةٌ كطَرَقَةٍ وطَرَقٍ وعَقَبَة وعَقَب وأَمّا الحُبَك فعَلَى حُبكَة وحُبَكٍ كطُرفَةٍ وطُرَفٍ وبُرقَةٍ وبُرَقٍ ولا يَجُوزُ أَن يكونَ حُبَك مَعْدُولاً إِليها عن حُبُكٍ تَخْفِيفاً إِنما ذلِكَ شَيءٌ يُستَسهَلُ به في المُضاعَفِ خاصَّةً كقَوْلِهِم في جُدُدٍ : جُدَدٌ وفي سُرُرٍ سُرَر وفي قلُل قُلَل . انتهى وبذلك تَعْلَمُ ما في كلامِ شيخِنا من التَّساهُلِ وما في عِبارةِ المُصَنِّفِ من القُصور الزّائد فتأَمّلْ والله أَعلم
النَّحْبُ : رفعُ الصَّوْت بالبُكاءِ كذا في الصَّحِاح . وفي المحكم : أَشَدُّ البكَاءِ . كالنَّحِيبِ وهو البكاءُ بصوتٍ طويلٍ ومَدّ . وقدْ نَحَبَ كمَنَعَ يَنْحَبُ نَحْباً . وفي المحكم والصَّحِاح : ينْحَبَ بالكَسر وانْتَحَبَ انْتِحاباً مثلُهُ . وقال ابْنُ مَحْكَانَ :
زَيَّافَةٌ لا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها ... إِذَا نَعَوْها لِراعِي أَهْلِها انْتَحَبَا وكُلُّ ذلك من المَجَاز . النَّحْبُ : الخَطَرُ العَظِيمُ يقالُ : ناحبَهُ على الأَمْر : خاطَرَه قال جَرير :
بِطَخْفَةَ جالَدْنَا المُلُوكَ وخَيْلُنا ... عِشيَّةَ بِسْطَامٍ جَرَيْنَ على نَحْبِ
أَي : على خَطَرٍ عظيم . النَّحْبُ : المُرَاهَنَةُ والفِعْلُ كالفِعْل يقال : نَحَبَ كجَعَلَ أَي : من بابِ مَنَعَ وإِنّمَا غَيَّرَهُ تَفَنُّناً . النَّحْبُ : الهِمَّةُ . النَّحْبُ : البُرْهَانُ . النَّحْبُ الحاجَةُ . وقيل في تفسير الآية قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ فَأَدْرَكُوا ما تَمَنَّوْا وذلك قَضاءُ النَّحْبِ . النَّحْبُ : السُّعالُ وفِعْلُه كَضَرَبَ يقال : نَحَبَ البعيرُ يَنْحِبُ نُحَاباً بالضَّمّ إِذا أَخَذه السُّعَالُ . وقال الأَزْهَرِيُّ عن أَبي زيدٍ : من أَمراضِ الإِبل النُّحَابُ والقُحَابُ والنُّحَازُ وكُلّ هذا من السُّعَال . من المَجَاز : النَّحْبُ : المَوْتُ قال اللهُ تَعَالَى : " فمِنْهُمْ مَن قَضَى نَحْبَهُ " أَي : أَجَلَهُ النَّحْبُ أَيضاً : الأَجَلُ قالَهُ الزَّجّاج والفَرَّاءُ يقالُ قَضَى فُلانٌ نَحْبَهُ : إِذا ماتَ وفي الأَساس : كأَنَّ المَوْتَ نَذْرٌ في عُنُقِه . وفي غيرِه : كأَنَّه يُلْزِمُ نَفْسَهُ أَن يَقَاتِلَ حَتَّى يَمُوتَ . قالَ الزجّاج : النَّحْب : النَّفْسُ عن أَبي عُبيْدة . النَّحْبُ : النَّذْرُ وبه فسَّر بعضُهم الحديثَ : طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ أَي : نَذْرَهُ كأَنَّه أَلْزَم نفْسهُ أَن يَصْدُقَ الأَعداءِ في الحرب فَوَفَّى به ولم يَفْسَخْ . وفي الأَساس : ونَحَبَ فلانٌ نَحْباً ونَحَّب تَنْحِيباً : أَوجَبَ على نَفْسِهِ أَمراً وهو مُنّحِّبٌ كمُحَدِّث وفِعْلُهُ كَنَصَرَ تقول : نَحَبْتُ أَنْحُبُ وبه صَدَّرَ الجَوْهَرِيّ قالَ الشّاعر : فإِنِّي والهِجَاءَ لآِلِ لأْمٍ كذَاتِ النَّحْبِ تُوفِي بالنُّذُور وقال لَبِيدٌ :
أَلاَ تَسْأَلانِ المَرْءَ ماذا يُحَاِوُل ... أَنَحْبٌ فُيقْضَي أَمْ ضَلالٌ وباطِلُ يقولُ : عليه نَذْرٌ في طَولِ سَعْيِه . النَّحْبُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ مثلُ النَّعْب أَ,رده الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عَمرو . أَو الخَفِيفُ في كثْرِة الدَّأَبِ والمُلازَمَةِ . عن أَبي عَمروٍ النَّحْبُ : الطُّولُ . ورُوِىَ على الرِّياشِيّ : يَوْمٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ . النَّحْبُ : المُدَّة والوقت . النَّحْبُ : اليَوْمُ هكذا في النُّسخ بالياءِ التّحْتِيّة . وفي لسان العب : النَّوْم بالنّون . النَّحْبُ : السِّمَنُ النَّحْبُ : الشِّدَّةُ . والقِمَار ُ وهو قَريبٌ من المُرَاهَنة النَّحْبُ : العَظِيمُ من الإِبِل نَقَلَه الصَّاغانيّ . من المجَاز نَحَّبوا تنَحِيباً وذلك إِذا جَدُّوا في عَمَلِهِم . نقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عَمْرو قال طُفَيْلٌ :
يَزُرْنَ أَلاَلاً ما يُنَحِّبْنَ غَيْرَهُ ... بِكلِّ مُلَبٍّ أَشْعثِ الرَّأَسِ مُحْرِمِ أَو نَحَّبُوا : إِذا سارُوا فَأَجْهدُوا حَتَّى قرًبًوا من باب كرًم من الماء والمصدرً : التَّنْحِيبُ وهو شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة :
ورُبَّ مَفازَةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيَالاً نَحَّبَ السَّفَرُ فُلاناً : إِذا سارَ كِثيراً و أَجْهدَهُ . من المجاز : سيْرٌ نَحْبٌ ومنحت كمُحَدِّث أَي سَرِيعٌ وكذلك الرَّجُلُ . وفي الصَّحِاح : سار فلانٌ على نَحْبٍ : إِذا سار فأَجْهَدَ السَّيْرَ كأَنّه خاطَرَ على شَيءٍ فجَدَّ ؛ قال الشّاعر :
" وِرِدِ القَطَا مِنْهَا بخمْسٍ نَحْبِ أَي : دائبٍ . وسِرْنا إِليهَا ثلاثَ لَيَالٍ مُنَحِّباتٍ اي دائباتٍ . ونَحَّبْنَا سَيْرَنَا : دَأَبْنَاهُ : ويُقَالُ : سَار سَيْراً مُنَحِّباً : أَي قاصِداً لا يُرِيدُ غيره كأَنّهُ جعل ذلك نَذْراً على نفسه . قال الكُمَيْتُ :
يَخِدْن بِنَا عَرْضَ الفَلاةِ وطُولَهَا ... كَمَا صارَ عنْ يُمْنَي يَدَيْهِ المُنَحِّبُالمُنَحِّبُ الرَّجُلُ . قال ابْن سِيدَهْ : هذا البيت أَنْشَده ثعلبٌ وفَسَّرَه فقال هذا الرَّجُلُ حَلَفَ : إِنْ لَمْ أَغْلِبْ قطَعْتُ يدِي . كأَنَّهُ ذَهبَ به إِلى معنَى النَّذْرِ كذا في لِسان العرب وفيه تَأَمُّلٌ . والنُّحْبَةُ بالضَّمّ : القُرْعةُ وهو مأْخوذٌ من قولهم : ناحَبَهُ إِذا حَاكَمَهُ وفاخَرَهُ ؛ لأِنّها كالحَاكِمةَ في الاسْتِهَام . وهو من المجاز . ونَاحبْتُ الرَّجُلُ إِلى فلانٍ : مثلُ حاكَمْتهُ . وفي الصَّحِاح : قال طَلْحَةُ . بْنُ عبيدِ اللهِ لابْنِ عَبّاسٍ رضيَ الله عنهما : فهَلْ لَكَ في أَنْ أَنَاحِبَك وتَرْفَعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلَّم ؟ قال أَبو عُبَيْدٍ قال الأَصْمَعِيُّ : ناحَبْتُ الرَّجُلُ : إِذا حاكَمْتَهُ أَو قاضَيْتَه إِلى رَجلٍ . وقال غيْرهُ : ناحَبْتُهُ ونافَرْتُهُ مثلُهُ قال أَبو منصور : أَراد طَلْحةُ في هذا المَعْنى كأَنَّهُ قالَ لأَبِنِ عَبَّاس : أَنافِرُكَ أَي : أَفاخِرُك وأَحاكِمك فتعُدُّ فضائلَك وحَسَبَكَ وأَعُدُّ فضائلي ولا تَذْكُرْ في فضائلِك النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقُرْبَ قَرَابَتِك منه ؛ فإِنّ هذا الفضلَ مُسَلَّمٌ لك فارفَعْه من الرَّأْسِ وأَنافِركُ بما سِواهُ . يعني : أَنّهُ لايقْصُرُ عنه فما عدا ذلك من المَفَاخِر . ومثلُه في هامش الصَّحِاح مُخْتَصَراً . وفي الحديث لو عَلمَ النّاسُ ما في الصَّفِّ الأَوّلِ لاقْتَتَلُوا عليه وما تَقَدَّمُوا إِلاّ بنُحْبَة " أَي بقُرْعَةٍ . المُنَاحَبَةُ : المُخَاطَرَةُ والمُراهَنَةُ . ويقالُ : نَاحَبهُ : إِذا راهنَهُ . وفي حديثِ أَبي بَكْر رَضَي اللهُ عنه في مُناحَبَةِ " الم غُلِبَتِ الرُّومُ أَي : مُرَاهَنَتِه لقُرَيْش بينَ الرُّومِ والفُرسْ . وانْتَحَبَ الرَّجُلُ : إِذا بَكَى وتَنَفَّس أَي : صَعَّدَ نَفَسَه شَدِيداً . ويُقَالُ تَنَاحَبُوا : إِذا تَوَاعدُوا لِلْقِتالِ إِلى وقْتٍ ما وقَدْ يَكُونُ التَّنَاحُبُ لِغَيْر القِتَالِ أَيضاً . ومما يُسْتَدْرَكُ على المُصَنِّف : النَّواحبُ وهُنَّ البَواكِي : جمع ناحِبةٍ . من المجاز : التَّنْحِيبُ : الإِكْبابُ على الشَّيءِ لا يُفارِقُهُ . ويقالُ : نَحَّبَ فلانٌ على أَمره . وقال أَعْرَابيّ أَصابتْه شَوْكَةٌ فنَحَّبَ عليها يستخرِجُها أَي أكبَّ عليها . وكذلك هو في كلّ شْيءٍ : هُوَ مُنَحِّبٌ في كذا . والنحيب : موضع بالبصرة فيه قَصْرٌ لعبد الله بْنِ عامرِ بْن كُرَيْز