حَسَبَهُ كنَصَرَهُ يَحْسُبُه حِسَاباً عَلَى القِيَاسِ صَرَّحَ به ثَعْلَبٌ والجوهريُّ وابن سِيدَه وحُسْبَاناً بالضَّمِّ نقله الجوهَرِيُّ وحكاه أَبُو عُبَيْدةَ عن أَبي زيد وفي التهذيب حَسَبْتُ الشَّيءَ أَحْسُبُهُ حِسْبَاناً بالكسر وفي الحديث " أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغَابِ لاَ يَعْلَمُ حُسْبَانَ أَجْرِهَا إلاَّ اللهُ " الحُسْبَانُ بالضَّمِّ : الحِسَابُ وفي التَّنْزِيلِ " الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبَانٍ " مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ ومَنَازِلَ " لاَ تَعْدُوَانِهَا وقال الزَّجَّاجُ : بِحُسْبَانٍ يَدًُلُّ عَلَى عَدَدِ الشُّهُورِ والسِّنِينَ وجَمِيعِ الأَوْقَاتِ وقال الأخْفَشُ في قَوْلِه " والشَّمْسَ والقَمَرَ حُسْبَاناً " مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ فَحَذَفَ البَاءَ . وقال أَبو العَبَّاسِ : حُسْبَاناً مَصْدَرٌ كما تقول : حَسَبْتُهُ أَحْسُبُهُ حُسْبَاناً وحِسْبَاناً وجَعَلَهُ الأَخْفَشُ جَمْعَ حِسَابٍ وقالَ أَبو الهَيْثَمِ الحُسْبَانُ : جَمْعُ حِسَابٍ وكذا أَحْسِبَةٌ مِثلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَان وحُسْبَانُكَ على اللهِ أَيْ حِسَابُكَ قَالَ :
" عَلَى اللهِ حُسْبَانِي إذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْعَلَى طَمَعٍ أَوْ خَافَ شَيْئاً ضَمِيرُهَا وحِسَاباً ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وغيرُه قال الأَزهريُّ : وإنَّمَا سُمِّيَ الحِسَابُ في المُعَامَلاَتِ حِسَاباً لأَنَّهُ يُعْلَمُ به ما فيه كِفَايَةٌ ليس فيهَا زِيَادَةٌ على المِقْدَار ولا نُقْصَانٌ وقد يَكُونُ الحِسَابُ مَصْدَرَ المُحَاسَبَةِ عن مَكِّيّ ويُفْهَمُ مِنْ عِبَارَةِ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ . وقولُه تعالَى : " واللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ " أَيْ حِسَابُهُ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ وكُلُّ وَاقِع فهو سَرِيعٌ وسُرْعَةُ حِسَابِ اللهِ أَنَّهُ لاَ يَشْغَلُهُ حِسَابُ وَاحِدٍ عَن مُحَاسَبَةِ الآخَرِ لأَنَّه سُبْحَانَه لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ولا شَأْن عن شَأْنٍ وقولُه تعالى : " يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بغَيْرِ حِسَابٍ " أَيْ بِغَيْرِ تَقْتِيرٍ ولا تَضْيِيقٍ كقولك : فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِغَيْرِ حِسَابٍ أَيْ يُوَسِّعُ النَّفَقَةَ ولاَ يَحْسُبُهَا وقد اخْتُلِفَ في تفسيرِه فقال بعضُهُم : بغَيْرِ تقْدِيرٍ على أَحَدٍ بالنُّقْصَانِ وقال بعضُهم : بغَيْرِ مُحَاسَبَةٍ أَي لا يَخَافُ أَنْ يَحَاسِبَهُ أَحَدٌ عليه وقِيلَ : بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيَهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَلاَ يَظُنُّهُ كَائِناً مِنْ حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ وجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ اَحْسُبُ أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ . كذا في لسان العرب وقد أَغْفَلَهُ شَيْخُنَا . وحَسَبَهُ أَيْضاً حِسْبَةً مِثْل القِعْدَةِ والرِّكْبَةِ حَكَاهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه في المحكم وابنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وصاحِبُ الوَاعِي قال النابغةُ :
فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا ... وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذلك العَدَدِ أَيْ حِسَاباً وَرُوِيَ الفَتْحُ وهو قَلِيلٌ أَشَار له شَيْخُنَا
والحِسَابُ والحِسَابَةُ : عَدُّكَ الشَّيءَ وحَسبَ الشيءَ يَحْسُبُهُ حَسْباً وحِسَاباً وحِسَابَةً أَوْرَدَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وابنُ القَطَّاع والفِهْرِيُّ بِكَسْرِهِنَّ أَي في المَصَادِرِ المَذْكُورَةِ ما عَدَا الأَوَّلَيْنِ : عَدَّهُ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد الأَسَدِيِّ :
" يَا جُمْلُ أُسْقِيتِ بِلاَ حِسَابَهْ
" سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
" قَتَلْتِنِي بِالدَّلِّ والخِلاَبَهْ وَأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ : يا جُمْلُ أَسْقَاكِ والصَّوَابُ ما ذَكَرْنَا والرِّبَابَةُ بالكسْرِ : القِيَامُ عَلى الشَّيْءِ بإصلاَحِهِ وتَرْبِيَتِهِ وحَاسَبَهُ مِن المُحَاسَبَةِ . ورَجُلٌ حَاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وَحُسَّابِ والمَعْدُودُ : مَحْسُوبٌ يُسْتَعْمَلُ على أَصْلِهِ
وعلى حَسَب مُحَرَّكةً وهو فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ بمَعْنَى منْفُوضٍ حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ وصَرَّحَ به كُرَاع في المُجَر [ َّدِ ومنه قَوْلُهُمْ : لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ أَي على قَدْرِهِ وعَدَدِهِ وهذَا بِحَسَبِ ذَا أي بِعَدَدِهِ وقَدْرِهِ وقال الكِسَائِيُّ : ما أَدْرِي مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ أَيْ ما قَدْرُهُ وَقَدْ يُسَكَّنُ في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ . ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : ومَنْ يَقْدِرُ على عَدِّ الرَّمْلِ وحَسْبِ الحَصَى والأَجْرُ على حَسَبِ المُصِيبَةِ أَي قَدْرِهَا . وفي لسان العرب : الحَسَبُ : العدد المعدود . والحَسَبُ والحَسْبُ : قَدْرُ الشَّيْءِ كقَوْلك : الأَجْرُ بِحَسَبِ ما عَمِلْتَ وحَسْبِه وكَقَوْلِك عَلَى حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إلَيَّ شُكْرِي لك . يقول : أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بَلاَئِكَ عندي أَي على قَدْرِ ذلك
والحَسَبُ مُحَرَّكَةً : مَا تَعُدُّهُ مِن مَفَاخِرِ آبَائِكَ قاله الجَوْهَرِيُّ وعليه اقْتَصَرَ ابن الأَجْدَابِيّ في الكفايَةِ وهو رَأْيُ الأَكْثَرِ وإطْلاَقُه عليه على سَبِيلِ الحَقِيقَةِ وقال الأَزهريُّ : إنَّمَا سُمِّيَتْمَسَاعِي الرَّجُل ومَآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً لأَنَّهُمْ كانوا إذا تَفَاخَرُوا عَدَّ الفَاخِرُ منهم مَنَاقِبَهُ ومَآثِرَ آبَائِهِ وحَسَبَهَا أَو الحَسَبُ : المالُ والكَرَمُ : التَّقْوَى كَمَا وَرَدَ في الحَدِيثِ يَعْنِي : الذي يَقُومُ مَقَامَ الشَّرَفِ والسَّرَاوَةِ إنَّمَا هو المَالُ كذا في الفَائِقِ وفي الحَدِيثِ " حَسَبُ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ " أَيْ أَنَّهُ يُوَقَّرُ لِذلك حيث هو دَلِيلُ الثَّرْوَةِ والجِدَةِ أَوِ الحَسَبُ : الدِّينُ كِلاَهُمَا عن كُرَاع ولاَ فِعْلَ لهما أَو الحَسَبُ : الكَرَمُ أَو هو الشَّرَفُ في الفِعْلِ حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ وتَصَحفَّ على شَيْخِنَا فَرَوَاهُ : في العَقْلِ واحْتَاجَ إلى التَّكَلُّفِ أَو هو الفَعَالُ الصَّالِحُ وفي نُسْخَةٍ : الفِعْلُ والنَّسَبُ : الأَصْلُ الحَسَنُ مِثْلُ الجُودِ والشَّجَاعَةِ وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفَاءِ . وفي الحَدِيثِ " تُنْكَحُ المرأَةُ لِمَالِهَا وحَسَبِهَا ومِيسَمِهَا ودِينِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " قالَ ابنُ الأَثِيرِ قِيلَ النَّسَبُ هَا هُنَا : الفَعَالُ الحَسَنُ قال الأَزهريُّ : والفُقَهَاءُ يَحْتَاجُونَ إلى مَعْرِفَةِ الحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ به مَهْرُ مِثْلِ المَرْأَةِ إذَا عُقِدَ النِّكَاحُ على مَهْرٍ فَاسِدٍ أَو هو الشَّرَفُ الثابِتُ فِي الآبَاءِ دون الفِعْلِ . وقال شَمر في غَرِيبِ الحَدِيثِ : الحَسَبُ الفَعَالُ الحَسَنُ له ولآبَائِه مَأْخوذٌ من الحِسَابِ إذَا حَسَبُوا مَنَاقِبَهم وقال المُتَلَمِّسُ :
وَمَنْ كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ ولَمْ يَكنُ ... لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئيمَ المُذَمَّمَا فَفَرَّقَ بين الحَسَبِ والنَّسَبِ فَجَعَلَ النَّسَبَ عَدَدَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ إلى حَيْثً انْتَهَى أَو الحَسَبُ هو البَالُ أَي الشَّأْنُ وفي حَدِيثِ عُمَرَ رضي الله عنهُ أَنَّهُ قال : " حَسَبُ المَرْءِ دِينُهُ ومُرُوءَتُه خُلُقُهُ وأَصْلُهُ عَقْلُهُ " وفِي آخَرَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " كَرَمُ المَرْءِ دِينُهُ ومُرُوءَتُهُ عَقْلُه وحَسَبُهُ خُلُقُهُ " وَرَجُلٌ شَرِيفٌ ورَجُلٌ مَاجِدٌ لَهُ آبَاءٌ مُتَقَدِّمُونَ في الشَّرفِ ورَجُلٌ حَسِيبٌ ورَجُلٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ قال الأَزهريُّ : أَرَادَ أَنَّ الحَسَبِ يَحْصُلُ لِلرَّجُلِ بِكَرَمِ أَخْلاَقِهِ وإنْ لَمْ يَكُنْ لَه نَسَبٌ وإذَا كان حَسِيبَ الآبَاءِ فَهُو أَكْرَمُ له أَو الحَسَبُ والكَرَمُ قَدْ يَكُونَانِ لِمَنْ لا آبَاءَ له شُرَفَاءَ والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يَكُونَانِ إلاَّ بهم قاله ابنُ السِّكّيت واخْتَارَه الفَيُّومِيُّ فَجَعَلَ المَالَ بِمَنْزِلَةِ شَرَفِ النَّفْسِ والآبَاءِ والمَعْنَى أَنَّ الفَقِيرَ ذَا الحَسَبِ لا يُوَقَّرُ ولا يُحْتَفَلُ به والغَنِيُّ الذي لا حَسَبَ له يُوَقَّرُ ويُجَلُّ في العيونِ وفي حَدِيثِ وَفْدِ هَوَازِنَ قال لهم : " اخْتَارُوا إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إمَّا المالَ وإمَّا السَّبْيَ فَقَالُوا : أَمّا إذْا خَيَّرْتَنَا بَيْنَ المَالِ والحَسَبِ فإنَّا نَخْتَارُ الحَسَبَ " فاخْتَارُوا أَبْنَاءَهُمْ ونِسَاءَهُمْ أَرَادُوا أَنَّ فَكَاكَ الأَسْرَى وإيثَارَه على اسْتِرْجَاعِ المَالِ حَسَبٌ وفَعَالٌ حَسَنٌ فهو بالاخْتِيَارِ أَجْدَرُ وقيل : المُرَادُ بالحَسَبِ هنا عَدَدُ ذَوِي القَرَابَاتِ مَأْخوذٌ من الحِسَابِ وذلكَ أَنَّهُمْ إذا تَفَاخَرُوا عَدُّوا مَنَاقِبَهُمْ وَمَآثِرَهُمْ وفي التوشيح : الحَسَبُ : الشَّرَفُ بالآبَاءِ والأَقَارِبِ وفي الأَساس : وفُلانٌ لاَ حَسَبَ له ولاَ نَسَبَ : وهو مَا يَحْسُبُهُ ويَعُدُّه من مَفَاخِرِ آبَائِهِ قال شيخُنَا : وهذه الأَقوَالُ التي نَوَّعَ المُصَنِّفُ الخِلاَفَ فِيهَا كُلُّهَا وَرَدَتْ في الأَحَادِيثِ وكَأَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا عَلِمَ مِن اعْتِنَائِهِم بالمُفَاخَرَةِ والمُبَاهَاةِ كان يُبَيِّنُ لهم أَنَّ الحَسَبَ ليس هو ما تَعُدُّونَهُ منالمَفَاخِرِ الدُّنْيَوِيَّةِ والمَنَاقِبِ الفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ بَل الحَسَبُ الذي يَنْبَغِي للْعَاقِلِ أَنْ يَحْسُبَهُ ويَعُدَّهُ في مُفَاخَرَاتِهِ هُوَ الدِّينُ وتَارَةً قال : هو التَّقْوَى وقَال لآخَرَ : الحَسَبُ العَقْلُ وقال لآخَرَ ممن يُرِيدُ ما يَفخَرُ به في الدُّنْيَا : المَالُ وهكذا ثم قال : وكان بَعْضُ شُيُوخِنَا المُحَقِّقِينَ يقول : إنَّ بَعْضَ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ حَقَّقَ أَنَّ مَجْمُوعَ كَلاَمِهِمْ يَدُلُّ على أَنَّ الحَسَبَ يُسْتَعْمَلُ على ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُها أَنْ يَكُونَ مِن مَفَاخِرِ الآبَاءِ كما هُوَ رَأْيَ الأَكْثَرِ الثَّانِي أَنْ يَكُونَ من مَفَاخِرِ الرَّجُلِ نَفْسِهِ كما هو رَأْيُ ابنِ السكيت ومَنْ وَافَقَهُ الثَّالِثُ أَنْ يَكُونَ أَعَمَّ منهما من كُلِّ مَا يَقْتَضِي فَخْراً لِلْمُفَاخِرِ بأَيِّ نَوْع من المَفَاخِرِ كما جَزَمَ به في المغرب ونَحْوِه فقول المُصَنِّفِ : مَا تَعُدُّه مِنْ مَفَاخِرِ آبَائِكَ هو الأَصْلُ والصَّوَابُ المَنْقُولُ عن العَرَبِ وقَوْلُهُ أَوِ المَالُ إلى الشرف كُلُّهَا أَلْفَاظٌ وَرَدَتْ في الحَدِيثِ على جهةِ المَجَازِ لأَنَّهَا مِمَّا يُفْتَخَرُ بِهِ في الجُمْلَةِ فلا يَنْبَغِي عَدُّهَا أَقْوَالاً ولا من المَعَانِي الأُصولِ ولِذَا لم يَذْكُرْها أَكْثَرُ اللُّغَويِّين وأشَار الجوهريُّ إلى التَّمَجُّزِ فيها أيضاً . انتهى . وقد حَسُبَ الرجُل بالضمِّ حَسَابَة بالفَتْحِ وقد حَسُبَ الرجُل بالضمِّ حَسَابَة بالفَتْحِ كخَطُبَ خَطَابَة هكذا مَثَّلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كابنِ مَنْظُورٍ والجَوْهري وغَيْرِهِمَا وتَبِعَهُمُ المَجْدُ فلا يَتوَجَّهُ عليه قَوْلُ شَيْخِنَا : ولو عَبَّرَ بكَرُمَ كَرَامَةً كان أَظْهَرَ وحَسَباً مُحَرَّكَةً فَهُوَ حَسِيبٌ أَنشد ثعلبٌ :
" وَرُبَّ حَسِيبِ الأَصْلِ غَيْرُ حَسِيبِ أَي له آبَاءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُهُ هو ورَجُلٌ كرِيمُ الحَسَبِ من قَوْمٍ حُسَبَاءَ
وحَسْبُ مَجْزُومٌ بمَعْنى كَفَى قال سيبويهِ : وأَمَّا حَسْبُ فمَعْنَاهَا الاكْتِفَاءُ وحَسْبُكَ دِرْهَمٌ أَي كَفَاكَ وهو اسْمٌ وتَقُولُ : حَسْبُكَ ذلك أَي كفاك ذلك وأَنشد ابن السِّكِّيتِ :
ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ . . ... إلاَّ صَلاصلَ لاَ يُلْوَى عَلَى حَسَبِ قَوْلُهُ لا يُلْوَى على حَسَب أَي يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ بالسَّوِيَّةِ ولا يُؤْثَرُ به أَحَدٌ وقيل : " لاَ يُلْوَى على حَسَب " أَي لا يُلْوَى على الكِفَايَةِ لِعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِهِ ويقال : أَحْسَبَنِي ما أَعْطَانِي أَي كَفَانِي كذا في الأَساس وفي لسان العرب وسيأْتي
وشَيْءٌ حِسَاب : كافٍ ومنه في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ " عَطَاءً حِسَاباً " أَي كَثِيراً كافِياً وكُلُّ مَن أُرْضِيَ فقد أُحْسِبَ وهَذَا رجل حَسْبُكَ من رَجُلٍ ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِن رَجُلٍ . مَدْحٌ لِلنَّكِرَةِ لأَنَّ فيه تَأْوِيلَ فِعْلٍ كأَنَّهُ قال : مُحْسِبٌ لك أَي كَافٍ لَك أَو كَافِيكَ مِن غَيْرِه لِلْوَاحِدِ والتَّثْنِيَةِ والجَمْعِ لأَنَّهُ مَصْدَر وتقول في المَعْرِفَةِ : هذا عَبْدُ اللهِ حَسْبَكَ مِن رَجُلٍ فَتَنْصِبُ حَسْبَكَ على الحَالِ وإنْ أَرَدْتَ الفِعْلَ في حَسْبَكَ قُلْتَ : مَرَرْتُ بِرَجلٍ أَحْسَبَكَ مِن رَجُلٍ وبِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ وبرِجَالٍ أَحْسَبُوكَ ولكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِحَسْب مُفْرَدَةً تقول : رَأَيْتُ زَيْداً حَسْبُ كَأَنَّكَ قُلْتَ حَسْبِي أَوْ حَسْبُكَ وقَالَ الفَرَّاءُ في قَوْلِهِ تَعَالَى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ ومَنِ اتبعَكَ مِنَ المؤمِنِين " أَيْ يَكْفِيكَ اللهُ ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ قالَ : ومَوْضِعُ الكَافِ في حَسْبُكَ ومَوْضِعُ مَنْ نَصْبٌ علَى التَّفْسِيرِ كَمَا قال الشاعِرَ :
إذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا ... فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُوقولهم : حَسِيبُكَ اللهُ أَي كَأَمِيرٍ كذا في النُّسَخِ وفي لسان العرب : حَسْبُكَ اللهُ أَيِ انْتَقَمَ اللهُ مِنْكَ وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : " وكَفَى بِاللهِ حَسِيباً " وقَوْلُه تَعَالَى : " إنَّ اللهَ كانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً " أَيْ مُحَاسِباً أَو يَكُونُ بمَعْنَى كَافِياً أَي يُعْطِي كُلَّ شَيْءٍ من العِلْمِ والحِفْظِ والجَزَاءِ بمِقْدَارِ ما يحْسُبُه أَيْ يَكْفِيهِ تَقُولُ حَسْبُكَ هذا أَي اكتَفِ بهَذَا وفي الأَساس : مِنَ المَجَازِ : الحِسَابُ كَكِتَابٍ هو الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ تقول : أَتَانِي حِسَابٌ من النَّاسِ كما يُقَالُ : عَدَدٌ منهم وعَدِيدٌ . وفي لسان العرب : لُغَةُ هُذَيْلٍ وقَالَ سَاعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ :
فَلَمْ يَنْتَبِهْ حَتَّى أَحَاطَ بِظَهْرِهِ ... حِسَابٌ وَسِرْبٌ كَالجَرَادِ يَسُومُ وفي حَدِيثِ طَلْحَةَ " هَذَا ما اشْتَرَى طَلْحَةُ مِن فُلاَنٍ فَتَاهُ بِكَذَا بِالحَسَبِ والطِّيبِ " أَي بالكَرَامَةِ مِن المُشْتَرِي والبَائع والرَّغْبَةِ وطِيبِ النَّفْسِ منهما وهو مِن حَسَّبْتُهُ إذَا أكْرَمْتَهُ وقيل : مِن الحُسْبَانَةِ وهي الوِسَادَةُ وفي حَدِيث سِمَاكٍ قال شُعْبَةُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " ما حَسَّبُوا ضَيْفَهُمْ شَيْئاً " أَي ما أَكْرَمُوهُ كَذَا في لسان العرب
وعَبَّادُ بنُ حُسَيْبٍ كُزُبَيْرٍ كُنْيَتُهُ أَبُو الخَشْنَاءِ أَخْبَارِيٌّ والذي في التَّبْصِيرِ للحَافِظِ أَنَّ اسْمَهُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ فَتَأَمَّلْ
والحُسْبَانُ بِالضَّمِّ جَمْعُ الحِسَابِ قاله الأَخفَش وتَبِعَهُ أَبو الهَيْثَمِ نقله الجوهريُّ والزَّمخشَرِيُّ وأَقَرَّه الفِهْرِيُّ فهو يُسْتَعْمَلُ تَارَةً مُفْرَداً ومصْدَراً وتَارَةً جَمْعاً لِحِسَابٍ إذا كان اسْماً لِلْمَحْسُوبِ أَو غَيْرِه لأَنَّ المَصَادِرَ لا تُجْمَعُ . قال أَبو الهَيْثَمِ : ويُجْمَعُ أَيضاً على أَحْسِبَةٍ . مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَانٍ ومِن غَرِيبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الحُسْبَانَ في قوله تعالى : " الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبَانٍ " اسمٌ جَامِدٌ بِمَعْنَى الفلك مِنْ حساب الرَّحَا وهُوَ مَا أَحَاطَ بِهَا مِنْ أَطْرَافِهَا المُسْتَدِيرَةِ قَالَهُ الخَفَاجِيُّ ونَقَلَه شيخُنا
والحُسْبَان : العَذَابُ قال تعالى : " ويُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ " أَي عَذَاباً قاله الجَوْهريُّ وفي حديث يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ " كان إذا هَبَّتِ الرِّيحُ يقول : لا تَجْعَلْهَا حُسْبَاناً " أي عَذَاباً وقال أبُو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ : الحُسْبَانُ : البَلاَءُ والشَّرُّ والحُسْبَانُ : العَجَاجُ والجَرَادُ نَسَبَه الجوهَرِيُّ إلى أَبِي زِيَادٍ أَيْضاً والحُسْبَانُ النَّارُ كذا فَسَّرَ به بعضُهم والحُسْبَانُ : السِّهَامُ الصِّغَارُ يُرْمَى بها عن القِسِيِّ الفَارِسِيَّةِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : هو مُوَلَّدٌ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الحُسْبَانُ : سِهَامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ في جَوْفِ قَصَبَةٍ يَنْزِعُ في القَوْسِ ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ منْهَا فلا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إلاَّ عَقَرَتْهُ مِن صَاحِبِ سِلاَحٍ وغَيْرِه فإذا نَزَعَ في القَصَبَةِ خَرَجَتِ الحُسْبَانُ كَأَنَّهَا غَبْيَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فِي النَّاسِ . وقال ثَعْلَب : الحُسْبَانُ المَرَامِي وهي مِثْلُ المَسَالِّ رَقِيقَةٌ فيهَا شَيْءٌ من طُولٍ لا حُرُوفَ لهَا قال : والمقدَح بالحَدِيدَةِ مِرْمَاةٌ . وبالمَرَامِي فُسِّر قولُهُ تعالى : " ويُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ " والحُسْبَانَةُ وَاحِدُهَا والحُسْبَانَةُ : الوِسَادَةُ الصَّغِيرَةُ تقول مِنْهُ : حَسَّبْتُهُ إذَا وَسَّدْتَهُ قال نَهِيكٌ الفَزَارِيُّ يُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ :
لَتَقِيتَ بِالْوَجْعَاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ ... حَرّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِالوَجْعَاءُ : الاسْتُ يقول : لو طَعَنْتُكَ لَوَلَّيْتَنِي دُبُرَكَ واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بِوَجْعَائِكَ ولَثَوَيْتَ هَالِكاً غَيْرَ مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنٍ كَالمَحْسَبَةِ وهي وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ وحَسَّبَهُ : أَجْلَسَهُ عَلَى الحُسْبَانَةِ أَو المَحْسَبَةِ وعن ابنِ الأَعْرَابيّ : يُقَالُ لِبِسَاطِ البَيْتِ : الحِلْسُ ولِمَخَادِّهِ : المَنَابِذُ ولِمَسَاوِرِهِ : الحُسْبَانَاتُ ولحُصْرِهِ : الفُحُولُ والحُسْبَانَةُ : النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ والحُسْبَانَةُ : الصَّاعِقَةُ والحُسْبَانَةُ : السَّحَابَةُ والحُسْبَانَةُ : البَرَدَة أَشَارَ إليه الزجاجُ في تفسيره
ومُحَمَّدُ بنُ إبْرَاهِيمَ وفي نُسْخَةٍ أَحْمَدُ بنُ حَمْدَوَيْهِ الحَسَّابُ كَقَصَّابٍ البُخَارِيُّ الفَرَضِيُّ مات سنة 339 ، ومُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابس الغُبْرِيّ البَصْرِيُّ كَكِتَابٍ مُحَدِّثَانِ الأَخِيرُ مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ
والحِسْبَةُ بالكَسْرِ هُوَ الأَجْرُ واسْمٌ مِنْ الاحْتِسَابِ كالعِدَّةِ مِنْ الاعْتِدَادِ أَي احْتِسَابِ الأَجْرِ على اللهِ تقول : فَعَلْتُهُ حِسْبَةً . واحْتَسِبْ فِيهِ احْتِسَاباً والاحْتِسَابُ : طَلَبُ الأَجْرِ ج حِسَبٌ كعِنبٍ وسيأْتِي ما يَتَعَلَّقُ به قريباً ويُقَالُ : هُوَ حَسنُ الحِسْبَةِ أَي حَسَنُ التَّدْبِيرِ والكِفَايَةِ والنَّظَرِ فِيه ولَيْسَ هو من احْتِسَابِ الأَجْرِ
وأَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ بنُ أَكْيَسَ الشَّامِيُّ تَابِعِيٌّ حَدَّثَ عَنْهُ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو
وأَبُو حِسْبَةَ اسْم
والأَحْسَبُ بَعِيرٌ فيه بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ وسَوَادٌ والأَكْلَفُ نَحْوُه قالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ تقول منه : احْسَبّ البَعِيرُ احْسِيبَاباً والأَحْسَبُ رَجُلٌ في شَعرِ رَأْسِهِ شُقْرَةٌ كذا في الصّحَاحِ وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَابِسٍ الكِنْدِيِّ :
أَيَا هِنْدُ لاَ تَنْكَحِي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ أَحْسَبَا يَصِفُهُ باللُّؤْمِ والشُّحِّ يقول كأَنَّهُ لم تُحْلَقْ عَقِيقَتُهُ في صِغَرِه حتى شَاخَ والبُوهَةُ : البُومَةُ العَظِيمَةُ تُضْرَبُ مَثَلاً لِلرَّجُلِ الذِي لا خَيْرَ فيه وعَقِيقَتُهُ : شَعَرُه الذي يُولدُ به يقول : لا تَتَزَوَّجِي مَنْ هذه صِفَتُهُ وقيلَ هو مَن ابيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِن دَاءٍ فَفَسدَتْ شَعْرَتُهُ فَصَارَ أَبْيَضَ وأَحْمَرَ يكون ذَلِكَ في النَّاسِ وفي الإِبِلِ وقال الأَزْهَرِيُّ عنِ الليثِ : إنَّ الأَحْسَبَ هو الأَبْرَصُ وقال شَمِرٌ : هو الذي لاَ لَوْنَ له الذي يُقَال فيه : أَحْسَبُ كَذا وأَحْسَبُ كذا والاسْمُ من الكُلِّ الحُسْبَةُ بالضَّمِّ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحُسْبَةُ : سَوَادٌ يَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ والكُهْبَةُ : صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ والقُهْبَةُ : سَوَادٌ يَضْرِبُ إلى الخُضْرَةِ والشُّهْبَةُ : سَوَادٌ وَبَيَاضٌ والجُلْبَةُ : سَوَاد صِرْفٌ والشُّرْبَةُ : بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ واللُّهْبَةُ : بَيَاضٌ نَاصِعٌ قَوِيٌّ
والأَحَاسِبُ : جَمْعُ أَحْسَبَ : مَسَايِلُ أَوْدِيَةٍ تَنْصَبُّ مِن السَّرَاةِ فِي أَرْضِ تِهَامَةَ إن قِيل : إنما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفَاعِلَ في الصِّفَاتِ إذَا كان مُؤَنَّثُهُ فُعْلَى مثل صَغِيرٍ وأَصْغَر وصُغْرَى وأصَاغِرَ وهذا مُؤَنَّثُهُ حَسْبَاءُ فَيجِب أَنْ يُجْمَعَ على فُعْلٍ أَوْ فُعَلاَءَ الجَوَابُ أَنَّ أَفْعَلَ يُجْمَعُ عَلَى أَفَاعِلَ إذَا كَانَ اسْماً عَلَى كُلِّ حَالٍ وهَا هُنَا فكَأَنَّهُمْ سَمَّوْا مَوَاضِعَ كُلِّ وَاحِدٍ منها أَحْسَبَ فَزَالَتِ الصِّفَةُ بِنَقْلِهِمْ إيَّاهُ إلى العَلَمِيَّة فتنَزَّل مَنْزِلَةَ الاسْمِ المَحْضِ فجَمَعُوه على أَحَاسِبَ كما فَعَلُوا بَأَحَاوِصَ وأَحَاسِنَ في اسْمِ مَوْضِعٍ وقد يأْتِي كذا في المعجموحَسِبَهُ كَذَا كَنَعِمَ يَحْسِبُهُ ويَحْسَبُه فِي لُغَتَيْهِ بالفَتحِ والكَسْرِ والكَسرُ أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ حِسَاباً ومَحْسَبَةً بالفَتْح ومَحْسِبَةً بالكسْر وحِسْبَاناً : ظَنَّهُ ومَحْسِبَةً بالكسْر وحِسْبَاناً : ظَنَّهُ ومَحْسِبَةٌ بكَسْرِ السِّينِ مَصْدَرٌ نَادِرٌ على مَنْ قَالَ يَحْسَبُ بِالفَتْحِ وأَمَّا مَن قال يَحْسِبُ فَكَسَرَ فَلَيْسَ بِنَادِرٍ وتَقُولُ : مَا كَان في حِسْبَانِي كذا ولا تَقُل : مَا كَانَ في حِسَابِي كذا فِي مُشْكِلِ القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ وفي الصَّحَاح : ويقال : أَحْسِبُهُ : بالكَسْرِ وهو شَاذٌّ لأَنَّ كُلَّ فِعْلس كان مَاضِيهِ مَكْسُوراً فَإنَّ مُسْتَقْبَلَهُ يَأْتِي مَفْتُوحَ العَيْنِ نَحْو عَلِمَ يَعْلَمُ إلاَّ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءَتْ نَوَادِرَ حَسِبَ يَحْسَبُ ويَحْسِبُ ويَبِس يَيْبَس ويَيْبِسَ وَيَئِسَ يَيْأَسُ وَيَيْئِسُ ونَعِمَ يَنْعَمُ ويَنْعِمُ فإنَّهَا جَاءَتْ مِن السَّالِمِ بالكَسْرِ والفَتْحِ ومِن المُعْتلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ : وَمِقَ يَمِقُ وَوَفِقَ يَفِقُ وَوَرِعَ يَرِعُ وَوَرِمَ يَرِمُ وَوَرِثَ يَرِثُ وَوَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَوَلِيَ يَلِي وقُرِىءَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " لاَ تَحْسَبَنَّ " و " لا تَحْسِبَنَّ " وقولُه تَعَالَى : " أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ والرَّقِيمِ " وَرَوَى الأَزْهرِيُّ عن جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ " يَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ "
والحِسْبَةُ والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ : دَفْنُ المَيِّتِ فِي الحِجَارَةِ قَالَه الليثُ أَوْ مُحَسَّباً بِمَعْنَى مُكَفَّناً وأَنْشَدَ :
" غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مَحَسَّبِ أَي غَيْرَ مَدْفُونٍ وقيل غيرَ مُكَفَّنٍ وَلاَ مُكَرَّمٍ وقيل : غَيْرَ مُوَسَّدٍ والأَوَّلُ أَحْسَنُ قال الأَزهريُّ : لا أَعْرِفُ التَّحْسِيبَ بمَعْنَى الدَّفْنِ في الحِجَارَةِ ولا بِمَعْنَى التَّكْفِينِ والمَعْنَى في قَوْلِه غَيْرَ مُحَسَّبِ أَيْ غَيْرَ مُوَسَّدٍ وقد أَنْكَرَهُ ابنُ فَارسٍ أَيضاً كالأَزْهَرِيِّ ونقَلَه الصاغانيُّ . وَحَسَّبَهُ تَحْسِيباً : وَسَّدَهُ وحَسَّبَهُ : أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حَتَّى شَبِع وَرَوِي كَأَحْسَبَهُ وتَحَسَّبَ الرجلُ : تَوَسَّدَ ومن المَجَازِ : تَحَسَّبَ الأَخْبَارَ : تَعَرَّف وتَوَخَّى وَخَرَجَا يَتَحَسَّبَانِ الأَخْبَارَ : يَتَعَرَّفَانِهَا وعن أَبِي عُبَيْدِ : ذَهَبَ فُلانٌ يَتحَسَّبُ الأَخْبَارَ أَي يَتَحَسَّسُهَا وَيَتَجَسَّسُهَا بالجِيمِ ويَطْلُبُها تَحَسُّباً وفي حَدِيثِ الأَذَانِ " أَنهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلاةَ فَيَجِيئونَ بلا دَاعٍ " أَيْ يَتَعَرَّفُونَ ويَتَطَلَّبُونَ وَقْتَهَا ويتَوَقَّعُونَهُ فَيَأْتُونَ المَسْجِدَ قَبْلَ الأَذَانِ والمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ يَتَحَيَّنُونَ أَي يَطْلُبُونَ حِينَهَا وفي حديث بَعْضِ الغَزَوَاتِ " أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبَارَ " أَي يَتَطَلَّبُونَهَا وتَحَسَّبَ الخَبَرَ : اسْتَخْبَرَ عنه حِجَازِيَّةٌ وقَالَ أَبو سِدْرَةَ الأَسَدِيُّ ويُقَال إنَّهُ هُجَيْمِيٌّ :
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي ... بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُهْ يُقُولُ تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ - وهو الأَسَدُ - نَاقَتِي فَظَنَّ أَنّي أَتْرُكُهَا له ولا أُقَاتِلُهُواحَتْسَبَ فُلاَنٌ عَلَيْهِ : أَنْكَرَ عليه قَبِيحَ عَمَلِه ومنه المُحْتَسِبُ يُقَالُ : هُوَ مَحْتَسِبُ البَلَدِ وَلاَ تَقْلُ مُحْسِبُه واحْتسب فلانٌ ابْناً لَهُ أَوْ بِنْتاً إذَا مَاتَ كَبِيراً فإنْ مَاتَ صَغِيراً لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ قيل : افْتَرَطَهُ فَرَطاً وفي الحَدِيثِ " مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَهُ " أَي احْتَسَبَ الأَجْرَ بِصَبْرِه على مُصِيبَتِه مَعْنَاهُ اعْتَدَّ مُصِيبَتَه به في جُمْلَةِ بَلاَيَا اللهِ التي يُثَابُ على الصَّبْرِ عليها واحْتَسَبَ بكَذَا أَجْراً عندَ اللهِ : اعْتَدَّهُ يَنْوِي به وَجْهَ اللهِ وفي الحَدِيثِ " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً " أَيْ طَلَباً لوَجْهِ الله تعالَى وثَوَابِه وإنما قيل لِمَنْ يَنْوِي بعَمَلِه وَجْهَ اللهِ احْتسَبَهُ لأَنَّ له حِينَئذ أَنْ يَعْتَدَّ عَمَلَه فَجُعِلَ في حالِ مُبَاشَرَةِ الفِعْلِ كأَنَّه مُعْتَدٌّ بهِ . وفي لسان العرب : الاحْتِسَابُ في أَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وعند المَكْرُوهَاتِ هو البِدَارُ إلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيلِهِ بالتَّسْلِيمِ والصَّبْرِ أَو باسْتِعْمَالِ أَنْوَاعِ البِرِّ والقِيَامِ بها على الوَجْهِ المَرْسُومِ فيها طَلَباً للثَّوَابِ المَرْجُوّ منها وفي حديث عُمَرَ " أَيهَا النَّاسُ احْتَسِبُوا أَعْمَالَكُمْ فإنَّ مَنِ احْتَسَبَ عمَلَهُ كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِهِ وأَجْرُ حِسْبَتِهِ " وفي الأَسَاس : ومنَ المَجَازِ : احْتَسَبَ فُلاَناً : اخْتَبَرَ وسَبَرَ ما عنْدَهُ والنِّسَاءُ يَحْتَسِبْنَ ما عند الرِّجَالِ لهنَّ أَي يَخْتَبِرْنَ قاله ابنُ السّكِّيتِ
وزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّابي بالفَتْحِ مُشَددّة من شُيوخِ النّبِيليّ وأَبُو منْصُورٍ مَحْمُودُ بنُ إسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ الحِسَابِيُّ بالكَسْرِ مُخَفَّفَةً مُحَدِّثَانِ الأَخِيرُ عن ابنِ فادشَاه وغيرِه
وإبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الحُسْبَانيّ الإِرْبِلِيُّ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌّ وُلِدَ سَنَةَ 670 وتَوَلَّى قَضَاءَ حُسْبان وتُوُفِّيَ سَنَةَ 755 ، كَذَا في طَبَقَاتِ الخيضري والحَافِظُ المُحَدِّثُ قَاضِي القُضَاةِ أَحْمَدُ ابنُ إسْمَاعِيلَ بنِ الحُسْباني ولد سنة 749 وتوفِّي سنة 815 تَرْجَمَهُ ابن حُجيّ وابْنُ حَجَرٍ والخيضريّ
وقد سمت حَسِيباً وحُسَيْباً وأَحْسَبَهُ الشَّيْءُ إذا كَفَاهُ ومنه اسْمُهُ تَعَالَى الحَسِيبُ هو الكَافِي فَعِيلٌ بمَعْنَى مُفْعِلٍ ويقال : أَحْسَبَنِي ما أَعْطَانِي أَي كَفَانِي قَالَتِ امْرَأَةٌ من بَنِي قُشَيْرٍ :
ونُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إن كَانَ جَائِعاً ... ونُحْسِبُهُ إنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ أَي نُعْطِيهِ حتى يقول حَسْبِي ونُقْفِيهِ نُؤْثِرُهُ بالقَفِيَّةِ والقَفَاوَةِ وهِيَ مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبِيُّ وتقول : أَعْطَى فَأَحْسَبَ أَي أَكْثَرَ حتى قال حَسْبِي وقال أَبو زَيْدٍ : أَحْسَبْتُ الرَّجُلَ أَعْطَيْتُه حتى قال حَسْبِي والإِحْسَابُ : الإِكْفَاءُ وقَالَ ثَعْلَب : أَحْسَبَهُ مِنْ كل شَيْءٍ : أَعْطَاهُ حَسْبَهُ وما كَفَاه وإبلٌ مُحْسِبَةٌ : لها لَحْمٌ وشَحْمٌ كَثِيرٌ وأَنشَد :
" ومُحْسِبَةٌ قَدء أَخْطَأَ الحَقُّ غيْرَهَاتَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهْيَ كَالشَّوَى وقالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيى : سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيِّ عن قَوْلِ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ :
" وَمُحْسِبَةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَهَاالبَيْتَ فقال : المُحْسِبَةُ بِمَعْنيَيْنِ : مِن الحَسَبِ وهو الشرفُ ومِن الإِحْسَابِ وهو الكِفَايَة أَيْ أَنَّهَا تُحْسِبُ بِلَبَنِهَا أَهْلَهَا والضَّيْفَ وما صِلَةٌ . المعنى أَنَّهَا نُحِرَتْ هِي وسَلِمَ غَيْرُهَا . وقال بَعْضُهُمْ : لأُحْسِبَنَّكم مِن الأَسْوَدَيْنِ يَعْنِي التَّمْرَ والمَاءَ أَي لأُوَسِّعَنَّ عَلَيْكُم وأَحْسَبَ الرَّجُلَ وحَسَّبَهُ : أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حتى شَبِعَ . وقدْ تَقَدَّمَ وقيل : أَعْطَاهُ حتى أَرْضَاهُ واحْتَسَبَ انْتَهَى . واحْتَسَبْتُ عليه بالمَالِ واحْتَسَبْتُ عنده اكْتَفَيْتُ وفُلاَنٌ لا يُحْتَسَبُ : لا يُعْتَدَّ به ومن المَجَازِ : اسْتَعْطَانِي فَاحْتَسَبْتُهُ : أَكْثَرْتُ له كذا في الأَساس . وفي شِعْرِ أَبِي ظَبْيَانَ الوَافِدِ على رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم :
" نحْنُ صِحَابُ الجَيْشِ يَوْمَ الأَحْسِبَهْ وهو يَوْمٌ كان بينهم بالسَّرَاةِ وسيأتِي أَوَّلُ الأَبْيَاتِ في لهب ح ش ب
النَّحْبُ : رفعُ الصَّوْت بالبُكاءِ كذا في الصَّحِاح . وفي المحكم : أَشَدُّ البكَاءِ . كالنَّحِيبِ وهو البكاءُ بصوتٍ طويلٍ ومَدّ . وقدْ نَحَبَ كمَنَعَ يَنْحَبُ نَحْباً . وفي المحكم والصَّحِاح : ينْحَبَ بالكَسر وانْتَحَبَ انْتِحاباً مثلُهُ . وقال ابْنُ مَحْكَانَ :
زَيَّافَةٌ لا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها ... إِذَا نَعَوْها لِراعِي أَهْلِها انْتَحَبَا وكُلُّ ذلك من المَجَاز . النَّحْبُ : الخَطَرُ العَظِيمُ يقالُ : ناحبَهُ على الأَمْر : خاطَرَه قال جَرير :
بِطَخْفَةَ جالَدْنَا المُلُوكَ وخَيْلُنا ... عِشيَّةَ بِسْطَامٍ جَرَيْنَ على نَحْبِ
أَي : على خَطَرٍ عظيم . النَّحْبُ : المُرَاهَنَةُ والفِعْلُ كالفِعْل يقال : نَحَبَ كجَعَلَ أَي : من بابِ مَنَعَ وإِنّمَا غَيَّرَهُ تَفَنُّناً . النَّحْبُ : الهِمَّةُ . النَّحْبُ : البُرْهَانُ . النَّحْبُ الحاجَةُ . وقيل في تفسير الآية قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ فَأَدْرَكُوا ما تَمَنَّوْا وذلك قَضاءُ النَّحْبِ . النَّحْبُ : السُّعالُ وفِعْلُه كَضَرَبَ يقال : نَحَبَ البعيرُ يَنْحِبُ نُحَاباً بالضَّمّ إِذا أَخَذه السُّعَالُ . وقال الأَزْهَرِيُّ عن أَبي زيدٍ : من أَمراضِ الإِبل النُّحَابُ والقُحَابُ والنُّحَازُ وكُلّ هذا من السُّعَال . من المَجَاز : النَّحْبُ : المَوْتُ قال اللهُ تَعَالَى : " فمِنْهُمْ مَن قَضَى نَحْبَهُ " أَي : أَجَلَهُ النَّحْبُ أَيضاً : الأَجَلُ قالَهُ الزَّجّاج والفَرَّاءُ يقالُ قَضَى فُلانٌ نَحْبَهُ : إِذا ماتَ وفي الأَساس : كأَنَّ المَوْتَ نَذْرٌ في عُنُقِه . وفي غيرِه : كأَنَّه يُلْزِمُ نَفْسَهُ أَن يَقَاتِلَ حَتَّى يَمُوتَ . قالَ الزجّاج : النَّحْب : النَّفْسُ عن أَبي عُبيْدة . النَّحْبُ : النَّذْرُ وبه فسَّر بعضُهم الحديثَ : طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ أَي : نَذْرَهُ كأَنَّه أَلْزَم نفْسهُ أَن يَصْدُقَ الأَعداءِ في الحرب فَوَفَّى به ولم يَفْسَخْ . وفي الأَساس : ونَحَبَ فلانٌ نَحْباً ونَحَّب تَنْحِيباً : أَوجَبَ على نَفْسِهِ أَمراً وهو مُنّحِّبٌ كمُحَدِّث وفِعْلُهُ كَنَصَرَ تقول : نَحَبْتُ أَنْحُبُ وبه صَدَّرَ الجَوْهَرِيّ قالَ الشّاعر : فإِنِّي والهِجَاءَ لآِلِ لأْمٍ كذَاتِ النَّحْبِ تُوفِي بالنُّذُور وقال لَبِيدٌ :
أَلاَ تَسْأَلانِ المَرْءَ ماذا يُحَاِوُل ... أَنَحْبٌ فُيقْضَي أَمْ ضَلالٌ وباطِلُ يقولُ : عليه نَذْرٌ في طَولِ سَعْيِه . النَّحْبُ : السَّيْرُ السَّرِيعُ مثلُ النَّعْب أَ,رده الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عَمرو . أَو الخَفِيفُ في كثْرِة الدَّأَبِ والمُلازَمَةِ . عن أَبي عَمروٍ النَّحْبُ : الطُّولُ . ورُوِىَ على الرِّياشِيّ : يَوْمٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ . النَّحْبُ : المُدَّة والوقت . النَّحْبُ : اليَوْمُ هكذا في النُّسخ بالياءِ التّحْتِيّة . وفي لسان العب : النَّوْم بالنّون . النَّحْبُ : السِّمَنُ النَّحْبُ : الشِّدَّةُ . والقِمَار ُ وهو قَريبٌ من المُرَاهَنة النَّحْبُ : العَظِيمُ من الإِبِل نَقَلَه الصَّاغانيّ . من المجَاز نَحَّبوا تنَحِيباً وذلك إِذا جَدُّوا في عَمَلِهِم . نقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عَمْرو قال طُفَيْلٌ :
يَزُرْنَ أَلاَلاً ما يُنَحِّبْنَ غَيْرَهُ ... بِكلِّ مُلَبٍّ أَشْعثِ الرَّأَسِ مُحْرِمِ أَو نَحَّبُوا : إِذا سارُوا فَأَجْهدُوا حَتَّى قرًبًوا من باب كرًم من الماء والمصدرً : التَّنْحِيبُ وهو شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة :
ورُبَّ مَفازَةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيَالاً نَحَّبَ السَّفَرُ فُلاناً : إِذا سارَ كِثيراً و أَجْهدَهُ . من المجاز : سيْرٌ نَحْبٌ ومنحت كمُحَدِّث أَي سَرِيعٌ وكذلك الرَّجُلُ . وفي الصَّحِاح : سار فلانٌ على نَحْبٍ : إِذا سار فأَجْهَدَ السَّيْرَ كأَنّه خاطَرَ على شَيءٍ فجَدَّ ؛ قال الشّاعر :
" وِرِدِ القَطَا مِنْهَا بخمْسٍ نَحْبِ أَي : دائبٍ . وسِرْنا إِليهَا ثلاثَ لَيَالٍ مُنَحِّباتٍ اي دائباتٍ . ونَحَّبْنَا سَيْرَنَا : دَأَبْنَاهُ : ويُقَالُ : سَار سَيْراً مُنَحِّباً : أَي قاصِداً لا يُرِيدُ غيره كأَنّهُ جعل ذلك نَذْراً على نفسه . قال الكُمَيْتُ :
يَخِدْن بِنَا عَرْضَ الفَلاةِ وطُولَهَا ... كَمَا صارَ عنْ يُمْنَي يَدَيْهِ المُنَحِّبُالمُنَحِّبُ الرَّجُلُ . قال ابْن سِيدَهْ : هذا البيت أَنْشَده ثعلبٌ وفَسَّرَه فقال هذا الرَّجُلُ حَلَفَ : إِنْ لَمْ أَغْلِبْ قطَعْتُ يدِي . كأَنَّهُ ذَهبَ به إِلى معنَى النَّذْرِ كذا في لِسان العرب وفيه تَأَمُّلٌ . والنُّحْبَةُ بالضَّمّ : القُرْعةُ وهو مأْخوذٌ من قولهم : ناحَبَهُ إِذا حَاكَمَهُ وفاخَرَهُ ؛ لأِنّها كالحَاكِمةَ في الاسْتِهَام . وهو من المجاز . ونَاحبْتُ الرَّجُلُ إِلى فلانٍ : مثلُ حاكَمْتهُ . وفي الصَّحِاح : قال طَلْحَةُ . بْنُ عبيدِ اللهِ لابْنِ عَبّاسٍ رضيَ الله عنهما : فهَلْ لَكَ في أَنْ أَنَاحِبَك وتَرْفَعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلَّم ؟ قال أَبو عُبَيْدٍ قال الأَصْمَعِيُّ : ناحَبْتُ الرَّجُلُ : إِذا حاكَمْتَهُ أَو قاضَيْتَه إِلى رَجلٍ . وقال غيْرهُ : ناحَبْتُهُ ونافَرْتُهُ مثلُهُ قال أَبو منصور : أَراد طَلْحةُ في هذا المَعْنى كأَنَّهُ قالَ لأَبِنِ عَبَّاس : أَنافِرُكَ أَي : أَفاخِرُك وأَحاكِمك فتعُدُّ فضائلَك وحَسَبَكَ وأَعُدُّ فضائلي ولا تَذْكُرْ في فضائلِك النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقُرْبَ قَرَابَتِك منه ؛ فإِنّ هذا الفضلَ مُسَلَّمٌ لك فارفَعْه من الرَّأْسِ وأَنافِركُ بما سِواهُ . يعني : أَنّهُ لايقْصُرُ عنه فما عدا ذلك من المَفَاخِر . ومثلُه في هامش الصَّحِاح مُخْتَصَراً . وفي الحديث لو عَلمَ النّاسُ ما في الصَّفِّ الأَوّلِ لاقْتَتَلُوا عليه وما تَقَدَّمُوا إِلاّ بنُحْبَة " أَي بقُرْعَةٍ . المُنَاحَبَةُ : المُخَاطَرَةُ والمُراهَنَةُ . ويقالُ : نَاحَبهُ : إِذا راهنَهُ . وفي حديثِ أَبي بَكْر رَضَي اللهُ عنه في مُناحَبَةِ " الم غُلِبَتِ الرُّومُ أَي : مُرَاهَنَتِه لقُرَيْش بينَ الرُّومِ والفُرسْ . وانْتَحَبَ الرَّجُلُ : إِذا بَكَى وتَنَفَّس أَي : صَعَّدَ نَفَسَه شَدِيداً . ويُقَالُ تَنَاحَبُوا : إِذا تَوَاعدُوا لِلْقِتالِ إِلى وقْتٍ ما وقَدْ يَكُونُ التَّنَاحُبُ لِغَيْر القِتَالِ أَيضاً . ومما يُسْتَدْرَكُ على المُصَنِّف : النَّواحبُ وهُنَّ البَواكِي : جمع ناحِبةٍ . من المجاز : التَّنْحِيبُ : الإِكْبابُ على الشَّيءِ لا يُفارِقُهُ . ويقالُ : نَحَّبَ فلانٌ على أَمره . وقال أَعْرَابيّ أَصابتْه شَوْكَةٌ فنَحَّبَ عليها يستخرِجُها أَي أكبَّ عليها . وكذلك هو في كلّ شْيءٍ : هُوَ مُنَحِّبٌ في كذا . والنحيب : موضع بالبصرة فيه قَصْرٌ لعبد الله بْنِ عامرِ بْن كُرَيْز