القُرْبُ نقيضُ
البُعْدِ قَرُبَ الشيءُ بالضم يَقْرُبُ قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً أَي دَنا
فهو قريبٌ الواحد والاثنان والجميع في ذلك سواء وقوله تعالى ولو تَرَى إِذ
فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذُوا من مكانٍ قريبٍ جاءَ في التفسير أُخِذُوا من تحتِ
أَقدامهم
القُرْبُ نقيضُ
البُعْدِ قَرُبَ الشيءُ بالضم يَقْرُبُ قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً أَي دَنا
فهو قريبٌ الواحد والاثنان والجميع في ذلك سواء وقوله تعالى ولو تَرَى إِذ
فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذُوا من مكانٍ قريبٍ جاءَ في التفسير أُخِذُوا من تحتِ
أَقدامهم وقوله تعالى وما يُدْرِيكَ لعلَّ الساعةَ قريبٌ ذَكَّر قريباً لأَن
تأْنيثَ الساعةِ غيرُ حقيقيّ وقد يجوز أَن يُذَكَّر لأَن الساعةَ في معنى البعث
وقوله تعالى واستمع يوم يُنادي المنادِ من مكانٍ قريبٍ أَي يُنادي بالحَشْرِ من
مكانٍ قريب وهي الصخرة التي في بيت المَقْدِس ويقال إِنها في وسط الأَرض قال
سيبويه إِنَّ قُرْبَك زيداً ولا تقول إِنَّ بُعْدَك زيداً لأَن القُرب أَشدُّ
تَمكُّناً في الظرف من البُعْد وكذلك إِنَّ قريباً منك زيداً وأَحسنُه أَن تقول
إِن زيداً قريب منك لأَنه اجتمع معرفة ونكرة وكذلك البُعْد في الوجهين وقالوا هو
قُرابتُك أَي قَريبٌ منك في المكان وكذلك هو قُرابَتُك في العلم وقولهم ما هو
بشَبِيهِكَ ولا بِقُرَابة مِن ذلك مضمومة القاف أَي ولا بقَريبٍ من ذلك أَبو سعيد
يقول الرجلُ لصاحبه إِذا اسْتَحَثَّه تَقَرَّبْ أَي اعْجَلْ سمعتُه من أَفواههم
وأَنشد يا صاحِبَيَّ تَرحَّلا وتَقَرَّبا فلَقَد أَنى لمُسافرٍ أَن يَطْرَبا
التهذيب وما قَرِبْتُ هذا الأَمْرَ ولا قَرَبْتُه قال اللّه تعالى ولا تَقْرَبا
هذه الشجرة وقال ولا تَقْرَبُوا الزنا كل ذلك مِنْ قَرِبتُ أَقْرَبُ ويقال فلان
يَقْرُبُ أَمْراً أَي يَغْزُوه وذلك إِذا فعل شيئاً أَو قال قولاً يَقْرُبُ به
أَمْراً يَغْزُوه ويُقال لقد قَرَبْتُ أَمْراً ما أَدْرِي ما هو وقَرَّبَه منه
وتَقَرَّب إِليه تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً واقْتَرَب وقاربه وفي حديث أَبي عارِمٍ
فلم يَزَلِ الناسُ مُقارِبينَ له أَي يَقْرُبُونَ حتى جاوزَ بلادَ بني عامر ثم
جَعل الناسُ يَبْعُدونَ منه وافْعَلْ ذلك بقَرابٍ مفتوحٌ أَي بقُرْبٍ عن [ ص 663 ]
ابن الأَعرابي وقوله تعالى إِنَّ رحمةَ اللّه قَريبٌ من المحسنين ولم يَقُلْ
قَريبةٌ لأَنه أَراد بالرحمة الإِحسانَ ولأَن ما لا يكون تأْنيثه حقيقيّاً جاز
تذكيره وقال الزجاج إِنما قيل قريبٌ لأَن الرحمة والغُفْرانَ والعَفْو في معنًى
واحد وكذلك كل تأْنيثٍ ليس بحقيقيّ قال وقال الأَخفش جائز أَن تكون الرحمة ههنا
بمعنى المَطَر قال وقال بعضُهم هذا ذُكِّر ليَفْصِلَ بين القريب من القُرْب
والقَريبِ من القَرابة قال وهذا غلط كلُّ ما قَرُبَ من مكانٍ أَو نَسَبٍ فهو جارٍ
على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث قال الفراءُ إِذا كان القريبُ في معنى المسافة
يذكَّر ويؤَنث وإِذا كان في معنى النَّسَب يؤَنث بلا اختلاف بينهم تقول هذه
المرأَة قَريبتي أَي ذاتُ قَرابتي قال ابن بري ذكر الفراءُ أَنَّ العربَ تَفْرُقُ
بين القَريب من النسب والقَريب من المكان فيقولون هذه قَريبتي من النسب وهذه
قَرِيبي من المكان ويشهد بصحة قوله قولُ امرئِ القيس
له الوَيْلُ إِنْ أَمْسَى ولا أُمُّ هاشمٍ ... قَريبٌ ولا البَسْباسةُ ابنةُ
يَشْكُرا
فذكَّر قَريباً وهو خبر عن أُم هاشم فعلى هذا يجوز قريبٌ مني يريد قُرْبَ المَكان
وقَريبة مني يريد قُرْبَ النَّسب ويقال إِنَّ فَعِيلاً قد يُحْمل على فَعُول لأَنه
بمعناه مثل رَحيم ورَحُوم وفَعُول لا تدخله الهاءُ نحو امرأَة صَبُور فلذلك قالوا
ريح خَريقٌ وكَنِيبة خَصِيفٌ وفلانةُ مني قريبٌ وقد قيل إِن قريباً أَصلهُ في هذا
أَن يكونَ صِفةً لمكان كقولك هي مني قَريباً أَي مكاناً قريباً ثم اتُّسِعَ في
الظرف فَرُفِع وجُعِلَ خبراً التهذيب والقَريبُ نقيضُ البَعِيد يكون تَحْويلاً
فيَستوي في الذكر والأُنثى والفرد والجميع كقولك هو قَريبٌ وهي قريبٌ وهم قريبٌ
وهنَّ قَريبٌ ابن السكيت تقول العرب هو قَريبٌ مني وهما قَريبٌ مني وهم قَرِيبٌ
مني وكذلك المؤَنث هي قريب مني وهي بعيد مني وهما بعيد وهنّ بعيد مني وقريب
فتُوَحِّدُ قريباً وتُذَكِّرُه لأَنه إِن كان مرفوعاً فإِنه في تأْويل هو في مكان
قريب مني وقال اللّه تعالى إِن رحمة اللّه قريب من المحسنين وقد يجوز قريبةٌ
وبَعيدة بالهاءِ تنبيهاً على قَرُبَتْ وبَعُدَتْ فمن أَنثها في المؤَنث ثَنَّى
وجَمَع وأَنشد
لياليَ لا عَفْراءُ منكَ بعيدةُ ... فتَسْلى ولا عَفْراءُ منكَ قَريبُ
واقْتَرَبَ الوعدُ أَي تَقارَبَ وقارَبْتُه في البيع مُقاربة والتَّقارُبُ ضِدُّ
التَّباعد وفي الحديث إِذا تَقاربَ الزمانُ وفي رواية إِذا اقْترَبَ الزمان لم
تَكَدْ رُؤْيا المؤْمِن تَكْذِبُ قال ابن الأَثير أَراد اقترابَ الساعة وقيل
اعتدالَ الليل والنهار وتكون الرؤْيا فيه صحيحةً لاعْتِدالِ الزمان واقْتَربَ
افْتَعَلَ من القُرْب وتَقارَب تَفاعَلَ منه ويقال للشيءِ إِذا وَلَّى وأَدْبَر
تَقارَبَ وفي حديث المَهْدِيِّ يَتَقارَبُ الزمانُ حتى تكون السنةُ كالشهر أَراد
يَطِيبُ الزمانُ حتى لا يُسْتَطالَ وأَيام السُّرور والعافية قَصيرة وقيل هو كناية
عن قِصَر الأَعْمار وقلة البركة ويقال قد حَيَّا وقَرَّب إِذا قال حَيَّاكَ اللّه
وقَرَّبَ دارَك وفي الحديث مَنْ تَقَرَّب إِليَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِليه
ذِراعاً المرادُ بقُرْبِ العَبْدِ [ ص 664 ] منَ اللّه عز وجل القُرْبُ بالذِّكْر
والعمل الصالح لا قُرْبُ الذاتِ والمكان لأَن ذلك من صفات الأَجسام واللّه
يَتَعالى عن ذلك ويَتَقَدَّسُ والمراد بقُرْبِ اللّه تعالى من العبد قُرْبُ نعَمِه
وأَلطافه منه وبِرُّه وإِحسانُه إِليه وتَرادُف مِنَنِه عنده وفَيْضُ مَواهبه عليه
وقِرابُ الشيءِ وقُرابُه وقُرابَتُه ما قاربَ قَدْرَه وفي الحديث إِن لَقِيتَني
بقُراب الأَرضِ خطيئةً أَي بما يقارِبُ مِلأَها وهو مصدرُ قارَبَ يُقارِبُ
والقِرابُ مُقاربة الأَمر قال عُوَيْفُ القَوافي يصف نُوقاً
هو ابن مُنَضِّجاتٍ كُنَّ قِدْماً ... يَزِدْنَ على العَديد قِرابَ شَهْرِ
وهذا البيت أَورده الجوهري يَرِدْنَ على الغَديرِ قِرابَ شهر قال ابن بري صواب
إِنشاده يَزِدْنَ على العَديد مِنْ معنى الزيادة على العِدَّة لا مِنْ معنى
الوِرْدِ على الغَدير والمُنَضِّجةُ التي تأَخرت ولادتها عن حين الولادة شهراً وهو
أَقوى للولد قال والقِرابُ أَيضاً إِذا قاربَ أَن يمتلئَ الدلوُ وقال العَنْبَرُ
بن تميم وكان مجاوراً في بَهْراءَ قد رابني منْ دَلْوِيَ اضْطِرابُها والنَّأْيُ
من بَهْراءَ واغْتِرابُها إِلاَّ تَجِي مَلأَى يَجِي قِرابُها ذكر أَنه لما تزوَّجَ
عمرو بن تميم أُمَّ خارجةَ نقَلَها إِلى بلده وزعم الرواةُ أَنها جاءَت بالعَنْبَر
معها صغيراً فأَولدها عَمرو بن تميم أُسَيْداً والهُجَيْم والقُلَيْبَ فخرجوا ذاتَ
يوم يَسْتَقُون فَقَلَّ عليهم الماءُ فأَنزلوا مائحاً من تميم فجعل المائح يملأُ
دَلْوَ الهُجَيْم وأُسَيْد والقُلَيْبِ فإِذا وردَتْ دلو العَنْبر تركها تَضْطَربُ
فقال العَنْبَر هذه الأَبيات وقال الليث القُرابُ والقِرابُ مُقارَبة الشيءِ تقول
معه أَلفُ درهم أَو قُرابه ومعه مِلْءُ قَدَح ماءٍ أَو قُرابُه وتقول أَتيتُه
قُرابَ العَشِيِّ وقُرابَ الليلِ وإِناءٌ قَرْبانُ قارَب الامْتِلاءَ وجُمْجُمةٌ
قَرْبَى كذلك وقد أَقْرَبَه وفيه قَرَبُه وقِرابُه قال سيبويه الفعل من قَرْبانَ
قارَبَ قال ولم يقولوا قَرُبَ استغناء بذلك وأَقْرَبْتُ القَدَحَ مِنْ قولهم قَدَح
قَرْبانُ إِذا قارَبَ أَن يمتلئَ وقَدَحانِ قَرْبانانِ والجمع قِرابٌ مثل عَجْلانَ
وعِجالٍ تقول هذا قَدَحٌ قَرْبانُ ماءً وهو الذي قد قارَبَ الامتِلاءَ ويقال لو
أَنَّ لي قُرابَ هذا ذَهَباً أَي ما يُقارِبُ مِْلأَه والقُرْبانُ بالضم ما
قُرِّبَ إِلى اللّه عز وجل وتَقَرَّبْتَ به تقول منه قَرَّبْتُ للّه قُرْباناً
وتَقَرَّبَ إِلى اللّه بشيءٍ أَي طَلَبَ به القُرْبة عنده تعالى والقُرْبانُ
جَلِيسُ الملك وخاصَّتُه لقُرْبِه منه وهو واحد القَرابِينِ تقول فلانٌ من قُرْبان
الأَمير ومن بُعْدانِه وقَرابينُ المَلِكِ وُزَراؤُه وجُلساؤُه وخاصَّتُه وفي
التنزيل العزيز واتْلُ عليهم نَبأَ ابْنَيْ آدمَ بالحق إِذ قَرَّبا قُرْباناً وقال
في موضع آخر إِن اللّه عَهِدَ إِلينا أَن لا نُؤْمِن لرسولٍ حتى يأْتِيَنا
بقُرْبانٍ تأْكُلُه النارُ وكان الرجلُ إِذا قَرَّبَ قُرْباناً سَجَد للّه فتنزل
النارُ فتأْكل قُرْبانَه فذلك علامةُ قبول القُرْبانِ وهي [ ص 665 ] ذبائح كانوا
يذبحونها الليث القُرْبانُ ما قَرَّبْتَ إِلى اللّه تبتغي بذلك قُرْبةً ووسيلة وفي
الحديث صفة هذه الأُمَّةِ في التوراة قُرْبانُهم دماؤُهم القُرْبان مصدر قَرُبَ
يَقْرُب أَي يَتَقَرَّبُون إِلى اللّه بإِراقة دمائهم في الجهاد وكان قُرْبان
الأُمَم السالفةِ ذَبْحَ البقر والغنم والإِبل وفي الحديث الصّلاةُ قُرْبانُ كلِّ
تَقِيٍّ أَي إِنَّ الأَتْقِياءَ من الناس يَتَقَرَّبونَ بها إِلى اللّه تعالى أَي
يَطْلُبون القُرْبَ منه بها وفي حديث الجمعة مَن رَاحَ في الساعةِ الأُولى فكأَنما
قَرَّبَ بدنةً أَي كأَنما أَهْدى ذلك إِلى اللّه تعالى كما يُهْدى القُرْبانُ إِلى
بيت اللّه الحرام الأَحمر الخيلُ المُقْرَبة التي تكون قَريبةً مُعَدَّةً وقال شمر
الإِبل المُقْرَبة التي حُزِمَتْ للرُّكوب قالَها أَعرابيٌّ مِن غَنِيٍّ وقال
المُقْرَباتُ من الخيل التي ضُمِّرَتْ للرُّكوب أَبو سعيد الإِبل المُقْرَبةُ التي
عليها رِحالٌ مُقْرَبة بالأَدَمِ وهي مَراكِبُ المُلوك قال وأَنكر الأَعرابيُّ هذا
التفسير وفي حديث عمر رضي اللّه عنه ما هذه الإِبلُ المُقْرِبةُ ؟ قال هكذا رُوي
بكسر الراءِ وقيل هي بالفتح وهي التي حُزِمَتْ للرُّكوب وأَصلُه من القِرابِ ابن
سيده المُقْرَبةُ والمُقْرَب من الخيل التي تُدْنَى وتُقَرَّبُ وتُكَرَّمُ ولا
تُتْرَكُ أَن تَرُودَ قال ابن دريد إِنما يُفْعَلُ ذلك بالإِناث لئلا يَقْرَعَها
فَحْلٌ لئيم وأَقْرَبَتِ الحاملُ وهي مُقْرِبٌ دنا وِلادُها وجمعها مَقاريبُ
كأَنهم توهموا واحدَها على هذا مِقْراباً وكذلك الفرس والشاة ولا يقال للناقةِ
إِلاّ أَدْنَتْ فهي مُدْنٍ قالت أُمُّ تأَبَّطَ شَرّاً تُؤَبِّنُه بعد موته
وابْناه وابنَ اللَّيْل ليس بزُمَّيْل شَروبٍ للقَيْل يَضْرِبُ بالذَّيْل
كمُقْرِبِ الخَيْل لأَنها تُضَرِّجُ من دَنا منها ويُرْوى كمُقْرَب الخيل بفتح
الراءِ وهو المُكْرَم الليث أَقْرَبَتِ الشاةُ والأَتانُ فهي مُقْرِبٌ ولا يقال
للناقة إِلاّ أَدْنَتْ فهي مُدْنٍ العَدَبَّسُ الكِنانيُّ جمع المُقْرِبِ من
الشاءِ مَقاريبُ وكذلك هي مُحْدِثٌ وجمعُه مَحاديثُ التهذيب والقَريبُ والقَريبة ذو
القَرابة والجمع مِن النساءِ قَرائِبُ ومِن الرجال أَقارِبُ ولو قيل قُرْبَى لجاز
والقَرابَة والقُرْبَى الدُّنُوُّ في النَّسب والقُرْبَى في الرَّحِم وهي في
الأَصل مصدر وفي التنزيل العزيز والجار ذي القُرْبَى وما بينهما مَقْرَبَةٌ
ومَقْرِبَة ومَقْرُبة أَي قَرابةٌ وأَقارِبُ الرجلِ وأَقْرَبوه عَشِيرَتُه
الأَدْنَوْنَ وفي التنزيل العزيز وأَنْذِرْ عَشِيرَتَك الأَقْرَبِين وجاءَ في
التفسير أَنه لما نَزَلَتْ هذه الآية صَعِدَ الصَّفا ونادى الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ
فَخِذاً فَخِذاً يا بني عبدالمطلب يا بني هاشم يا بني عبدمناف يا عباسُ يا صفيةُ
إِني لا أَملك لكم من اللّه شيئاً سَلُوني من مالي ما شئتم هذا عن الزجاج وتقول
بيني وبينه قَرابة وقُرْبٌ وقُرْبَى ومَقْرَبة ومَقْرُبة وقُرْبَة وقُرُبَة بضم
الراءِ وهو قَريبي وذو قَرابَتي وهم أَقْرِبائي وأَقارِبي والعامة تقول هو
قَرابَتي وهم قَراباتي وقولُه تعالى قل لا أَسْأَلُكم عليه أَجْراً إِلا
المَوَدَّة في القُرْبَى أَي إِلا أَن تَوَدُّوني في قَرابتي أَي في قَرابتي منكم
ويقال فلانٌ ذو قَرابتي وذو [ ص 666 ] قَرابةٍ مِني وذو مَقْرَبة وذو قُرْبَى مني
قال اللّه تعالى يَتيماً ذا مَقْرَبَةٍ قال ومِنهم مَن يُجيز فلان قَرابتي
والأَوَّلُ أَكثر وفي حديث عمر رضي اللّه عنه إِلاَّ حامَى على قَرابته أَي
أَقارِبه سُمُّوا بالمصدر كالصحابة والتَّقَرُّبُ التَّدَنِّي إِلى شَيءٍ
والتَّوَصُّلُ إِلى إِنسان بقُرْبةٍ أَو بحقٍّ والإِقْرابُ الدُّنُوُّ وتَقارَبَ الزرعُ
إِذا دَنا إِدراكُه ابن سيده وقارَبَ الشيءَ داناه وتَقَارَبَ الشيئانِ تَدانَيا
وأَقْرَبَ المُهْرُ والفصيلُ وغيرُه إِذا دنا للإِثناءِ أَو غير ذلك من الأَسْنانِ
والمُتَقارِبُ في العَروض فَعُولُن ثماني مرات وفعولن فعولن فَعَلْ مرتين سُمِّي
مُتَقارِباً لأَنه ليس في أَبنية الشعر شيءٌ تَقْرُبُ أَوْتادُه من أَسبابه
كقُرْبِ المتقارِبِ وذلك لأَن كل أَجزائه مَبْنِيٌّ على وَتِدٍ وسببٍ ورجلٌ
مُقارِبٌ ومتاعٌ مُقارِبٌ ليس بنَفيسٍ وقال بعضهم دَيْنٌ مُقارِبٌ بالكسر ومتاعٌ
مُقارَبٌ بالفتح الجوهري شيءٌ مقارِبٌ بكسرالراءِ أَي وَسَطٌ بين الجَيِّدِ
والرَّدِيءِ قال ولا تقل مُقارَبٌ وكذلك إِذا كان رَخيصاً والعرب تقول تَقارَبَتْ
إِبلُ فلانٍ أَي قَلَّتْ وأَدْبَرَتْ قال جَنْدَلٌ
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) قرب القُرْبُ نقيضُ البُعْدِ
غَرَّكِ أَن تَقارَبَتْ أَباعِري ... وأَنْ رَأَيتِ الدَّهْرَ ذا الدَّوائِر
ويقال للشيءِ إِذا وَلى وأَدبر قد تَقارَبَ ويقال للرجل القصير مُتقارِبٌ
ومُتَآزِفٌ الأَصمعي إِذا رفَعَ الفَرَسُ يَدَيْه معاً ووَضَعَهما معاً فذلك
التقريبُ وقال أَبو زيد إِذا رَجَمَ الأَرضَ رَجْماً فهو التقريبُ يقال جاءَنا
يُقَرِّبُ به فرسُه وقارَبَ الخَطْوَ داناه والتَّقريبُ في عَدْوِ الفرس أَن
يَرْجُمَ الأَرض بيديه وهما ضَرْبانِ التقريبُ الأَدْنَى وهو الإِرْخاءُ والتقريبُ
الأَعْلى وهو الثَّعْلَبِيَّة الجوهري التقريبُ ضَربٌ من العَدْوِ يقال قَرَّبَ
الفرسُ إِذا رفع يديه معاً ووضعهما معاً في العدو وهو دون الحُضْر وفي حديث الهجرة
أَتَيْتُ فرسِي فركبتها فرفَعْتُها تُقَرِّبُ بي قَرَّبَ الفرسُ يُقَرِّبُ تقريباً
إِذا عَدا عَدْواً دون الإِسراع وقَرِبَ الشيءَ بالكسر يَقْرَبُه قُرْباً
وقُِرْباناً أَتاه فقَرُبَ ودنا منه وقَرَّبْتُه تقريباً أَدْنَيْتُه والقَرَبُ
طلبُ الماءِ ليلاً وقيل هو أَن لا يكون بينك وبين الماءِ إِلا ليلة وقال ثعلب إِذا
كان بين الإِبل وبين الماءِ يومان فأَوَّلُ يوم تَطلبُ فيه الماءَ هو القَرَبُ
والثاني الطَّلَقُ قَرِبَتِ الإِبلُ تَقْرَبُ قُرْباً وأَقْرَبَها وتقول قَرَبْتُ
أَقْرُبُ قِرابةً مثلُ كتبتُ أَكْتُبُ كتابةً إِذا سِرْتَ إِلى الماءِ وبينك وبينه
ليلة قال الأَصمعي قلتُ لأَعْرابِيٍّ ما القَرَبُ ؟ فقال سير الليل لِورْدِ الغَدِ
قلتُ ما الطَّلَق ؟ فقال سير الليل لِوِرْدِ الغِبِّ يقال قَرَبٌ بَصْباصٌ وذلك
أَن القوم يُسِيمُونَ الإِبلَ وهم في ذلك يسيرون نحو الماءِ فإِذا بقيَت بينهم
وبين الماءِ عشيةٌ عَجَّلوا نحوهُ فتلك الليلةُ ليلةُ القَرَب قال الخليل
والقارِبُ طالِبُ الماءِ ليلاً ولا يقال ذلك لِطالِب الماءِ نهاراً وفي التهذيب
القارِبُ [ ص 667 ] الذي يَطلُبُ الماءَ ولم يُعَيِّنْ وَقْتاً الليث القَرَبُ أَن
يَرْعَى القومُ بينهم وبين الموْرد وفي ذلك يسيرون بعضَ السَّيْر حتى إِذا كان
بينهم وبين الماءِ ليلةٌ أَو عَشِيَّة عَجَّلُوا فَقَرَبُوا يَقْرُبونَ قُرْباً
وقد أَقْرَبُوا إِبلَهم وقَرِبَتِ الإِبلُ قال والحمار القارِب والعانَةُ
القَوارِبُ وهي التي تَقْرَبُ القَرَبَ أَي تُعَجِّلُ ليلةَ الوِرْدِ الأَصمعي
إِذا خَلَّى الراعي وُجُوهَ إِبله إِلى الماءِ وتَرَكَها في ذلك تَرْعى ليلَتَئذٍ
فهي ليلةُ الطَّلَق فإِن كان الليلةَ الثانية فهي ليلةُ القَرَب وهو السَّوْقُ
الشديد وقال الأَصمعي إِذا كانتْ إِبلُهم طَوالقَ قيل أَطْلَقَ القومُ فهم
مُطْلِقُون وإِذا كانت إِبلُهم قَوارِبَ قالوا أَقْرَبَ القومُ فهم قارِبون ولا
يقال مُقْرِبُون قال وهذا الحرف شاذ أَبو زيد أَقْرَبْتُها حتى قَرِبَتْ تَقْرَبُ
وقال أَبو عمرو في الإِقْرابِ والقَرَب مثله قال لبيد
إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بها ... لم تُمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا
قال ابن الأَعْرابي القَرَبُ والقُرُبُ واحد في بيت لبيد قال أَبو عمرو القَرَبُ
في ثلاثة أَيام أَو أَكثر وأَقْرَب القوم فهم قارِبُون على غير قياس إِذا كانت
إِبلُهم مُتَقارِبةً وقد يُستعمل القَرَبُ في الطير وأَنشد ابن الأَعرابي لخَليج
الأَعْيَويّ
قد قلتُ يوماً والرِّكابُ كأَنَّها ... قَوارِبُ طَيْرٍ حانَ منها وُرُودُها
وهو يَقْرُبُ حاجةً أَي يَطلُبها وأَصلها من ذلك وفي حديث ابن عمر إِنْ كنا
لنَلتَقي في اليوم مِراراً يسأَل بعضُنا بعضاً وأَن نَقْرُبَ بذلك إِلى أَن نحمد
اللّه تعالى قال الأَزهري أَي ما نَطلُبُ بذلك إِلاَّ حمدَ اللّه تعالى قال
الخَطَّابي نَقرُبُ أَي نَطلُب والأَصلُ فيه طَلَبُ الماء ومنه ليلةُ القَرَبِ وهي
الليلة التي يُصْبِحُونَ منها على الماءِ ثم اتُّسِعَ فيه فقيل فُلانٌ يَقْرُبُ
حاجتَه أَي يَطلُبها فأَن الأُولى هي المخففة من الثقيلة والثانية نافية وفي
الحديث قال له رجل ما لي هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي ما له وارِدٌ يَرِدُ الماء ولا
صادِرٌ يَصدُرُ عنه وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه وما كنتُ إِلاَّ كقارِبٍ وَرَدَ
وطالبٍ وَجَد ويقال قَرَبَ فلانٌ أَهلَه قُرْباناً إِذا غَشِيَها والمُقارَبة
والقِرابُ المُشاغَرة للنكاح وهو رَفْعُ الرِّجْلِ والقِرابُ غِمْدُ السَّيف
والسكين ونحوهما وجمعُه قُرُبٌ وفي الصحاح قِرابُ السيفِ غِمْدُه وحِمالَتُه وفي
المثل الفِرارُ بقِرابٍ أَكْيَسُ قال ابن بري هذا المثل ذكره الجوهري بعد قِرابِ
السيف على ما تراه وكان صواب الكلام أَن يقول قبل المثل والقِرابُ القُرْبُ
ويستشهد بالمثل عليه والمثلُ لجابر بن عمرو المُزَنِيّ وذلك أَنه كان يسير في طريق
فرأَى أَثرَ رَجُلَيْن وكان قائفاً فقال أَثَرُ رجلين شديدٍ كَلَبُهما عَزيزٍ
سَلَبُهما والفِرارُ بقِرابٍ أَكْيَسُ أَي بحيث يُطْمَعُ في السلامة من قُرْبٍ
ومنهم مَن يَرويه بقُراب بضم القاف وفي التهذيب الفِرارُ قبلَ أَن يُحاطَ بك
أَكْيَسُ لك وقَرَبَ قِراباً وأَقرَبَهُ عَمِلَهُ وأَقْرَبَ السيفَ والسكين عَمِل
لها قِراباً وقَرَبَهُ أَدْخَلَه في القِرابِ وقيل قَرَبَ السيفَ جعلَ له قِراباً
وأَقْرَبَه أَدْخَله في قِرابِه الأَزهري قِرابُ السيفِ شِبْه جِرابٍ من أَدَمٍ [
ص 668 ] يَضَعُ الراكبُ فيه سيفَه بجَفْنِه وسَوْطه وعصاه وأَداته وفي كتابه لوائل
بن حُجْرٍ لكل عشر من السَّرايا ما يَحْمِلُ القِرابُ من التمر قال ابن الأَثير هو
شِبْه الجِراب يَطْرَحُ فيه الراكبُ سيفه بغِمْدِه وسَوْطِه وقد يَطْرَحُ فيه
زادَه مِن تمر وغيره قال ابن الأَثير قال الخطابي الرواية بالباءِ هكذا قال ولا
موضع له ههنا قال وأُراه القِرافَ جمع قَرْفٍ وهي أَوْعِيَةٌ من جُلُود يُحْمَلُ
فيها الزادُ للسفر ويُجْمَع على قُروف أَيضاً والقِرْبةُ من الأَساقي ابن سيده
القِرْبةُ الوَطْبُ من اللَّبَن وقد تكون للماءِ وقيل هي المَخْروزة من جانبٍ واحد
والجمع في أَدْنى العدد قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ والكثير قِرَبٌ وكذلك جمعُ
كلِّ ما كان على فِعْلة مثل سِدْرة وفِقْرَة لك أَن تفتح العينَ وتكسر وتسكن وأَبو
قِرْبةَ فَرَسُ عُبَيْدِ بن أَزْهَرَ والقُرْبُ الخاصِرة والجمع أَقرابٌ وقال
الشَّمَرْدَلُ يصف فرساً
لاحِقُ القُرْبِ والأَياطِلِ نَهْدٌ ... مُشْرِفُ الخَلْقِ في مَطَاه تَمامُ
التهذيب فرسٌ لاحِقُ الأَقْراب يَجْمَعُونه وإِنما له قُرُبانِ لسَعته كما يقال
شاة ضَخْمَةُ الخَواصِر وإِنما لها خاصرتانِ واستعاره بعضُهم للناقة فقال
حتى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَربعةٍ ... في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ فانْشَمَلا
أَراد حتى دَلَّ فوضعَ الآتي موضعَ الماضي قال أَبو ذؤيب يصف الحمارَ والأُتُنَ
فبَدا له أَقْرابُ هذا رائِغاً ... عنه فعَيَّثَ في الكِنَانةِ يُرْجِعُ
وقيل القُرْبُ والقُرُبُ من لَدُنِ الشاكلةِ إِلى مَرَاقِّ البطن مثل عُسْرٍ
وعُسُرٍ وكذلك من لَدُنِ الرُّفْغ إِلى الإِبْطِ قُرُبٌ من كلِّ جانب وفي حديث
المَوْلِدِ فخرَجَ عبدُاللّه بن عبدالمطلب أَبو النبي صلى اللّه عليه وسلم ذاتَ
يوم مُتَقَرِّباً مُتَخَصِّراً بالبَطْحاءِ فبَصُرَتْ به ليلى العَدَوِيَّة قوله
مُتَقَرِّباً أَي واضعاً يده على قُرْبِه أَي خاصِرَته وهو يمشي وقيل هو الموضعُ
الرقيقُ أَسفل من السُّرَّة وقيل مُتَقَرِّباً أَي مُسْرِعاً عَجِلاً ويُجْمَع على
أَقراب ومنه قصيدُ كعب بن زهير
يمشي القُرادُ عليها ثم يُزْلِقُه ... عنها لَبانٌ وأَقرابٌ زَهالِيلُ
التهذيب في الحديث ثلاثٌ لَعيناتٌ رجلٌ غَوَّرَ الماءَ المَعِينَ المُنْتابَ ورجلٌ
غَوَّرَ طريقَ المَقْرَبةِ ورجل تَغَوَّطَ تحت شَجرةٍ قال أَبو عمرو المَقْرَبةُ
المنزل وأَصله من القَرَبِ وهو السَّيْر قال الراعي في كلِّ مَقْرَبةٍ يَدَعْنَ
رَعِيلا وجمعها مَقارِبُ والمَقْرَبُ سَير الليل قال طُفَيْلٌ يصف الخيل
مُعَرَّقَة الأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُها ... تُثِير القَطا في مَنْهلٍ بعدَ
مَقْرَبِ
وفي الحديث مَن غَيَّر المَقْرَبةَ والمَطْرَبة فعليه لعنةُ اللّه المَقْرَبةُ
طريقٌ صغير يَنْفُذُ إِلى طريق كبير وجمعُها المَقارِبُ وقيل هو من القَرَب وهو
السير بالليل وقيل السير إِلى الماءِ التهذيب الفراء جاءَ في الخبر اتَّقُوا
قُرابَ المُؤْمن أَو قُرابَتَه فإِنه يَنْظُر بنُور اللّه يعني فِراسَتَه [ ص 669
] وظَنَّه الذي هو قَريبٌ من العِلم والتَّحَقُّقِ لصِدْقِ حَدْسِه وإِصابتِه
والقُراب والقُرابةُ القريبُ يقال ما هو بعالم ولا قُرابُ عالم ولا قُرابةُ عالمٍ
ولا قَريبٌ من عالم والقَرَبُ البئر القريبة الماء فإِذا كانت بعيدةَ الماء فهي
النَّجاءُ وأَنشد
يَنْهَضْنَ بالقَوْمِ عَلَيْهِنَّ الصُّلُبْ ... مُوَكَّلاتٌ بالنَّجاءِ والقَرَبْ
يعني الدِّلاء وقوله في الحديث سَدِّدوا وقارِبُوا أَي اقْتَصِدوا في الأُمورِ
كلِّها واتْرُكوا الغُلُوَّ فيها والتقصير يقال قارَبَ فلانٌ في أُموره إِذا اقتصد
وقوله في حديث ابن مسعود إِنه سَلَّم على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو في الصلاة
فلم يَرُدَّ عليه قال فأَخذني ما قَرُبَ وما بَعُدَ يقال للرجُل إِذا أَقْلَقَه
الشيءُ وأَزْعَجَه أَخذه ما قَرُبَ وما بَعُدَ وما قَدُمَ وما حَدُثَ كأَنه
يُفَكِّرُ ويَهْتَمُّ في بَعيدِ أُمورِه وقَريبِها يعني أَيُّها كان سَبَباً في
الامتناع من ردِّ السلام عليه وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه لأُقَرِّبَنَّ
بكم صلاةَ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي لآتِيَنَّكم بما يُشْبِهُها
ويَقْرُبُ منها وفي حديثه الآخر إِني لأَقْرَبُكم شَبَهاً بصلاةِ رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم والقارِبُ السَّفينةُ الصغيرة مع أَصحاب السُّفُنِ الكبار البحرية
كالجَنائب لها تُسْتَخَفُّ لحوائجهم والجمعُ القَوارِبُ وفي حديث الدجال فجلسوا في
أَقْرُبِ السفينة واحدُها قارِبٌ وجمعه قَوارِب قال فأَما أَقْرُبٌ فإِنه غير
معروف في جمع قارِب إِلاَّ أَن يكون على غير قياس وقيل أَقْرُبُ السفينةِ
أَدانِيها أَي ما قارَبَ إِلى الأَرض منها والقَريبُ السَّمَك المُمَلَّحُ ما دام
في طَراءَته وقَرَبَتِ الشمسُ للمغيب ككَرَبَتْ وزعم يعقوب أَن القاف بدل مِن
الكاف والمَقارِبُ الطُّرُقُ وقُرَيْبٌ اسم رجل وقَرِيبةُ اسم امرأَة وأَبو
قَرِيبةَ رجل من رُجَّازِهم والقَرَنْبَى نذكره في ترجمة قرنب
معنى
في قاموس معاجم
النَّقْبُ
الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً وشيءٌ نَقِيبٌ مَنْقُوب قال
أَبو ذؤَيب
أَرِقْتُ لذِكْرِه مِنْ غيرِ نَوْبٍ ... كَما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ
يعني بالمَوْشِيِّ يَراعةً ونَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً واسم تلك النَّقْبة نَقْبٌ
النَّقْبُ
الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً وشيءٌ نَقِيبٌ مَنْقُوب قال
أَبو ذؤَيب
أَرِقْتُ لذِكْرِه مِنْ غيرِ نَوْبٍ ... كَما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ
يعني بالمَوْشِيِّ يَراعةً ونَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً واسم تلك النَّقْبة نَقْبٌ
أَيضاً ونَقِبَ البعيرُ بالكسر إِذا رَقَّتْ أَخْفافُه وأَنْقَبَ الرجلُ إِذا
نَقِبَ بعيرُه وفي حديث عمر [ ص 766 ] رضي اللّه عنه أَتاه أَعرابيّ فقال إِني على
ناقة دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ واسْتَحْمَله فظنه كاذباً فلم يَحْمِلْه
فانطَلَقَ وهو يقول
أَقْسَمَ باللّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ ... ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ
أَراد بالنَّقَبِ ههنا رِقَّةَ الأَخْفافِ نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ فهو نَقِبٌ وفي
حديثه الآخر قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ أَي نَقِبَ بعيرُك
ودَبِرَ وفي حديث علي عليه السلام ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِع أَي
يَرْفُقْ بهما ويجوز أَن يكون من الجَرَب وفي حديث أَبي موسى فنَقِبَتْ أَقْدامُنا
أَي رَقَّتْ جُلودُها وتَنَفَّطَتْ من المَشْيِ ونَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً
تَخَرَّقَ وقيل حَفِيَ ونَقِبَ خُفُّ البعير نَقَباً إِذا حَفِيَ حتى يَتَخَرَّقَ
فِرْسِنُه فهو نَقِبٌ وأَنْقَبَ كذلك قال كثير عزة
وقد أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبُ خُفُّها ... مَناسِمُها لا يَسْتَبِلُّ
رَثِيمُها
أَراد ومَناسِمُها فحذف حرف العطف كما قال قَسَمَا الطَّارِفَ التَّلِيدَ ويروى
أَنْقَبُ خُفِّها مَناسِمُها
والمَنْقَبُ من السُّرَّة قُدَّامُها حيث يُنْقَبُ البَطْنُ وكذلك هو من الفرس
وقيل المَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها قال النابغة الجعدي يصف الفرس
كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْنَ بتُرْسٍ شديد الصِّفَا ... قِ من خَشَبِ الجَوْز لم يُثْقَبِ
والمِنْقَبةُ التي يَنْقُب بها البَيْطارُ نادرٌ والبَيْطارُ يَنْقُبُ في بَطْنِ
الدابة بالمِنْقَبِ في سُرَّته حتى يَسيل منه ماء أَصْفر ومنه قول الشاعر
كالسِّيدِ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه ... ولم يَسِمْه ولم يَلْمِسْ له
عَصَبا
ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّة الدابة وتلك الحديدةُ مِنْقَبٌ بالكسر والمكان مَنْقَبٌ
بالفتح وأَنشد الجوهري لمُرَّة بن مَحْكَانَ
أَقَبّ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه ... ولم يَدِجْهُ ولم يَغْمِزْ له عَصَبا
وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَنه اشْتَكَى عَيْنَه فكَرِهَ أَنْ يَنْقُبَها
قال ابن الأَثير نَقْبُ العَيْنِ هو الذي تُسَمِّيه الأَطباءُ القَدْح وهو
مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الذي يَحْدُثُ في العين وأَصله أَن يَنْقُر البَيْطارُ
حافر الدابة ليَخْرُجَ منه ما دَخل فيه والأَنْقابُ الآذانُ لا أَعْرِفُ لها
واحداً قال القَطامِيُّ
كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً ... أَنْقابُهُنَّ إِلى حُداءِ السُّوَّقِ
ويروى أَنَقاً بِهنَّ أَي إِعْجاباً بِهنَّ التهذيب إِن عليه نُقْبةً أَي أَثَراً
ونُقْبةُ كُلِّ شيءٍ أَثَرُه وهَيْأَتُهُ والنُّقْبُ والنُّقَبُ القِطَعُ
المتفرّقَةُ من الجَرَب الواحدة نُقْبة وقيل هي أَوَّلُ ما يَبْدُو من الجَرَب قال
دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ
مُتَبَذِّلاً تَبدُو مَحاسِنُه ... يَضَعُ الهِناءَ مواضِعَ النُّقْبِ
وقيل النُّقْبُ الجَرَبُ عامّةً وبه فسر ثعلب قولَ أَبي محمدٍ الحَذْلَمِيِّ
وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عن لِثامِها [ ص 767 ] يقول تُبْرِئُ من الجَرَب وفي الحديث
أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لا يُعْدي شيءٌ شيئاً فقال أَعرابيٌّ يا رسول
اللّه إِنَّ النُّقْبةَ تكون بِمِشْفَرِ البَعيرِ أَو بذَنَبِه في الإِبل العظيمة
فتَجْرَبُ كُلُّها فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم فما أَعْدى الأَوّلَ ؟ قال
الأَصمعي النُّقْبةُ هي أَوَّل جَرَبٍ يَبْدُو يقال للبعير به نُقْبة وجمعها
نُقْبٌ بسكون القاف لأَنها تَنْقُبُ الجِلْد أَي تَخْرِقُه قال أَبو عبيد والنُّقْبةُ
في غير هذا أَن تُؤْخذَ القِطْعةُ من الثوب قَدْرَ السَّراويلِ فتُجْعل لها
حُجْزةٌ مَخِيطَةٌ من غير نَيْفَقٍ وتُشَدّ كما تُشَدُّ حُجْزةُ السراويل فإِذا
كان لها نَيْفَقٌ وساقانِ فهي سراويل فإِذا لم يكن لها نَيْفَقٌ ولا ساقانِ ولا
حُجْزة فهو النِّطاقُ ابن شميل النُّقْبَةُ أَوَّلُ بَدْءِ الجَرَب تَرَى
الرُّقْعَة مثل الكَفِّ بجَنْبِ البَعير أَو وَرِكِه أَو بِمِشْفَره ثم تَتَمَشَّى
فيه حتَّى تُشْرِيَه كله أَي تَمْلأَه قال أَبو النجم يصف فحلاً
فاسْوَدَّ من جُفْرتِه إِبْطاها ... كما طَلى النُّقْبةَ طالِياها
أَي اسْوَدَّ من العَرَق حينَ سال حتى كأَنه جَرِبَ ذلك الموضعُ فطُلِيَ
بالقَطِرانِ فاسْوَدَّ من العَرَق والجُفْرةُ الوَسَطُ والناقِبةُ قُرْحة تَخْرُجُ
بالجَنْب ابن سيده النُّقْب قرْحة تَخْرج في الجَنْب وتَهْجُمُ على الجوف ورأْسُها
من داخل ونَقَبَتْه النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً أَصابته فبَلَغَتْ منه كنَكَبَتْه
والناقبةُ داءٌ يأْخذ الإِنسانَ من طُول الضَّجْعة والنُّقْبة الصَّدَأُ وفي
المحكم والنُّقْبة صَدَأُ السيفِ والنَّصْلِ قال لبيد
جُنُوءَ الهالِكِيِّ على يَدَيْهِ ... مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ
ويروى جُنُوحَ الهالِكِيِّ والنَّقْبُ والنُّقْبُ الطريقُ وقيل الطريقُ الضَّيِّقُ
في الجَبل والجمع أَنْقابٌ ونِقابٌ أَنشد ثعلب لابن أَبي عاصية
تَطَاوَلَ لَيْلي بالعراقِ ولم يكن ... عَليَّ بأَنْقابِ الحجازِ يَطُولُ
وفي التهذيب في جمعه نِقَبةٌ قال ومثله الجُرْفُ وجَمْعُه جِرَفَةٌ والمَنْقَبُ
والمَنْقَبةُ كالنَّقْبِ والمَنْقَبُ والنِّقابُ الطريق في الغَلْظِ قال
وتَراهُنَّ شُزَّباً كالسَّعالي ... يَتَطَلَّعْنَ من ثُغُورِ النِّقابِ
يكون جمعاً ويكون واحداً والمَنْقَبة الطريق الضيق بين دارَيْنِ لا يُسْتطاع
سُلوكُه وفي الحديث لا شُفْعةَ في فَحْل ولا مَنْقَبةٍ فسَّروا المَنْقبةَ بالحائط
وسيأْتي ذكر الفحل وفي رواية لا شُفْعةَ في فِناءٍ ولا طريقٍ ولا مَنْقَبة
المَنْقَبةُ هي الطريق بين الدارين كأَنه نُقِبَ من هذه إِلى هذه وقيل هو الطريق
التي تعلو أَنْشازَ الأَرض وفي الحديث إِنهم فَزِعُوا من الطاعون فقال أَرْجُو أَن
لا يَطْلُع إِلينا نِقابَها قال ابن الأَثير هي جمع نَقْبٍ وهو الطريق بين الجبلين
أَراد أَنه لا يَطْلُع إِلينا من طُرُق المدينة فأَضْمَر عن غير مذكور ومنه الحديث
على أَنْقابِ المدينةِ ملائكة لا يَدْخُلُها الطاعُونُ ولا الدجالُ هو جمع قلة
للنَّقْب [ ص 768 ] والنَّقْبُ أَن يجمع الفرسُ قوائمه في حُضْرِه ولا يَبْسُطَ
يديه ويكون حُضْرُه وَثْباً والنَّقِيبةُ النَّفْسُ وقيل الطَّبيعَة وقيل
الخَليقةُ والنَّقِيبةُ يُمْنُ الفِعْل ابن بُزُرْجَ ما لهم نَقِيبةٌ أَي نَفاذُ
رَأْيٍ ورجل مَيْمونُ النَّقِيبة مباركُ النَّفْسِ مُظَفَّرٌ بما يُحاوِلُ قال ابن
السكيت إِذا كان مَيْمونَ الأَمْرِ يَنْجَحُ فيما حاوَل ويَظْفَرُ وقال ثعلب إِذا
كان مَيْمُون المَشُورة وفي حديث مَجْدِيِّ بن عمرو أَنه مَيْمُونُ النَّقِيبة أَي
مُنْجَحُ الفِعَال مُظَفَّرُ المَطالب التهذيب في ترجمة عرك يقال فلان مَيْمُونُ
العَريكَة والنَّقِيبة والنَّقِيمة والطَّبِيعَةِ بمعنًى واحد والمَنْقَبة كَرَمُ
الفِعْل يقال إِنه لكريمُ المَناقِبِ من النَّجَدَاتِ وغيرها والمَنْقَبةُ ضِدُّ
المَثْلَبَةِ وقال الليث النَّقِيبةُ من النُّوقِ المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها
عِظَماً وحُسْناً بَيِّنةُ النِّقابةِ قال أَبو منصور هذا تصحيف إِنما هي
الثَّقِيبَةُ وهي الغَزيرَةُ من النُّوق بالثاءِ وقال ابن سيده ناقة نَقِيبةٌ
عظيمةُ الضَّرْع والنُّقْبةُ ما أَحاطَ بالوجه من دَوائره قال ثعلب وقيل لامرأَة
أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليك ؟ قالت الحَديدَةُ الرُّكْبةِ القَبيحةُ النُّقْبةِ
الحاضِرَةُ الكِذْبةِ وقيل النُّقْبة اللَّوْنُ والوَجْهُ قال ذو الرمة يصف ثوراً
ولاحَ أَزْهَرُ مَشْهُورٌ بنُقْبَتهِ ... كأَنَّه حِينَ يَعْلُو عاقِراً لَهَبُ
قال ابن الأَعرابي فلانٌ مَيْمُونُ النَّقِيبة والنَّقِيمة أَي اللَّوْنِ ومنه
سُمِّيَ نِقابُ المرأَةِ لأَنه يَسْتُر نِقابَها أَي لَوْنَها بلَوْنِ النِّقابِ
والنُّقْبةُ خِرْقةٌ يجعل أَعلاها كالسراويل وأَسْفَلُها كالإِزار وقيل النُّقْبةُ
مثل النِّطَاقِ إِلا أَنه مَخِيطُ الحُزَّة نَحْوُ السَّراويلِ وقيل هي سراويل
بغير ساقَيْنِ الجوهري النُّقْبة ثَوْبٌ كالإِزار يجعل له حُجْزة مَخِيطةٌ من غير
نَيْفَقٍ ويُشَدُّ كما يُشَدُّ السراويل ونَقَبَ الثوبَ يَنْقُبه جعله نُقْبة وفي
الحديث أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها هي السراويلُ التي تكون لها حُجْزةٌ من
غير نَيْفَقٍ فإِذا كان لها نَيْفَقٌ فهي سَراويلُ وفي حديث ابن عمر أَنَّ
مَوْلاةَ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ من كل شيءٍ لها وكلِّ ثوب عليها حتى نُقْبَتِها
فلم يُنْكِرْ ذلك والنِّقابُ القِناع على مارِنِ الأَنْفِ والجمع نُقُبٌ وقد
تَنَقَّبَتِ المرأَةُ وانْتَقَبَتْ وإِنها لَحَسَنة النِّقْبة بالكسر والنِّقابُ
نِقابُ المرأَة التهذيب والنِّقابُ على وُجُوهٍ قال الفراء إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ
نِقابَها إِلى عَيْنها فتلك الوَصْوَصَةُ فإِن أَنْزَلَتْه دون ذلك إِلى
المَحْجِرِ فهو النِّقابُ فإِن كان على طَرَفِ الأَنْفِ فهو اللِّفَامُ وقال أَبو
زيد النِّقابُ على مارِنِ الأَنْفِ وفي حديث ابن سِيرِين النِّقاب مُحْدَثٌ أَراد
أَنَّ النساءَ ما كُنَّ يَنْتَقِبْنَ أَي يَخْتَمِرْن قال أَبو عبيد ليس هذا وجهَ
الحديث ولكن النِّقابُ عند العرب هو الذي يبدو منه مَحْجِرُ العين ومعناه أَنَّ
إِبداءَهُنَّ المَحَاجِرَ مُحْدَثٌ إِنما كان النِّقابُ لاحِقاً بالعين وكانت
تَبْدُو إِحدى العينين والأُخْرَى مستورة والنِّقابُ لا يبدو منه إِلا العينان
وكان اسمه عندهم الوَصْوَصَةَ والبُرْقُعَ وكان من لباسِ النساءِ ثم أَحْدَثْنَ
النِّقابَ بعدُ وقوله أَنشده سيبويه
بأَعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النُّقَبْ ... شَكْلِ التِّجارِ وحَلالِ المُكْتَسَبْ
يروى النُّقَبَ والنِّقَبَ رَوَى الأُولى سيبويه وروى الثانيةَ الرِّياشِيُّ فَمَن
قال النُّقَب عَنَى [ ص 769 ] دوائرَ الوجه ومَن قال النِّقَب أَرادَ جمعَ نِقْبة
مِن الانتِقاب بالنِّقاب والنِّقاب العالم بالأُمور ومن كلام الحجاج في
مُناطَقَتِه للشَّعْبِيِّ إِن كان ابنُ عباس لنِقَاباً فما قال فيها ؟ وفي رواية
إِن كان ابن عباس لمِنْقَباً النِّقابُ والمِنْقَبُ بالكسر والتخفيف الرجل العالم
بالأَشياءِ الكثيرُ البَحْثِ عنها والتَّنْقِيبِ عليها أَي ما كان إِلا نِقاباً
قال أَبو عبيد النِّقابُ هو الرجل العَلاَّمة وقال غيره هو الرَّجُل العالمُ
بالأَشياءِ المُبَحِّث عنها الفَطِنُ الشَّديدُ الدُّخُولِ فيها قال أَوْسُ بن
حَجَر يَمْدَحُ رجلاً
نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو مَأْقَطٍ ... نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائِبِ
وهذا البيت ذكره الجوهري كريم جواد قال ابن بري الرواية نَجِيحٌ مَلِيحٌ أَخو
مأْقِطٍ قال وإِنما غيره من غيره لأَنه زعم أَن الملاحة التي هي حُسْن الخَلْق
ليست بموضع للمدح في الرجال إِذ كانت المَلاحة لا تجري مجرى الفضائل الحقيقية
وإِنما المَلِيحُ هنا هو المُسْتَشْفَى برأْيه على ما حكي عن أَبي عمرو قال ومنه
قولهم قريشٌ مِلْح الناسِ أَي يُسْتَشْفَى بهم وقال غيره المَلِيحُ في بيت أَوْسٍ
يُرادُ به المُسْتَطابُ مُجالَسَتُه ونَقَّبَ في الأَرض ذَهَبَ وفي التنزيل العزيز
فَنَقَّبُوا في البلاد هل من مَحِيصٍ ؟ قال الفَرَّاء قرأَه القُراء فَنَقَّبوا (
1 )
( 1 قوله « قرأه الفراء إلخ » ذكر ثلاث قراءات نقبوا بفتح القاف مشددة ومخففة
وبكسرها مشددة وفي التكملة رابعة وهي قراءة مقاتل بن سليمان فنقبوا بكسر القاف
مخففة أي ساروا في الانقاب حتى لزمهم الوصف به ) مُشَدَّداً يقول خَرَقُوا البلادَ
فساروا فيها طَلَباً للمَهْرَبِ فهل كان لهم محيصٌ من الموت ؟ قال ومن قرأَ
فَنَقِّبوا بكسر القاف فإِنه كالوعيد أَي اذْهَبُوا في البلاد وجِيئُوا وقال
الزجاج فنَقِّبُوا طَوِّفُوا وفَتِّشُوا قال وقرأَ الحسن فنَقَبُوا بالتخفيف قال امرؤ
القيس
وقد نَقَّبْتُ في الآفاقِ حتى ... رَضِيتُ من السَّلامةِ بالإِيابِ
أَي ضَرَبْتُ في البلادِ أَقْبَلْتُ وأَدْبَرْتُ ابن الأَعرابي أَنْقَبَ الرجلُ
إِذا سار في البلاد وأَنْقَبَ إِذا صار حاجِباً وأَنْقَبَ إِذا صار نَقِيباً
ونَقَّبَ عن الأَخْبار وغيرها بَحَثَ وقيل نَقَّبَ عن الأَخْبار أَخْبر بها وفي
الحديث إِني لم أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عن قلوب الناسِ أَي أُفَتِّشَ وأَكْشِفَ
والنَّقِيبُ عَريفُ القوم والجمعُ نُقَباءُ والنَّقيب العَريفُ وهو شاهدُ القوم
وضَمِينُهم ونَقَبَ عليهم يَنْقُبُ نِقابةً عَرَف وفي التنزيل العزيز وبَعَثْنا
منهم اثْنَيْ عَشر نَقِيباً قال أَبو إِسحق النَّقِيبُ في اللغةِ كالأَمِينِ
والكَفِيلِ
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) نقب النَّقْبُ الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان
نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً ويقال نَقَبَ الرجلُ على القَومِ يَنْقُبُ نِقابةً مثل
كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً فهو نَقِيبٌ وما كان الرجلُ نَقِيباً ولقد نَقُبَ قال
الفراء إِذا أَردتَ أَنه لم يكن نَقِيباً ففَعَل قلت نَقُبَ بالضم نَقابة بالفتح
قال سيبويه النقابة بالكسر الاسم وبالفتح المصدر مثل الوِلاية والوَلاية وفي حديث
عُبادة بن الصامت وكان من النُّقباءِ جمع نَقِيبٍ وهو كالعَرِيف على القوم
المُقَدَّم عليهم الذي يَتَعَرَّف أَخْبَارَهم ويُنَقِّبُ عن أَحوالهم أَي
يُفَتِّشُ وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم قد جَعلَ ليلةَ العَقَبَةِ كلَّ واحد من
الجماعة الذين [ ص 770 ] 111111 بايعوه بها نَقيباً على قومه وجماعته ليأْخُذوا
عليهم الإِسلامَ ويُعَرِّفُوهم شَرائطَه وكانوا اثني عشر نَقيباً كلهم من الأَنصار
وكان عُبادة بن الصامت منهم وقيل النَّقِيبُ الرئيسُ الأَكْبَرُ وقولهم في فلانٍ
مَنَاقِب جميلةٌ أَي أَخْلاقٌ وهو حَسَنُ النَّقِيبةِ أَي جميلُ الخليقة وإِنما
قيل للنَّقِيب نَقيبٌ لأَنه يعلم دخيلةَ أَمرِ القوم ويعرف مَناقبهم وهو الطريقُ
إِلى معرفة أُمورهم قال وهذا الباب كلُّه أَصلُه التأْثِيرُ الذي له عُمْقٌ
ودُخُولٌ ومن ذلك يقال نَقَبْتُ الحائط أَي بَلغت في النَّقْب آخرَه ويقال كَلْبٌ
نَقِيبٌ وهو أَن يَنْقُبَ حَنْجَرَةَ الكلبِ أَو غَلْصَمَتَه ليَضْعُفَ صوتُه ولا
يَرْتَفِع صوتُ نُباحِه وإِنما يفعل ذلك البُخلاء من العرب لئلا يَطْرُقَهم ضَيْفٌ
باستماع نُباح الكلاب والنِّقَابُ البطنُ يقال في المَثل في الاثنين يَتَشَابَهانِ
فَرْخَانِ في نِقابٍ والنَّقِيبُ المِزْمارُ وناقَبْتُ فلاناً إِذا لَقِيتَه
فَجْأَةً ولَقِيتُه نِقاباً أَي مُواجَهة ومررت على طريق فَناقَبَني فيه فلانٌ
نِقاباً أَي لَقِيَني على غير ميعاد ولا اعتماد وورَدَ الماءَ نِقاباً مثل
التِقاطاً إِذا ورَد عليه من غير أَن يَشْعُرَ به قبل ذلك وقيل ورد عليه من غير
طلب ونَقْبٌ موضع قال سُلَيْكُ بنُ السُّلَكَة وهُنَّ عِجَالٌ من نُباكٍ ومن
نَقْبِ