الوَحْش كلُّ
شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث وهو وَحْشِيّ والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر
على غير ذلك حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ ويقال
حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ وحْشِيٌّ ابن شميل يقال للواحد من الوحْشِ هذا
وحْشٌ
الوَحْش كلُّ
شيء من جواب البَرّ مما لا يَسْتأْنس مُؤنث وهو وَحْشِيّ والجمع وُحُوشٌ لا يُكسّر
على غير ذلك حمارٌ وحْشَيٌّ وثورٌ وَحْشِيٌّ كلاهما منسوب إِلى الوَحْشِ ويقال
حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ وحْشِيٌّ ابن شميل يقال للواحد من الوحْشِ هذا
وحْشٌ ضَخْم وهذه شاةٌ وَحْش والجماعة هي الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش قال أَبو
النجم أَمْسى يَبَاباً والنَّعامُ نَعَمُهْ قَفْراً وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ
وهذا مثل ضائِنِ وضَئينٍ وكل شيء يسْتَوْحِشُ عن الناس فهو وَحْشِيّ وكل شيء لا
يَسْتَأْنس بالناس وَحْشِيٌّ قال بعضهم إِذا أَقبل الليلُ استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ
واسْتَوْحَش كل إِنْسِيّ والوَحْشةُ الفَرَقُ من الخَلْوة يقال أَخذَتْه وَحْشةٌ
وأَرض مَوْحُوشةٌ كثيرة الوَحْشِ واسْتَوْحَشَ منه لم يَأْنَسْ به فكان كالوَحْشيّ
وقول أَبي كبير الهذلي ولقد عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ تحتَ الرِّداء بَصِيرةٌ
بالمُشْرِف
( * قوله « ولقد عدوت » في شرح القاموس ولقد غدوت بالغين المعجمة )
قيل عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تدخل تحت ثيابه وقوله بَصِيرة بالمُشْرف يعني الرِّيحَ
أَي من أَشْرَفَ لها أَصابته والرِّداءُ السَّيفُ وفي حديث النجاشي فنَفَخَ في
إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حتى جُنَّ فصار يَعْدُو مَع الوَحْشِ
في البَرِّية حتى مات وفي رواية فطارَ مع الوَحْشِ ومكانٌ وَحْشٌ خالٍ وأَرض
وَحْشةٌ بالتسكين أَي قَفْرٌ وأَوْحَشَ المكانُ من أَهله وتوَحّشَ خَلا وذهبَ عنه
الناسُ ويقال للمكان الذي ذهب عنه الناسُ قد أَوْحَشَ وطَلَلٌ مُوحِشٌ وأَنشد
لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ يَلُوح كأَنه خِلَلُ وهذا البيت أَورده الجوهري فقال
لِمَيّةَ موحشاً وقال ابن بري البيت لكُيَيّر قال وصواب إِنشاده لِعَزَّةَ موحشاً
وأَوْحَشَ المكانَ وجَدَه وحْشاً خالياً وتوَحَّشَت الأَرضُ صارت وحْشةً وأَنشد
الأَصمعي لعبّاس بن مِرْداس لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا وأَوْحَشَ
منها رَحْرَحانَ فراكِسا ويروى وأَقْفَر إِلاَّ رَحْرَحانَ فراكِسا ورَحْرَحانُ
وراكِس موضعان وفي الحديث لا تَحْقِرَنَّ شيئاً من المعروف ولو أَن تُؤْنِسَ
الوَحْشانَ الوَحْشانُ المُغْتَمُّ وقومٌ وَحاشَى وهو فَعْلانُ من الوَحْشة ضدّ
الأُنْس والوَحْشةُ الخَلْوة والهَمُّ وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً وكذلك
توحّشَ وقد أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ وفي حديث عبد اللَّه أَنه كان يَمْشِي
مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الأَرضِ وَحْشاً أَي وحْدَه ليس معه غيره
وفي حديث فاطمة بنت قيس أَنها كانت في مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ على ناحِيتها أَي خَلاءٍ
لا ساكنَ به وفي حديث المدينة فيَجدانه وَحْشاً وفي حديث ابن المسيب وسئل عن
المرأَة هي في وَحْشٍ من الأَرض ولَقِيَه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ ومعناه
كمعنى الأَول أَي ببلد قَفْر وتركته بوَحْشِ المَتْنِ أَي بحيث لا يُقْدر عليه ثم فسّر
المَتْنَ فقال وهو المتنُ من الأَرض وكلُّه من الخَلاء وبلادٌ حِشُون قَفْرةٌ
خالية وأَنشد منازلُها حِشُونا على قياس سِنُونَ وفي موضع النصب والجرّ حِشِينَ
مثل سِنِينَ وأَنشد فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا قال أَبو منصور حِشُون جمعُ
حِشَةٍ وهو من الأَسماء الناقصة وأَصلُها وِحْشةٌ فنُقِصَ منها الواوُ كما
نَقَصُوها من زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة ثم جَمَعُوها على حِشِينَ كما قالوا عِزِينَ
وعِضِينَ من الأَسماء الناقصة وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً لم يأْكل شيئاً
فخلا جَوفُه والجمع أَوْحاشٌ والوَحْشُ والمُوحِشُ الجائعُ من الناس وغيرهم
لخُلُوِّهِ من الطعام وتوَحَّشَ جوفُه خَلا من الطعام ويقال تَوَحَّشْ للدَّواء
أَي أَخْل جوفَك له من الطعام وتوَحَّشَ فلان للدَّواء إِذا أَخلى مَعِدَتَه ليكون
أَسْهَلَ لخروج الفُضول من عُروقه والتوَحُّشُ للدواء الخُلُوُّ له ويقال للجائع
الخالي البطن قد توَحَّشَ أَبو زيد رجل مُوحِشٌ ووحْشٌ ووحِشٌ وهو الجائع من قوم
أَوْحاشٍ ويقال بات وَحْشاً ووَحِشاً أَي جائعاً وأَوْحَشَ الرجلُ جاعَ وبِتْنا
أَوْحاشاً أَي جِياعاً وقد أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا قال
حُمَيد يصف ذئباً وإِن بات وحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها ذِراعاً ولم يُصْبِحْ بها
وهو خاشِعُ وفي الحديث لقد بِتْنا وَحْشِينَ ما لنا طعام يقال رجل وَحْشٌ بالسكون
من قوم أَوْحاشٍ إِذا كان جائعاً لا طعام له وقد أَوْحَشَ إِذا جاع قال ابن
الأَثير وجاء في رواية الترمذي لقد بِتْنا لَيْلتَنا هذه وَحْشى كأَنه أَراد
جماعةَ وحْشِيٍّ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ شِقَّا كلِّ شيء ووَحْشِيُّ كلِّ شيء
شِقُّه الأَيْسَرُ وإِنْسِيُّه شِقُّه الأََيْمنُ وقد قيل بخلاف ذلك الجوهري
والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن من كل شيء هذا قول أَبي زيد وأَبي عمرو قال عنترة
وكأَنما تَنْأَى بجانب دَفّها ال وَحْشِيّ من هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم وإِنما
تَنْأَى بالجانب الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الراكب في يده اليمنى وقال الراعي فمالَتْ
على شِقِّ وَحْشِيِّها وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ ويقال ليس من شيء يَفْزَع
إِلا مال على جانبه الأَيمن لأَن الدابة لا تؤْتى من جانبها الأَيْمَن وإِنما
تُؤْتى في الاحْتِلاب والركُوبِ من جانبها الأَيْسر فإِنما خَوْقُه منه والخائف
إِنما يَفِرّ من موضع المخافة إِلى موضع الأَمْن والأَصمعي يقول الوحْشِيُّ
الجانبُ الأَيْسرُ من كل شيء وقال بعضهم إِنْسِيُّ القَدَمِ ما أَقْبَلَ منها على
القدم الأُخرى ووَحْشِيُّها ما خالفَ إِنْسِيَّها ووَحْشِيُّ القَوْسِ
الأَعْجمِيّةِ ظَهرُها وإِنْسِيُّها بَطنُها المُقْدِمُ عليك وفي الصحاح
وإِنْسِيُّها ما أَقْبَل عليك منها وكذلك وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل وإِنْسِيُّهما
وقيل وحْشِيُّها الجانبُ الذي لا يقع عليه السَّهمُ لم يَخُصَّ بذلك أَعْجميّةٌ من
غيرها ووَحْشِيُّ كلِّ دابة شِقَّه الأَيمن وإِنْسِيُّه شقُّه الأَيسر قال
الأَزهري جوّدَ الليثُ في هذا التفسير في الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه
قول الأَئمة المُتْقِنِينَ ورُوي عن المفضل وعن الأَصمعي وعن أَبي عبيدة قالوا
كلُّهم الوَحْشِيُّ من جميع الحيوان ليس الإِنسان هو الجانبُ الذي لا يُحْلَب منه
ولا يُرْكَبُ والإِنسيُّ الجانبُ الذي يَرْكَب منه الراكب ويَحْلُب منه الحالب قال
أَبو العباس واختلف الناس فيهما من الإِنسان فبعضهم يُلْحِقه في الخيل والدواب
والإِبل وبعضهم فرّق بينهما فقال الوَحْشِيّ ما وَليَ الكتِفَ والإِنْسِيُّ ما
وَليَ الإِبْطَ قال هذا هو الاختيار ليكون فرقاً بين بني آدم وسائرٍ الحيوان وقيل
الوَحْشِيُّ من الدابة ما يَرْكب منه الراكبُ ويَحْتَلِبُ منه الحالبُ وإِنما
قالوا فَجالَ على وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبُه الوَحْشِيُّ لأَنه لا يؤْتى في الركوب
والحلب والمُعالجة وكلِّ شيء إِلا منه فإِنما خوْفُه منه والإِنْسِيُّ الجانبُ
الآخر وقيل الوحشي الذي لا يُقدَر على أَخذ الدابة إِذا أَفْلَتت منه وإِنما يؤخذ
من الإِنْسِيّ وهو الجانب الذي تُرْكب منه الدابة وقال ابن الأَعرابي الجانب
الوَحِيشُ كالوَحْشِيّ وأَنشد بأَقدامِنا عن جارِنا أَجنَبِيّة حَياء وللمُهْدى
إِليه طَريقُ لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ ولا يُرى لِجارتِنا منّا أَخٌ وصديقُ
وتَوَحَّشَ الرجلُ رَمى بثوبه أَو بما كان ووَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه وبرُمْحه
خَفِيف رَمى عن ابن الأَعرابي قال والناسُ يقولون وَحَّشَ مُشَدَّداً وقال مرّة
وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش مخفف ومثقَّل خافَ أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ
عن دابته قال الأَزهري ورأَيت في كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ
يُنْشِد أَي رَمى بثيابه وفي الحديث كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي
صلى اللَّه عليه وسلم فلما رآهم نادى أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه «
الآيات » فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها قالت أُم
عمرو بنت وَقْدانَ إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم فذَرُوا السِّلاحَ
وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه أَنه لَقي الخوارجَ
فوَحَّشُوا برِماحِهم واستَلّوا السيوف ومنه الحديث كان لرسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم خاتم من حديد
( * قوله « من حديد » الذي في النهاية من ذهب ) فَوَحَّشَ به بين ظَهْرانَيْ
أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم وفي الحديث أَتاه سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ
بها والوحشي من التِّين ما نَبَت في الجبال وشَواحِط الأَوْدية ويكون من كل لون
أَسود وأَحمر وأَبيض وهو أَصغر التين وإِذا أَكل جَنِيّاً أَحْرق الفم ويُزَبَّبُ
كل ذلك عن أَبي حنيفة ووَحْشِيٌّ اسم رجل ووَحْشِيَّةُ اسم امرأَة قال الوَقَّافُ
أَو المرّار الفقعسي إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لم يكن لِعَيْنَيك مما
تَشْكُوانِ طَبِيبُ والوَحْشةُ الخَلْوةُ والهَمُّ وقد أَوْحَشْت الرجلَ
فاسْتَوْحَشَ
معنى
في قاموس معاجم
الحَشِيش يابِسُ
الكَلإِ زاد الأَزهري ولا يقال وهو رطب حَشِيش واحدته حَشِيشة والطَّاقة منه
حَشِيشة والفِعْل الاحْتِشاش وأَحَشَّ الكلأُ أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال
أَجَزَّ وأَحَشَّت الأرضُ كثر حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش والعُشْبُ جِنْس
لِلْخَلى وال
الحَشِيش يابِسُ
الكَلإِ زاد الأَزهري ولا يقال وهو رطب حَشِيش واحدته حَشِيشة والطَّاقة منه
حَشِيشة والفِعْل الاحْتِشاش وأَحَشَّ الكلأُ أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال
أَجَزَّ وأَحَشَّت الأرضُ كثر حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش والعُشْبُ جِنْس
لِلْخَلى والحشِيش فالخَلى رَطْبُه والحشِيشُ يابِسُه قال ابن سيده هذا قول جمهور
أَهل اللغة وقال بعضهم الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه قال وهذا ليس بصحيح لأَن
موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس والتقَبُّض الأَزهري العرب إِذا أَطْلَقوا اسم
الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة وهو أَجْوَدُ عَلَفٍ يَصْلُح الخَيْلُ عليه وهي
من خَيْر مراعِي النَّعَم وهو عُرْوَةٌ في الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات إِلا أَنه
إِذا حالت عليه السنة تغَيَّر لونُه واسْودَّ بعد صُفرتِه واحْتَوَتْه النَّعَم
والخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ السنة ولا تُنْبِتَ البقلَ وإِذا بدا القومُ في آخر
الخَريف قبل وقوع ربيع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتحِعين لم ينزلوا بلداً إِلا ما فيه
خَلًى فإِذا وقع ربيع بالأَرض وأَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عن الخلى
والصِّلّيان وقال ابن شميل البقْلُ أَجْمَع رَطْباً ويابساً حشيشٌ وعلَفٌ وخَلًى
ويقال هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُخَشَّ وذلك إِذا يَبِست
واللُّمْعة من الخَلى وهو المَوْضع الذي يكثر فيه الحلى ولا يقال له لُمْعة حتى
يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ قال الأَزهري وهذا كلام كله عربي صحيح والمَحَشّ
والمَحَشَّة الأَرض الكثيرة الحَشِيش وهذا مَحَشُّ صِدْقٍ لِلْبَلَد الذي يَكثُر فيه
الحشيش وفلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بموضع كثير الحشيش وقد يقال ذلك لمن أَصاب أَيَّ
خَيرٍ كان مَثَلاً به يقال إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَي بموضع كثير الخير
وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه كِلاهما جَمَعَه وحَشَشْت الحشيش
قطعْتُه واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته وفي الحديث أَنَّ رجُلاً من أَسْلَمَ
كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عَلَيها وقالوا إِنما هو يَهُشُّ بالهاء أَي يَضْرب
أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن قوله تعالى وأَهُشُّ بها على غَنمي وقيل
إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ بمعنًى وهو مَحْمول على ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش
يقال حشّه واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش وفي حديث عُمَر رضي
اللَّه عنه أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ قال ابن الأَثير أَي
يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ والحُشّاش الذين يَحْتَشُّون والمِحَشّ
والمَحَشّ منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش والفتح أَجود وهُما أَيضاً الشيء الذي
يُجْعل فيه الحشيش وقال أَبو عبيد المِحَشّ ما حُشّ به والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه
الحشيش وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً والحِشَاش خاصّة ما يوضع فيه الحشيش وجمْعُه
أَحِشَّة وفي حديث أَبي السَّلِيل قال جاءت ابْنةُ أَبي ذَرّ عليها مِحَشّ صُوفٍ
أَي كساءٌ خَشن خَلَقٌ وهو من المِحَش والمَحَش بالفتح والكسر والكِساء الذي يوضع
فيه الحَشِيش وحَشَشْت فَرَسي أَلْقَيْتُ له حَشِيشاً وحَشّ الدابة يحُشّها حشّاً
علَفَها الحشيشَ قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل حُشَّ فَرَسَك وفي المثل
( * قوله « وفي المثل إلخ » في شرح القاموس ثم إِن لفظ المثل هكذا هو في الصحاح
والتهذيب والأساس والمحكم ورأيت في هامش الصحاح ما نصه والذي قرأته بخط عبد السلام
البصري في كتاب الأمثال لأبي زيد أَحشك وتروثين وقد صحح عليه ) أَحُشُّكَ
وتَرُوثُني يَعْني فرسَه يُضْرَبُ مثَلاً لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه
بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه ولا نَفَعه وقال الأَزهري يُضْرب مثَلاً لمن يُسِيء
إِليك وأَنت تُحْسن إِليه قال الجوهري ولَوْ قيل بالسين لم يَبْعُدْ ومعنى أَحُشّك
أَفَأَحُشّ لك ويكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشيش وأَحَشَّه أَعانَه على جَمْع
الحشيش وحَشَّت اليَدُ وأَحَشَّت وهي مُحِشّ يَبِسَت وأَكثر ذلك في الشَّلَلِ
وحُكِي عن يونس حُشّت على صِيغة ما لم يُسمَّ فاعلُه وأَحَشَّها اللَّه الأَزهري
حَشَّت يدُه تحِش إِذا دقَّت وصغُرت واستحَشَّت مثله وحَشَّ الولَدُ في بطْن
أُمِّه يَحِشُّ حَشّاً وأَحَشَّ واستحَشَّ جُووِزَ به وقْت الوِلادة فيَبِسَ في
البَطْن وبعضهم يقول حُشَّ بضمِّ الحاء وأَحَشَّت المرأَة والناقة وهي مُحِشّ
خَشَّ ولدُها في رحِمِها أَي يَبِسَ وأَلْقَتْه حَشًّا ومَحْشُوشاً وأُحْشُوشاً
أَي يابساً زاد الأَزهري وحَشِيشاً إِذا يبس في بطنها وفي الحديث أَن رجُلاً أَراد
الخروج إِلى تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته كيف بالوَدِيِّ ؟ فقال الغَزْوُ
أَنْمى لِلْوَدِيّ فما مَاتَتْ منه وَدِيّةٌ ولا حَشَّت أَي يَبِسَت وفي حديث عمر
رضي اللَّه عنه أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ أَشهر وعشْراً ثم تزوّجت
رجلاً فمكثت عنده أَربعة أَشهر ونصفاً ثم ولدت ولداً فدعا عمرُ نساءً من نساء
الجاهلية فسأَلهن عن ذلك فقلن هذه امرأَة كانت حاملاً من زوجها الأَوّل فلما مات
حَشَّ ولدُها في بطنها فلما مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها قال فَأَلْحَقَ عمر
الولدَ بالأَول قال أَبو عبيد حَشَّ ولدُها في بطنها أَي يَبِس والحُشّ الولد
الهالك في بطن الحاملة وإَن في بطنها لَحُستّاً وهو الولد الهالك تنطوي عليه
وتُهْراق دَماً عليه تنطوي عليه أَي يبقى فلم يخرج قال ابن مقبل ولقد غَدَوْتُ على
التِّجارِ بِجَسْرة قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل قال وإِذا أَلقت ولدها يابساً
فهو الحشيش قال ولا يخرج الحشيش من بطنها حتى يُسْطى عليها وأَما اللحم فإِنه
يتقطع فيَبُول حَفْزاً في بولها والعِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ عليها وقال
ابن الأَعرابي حَشّ ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه والحُشاشَة
رُوح القلب ورَمَقُ حياة النفْس قال وما المَرْءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه
بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ وكل بقية حُشاشة والحُشاش والحُشَاشة بقية
الروح في المريض ومنه حديث زمزم فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها
أَي برمق بقيّة الحياة والروح وحُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ عن
اللحياني كأَنه مشتق من الحشاشة الأَزهري حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك وغُناماك وحُماداك
بمعنَى واحد الأَزهري الحُشاشة رَمَق بقية من حياة قال الفرزدق إِذا سَمِعَتْ
وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ حُشاشَتُها في غيرِ لَحْمٍ ولا دَم وأَحَشّ الشحمُ
العظمَ فاستَحَشّ أَدَقّه فاستدقّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ
أَكْرُعُها لا النِّيُّ نِيٌّ ولا السَّنامُ سَنام وقيل ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ
بالشحم ولكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عند ذلك فيما يُرى الأَزهري والمُسْتَحِشَّة من
النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها وكثرةِ لحمها وحَمِشَت سَفِلَتُها في
رأْي العين يقال استحشَّها الشحم وأَحَشَّها الشحم وقام فلان إِلى فلان
فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً جمع إِليها ما تفرق من
الحطب وقيل أَوقدها وقال الأَزهري حَشَشْتُ النارَ بالحطب فزاد بالحطب قال الشاعر
تاللَّه لولا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حين لا مُسْتَصْرَخُ يعني
بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب وحَشَّ الحرب يَحُشُّها حَشّاً كذلك على
المَثَل إِذا أَسعرها وهيجها تشبيهاً بإِسْعار النار قال زهير يَحُشُّونَها
بالمَشْرَفِيَّة والقنَا وفِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ ولا نُكْل والمِحَشُّ ما
تُحَرّكُ به النار من حديد وكذلك المِحَشَّة ومنه قيل للرجل الشجاع نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة
وفي حديث زينب بنت جحش دخل عليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فضربني
بِمِحَشِّة أَي قضيب جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه
حركها به لتَفْهَم ما يقول لها وفلان مِحَشُّ حَرْب مُوقِد نارها ومُؤَرّثُها
طَبِنٌ بها وفي حديث الرؤيا وإِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها ومنه حديث
أَبي بَصيرٍ ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال ومنه حديث عائشة تصف
أَباها رضي اللَّه عنهما وأَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود أَي ما أَوقَدَت من نيران
الفتنة والحرب وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه كما أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ أَي
إِسْعاراً وتهييجاً بالرمْي وحَشَّ النَّابِلُ سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه
وأَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو ركَّبها عليه قال أَو كمِرِّيخٍ على
شَرْيانَةٍ حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ
( * قوله « حشر » كذا ضبط في الأصل )
وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً الأَزهري البعير والفرس إِذا
كان مُجْفَرَ الجنبين يقال حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين فهو مَحْشُوش وقال أَبو
دواد الإِيادي يصف فرساً منَ الحارِكِ مَحْشُوش بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ وحَشَّ
الدابة يَحُشُّها حَشّاً حملها في السير قال قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ
مُهاجِرٍ ليس بأَعْرابيِّ
( * وفي رواية أخرى لفها الليل ) قال الأَزهري قد حشها أَي قد ضمَّها ويَحُشُّ
الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها وأَوقَدَها وكل ما قُوّيَ بشيء
أَو أُعِينَ به فقد حُشّ به كالحادي للإِبل والسلاحِ للحرب والحطب للنار قال
الراعي هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ
الدارِ خائِفُ أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله ولا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج
إِلى المعونة ويقال حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه وحَشَشْت
مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به وقال الهذلي في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له مالَ
ضَرِيكٍ تِلادُه نُكْد قال ابن الفرج يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ قال وسمعت بعض
بني أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ قال كأَنه يقول أَلحق الشيءَ بالشيء إِذا جاءك
شيء من ناحية فافعل به جاء به أَبو تراب في باب الشين والسين وتعاقُبِهما الليث
ويقال حُشَّ عليّ الصيدَ قال الأَزهري كلام العرب الصحيحُ حُشْ عليَّ الصيدَ
بالتخفيف من حاشَ يَحُوش ومن قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى حُشْته فإِني لم أَسمعه
لغير الليث ولست أَُبْعِده مع ذلك من الجَواز ومعناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما
يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين أَي ضُمّ غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش
وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ ومثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد في
عَدْوِه قال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ وَسْكَ
غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَار والحَشّ والحُشّ جماعة النخل وقال ابن دريد هما النخل
المجتمع والحش أَيضاً البستان
( * قوله « والحش البستان » هو مثلث ) وفي حديث عثمان أَنه دُفِنَ في حَشِّ
كَوْكَبٍ وهو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقِيع والحش المُتَوَضَّأُ سمي به
لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى البَساتين وقيل إِلى النخْل المجتمع
يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم الفناء عَذِرةً والجمع من كل ذلك حِشَّان
وحُشَّان وحَشَاشين الأَخيرة جمعُ الجمع كلُّه عن سيبويه وفي الحديث أَنَّ رسولَ اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَخْلى في حُشَّان والمِحَشّ والمَحَشّ جميعاً الحَشّ
كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة والمَحَشَّة بالفتح الدبرُ وذكره ابن الأَثير في ترجمة
حَشَن قال في الحديث ذكرُ حُشَّان وهو بضم الحاء وتشديد الشين أُطُمٌ من آطامِ
المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ في الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن
إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ وقد روي بالسين وفي رواية في حُشُوشهن أَي
أَدْبارهن وفي حديث ابن مسعود مَحاشُّ النساء عليكم حرام قال الأَزهري كنى عن
الأَدبار بالمَحاشّ كما يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ والحَشّ والحُشّ
المَخْرَج لأَنهم كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين والجمع حشوش وفي حديث طلحة بن
عبيد اللَه أَنه قال أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على قَفَيّ
فبايعْت وأَنا مُكْرَه وفي الحديث إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة يعني الكُنُفَ ومواضعَ
قضاء الحاجة والحِشاشُ الجُوالِق قال أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ بَيْنَ
حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والحَشْحَشة الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ القوم في بعض
وحَشْحَشَتْه النَّارُ أَحْرَقَتْه وفي حديث علي وفاطمة دخَل عَلينارسولُ اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم وعلينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا فقال مَكانَكُما
التَحَشْحُش التحرُّك للنهوض وسمعت له حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي حركَةً