كَتَبهُ يَكْتُبُ كَتْباً بالفَتْح المَصْدَرُ المَقِيسُ وكِتَاباً بالكسر على خِلاف القياس . وقيل : اسْمٌ كاللِّباس عن اللِّحْيَاِنّي . وقِيل : أَصلُهُ المصدرُ ثمّ استُعمِلَ فيما سيأْتي من معانيه . قاله شيخُنا . وكذا : كِتابَةً وكِتْبَةً بالكسر فيهما : خَطَّهُ قال أَبو النَّجْمِ :
أَقْبَلْتُ مِنْ عِنِْ زِيَاد كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتلِفْ
" تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ وفي لسان العرب قال : ورأَيتُ في بعض النُّسَخ " تِكِتِّبانِ " بكسر التّاءِ وهي لُغَةُ بَهْراءَ يَكْسِرُونَ التَّاءَ فيقولونَ : تِعْلَمُونَ . ثمّ أَتْبَع الكافَ كسرةَ التّاءِ ككَتَّبَهُ مُضَعَّفاً وعن ابن سِيدَهْ : اكْتَتَبَه كَكَتَبَه أَو كَتَّبَهُ : إِذا خَطَّهُ
واكْتَتَبَهُ : إِذا اسْتَمْلاهُ كاسْتَكْتَبَهُ واكْتَتَبَ فلانٌ كِتَاباً : أَي سأَلَ أَنْ يُكْتَبَ له . واسْتَكْتَبَهُ الشَّيِْ : أَي سَأَلَهُ أَن يَكْتُبَه له . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : اكْتَتَبها فهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً أَي : استَكْتَبَها . والكِتَابٌ : ما يُكْتَبُ فيهِ وفي الحديثِ : مَنْ نَظَرَ إِلى كِتَابِ أَخيه بغَيْرِ إِذْنِه فكَأَنَّما يَنْظُرُ في النَّارِ . وهو محمولٌ على الكِتَابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانةٌ يَكرَهُ صاحِبُهُ أَنْ يطَّلَعَ عليه . وقيلَ : هو عامٌ في كلِّ كِتاب . ويُؤَنَّثُ على نِيّةِ الصَّحيفةِ . وحكى الأَصْمَعِيُّ عن أَبِي عَمْرِو بْن العَلاَءِ : أَنّهُ سَمِعَ بعضَ العرَبِ يقولُ وذَكَرَ إِنْسَاناً فقال فُلانٌ لَغُوبٌ جاءَتْه كِتابي فاحْتَقَرَهَا . اللَّغُوبُ : الأَحْمَقُ الكِتَابُ : الدَّوَاةُ يُكْتَبُ منها . الِكَتابُ : التَّوْرَاةُ قال الزَّجَّاجُ في قوله تعالَى : " نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ " وقولُهُ " كِتَابَ اللهِ " : جائزٌ أَنْ يكونَ التَّوْراةَ وأَن يكونَ القُرآنَ . الكِتَابُ : الصَّحِيفَةُ يُكْتَبُ فيها . الكِتابُ يُوضَعُ مَوْضِعَ الفَرْضِ قال اللهُ تَعَالَى : " كُتِبَ عَلَيْكُم القِصَاصُ " وقال عَزّ وجَلَّ " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ " مَعْنَاهُ : فُرِضَ . قال : " وكَتَبْنَا عَلَيْهِم فيها " أَي : فَرَضْنا . مِنْ هذا : الكِتَابُ يأْتي بمعنى الحُكْمِ وفي الحديثِ : " لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بكِتَابِ اللهِ " أَي : بحُكْمِ اللهِ الّذي أَنزلَ في كِتابه وكَتَبَه على عِباده ولم يُرِدِ القُرْآنَ لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْرَ لهما فيه ؛ قال الجَعْدِيُّ :
" يا بِنَت عَمِّي كِتَابُ اللهِ أَخْرَجَنِيعَنْكُمْ وهَلْ أَمْنَعَنَّ اللهَ ما فَعَلا وفي حَدِيثِ بَريرَةَ : " من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كِتَابِ اللهِ " أَي : ليس في حُكْمِهِ . في الأَساس : ومِن المجاز : كُتِبَ عليه كذا : قُضِيَ . وكِتَابُ اللهِ : قدَرُهُ قال : وسَأَلَنِي بعضُ المَغَاربةِ ونحنُ بالطَّوافِ عن القَدر فقلت : هو في السَّمَاءِ مكتوبٌ وفي الأَرِضْ مكسوبٌ . من المَجَاز أَيضاً عن اللِّحْيَانّي الكُتْبَةُ بالضَّمِّ : السَّيْرُ الَّذِي يُخْرَزُ به المَزَادَةُ والقِرْبَة وجَمْعُهَا كُتَبٌ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوَارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُالوفْراءَ : الوافِرَةُ . والغَرْفِيَّةُ : المَدْبُوغة بالغَرْفِ شَجرةٍ . وأَثأَى : أَفسدَ . الخَوَارِز : جَمْعُ خارِزِةَ . الكَتْب : الجَمْعُ تقولُ منه : كَتْبتُ البَغْلَةَ . إِذا جَمَعْتَ بيْن شُفْرَيْها بحَلْقَة أَو سَيْرٍ . وفي الأَساس : وكَذَا : كَتَبْتُ عليها وبَغْلَةٌ مٌكتوبة ومكتوبٌ عليها . والكُتْبَةُ : ما يُكْتَبُ به أَيْ يُشَدّ حَياءُ البَغلةِ أَو النَّاقَةِ لئلا يُنْزَى عليها والجَمْعُ كالجَمْعِ . عن اللَّيْثِ : الكُتْبَةُ : الخُرْزَةُ المضمومةُ بالسّيْرِ . وقال ابْنُ سِيدَهْ : هي الَّتِي ضَمَّ السَّيْرُ كِلاَ وَجْهَيْها الكْتبَةُ بالكسر : اكْتِتَابُكَ كِتَاباً تَنْسَخُهُ . والكِتْبَةُ أَيضاً : الحالَةُ . والكِتْبَةُ أَيضاً : الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ . وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزَادَةَ والقِرْبَةَ يَكْتُبُه كَتْباً : خَرَزَةُ بسَيْرَيْنِ فهو كَتِيبٌ . وقيلَ هو أَن يَشُدَّ فَمَهُ حتَّى لا يَقْطُرَ منه شَيءٌ كَاكْتَتَبَهُ : إِذا شَدَّه الوِكاءَ فهو مُكْتَتب . وعن ابْنِ الأَعْرَابيّ : سَمِعْتُ أَعْرَابِياً يقول : أَكْتَبْتُ فَمَ السِّقاءِ فلَمْ يَسْتَكْتِبْ . أَي : لَمْ يَسْتَوْكِ لجفائِه وغِلَظِه . وقال اللِّحْيَانِيّ : اكْتُبْ قِرْبَتَك : اخْرُزْهَا . وأَكْتِبْهَا : أَوْكِها يعني : شُدَّ رَأْسَها . كَتَبَ النَّاقَةَ يَكْتِبُهَا ويَكْتُبُها بالكَسْرِ والضَّمّ كَتْباً وكَتَبَ عليها : خَتَمَ حَيَاءَهَا وخَزَمَ عليه أَو خَزَمَ بحَلْقَةٍ منْ حَدِيدٍ ونَحْوِه كالصُّفْرِ تَضُمّ شُفْرَيْ حَيائِها لئلاَّ يُنْزَي عليها . قال :
لا تَأْمننَّ فَزارِياً خَلَوْتَ بِه ... على بَعِيرِك واكْتُبْها بِأَسْيارِ وذلكِ لأَنَّ بَنِي فَزَارَةَ يُرْمَوْنَ بِغِشْيَانِ الإِبل . كَتَبَ النَّاقَةَ يكْتُبُهَا : ظَأَرَهَا فَخَزَم منْخَرَيْهَا بِشيءٍ لئلاَّ تَشَمَّ البَوْلَ . هكذا في نُسْخَتِنَا وهو خَطَأَ وصوابُهُ " البَوَّ " أَيْ : فلا تَرْأَمُهُ
والكاتِبُ عندَهُمُ : العَالِمُ نقلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابْن الأَعْرَابيّ قال اللهُ تَعَالَى : " أَمْ عِنْدَهُمُ الغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ " وفي كِتابِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إِلى أَهْل اليَمَنِ " قد بَعَثْتُ إِلَيْكُم كاتِباً من أَصحابي " أَرَاد : عالِماً سُمِّى به لأِنّ الغالِبَ على مَنْ كان يَعْرِفُ الكِتابَة أَنَّ عندَهُ العِلمَ والمعرفةَ وكان الكاتِبُ عندهم عَزيزاً وفيهم قليلاً . والإِكْتابُ : تَعْلِيمُ الكِتَابِ والكِتَابَةِ كالتَّكْتَيبِ . والمُكْتِبُ : المُعلِّمُ وقال اللِّحْيَانيّ : هو المكَتِّبُ الَّذِي يُعَلِّم الكِتَابَةَ . قال الحَسنُ : وكان الحَجَّاجُ مُكْتِباً بالطّائِفِ يعني : مُعَلِّماً ومنه قيل : عُبَيْدٌ المُكْتِبُ لأِنَّه كانَ مُعَلِّماً . ونصُّ الصَّاغانيِّ : كَتَّبْتُ الغُلامَ تَكْتِيباً : إِذا عَلَّمتَهُ الكِتَابةَ مثل اكْتَتَبْتُه : الإِكْتابُ : الإِمْلاَءُ تَقُولُ : أَكْتبنْي هذه القصيدةَ أَيْ : أَمْلِها علىَّ . الإِكْتابُ : شَدَّ رَأْسِ القِرْبَةِ يقَال : أَكْتَبَ سِقَاءَهُ إذا أَوْكأَهُ وهو مَجَاز وقد تقدَّمَ . رَجُلٌ كاتِبٌ والكُتَّابُ كُرَّمانٍ : الكاتِبُون وهم الكَتَبَةُ وحِرْفَتُهُم : الكِتَابَةُ قاله ابْنُ الأَعْرَابيّ . يقال : سَلَّمَ وَلَدَهُ إِلى المَكْتَبِ كمَقعَد أَيْ : مَوْضِعِ الكِتَابِ والتَّعْلِيمِ أَيْ : تعليمِه الكِتَابة . والمُكْتِبُ : المُعَلِّمُ والكُتَّابُ : الصِّبيان قاله المُبِّردُ . وقَوْلُ اللَّيْثِ وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ : إِنّ الكُتَّابَ بوزن رُمَّان والمَكْتَبَ كمَقْعَدٍ واحِدٌ وهما مَوضعُ تعليمِ الكِتابِ غَلَطٌ : وهو قولُ المُبَرِّدِ لأَنّه قال : ومَن جعَلَ الموضِعَ الكُتّابِ فقد أَخْطَأَ . وفي الأَساس : وقيل الكُتَّابُ : الصِّبْيانُ لا المَكَانُ . ونقل شيخُنا عن الشِّهابِ في شرح الشِّفاءِ : أَنَّ الكُتَّابَ للمَكْتَبِ وارِدٌ في كلامهم كما في الأَساس وغيرِهِ ولا عِبرة بمن قالَ إِنه مُوَلَّدٌ . وفي العِنَايَة : أَنَّه أَثْبَته الجوهريّ واستفاضَ استعمالُه بهذا المعنى كقوله :
وأَتَى بكُتَّابٍ لَو انْبَسَطَتْ يَدِي ... فيهِمْ رَدَدْتُهُمُ إِلى الكتابوأَوّلُهُ :
تَبًّا لِدَهْرٍ أَتَى بِعُجابِ ... ومَحَا فنُونَ العِلْمَ والآداب والأَبيات في تاريخ ابْنِ خِلِّكان . وأَصلُه جمع كاتِبٍ مثل كَتَبَة فأُطْلِقَ على مَحَلِّه مَجازاً للمجاورة وليس موضوعاً ابتداءً كما قال . وقال الأزْهَريُّ عن اللَّيْثِ : إِنّه لُغَةٌ . وفي الكَشْف : الاعتمادُ على قول الليث ونَقَلَهُ الصاغاني أيضاً وسَلَّمَه ؛ ونقلَه ابْنُ حَجَرٍ في شرح المِنْهَاجِ عن الإِمامِ الشّافِعيّ وصَحَّحَهُ البَيْهَقِيُّ وغيرُه ووفقه الجماهيرُ كصاحب التَّهْذيب والمُغْرِبِ والعُبابِ . انتهى الحاصِلُ من عبارته . ولكنّ عَزْوَهُ إِلى الأَساس ولسان العرب وغيرِهِما مَحَلُّ نَظَرٍ فإِنّهما نَقَلا عبَارَةَ المُبَرِّدِ ولم يُرَجِّحا قَولَ اللَّيْثِ حتى يُسْتَدَلٌ بمرجوحيّة قولِ المُبَرِّدِ كما لا يَخْفَى . ج كَتَاتِيبُ ومكاتيب . وهذا من تَتِمَّة عِبارة الجَوْهَرِيُّ فالأَوّل جَمْعُ كُتّابٍ والثّاني جَمْعُ مَكْتَبٍ . وقد أَخلّ المُصَنِّفُ بذكر الثّاني وذَكَرَه غيرُ واحدٍ قال شيخنا : وفي عبارة المُصَنِّفِ قَلَقٌ . قلت : وذلك لأَنّ كتاتِيبَ إِنّمَا هو جَمْعُ كُتَّابٍ على رأْي الجَوْهَرِيّ واللَّيْثِ وهو قد جعله خطأَ فما معنى ذِكْرِه فيما بَعْدُ ؟ نَعَمِ لم قَدَّمَ ذِكْرَهُ قبل قوله " خطأَ " لَسَلِمَ من ذلك فتأَمّلْ . الكُتَّابُ : سَهْمٌ صَغِيرٌ مُدَوَّرُ الرَّأَسِ يَتَعَلَّمُ بهِ الصَّبِيُّ الرَّمْيَ وبالثاءِ أَيضاً والثّاء المُثَلَّثة في هذا الحرفِ أَعلَى من التّاءِ الفَوْقِيّة كما سيأْتي . وفي عبارةِ شيخِنا هنا قلَقٌ عجيبٌ . الكُتّابُ أَيضاً : جَمْعُ كاتِبٍ مثل كَتَبة وقد تقدّمتِ الإِشارة إِليه . واكْتَتَبَ الرَّجُلُ : إِذا كَتَبَ نَفْسَهُ في دِيوانِ السُّلْطَانِ وفي الحَدِيثِ " قالَ له رَجُلٌ : إِنّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حاجَّةً وإِنِّي اكْتَتَبْتُ في غَزْوَةِ كذا وكذا " أَي : كَتَبْتُ اسْمِي في جُمْلَةِ الغُزَاةِ . وفي حديث ابْنِ عُمَرَ : " من اكْتَتَبَ زَمِناً بَعَثَهُ اللهُ زَمِناً يَوْمَ القِيَامةِ " . من المجاز : اكْتَتَبَ هو : أَسِرَ . واكْتَتَبَ بَطْنُه : حُصِرَ وأَمْسَكَ فهو مُكْتَتِبٌ ومُكْتَتَبٌ عليه ومكتوبٌ عليه نَقله الصاغانيُّ . والمُكْتَوْتِبُ : المُنْتَفِخُ المُمْتَلِئُ ممّا كان : نقله الصّاغانيّ . من المجاز : كَتَّبَ الكَتِيبَةَ جَمَعَها وهي الجَيْشُ : وَتَكَتَّبَ الجَيْشُ تَجمَّعَ . وكَتَّبَ الجَيَّشَ : جَعَلَهُ كَتائِبَ . أَو هِي الجَمَاعَةُ المُسْتَحِيزَةُ مِن الخَيْلِ أَوْ هي جَمَاعَةُ الخَيْلِ إِذَا أَغارَتْ على العَدُوِّ من المِائَةِ إِلَى الأَلْفِ . وكَتَّبَها تَكْتِيباً وكَتَبَها : هَيَأَهَا قال ساعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
لا يُكْتَبُونَ ولا يُكَتُّ عَدِيدهُم ... حَفَلَتْ بِساحَتِهِمْ كَتَائِبُ أَوْعَبُواأَي : لا يُهَيَّؤُونَ . وتَكَتَّبُوا : تَجَمَّعُوا ومنه : تَكَتَّبَ الرَّجُلُ : تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه ثِيَابَه . وهو مجاز . وبَنُو كَتْبٍ بالفَتْح : بَطْنٌ من العرب . والمُكَتَّبُ كمُعَظَّمٍ : العُنْقُودُ من العِنَبِ ونحوِه أُكِلَ بعضُ ما فِيهِ وتُرِكَ بعضُهُ . والمُكَاتَبَةُ بمعنى التَّكاتُب يُقَال : كاتَبَ صدِيقَهُ وتَكاتَبا . من المجاز المُكَاتَبة وهو أَنْ يُكَاتِبَكَ عَبْدُكَ على نَفْسِه بثَمَنِه . فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ . وهي لَفْظَةٌ إِسْلاميّة صرّح به الدَّمِيريّ . والسَّيِّدُ مُكَاتِبٌ والعَبْدُ مُكاتَبٌ إِذا عقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المالِ سُمِّيَتْ مُكَاتَبَةً لِمَا يَكْتُبُ العَبْدُ على السَّيِّد من العِتْقِ إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه ولِمَا يَكْتُبُ السَّيِّدُ على العَبْدِ من النُّجُومِ الَّتي يُؤَدِّيها في مَحلِّها وأَنَّ له تَعجيزَهُ إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْم يَحِلُّ عليه . وأَحكامُ المُكَاتَبَة مُصرَّحَةٌ في فُروع الفِقْهِ . ومِمّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ : الكُتَيْبَةُ مصغَّرةً اسمٌ لبعضِ قُرَى خَيْبَرَ . ومنه حديثُ الزُّهْرِيِّ : " الكُتَيْبةُ أَكثرُهَا عَنْوَةٌ " يعني " أَنّه فتَحَهَا قَهْراً لا عن صُلْحٍ . والمَكْتَبُ : من قُرَى ابْنِ جِبْلَةَ في اليَمَن نقلْتُهُ عن المُعْجَم
نَكَب عَنْهُ أَي عن الشَّيْءِ وعن الطَّرِيقِ كَنَصَرَ وفَرِحَ يَنْكُبُ ويَنْكَبُ نَكْباً بفتح فسكون . نَكِبَ نَكَباً مُحَرَّكَةً ونُكُوباً بالضَّمّ مصدرُ يَنْكُبُ كيُنْصُرُ . ففي كلامه لَفٌّ ونَشْرٌ هكذا أَورده ابْنُ سِيدَه وابْنُ منظور . فقولُ شيخِنا : النَّكَبُ مُحرَّكَةً غريبٌ ولعلّه مصدرُ : نَكِبَ كفرِحَ على غرابتِهِ وفَقْده من أَكثرِ الدَّواوِينِ مَمّا يُقْضَى منه العَجَبُ كما لا يخْفَى على متأَمل : عَدَلَ كنَكَّبَ تَنكيباً وتَنَكَّبَ . ومنه قولُ الأَعْرَابيّ في وصْف سحابةٍ : قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرتْ ؛ أَي : عَدَلَتْ ؛ وأَنشد الفارسيُّ :
هُما إِبِلانِ فِيهِما ما عَلِمْتُمُ ... فَعَنْ أَيِّها ما شِئتُمُ فَتَنَكَّبُوا
عدّاه بعن لأَنَّ فيه معنى : اعْدِلُوا وتَبَاعَدُوا وما زائدةٌ . قال الأَزْهرِيُّ : وسَمِعْتُ العَربَ تقولُ : نَكَبَ فلانٌ عن طريق الصَّوابِ يَنْكُبُ نُكوباً : إِذا عَدلَ عنه . ونَكَّبَ عن الصَّواب كذلك ونَكَّبَهُ تَنْكيباً : نَحَّاهُ فهو إِذاً لازِمٌ ومُتَعَدٍّ . وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه " نَكِّبْ عَنَّا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " أَي : نَحِّهِ عنَّا . وَتَنَكَّبَ فُلانٌ عنَّا تَنَكُّباً : أَي مالَ عنا . وفي الصّحاح : نَكَّبه تَنكيباً : عدلَ عنه واعْتَزلَه . وتَنَكَّبهُ : تَجنَّبه . وطرِيقُ ينكُوبُ : على غَيْرِ قَصْد . ونَكَّبَهُ الطَّرِيقَ يُنكِّبُ بِنَصْب الطَّرِيق ؛ كذا نَكّبَ بِهِ عَنهُ تَنكِيباً بمعنى عَدلَ . وفي حديث الزكاة : " نَكِّبْ عن ذاتِ الدَّرِّ " . وفي حديثٍ آخَرَ قالَ لِوحْشِيٍّ : " تَنَكَّبْ عن وَجْهِي " أَي : تَنَحَّ أَو أَعْرِضْ عنِّي . والنَّكْبُ بالفتح : الطَّرْحُ والإِلْقاءُ . وبالتّحرِيكِ : هو المَيَلُ في الشْيءِ وفي المُحْكَمِ : شِبْهُ مَيَلٍ في الشَّيْءِ وأَنشد :
" عن الحَقِّ أَنْكَبُ وفي الأَساس : ومن المجاز : وإِنَّهُ أَنكَبُ عن الحَقِّ وناكِبٌ عنه : مائل . قال ابْنُ سيدهْ : هو ظَلَعٌ بالبَعِيرِ من وجَعٍ في مَنْكبه أَو دَاءُ يأْخُذُ البَعِيرَ في مَنَاكِبِهِ . الأًوْلَى : يأْخذُ الإِبِلَ في مَنَاكبِها كما هي عبارةُ غيرِ واحدٍ من أَئمَّة اللُّغَة يَظْلعُ منه وتَمْشِي مُنْحرِفَةً : أَو النَّكَبُ : لاَ يكُونُ إِلاَّ في الكَتِفِ نقله الجَوهَرِيُّ عن العَدَبَّس . نَكِب البَعيرُ بالكَسْر يَنْكَب نَكَباً وهو أَنْكَبُ قال رجلٌ من فَقْعسٍ :
فَهَلاً أَعدُّوني لِمِثْلِي تَفاقَدُوا ... إِذ الخَصْمُ أَبْزَى مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ وفي اللسان : بَعِيرٌ أَنكَبُ : يَمْشِي مُتَنكِّباً . والأَنْكَبُ من الإِبِلِ كأَنَّمَا يَمْشِي في شِقٍّ وأَنشد :
" أَنْكَبُ زَيّافٌ وما فيهِ نَكَدْ والنَّكْبَاءُ : كُلُّ رِيحٍ مُطَلَقٌ أَو من الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ انْحَرَفَتْ وَوَقَعَتْ بينَ رِيحَيْنِ وهي تُهْلِك المَالَ وتَحْبِسُ القَطْرَ وقد نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً . أَو النَّكْبَاءُ الّتي لا يُخْتَلَفُ فيها : هي الَّتي تَهُبُّ بَيْنَ الصَّبَا والشَّمَالِ . والجِرْبِياءُ : الَّتي بين الجَنُوبِ والصَّبَا قاله أَبو زيد . أَو نُكْبُ الرِّياحِ أَرْبعٌ حكاه ثعلب عن ابن الأَعْرابِيّ : أَحَدُهَا الأَزْيَبُ سَمّاهُ الجوْهريُّ وهي نكْبَاءُ الصَّبَا والجَنُوبِ مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيبَاسٌ للبَقْل وهي الّتي تَجِيءُ بينَ الرِّيحَيْنِ وجَزَمَ الطَّرابُلْسِيُّ في الكِفَاية والمُبَرّدُ وابْنُ فارسٍ بأَنّ الأَزْيَبَ هو الجَنُوبُ لا نَكْبَاؤُهَا . وابْنُ سِيدَه ذَكَرَ القَوْلَيْنِ كما للمصنّف . الثّانية : الصّابِيَةُ وتَسَمّى النُّكَيْبَاءَ أَيضاً قال الجَوْهَرِيُّ وإِنّما صَغَّرُوها وهم يُرِيدونَ تكبيرَها لأَنّهم يَستبرِدُونها جِدًّا وهي نَكْباءُ الصَّبَا والشَّمالِ مَعْجاجٌ مِصْرَادٌ لا مَطَرَ فيها ولا خَيرَ عِنْدَها . الثّالثة : الجِرْبِيَاءُ ككِيمياءَ وهي نَكْبَاءُ الشَّمالِ والدَّبُورِ وهي قَرَّةٌ ورُبَّمَا كان فيها مَطرٌ قليلٌ . وجَزَم ابنُ الأَجْدابيّ أَنّ الجِرْبِيَاءَ هي الشَّمَالُ وقد تَقدَّمَ . وقولُ شيخِنا : وزادَ في الصِّحاح أَنّهُ يُقَالُ لهذِه الَّكْبَاءِ قَرَّةٌ فيه تَأَمُّلٌ لأَن قَرَّة لمْ يجعلْها اسْماً بل وَصَفهَا به كما وصَفَ ما بَعْدَهَا بقولِهِ : حَارَّة وهي نَيِّحةُ الأَزْيَبِ بفتح النّون وكسر التَّحْتيّة المشدّدة كسيِّدَة الّتي تُناوِحُهَا أَي : تُقابِلُها يُقالُ : تَناوَحَ الشَّجَرُ إِذا قابَلَ بعضُه بعضاً . قال شيخُنا : وزعَمَ الأَصمعيُّ أَنَّ النّائحةَ سُمِّيَتْ بهذا لأَنّها تُقابِلُ صاحِبَتَها ؛ وأَنشد المُبرِّدُ في الكامل لِذي الرُّمَّة :
سَمِعْتُ النّاسَ يَنْتجِعُون خَيْراً ... فقُلْتُ لصيْدَحَ انْتَجِعِي بِلاَلاَ
تُنَاخِي عِنْدَ خَيْرِ فَتىً يمَانٍ ... إِذا النَّكْباءُ ناوَحَتِ الشَّمَالاَالرّابِعةُ : الهَيْفُ بالفتح وهي نَكبَاءُ الجَنُوب والدَّبُورِ حارَّةٌ مِهْيافٌ وهي نَيِّحَةُ النُّكَيْبَاءِ مُصَغَّراً ؛ لأَنَّ العَرَب تُنَاوِحُ بينَ هذه النُّكْبِ كما ناوَحُوا بينَ القُوَّمِ من الرِّياح . وقَدْ نَكَبَتِ الرِّيحُ تَنْكُبُ بالضَّمِّ نُكُوباً : مالَتْ عن مُهَابِّهَا . ودَبُورٌ نَكْبٌ : نَكْبَاءُ . وفي الصِّحاح النَّكْبَاءُ : نَكْبَاءُ . وفي الصِّحاح : النَّكْبَاءُ : الرِّيحُ النّاكِبةُ الّتي تَنْكُبُ عن مَهَابِّ الرِّيَاحِ القُوَّمِ . والدَّبُورُ : رِيحٌ من رِياحِ القيْظ لا تكونُ إِلاّ فيه وهي مِهْيافٌ . والجَنُوبُ تَهُبُّ في كلّ وَقتٍ . وقال ابْنُ كِنَاسةَ . مَخْرَجُ النَّكبَاءِ ما بينَ مَطلع الذِّراعِ إِلى القُطْب وهو مَطْلَعُ الكَواكبِ الشّامِيّة وجعَلَ ما بَيْنَ القُطْب إِلى مَسْقَط الذِّراعِ مَخْرَجَ الشَّمالِ وهو مَسْقَطُ كلِّ نَجْمٍ طَلَعَ من مَخْرَجِ النَّكْباءِ من اليَمانِيَةِ واليَمانِيَةُ لا يَنزِلُ فيها شمسٌ ولا قَمرٌ إِنّمَا يُهْتَدَى بها في البَرّ والبَحر فهي شآمِيَةٌ قال شَمِرٌ : لكلّ رِيحٍ من الرِّياحِ الأَرْبعِ نَكْباءُ تُنْسبُ إِليها . فالنَّكْباءُ الّتي تُنْسبُ إِلى الصَّبَا هي الّتي بَينَها وبينَ الشَّمالِ وهي تُشْبِهُها في اللِّين ولها أَحياناً عُرَامٌ وهو قليل إِنّما يكونُ في الدّهْرِ مَرَّةً ؛ الّتي تنسبُ إِلى الشَّمَال هي الّتي بينها وبينَ الدبُور وهي تُشْبِهُهَا في البَرْد ويُقَالُ لهذه الشمال : الشَّامِيَّةُ كُلُّ واحدةٍ منها عند العربِ شامِيَّةٌ والنَّكْباءُ الّتي تُنْسَبُ إِلى الدَّبُور هي الّتي بينَها وبينَ الجَنُوب تجيءُ من مغِيبِ سُهَيْلٍ وهي شِبْهُ الدَّبُورَ في شِدَّتِها وعجَاجَها ؛ والنَّكْباءُ التي تُنْسَبُ إِلى الجَنُوب هي الّتي بينَها وبينَ الصَّبَا وهي أَشْبَهُ الرِّيَاحِ بها في رِقَّتِها وفي لِينِها في الشِّتاءِ . كذا في لسان العرب . مَنْكِبَا كُلِّ شَيْءٍ . مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ والكَتِفِ وحَبْلُ العاتِقِ من الإِنسانِ والطّائرِ وكُلِّ شَيْءٍ . وقال ابْنُ سِيدَهْ : المَنْكِبُ من الإِنسان وغيرِه مُجْتَمَعُ رَأْسِ الكَتِف والعَضُدِ مُذَكَّرٌ لا غير حَكَى ذلك اللَّحْيَانِي . قال سِيبويْهِ : هو اسْمٌ للعُضْوِ ليس على المصدرِ ولا المكانِ ؛ لأَنَّ فعْلَهُ نَكَب يَنكُبُ يَعنِي : أَنَّهُ لو كان عليه لَقيلَ مَنْكَبٌ . قالَ : ولا يُحْمَلُ على باب مَطْلَع لأَنه نادِرٌ أَعنِي باب مطلَع . ورجلٌ شَدِيد المنَاكِبِ قال اللِّحْيَانيُّ : هو من الوَاحِدِ الّذي يُفَرق فيُجْعَل جَميعاً . قال : والعربُ تفعَلُ ذلك كثيراً وقياسُ قول سِيبويْه أَنْ يكونوا ذَهَبوا في ذلك إِلىتَعظيمِ العُضْو كأَنّهم جَعَلُوا كلَّ طائفة منه مَنْكِباً . من المَجَاز : سِرْنا في مَنْكِبٍ من الأَرْضِ والجَبلِ المَنْكِبُ : ناحيَةُ كُلِّ شَيْءٍ وجمعُهُ المَنَاكِبُ وبهِ فَسَّرَ بعضُهُم الآيةَ كما سيأْتي . من المَجَاز : المَنْكِبُ : عَرِيفُ القَوْمِ أَو عَوْنُهُمْ . وقال اللَّيْثُ : مَنْكِبُ القومِ : رأْسُ العُرفاءِ على كذا وكَذَا عرِيفاً مَنْكِبٌ . وفي حديثِ النَّخَعِيّ : " كان يَتَوسَّطُ العُرفَاءَ والمَنَاكِب " وعن ابْنِ الأَثِيرِ : المَنَاكِبُ : قَومٌ دُون العُرفاءِ . وقد نَكَبَ على قومِه يَنْكُب بالضَّمّ نِكابَةً بالكسر ونُكوباً بالضِّمّ الأَخيرةُ عن اللَّحْيَانيّ : إِذا كان مَنْكِباً لهم يَعتمِدون عليه . وفي المحكم : عَرف عليهم . والنِّكابَةُ : كالعِرَافة والنِّقَابة . من المَجَاز : راشَ سَهْمَهُ بمَناكِبَ المنَاكِبُ في الرِّيشِ من جَناحِ نَسْرٍ أَو عُقابٍ : بَعْدَ القَوادِمِ وهي أَقوَى الرِّيشِ وأَجودُه . وفي اللّسَان : المَنْكِبُ في جَنَاحِ الطّائرِ عِشْرُونَ رِيشَةً : أَوَّلُها القوَادِمُ ثم المَنَاكِبُ ثُمَّ الخَوَافِي ثمّ الأَبَاهِرُ ثَمَّ الكُلَى بِلا واحِد . قال ابْنُ سيدَه : ولا أَعْرِفُ للمَنَاكِبِ من الرّيشِ واحِداً غَير أَنَّ قِياسه أَن يكونَ مَنْكباً . ونَكَبَ الإِنَاءَ يَنْكُبُهُ نَكْباً : هَرَاقَ ما فِيهِ ولا يكونُ إِلا من شَيْءٍ غيرِ سَيّال كالتُّراب ونحوِهِ . نَكَبَ الكِنَانَةَ يَنْكُبُها نَكْباً : نَثَرَ مافيها . وقيلَ : إِذا كَبَّها ليُخْرِجَ ما فيها من السِّهَام . وفي حديثِ سَعْدٍ قال يومَ الشُّورَى : " إِنِّي نَكَبْتُ قَرَنِي فأَخَذْتُ سَهْمِي الفَالِجَ " أَي : كَبَبْتُ كِنانَتي . وفي حديث الحَجّاج : " إِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ نَكَبَ كِنَانَتَهُ فعَجَمَ عِيدانَها " . نَكَبَتِ الحِجَارَةُ رِجْلَهُ نَكْباً : لَثَمَتْهُ زاد في نسخة من الصِّحاح : وخَدَشَتْهُ أَو نَكَبَتْها الحَجَارَةُ أَصابتْها . والنَّكْبُ : أَنْ يَنْكُبَ الحَجَرُ ظُفْراً أَو حافِرًا أَو منْسِماً فهو مُنْكُوبٌ . ونَكِبٌ . الأَخِير كفَرِحٍ هكذا في النُّسَخ وصوابُهُ : نَكِيبٌ على فَعِيلٍ ؛ قال لَبِيدٌ : ها . وقيلَ : إِذا كَبَّها ليُخْرِجَ ما فيها من السِّهَام . وفي حديثِ سَعْدٍ قال يومَ الشُّورَى : " إِنِّي نَكَبْتُ قَرَنِي فأَخَذْتُ سَهْمِي الفَالِجَ " أَي : كَبَبْتُ كِنانَتي . وفي حديث الحَجّاج : " إِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ نَكَبَ كِنَانَتَهُ فعَجَمَ عِيدانَها " . نَكَبَتِ الحِجَارَةُ رِجْلَهُ نَكْباً : لَثَمَتْهُ زاد في نسخة من الصِّحاح : وخَدَشَتْهُ أَو نَكَبَتْها الحَجَارَةُ أَصابتْها . والنَّكْبُ : أَنْ يَنْكُبَ الحَجَرُ ظُفْراً أَو حافِرًا أَو منْسِماً فهو مُنْكُوبٌ . ونَكِبٌ . الأَخِير كفَرِحٍ هكذا في النُّسَخ وصوابُهُ : نَكِيبٌ على فَعِيلٍ ؛ قال لَبِيدٌ : وتَصُّكُّ المَرْوَ لَمّا هَجَّرَتْ بِنَكِيبِ مَعِرٍ دامِي الأَظَلّْ ويُقال : ليس دُونَ هذا الأَمرِ نَكْبَةٌ ولا ذُبَّاحٌ . قال ابْنُ سيدَهْ : حكاه ابْنُ الأَعْرَابيِّ ثم فسَّرَه فقال : النَّكْبَةُ : أَنْ يَنْكُبَهُ الحَجَرُ ؛ والذُّبّاحُ : شَقٌّ في باطِنِ القَدَم . وفي حديث قُدُومِ المُسْتَضْعَفِينَ بمَكَّةَ : " فجاؤُوا يَسُوقُ بِهم الوَلِيدُ بْنُ الوَليد وسار ثلاثاً على قَدَمَيْهِ . وقد نَكَبَتْهُ الحَرَّةُ " أَي : نالَتْهُ حَجارتُها وأَصابَتْهُ . ومنه النَّكْبَةُ وهو ما يُصِيبُ الإِنسانَ من الحوادثِ . وفي الحديث : " أَنّه نُكِبَتْ إِصْبَعُهُ " أَي : نالَتْهَا الحِجَارةُ . نَكَبَ بِهِ على الأَرْضِ : طَرَحَهُ وأَلْقاه . ويَنْكُوبٌ : ع أَو ماءٌ والأَخِيرُ عن كُرَاع . والنُّكْبَةُ بالضَّمّ : الصُّبْرَةُ . وبالفتح : المُصِيبَةُ من مصائبِ الدَّهْرِ وإِحدَى نَكَبَاتِه كالنَّكْبِ ؛ وهو مَجاز وقد تَقدَّم أَنَّه من : نَكَبَتْهُ الحِجَارَةُ : لَثَمَتْهُ قال قَيْسُ بْنُ ذَرِيح :
" يَشَمَّمْنَه لَوْ يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَهإِذا سُفْنَهُ يَزْدَدْنَ نَكْباً على نَكْب و ج : نُكُوبٌ بالضَّمّ . ونَكَبَهُ الدَّهْرُ يَنْكُبُهُ نَكْباً ونَكَباً بَلَغَ منهُ أَو أَصابَهُ بِنَكْبَة ويقالُ : نَكَبَتْهُ حوادِثُ الدّهْرِ فأَصابَتْهُ نَكْبةٌ ونكَباتٌ ونُكُوبٌ ونُكِب فُلانٌ فهو مَنكوبٌ . الأَنْكَبُ : من لاَقَوْسَ معَهُ ومثلُهُ في الصِّحاح . وانْتَكَبَ الرَّجُلُ كِنَانَتَهُ أَو قَوْسَه : أَلْقاهُ . هكذا في النُّسَخ والصّوابُ : أَلْقاها على مَنْكِبِهِ كَتَنَكَّبهُ . وفي الحديث : " كانَ إِذا خَطَبَ بالمُصَلَّى تَنَكَّبَ على قَوْسٍ أَو عَصاً " أَي : اتَّكّأَ عليها ؛ وأَصله من تَنَكَّبَ القَوسَ وانتكَبها : إِذا عَلَّقَها في مَنْكِبِهِ . والمُتَنَكِّبُ الخُزَاعيُّ والسُّلَمِيُ : شاعِرَانِ . فالخُزاعِيّ اسْمُهُ عَمْروُ بْنُ جابر لُقِّبَ بقوله :
تَنَكَّبْتُ للحَرْبِ العضُوضِ الَّتي أَرَى ... أَلا مَنْ يُحَارِبْ قَوْمَهُ يَتَنَكَّبِ والسُّلَمِيُّ : يقالُ لهُ البَجلِيُّ أَيضاً نقله الصّاغَانيّ . والنَّكِيبُ : دائِرَةُ الحافِرِ والخُفُّ هكذا في الصّحاح لكِنَّه ضبطه " دابِرَةُ " بالمُوَحَدَّة . وفي هامشه بخَطِّ ابْن القَطّاع : دائرة بالتَّحْتِيّة كما هو في نُسخ القاموس وأَنشد الجوهريُّ قولَ لبِيدِ الّذيِ تقدَّم في النَّكِيب :
" وتَصُكُّ المَرْوَ لَمّا هَجَّرَتْإِلى آخِره . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : قولُهم : إِنّهُ لَمِنْكَابٌ عن الحَقِّ . وقامَةٌ نَكْباءُ : مائِلَةٌ . وقِيَمٌ نَكْبٌ ؛ والقامَةُ : البَكَرَةُ . والأَنْكَبُ : المَتَطَاوِلُ الجائرُ . ومَناكِبُ الأَرْض : جِبالُها وقيلَ : طُرُقُها وقيلَ : جَوانِبُها . وفي التّنزيل العزيزِ : " فَامْشُوا في مَنَاكِبِها " قال الفَرّاءُ : يُرِيدُ في جَوانِبِها وقال الزَّجّاجُ معناهُ : في جِبالِها وقيل : في طُرُقها . قال الأَزهريُّ : وأَشْبَهُ التَّفْسيرِ واللهُ أَعلم تفسيرُ مَنْ قالَ : في جِبالِهَا لأَنّ قوله : " هو الّذيِ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً " معنها سَهَّلَ لَكُم السُّلوكَ فيها فأَمكَنَكم السُّلوكُ في جبالها فهو أَبلغُ في التَّذلِيل . وفي الصِّحاح : المَنْكِبُ من الأَرض : المَوضِعُ المُرتفِعُ . وفي المَثَل : الدَّهْرُ أَنكبُ لا يُلِبُّ أَي كثيرُ النَّكَبَات أَي : كثيرُ العُدُولِ عن الاستقامة . ويُرْوى : أَنْكَثُ بالمُثَلَّثَة . ومن المجاز : هَزُّوا له مَنَاكِبهم أَي : فرِحُوا به . نَكِبَ فُلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً أَي : اشْتَكَى مَنْكِبَه . وفي حديثِ ابْنِ عُمَرَ : " وخِيارُكُم أَلْيَنُكُم مَنَاكِبَ في الصَّلاة " أَرادَ لزومَ السَّكِينَةِ فيها . وقيلَ : أَراد التَّمكينَ لِمَنْ يَدخُلُ في صَفِّ الصَّلاةِ . ونَكْبُونُ : من قُرَى بُخَارَى وتَقدَّم في نقب