" تاحَ له الشيْءُ يَتُوحُ " تَوْحاً : إِذا " تَهَيَّأَ " قال :
" تاحَ لَه بَعدَك حِنْزابٌ وَأَي " كتَاحَ يَتِيح " تَيْحاً واويّ العينِ ويائيُّها وكلاهما لازِمٌ . " وأَتاحَه اللهُ تعالى " : هَيَّأَه . وأَتاحَ اللهُ له خَيْراً وشَرّاً . وأَتاحَه له : قَدَّرَه . وتاحَ له الأَمرُ : قُدِّرَ عليه . قال اللّيث : يقال : وَقَعَ في مَهْلِكه فتَاحَ له رجلٌ فأَنْقَذه . وأَتاح اللهُ له من أَنْقَذَه . وفي الحديث : " فبِي حَلْفْتُ لأَتِيحَنَّهم فِتْنةً تَدَعُ الحَليمَ منهم حَيْرانَ . " فأُتِيح " له الشَّيْءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ قال الهُذَليّ :
أُتِيحَ له أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ ... إِذا سَامَتْ على المَلَقَاتِ سَامَا
" والمِتْيَحُ كمِنْبَرٍ : مَن يَعْرِض " في كلِّ شَيْءٍ ويَقعُ " فيما لا يَعْنِيه " . قال الرّاعي :
أفِي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُك تَلْمَحُ ... نَعَمْ لاتَ هَنّا إِنَّ قَلْبَك مِتْيَحُ " أَو " رَجلٌ مِتْيَح : لا يزال " يَقَعُ في البَلاَيا " والأنثى بالهاءِ . وفي التهذيب عن ابن الأَعرابيّ : المِتْيَحُ : الدَّاخِلُ مع القَوْمِ ليس شأْنُه شأْنَهم . المِتْيَح : " فَرَسٌ يَعْترِض في مِشْيَته نَشَاطاً " ويَمِيل على قُطْرَيْه " كالتَّيّاح " ككَتّان " والتَّيْحانِ " كسَحْبَان هكذا مَضبوطٌ عندنا والصواب بكسر التّحتِيّة المشدّدة كما سيأْتي " والتّيَّحان " بفتح التّحتيّة المشدّدة ووجدت في هامش الصّحاح : قال أَبو العلاءِ المَعرّيّ : التَّيّحان : يُرْوَى بكسر الياءِ وفَتحها وهو الذي يَعترِض في الأَمور . وقال سيبويه : لا يجوز أَن يُرْوَى بالكسر لأَن فَيْعِلان لم يَجِئ في الصّحيح فيُبْنَى عليه المعتلّ قِياساً . قال : وهو فَيْعَلان بفتح العين مثل تَيَّحَان وهَيَّبَان وهما صِفتانِ حكاهما سِيبويهِ بالفتح . ومثالُهما من الصحيح قَيْقَبانُ وسَيْسَبانُ . وفي اللسان : ولا نَظيرَ له إِلاّ فَرَسٌ سَيِّبانُ وسَيَّبَانُ ورَجلٌ هَيِّبانُ وهَيَّبَانُ . قال سَوّارُ بنُ المُضَرَّب السَّعْديّ :
لَخَبَّرها ذَوُو أَحسابِ قَوْمِي ... وأَعدائي فكُلٌّ قد بَلانِي بذَبِّي الذَّمَّ عن حَسَبِي بمالِي وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيْحانِ " في الكُلّ " أَي في الفَرس والرَّجُل . قال أَبو الهيثم : التَّيِّحان والتَّيَّحانُ : الطَّويلُ . وقال الأَزهريّ : رَجلٌ تَيِّحَانٌ : يَتعرَّضُ لكُلّ مَكْرُمةٍ وأَمر شديدٍ . وقال العَجّاج :
" لقد مَنُوا بتَيِّحَانٍ ساطِي وفي التهذيب : فَرسٌ تَيِّحَانٌ : شديدُ الجَرْيِ . وفرس تَيّاحٌ : جَوَادٌ . وفَرَسٌ مِتْيَحٌ وتَيّاحٌ وتَيِّحانٌ . " والمِتْيَاحُ " بالكسر : الرَّجلُ " الكثيرُ الحَركةِ العِرِّيض " كسِكِّين أَي كثير التَّعرُّض . المِتْياحُ : " الأَمرُ المُقدَّرُ كالمُتَاحِ " بالضّمّ . " وتَاحَ في مِشْيَته " إِذا " تَمايَل " . " وأَبو التَّيّاح يَزيدُ " بنُ زُهَيرٍ " الضُّبَعِيّ " بضمٍّ ففتْحٍ إِلى بني ضُبَيعةَ : " تابِعيّ " يَروِي عن أَنسِ بنِ مالكٍ وعنه حَرْبُ بن زُهَيْرٍ ؛ ذَكره ابنُ حِبّانَ في الثِّقات
فصل الثّاءِ المثلّثة مع الحاءِ
الوَحْشُ من حَيَوَان الَبِّر كُلُّ ما لا يُسْتَأْنَسُ مؤنّثٌ كالوَحِيشِ كأَمِيرٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ونَصُّه : الجَانِبُ الوَحِيشُ كالوَحْشِيِّ وأَنْشَد :
لِجَارَتِنَا الشِّقُّ الوَحِيشُ ولا يُرَى ... لِجَارَتِنَا مِنَّا أَخٌ وصَدِيقُ ج : وُحُوشٌ لا يُكَسَّرَ عَلَى غَيْرِ ذلِك وقِيل وُحْشَانٌ أَيْضاً وهو بالضَمّ نقله الصّاغَانِيُّ قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ : والجماعَة هِي الوَحْشُ والوُحُوشُ والوَحِيشُ قالَ أَبو النَّجْمِ :
أَمْسَى يَباباً والنَّعَامُ نَعَمُه ... قَفْراً وآجالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ قال الصّاغَانِيُّ : هو جَمْعُ وَحْشٍ مِثْل ضَئِينٍ في جمع ضَأْنٍ الوَاحِدُ وَحْشِي كزَنْجٍ وزَنْجِيٍّ ورُوْمٍ ورُوميٍّ ويُقَالُ : حِمَارُ وَحْشٍ بالإِضافَةِ وحِمَارٌ وَحْشِيٌّ عَلَى النّعْتِ . وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : يُقَال لِلْوَاحِدِ من الوَحْشِ : هذا وَحْشٌ ضَخْمٌ وهذه شاةٌ وَحْشٌ وقالَ غيرُه : كُلُّ شئٍ يَسْتَوْحِشُ فهو وَحِيشٌ . وقال بَعْضُهم : إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ . وأَرْضٌ مُوحِشَةٌ هكذا في سائرِ النُّسَخِ والصَّوابُ مَوْحُوشَةٌ : كَثِيرَتُهَا أَيْ الوُحُوشِ ومِثْلُه في الأَسَاسِ وفي الصّحاحِ ونَصُّه : أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ : ذاتُ وُحُوشٍ عن الفَرّاءِ . والوَحْشِيّ : الجَانِبُ الأَيْمَنُ مِن كُلِّ شَيْءٍ قال الجَوْهَرِيُّ : وهذا قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وأَبي عَمْروٍ قال عَنْتَرَةُ :
وكَأَنَّمَا تَنْأَى بِجَانِبِ دَفِّها الْ ... وَحْشِيِّ من هَزَجِ العَشِي مُؤَوَّمِ وإِنّمَا تَنْأَى بالجانِبِ الوَحْشِيِّ لأَنَّ سَوْطَ الرّاكِب في يَدِه اليُمْنَى قال الرّاعِي :
فمَالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّها ... وقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُويُقَالُ : لَيْسَ مِنْ شَئ يَفْزَع إِلاَّ مَالَ على جانِبه الأَيْمَن ؛ لأَنّ الدّابَّةَ لا تُؤْتَى من جَانِبِهَا الأَيْمَن وإِنَّمَا تُؤْتَى في الاحْتِلابِ والرُّكُوبِ من جانِبِها الأضيْسَر فإِنَّما خَوْفُه مِنْه والخَائِفُ إِنَّمَا يَفِرُّ من مَوْضِعِ الأَمْنِ هذا نصُّ الجَوْهَرِيِّ . أَو الوَحْشِيُّ : الجَانِبُ الأَيْسَرُ من كُلِّ شَئٍ وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقَالَ اللّيْثُ : وَحْشِيُّ كُلِّ دابَّةٍ : شِقُّه الأَيْمَنُ وإِنْسِيُّه : شِقُّه الأَيْسَرُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : جَوَّدَ اللَّيْثُ في هذا التّفْسِير في الوَحْشِيِّ والإِنْسِيّ ووَافَقَ قَوْلَ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِين . ورُوِىَ عن المُفَضَّلِ وعَنِ الأَصْمَعِيّ وعَنْ أَبِي عُبَيْدَة قالُوا كُلُّهُم : الوَحْشِيُّ مِنْ جَميعِ الحَيَوانِ لَيْسَ الإِنْسَان : هُوَ الجَانِبُ الَّذِي لا يُحْلَبُ مِنْهُ ولا يُرْكَبُ والإِنْسِيُّ : الجانِبُ الَّذِي يَرْكَبُ مِنْهُ الراكِبُ ويَحْلُبُ مِنْهُ الحالِبُ قال أَبُو العَبّاس : واخْتَلَف النّاسُ فِيهِمَا من الإِنْسَانِ فبَعْضُهم يُلْحِقُه في الخَيْلِ والدَّوَابِّ والإِبِلِ وبَعْضُهم فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فقالَ : الوَحْشِيّ : ما وَلِيَ الكَتِفَ والإِنْسِيُّ : ما وَلِيَ الإِبِطَ قَالَ : وهذا هُوَ الاخْتِيَارُ ؛ ليَكُونَ فَرْقاً بَيْنَ بَنِي آدَمَ وسائِرِ الحَيَوانِ . وقِيلَ الوَحْشِيُّ : الَّذِي لا يُقْدَرُ على أَخْذِ الدّابَّة إِذا أَفْلَتَتْ منه وإِنَّمَا يُؤْخَذُ من الإِنْسِيِّ وهو الجَانِبُ الذِي تُرْكَبُ منه الدّابّةُ . والوَحْشِيُّ مِن القَوْسِ الأَعْجَمِيَّةِ : ظَهْرُهَا وإِنْسِيُّهَا : ما أَقْبَلَ عليكَ مِنْهَا وكذلشكَ وَحْشِيُّ اليَدِ والرِّجْلِ وإِنْسِيُّهما نقله الجَوْهَرِيُّ وقِيل : وَحْشِيُّ القَوْسِ : الجانِبُ الَّذِي لا يَقَعُ عَلَيْه السَّهْمُ . لَمْ يَخُصَّ بذلِكَ أَعْجَمِيَّةً مِنْ غَيْرِهَا وكَذلِكَ الجَوْهَرِيُّ وأَطْلَقَ القَوْسَ . وقَالَ بَعْضُهم : إِنْسِيُّ القَدَمِ : ما أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى القَدَمِ الأُخْرَى ووَحْشِيُّهَا ما خَالَفَ إِنْسِيَّهَا . ووَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ الحَبَشِيُّ من سُوْدانِ مَكَّةَ صَحَابِيٌّ وكُنْيَتُه أَبُو دُسْمَةَ وكانَ مَوْلَى جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ القُرْشِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه وهو قاتِلُ حَمْزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ في الجَاهِلِيَّةِ قال شَيْخُنَا : لَعَلَّ المُرَادَ جاهِلِيّةُ نَفْسِ القاتِلِ وإِلاَّ فَهُوَ إِنّمَا قَتَلَه في الإِسْلام ِفي غَزْوَةِ أُحُدٍ . قُلْتُ : وهُوَ كما ظَنَّ ويَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْد : ومُسَيْلِمَةَ الكّذَّابِ في الإِسلامِ أَيْ حالَةَ كَوْنِهِ مُسْلِماً أَي فجَبَر ذاكَ بِذَا . والوَحْشِيَّةُ : رِيحٌ تَدْخُل تَحْتَ ثِيابِكَ لِقُوَّتِها وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ :
ولَقْدْ غَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيَّةٌ ... تَحْتَ الرِّدَاءِ بَصِيرَةٌ بالمُشْرِفِ وقَوْلُه : بَصِيرَةٌ بالمُشْرِف يَعْنِي الرِّيحَ مَنْ أَشْرَفَ لَها أَصابَتْهُ والرِّداءُ : السّيفُ وقَد تَقَدَّم في ب ص ر . وبَلَدٌ وَحْشٌ : قَفْرٌ لا سَاكِنَ به ومَكَانٌ وَحْشٌ : خالٍ وكَذلِكَ أَرْضٌ وَحْشَةٌ بالفَتْحِ وفي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا كانَتْ في مَكَانٍ وَحْشٍ فخِيفَ عَلَى ناحِيَتهَا أَيْ خلاءٍ لا سَاكِنَ بهِ وفي حَدِيثِ المَدِينَةِ فيَجِدَانِه وَحْشاً . ولَقِيتُه بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ أَيْ بِبَلَدٍ قَفْرٍ وكَذَا تَرَكْتُه بوَحْشِ المَتْنِ أَيْ بِحَيْثُ لا يُقْدَرُ عَلَيْه وقالَ ياقُوت في المُعْجَمِ : إِصْمِتُ بالكَسْرِ : اسْمٌ لبَرِّيِّةٍ بعَيْنِها قال الرّاعِي :
أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ في أَصْلابِهَا أَوَدُوقَالَ بَعْضُهُم : العَلَمُ هُوَ وَحْشُ إِصْمِتَ الكَلِمَتَانِ مَعاً قالَ أَبُو زَيْدٍ : لَقِيتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وببَلْدَةِ إِصْمِتَ أَي بمكَانٍ قَفْرٍ وإِصْمِت : مَنْقُولٌ من فِعلِ الأَمْرِ مُجَرّداً عنِ الضّمِيرِ وقُطِعَت هَمْزَتُه لِيَجْرِيَ عَلى غالِبِ الأَسْماءِ هكذا جَمِيعُ ما يُسَمَّى به من فِعْلِ الأَمْرِ وكَسْرُ الهَمْزَةِ في إِصْمِت إِمَّا لُغَةٌ لَمْ تَبْلُغْنَا وإِمّا أَنْ يَكُونَ غُيِّرَ في التَّسْمِيَةِ بِهِ عن اصْمُتْ بالضَّمِّ الَّذِي هُوَ مَنْقُولٌ من مُضارِع هذا الفِعْلِ وإِمّا أَنْ يَكُونَ مُرْتَجَلاً وَافَقَ فعلَ الأَمْرِ الَّذِي بمَعْنَى اسْكُت ورُبَّمَا كانَ تَسْمِيَةُ هذِه الصّحراءِ بهذا الفِعْلِ لِلْغَلَبَةِ لَكَثْرَةِ مَا يَقُولُ الرّجُلُ لِصَاحِبِه إِذا سَلَكَهَا : اصْمُتْ . لِئَلاَّ تُسْمَع فتَهْلِكَ لِشِدَّةِ الخَوْف بِهَا . وباتَ وَحْشاً بالفَتْحِ وككَتِفٍ أَيْ جائِعاً لَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فَخَلاَ جَوْفُه ومِنْهُ حَدِيثُ سَلَمةَ بنِ صَخْرٍ البَيَاضِيِّ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه لَقَدْ بِتْنَا وَحْشِينَ ما لَنَا طَعَامٌ وقال حُمَيْدٌ يَصِف ذِئْباً :
" وإِنْ بَاتَ وَحْشاً لَيْلَةً لَمْ يَضِقْ بِهَاذِرَاعاً ولَمْ يُصْبِحْ بِهَا وهو خاشِعُ وقد أَوْحَشَ وهُمْ أَوْحَاش يُقَال : بِتْنَا أَوْحاشاً : أَيْ جائِعِينَ . والوَحْشَةُ : الهَمُّ . والوَحْشَةُ : الخَلْوَةُ . والوَحْشَةُ : الخَوْفُ وقِيلَ : الفَرَقُ الحَاصِلُ من الخَلْوَةِ وكَذلِكَ يُقَالُ في الهّمِّ أَي الحاصِلِ مِنَ الخَلْوَةِ يُقَالُ : أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ . والوَحْشَةُ : الأَرْضُ المُسْتَوْحِشَةُ وقَدْ تَوَحَّشَتْ . ووَحَشَ بثَوْبِه كوَعَدَ وكَذا بسَيْفهِ وبرُمْحِه : رَمَى بهِ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرَكَ ؛ لِيُخَفِّفَ عن دَابَّتِه كَوَحَّشَ بِهِ مُشَدّداً والتَّخْفِيفُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وأَنْكَر التّشْدِيدَ وهُمَا لُغَتَان صَحِيحَتَان قالَتْ أُمُّ عَمْروٍ بِنْتُ وَقْدَانَ :
إِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَطْلُبُوا بِأَخِيكُمُ ... فذَرُوا السِّلاحَ ووَحِّشُوا بالأَبْرَقِ وفي حَدِيثِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ فوَحَّشُوا بأَسْلِحَتِهِمْ واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً . ورَجُلٌ وَحْشَانُ كسَحْبَانَ : مُغْتَمٌّ ومِنْهُ الحَدِيثُ لا تَحْقِرَنَّ من المَعْرُوفِ شَيْئاً ولو أَنْ تُؤْنِسَ الوَحْشَانَ . قال ابنُ الأَثِيرِ : هُوَ فَعْلاَنُ مِنَ الوَحْشَةِ ضِدِّ الأُنْسِ ج : وَحَاشَي مِثْلُ حَيْرانَ وحَيَارَى . وأَوْحَشَ الأَرْضَ : وَجَدَها وَحْشَةً عن الأَصْمَعِيّ وأَنْشَدَ للْعَبّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ :
لأَسْمَاءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليَوْمَ دَارِسَاَ ... وأَوْحَشَ مِنْهَا رَحْرَحَانَ فرَاكِسَا هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ بِرِّيّ ويُرْوَى : وأَقْفَرَ إِلاَّ رَحْرَحانَ فرَاكِسَا . وأَوْحَشَ المَنْزِلُ مِنْ أَهْلِه : صَارَ وَحْشاً وذَهَبَ عنه النّاسُ كتَوَحَّشَ . وطَلَلٌ مُوِحشٌ قالَ كُثَيِّرٌ :
لِعِزَّةَ مُوحِشاً طَلَلٌ قَدِيمُ ... عَفَاهَا كُلُّ أَسْحَمَ مُسْتَدِيمُوأَوْحَشَ الرَّجُلُ : جاعَ فهو مُوحِشٌ عن أَبِي زَيْدٍ وقالَ غَيْرُه : من النّاسِ وغَيْرِهِمْ ؛ لخُلُوِّه عن الطَّعَامِ . ويُقَالُ : قَدْ أَوْحَشَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ ؛ إِذا نَفِدَ زادُه . وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ : خَلاَ بَطْنُه من الجُوْعِ فهُوَ مُتَوَحِّشٌ . واسْتَوْحَشَ مِنْهُ : وَجَدَ الوَحْشَةَ ولَمْ يَأْنَسْ بهِ فكَانَ كالوَحْشِيِّ . ويُقَال : تَوَحَّشْ يا فُلانُ أَيْ أَخْلِ مَعِدَتَكَ وفي الصّحاح : جَوْفَكَ مِن الطَّعَامِ والشَّرَابِ لِشُرْبِ الدَّواءِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِخُرُوجِ الفُضُولِ من عُرُوقِه ولَيْسَ في الصّحاحِ ذِكْرُ الشّرَابِ . وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْه : اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ : لَحِقَ بالوَحْشِ ومنه حَدِيثُ النَّجَاشِيِ فنَفَخَ في إِحْلِيلِ عُمَارَةَ فَاسْتَوْحَشَ ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ . وتَوَحَشَّتِ الأَرْضُ : صَارَتْ وَحْشَةً . ووحشَ المَكَانُ بالضَّمِّ : كَثُر وَحْشُه عن ابنِ القَطّاعِ . وقَدْ أَوْحَشْتُ الرّجُلَ فاسْتَوْحَشَ ومِنْهُ قَوْلُ أَهْلِ مَكَّةَ : أَوْحَشْتَنَا وأَنْشَدَنا عن وَاحِدٍ من الشُّيُوخِ عن البَدْرِ الدَمَّامِينِيِّ :
يا ساكِنِي مَكَّةَ لازِلْتُمُ ... أُنْساً لَنَا إِنِّيَ لَمْ أَنْسَكُمْ
ما فِيكُم عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكُمْ ... عِنْدَ اللِّقَاء أَوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ وقد رَدَّ عَلَيْهِ الإِمَامُ عَبْدُ القَادِرِ الطَّبَرِيُّ وَحَذَا حَذْوَه وَلَدُه الإِمَامُ زَيْنُ العَابِدِينَ بما هو مُودَعٌ في تارِيْخِ شَيْخِ مَشايِخِنَا مُصْطَفَى بنِ فَتْحِ الله الحَمَوِيّ . ومَشَى فِي الأَرْضِ وَحْشاً أَيْ وَحْدَه لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُه . وبِلادٌ حِشُونَ قَفْزَةٌ خَالِيَةٌ عَلَى قِيَاسِ سِنُون وفي مَوْضِعِ النَّصْبِ حِشِينَ مِثْل سِنِينَ قَالَ الشاعِر : فأَمْسَتْ بعْد ساكِنِهَا حِشِينَا . قال الأَزْهَرِيُّ : هو جَمْعُ حِشَةٍ وهو من الأَسْمَاءِ النّاقِصَةِ وأَصلُهَا وِحْشَةٌ فنُقِصَ منها الواو كما نَقَصُوهَا من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ ثمّ جَمَعُوهَا عَلَى حِشِينَ كما قَالُوا في عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسْمَاءِ الناقِصَةِ وفي الحَدِيثِ لَقَدْ بِتْنَا وَحْشِينَ مَالَنَا طَعَام وجاءَ في رِوَايَة التَّرْمِذِيّ : لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذِه وَحْشَي قال ابنُ الأَثِيرِ : كَأَنّه أَرادَ جماعَةً وحَشْيَ . وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ : رَمَى بثَوْبِهِ أَوْ بِمَا كانَ . والوَحْشِيُّ مِنَ التِّينِ : ما يَنْبُتُ في الجِبَالِ وشَوَاحِطِ الأَوْدِيَةِ ويَكُونُ من كلِّ لَوْنٍ : أَسْوَد وأَحْمَر وأَبْيَض وهو أَصْغَرُ من التِّينِ ويُزَيَّبُ نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ . ووَحْشِيَّةُ : اسْمُ امْرَأَةٍ قَالَ الوَقّافُ أَو المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :
" إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَّةُ النَّجْدَ لَمْ يَكُنْلِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ طَبِيبُ ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ صَدَقَةَ الحَرّانِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ وَحِشٍ ككَتِفٍ سَمِعَ عن الفْرَاوِيّ . وعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى الوَحْشِيُّ التُّجِيبِيّ الإِفْلِيلِيّ أَبُو مُحَمّدٍ سَمِعَ عن أَبِي بَكْرٍ حازِمِ بنِ محمّد وغَيْرِه وشَرَحَ الشِّهَابَ ماتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سنة 502 ، ذَكَرُه ابنُ بَشْكُوَال . وقَدْ سَمُّوْا وُحَيْشاً كزُبَيْرٍ