النَّقْضُ في البناءِ والحَبْلِ والعَهْدِ وغيرِه : ضدُّ الإِبْرامِ كالانْتِقاضِ والتَّناقُضِ وفي المُحكم : النَّقْضُ : إِفْسادُ مَا أَبْرَمْتَ من عقْدٍ أَو بِناءٍ وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ الحَبْلَ والعَهْدَ . ونَقْضُ البِناءِ هدْمُه . وجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ نَقْضَ العَهْدِ من المَجازِ وهو ظاهرٌ . والمُرادُ من قولِه : وغيرِه كالنَّقْضِ في الأَمْرِ وفي الثُّغورِ وما أَشْبَههما . ونَقَضَهُ يَنْقُضُهُ نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ . وانْتَقَضَ الأَمْرُ بعدَ الْتِئامِهِ وانْتَقَضَ أَمرُ الثَّغْرِ بعد سَدِّه . والنِّقْضُ بالكَسْرِ : المَنْقوضُ أَي المَهْدومُ مثْل النَّكْثِ بمَعْنَى المَنْكوثِ . والنِّقْضَ أَيْضاً : النِّفْضُ بالفاءِ وهو العَسَلُ المُسَوِّسُ الَّذي يُلطَخُ به موضِعُ النَّحْل عن الهَجَرِيّ وهو الصَّوَابُ وذِكْرُهُ في الفاءِ تصحيفٌ . والنِّقْضُ أَيْضاً : المَهْزولُ من السَّيْرِ وفي الصّحاح : هو الَّذي أَنْضاه السَّفَرُ زاد في العباب وسُوفِرَ عَلَيْهِ مرَّةً بعد أُخرى ناقَةً أَو جمَلاً . وقال السِّيرافيُّ : كأَنَّ السَّفَرَ نَقَضَ بنْيَتَه . قُلْتُ : فإِذَنْ هو مَجاز . أَو هي النَّاقَةُ نِقْضَةٌ بهاءٍ قالَ رُؤْبَةُ :
" إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَو نِقْضَا
" أَصْهَبَ أَجْرَى نِسْعَه والغَرْضَا والنِّقْضُ أَيْضاً : مَا نُكِثَ من الأَخْبيَةِ والأَكسيَةِ فغُزِلَ ثانيةً وهذا بعيْنِه المَنْقوضُ وداخلٌ تحتَه ولذا اقْتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيُّ ويشهَدُ لذلك قوله : ويُحرَّكُ . فإِنَّ نَصَّ الصَّاغَانِيُّ : والنِّقْضُ أَيْضاً المَنْقوضُ مِثْلُ النِّكْثِ وكَذلِكَ النَّقَضُ بالتَّحريكِ ولم يَذكُرِ الجَوْهَرِيّ المُحرَّك فتأَمَّل . وفي المُحْكَمِ : النِّقْضُ : قِشْرُ الأَرضِ المُنْتَفِضُ عن الكَمْأَةِ وفي الصّحاح : الموضِعُ الَّذي يَنْتَفِضُ عن الكَمْأَةِ ومثلُه في العُبَاب أَي إِذا أَرادَت أَنْ تخرُجَ نَقَضَت وَجْهَ الأَرْضِ نَقْضاً فانْتَقَضتِ الأَرْضُ . الجمع أَنْقاضٌ وهو جمعُ النِّقْضِ بمَعْنَى النَّاقَة والجَمل قالَ سِيبَوَيْه : ولا يُكَسَّر عَلَى غير ذلك أَمَّا في النِّقْضِ بمَعْنَى الجَمَلِ فظاهِرٌ وأَمَّا جمعُ النِّقْضَةِ وهي النَّاقة فهو أَيْضاً أَنْقاضٌ كجمعِ المُذكَّرِ عَلَى تَوَهُّم حذفِ الزَّائد وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" فأَتَتْكَ أَنْقاضاً عَلَى أَنْقاضِ وأَمَّا شاهدُ الأَنْقاضِ جمع النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ فقولُ الشَّاعر :
كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ ... لأَوَّلِ جانٍ بالعَصَا يَسْتَثيرُها ويُجمعُ أَيْضاً عَلَى نُقُوضٍ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه في جمْعِ النِّقْضِ بمَعْنَى مُنْتَقِض الكَمْأَةِ . والنِّقْضُ من الفراريجِ والعَقْرَبِ والضِّفدعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانَى والبازِيّ والوَبْر والوَزَغِ ومَفْصِل الآدَميِّ : أَصْواتُها هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ فاحشٌ والصَّوَابُ : النَّقِيضُ كأَميرٍ كما في الصّحاح والمُحكم والعُبَاب والتَّهذيب . ونصُّ المُحْكَمِ : والنَّقيضُ من الأَصواتِ يَكُونُ لمَفاصِلِ الإِنْسانِ والفَراريجِ والعقرَبِ ثمَّ ساقَ العِبارَةَ المذكورَةَ إِلَى آخِرها ويشهدُ لذلك قولُه : وَقَدْ انْقَضُوا . وفي الصّحاح : انْقَضَتِ العُقابُ أَي صوَّتَتْ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقيضَ العِقْبانْ قال : وكذلك الدجاجة قال الراجز
" تنقض إنقاض الدجاج المخض ومثلُه في الأَساس واللّسَان وقال ذو الرُّمَّة - وشَبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصْواتِ الفَراريجِ - :
كأَنَّ أَصْواتَ من إِيغالِهِنَّ بِنا ... أَواخِرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ قالَ الأّزْهَرِيّ : هَكَذا أَقْرَأَنيه المُنْذِرِيُّ روايةً عن أَبي الهَيْثَمِ وفيه تقديمٌ أُريدُ التَّأْخيرُ أَرادَ كأَنَّ أَصْواتَ أَواخرِ الميْسِ إِنْقاضُ الفَراريجِ إِذا أَوْغَلَتِ الرِّكابُ بنا أَي أَسرَعَتْ . وقال أَبو عُبَيْدٍ : أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيًّا وأَنْشَدَ غيرُه في نَقيضِ الوَزَغِ :
فَلَمَّا تَجَاذَبْنا تفَرْقَعَ ظَهْرُهُ ... كما تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عيُونُهَا والنُّقْضُ بالضَّمِّ : مَا انْتَقَضَ من البُنْيانِ أَي انهَدَم فهو كالنِّقْضِ بالكَسْرِ . والنُّقَضُ كصُرَدٍ : نوعٌ من الأَخْذِ في الصِّراع نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن ابنِ عبَّادٍ . ومن المَجَازِ : نَقِيضُ الأَدَمِ والرَّحْلِ والوَتَرِ والنِّسْعِ والرِّحالِ والمَحَامِلِ والأَصابِعِ والأَضْلاعِ والمَفَاصِلِ : أَصْواتُها وفي العِبارَةِ تَطْويلٌ مُخِلٌّ فإِنَّ ذِكْرَ الرَّحلِ يُغْني عن النِّسْعِ وتقدَّم له صوتُ المَفاصِلِ عند ذِكرِ نَقِيضِ الحَيَوانِ وفيما تَقَدَّم كُلُّها حَقائِقُ إلاَّ صوت المَفْصِل وهُنا كُلُّها مَجازات . وكلُّ صوتٍ لمَفْصِلٍ وإِصْبَعٍ فهو نَقِيضٌ وفي الصحاح النَّقِيضُ : صوْتُ المحامِلِ والرِّحالِ قالَ الرَّاجِزُ :
" شَيَّبَ أَصْدَاغِي فهُنَّ بِيضُ
" مَحَامِلٌ لِقِدِّها نَقِيضُ وفي العُبَاب : يُقَالُ : سمعتُ نَقِيضَ النِّسْعِ والرَّحْلِ إِذا كانَ جَديداً . وقال اللَّيْثُ : النَّقيضُ : صوتُ المَفَاصِلِ والأَصابعِ والأَضلاع . وشاهِدُ أَنْقَضتِ الأَضْلاعُ قَوْلُ الشَّاعرِ :وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ ... مُقِيم في الجَوَانِحِ لَنْ يَزُولا ومن المَجَازِ : النَّقيضُ من المِحْجَمَةِ : صوتُ مَصِّكَ إِيَّاها أَي إِذا شدَّها الحَجَّامُ بمَصِّه يُقَالُ : أَنْقَضَتِ المِحْجَمَة قالَ الأَعْشَى :
" زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ نَقِيضُ المَحَاجِمِ وَقَدْ يأتي النَّقيضُ بمَعْنَى مُطْلَقِ الصَّوْتِ ومِنْهُ الحَديث : " أَنَّهُ سَمْعَ نَقِيضاً مِنْ فَوْقِه " أَي : صَوْتاً . أَو الإِنْقاضُ في الحَيَوانِ والنَّقْضُ في المَوَتانِ . والفعلُ أَي من النَّقْضِ كنَصَرَ وضربَ نَقَضَ يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً : صَوَّتَ . وأَنْقَضَ أَصابِعَهُ : ضَرَبَ بها لتُصَوِّتَ يُقَالُ : رَأَيْتُه يُنْقِضُ أَصابِعَهُ . قُلْتُ : إِنْ كانَ المُرادُ به الفرْقَعَةَ فهو مَكْروهٌ أَو التَّصْفيقَ فلا . وأَنْقَضَ بالدَّابَّةِ : أَلْصَقَ لِسانَهُ بالحنَكِ أَي الغارِ الأَعْلى ثمَّ صوَّتَ في حافتَيْهِ من غيرِ أَن يرفَعَ طَرَفَه عن مَوْضعه قالَه اللَّيْثُ إلاَّ أَنَّهُ قالَ : أَنْقَضْتُ بالحِمارِ وقال الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ : أَنْقَضْتُ بالعَيْرِ والفَرَسِ وقال : كلُّ مَا نَقَرْتَ به فَقَدْ أَنْقَضْتَ به . وأَنْقَضَتِ العُقابُ : صوَّتَتْ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقيضَ العِقْبانْنَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَقَدْ تَقَدَّم . وأَنْقَضَ الكَمْأَةَ أَي أَخْرَجها من الأَرْضِ وكذا أَنْقَضَ عنها كما في المُحْكَمِ . وأَنْقَضَ بالمَعزِ : دَعا بها نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيّ عن أَبي زَيْدٍ وصاحب اللّسَان عن الكِسَائِيّ . وأَنْقَضَ العِلْكَ : صَوَّتَهُ وهو مَكْروهٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والجَماعَةُ . ونَقَّضَ الفَرَسُ تَنْقيضاً إِذا أَدلَى ولم يستَحْكِمْ إِنْعاظُهُ ومثلُه رَفَّضَ وسيأَ وأَساب وشَوَّلَ وسيَّحَ وسَمَّلَ وانْساحَ وماسَ كذا في النَّوادر . والنُّقاضَةُ بالضَّمِّ : مَا نُقِضَ من حَبْلِ الشَّعرِ كما في العُبَاب . وفي اللّسَان : مَا نُقِضَ من الأَكسِيَةِ والأَخبيَةِ الَّتِي نُكِثَتْ ثمَّ غُزِلَتْ ثانيةً . وقال اللَّيْثُ : النُّقَّاضُ كرُمَّانٍ : نباتٌ ولم يذكُرْه أَبو حَنِيفَةَ قالَهُ الصَّاغَانِيُّ . قُلْتُ : وَقَدْ تَقَدَّم في ن ف ض أَنَّهُ إِذا رَعَتْه الغَنَمُ ماتَتْ عن ابنِ عبَّادٍ إِنْ لم يكُن أحدهُما تَصْحيفاً عن الآخرِ فتأَمَّلْ . والنَّقَّاضُ كشَدَّادٍ : لَقَبُ الفَقيهِ أَبي شُرَيْحٍ إسماعيلَ ابنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ الشَّاشيّ ثِقَة صَدُوق روى عن أَبي الحَسَنِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن الدَّبَّاسِ وعنه أَبو عَبْدِ اللهِ الفراوِيّ وأَبو القاسِم السُّحامِيُّ ماتَ سنة أربعمائة وسبعين أَو قبلَهَا . قُلْتُ : وإِنَّما لُقِّبَ به لأنَّه كانَ يَنْقُض الدِّمَقْسَ . وفي التَّنزيل العزيزِ " ووَضَعْنا عنكَ وِزْرَكَ الَّذي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ " قالَ ابنُ عَرفَةَ : أَي أَثْقَلَهُ حتَّى جعلَهُ نِقْضاً أَي مهْزولاً وهو الَّذي أَتعَبَهُ السَّفَرُ والعَمَل فنَقَضَ لَحْمَه أَو أَثْقَلَهُ حتَّى سُمِعَ نَقيضُهُ أَي صوتُهُ وهذا قَوْلُ الأّزْهَرِيّ . وقال الجَوْهَرِيّ : وهو من أَنْقَضَ الحِمْلَ ظَهْرَه أَي أَثْقَلَهُ وأَصلُه الصَّوْتُ . قُلْتُ : هو قَوْلُ مُجاهِدٍ وقَتادَةَ والأَصْلُ فيه أَنَّ الظهْرَ إِذا أَثْقَلَهُ الحمْلُ سُمِعَ له نَقيضٌ أَي صوتٌ خَفِيٌّ كما يُنْقِضُ الرَّجُلُ لِحِمارِه إِذا ساقَهُ . والنَّقيضَةُ : الطَّريقُ في الجَبَلِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . ومن المَجَازِ : نَقِيضَةُ الشِّعْر وهو أَن يقولَ شاعرٌ شِعْراً فيَنْقُضَ عَلَيْهِ شاعرٌ آخرُ حتَّى يجيءَ بغيرِ مَا قالَ قالَهُ اللَّيْثُ والاسم النَّقيضَةُ وفعلُهما المُناقَضَةُ وجمعُ النَّقيضَة : النَّقائضُ ولذلك قالوا : نَقَائِضُ جَريرٍ والفَرَزْدَقِ . والإِنْقِيضُ كإِزْميلٍ : الطِّيبُ الَّذي له رائحةٌ طَيِّبَةٌ خُزاعِيَّةٌ نَقَلَهُ أَبو زَيْدٍ كذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وفي اللّسَان : هو رائِحَةُ الطِّيبِ . وتَنَقَّضَ الدَّمُ : تَقَطَّرَ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ وما أَحْراهُ بالتَّحْريف والتَّصحيف ففي المُحْكَمِ : تَنَقَّضَتِ الأَرضُ عن الكمْأَةِ أَي تَفَطَّرَتْ وقال ابنُ فارسٍ : انْتَقَضَت القَرْحَةَ كأَنَّها كانت تَلاءَمتْ ثمَّ انْتَقَضَت وتَنَقَّضَتْ عنها : تَفطَّرَت . ومن المَجَازِ : تَنَقَّضَت عِظامُهُ أَي صوَّتَتْ عن ابنِ فارسٍ . وتَنَقَّضَ البَيْتُ : تشَقَّقَ فسُمِعَ له صوتٌ وفي حديثِ هِرَقْل : " لَقَدْ تَنَقَّضَت الغُرفَةُ " أَي تشَقَّقَتْ وجاءَ صوتُها . ومن المَجَازِ : المُناقَضَةُ في القولِ : أَنْ يتكلَّمَ بما يِتِناقَضُ معناه أَي يَتَخالَفُ . والتَّناقُضُ : خلاف التَّوافُقِ كما في العُبَاب وهو مُفَاعَلَةٌ من نَقْضِ البِناءِ وهو هَدْمُه ويُرادُ به المُراجعَةُ والمُراوَدَة ومِنْهُ حديثُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ " فنَاقَضَنِي وناقَضْتُه " . وناقَضَهُ مُناقَضَةً : خالَفَهُ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : النِّقْضُ بالكَسْرِ : المَهْزولُ من الخَيْلِ عن السِّيرَافيِّ قالَ : كأَنَّ السَّفرَ نَقَضَ بنْيَتَه والجمعُ : أَنْقاضٌ . والنَّقَّاضُ ككَتَّانٍ : من يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ وحرْفَتُه النِّقاضَةُ بالكَسْرِ وقال الأّزْهَرِيّ : وهو النَّكَّاثُ . والنِّقَاضُ ككِتابٍ : المُناقَضَةُ . قالَ الشَّاعر :
وكانَ أَبو العَيُوفِ أَخاً وجَاراً ... وذَا رَحِمٍ فقلتُ له نِقَاضَاأَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيَّايَ . ومن المَجَازِ : الدَّهرُ ذُو نَقْضٍ وإِمْرارٍ أَي مَا يُمِرُّه يَعودُ عَلَيْهِ فيَنْقُضُه ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعر :
" إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ وإِمْرارِ ونَقِيضُك : الَّذي يُخالِفُك والأُنْثَى بالهاءِ . وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونَقَّضَ : تَقَلْفَعَتْ عنه أَنْقاضُهُ قالَ :
" ونَقَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ والإِنْقاضُ : صوتُ صِغارِ الإِبِلِ قالَ شِظَاظٌ وهو لصٌّ من بني ضَبَّةَ :
" رُبَّ عجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ
" عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعدَ القَرْقَرَهْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وَقَدْ تَقَدَّم تفسير البيت في ق ر ر . وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ . ونَقِيضُ السَّقْف : تَحْريكُ خَشَبِه . وأَنْقَضَ به : صفَّقَ بإِحْدى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرى حتَّى سُمِعَ لها نَقِيضٌ قالَه الخَطَّابيّ . وأَنْقَضَتِ الأَرْضُ : بَدَا نَباتُها . والأَنْقاضُ : صُوَيْتٌ مِثْلُ النَّقْرِ . ونَقْضَا الأُذُنَيْنِ : مُسْتَدارهُمَا . وأَنْقَضَ به : صوَّتَ به كما تُنْقَرُ الشَّاةُ اسْتِجْهالاً له . وتَنَقَّضَ البِناءُ مِثْلُ نَقَضَ . ومن المَجَازِ : وفي كلامه تَناقُضٌ إِذا ناقَضَ قولُه الثَّاني الأَوَّلَ . وذَا نَقِيضُ ذا إِذا كانَ مُنَاقِضَهُ . وتَنَاقَضَ الشَّاعِرانِ . وانْتَقَضَ عَلَيْهِ الثَّغْرُ . وانْتَقَضَت الأُمورُ والعُهُودُ . ونَقَضَ فلانٌ وِتْرَهُ إِذا أَخَذَ ثَأْرَهُ . وكلُّ ذلك مَجَازٌ
القَيْضُ : القِشْرَةُ العُليا اليابسَةُ عَلَى البَيْضَةِ . قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَصِفُ برْيَ قوْسٍ :
فمَالَكَ باللِّيطِ الَّذي تَحْتَ قِشْرِها ... كغِرْقِئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلِ وفي الصّحاح : القَيْضُ : مَا تَفَرَّقَ من قُشورِ البَيْضِ الأَعلى . قالَ ابنُ بَرِّيّ : صوابهُ من قشرِ البيْضِ الأَعلى بإِفْرادِ القشرِ لأنَّهُ قَدْ وَصَفَهُ بالأَعلى وفي حديثِ عليٍّ رَضِيَ الله عَنْه : " لا تَكَونوا كَقَيْضِ بَيْضٍ في أَداحٍ يَكونُ كَسْرُها وِزْراً ويخرج ضغانها شَرًّا " . أَو هي الَّتِي خَرَجَ مَا فيها من فَرْخٍ أَو ماءٍ وهو قَوْلُ اللَّيْثِ وموضعُهما المَقِيضُ . قالَ :
إِذا شِئْتَ أَنْ تَلْقى مَقِيضاً بقَفْرَةٍ ... مُفَلَّقَةٍ خِرْشاؤُها عَنْ جَنِينِها والقَيْضُ : الشَّقُّ . يُقَالُ : قاضَ الفَرْخُ البيضَةَ قَيْضاً أَي شقَّها وقاضَها الطَّائِر أَي شقَّها عن الفَرْخِ قاله اللَّيْثُ . والقَيْضُ : الانْشِقاقُ والصَّاد لغةٌ فيه وبهِمَا يُروى قَوْلُ أَبي ذؤيبٍ :
فِراقٌ كَقَيْضِ السِّنِّ فالصَّبْرَ إِنَّهُ ... لكُلِّ أُناسٍ عَثْرَةٌ وجُبُورُ
هكذا أَنشدَهُ الجَوْهَرِيّ بالوجهَيْنِ وقال : يُقَالُ : انْقاضَتِ السِّنُّ أَي تَشَقَّقَتْ طُولاً . وقال الصَّاغَانِيُّ : والصَّادُ المُهْمَلَة في البيتِ أَعْلى وأَكثرُ . وروى أَبو عَمْرو : كنَفْضِ السِّنِّ . وهو تحرُّكُها . وبه فُسِّرَ أَيْضاً حديث ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما " إِذا كانَ يومُ القِامَةِ مُدَّت الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ وزِيدَ في سعتِها وجُمِعَ الخَلْقُ جِنُّهمْ وإنْسُهُمْ في صَعيدٍ واحدٍ فإذا كانَ كَذلِكَ قِيضَتْ هذه السَّماءُ الدُّنيا عَنْ أَهلِها فنُشِروا عَلَى وجهِ الأَرْضِ " أَي انْشَقَّتْ وقال شَمِرٌ : أَي نُقِضَتْ . والقَيْضُ : العِوَضُ . يُقَالُ : قاضَهُ يَقيضُهُ إِذا عاضَهُ . ويُقَالُ : باعهُ فَرَساً بفَرَسَيْنِ قَيْضَيْنِ . وفي الحَدِيث : " إنْ شئتَ أَقِيضُك بهِ المُخْتارَةَ من دُرُوعِ بَدْرٍ " أَي أُبْدِلُكَ به وأُعوِّضُكَ عنه . كذا في اللّسَان والصَّوابُ من دروعِ خَيْبَرَ قاله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم لذي الجَوْشَنِ . ويُروى : " قايَضْتُكَ " كذا في الرَّوْضِ . والقَيْضُ : التَّمثيلُ ومِنْهُ التَّقَيُّضُ : النُّزوعُ في الشَّبهِ . وقال أَبو عبيدٍ : هما قَيْضان أَي مِثلانِ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : أَي يصلُح أَن يكونَ كلٌّ منهُمَا عِوَضاً عن الآخَرِ . والقَيْضُ : جَوْبُ البِئْر قاضَ البئرَ في الصًّخرَةِ قَيْضاً : جابَها . ومِنْهُ بئرٌ مقِيضَةٌ . كمدينةٍ أَي كثيرَةُ الماءِ وَقَدْ قِيضَتْ عن الجَبْلَةِ أَي انْشَقَّتْ . ويُقَالُ : هذا قَيْضٌ له وقِياضٌ له أَي مُساوٍ له كما في العُبَاب . وتَقَيَّضَ الجِدارُ : تَهَدَّمَ وانْهالَ كانْقَاضَ . قالَ أَبو زيدٍ : انْقَاضَ الجدارُ انْقِياضاً : تصَدَّعَ من غيرِ أَن يسقُطَ فإنْ سَقَط قيلَ : تَقَيَّضَ . قُلْتُ : وانْقَاضَ ذو وجهَيْنِ يُذْكَرُ في الواوِ وفي الياءِ . وروى المُنْذِرِيُّ عن أَبي عَمْرٍو : انْقَاضَ وانْقَاصَ بمعنًى واحدٍ أَي انْشَقَّ طولاً . وقال الأَصْمَعِيّ : المُنْقاضُ : المُنْقَعِرُ من أَصلِهِ . والمُنْقاصُ : المُنْشَقُّ طُولاً . وفي العُبَاب : قرأَ عِكْرِمَةُ وابنُ سِيرينَ وأبو شيخٍ البُنانيّ وخُلَيْدٌ العَصَرِيّ : " يُريدُ أَنْ يَنْقاضَ " بالضَّادِ مُعجمةً . وقرأَ يَحيى بنُ يَعْمَرَ : " أَنْ يَنْقاص " بالصَّاد مهملةً . وقال اللَّيْثُ في ق و ض : انْقَاضَ الحائِط إِذا انْهَدَمَ من مكانِهِ من غيرِ هَدْمٍ فأَمَّا إِذا هَوَى وسَقَطَ فلا يُقَالُ إلاَّ انْقَضَّ . قالَ ذو الرُّمَّة يَصِفُ ثوراً وحْشيًّا :
" يَغْشَى الكِناسَ بِرَوْقيْهِ ويَهْدِمُهُ
" مِنْ هائِلِ الرَّمْلِ مُنْقاضٌ ومُنْكَثِبُ واقْتاضَهُ اقْتِياضاً : استَأْصَلَهُ قالَ الطِّرِمَّاحُ :
وجَنَبْنا إِلَيْهِمُ الخَيْل فاقْتِي ... ضَ حِماهُمْ والحَرْبُ ذاتُ اقْتِياضِ والقِيضَةُ بالكَسْرِ : القِطْعَةُ من العَظْمِ الصَّغيرة . قاله أَبو عَمْرٍو ج قيضٌ بالكَسْرِ أَيْضاً هَكَذا في سائِرِ النُّسَخِ والصَّواب قِيَضٌ بكَسْرُ ففَتْحٍ فإِنَّ أَبا عَمْرٍو أَنشدَ عَلَى ذلك :
" تَقِيضُ مِنْهُمْ قِيَضٌ صِغارُوالقِيِّضُ والقِيِّضَةُ ككَيِّسٍ وكَيِّسَةٍ : حُجَيْرَةٌ يُكوى بها نُقْرَةُ الغَنَمِ قاله ابنُ شُمَيْلٍ . وقال أَبو الخطَّابِ : القِيِّضَةُ : حجرٌ يُكوى به نقرةُ الغَنَمِ . وقال غيرُه : القِيِّضَةُ : صَفيحةٌ عَريضَةٌ يُكوى بها . وفي اللّسَان : القِيِّضُ : حجرٌ يُكوى بهِ الإبِلُ من النُّحازِ يُؤْخَذُ حجرٌ صَغيرٌ مُدَوَّرٌ فيُسَخَّنُ ثمَّ يُصْرَعُ البَعيرُ النَّحِزُ فيُوضَعُ الحجرُ عَلَى رُحْبَيْهِ . قالَ ابنُ شُمَيْلٍ : ومِنْهُ : لسانُهُ قِيِّضَةٌ عَلَى التَّشبيهِ . وقَيَّضَ اللهُ فُلاناً بفُلانٍ . هكَذَا في النُّسَخِ والصَّوابُ لفُلانٍ : جاءهُ وأَتاحَهُ لهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ويُقَالُ : قَيَّضَ الله لهُ قَريناً أَي هَيَّأَهُ وسبَّبَهُ من حيثُ لا يحتسِبُه ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى " وقَيَّضْنا لهُمْ قُرَناءَ " . أَي سَبَّبْنا لهم وهيَّأْنا لهم مِنْ حيث لا يحتسِبون وكَذلِكَ قَوْله تَعَالَى " نُقَيِّضْ لهُ شيْطاناً فهوَ لهُ قَرينٌ " . قالَ الزَّجَّاج : أَي نُسَبِّبُ لهُ شيْطاناً يجعَلُ اللهُ ذلك جزاءهُ . وقال بعضُهُمْ : لا يكونُ قَيَّضَ إلاَّ في الشَّرِّ . واحتَجَّ بالآيَتَيْنِ المذكورتينِ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : لَيْسَ ذلك بصَحيحٍ بدليلِ قوله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم " مَا أَكْرَمَ شابٌّ شيخاً لِسِنِّهِ إلاَّ قَيَّضَ اللهُ من يُكْرِمُهُ عند سِنِّه " كما في اللّسَان . قُلْتُ : والرِّوايَةُ : إلاَّ قَيَّضَ اللهُ لهُ عند سِنِّه مَنْ يُكْرِمُه . وتَقَيَّضَ له الشَّيْءُ أَي تَقَدَّرَ وتَسَبَّبَ . وقال أَبو زَيْدٍ : تَقَيَّضَ فلانٌ أَباهُ وتَقَيَّلَهُ تَقَيُّضاً وتَقَيُّلاً إِذا نزَعَ إِلَيْه في الشبَه . قالَ الجَوْهَرِيّ : أَي أَشْبَهَهُ . ويُقَالُ : قايَضَهُ مُقايَضَةً إِذا عاوَضَهُ كذا بالواو في النُّسَخ . وفي اللّسَان والعُبَاب والصّحاح : عارَضَهُ بالرَّاءِ أَي بمَتاعٍ وبادَلَه وذلك إِذا أَعْطاهُ سِلعَةً وأَخَذَ عِوَضَها سِلْعَةً . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : تَقَيَّضَتِ البَيْضَةُ تَقَيُّضاً إِذا تكسَّرَتْ فصارَتْ فِلَقاً . وانْقَاضَتْ فهي مُنقاضَةٌ : تصدَّعَتْ وتَشَقَّقَتْ ولم تَفَلَّقْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . قالَ : والقارورَةُ مِثلُها . وقِضْتُها أَنا بالكَسْرِ . وقال الصَّاغَانِيُّ : قِضْتُ البِناءَ بالكَسْرِ لغةٌ في قُضْتُ بالضَّمِّ . وقال ابنُ الأَثيرِ : قُضْتُ القارورَةَ فانْقَاضَتْ أَي انْصَدَعَتْ . ولم تَتَفَلَّقْ قالَ : ذَكَرَها الهَرَوِيّ في ق و ض وفي ق ي ض . وانْقَاضَتْ الرَّكِيَّة نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن الأَصْمَعِيّ . قيل : تَكَسَّرَتْ وقيلَ : انْهارَتْ . وقُيِّضَ : حُفِرَ . وهما قَيِّضانِ كما تقولُ بَيِّعانِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . والقَيْضُ : تَحَرُّكُ السِّنِّ وَقَدْ قاضَتْ كما في شرحِ ديوان هُذَيْلٍ وانْقَاضَ : انشَقَّ طُولاً كما في العُبَاب . وذكر في التَّكْمِلَة : القَيْضُ من الحِجارَةِ : مَا كانَ لونُه أَخضرَ فينْكَسِرُ صِغاراً وكِباراً هَكَذا ضبطه بالفَتْحِ أَو هو القَيِّضُ كسَيِّدٍ . وبيْضَةٌ مَقِيضَةٌ كمَعيشَةٍ : مَفْلوقَةٌ . ومن المَجاز : مَا أُقايِضُ بكَ أَحداً . ويُقَالُ : لو أُعْطيتُ مِلْءَ الدَّهْناءِ رِجالاً قِياضاً بفُلانٍ مَا رَضِيتُهُمْ كما في الأَساس . قُلْتُ : ومِنْهُ حديث مُعاويَةَ قالَ لسعيدِ بنِ عثمانَ بنِ عفَّانَ : " لوْ مُلِئَتْ لي غُوطَةُ دِمَشْقَ رِجالاً مِثْلَكَ قِياضاً بيَزيدَ مَا قَبِلْتُهُمْ " أَي مُقايَضَةً به . والمُقْتاضُ من القَيْضِ : المُعاوَضَةُ . قالَ أبو الشِّيص :
بُدِّلْتُ من بُرْدِ الشَّبابِ مُلاءةً ... خَلَقاً وبِئْسَ مَثُوبَةُ المُقْتاضِ
فصل الكاف مع الضاد