نَخَلَه يَنْخُله نَخْلاً وَتَنَخَّلَه وانْتَخَلَه : صَفّاه واختاره وكلُّ ما صُفِّيَ ليُعزَلَ لُبابُه فقد انتُخِلَ وتُنُخِّلَ . ويقال : انْتَخلْتُ الشيءَ : اسْتَقصَيْتُ أَفْضَلَه وَتَنَخَّلْتُه : تخَيَّرْتُه . وإذا نَخَلْتَ الأدوِيَةَ لتَسْتَصْفي أَجْوَدَها قلتَ : نَخَلْتُ وأَنْخَلتُ فالنَّخْل : التَّصفِيَةُ والانْتِخال : الاختيارُ لنَفسِكَ أَفْضَله قال الشاعر :
تنَخَّلْتُها مَدْحَاً لقَومٍ ولم أكُنْ ... لغيرِهم فيما مضى أَتَنَخَّلُ والنُّخالَة بالضَّمّ : ما يُنخَلُ به منه هكذا في النسخ والصواب : ما يُنخَلُ منه . والنَّخْلُ : تَنْخِيلُكَ الدقيقَ بالمُنْخُلِ لتَعزِلَ نُخالَتَه عن لُبابِه . النُّخالَةُ أيضاً : ما نُخِلَ عن الدقيق وَنَخْلُ الدقيق : غَرْبَلَتُه . أيضاً : ما بقي في المُنْخُلِ ممّا يُنخَل حكاه أبو حنيفة قال : وكُلُّ ما نُخِلَ فما يبقى فلم يُنْتَخَلْ نُخالَةٌ وهذا على السَّلْب . من الخَواصِّ : إذا طُبِخَتْ النُّخالَةُ بالماء أو ماءِ الفُجلِ وضُمِّدَ بها لَسْعَةُ العَقربِ أَبْرَأَتْ وَحِيّاً . والمُنْخُل بالضَّمّ وتُفتَحُ خاؤُه : ما يُنخَلُ به لا نَظيرَ له إلاّ قَوْلُهم مُنْصُلٌ ومُنْصَلٌ وهو أحدُ ما جاءَ من الأدواتِ على مُفْعُلٍ بالضَّمّ وأمّا قولُهم فيه مُنْعُلٌ فعلى البدَلِ للمضارعةِ . والنَّخْل : م مَعْرُوفٌ وهو شجَرُ التَّمرِ كالنَّخيلِ كأميرٍ وهكذا في العُباب وظاهرُ كلامهما أنّه استُعمل كالنَّخْل وهو اسمُ جِنسٍ جَمْعِيٍّ واستُعملَ جَمْعَاً لنَخْلَةٍ كما يأتي له قريباً والمعروفُ أنّه جمعٌ لنَخْلٍ كَعَبْدٍ وعَبيدٍ كما صرَّحَ به في التَّوْشيح يُؤَنَّثُ ويُذكَّرُ قال أبو حنيفة : أهلُ الحجازِ يُؤَنِّثونَه وفي التنزيل العزيز : " والنَّخْلُ ذاتُ الأَكْمام " وأهلُ نَجدٍ يُذكِّرونَ قال الشاعر :
" كَنَخْلٍ منَ الأعْراضِ غَيْرِ مُنَبَّقِ واحدَتُه نَخْلَةٌ ج : نَخيلٌ وثلاثةُ نَخَلاتٍ . واستعارَ أبو حنيفةَ النَّخْلَ لشجرِ النارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبائِسَ فيها الفُوفَل أمثالَ التمرِ وقال مرّةً يصفُ شَجَرَ الكاذيّ : هو نَخْلَةٌ في كلِّ شيءٍ من حِلْيَتِها وإنّما يريدُ في كلِّ ذلك أنّه يُشبهُ النَّخْلَةَ . النَّخْل : تَنْخِيلُ الثلجِ والوَدْقِ تقول : انْتَخلَتْ لَيْلَتُنا الثَّلجَ أو مَطَرَاً غيرَ جَوْدٍ والسحابُ يَنْخُلُ البَرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه وهو مَجاز . النَّخْل : ضَربٌ من الحَلْيِ على صورةِ النَّخْلِ قاله ابنُ فارسٍ وبه فُسِّرَ قولُ الشاعر :
رَأَيْتُ بها قَضيباً فَوْقَ دِعْصٍ ... عليه النَّخْلُ أَيْنَعَ والكُرومُ قالوا : والكُروم : القَلائد . النَّخْل : ع غربيَّ مسجدِ الأحزابِ وهو نَخْلُ عبدِ الرحمنِ بن سَهْلِ بن سَعدٍ وقيل : هو على ثلاثةِ أميالٍ من المدينة وقيل : مَنْهَلٌ دونَ المدينة . نُخَيْلةُ كجُهَيْنة : مولاةٌ لعائشةَ رَضِيَ الله تَعالى عنها رَوَتْ عنها . النُّخَيْلة : الطبيعة . أيضاً : النَّصيحة هكذا في النسخ والصواب كسَفينَةٍ في المَعنيَيْن والجمعُ نَخائِلُ . نُخَيْلةُ ع بالمدينة . أيضاً : ع بالعراق قُربَ الكُوفةِ على سَمْتِ الشام وهو مَقْتَلُ عليٍّ رَضِيَ الله تَعالى عنه والخَوارِجُ . وأبو نُخَيْلةَ العُكْليُّ كُنِيَ بذلك لأنّه وُلِدَ عند جِذعِ نَخْلَةٍ أو لأنّه كانت له نُخَيْلةٌ يَتَعَهَّدُها وسَمّاه بَخْدَجٌ الشاعرُ : النُّخَيْلات فقال يهجوه :
" لاقى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا
" مِنِّي وشَلاًّ للِّئامِ مِشْقَذاأو أبو نُخَيْلةَ السَّعْديُّ ويقال : الحِمّانيُّ وهو اسمُه وكُنيتُه أبو الجُنَيْد بن حَزْنِ بن زائدةَ بن لَقيطِ بنِ هِدْمِ بن أَثْرِبيّ بن ظالمِ بنِ مُخاشِنِ بن حِمّانَ بن عَبْدِ العُزَّى بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناةَ بن تَميمٍ : راجزان . أبو نُخَيْلةَ البَجَليُّ وقد تقدّم الاختلافُ فيه في التركيب الذي قبله . أبو نُخَيْلةَ اللِّهْبِيُّ له حديثٌ رواه ابنُ مَنْدَةَ من طريقِ المُسلمِ بنِ حُذَيْفةَ صحابِيّان . المُنَخَّلُ بن خَليلِ اليَشْكُريُّ كمُعَظَّمٍ : شاعرٌ ومنه : لا أفعلُه حتى يَؤوبَ المُنَخَّل مثَلٌ للتأبيدِ يُضربُ في الغائبِ الذي لا يُرجى إيابُه كما يقال : حتى يَؤوبَ القارِظُ العَنْزِيُّ واسمُه عامرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَيْم . وقال الأَصْمَعِيّ : المُنَخَّل : رجلٌ أُرسِلُ في حاجةٍ فلم يرجِعْ فصارَ مثَلاً في كلِّ ما لا يُرجى . والمُتَنَخِّل : لقَبُ مالكِ بن عُوَيْمِرِ بنِ عثمانَ سُوَيْد بن خُنَيْس بن خُناعة بن عادِيَةَ بنِ صَعْصَعةَ بن كَعْبِ بن طابِخَةَ بن لِحْيانَ بن هُذَيْلٍ الهُذَليُّ الشاعرُ المشهور كُنيتُه أبو أُثَيْلةَ . النُّخَيْل كزُبَيْرٍ : ع بالشام . أيضاً : عَينٌ قُربَ المدينةِ على ساكنِها السلام فَوْقَ نَخْلٍ على خمسةِ أميالٍ . أيضاً : مَوْضِعانِ آخَران . وذو النَّخيل كأَميرٍ : ع بين المُغَمَّسِ وأَثْبِرةَ بالقُربِ من مكّةَ شرَّفَها الله تَعالى . وَنَخْلَةُ الشاميّةُ واليَمانِيّةُ : وادِيانِ على لَيْلَةٍ من مكّةَ شرّفَها الله تَعالى من بلادِ هُذَيْلٍ ويُصبُّ في نَخْلَةَ اليَمانِيّةِ يَدَعَانُ وهو وادٍ به مسجِدُ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلَّم وبه عَسْكَرتْ هَوازِنُ يَوْمَ حُنَيْن ويُصَبُّ فيه أيضاً سَبُوحَةُ على بُستانِ ابنِ عامرٍ ومُجتَمَعُ الوادِيَيْن بَطْنُ مَرٍّ وقال الأَزْهَرِيّ : في بلادِ العربِ وادِيانِ يُعرَفانِ بالنَّخْلَتَيْنِ أحدهما : باليَمامةِ ويأخذُ إلى قُرى الطائفِ والآخر : يأخذ إلى ذاتِ عِرْقٍ . وَخَمْسَةُ مَواضِعَ أُخَر منها نَخْلَة : مَوْضِعٌ بين مكّةَ والطائف ويقال له : بَطْنُ نَخْلَةَ وإيّاه عنى امرؤُ القَيس :
فَريقانِ منهم سالِكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ ... وآخَرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ وأيضاً : وادٍ باليَمامةِ . وذو النَّخْلَةِ : هو المسيحُ عيسى بنُ مَرْيَمَ عليهما السلامُ لأنّه وُلِدَ عند جِذعِ نَخْلَةٍ . وبَنو نَخْلان : بَطنٌ من ذي كُلاعٍ من حِميَرَ . وعِمْرانُ بن سعيدٍ النَّخْلِيُّ : تابِعيٌّ من أهلِ الكُوفةِ ثِقةٌ روى عن سَفينَةَ وعنه شَريكٌ وأبو نُعَيْم وابنُه حَمّادٌ قاله الذهَبِيُّ قال الحافظ : فرَّقَ ابنُ ماكُولا بين عِمْرانَ بن سعيدٍ النَّخْليِّ وبين عِمْرانَ النَّخْليِّ الذي روى عن سَفينَةَ ونَقَلَ عن يَحْيَى بن مَعينٍ أنّ الراوي عن سَفينةَ هو عِمْرانُ بن عَبْد الله بن كَيْسَانَ قال : وهذا تحقيقٌ بالِغٌ وحَمّادٌ هو ولَدُ عِمْرانَ بن عَبْد الله قال : وفي قَوْلِ الذهَبيِّ إنّه روى عنه شَريكٌ وأبو نُعَيْم نظَرٌ فإنّ أبا نُعَيْمٍ إنّما روى عن حَمّادِ بن عِمْرانَ لا عن أبيه انتهى . قلتُ : وكأنّ الذهَبيَّ تابعٌ لِما في الثِّقاتِ لابنِ حِبّانَ فإنّه قالَ فيه : عِمْرانُ النَّخْلِيُّ : من أهلِ الكُوفةِ يروى عن ابنِ عُمرَ وعنه شَريكٌ النَّخَعيُّ وابنُه حَمّادُ بن عِمْرانَ فتأمَّلْ . قال الذهَبيُّ : وإبراهيمُ بن محمدٍ النَّخْلِيُّ : له تاريخٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رجلٌ ناخِلُ الصدرِ : أي ناصِحٌ . ونَصيحةٌ ناخِلَةٌ : أي مَنْخُولَةٌ خالِصةٌ فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ كماءٍ دافِقٍ . وفي الحديث : " لا يَقْبَلُ اللهُ إلاّ نَخائِلَ القُلوبِ " أي النِّيّاتِ الخالصةَ يقال : نَخَلْتُ له النَّصيحةَ : إذا أَخْلَصْتَها وهو مَجاز . وانْتَخلَ السَّحابُ الرَّذاذ مثل نَخَلَ . وأبو نَخْلَةَ : كُنيَةٌ وأنشدَ ابنُ جِنِّي عن أبي عليٍّ :
" أُطْلُبْ أبا نَخْلَةَ مَن يَأْبُوكا
" فقد سَأَلْنا عَنْكَ مَن يَعْزُوكا
" إلى أبٍ فكُلُّهم يَنْفِيكاوَبَذَلَ له نَخيلَةَ قَلْبِه . وهو نَخيلَتي من إخواني ونَخيلَةَ نَفْسِي : أي خِيرَتي وهو مَجاز . ونُخالٌ كغُرابٍ : شِعبٌ يَصُبُّ في الصفراءِ بين الحرمَيْن . والنَّخَل : موضعٌ بالقُربِ من زَبيدَ ومَنْهَلٌ معروفٌ بين مِصرَ والعقَبَةِ . وَعَيْنُ نَخلٍ : مَوْضِعٌ آخَر قال :
مِنَ المُتَعَرِّضاتِ بعَيْنِ نَخْلٍ ... كأنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ والنَّخّال كشَدّادٍ : مَن يَنْخُلُ الدَّقيق . وأبو سعيدٍ جَعْفَرُ بن عَبْد الله بن محمدٍ السَّرْخَسِيُّ النُّخالِيُّ بالضَّمّ حدَّثَ عن أبي العبّاسِ الدَّغُولي مات في حدود سنة 400 . وشيخُ مَشايِخنا أبو العبّاسِ أحمدُ بن محمد النَّخْليُّ الشافعيُّ المَكِّيُّ . وكمُعَظَّمٍ المُنَخَّل بن سُبَيْعِ بن زَيْدِ بنِ جَعْوَنَةَ العَنْبَريُّ والمُنَخَّلُ بن مَسْعُودِ بن عامرِ بن رَبيعةَ بن عمروٍ اليَشْكُريُّ : شاعِران