الوَحْشُ من حَيَوَان الَبِّر كُلُّ ما لا يُسْتَأْنَسُ مؤنّثٌ كالوَحِيشِ كأَمِيرٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ونَصُّه : الجَانِبُ الوَحِيشُ كالوَحْشِيِّ وأَنْشَد :
لِجَارَتِنَا الشِّقُّ الوَحِيشُ ولا يُرَى ... لِجَارَتِنَا مِنَّا أَخٌ وصَدِيقُ ج : وُحُوشٌ لا يُكَسَّرَ عَلَى غَيْرِ ذلِك وقِيل وُحْشَانٌ أَيْضاً وهو بالضَمّ نقله الصّاغَانِيُّ قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ : والجماعَة هِي الوَحْشُ والوُحُوشُ والوَحِيشُ قالَ أَبو النَّجْمِ :
أَمْسَى يَباباً والنَّعَامُ نَعَمُه ... قَفْراً وآجالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ قال الصّاغَانِيُّ : هو جَمْعُ وَحْشٍ مِثْل ضَئِينٍ في جمع ضَأْنٍ الوَاحِدُ وَحْشِي كزَنْجٍ وزَنْجِيٍّ ورُوْمٍ ورُوميٍّ ويُقَالُ : حِمَارُ وَحْشٍ بالإِضافَةِ وحِمَارٌ وَحْشِيٌّ عَلَى النّعْتِ . وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : يُقَال لِلْوَاحِدِ من الوَحْشِ : هذا وَحْشٌ ضَخْمٌ وهذه شاةٌ وَحْشٌ وقالَ غيرُه : كُلُّ شئٍ يَسْتَوْحِشُ فهو وَحِيشٌ . وقال بَعْضُهم : إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ . وأَرْضٌ مُوحِشَةٌ هكذا في سائرِ النُّسَخِ والصَّوابُ مَوْحُوشَةٌ : كَثِيرَتُهَا أَيْ الوُحُوشِ ومِثْلُه في الأَسَاسِ وفي الصّحاحِ ونَصُّه : أَرْضٌ مَوْحُوشَةٌ : ذاتُ وُحُوشٍ عن الفَرّاءِ . والوَحْشِيّ : الجَانِبُ الأَيْمَنُ مِن كُلِّ شَيْءٍ قال الجَوْهَرِيُّ : وهذا قَوْلُ أَبِي زَيْدٍ وأَبي عَمْروٍ قال عَنْتَرَةُ :
وكَأَنَّمَا تَنْأَى بِجَانِبِ دَفِّها الْ ... وَحْشِيِّ من هَزَجِ العَشِي مُؤَوَّمِ وإِنّمَا تَنْأَى بالجانِبِ الوَحْشِيِّ لأَنَّ سَوْطَ الرّاكِب في يَدِه اليُمْنَى قال الرّاعِي :
فمَالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّها ... وقَدْ رِيعَ جَانِبُهَا الأَيْسَرُويُقَالُ : لَيْسَ مِنْ شَئ يَفْزَع إِلاَّ مَالَ على جانِبه الأَيْمَن ؛ لأَنّ الدّابَّةَ لا تُؤْتَى من جَانِبِهَا الأَيْمَن وإِنَّمَا تُؤْتَى في الاحْتِلابِ والرُّكُوبِ من جانِبِها الأضيْسَر فإِنَّما خَوْفُه مِنْه والخَائِفُ إِنَّمَا يَفِرُّ من مَوْضِعِ الأَمْنِ هذا نصُّ الجَوْهَرِيِّ . أَو الوَحْشِيُّ : الجَانِبُ الأَيْسَرُ من كُلِّ شَئٍ وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقَالَ اللّيْثُ : وَحْشِيُّ كُلِّ دابَّةٍ : شِقُّه الأَيْمَنُ وإِنْسِيُّه : شِقُّه الأَيْسَرُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : جَوَّدَ اللَّيْثُ في هذا التّفْسِير في الوَحْشِيِّ والإِنْسِيّ ووَافَقَ قَوْلَ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِين . ورُوِىَ عن المُفَضَّلِ وعَنِ الأَصْمَعِيّ وعَنْ أَبِي عُبَيْدَة قالُوا كُلُّهُم : الوَحْشِيُّ مِنْ جَميعِ الحَيَوانِ لَيْسَ الإِنْسَان : هُوَ الجَانِبُ الَّذِي لا يُحْلَبُ مِنْهُ ولا يُرْكَبُ والإِنْسِيُّ : الجانِبُ الَّذِي يَرْكَبُ مِنْهُ الراكِبُ ويَحْلُبُ مِنْهُ الحالِبُ قال أَبُو العَبّاس : واخْتَلَف النّاسُ فِيهِمَا من الإِنْسَانِ فبَعْضُهم يُلْحِقُه في الخَيْلِ والدَّوَابِّ والإِبِلِ وبَعْضُهم فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فقالَ : الوَحْشِيّ : ما وَلِيَ الكَتِفَ والإِنْسِيُّ : ما وَلِيَ الإِبِطَ قَالَ : وهذا هُوَ الاخْتِيَارُ ؛ ليَكُونَ فَرْقاً بَيْنَ بَنِي آدَمَ وسائِرِ الحَيَوانِ . وقِيلَ الوَحْشِيُّ : الَّذِي لا يُقْدَرُ على أَخْذِ الدّابَّة إِذا أَفْلَتَتْ منه وإِنَّمَا يُؤْخَذُ من الإِنْسِيِّ وهو الجَانِبُ الذِي تُرْكَبُ منه الدّابّةُ . والوَحْشِيُّ مِن القَوْسِ الأَعْجَمِيَّةِ : ظَهْرُهَا وإِنْسِيُّهَا : ما أَقْبَلَ عليكَ مِنْهَا وكذلشكَ وَحْشِيُّ اليَدِ والرِّجْلِ وإِنْسِيُّهما نقله الجَوْهَرِيُّ وقِيل : وَحْشِيُّ القَوْسِ : الجانِبُ الَّذِي لا يَقَعُ عَلَيْه السَّهْمُ . لَمْ يَخُصَّ بذلِكَ أَعْجَمِيَّةً مِنْ غَيْرِهَا وكَذلِكَ الجَوْهَرِيُّ وأَطْلَقَ القَوْسَ . وقَالَ بَعْضُهم : إِنْسِيُّ القَدَمِ : ما أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى القَدَمِ الأُخْرَى ووَحْشِيُّهَا ما خَالَفَ إِنْسِيَّهَا . ووَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ الحَبَشِيُّ من سُوْدانِ مَكَّةَ صَحَابِيٌّ وكُنْيَتُه أَبُو دُسْمَةَ وكانَ مَوْلَى جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ القُرْشِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه وهو قاتِلُ حَمْزَةَ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ في الجَاهِلِيَّةِ قال شَيْخُنَا : لَعَلَّ المُرَادَ جاهِلِيّةُ نَفْسِ القاتِلِ وإِلاَّ فَهُوَ إِنّمَا قَتَلَه في الإِسْلام ِفي غَزْوَةِ أُحُدٍ . قُلْتُ : وهُوَ كما ظَنَّ ويَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْد : ومُسَيْلِمَةَ الكّذَّابِ في الإِسلامِ أَيْ حالَةَ كَوْنِهِ مُسْلِماً أَي فجَبَر ذاكَ بِذَا . والوَحْشِيَّةُ : رِيحٌ تَدْخُل تَحْتَ ثِيابِكَ لِقُوَّتِها وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ :
ولَقْدْ غَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيَّةٌ ... تَحْتَ الرِّدَاءِ بَصِيرَةٌ بالمُشْرِفِ وقَوْلُه : بَصِيرَةٌ بالمُشْرِف يَعْنِي الرِّيحَ مَنْ أَشْرَفَ لَها أَصابَتْهُ والرِّداءُ : السّيفُ وقَد تَقَدَّم في ب ص ر . وبَلَدٌ وَحْشٌ : قَفْرٌ لا سَاكِنَ به ومَكَانٌ وَحْشٌ : خالٍ وكَذلِكَ أَرْضٌ وَحْشَةٌ بالفَتْحِ وفي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّهَا كانَتْ في مَكَانٍ وَحْشٍ فخِيفَ عَلَى ناحِيَتهَا أَيْ خلاءٍ لا سَاكِنَ بهِ وفي حَدِيثِ المَدِينَةِ فيَجِدَانِه وَحْشاً . ولَقِيتُه بِوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ أَيْ بِبَلَدٍ قَفْرٍ وكَذَا تَرَكْتُه بوَحْشِ المَتْنِ أَيْ بِحَيْثُ لا يُقْدَرُ عَلَيْه وقالَ ياقُوت في المُعْجَمِ : إِصْمِتُ بالكَسْرِ : اسْمٌ لبَرِّيِّةٍ بعَيْنِها قال الرّاعِي :
أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وبَاتَ بِهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ في أَصْلابِهَا أَوَدُوقَالَ بَعْضُهُم : العَلَمُ هُوَ وَحْشُ إِصْمِتَ الكَلِمَتَانِ مَعاً قالَ أَبُو زَيْدٍ : لَقِيتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وببَلْدَةِ إِصْمِتَ أَي بمكَانٍ قَفْرٍ وإِصْمِت : مَنْقُولٌ من فِعلِ الأَمْرِ مُجَرّداً عنِ الضّمِيرِ وقُطِعَت هَمْزَتُه لِيَجْرِيَ عَلى غالِبِ الأَسْماءِ هكذا جَمِيعُ ما يُسَمَّى به من فِعْلِ الأَمْرِ وكَسْرُ الهَمْزَةِ في إِصْمِت إِمَّا لُغَةٌ لَمْ تَبْلُغْنَا وإِمّا أَنْ يَكُونَ غُيِّرَ في التَّسْمِيَةِ بِهِ عن اصْمُتْ بالضَّمِّ الَّذِي هُوَ مَنْقُولٌ من مُضارِع هذا الفِعْلِ وإِمّا أَنْ يَكُونَ مُرْتَجَلاً وَافَقَ فعلَ الأَمْرِ الَّذِي بمَعْنَى اسْكُت ورُبَّمَا كانَ تَسْمِيَةُ هذِه الصّحراءِ بهذا الفِعْلِ لِلْغَلَبَةِ لَكَثْرَةِ مَا يَقُولُ الرّجُلُ لِصَاحِبِه إِذا سَلَكَهَا : اصْمُتْ . لِئَلاَّ تُسْمَع فتَهْلِكَ لِشِدَّةِ الخَوْف بِهَا . وباتَ وَحْشاً بالفَتْحِ وككَتِفٍ أَيْ جائِعاً لَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فَخَلاَ جَوْفُه ومِنْهُ حَدِيثُ سَلَمةَ بنِ صَخْرٍ البَيَاضِيِّ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه لَقَدْ بِتْنَا وَحْشِينَ ما لَنَا طَعَامٌ وقال حُمَيْدٌ يَصِف ذِئْباً :
" وإِنْ بَاتَ وَحْشاً لَيْلَةً لَمْ يَضِقْ بِهَاذِرَاعاً ولَمْ يُصْبِحْ بِهَا وهو خاشِعُ وقد أَوْحَشَ وهُمْ أَوْحَاش يُقَال : بِتْنَا أَوْحاشاً : أَيْ جائِعِينَ . والوَحْشَةُ : الهَمُّ . والوَحْشَةُ : الخَلْوَةُ . والوَحْشَةُ : الخَوْفُ وقِيلَ : الفَرَقُ الحَاصِلُ من الخَلْوَةِ وكَذلِكَ يُقَالُ في الهّمِّ أَي الحاصِلِ مِنَ الخَلْوَةِ يُقَالُ : أَخَذَتْهُ الوَحْشَةُ . والوَحْشَةُ : الأَرْضُ المُسْتَوْحِشَةُ وقَدْ تَوَحَّشَتْ . ووَحَشَ بثَوْبِه كوَعَدَ وكَذا بسَيْفهِ وبرُمْحِه : رَمَى بهِ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرَكَ ؛ لِيُخَفِّفَ عن دَابَّتِه كَوَحَّشَ بِهِ مُشَدّداً والتَّخْفِيفُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وأَنْكَر التّشْدِيدَ وهُمَا لُغَتَان صَحِيحَتَان قالَتْ أُمُّ عَمْروٍ بِنْتُ وَقْدَانَ :
إِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَطْلُبُوا بِأَخِيكُمُ ... فذَرُوا السِّلاحَ ووَحِّشُوا بالأَبْرَقِ وفي حَدِيثِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ فوَحَّشُوا بأَسْلِحَتِهِمْ واعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً . ورَجُلٌ وَحْشَانُ كسَحْبَانَ : مُغْتَمٌّ ومِنْهُ الحَدِيثُ لا تَحْقِرَنَّ من المَعْرُوفِ شَيْئاً ولو أَنْ تُؤْنِسَ الوَحْشَانَ . قال ابنُ الأَثِيرِ : هُوَ فَعْلاَنُ مِنَ الوَحْشَةِ ضِدِّ الأُنْسِ ج : وَحَاشَي مِثْلُ حَيْرانَ وحَيَارَى . وأَوْحَشَ الأَرْضَ : وَجَدَها وَحْشَةً عن الأَصْمَعِيّ وأَنْشَدَ للْعَبّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ :
لأَسْمَاءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليَوْمَ دَارِسَاَ ... وأَوْحَشَ مِنْهَا رَحْرَحَانَ فرَاكِسَا هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ بِرِّيّ ويُرْوَى : وأَقْفَرَ إِلاَّ رَحْرَحانَ فرَاكِسَا . وأَوْحَشَ المَنْزِلُ مِنْ أَهْلِه : صَارَ وَحْشاً وذَهَبَ عنه النّاسُ كتَوَحَّشَ . وطَلَلٌ مُوِحشٌ قالَ كُثَيِّرٌ :
لِعِزَّةَ مُوحِشاً طَلَلٌ قَدِيمُ ... عَفَاهَا كُلُّ أَسْحَمَ مُسْتَدِيمُوأَوْحَشَ الرَّجُلُ : جاعَ فهو مُوحِشٌ عن أَبِي زَيْدٍ وقالَ غَيْرُه : من النّاسِ وغَيْرِهِمْ ؛ لخُلُوِّه عن الطَّعَامِ . ويُقَالُ : قَدْ أَوْحَشَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ ؛ إِذا نَفِدَ زادُه . وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ : خَلاَ بَطْنُه من الجُوْعِ فهُوَ مُتَوَحِّشٌ . واسْتَوْحَشَ مِنْهُ : وَجَدَ الوَحْشَةَ ولَمْ يَأْنَسْ بهِ فكَانَ كالوَحْشِيِّ . ويُقَال : تَوَحَّشْ يا فُلانُ أَيْ أَخْلِ مَعِدَتَكَ وفي الصّحاح : جَوْفَكَ مِن الطَّعَامِ والشَّرَابِ لِشُرْبِ الدَّواءِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِخُرُوجِ الفُضُولِ من عُرُوقِه ولَيْسَ في الصّحاحِ ذِكْرُ الشّرَابِ . وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْه : اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ : لَحِقَ بالوَحْشِ ومنه حَدِيثُ النَّجَاشِيِ فنَفَخَ في إِحْلِيلِ عُمَارَةَ فَاسْتَوْحَشَ ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ . وتَوَحَشَّتِ الأَرْضُ : صَارَتْ وَحْشَةً . ووحشَ المَكَانُ بالضَّمِّ : كَثُر وَحْشُه عن ابنِ القَطّاعِ . وقَدْ أَوْحَشْتُ الرّجُلَ فاسْتَوْحَشَ ومِنْهُ قَوْلُ أَهْلِ مَكَّةَ : أَوْحَشْتَنَا وأَنْشَدَنا عن وَاحِدٍ من الشُّيُوخِ عن البَدْرِ الدَمَّامِينِيِّ :
يا ساكِنِي مَكَّةَ لازِلْتُمُ ... أُنْساً لَنَا إِنِّيَ لَمْ أَنْسَكُمْ
ما فِيكُم عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكُمْ ... عِنْدَ اللِّقَاء أَوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ وقد رَدَّ عَلَيْهِ الإِمَامُ عَبْدُ القَادِرِ الطَّبَرِيُّ وَحَذَا حَذْوَه وَلَدُه الإِمَامُ زَيْنُ العَابِدِينَ بما هو مُودَعٌ في تارِيْخِ شَيْخِ مَشايِخِنَا مُصْطَفَى بنِ فَتْحِ الله الحَمَوِيّ . ومَشَى فِي الأَرْضِ وَحْشاً أَيْ وَحْدَه لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُه . وبِلادٌ حِشُونَ قَفْزَةٌ خَالِيَةٌ عَلَى قِيَاسِ سِنُون وفي مَوْضِعِ النَّصْبِ حِشِينَ مِثْل سِنِينَ قَالَ الشاعِر : فأَمْسَتْ بعْد ساكِنِهَا حِشِينَا . قال الأَزْهَرِيُّ : هو جَمْعُ حِشَةٍ وهو من الأَسْمَاءِ النّاقِصَةِ وأَصلُهَا وِحْشَةٌ فنُقِصَ منها الواو كما نَقَصُوهَا من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَةٍ ثمّ جَمَعُوهَا عَلَى حِشِينَ كما قَالُوا في عِزِينَ وعِضِينَ من الأَسْمَاءِ الناقِصَةِ وفي الحَدِيثِ لَقَدْ بِتْنَا وَحْشِينَ مَالَنَا طَعَام وجاءَ في رِوَايَة التَّرْمِذِيّ : لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذِه وَحْشَي قال ابنُ الأَثِيرِ : كَأَنّه أَرادَ جماعَةً وحَشْيَ . وتَوَحَّشَ الرَّجُلُ : رَمَى بثَوْبِهِ أَوْ بِمَا كانَ . والوَحْشِيُّ مِنَ التِّينِ : ما يَنْبُتُ في الجِبَالِ وشَوَاحِطِ الأَوْدِيَةِ ويَكُونُ من كلِّ لَوْنٍ : أَسْوَد وأَحْمَر وأَبْيَض وهو أَصْغَرُ من التِّينِ ويُزَيَّبُ نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ . ووَحْشِيَّةُ : اسْمُ امْرَأَةٍ قَالَ الوَقّافُ أَو المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :
" إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَّةُ النَّجْدَ لَمْ يَكُنْلِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ طَبِيبُ ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ صَدَقَةَ الحَرّانِيُّ المَعْرُوفُ بابنِ وَحِشٍ ككَتِفٍ سَمِعَ عن الفْرَاوِيّ . وعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى الوَحْشِيُّ التُّجِيبِيّ الإِفْلِيلِيّ أَبُو مُحَمّدٍ سَمِعَ عن أَبِي بَكْرٍ حازِمِ بنِ محمّد وغَيْرِه وشَرَحَ الشِّهَابَ ماتَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سنة 502 ، ذَكَرُه ابنُ بَشْكُوَال . وقَدْ سَمُّوْا وُحَيْشاً كزُبَيْرٍ
حَشَّ النَّارَ يَحُشُّها حَشّا : أُوْقَدَها كَذا نَصُّ الصّحَاح وقال غيرُه : جَمَع إِلَيْهَا ما تَفَرَّقَ من الحَطَبِ وقال الأَزهريّ : حَشَشْتُ النّارَ بالحَطَبِ . فزَادَ : بالحَطَب وقال الزَّمَخْشَرِيّ : حَشَّ النّارَ : أَشَبَّهَا وأَطْعَمَها الحَطَبَ كما تُحَشُّ الدَّابَّةُ . وقال : هُوَ مَجاز . وحَشَّ الوَلَدُ في البّطْنِ يَحِشُّ حَشّاً : جُووِز بهِ وَقْت الوِلاَدَةِ فيَبِسَ في البَطْنِ وقال أَبو عُبَيْدٍ : وبَعْضُهُم يَقُول : حُشَّ بِضَمِّ الحَاءِ وفي الحَدِيث فلَمَّا ماتَ حَشَّ وَلَدُهَا في بَطْنِهَا قال أَبو عُبَيْدٍ : حَشَّ وَلَدُهَا في بَطْنِهَا أَيْ يَبِسَ . وحَشَّتِ اليَدُ : شَلَّتْ ويَبِسَتْ كما قاله الجَوْهَرِيُّ وهو الأَكْثَر وقيلَ : دَقَّت وصَغُرَت وحُكِىَ عن يُونُسَ : حُشَّتْ بضَمِّ الحاءِ كأَحَشَّتْ فهِيَ مُحِشٌّ واسْتَحَشَّتْ مِثْلُه الأَخِيرَةُ عن يُونُس . وحَشَّ الوَدِيُّ مِنَ النَّخْلِ : يَبِسَ ومنه الحَدِيثُ أَنَّ رَجُلاً أَرادَ الخُرُوجَ إلَى تَبُوكَ فقَالَتْ لَهُ أُمُّه أَو امرأَتُه : كَيْفَ بالوَدِيِّ ؟ فقال : الغَزْوُ أَنْمَى لِلْوَدِيّ فما ماتَتْ مِنْهُ وَدِيّةٌ ولا حَشَّتْ أَيْ يَبِسَتْ . وحَشَّ الفَرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ ومِثْلُه أَلْهَبَ كأَنَّه يَتَوَقَّد في عَدْوِه قالَ أَبو دُوَادٍ الإِيَادِيّ :
مُلْهِبٌ حَشُّهُ كحَشِّ حَرِيقٍ ... وَسْطَ غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَارُ وحَشَّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حَشّاَ : قَطَعَهُ وجَمَعَه كاحْتَشَّهُ . ومن المَجَازِ : حَشَّ فُلاناً يَحُشُّه حَشّاً : أَصْلَحَ مِنْ حالِه وفي العُبَابِ : مِنْ مالِه . وحَشَّ المَالَ بِمَالِ غَيْرِه إذا كَثَّرَه به وهو مَجاز أَيْضاً قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ :
في المُزَنِي الّذِي حَشَشْتُ له ... مالَ ضَرِيكٍ تِلادُه نَكِدُ
قال السُّكَّريُّ : حَشَتْتُ لَهُ : جَعَلْتثه في ماله وقالَ الباهِلِيّ : حَشَشْتُ له : قَوَّيْتُه به . وحَشَّ زَيْداً بَعِيراً وحَشَّهُ بِبَعِيرٍ : أَعْطَاهُ إِيّاهُ يَرْكَبهُ الأَخِيرُ عن ابنِ حَبِيب . وحَشَّ الصَّيْدَ : ضَمَّهُ من جانِبَيْه وقال اللّيْثُ : يُقَال : حُشَّ عَلَىَّ الصَّيْدَ جاءَ به في بابِ المُضَاعَف قال الأَزْهَرِيّ : كَلامُ العَرَبِ الصَّحِيحُ : حُشْ عَلىَّ الصَّيْدَ بالتَّخْفِيف من حاشَ يَحُوشُ ومَنْ قال : حَشَشْتُ الصّيْدَ يَعْنِي حُشْتهُ فإِنّي لَمْ أَسْمَعْه لِغَيْر اللَّيْثِ ولَسْتُ أُبْعِدُه مع ذلِك من الجَوَازِ ومعناه : ضُمَّ الصَّيْدَ من جَانِبَيْه كمَا يُقال : حُشَّ هذا البَعِيرُ بجَنْبَيْنِ وَاسِعَين أَي ضُمَّ غير أَنّ المعروفَ في الصَّيْدِ الحَوْشُ . وحَشَّ الفَرَسَ يَحُشُّه حَشّاً : أَلْقَى له حَشِيشاً وعَلَفَه به قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ العَرَبَ تقُولُ للرجُلِ : حُشَّ فَرَسَك ومِنْهُ المَثَلُ : أَحُشُّكَ وتَرُوثُنِي يَعْنِي فَرَسَه ومَعْنَى أَحُشُّك : أَعْلِفُكَ الحَشِيشَ قال الجَوْهَرِيّ : ولوْ قِيلَ بِالسّينِ لم يَبْعُد يُضْرَبُ لِمَنْ أَساءَ إلَى مَنْ أَحْسَنَ إليهِ كَذا قَالَهُ الأَزْهَرِيّ وقال غَيْرُه : يُضْرَبُ لِكُلِّ مَن اصْطَنَع عندَه مَعْرُوفا فكافَأَه بضِدّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه ولا نَفَعَه ثمّ إنّ لَفْظَ المَثلِ هكذا هو في الصّحاح والتّهْذِيب والأَسَاسِ والمُحْكَمِ ورأَيْتُ في هامِش الصّحاحِ ما نَصُّه : والذي قَرَأْتُه بِخَطّ عبدِ السّلامِ البَصْرِيّ في كتابِ الأَمثالِ لأَبِي زَيْدٍ : أَحُشُّكِ وتَرُوثِينِي وقد صُحِّح عليه . والمِحَشُّ بالكَسْرِ : حَدِيدَةٌ تُحَشُّ بِهَا النارُ أَْي تُحَرَّكُ كالمِحَشَّةِ بالكَسْر أَيْضاً ومنه قِيل للرَّجُلِ الشُّجاع : نِعْمَ مِحَشُّ الكَتِيبَةِ وهو مَجَازٌ . والمِحَشُّ : ما يُجْعَلُ فيه الحَشِيشُ كالمِحَشَّةِ وفتحُ مِيمِه وفي بَعْضِ النُّسَخِ مِيمِهما أَفْصَحُ . وقال أَبو عُبَيْد : المِحَشّ : ما حُشَّ به والمَحَشُّ : الذي يُجْعَل فيه الحَشِيشُ وقد تُكْسَرُ مِيمهُ أَيْضاً . والمِحَشُّ : مِنْجَلٌ سَاذَجٌ يُحَشُّ به الحَشِيشُ وكَسْرُه أَفْصَحُ وفي اللّسَان : والفَتْحُ أَجودُ . والمِحَشّ : الأَرْضُ الكَثِيرَةُ الحَشِيشِ كالمِحَشَّةِ يقال : هذا مِحَشُّ صِدْقٍ : لِلْبَلَدِ الَّذِي يَكْثُرُ فِيه الحَشِيشُ . والمَحَشُّ : الحُشُّ كَأنَّهُ مُجْتَمَعُ العَذْرَةِ ويُكْسَر . ومن المَجَازِ : يُقَال : هو مِحَشُّ حَرْبٍ بالكَسْرِ أَي مُوقِدٌ لَهَا أَي لِنَارِهَا ومُؤَرِّثُهَا طَبِنٌ بها ككَتِفٍ وهُوَ العَارِفُ بأُمُورِهَا . ومِنَ المَجَازِ : الحُشُّ مَثَلَّثَةً الفْتحُ والضَّمُّ نَقَلَهَما الجوهَريّ : المَخْرَجُ والمُتَوَضَّأُ سُمِّيَ به لأَنَّهم كانُوا يَقْضُون حَوَائجَهُم أَي يَذْهَبُون عِنْدَ قَضَاءِ الحاجَةِ في البَسَاتِين وقِيلَ : إلى النَّخْلِ المُجْتَمِع يتَغَوَّطُونَ فِيهَا على نَحْوِ تَسْمِيَتِهِم لِلْفِناء عَذِرَةً ج : حُشُوشٌ ومنه الحَدِيث : إنّ هذِه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ يعني الكُنُفَ ومَوَاضِعَ قَضَاءِ الحَاجَةِ وحُشُّونَ عن ابنِ عبّادٍ . والحَشُّ بالَفْتِح : النّخْلُ الناقِصُ هكذا في النُّسَخ وفي بَعْضِهَا النّافِضُ بالفَاء والضاد القَصِيرُ الَّذِي لَيْسَ بِمَسْقِىٍّ ولا مَعْمُورٍ وقِيلَ : هو جَماعةُ النَّخْلِ وقال ابنُ دُرَيْد : الحَشُّ بالفَتْحِ والضَّمِّ : النَّخْلُ المُجْتَمِع ج حِشّانٌ بالكَسْرِ كضَيْفٍ وضِيفَانٍ هكذا مَثَّلَه به الجَوْهَرِيّ وقولُه : بالكَسْرِ مُسْتَدْرَكٌ وفَاتَهُ حُشّانٌ بالضَّمِّ أَيْضاً وحَشَاشِينُ جَمْع الجَمْع كِلاهُمَا عن سِيبَوَيْهِ . والحُشُّ بالضَّمّ : الوَلَدُ الهَالِكُ في بَطْنِ أُمِّهِ ونصُّ ابنِ شُمَيْل : في بَطْنِ الحامِلَةِ قال : يُقَال إنّ في بَطْنِهَا لَحُشّاً وهُوَ الوَلَدُ الهَالِكُ تَنْطَوِي عَلَيْه وتُهراَقُ دَماً عليه أَيْ يَبْقَى فلا يَخْرُج قال ابنُ مُقْبِل :
ولقَدْ غَدَوْتُ على التِّجَارِ بجَسْرةٍ ... قَلِقٍ حُشُوشُ جَنِينِهَا أَو حَائلِوحُشُّ كَوْكَبٍ وحُشُّ طَلْحَةَ : مَوْضِعَانِ بالمَديِنَةِ ظاهِرُ ضَبْطِهما أَنّهما بالضّمِّ والصواب أَنَّهما بالفتح كما ضَبَطه الصاغانيّ وأَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ أَما حشُّ كَوْكَبٍ فإنّه بُسْتانٌ بظاهِرِ المَدِينَةِ خارِجَ البِقِيعِ اشْتَرَاه سَيّدُنَا عُثْمَان رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه وزادَهُ في البِقِيعِ وبه دُفِنَ . وابنُ حُشَّةَ الجُهَنِيّ : بالضَّمِّ : تابِعِيٌّ عن أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنه وعَنْهُ ابنُ أَبِي ذُؤَيْبٍ ومُحَمّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ بن القاسِمِ الحَشّاشُ ككَتّانٍ : مُحَدِّثٌ يَرْوِى عن عَبْدِ الرّزّاقِ . وزُبَيْنَةُ بنُ مازِنِ بنِ مالِكٍ وعَبْدُ الله وحِشّانُ والحِرْمازُ واسْمُه الحارِثُ : بَنُو مالِكِ بنِ عَمْرو بنِ تَمِيمٍ وكَعْبُ بنُ عَمْروِ بنِ تَمِيمٍ يُقَال لِهذِهِ القَبَائِلِ : الحِشّانُ بالكَسْرِ والَّذِي ذَكَرَه أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه عن أَئِمّةِ النّسَبِ أَنّه يُقَالُ لِبَنِي رَبِيعَةَ ودَارِمٍ وكَعْبِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ : الحِشّانُ ولِبَنِي طُهَيَّةَ وبَنِي العَدَوِيَّةِ : الجُمَان فَتَأَمَّل . والحُشَّاُن بالضّمِّ : أُطُمٌ بالمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ نقله ابنُ الأَثِيرِ وقال الصّاغَانِيّ : وهُوَ من آطامِ اليَهُودِ . وضَبَطَه بالكَسْرِ . ومن المَجَازِ : المَحَشَّةُ : الدُّبُرُ كالحَشِّ جَ مَحَاشُّ وحُشُوشٌ وفي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نَهَى عن إتْيَانِ النِّسَاءِ في مَحَاشِّهِنّ . وقد رُوِي بالسّينِ أَيْضاً وفي رِوَايَةٍ في حُشُوشِهِنّ أَيْ أَدْبارِهِنّ وفي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله تعالَى عنه : مَحاشُّ النّساءِ عَلَيْكُم حَرَامٌ قال الأَزْهَرِيُّ : كَنَى عن الأَدْبَارِ بالمَحاشِّ كما يُكْنَى بالحُشُوشِ عن مَوَاضِعِ الغَائطِ . والمَحَشَّاةُ : أَسْفَلُ مَوَاضِعِ الطّعامِ المُؤَدِّى إلَى المَذْهَبِ . وهِيَ مِنَ الدّوابِّ : المَبْعَرُ هذِهِ العِبَارة - من قَوْله : والمَحَشّاة - أَوْرَدَهَا الصّاغانيّ ولكِنّه بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ : ويُرْوَي : مَحَاشِي النُّسَاءِ عَلَيْكُم حَرِامٌ ثم قال والمَحْشَاة إلَى آخِره وظَنَّ المُصَنّف رَحِمَهُ الله أَنَّهَا في هذه المادَّة وإنّمَا هُوَ بَيانٌ لِلرِّوَايَة ومَوْضِعُ ذِكْرِه في المُعْتَلِّ كما لا يَخْفَى فتَأَمَّل . والحَشِيشُ كأَمِيرٍ : الكَلأُ اليابِسُ ولا يُقَالُ وهُوَ رَطْبٌ : حَشِيشٌ زادَهُ الجَوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ . وزادَ الأَخِيرُ : والطّاقَةُ مِنْهُ حَشِيشَةٌ والعُشْبُ يَعُمّ الرَّطْبَ واليَابِسَ وقَالَ ابنُ سِيدَه : وهذا قَوْلُ جُمْهُورِ أَهْلِ اللُّغَة وقال بَعْضُهم : الحَشِيشُ : أَخْضَرُ الكَلإِ ويابِسُه قال : وهذا لَيْسَ بصَحِيحٍ ؛ لأنَّ مَوْضُوعَ هذِه الكَلِمَةِ في اللُّغَة اليُبْسُ والتَّقَبُّضُ وقالَ الأَزْهَرِيّ : العَرَبُ إذا أَطْلَقُوا اسْمَ الحَشِيشِ عَنَوْا بهِ الخَلَي خاصَّةً وهُوَ أَجْوَدُ عَلَفٍ تَصْلُح الخَيْلُ عَلَيْه وهُوَ من خَيْرِ مَرَاعِي النَّعَمِ وهُوَ عُرْوَةٌ في الجَدْبِ وعُقْدَةٌ في الأَزَمَاتِ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : البَقْلُ أَجْمَعُ رَطْباً ويَابِساً حَشِيشٌ وعَلَفٌ وخَلىً . وحَشِيشٌ : الزّاهِدُ المَوْصِلِيُّ الكَبِيرُ في طَبَقَةِ فَتْحٍ المَوْصَلِيّ وسالِمٍ الحَدّادِ المَوْصِلِيّ . ومُعِينُ الدِّينِ هِبَةُ اللهِ بنُ حَشِيشٍ ناظِرُ الجُيُوشِ بالشّامِ كَانَ بطَرَابُلُسَ حَدَّثَ . وحُشَيْشٌ كزُبَيْرٍ : ابنُ عِمْرَانَ في تَمِيمٍ هكَذَا في النُّسَخِ والصَّوَابُ : بن نِمْرَان بن سَيْفِ بنِ عُمَيْرِ بنِ رِيَاحِ بنِ يَرْبُوع . وحُشَيْشُ بنُ هِلاَلٍ في بَجِيلَةَ وهو الحارِثُ بن رِيَاح . وحُشَيْشُ بنُ عَدِيّ بنِ عامِرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارِثِ بن مالِكٍ في كِنَانَةَ . وحُشَيْش بنُ حُرْقُوصٍ في تمِيمٍ أَيْضاً وهُوَ ابنُ حُرْقُوصِ ابنِ مازِنِ بنِ مالِكِ بنِ عَمْروِ بنِ تمِيم ومِنْهُمْ قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ واخْتُلِفَ في جَدِّ مَالِكِ بن الحارِثِ ومالِكِ بن الحُوَيْرِث الصّحابِيَّيْنِ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُمَا فقِيلَ هكذا وقِيلَ :كأَمِيرٍ حَكَى ذلِكَ الأَمِيرُ . والمَحَشُّ : المَكَانُ الكَثِيرُ الكَلإِ والخَيْرِ ومِنْهُ قَوْلُهُم : إنّكَ بمَحَشِّ صِدْقٍ فلا تَبْرَحْه أي بمَوْضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيشِ كَذَا في نُسَخِ الصّحَاح وفي بَعْضِهَا : كَثِير الخَيْرِ وصُحِّح عليه وفي الأَخِيرِ مَجَازٌ . والحُشَاشُ والحُشَاشَةُ بضَمِّهما : بَقِيَّةُ الرُّوحِ في القَلْبِ وهو الرَّمَقُ في المَرِيضِ والجَرِيحِ قال الشّاعِرُ : رٍ حَكَى ذلِكَ الأَمِيرُ . والمَحَشُّ : المَكَانُ الكَثِيرُ الكَلإِ والخَيْرِ ومِنْهُ قَوْلُهُم : إنّكَ بمَحَشِّ صِدْقٍ فلا تَبْرَحْه أي بمَوْضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيشِ كَذَا في نُسَخِ الصّحَاح وفي بَعْضِهَا : كَثِير الخَيْرِ وصُحِّح عليه وفي الأَخِيرِ مَجَازٌ . والحُشَاشُ والحُشَاشَةُ بضَمِّهما : بَقِيَّةُ الرُّوحِ في القَلْبِ وهو الرَّمَقُ في المَرِيضِ والجَرِيحِ قال الشّاعِرُ :
وما المَرْءُ ما دَامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسهِ ... بمُدْرِكِ أَطْرَافِ الخُطُوبِ ولا آلِ وكُلُّ بَقِيَّةٍ : حُشَاشَةٌ وقال الفَرَزْدَقُ :
إذا سَمِعَتْ وَطءَ الرِّكَابِ تَنَفَّسَتْ ... حُشَاشَتُهَا في غَيْرِ لَحْمٍ ولا دَمِ وحُشَاشَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا بالضَّمِّ وكَذا غُنَامَاكَ وحُمَادَاكَ أَي قُصَارَاكَ وقال اللِّحْيَانِيّ : أَيْ مَبْلَغُ جُهْدِك كأَنّه مُشْتَقٌّ مِنَ الحُشَاشَةِ . ويَوْمُ حُشَاشٍ من أَيّامِهِم قال عُمَيْرُ بنُ الجَعْدِ :
أَ أُمَيْمِ هَلْ تَدْرِينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ ... فَارَقْتُ يومَ حُشَاشَ غَيْرِ ضَعِيفِ
يَسَرٍ إذا هَبَّ الشِّتَاءُ ومُطْعِمٍ ... لِلَّحْمٍ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفٍ والحِشَاشُ بالكَسْرِ : الجُوَالِقُ فيه الحَشِيشُ قال الشّاعِرُ :
أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ ... بَيْنَ حِشَاشَيْ بَازِلٍ جِوَرِّ وحِشاشَا كُلِّ شيْءٍ : جانِبَاه نَقَلَه الصّاغانِيّ . والحُشَّةُ بالضَّمِّ : القُبَّةُ العَظِيمَةُ هكذا في سائر النُّسخ : القُبَّةُ بالمُوَحَّدَة والصَّوابُ القُنَّة بالنُّون كما ضبَطه الصّاغانِيّ عن ابنِ عَبّاد ج حُشَشٌ بضَمٍّ ففَتْحٍ . وأَحْشَشْتُه عنْ حاجَتِه : أَعْجَلْتُه عَنْها نَقَلَه الصّاغانيّ كأَنَّه لُغَةٌ في أَعْشَشْتُه بالعَيْنِ . وأَحْشَشْتُ فُلاناً : حَشَشْتُ مَعَهُ الحَشِيشَ أَيْ جَمَعْتُه وقَطَعْتُه فكَأَنَّهُ أَعانَه في الحّشِّ . وأَحَّش الكلأُ : أَمْكَنَ لأَنْ يُحَشَّ ويُجْمَع ولا يُقَال : أَجَزَّ وقال ابنُ شُمَيْل : يُقَال : هذه لُمْعَةٌ قد أَحَشَّتْ أَيْ أَمْكَنَتْ لأَن تُحَشَّ وذلِكَ إذا يَبِسَتْ واللُّمْعَةُ من الحَلِيّ هُوَ المَوْضِع الذِي يَكْثُرُ فِيهِ الحَلِيّ ولا يُقَالُ لهُ لُمْعَة حَتّى يَصْفَرَّ أَو يِبْيَضَّ . وأَحَشَّتْ المَرْأَةُ والنّاقَةُ تُحِشُّ أَي يَبِسَ الوَلَدُ في بَطْنِهَا وهي مُحِشٌّ وقد أَلْقَتْهُ حَشّا . واحْتَشَّ الحَشِيشَ : طَلَبَه وجَمَعَه . وأَمّا حَشّه فبِمَعْنَى قَطَعَه . وتَحَشْحَشُوا : تَفَرَّقُوا وأَيْضاً تَحَرَّكُوا للنُّهُوضِ كحَشْحَشُوا يُقَال : سَمِعْتُ له حَشْحَشَةً بالحَاء والخَاء أَيْ حَرَكَةً عن ابنِ دُرَيْدٍ . ويُقَال : الحَشْحَشَة : دُخُولُ القَوْم بَعْضهِم في بَعْضٍ فيكونُ ضِدَّ التَّفَرّق فتَأَمَّل وفي حَدِيِثِ عَلِيٍّ وفَاطِمَة رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهما دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم وعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ فلمّا رَأَيْنَاهُ تَحَشْحَشْنَا فَقَال : مَكَانَكُما أَي تَحَرَّكْنَا . والمُسْتَحِشَّةُ من النُّوقِ : الَّتِي دَقَّتْ أَوْظِفَتُها من عِظَمِهَا وكَثْرَةِ شَحْمِهَا وحَمُشَتْ سَفِلَتُهَا في رَأْيِ العَيْن . وقَدْ اسْتَحَشَّهَا الشَّحْمُ وأَحَشَّها فاسْتَحَشَّ أَيْ أَدَقَّ عَظْمَها فاسْتَدَقَّ . عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُهَا ... لا النِّيُّ نِيٌّ ولا السَّنَامُ سَنَامُوقِيلَ : لَيْسَ ذلِك ؛ لأَنّ العِظَام تَدِقُّ بالشَّحْمِ ولكِنْ إذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عِنْدَ ذلِكَ فيما يُرَى . واسْتَحَشَّ : عَطِشَ يُقَالُ : جاءَتِ الخَيْلُ مُسْتَحِشَّةً أَي عِطَاشاً عن ابنِ عَبّادٍ . واسْتَحَشَّ الغُصْنُ : طَالَ . واسْتَحَشّ سَاعِدُها كَفَّهَا إذا عَصُمَ حَتَّى صَغُرَتِ الكَفُّ عِنْدَه وهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهمْ : قَامَ فُلانٌ إلى فُلاَنٍ فاسْتَحَشَّه أَيْ صَغُرَ معه . وقالَ الفَرَّاءُ : سَمِعْتُ بعضَ بِنِي أَسَد يَقُول : أَلْحِق الحِشَّ بالإِشِّ قَال : كَأَنَّه يَقُول : أَلْحِق الشَّيْءَ بالشْيِء أَي إِذا جاءَكَ شَئٌ مِنْ نَاحِيَةٍ فافْعَلْ مِثْلَهُ ذَكَرَهُ أَبو تُرَابٍ فِي بابِ السِّينِ والشِّينِ وتَعَاقُبِهما وقد تَقَدَّم ذِكْرُه هُنَاكَ قالَ الصّاغَانِيّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على نَبَاتٍ أَو غَيْرِه يَجِفّ ثمّ يُسْتَعَارُ هذا في غيره وقد شَذَّ عَنْ هذا التَّرْكِيبِ : الحُشَاشَة : بَقِيَّةُ النَّفْسِ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : حَشَّ عَلَى غَنَمِه كهَشَّ أَيْ ضَرَبَ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ حَتَّى نَثَرَ وَرَقَها ومنه المحَشَّةُ للعَصَا وقِيلَ : القَضِيب . وحَشَّ عَلَى دَابَّتِه : قَطَعَ لَهَا الحَشِيشَ . والحُشَّاشُ كرُمَّان : الَّذِين يَحْتَشُّونَ الحَشِيشَ . والحُشَاشُ كغُرَابٍ خاصّةً : ما يُوضَعُ فيه الحَشِيشُ وجَمْعُه أَحِشَّه . والمِحَشُّ بالكَسْرِ والفَتْح : كِسَاءٌ من صُوف يُوضَعُ فِيهِ الحَشِيشُ نَقَلَهُ ابنُ الأَثِير . وأَحَشَّ اللهُ يَدَه : دُعَاءٌ للعَرَبِ . واسْتَحَشَّ الوَلَدُ في الرَّحِمِ : يَبِسَ . والحَشِيشُ والمَحْشُوشُ والأُحْشُوشُ : الحُشُّ وهو الوَلَدُ الذَّي يَبِسَ في بَطْنِ أُمِّه وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : حَشَّ وَلَدُ النَّاقةِ يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّتْه أُمُّه . وحَشَّ الحَرْبَ يَحُشُّها حَشّاً : أَسْعَرَها وهَيَّجَهَا وهو مَجَازٌ تَشْبِيهاً باسْتِعَارِ النّار قال زُهَيْرٌ :
يَحُشُّونَهَا بالمَشْرَفِيَّةِ والقَنَا ... وفِتْيَانِ صِدْقِ لا ضِعَافٍ ولا نُكْلِ وحَشَّ النابِلُ سَهْمَه يَحُشُّه حَشّاً ؛ إذا رَاشَه كَمَا في العُبَابِ وأَلْزَقَ بِهِ القُذَذَ من نَوَاحِيه كما في الصّحاحُ أَوْ رَكَّبَهَا عَلَيْه . قال :
أَو كَمِرِّيخٍ على شِرْيَانَةٍ ... حَشَّهُ الرّامِي بظُهْرَانٍ حُشُرْ وهو مَجازٌ وقال الأَزهرِيُّ : إذا كان البَعِيرُ والفَرَسُ مُجْفَرَ الجَنْبَيْن يُقَال : حُشَّ ظَهْرُه بجَنْبَيْنِ وَاسِعَيْن فهُوَ مَحْشُوشٌ . وحَشَّ الدّابَّةَ يَحُشُّهَا حَشّاً : حَمَلَهَا في السَّيْرِ قال :
قَدْ حَشَّهَا اللَّيْلُ بعَصْلَبِيِّ ... مُهَاجِرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ قال الأَزْهَرِيّ : قَدْ حَشَّها أَيْ ضَمَّهَا وكُلُّ ما قُوِّيَ بشَيْءٍ أَو أُعِينَ به فَقَدْ حُشَّ به كالحَادِي للإِبِلِ والسِّلاحِ للحَرْبِ والحَطَبِ للنارِ قال الرّاعِي :
هُوَ الطِّرْفُ لَمْ تُحْشَشْ مَطِيٌّ بمِثْلِهِ ... ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدّارِ خائِفُأَيْ لم تُرْمَ مَطِي بمِثْلهِ ولا أُعِينَ بمِثْلِه قَوْمٌ عند الاحْتِياجِ إلَى المَعُونَة . والحُشّاشَةُ كرُمّانَةٍ : القُنَّةُ العَظِيمَة عن ابنِ عَبّاد . وحَشْحَشَتْه النارُ : أَحْرَقَتْه . ويُقَال : أَنْبَطُوا بِئْرَهُم في حَشَّاءَ أَي حِجَارَةٍ رِخْوَةٍ وحَصْبَاءَ ويُقَال : خَشّاء بالخاء مُعْجَمَة نقَلَه الصّاغَانيُّ . وغِبُّ الحَشِيشِ : من أَغْبَابِ بَحْرِ اليَمَنِ . وحَشْحَشْتُه : خَضْخَضْتُه . واسْتَحَشُّوا : قَلُّوا . ومن المَجَازِ : ما بَقِيَ من المُرُوءَةِ إلاَّ حُشَاشَةٌ تَتَرَدَّدُ في أَحْشَاءِ مُحْتَضَرٍ . وجِئْتُ ومَا بَقِيَ من الشَّمْسِ إلا حُشَاشَةُ نازِعٍ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى . والحَشَّاءُ : فَرَسُ عَمْروِ بنِ عَمْروٍ كانَ لَهَا ما لِلْفَحْلِ وما لِلأُنْثَى وكانَتْ لا تُجَارَى وكَانَتْ ضَبُوباً . واحْتَشَّ بَلَدُ كَذَا : لمْ يُعْرَفْ خَبَرُه . وحَشَّ الوَدِيُّ : يَبِسَ . والحُشَّاشُ كُرمّانٍ : الَّذِي يُقْطَعُ به الحَشِيشُ . وأَبو حَشِيشَةَ : مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبي أُمَيَّةَ الطُّنْبُورِيّ كانَ نَدِيمَ الخُلَفَاء ولَه كِتَابٌ في أَخْبَارِ الطُّنْبُورِيَّين أَجَادَ فِيه