وَجَدَ المَطلوبَ والشيْءَ كوَعَدَ وهذَه هي اللغة المشهورة المتّفق عليها وَجِدَه مثل وَرِمَ غير مشهورة ولا تُعرَف في الدواوين كذا قاله شيخُنَا وقد وَجَدْت المصنِّفَ ذكَرَها في البصائر فقال بعد أَن ذَكَر المفتوحَ : ووَجِدَ بالكسر لُغَةٌ وأَورده الصاغانيّ في التكملة فقال : وَجِد الشّيءَ بالكسر لغة في وَجَدَه يَجِدُه ويَجُدُهُ بضمّ الجيم قالَ شيخنا : ظاهره أَنه مُضارعٌ في اللغتينِ السابِقَتينِ مع أَنه لا قائلَ به بل هاتانِ اللغتانِ في مُضارِعِ وَجَدَ الضالَّة ونَحْوها المَفْتوح فالكسر فيه على القياس لُغَةٌ لجميعِ العَرَب والضمُّ مع حذفِ الواو لُغَة لبني عامرِ بن صَعْصَعَةَ ولا نَظِيرَ لَهَا في باب المِثَال كذا في ديوان الأَدب للفَارابيّ والمصباح وزاد الفيُّوميُّ : ووَجْه سُقُوطِ الواو على هذه اللغةِ وُقوعُها في الأَصل بين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ ثم ضُمَّت الجيم بعد سُقوط الواوِ من غير إِعادتها لعدمِ الاعتداد بالعارِض وَجْداً بفتح فسكون وجِدَةً كعِدَة ووُجْداً بالضَّمّ ووُجُوداً كقُعُود ووِجْدَاناً وإجداناً بِكَسْرِهما الأَخيرة عن ابن الأَعْرابيّ : أَدْركَه وأَنشد :
وآخَر مُلْتَاث يجُرُّ كِساءَه ... نَفَى عَنْه إِجْدَانُ الرِّقِينَ المَلاَوِيَا قال : وهذا يَدُلّ على بَدَلِ الهمزة من الواوِ المكسورةِ كما قالوا إِلْدَة في وِلْدَة . واقتصر في الفَصيح على الوِجْدَان بالكسر كما قالوا في أَنَشَد : نِشْدَان وفي كتاب الأَبنيَة لابن القطّاع : وَجَدَ مَطْلوبَه يَجِدُه وُجُوداً ويَجُدُه أَيضاً بالضمّ لُغَة عامِريّة لا نظير لَهَا في باب المِثال قال لَبِيدٌ وهو عامِرِيٌّ :
لَمْ أَرَ مِثْلَكِ يَا أُمَامَ خَلِيلاَ ... آبَى بِحَاجَتِنَا وَأَحْسَنَ قِيلاَ
لَوْ شِئْتِ قَدْ نَقَعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لاَ يَجُدْنَ غَلِيلاَ
بِالعَذْبِ مِنْ رَضَفِ القِلاَتِ مَقِيلةً ... قَضَّ الأَباطِحِ لاَ يزالُ ظَلِيلاَوقال ابْنُ بَرّيّ : الشِّعْرُ لِجَريرٍ وليس للبيدٍ كما زعم الجوهَرِيُّ . قلت : ومثله في البصائر للمُصَنِّف وقال ابن عُدَيْس : هذه لُغَة بني عامرٍ والبيتُ للبيد وهو عامرِيٌّ وصرّحَ به الفرَّاءُ ونقله القَزَّاز في الجامع عنه وحكاها السيرافيُّ أَيضاً في كتاب الإِقناع واللِّحْيَانيُّ في نوادِرِه وكُلُّهم أَنشدوا البَيْتَ وقال الفَرَّاءُ : ولم نسمع لها بنَظِيرٍ زاد السيرَافيّ : ويُروَى : يَجِدْن بالكسر وهو القياس قال سِيبويهِ : وقد قال ناسٌ من العرب وَجَد يَجُد كأَنهم حَذَفوها مِن يَوجُدُ قال : وهذا لا يكادُ يُوجد في الكلام . قلت : ويفهم من كلام سيبويه هذا أنها لُغَة في وَجَد بجميع معانِيه كما جَزَم به شُرَّاح الكتابِ ونقلَه ابنُ هِشَامٍ اللَّخميُّ في شَرْح الفَصِيح وهو ظاهرُ كلامِ الأَكثر ومقتضَى كلام المصنّف أَنها مقصورةٌ على مَعْنَى وَجَدَ المَطلوبَ ووَجَد عليه إِذا غَضِب كما سيأْتي ووافقَه أَبو جَعفر اللَّبْلِيّ في شَرْح الفصيحِ قال شيخُنَا : وجَعلُها عامَّةً هو الصواب ويدلُّ له البيتُ الذي أَنشدُوه فإن قوله لا يَجُدْن غَلِيلا ليس بشيْءٍ مما قَيَّدوه به بل هو من الوِجْدَانِ أَو من معنَى الإِصابة كما هو ظاهر ومن الغريب ما نَقَلَه شيخُنَا في آخرِ المادّة في التنبيهات ما نَصُّه : الرابِع وقَعَ في التسهيل للشيخ ابنِ مالكٍ ما يقتضي أَن لُغَة بني عامِرٍ عامَّة في اللسان مُطْلقاً وأَنَّهُم يَضُمُّون مُضَارِعَه مُطْلَقاً من غيرِ قَيْدٍ بِوَجَدَ أَو غيرِه فيقولون وَجَد يَجُد ووَعَدَ يَعُدُ ووَلَد يَلُدُ ونَحْوها بضمّ المضارِع وهو عجيبٌ منه رحمه الله فإِن المعروف بين أَئمّة الصَّرْف وعُلماءِ العَربيَّةِ أَن هذه اللغةَ العامريَّةَ خاصَّةٌ بهذا اللفظ الذي هو وَجَدَ بل بعضُهم خَصَّ ببعضِ مَعَانِيه كما هو صَنِيعُ أَبي عُبيدٍ في المُصَنَّف واقتضاه كلامُ المُصَنِّف وذلك رَدّ شُرَّاحُ التسهيل إِطلاقَه وتَعَقَّبُوه قال أَبو حَيَّان : بنو عامرٍ إِنما رُوِيَ عنهم ضَمَّ عَيْنِ مُضَارِعِ وَجَدَ خاصَّةً فقالوا فيه يَجُدُ بالضّمّ وأَنشدوا :
" يَدَعُ الصَّوَادِيَ لاَ يَجُدْنَ غَلِيلاًعلى خلافٍ في رِوَايَةِ البيتِ فإِن السيرافيّ قال في شرح الكتاب : ويُرْوَى بالكسر وقد صرَّح الفارَابِيُّ وغيرُه بِقَصْرِ لُغَةِ بني عامرِ بن صَعْصَعَة على هذه اللفظةِ قال : وكذا جَرَى عليه أَبو الحسن بن عصفور فقال : وقد شَذَّ عن فَعَل الذي فاؤه واوٌ لفظةٌ واحدةٌ فجاءَت بالضمّ وهي وَجَد يَجُد قال وأَصْلُه يَوْجُد فحُذِفت الواو لكَون الضَّمَّة هنا شاذَّةً والأَصل الكسْر . قلت : ومثل هذا التعليل صَرَّحَ به أَبو عليٍّ الفارسيُّ قال : ويَجُد كانَ أَصلُه يَوْجُد مثل يَوْطُؤُ لكنه لما كان فِعْلٌ يُوْجَدُ فيه يَفْعِل ويَفْعُلُ كأَنَّهم توَهَّموا أَنه يَفْعُل ولما كان فِعْلٌ لا يُوجَد فيه إِلاَّ يَفْعِل لم يَصِحّ فيه هذا . وَجَدَ المالَ وغَيْرَه يَجِدُه وجْداً مثلَّثَةً وجِدَةً كعِدَةٍ : اسْتَغْنَى هذه عبارةُ المُحْكَم وفي التهذيب يقال وَجَدْتُ في المال وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً ووِجْدَاناً وجِدَةً أَي صرْتُ ذا مالٍ قال : وقد يُستعمل الوِجْدَانُ في الوُجْدِ ومنه قولُ العَرَب وِجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِينِ . قلت : وجرى ثعلبٌ في الفصيح بمثْلِ عبارةِ التهذيبِ وفي نوادِر اللِّحْيَانيِّ : وَجَدْتُ المالَ وكُلّ شيْءٍ أَجِدُه وَجْداً ووُجْداً ووِجْداً ووِجْداً ووِجْدَاناً وجِدَةً أَي صرْتُ ذا مالٍ قال : وقد يُستعمل الوِجْدَانُ في الوُجْدِ ومنه قولُ العَرَب وِجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِينِ . قلت : وجرى ثعلبٌ في الفصيح بمثْلِ عبارةِ التهذيبِ وفي نوادِر اللِّحْيَانيِّ : وَجَدْتُ المالَ وكُلّ شيْءٍ أَجِدْه وَجْداً ووُجْداً ووِجْداً وجِدَةً قال أَبو جعفرٍ اللَّبْليُّ : وزاد اليزيديُّ في نوادِره ووُجُوداً قال : ويُقَال وَجَدَ بعد فَقْرٍ وافتقَرَ بَعْدَ وَجْدٍ . قلْت : فكلام المصنّفِ تَبَعاً لابنِ سيدَه يقتضِي أَنه يَتَعَدَّى بنفسِه . وكلام الأَزهريّ وثَعْلبٍ أَنه يتعدَّى بِفي قال شيخُنا : ولا منافاةَ بينهما لأَن المقصود وجَدْتُ إِذا كان مَفْعُولُه المالَ يكون تَصريفُه ومصَدرُه على هذا الوَضْعِ والله أَعلَم . فتأَمّل انتهى . وأَبو العباسِ اقتصرَ فِي الفصيح على قَوْلِه : وَجَدْت المالَ وُجْداً أَي بالضمّ وجِدَةً قال شُرَّاحُه : معناه : استَغْنَيْتُ وكَسَبْتُ . قلت : وزاد غيرُه وِجْدَاناً ففي اللسانِ : وتقول وَجَدْت في الغِنَى واليَسَارِ وُجْداً ووِجْدَاناً . وَجَدَ عَلَيْهِ في الغَضَب يَجِدُ ويَجُدُ بالوجهينِ هكذا قاله ابنُ سِيدَه وفي التكملة : وَجَدَ عليه يَجُدُ لُغَة في يَجِدُ واقتصر في الفصيحِ على الأَوَّل وَجْداً بفتح فسكون وجِدَةً كِعَدةٍ ومَوْجِدَةً وعليه اقتصر ثعلبٌ وذكر الثلاثةَ صاحبُ الواعِي ووِجْدَاناً ذكره اللحيانيُّ في النوادر وابنُ سِيدَه في نَصِّ عِبارته والعَجَب من المُصَنِّف كيف أَسْقَطَه مع اقتفائِه كلاَمه : غَضِبَ . وفي حديثِ الإِيمان : إِنِّي سائِلُكَ فلا تَجِدْ عَلَيَّ أَي لا تَغْضَبْ مِن سُؤَالي ومنه الحديث لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطِرِ وقد تَكَرَّر ذِكْرُه في الحديث اسْماً وفِعْلاً ومَصدَراً وأَنشدَ اللِّحيانيُّ قولَ صَخْرِ الغَيِّ :
كِلاَنَا رَدَّ صاَحِبَهُ بِيَأْسٍ ... وتَأْنِيبٍ وَوِجْدَانٍ شَدِيدِفهذا في الغَضَب لأَن صَخْرَ الغَيِّ أَيْأَسَ الحَمَامَةَ مِن وَلَدِهَا فَغَضِبَتْ عليه ولأَن الحمامةَ أَيأَسَتْه من وَلَدِه فغَضِبَ عليها وقال شُرَّاح الفصيحِ : وَجَدْتُ على الرَّجُلِ مَوْجِدَةً أَي غَضِبْتُ عليه وأَنا واجِدٌ عليه أَي غَضْبَانُ وحكَى القَزَّازُ في الجامِع وأَبو غالبٍ التَّيّانِيّ في المُوعب عن الفَرَّاءِ أَنه قال : سَمِعْت بعضَهم يقول : قد وَجِدَ بكسر الجيم والأَكثر فَتْحُهَا إِذا غَضِبَ وقال الزمخشريُّ عن الفراءِ : سَمِعْت فيه مَوْجَدَةً بفتح الجيم قال شيخُنَا : وهي غَرِيبَةٌ ولم يَتَعَرَّض لها ابنُ مالكٍ في الشَّواذِّ على كَثْرَةِ ما جَمَع وزادَ القَزَّازُ في الجامِع وصاحِبُ المُوعب كِلاهُمَا عن الفَرَّاءِ وُجُوداً من وَجَدَ : غَضِبَ وفي الغريب المُصَنَّف لأَبي عُبَيْد أَنه يقال : وَجَد يَجُد مِن المَوْجِدَة والوِجْدَانِ جَمِيعاً . وحكى ذلك القَزَّازُ عن الفَرَّاءِ وأَنشد البيتَ وعن السيرافيّ أَنه رَوَاه بالكَسْرِ وقال : هو القياسُ قال شيخُنَا : وإِنما كانَ القِيَاسَ لأَنه إِذا انضَمَّ الجيمُ وَجَبَ رَدُّ الواوِ كقولِهم وَجُه يَوْجُه مِن الوَجَاهة ونَحْوه . وَجَد به وَجْداً بفتح فسكون فِي الحُبِّ فَقَطْ وإِنه لَيَجِد بِفُلاَنَةَ وَجْداً شَدِيداً إِذا كانَ يَهْوَاها ويُحِبُّهَا حُبًّا شديداً وفي حديث وَفْد هَوَازِنَ قَوْلُ أَبي صُرَد ما بَطْنُها بِوَالِد ولا زَوْجُها بِوَاجِد أَي أَنه لا يُحِبُّهَا أَوردَه أَبو جَعْفَر اللبليّ وهو في النهاية وفي المحكم : وقالتْ شاعِرَةٌ مِن العرب وكَانَ تَزَوَّجَهَا رجُلٌ مِن غَيْرِ بَلَدِهَا فَعُنِّنَ عَنْهَا
" وَمَنْ يُهْدِ لِي مِنْ مَاءِ بَقْعَاءَ شَرْبَةًفَإِنَّ لَهُ مِنْ مَاءِ لِينَةَ أَرْبَعَا
لَقَدْ زَادَنَا وَجْداً بِبَقْعَاءَ أَنَّنَا ... وَجَدْنَا مَطَايَانَا بِلينَةَ ظُلَّعَا
" فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بِالرَّمْلِ أَنَّنِيبَكَيْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعَاتقول : على ما هُوَ به مِنْ مَرَارَةِ الطَّعْمِ فإِن له مِن ماءِ لِينَةَ على ما هُوَ به مِن العُذُوبَةِ أَرْبَعَ شَرَبَاتٍ لأَن بقْعَاءَ حَبِيبَةٌ إِلىَّ إِذْ هِي بَلَدي ومَوْلِدِي ولِينَةُ بَغِيضَةٌ إِليَّ لأَن الذي تَزوَّجَني مِن أَهْلِها غيرُ مَأْمُونٍ عَلَيَّ . وإِنما تلك كِنايةٌ عَنْ تَشَكِّيها لهذا الرَّجُلِ حين عُنِّن عَنْهَا . وقولُها : لقد زَادَني تقول لقد زادني حُبًّا لِبَلْدَتِي بَقْعَاءَ هذِهِ أَن هذا الرجُلَ الذي تَزَوَّجَني من أَهلِ لِينَةَ عُنِّنَ عَنِّي فكانَ كالمَطِيَّةِ الظَّالِعَةِ لا تَحْمِلُ صاحِبَها وقولها : فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ البيت تقول : هَلْ مِن رَجُلٍ يُبْلِغُ صاحِبَتَيَّ بالرَّمْلِ أَنَّ بَعْلِي ضَعُفَ عَنِّي وعُنِّنَ فأَوْحَشَني ذلك إِلى أَنْ بَكَيْتُ حَتَّى قَرِحَتْ أَجفانِي فزَالَتِ المَدَامِعُ ولم يَزُلْ ذلك الجَفْنُ الدَّامِعُ قال ابنُ سِيدَه وهذه الأَبياتُ قَرَأْتُها على أَبِي العَلاءِ صاعِدِ بنِ الحَسَن في الكِتَاب المَوْسُوم بالفُصُوصِ . وَكَذَا في الحُزْنِ ولكن بِكَسْرِ ماضِيه مُرَاده أَن وَجِدَ في الحُزْن مِثْل وَجَدَ في الحُبِّ أَي ليس له إِلاَّ مَصْدَرٌ واحِدٌ وهو الوَجْدُ وإِنما يخالفه في فِعْله ففعل الحُبِّ مفتوح وفِعْل الحُزن مَكسورٌ وهو المراد بقوله : ولكن بكسرِ قال شيخنا : والذي في النصيح وغيره من الأمهات القديمة كالصحاح والعين مُخْتَصر العينِ اقتَصَرُوا فيه على الفَتْح فقط وكلامُ المصنّف صَرِيحٌ في أَنه إِنما يُقال بالكَسْرِ فقطْ وهو غَرِيبٌ فإِن الذين حَكَوْا فيه الكَسْرَ ذَكَرُوه مع الفَتْح الذي وَقَعَتْ عليه كَلِمَةُ الجماهيرِ نَعمْ حَكَى اللِّحْيَانيُّ فيه الكسْرَ والضَّمَّ في كتابِه النوادِر فظَنَّ ابنُ سِيدَه أَن الفَتْحَ الذي هو اللغةُ المشهورةُ غير مَسمُوعٍ فيه واقتصر في المُحكمِ على ذِكْرِهما فقط دون اللغَةِ المشهورةِ في الدَّوَاوِين وهو وَهَمٌ انتهى . قلت : والذي في اللسانِ : ووَجَدَ الرَّجُلُ في الحُزْنِ وَجْداً بالفتح ووَجِدَ كِلاَهُمَا عن اللِّحيانيّ : حَزِنَ فهو مُخَالِفٌ لما نَقَلُه شَيْخُنَا عن اللِّحْيَانيِّ من الكَسْرِ والضّمِّ فليتأَمَّل ثم قال شيخُنَا : وابنُ سيده خالَفَ الجُمْهُورَ فأَسْقَطَ اللُّغَةَ المشهورَةَ والمُصَنِّف خالَف ابنَ سِيدَه الذي هو مُقْتَدَاه في هذه المادَّةِ فاقتَصَر على الكَسْرِ كأَنَّه مُرَاعاةً لِرَدِيفه الذي هو حَزِنَ وعلى كُلِّ حالٍ فهو قُصُورٌ وإِخلالٌ والكَسْر الذي ذَكَرَه قد حكاه الهَجَرِيُّ وأَنشَدَ :
فَوَاكَبِدَا مِمَّا وَجِدْتُ مِن الأَسَى ... لَدَى رَمْسِه بَيْنَ القَطِيلِ المُشَذَّبقال : وكأَنَّ كَسْر الجِيمِ مِن لُغَتِه فتحَصَّل مِن مجموعِ كَلامِهم أَنَّ وَجَدَ بمعنى حَزِن فيه ثلاثُ لُغَاتِ الفْتح الذي هو المشهور وعليه الجمهور والكسْر الذي عليه اقتصر المُصَنِّف والهَجَرِيّ وغيرُهما والضمُّ الذي حكاه اللِّحيانيّ في نَوَادِرِه ونقلَهما ابنُ سِيده في المُحْكَم مقتَصِراً عليهما . والوِجْدُ : الغِنَى ويُثَلَّث وفي المحكم اليَسَار والسَّعَةُ وفي التنزيلِ العزيز " أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ " وقد قُرِىء بالثلاث أَي في سَعَتِكم وما مَلَكْتُم وقال بعضُهم : مِن مَسَاكِنِكُم . قلت : وفي البصائر : قَرَأَ الأَعْرَجُ ونافِعٌ ويَحْيَى بن يَعْمُر وسَعيد بن جُبَير وطَاوُوس وابنُ أَبي عَبْلَة وأَبو حَيْوَةَ : مِنْ وَجْدِكُم بالفتح وقرأَ أَبو الحَسن رَوْحُ بن عبد المُؤْمن : من وِجْدِكم بالكسر والباقُون بالضَّمّ انتهى قال شيخُنَا : والضمُّ أَفْصَح عن ابنِ خَالَوَيْه قال : ومعناه : من طَاقتِكُم ووُسْعِكُم وحكَى هذا أَيضاً اللّحيانيُّ في نَوَادِرِه . الوَجْدُ بالفتح : مَنْقَعُ الماءِ عن الصاغانيِّ وإِعجام الدال لغةٌ فيه كما سيأْتي وِجَادٌ بالكسر . وأَوْجَدَه : أَغْنَاهُ . وقال اللِّحيانيُّ : أَوْجَدَه إِيَّاه : جَعَلَه يَجِدُه . أَوْجَدَ اللهُ فُلاناً مطلُوبَهُ أَي أظْفَرَهُ به . أَوْجَدَ عَلى الأَمْرِ : أَكْرَهَهُ وأَلْجَأَه وإِعجام الدَّالِ لُغَةٌ فيه . أَوْجَدَه بَعْدَ ضُعْفٍ : قَوَّاهُ كآجَدَه والذي في اللسان : وقالُوا : الحَمْدُ لِله الذي أَوْجَدَني بَعْدَ فَقْر أَي أَغْنَاني وآجَدَنِي بَعْدَ ضَعْف أَي قَوَّانِي . عن أَبي سعيدٍ : تَوَجَّدَ فلانٌ السَّهَرَ وغَيْرَه : شَكَاهُ وهم لاَ يَتَوَجَّدُونَ سَهَرَ لَيْلِهم ولا يَشْكُونَ ما مَسَّهم مِنْ مَشَقَّتِه . والوَجِيدُ : ما اسْتَوَى من الأَرْضِ وُجْدَانٌ بالضَّمّ وسيأْتي في المُعْجَمَة . ووُجِدَ الشيْءُ مِن العَدَمِ وفي بعضِ الأُمّهات : عن عَدَمٍ ومثلُه في الصَّحاح كعُنِيَ فهو مَوجودٌ : حُمَّ فهو مَحْمُومٌ ولا يُقَال : وَجَدَه اللهُ تعالى كما لا يُقَال : حَمَّه اللهُ وإِنما يقال : أَوْجَدَه اللهُ تَعَالى وأَحَمَّه قال الفَيّومِيّ : الموجود خِلافُ المَعْدُومِ وأَوْجَد اللهُ الشيْءَ من العَدَمِ فوُجِدَ فهو مَوْجُود من النَّوادِر مثْل أَجَنَّه اللهُ فجُنَّ فهو مَجْنُونٌ قال شيخُنا : وهذا البابُ من النوادرِ يُسَمِّيه أَئمّةُ الصَّرْفِ والعَربيَّةِ بابَ أَفْعَلْتُه فهو مَفْعُولٌ وقد عَقَدَ له أَبو عُبَيْدٍ بَاباً مُستقِلاًّ في كتابِه الغَرِيب المُصَنَّف وذكر فيه أَلفاظاً منها : أَحَبَّه فهو مَحْبُوبٌ . قلت : وقد سبق البَحْثُ فيه في مواضِعَ مُتَعَدِّدةٍ في ح ب ب . و س ع د و ن ب ت فراجِعْه وسيأْتي أَيضاً . ومما يستدرك عليه : الواجِدُ : الغَنِيُّ قال الشاعِر :
" الحَمْدُ للهِ الغَنِيِّ الوَاجِدِ وفي أَسماءِ الله تعالى : الواجِدُ هو الغَنِيُّ الذي لا يَفْتَقِر . وقد وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً أَي استَغْنَى غِنًى لا فَقْرَ بَعْدَه قاله ابنُ الأَثير وفي الحديث لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَهُ أَي القادِر على قَضَاءِ دَيْنِه وفي حديثٍ آخَرَ أَيُّهَا النَّاشِدُ غَيْرُك الوَاجِدُ مِنْ وَجَدَ الضَّالَّةَ يَجِدُهَا . وتَوَجَّدْتُ لِفُلانٍ : حَزِنْتُ له . واستَدْرَك شيخُنَا : الوِجَادَة بالكسر وهي في اصْطِلاح المُحَدِّثين اسمٌ لما أُخِذ من العِلْمِ مِن صَحِيفَةٍ مِن غَيْرِ سَمَاعٍ ولا إِجَازَةٍ ولا مُنَاوَلَةٍ وهو مُوَلَّدٌ غيرُ مَسموعٍ كذا في التقريبِ للنووي . والوُجُدُ بضمتين جَمْعُ واجِد كما في التَّوشيحِ وهو غَرِيبٌ وفي الجامع للقَزَّاز : يقولون : لم أَجْدِ مِن ذلك بُدًّا بسكون الجيم وكسْرِ الدال وأَنشد :
" فَوَاللهِ لَوْلاَ بُغْضُكُمْ ما سَبَبْتُكُمْولكِنَّنِي لَمْ أَجْدِ مِنْ سَبِّكُمْ بُدَّاوفي المُفْردات للراغب : وَجَدَ اللهُ : عَلِم حَيْثُمَا وقَعَ يعنِي في القُرآنِ ووافقَه على ذلك الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه . وفي الأَساس وَجَدْت الضَّالَّةَ وأَوْجَدَنِيه اللهُ وهو واجِدٌ بِفُلانَةَ وعَلَيْهَا ومُتَوَجِّدٌ . وتَوَاجَدَ فُلانٌ : أَرَى مِن نَفْسِه الوَجْدَ . ووَجَدْتُ زَيْداً ذَا الحِفَاظِ : عَلِمْتُ . والإيجادُ : الإِنشاءُ من غير سَبقِ مِثَالٍ . وفي كِتَاب الأَفْعَال لابنِ القطَّاع : وأُوجِدَتِ النّاقَةُ : أُوثِقَ خَلْقُهَا تكميل وتذنيب : قال شيخنا نقلاً عن شَرْحِ الفصيح لابنِ هشامٍ اللَّخميِّ : وَجدَ له خَمْسَةُ مَعَانٍ ذَكرَ منها أَرْبَعَةً ولم يَذكر الخَامِس وهو : العِلْمُ والإِصابَةُ والغَضَب والإِيسارُ وهو الاستغْنَاءُ والاهتمام وهو الحُزْن قال : وهو في الأَوَّل مُتَعَدٍّ إِلى مفعولينِ كقوله تعالى " وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فأَغْنَى " وفي الثاني مُتَعدٍّ إِلى واحِدٍ كقولِه تعالى " وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً " . وفي الثالثِ متَعدٍّ بحرْف الجّرِّ كقولِه وَجَدْت على الرَّجُلِ إِذا غَضِبْتَ عليه . وفي الوجهين الأَخِيرَين لا يَتَعَدَّى كقولِك : وَجَدْت في المالِ أَي أَيْسَرْت ووَجَدْتُ في الحُزْن أَي اغْتَمَمْتُ . قال شيخُنَا : وبقيَ عليه : وَجَدَ به إِذَا أَحَبَّه وَجْداً كما مَرَّ عن المُصنِّف وقد استدرَكه الفِهْرِيُّ وغيرُه على أَبي العَبَّاسِ في شَرْحِ الفصيحِ ثم إِن وَجَدَ بمعنى عَلِمَ الذي قال اللّخميّ إِنه بَقِيَ على صاحبِ الفصيح لم يَذْكُر له مِثَالاً وكأَنّه قَصَدَ وَجَدَ التي هي أُخْتُ ظَنَّ ولذلك قال يَتَعَدَّى لِمَفْعُولينِ فيبقى وَجَدَ بمعنَى عَلِم الذي يتعدَّى لمفعولٍ واحِدٍ ذكرَه جمَاعَةٌ وقَرِيبٌ من ذلك كلامُ الحَلاَلِ في هَمْعِ الهَوَامِعِ وَجَدَ بمعنَى عَلِمَ يتعَدَّى لمفعولينِ ومَصْدَرُه وِجْدَانٌ عن الأَخْفَش ووُجُود عن السيرافيّ وبمعنى أَصَابَ يتعدَّى لواحِدٍ ومَصْدرُه وِجْدَانٌ وبمعنى اسْتَغْنَى أَو حَزِنَ أَو غَضِب لازِمَةٌ ومصدر الأَوَّل الوَجُدْ مثلّثة والثاني الوَجْدُ بالفتح والثالث المَوْجِدَة . فقلت : وأَحْضَرُ من هذا قولُ ابنِ القَطّاعِ في الأَفعال : وَجَدْتُ الشيْءَ وِجْدَاناً بعد ذَهَابِه وفي الغِنَى بَعْدَ الفَقْرِ جِدَةً وفي الغَضَب مَوْجِدَةً وفي الحُزْن وَجْداً حَزِنَ . وقال المُصَنّف في البصائرِ نقلاً عن أَبي القاسم الأَصبهانيّ . الوُجُودُ أَضْرُبٌ وُجُودٌ بِإِحْدى الحَوَاسِّ الخَمْسِ نحو وَجَدْتُ زَيْداً وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه وخُشُونَتَه ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نحو وَجَدْتُ الشبع ووجوده أيده الغضب كوجود الحَرْبِ والسَّخَطِ ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ كمَعْرِفَة الله تعالى ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ . وما نُسِب إِلى الله تعالى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ إِذ كان اللهُ تعالَى مُنَزَّهاً عن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ والآلاتِ نحو قولِه تَعالى " وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ " وكذا المعدوم يقال على ضِدّ هذه الأَوْجُهِ . ويَعبَّر عن التَمَكُّنِ من الشيءِ بالوُجُودِ نحو " فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم وقوله تعالى " إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ " وقوله " وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ " وقوله " وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ " ووجود بالبصيرة وكذا قوله " وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا " وقوله " فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا " أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِوقال بعضهم : المَوْجُودَات ثلاثةُ أَضْرُبٍ : مَوْجُودٌ لا مَبْدَأَ له ولا مُنْتَهى وليس ذلك إِلاَّ البارِىَءَ تَعالَى ومَوْجُودٌ له مَبْدَأٌ ومُنْتَهَىً كالجَوَاهِرِ الدُّنْيَوِيَّة وموجودٌ له مَبْدَأٌ وليس له مُنْتَهَى كالنَّاسِ في النّشْأَةِ الآخِرةِ انتهى . قال شيْخنا في آخِر هذه المادة ما نصُّه : وهذا آخِرُ الجزءِ الذي بخطّ المُصَنّف وفي أَوّل الذي بَعْدَه : الواحد وفي آخر هذا الجزءِ عَقِبَ قَوله : وإِنما يقال أَوجَدَه اللهُ بخط المُصَنّف رَحمه الله تعالى ما نَصُّه : هذا آخِرُ الجُزءِ الأَوَّل من نُسْخَةِ المُصَنِّف الثانِيَة مِن كِتَابِ القَامُوسِ المُحِيط والقَابُوس الوَسِيط في جَمْعِ لُغَاتِ العَرب التي ذَهَبَتْ شَماطِيطَ فَرغَ منه مُؤَلِّفه مُحمد بن يَعْقُوب بن مُحمّد الفَيْرُوزاباديّ في ذِي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وسِتّينَ وسَبْعِمَائةٍ . انتهى من خطّه وانتهى كلام شَيْخِنَا . قلت : وهو آخِر الجزءِ الثاني من الشَّرْحِ وبه يَكْمُل رُبْعُ الكِتَابِ ما عدَا الكلامَ على الخُطْبَة وعلى الله التيسيرُ والتَّسْهِيل في تمامه وإِكماله على الوَجْهِ الأَتَمِّ إِنّه بكُلّ شيْءٍ قدير وبكُلِّ فَضْل جَدير عَلَّقَه بِيَدِه الفَانيَةِ الفَقيرُ إِلى مولاه عَزَّ شَأْنُه مُحمّد مُرْتَضَى الحُسَيني الزَّبيدِيُّ عُفِيَ عَنه تَحرِيراً في التاسع من ليلة الاثنين المبارك عاشِر شهرِ ذِي القِعْدَةِ الحَرَامِ من شهور سنة 1181 خُتِمَتْ بِخَيْرٍ وذلك بِوكالة الصَّاغَةِ بمصر . قال مُؤَلِّفه : بلَغ عِرَاضُهُ على التَّكْمِلَة للصاغانيّ في مَجالِسَ آخِرُها يوم الاثنين حادِي عَشَرَ جُمَادَى سنة 1192 ، وكتبه مُؤَلِّفه محمد مرتضى غَفَر له بمَنِّه
المَجْدُ : نَيْلُ الشَّرَفِ وقيل : هو الأَخْذِ مِن الشَّرف والسُّودَدِ ما يَكْفِي . المَجْدُ : المُروءَةُ والسَّخَاءُ والكَرَمُ . قال ابنُ سِيدَه : أَو لا يَكُون إِلاَّ بالآباءِ قال ابنُ السِّكْيت : الشَّرَفُ والمَجْد يَكُونَان بالآباءِ يقال : رَجُلٌ شَرِيف ماجِدٌ : له آباءٌ متقدِّمون في الشَّرَف قال : والحَسَبُ والكَرَمُ يكونان في الرجُلِ وإِن لم يكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ . في المحكم : وقيل : المجْد : كَرَمُ الاباءِ خاصَّةً وقيل : المَجْدُ كَرَمُ الآباءِ خاصَّةً وقيل : المَجْدُ كَرَمُ الفِعَالِ وقيل : إِذَا قَارَنَ شَرَفُ الذَّاتِ حُسْنَ الفِعَالِ سُمِّيَ مَجْداً وكان سَعْدُ بن عُبَادَة يقول : اللهُمَّ هَبْ لِي حَمْداً ومَجْداً لا مَجْدَ إِلاَّ بِفِعَالٍ ولا فِعَالَ إِلاَّ بِمَالٍ اللهمّ لا يُصْلِحُني إِلاَّ هو ولا أَصْلُح إِلاَّ عَلَيْه . وفي الأَساس : ومن المَجَاز مَجَدُ الرجُلُ كنَصَر وهذه عن الصاغانيّ وكَرُمَ يَمْجُد ويَمْجُد مَجْداً مَصْدَرُ الأَوّل ومَجَادَةً مصدر الثاني فهو ماجِدٌ من الأَول ومَجِيدٌ من الثاني . من المَجار : أَمْجَدَه ومَجَّدَه كِلاهما : عَظَّمَه وأَثْنَى عليه . وأَمْجد اللهُ فُلاناً ومَجَّدَه كَرَّمَ فِعَالَه . يقال : أَمْجَدَ فلانٌ العَطَاءَ ومَجَّدَه إِذا كَثَّرهَ وقال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ :
فَاشْتَرَانِي واصْطَفَانِي نِعْمَةً ... مَجَّدَ الهَنْءَ وأَعْطَانِي الثَّمَنْويَرْوي : أَمْجَدَ الهَنْءَ . وتَمَاجَدَ الرجلُ : ذَكَرَ مَجْدَه أَي حُسْنَ فِعَالِه أَو شَرَفَ آبائِه . ومَاجَدَه مِجاداً بالكسر : عَارضَهُ بالمَجْدِ . وماجَدهُ فَمَجَدَهُ غَلَبَه بالمَجْدِ هو مَجاز . والمَجِيدُ فَعِيلٌ مِن المَجْدِ للمبالَغَةِ وهو في أَسمائه تَعالى يَجْمَع مَعْنَى الجَلِيل والوَهَّابِ . وفي التنزيل العزيز " ذُو العَرْشِ المَجِيدُ " قال الأَزهريّ : الله تعالى هو المَجِيد تَمَجَّدَ بِفِعَالَه ومَجَّدَه خَلْقُه لعظَمته . وقوله تعالى " ذُو العَرْشِ المَجِيد " قال الفَّراءُ : خَفَضهُ يَحيَى وأَصحابُه كما قال الفَّراءُ : خَفَضهُ يَحيَى وأَصحابُه كما قال " بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ " فوصف القرآنَ بالمَجادَة وقيل : يُقْرَأُ : بل هو قُرآنُ مَجِيد أَي قُرآنُ رَبٍّ مَجيدٍ . قال ابن الأَعرابيّ : المَجيدُ : الرَّفيعُ . وقوله تعالى " ق والقرآنِ المَجِيدِ " يريد بالمَجِيدِ الرَّفِيع العالِي . قال أَبو إِسحاق : معنى المَجِيد الكَرِيمُ فمن خَفَض المَجِيد فمِنْ صِفَة العَرْشِ ومن رَفع فمِنْ صِفَة ذو . قيل : المَجِيد : الكَرِيمُ المِفْضَالُ في صفات الله تعالى . والمَجِيدُ أَيضاً : الشَّرِيفُ الذاتِ الحَسَن الفِعَالِ . ومَجَدَتِ الإِبلُ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجُوداً الأَخير بالضمّ وهي مَواجِدُ ومُجَّدٌ ومُجُدٌ وأَمْجَدَتْ إِذا وَقَعَتء في مَرْعىً كَثيرٍ واسعٍ . وأَمْجَدَهَا الراعِي وأَمْجَدْتُها أَنا وهذا قولُ ابنِ الأَعرابيّ أَو مَجَدَتْ وأَمْجَدَت إِذا نَالَتْ مِن الخَلَى بفتح المُعْجَمَة واللامِ وفي بعض النُّسخ : من الحِليّ بكشر الحاءِ المهملة واللام وتشديد الياءِ وفي غيره من الأُمَّهَات : مِن الكَلإِ قَرِيباً من الشِّبَعِ وعُرِفَ ذلك في أَجْسَامها . قد مَجَدَها مَجْداً وأَمْجَدَها راعيها ومَجَّدَها تَمجِيداً : أَشْبَعَها وذلك في أَوَّلِ الربيع أَو أَمْجَدَ الإِبلَ : عَلَفَها مِلْءَ بَطْنِها وأَشْبَعَهَا ولافِعْل لها هي في ذلك فإِن أَرْعَاها في أَرْضٍ مُكْلِئةٍ فرَعَتْ وشَبِعَت فَمَجَدت تَمْجُد مَجْداً ومُجَوداً ولا فِعْل لك في هذا . قاله الإِمام أَبو زيد . أَو مَجَدَ النَّاقَةَ مُخَفَّفاً إِذا عَلَفَهَا مِلْءَ بُطونِها رواه أَبو عُبَيْدٍ عن أَبي عُبَيْدَة عن أَهلِ العَالِيَةِ وقال : وأَهلُ نَجْدٍ يَقولُون مَجَّدَها تَمْجِيداً مُشَدَّداً إِذا عَلَفها نِصْفَ بَطْنِها وقال ابنُ شُمَيْل : المَجْدُ نَحْوٌ مِن نِصْفِ الشِّبَعِ . ومَجِيد كأَميرٍ ابنُ حَيْدَةَ بن مَعَدّ بن عَدْنَان أَبو بَطْنٍ من الأَشْعَرِيِّينَ وقال الهَمْدَانِيّ : وممَّنْ أَخَلَّتْ به النُّسَّابُ من قُضَاعةَ مَجِيدُ بن حَيْدانَ وَهِمُوا فأَدْخَلُوهم في بُطُونِ الأَشْعَرِ لِقُرْبِ الدَّارِ من الدّارِ . مُجَيْد كَزُبَيْرٍ : اسم رجل أَواسم فَحْل إِلى أَحَدِهما نُسِبَت الإِبلُ المُجَيْدِيَّة أَورَدَهَا الفيوميُّ في المِصباح . قال شيخُنَا : وهي من غرائبه قال الأَزهريُّ : وهي من إِبل اليمن . ومَجْد ممنوعاً من الصَّرْف عَلَمٌ على بنْت تَمِيمِ بنِ غالِبِ بن فِهْرٍ والذي في اللسانِ : بِنْتُ تَمِيمِ بن عامِرِ بن لُؤَيٍّ وقَدْ تُصْرَف ومنه بنو مَجْدٍ وهم كِلاَبٌ وكَعْبٌ وعامِرٌ وكُلَيْبٌ بنو رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بن صَعْصَعَةَ نِسْبَة إِلى أُمِّهم وقد ذَكَرَهَا لَبِيدٌ فقال يفتخرُ بها :
سقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ وأَسْقَى ... نُمَيْراً والقَبَائلَ مِنْ هِلاَلِومَجْدُوانُ بفتح الميم وضمّ الدال : بِنَسَفَ منها أَبو جعفر محمّد بن النّضْر بن رمَضَانَ المؤدِّب الزاهدُ أَديبٌ سمِع غريبَ الحدِيث لأَبي عُبَيْد من أَبي الحسن محمد بن طالِبِ بن عَلِيٍّ النَّسفِيّ وغيرِه وعنه أَبو العَبَّاس المُسْتَغْفِرِيّ . ومَجْدُونُ ويكسر أَوَّلُهَا : ة بِبُخَارَا منها أَبو محمّد عبد الله بن محمّد الأَزديُّ المُؤَذِّن روَى عنه الغُنْجَارُ وغيرُه . وذو ماجِدٍ : باليمن من قُرى ذَمَارِ . والماجِدُ : الكَثِيرُ الخَيْرِ الشريفُ المِفْضَال قال ابنُ شُمَيْل : الماجِدُ : الحَسنُ الخُلُقِ السَّمْحُ ورجُل ماجِدٌ وَمَجِيدٌ إِذا كان كريماً مِعْطَاءً . وفي حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه أَمَّا نَحْنُ بنو هاشمٍ فَأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ أَي أَشرافٌ كِرَامٌ جمع مَجِيدٍ أَو ماجِدٍ كأَشْهَادٍ في شَهِيدٍ أَو شاهِدٍ . وماجِدٌ أسْمٌ . من المَجاز في المثَل في كُلٍّ شَجَرٍ نَارٌ . واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ اسْتَمْجَد : اسْتَفْضَلَ أَي استَكْثَرَا من النَّارِ كأَنَّهما أَخَذَا مِن النارِ ما هو حسْبُهُمَا فصَلَحَا للاقتداحِ بهما ويقال : لأَنهما يُسْرِعَانِ الوَرْىَ فشُبِّهَا بمن يُكْثِر من العَطَاءِ طَلَباً للمَجْدِ . وأَبو ماجِدةَ الحَنَفِيّ تابِعِيٌّ ويقال أَبو ماجدٍ ويقال العِجْلِيّ الكَوفِيّ قال أَبو حاتمٍ : اسمه عائذُ بنُ نَضْلَةَ عن أَبي مسعودٍ وعنه يحيى بن عبد الله الجابر قاله المِزِّيّ . وتَمَاجَدُوا : تَفَاخَرُوا . وتَماجَدوا : أَظْهَرُوا مَجْدَهُمْ فيما بَيْنَهم وهو مَجاز . ومما يستدرك عليه : التَّمْجِيد : أَن يُنْسَب الرَّجُلُ إِلى المَجْد والمَجْدُ : الشَّرَفُ الواسِعُ . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها نَاوِلِيني المَجِيدَ أَي المُصْحف . وفي الأَساس المَجْدُ : أَكْلُ الغَنَمِ البَقْلَ يقال : مَجَدَت الغَنَمُ مُجُوداً : أَكَلت البَقْلَ حَتَّى هجَعَ غَرَثُها . ومن المجازِ : تَمَجَّدَ اللهُ بِكَرَمِه . وعِبَادُه يُمَجِّدُونَه . وهو أَهلُ التَّمَاجِيدِ أَي الثَّنَاءِ بالمجْدِ . وَنَزَلوا بهم فأَمْجَدُوهم . وأَمْجَد فُلانٌ وَلَدَه ولِوَلَدِه : تَخَيَّرَ له الأُمَّهاتِ وهؤلاءِ قَومٌ أَمْجَدَهُم أَبوهم كما في الأَساس وقال أَبو حَيَّة يَصِف امرأَةً :
" ولَيْسَتْ بِمَاجدةٍ للطَّعَامِ ولا للشَّرَاب أَي ليست بكثيرةِ الطعام ولا الشرابِ : ويقال : أَمْجَدَنا فُلانٌ قِرًى إِذَا آتَى ما كَفَى وفَضَلَ . وماجنْدَانُ : من قُرى سَمَرْقَنْد . وقال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : وأَمْجَد الرجُلَ سَبًّا وذَمًّا إِذا أَكثرَ له منهما . ومَجْد آباد . من قُرَى هَمَذَان . وأَبو ماجِدَةَ السَّهْمِيُّ وقيل : ابن ماجِدَة وقيلَ : علِيّ بنُ ماجِدَةَ تابِعِيّ عن عُمَر وعنه العلاءُ بن عبد الرحمن