سَفَرَ البيتَ
وغيره يَسْفِرُه سَفْراً كنسه والمِسْفَرَةُ المِكْنَسَةُ وأَصله الكشف
والسُّفَارَةُ بالضم الكُنَاسَةُ وقد سَفَرَه كَشَطَه وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن
وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ فَرَّقَتْه فتفرق وكشطته عن وجه السماء وأَنشد
سَفَرَ الشَّم
سَفَرَ البيتَ
وغيره يَسْفِرُه سَفْراً كنسه والمِسْفَرَةُ المِكْنَسَةُ وأَصله الكشف
والسُّفَارَةُ بالضم الكُنَاسَةُ وقد سَفَرَه كَشَطَه وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن
وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ فَرَّقَتْه فتفرق وكشطته عن وجه السماء وأَنشد
سَفَرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا الجوهري والرياح يُسافِرُ بعضها بعضاً
لأَن الصَّبَا تَسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ والجَنُوبُ تُلْحِمُه والسَّفير
ما سقط من ورق الشجر وتَحَاتَّ وسَفَرَتِ الريحُ الترابَ والوَرَقَ تَسْفِرُه
سَفْراً كنسته وقيل ذهبت به كُلَّ مَذْهَبٍ والسَّفِيرُ ما تَسْفِرُه الريح من
الورق ويقال لما سقط من ورق العُشْبِ سَفِيرٌ لأَن الريح تَسْفِرُه أَي تكنُسه قال
ذو الرمة وحائل من سَفِيرِ الحَوْلِ جائله حَوْلَ الجَرَائم في أَلْوَانِه شُهَبُ
يعني الورق تغير لونه فحال وابيض بعدما كان أَخضر ويقال انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه
من الشعر إِذا صار أَجْلَحَ والانْسِفارُ الانْحسارُ يقال انْسَفَرَ مُقَدَّمُ
رأْسه من الشعَر وفي حديث النخعي أَنه سَفَرَ شعره أَي استأْصله وكشفه عن رأْسه
وانْسَفَرَت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض والسَّفَرُ خلاف الحَضَرِ وهو مشتق من ذلك
لما فيه من الذهاب والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء والجمع أَسفار
ورجل سافرٌ ذو سَفَرٍ وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ وقومٌ سافِرَةٌ
وسَفْرٌ وأَسْفَارٌ وسُفَّارٌ وقد يكون السَّفْرُ للواحد قال عُوجي عَلَيَّ
فإِنَّني سَفْرُ والمُسافِرُ كالسَّافِر وفي حديث حذيفة وذكر قوم لوط فقال
وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة يعني المُسافِرَ منهم يقول رُمُوا بالحجارة حيث
كانوا فَأُلْحِقُوا بأَهل المدينة يقال رجل سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ ثم أَسافر جمع
الجمع وقال الأَصمعي كثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي المسافرون قال والسَّفْر جمع
سافر كما يقال شارب وشَرْبٌ ويقال رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً الجوهري السَّفَرُ
قطع المسافة والجمع الأَسفار والمِسْفَرُ الكثير الأَسفار القويُّ عليها قال لَنْ
يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا شَيْخاً بَجَالاً وغلاماً حَزْوَرا والأُنثى
مِسْفَرَةٌ قال الأَزهري وسمي المُسافر مُسافراً لكشفه قِناع الكِنِّ عن وجهه
ومنازلَ الحَضَر عن مكانه ومنزلَ الخَفْضِ عن نفسه وبُرُوزِهِ إِلى الأَرض الفَضاء
وسمي السَّفَرُ سَفَراً لأَنه يُسْفِرُ عن وجوه المسافرين وأَخلاقهم فيظهر ما كان
خافياً منها ويقال سَفَرْتُ أَسْفُرُ
( * قوله « سفرت أسفر » من باب طلب كما في شرح القاموس ومن باب ضرب كما في المصباح
والقاموس ) سُفُوراً خرجت إِلى السَّفَر فأَنا سافر وقوم سَفْرٌ مثل صاحب وصحب
وسُفَّار مثل راكب وركَّاب وسافرت إِلى بلد كذا مُسافَرَة وسِفاراً قال حسان
لَوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَةً لَتَرَكْتُها تَحْبُو على العُرْقُوبِ
وفي حديث المسح على الخفين أَمرنا إِذا كنا سَفْراً أو مسافرين الشك من الراوي في
السَّفْر والمسافرين والسَّفْر جمع سافر والمسافرون جمع مسافر والسَّفْر
والمسافرون بمعنى وفي الحديث أَنه قال لأَهل مكة عام الفتح يا أَهل البلد صلوا
أَربعاً فأَنا سَفْرٌ ويجمع السَّفْر على أَسْفارٍ وبعير مِسْفَرٌ قويّ على السفَر
وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر بن تولب أَجَزْتُ إِلَيْكَ سُهُوبَ الفلاةِ وَرَحْلي
على جَمَلٍ مِسْفَرِ وناقةٌ مِسْفَرة ومِسْفار كذلك قال الأَخطل ومَهْمَهٍ طَامِسٍ
تُخْشَى غَوائلُه قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفارِ وسمى زهير البقرةَ
مُسافِرةً فقال كَخَنْسَاءُ سَفْعاءِ المِلاطَيْنِ حُرَّةٍ مُسافِرَةٍ مَزْؤُودَةٍ
أُمِّ فَرْقَدِ ويقال للثور الوحشي مسافر وأَماني وناشط وقال كأَنها بَعْدَما
خَفَّتْ ثَمِيلَتُها مُسافِرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ والسَّفْرُ الأَثر
يبقى على جلد الإِنسان وغيره وجمعه سُفُورٌ وقال أَبو وَجْزَة لقد ماحتْ عليكَ
مُؤَبَّدَاتٌ يَلُوح لهنَّ أَنْدَابٌ سُفُورُ وفرس سافِرُ اللحم أَي قليله قال ابن
مقبل لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ ولا هَبِجٌ كَاسِي العظامِ لطيفُ الكَشْحِ
مَهْضُومُ التهذيب ويقال سافرَ الرجلُ إِذا مات وأَنشد زعمَ ابنُ جدعانَ بنِ عَمْ
رٍو أَنَّه يوماً مُسافِرْ والمُسَفَّرَة كُبَّةُ الغَزْلِ والسُّفرة بالضم طعام
يتخذ للمسافر وبه سميت سُفرة الجلد وفي حديث زيد بن حارثة قال ذبحنا شاة فجعلناها
سُفْرَتَنا أَو في سُفْرتنا السُّفْرَة طعام يتخذه المسافر وأَكثر ما يحمل في جلد
مستدير فنقل اسم الطعام إِليه وسمي به كما سميت المزادة راوية وغير ذلك من
الأَسماء المنقولة فالسُّفْرَة في طعام السَّفَر كاللُّهْنَةِ للطعام الذي يؤكل
بُكرة وفي حديث عائشة صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأَبي بكر سُفْرَةً في
جراب أَي طعاماً لما هاجر هو وأَبو بكر رضي الله عنه غيره السُّفرة التي يؤكل
عليها سُميت سُفْرَةً لأَنها تنبسط إِذا أَكل عليها والسَّفَار سفار البعير وهي
حديدة توضع على أَنف البعير فيخطم بها مكانَ الحَكَمَة من أَنف الفرس وقال
اللحياني السِّفار والسِّفارة التي تكون على أَنف البعير بمنزلة الحَكَمَة والجمع
أَسْفِرَة وسُفْرٌ وسَفائر وقد سَفَرَه بغير أَلفٍ يَسْفِره سَفْراً وأَسْفَره عنه
إِسْفَاراً وسَفَّره التشديد عن كراع الليث السِّفار حبل يشد طرفه على خِطام
البعير فَيُدَارُ عليه ويجعل بقيته زِماماً قال وربما كان السِّفار من حديد قال
الأَخطل ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفار بِخَطْمِهِ منْ سُودِ عَقَّةَ أَوْ بَنِي
الجَوَّالِ قال ابن بري صوابه وموقعٍ مخفوض على إِضمار رب وبعده بَكَرَتْ عَليَّ
به التِّجَارُ وفَوْقَه أَحْمَالُ طَيِّبَة الرِّياح حَلالُ أَي رب جمل موقع أَي
بظهره الدبَرُ والدَّبَرُ من طول ملازمة القنَب ظهرَه أُسْنِيَ عليه أَحمال الطيب
وغيرها وبنو عقة من النمر بن قاسط وبنو الجوَّال من بني تغلب وفي الحديث فوضع يده
على رأْس البعير ثم قال هاتِ السِّفارَ فأَخذه فوضعه في رأْسه قال السِّفار الزمام
والحديدة التي يخطم بها البعير ليذل وينقاد ومنه الحديث ابْغِني ثلاث رواحل
مُسْفَرَات أَي عليهن السِّفار وإِن روي بكسر الفاء فمعناه القوية على السَّفر
يقال منه أَسْفَر البعيرُ واسْتَسْفَرَ ومنه حديث الباقر تَصَدَّقْ بِحَلال يدك
وسَفْرِها هو جمع السِّفار وحديث ابن مسعود قال له ابن السَّعْدِيِّ خرجتُ في
السحر أَسْفِرُ فرساً لي فمررت بمسجد بني حنيفة أَراد أَنه خرج يُدَمِّنُه على
السَّيْرِ ويروضه ليقوى على السَّفَر وقيل هو من سفرت البعير إِذا رعيته
السَّفِيرَ وهو أَسافل الزرع ويروى بالقاف والدال وأَسْفَرَتِ الإِبلُ في الأَرض
ذهبت وفي حديث معاذ قال قرأْت على النبي صلى الله عليه وسلم سَفْراً سَفْراً فقال
هكذا فَاقْرَأْ جاء في الحديث تفسيره هَذّاً هَذّاً قال الحربي إِن صح فهو من
السُّرعة والذهاب من أَسفرت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض قال وإِلاَّ فلا أَعلم
وجهه والسَّفَرُ بياض النهار قال ذو الرمة ومَرْبُوعَةٍ رِبْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُها
بِكَفَّيِّ مِنْ دَوِّيَّةٍ سَفَراً سَفْرا يصف كَمْأَةً مَرْبُوعَةً أَصابها
الربيع ربعية منسوبة إِلى الربيع لبأْتها أَطعمتهم إِياها طرية الاجتناء كاللِّبَا
من اللبن وهو أَبكره وأَوّله وسَفَراً صباحاً وسَفْراً يعني مسافرين وسَفَرَِ
الصبحُ وأَسْفَرَ أَضاء وأَسْفَرَ القومُ أَصبحوا وأَسفر أَضاء قبل الطلوع وسَفَرَ
وجهُه حُسْناً وأَسْفَرَ أَشْرَقَ وفي التنزيل العزيز وُجُوهٌ يومئذ مُسْفِرَةٌ
قال الفراء أَي مشرقة مضيئة وقد أَسْفَرَ الوَجْهُ وأَسْفَرَ الصبح قال وإِذا
أَلقت المرأَةُ نِقَابها قيل سَفَرَتْ فهي سافِرٌ بغير هاء ومَسَافِرُ الوجه ما
يظهر منه قال امرؤ القيس وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ ولقيته سَفَراً
وفي سَفَرٍ أَي عند اسفرار الشمس للغروب قال ابن سيده كذلك حكي بالسين ابن
الأَعرابي السَّفَرُ الفجر قال الأَخطل إِنِّي أَبِيتُ وَهَمُّ المَرءِ يَبْعَثُه
مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ حتى يُفْرِجَ السَّفَرُ يريد الصبح يقول أَبيت أَسري إِلى
انفجار الصبح وسئل أَحمد بن حنبل عن الإِسْفارِ بالفجر فقال هو أَن يُصْبِحَ
الفَجْرُ لا يُشَكُّ فيه ونحو ذلك قال إِسحق وهو قول الشافعي وذويه وروي عن عمر
أَنه قال صلاة المغرب والفجَاجُ مُسْفِرَةٌ قالأَبو منصور معناه أَي بَيِّنَةٌ
مُبْصَرَةٌ لا تخفى وفي الحديث صلاة المغرب يقال لها صلاة البَصَر لأَنها تؤدّى
قبل ظلمة الليل الحائلة بين الأَبصار والشخوص والسَّفَرُ سَفَرانِ سَفَرُ الصبح
وسَفَرُ المَسَاء ويقال لبقية بياض النهار بعد مغيب الشمس سَفَرٌ لوضوحه ومنه قول
الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرى سَفَرا ولم تَرَ فيها مَطَرا أَراد طلوعها عِشاء
وَسَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشف النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُوراً ومنه
سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِرُ سَِفَارَةً أَي كشفت ما في قلب هذا وقلب هذا لأُصلح
بينهم وسَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً فهي سافِرَةٌ جَلَتْه
والسَّفِيرُ الرَّسول والمصلح بين القوم والجمع سُفَراءُ وقد سَفَرَ بينهم
يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة أَصلح وفي حديث عليّ أَنه قال لعثمان إِن الناس
قد اسْتَسْفَرُوني بينك وبينهم أَي جعلوني سفيراً وهو الرسول المصلح بين القوم
يقال سَفَرْتُ بين القوم إِذا سَعَيْتَ بينهم في الإصلاح والسِّفْرُ بالكسر الكتاب
وقيل هو الكتاب الكبير وقيل هو جزء من التوراة والجمع أَسْفارٌ والسَّفَرَةُ
الكَتَبَةُ واحدهم سافِرٌ وهو بالنَّبَطِيَّةِ سافرا قال الله تعالى بِأَيْدِي
سَفرَةٍ وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً وقوله عز وجل كَمَثَلِ الحِمارِ
يَحْمِلُ أَسْفاراً قال الزجاج فب الأَسفار الكتب الكبار واحدها سِفْرٌ أَعْلَمَ
اللهُ تعالى أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها كَمَثَلِ
الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها والسَّفَرَةُ كَتَبَة
الملائكة الذين يحصون الأَعمال قال ابن عرفة سميت الملائكة سَفَزَةً لأَنهم
يَسْفِرُونَ بين الله وبين أَنبيائه قال أَبو بكر سموا سَفَرَةً لأَنهم ينزلون
بوحي الله وبإِذنه وما يقع به الصلاح بين الناس فشبهوا بالسُّفَرَاءِ الذين يصلحون
بين الرجلين فيصلح شأْنهما وفي الحديث مَثَلُ الماهِرِ بالقرآن مَثَلُ السَّفَرَةِ
هم الملائكة جمع سافر والسافِرُ في الأَصل الكاتب سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه
قال الزجاج قيل للكاتب سافر وللكتاب سِفْرٌ لأَن معناه أَنه يبين الشيء ويوضحه
ويقال أَسْفَرَ الصبح إِذا انكشف وأَضاء إِضاءة لا يشك فيه ومنه قول النبي صلى
الله عليه وسلم أَسْفِرُوا بالفجر فإِنه أَعظم للأَجْرِ يقول صلوا صلاة الفجر
بعدما يتبين الفجر ويظهر ظهوراً لا ارتياب فيه وكل من نظر إِليه عرف أَنه الفجر
الصادق وفي الحديث أَسْفِرُوا بالفجر أَي صلوا صلاة الفجر مُسْفِرين ويقال
طَوِّلُوها إِلى الإِسْفارِ قال ابن الأَثير قالوا يحتمل أَنهم حين أَمرهم بتغليس
صلاة الفجر في أَول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الأَوَّل حرصاً ورغبة فقال
أَسْفِرُوا بها أَي أَخروها إِلى أَن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه ويقوّي ذلك أَنه
قال لبلال نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ ما يبصر القوم مواقع نَبْلِهِم وقيل الأَمر
بالإِسْفارِ خاص في الليالي المُقْمِرَة لأَن أَوَّل الصبح لا يتبين فيها فأُمروا
بالإِسفار احتياطاً ومنه حديث عمر صلوا المغرب والفِجاجُ مُسْفِرَةٌ أَي بينة
مضيئة لا تخفى وفي حديث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ كان يأْتينا بلال يُفْطِرُنا ونحن
مُسْفِرُون جِدّاً ومنه قولهم سفرت المرأَة وفي التنزيل العزيز بأَيْدِي سَفَرَةٍ
كِرَامٍ بَرَرَةٍ قال المفسرون السَّفَرَةُ يعني الملائكة الذين يكتبون أَعمال بني
آدم واحدهم سافِرٌ مثل كاتِبٍ وكَتَبَةٍ قال أَبو إِسحق واعتباره بقوله كراماً
كاتبين يعلمون ما تفعلون وقول أَبي صخر الهذلي لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ
عَرَفْتُها وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ آياتُها سَفْرُ قال السكري دُرِسَتْ فصارت
رسومها أَغفالاً قال ابن جني ينبغي أَن يكون السَّفْرُ من قولهم سَفَرْتُ البيت
أَي كنسته فكأَنه من كنست الكتابة من الطِّرْس وفي الحديث أَن عمر رضي الله عنه
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو أَمرت بهذا البيت فَسُفِرَ قال الأَصمعي
أَي كُنِسَ والسَّافِرَة أُمَّةٌ من الروم وفي حديث سعيد بن المسيب لولا أَصواتُ
السَّافِرَةِ لسمعتم وَجْبَةَ الشمس قال والسافرة أُمة من الروم
( * قوله « أمة من الروم » قال في النهاية كأَنهم سموا بذلك لبعدهم وتوغلهم في
المغرب والوجبة الغروب يعني صوته فحذف المضاف ) كذا جاء متصلاً بالحديث ووجبة
الشمس وقوعها إِذا غربت وسَفَارِ اسم ماء مؤنثة معرفة مبنية على الكسر الجوهري
وسَفَارِ مثل قَطامِ اسم بئر قال الفرزدق متى ما تَرِدْ يوماً سَفَارِ نَجِدْ بهَا
أُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَحِيزَ المُعَوَّرَا وسُفَيْرَةُ هَضْبَةٌ معروفة قال
زهير بكتنا أَرضنا لما ظعنَّا سفيرة والغيام
( * كذا بياض بالأَصل ولم نجد هذا البيت في ديوان زهير )
معنى
في قاموس معاجم
اليَسْرُ
( * قوله « اليسر » بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس )
اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس وقد يَسَرَ ييْسِرُ وياسَرَه
لايَنَهُ أَنشد ثعلب قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ وإِن
ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وياسَرَه أَ
اليَسْرُ
( * قوله « اليسر » بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس )
اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس وقد يَسَرَ ييْسِرُ وياسَرَه
لايَنَهُ أَنشد ثعلب قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم ذاتَ العِنادِ وإِن
ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وياسَرَه أَي ساهَلَه وفي الحديث إِن هذا الدّين يُسْرٌ
اليُسْرُ ضِدُّ العسر أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قليل التشديد وفي الحديث يَسِّرُوا
ولا تُعَسِّرُوا وفي الحديث الآخر من أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ أَي ساهله
وفي الحديث كيف تركتَ البلاد ؟ فقال تَيَسَّرَتْ أَي أَخصبت وهو من اليُسْرِ وفي
الحديث لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ وقد ذكر في فصل العين وفي الحديث تَياسَرُوا في
الصَّداق أَي تساهلوا فيه ولا تُغالُوا وفي الحديث اعْمَلُوا وسَدِّدوا وقاربوا
فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ ومنه الحديث وقد
يُسِّرَ له طَهُورٌ أَي هُيِّئَ ووُضِع ومنه الحديث قد تَيَسَّرا للقتال أَي
تَهَيَّآ له واسْتَعَدّا الليث يقال إِنه ليَسْرٌ خفيف ويَسَرٌ إِذا كان لَيِّنَ
الانقياد يوصف به الإِنسان والفرس وأَنشد إِني على تَحَفُّظِي ونَزْرِي أَعْسَرُ
وإِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ ويَسْرٌ لمن أَراد يُسْرِي ويقال إِن قوائم هذا الفرس
ليَسَرَات خِفافٌ يَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه والواحدة يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ
واليَسَرُ السهل وفي قصيد كعب تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاهِيةٌ اليَسَراتُ قوائم
الناقة الجوهري اليَسَرات القوائم الخفاف ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حسنة
نقل القوائم ويَسَّرَ الفَرَسَ صَنَعه وفرس حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ السِّمَنِ
اسم كالتَّعْضُوضِ أَبو الدُّقَيْش يَسَرَ فلانٌ فرسَه فهو مَيْسُورٌ مصنوعٌ
سَمِين قال المَرَّارُ يصف فرساً قد بلَوْناه على عِلاَّتِه وعلى التَّيْسُورِ منه
والضُّمُرْ والطَّعْنُ اليَسْرُ حِذاءَ وجهِك وفي حديث علي رضي الله عنه اطْعَنُوا
اليَسْرَ هو بفتح الياء وسكون السين الطعن حذاءَ الوجه وولدت المرأَة ولداً
يَسَراً أَي في سهولة كقولك سَرَحاً وقد أَيْسَرَتْ قال ابن سيده وزعم اللحياني
أَن العرب تقول في الدعاء وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر ويَسَرَتِ الناقةُ خرج ولدها
سَرَحاً وأَنشد ابن الأَعرابي فلو أَنها كانت لِقَاحِي كثيرةً لقد نَهِلَتْ من
ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ ولكنها كانت ثلاثاً مَياسِراً وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ
فأَحَلَّتِ ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وغنمه ولم يَعْطَبْ منها شيء
عن ابن الأَعرابي وأَنشد بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه مُيَسِّرَ الشاءِ كثيراً
عَدَدُه والعرب تقول قد يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت وتهيأَت للولادة ويَسَّرَتِ
الغنم كثرت وكثر لبنها ونسلها وهو من السهولة قال أَبو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُّ
إِنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنَا غَنِيَّيْن لا يُجْدِي علينا غِناهُما هما
سَيِّدَانا يَزْعُمانِ وإِنما يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرْتْ غَنَماهما أَي ليس
فيهما من السيادة إِلا كونهما قد يَسَّرَتْ غنماهما والسُّودَدَ يوجب البذلَ
والعطاء والحِراسَة والحماية وحسن التدبير والحلم وليس غندهما من ذلك شيء قال
الجوهري ومنه قولهم رجل مُيَسِّرٌ بكسر السين وهو خلاف المُجَنِّب ابن سيده
ويَسَّرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما يقال ذلك في الغنم واليُسْرُ واليَسارُ
والمِيسَرَةُ والمَيْسُرَةُ كله السُّهولة والغِنى قال سيبويه ليست المَيْسُرَةُ
على الفعل ولكنها كالمَسْرُبة والمَشْرُبَة في أَنهما ليستا على الفعل وفي التنزيل
العزيز فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ قال ابن جني قراءة مجاهد فَنَظِرَةٌ إِلى
مَيْسُرهِ قال هو من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ وقيل هو على حذف الهاء والمَيْسَرَةُ
والمَيْسُرَةُ السَّعَة والغنى قال الجوهري وقرأَ بعضهم فنظرة إِلى مَيْسُرِهِ
بالإِضافة قال الأَخفش وهو غير جائز لأَنه ليس في الكلام مَفْعُلٌ بغير الهاء
وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ وأَيْسَرَ الرجلُ
إِيساراً ويُسْراً عن كراع واللحياني صار ذا يَسارٍ قال والصحيح أَن اليُسْرَ
الاسم والإِيْسار المصدر ورجلٌ مُوسِرٌ والجمع مَياسِيرُ عن سيبويه قال أَبو الحسن
وإِنما ذكرنا مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر
وبالأَلف والتاء في المؤنث واليُسْر ضدّ العُسْرِ وكذلك اليُسُرُ مثل عُسْرٍ
وعُسُرٍ التهذيب واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة ولا يقال يَسارٌ الجوهري
اليَسار واليَسارة الغِنى غيره وقد أَيْسَر الرجل أَي استغنى يُوسِرُ صارت الياء
واواً لسكونها وضمة ما قبلها وقال ليس تَخْفَى يَسارَتي قَدْرَ يومٍ ولقد يُخْفي
شِيمَتي إِعْسارِي ويقال أَنْظِرْني حتى يَسارِ وهو مبني على الكسر لأَنه معدول عن
المصدر وهو المَيْسَرَةُ قال الشاعر فقلتُ امْكُثي حتى يَسارِ لَعَلَّنا نَحُجُّ
معاً قالتْ أَعاماً وقابِلَه ؟ وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي
تهيأَ ابن سيده وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل ويقال أَخذ ما تَيَسَّر وما
اسْتَيْسَر وهو ضدّ ما تَعَسَّر والْتَوَى وفي حديث الزكاة ويَجْعَلُ معها شاتين
إِن اسْتَيْسَرتا له أَو عشرين درهماً استيسر استفعل من اليُسْرِ أَي ما تيسر
وسَهُلَ وهذا التخيير بين الشاتَيْنِ والدراهم أَصل في نفسه وليس ببدل فجرى مجرى
تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأَزمنة والأَمكنة وإِنما هو تعويض شرعي كالغُرَّةِ
في الجنين والصَّاع في المُصَرَّاةِ والسِّرُّ فيه أَن الصدقة كانت تؤخذ في
البراري وعلى المياه حيث لا يوجد سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّمٌ يرجع إِليه فَحَسُنَ في
الشرع أَن يُقَدَّر شيء يقطع النزاع والتشاجر أَبو زيد تَيَسَّر النهار تَيَسُّراً
إِذا بَرَدَ ويقال أَيْسِرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عليه في الطلب ولا تُعْسِرْهُ أَي
لا تُشَدِّدْ عليه ولا تُضَيِّقْ وقوله تعالى فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي قيل ما
تَيَسَّر من الإِبل والبقر والشاء وقيل من بعير أَو بقرة أَو شاة ويَسَّرَه هو
سَهَّله وحكى سيبويه يَسَّرَه ووَسَّعَ عليه وسَهَّلَ والتيسير يكون في الخير
والشر وفي التنزيل العزيز فَسَنُيَسِّرُه لليُسْرَى فهذا في الخير وفيه فسنيسره
للعُسْرَى فهذا في الشر وأَنشد سيبويه أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ وخَيْبَةٌ
لأَوَّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ والميسورُ ضدّ المعسور وقد يَسَّرَه الله
لليُسرى أَي وفَّقَه لها الفرّاء في قوله عز وجل فسيسره لليسرى يقول سَنُهَيِّئُه
للعَوْد إِلى العمل الصالح قال وقال فسنيسره للعسرى قال إِن قال قائل كيف كان
نيسره للعسرى وهل في العُسْرى تيسير ؟ قال هذا كقوله تعالى وبَشِّرِ الذين كفروا
بعذاب أَليم فالبشارَةُ في الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت في كلامين أَحدهما خير
والآخر شر جاز التيسير فيهما والميسورُ ما يُسِّرَ قال ابن سيده هذا قول أَهل
اللغة وأَما سيبويه فقال هو من المصادر التي جاءت على لفظ مفعول ونظيره المعسور
قال أَبو الحسن هذا هو الصحيح لأَنه لا فعل له إِلا مَزِيداً لم يقولوا يَسَرْتُه
في هذا المعنى والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به لأَن
فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ إِنما مصادرها المطردة بالزيادة مَفْعَل كالمضرب وما زاد
على هذا فعلى لفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ
القَوافي وإِنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإِن لم يلفظ به
كالمجلود من تَجَلَّد ولذلك يخيل سيبويه المفعول في المصدر إِذا وجده فعلاً
ثلاثيّاً على غير لفظة أَلا تراه قال في المعقول كأَنه حبس له عقله ؟ ونظيره
المعسورُ وله نظائر واليَسَرَةُ ما بين أَسارير الوجه والراحة التهذيب واليَسَرَة
تكون في اليمنى واليسرى وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة كأَنها
الصليب الليث اليَسَرَة فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أَسرارِ الراحة يُتَيَمَّنُ
بها وهي من علامات السخاء الجوهري اليسرة بالتحريك أَسرار الكف إِذا كانت غير
ملتزقة وهي تستحب قال شمر ويقال في فلان يَسَرٌ وأَنشد فَتَمَتَّى النَّزْعَ في
يَسَرِه قال هكذا روي عن الأَصمعي قال وفسره حِيَال وجهه واليَسْرُ من الفَتْلِ
خلاف الشَّزْر الأَصمعي الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن يمينك وشمالك واليَسْرُ ما كان
حِذاء وجهك وقيل الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فوق واليَسْرُ إِلى أَسفل وهو أَن
تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ وروي ابن الأَعرابي فتمتى النزع في يُسَرِه جمع
يُسْرَى ورواه أَبو عبيد في يُسُرِه جمع يَسارٍ واليَسارُ اليَدُ اليُسْرى
والمَيْسَرَةُ نقيضُ الميمنةِ واليَسار واليِسار نقيضُ اليمين الفتح عند ابن
السكيت أَفصح وعند ابن دريد الكسر وليس في كلامهم اسم في أَوّله ياء مكسورة إِلا
في اليَسار يِسار وإِنما رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياء والجمع يُسْرٌ عن
اللحياني ويُسُرٌ عن أَبي حنيفة الجوهري واليسار خلاف اليمين ولا تقل
( * قوله « ولا تقل إلخ » وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف وعند ابن دريد
الكسر )
اليِسار بالكسر واليُسْرَى خلاف اليُمْنَى والياسِرُ كاليامِن والمَيْسَرَة
كالمَيْمَنة والياسرُ نَقِيضُ اليامن واليَسْرَة خلافُ اليَمْنَة وياسَرَ بالقوم
أَخَذَ بهم يَسْرَةً ويَسَر يَيْسِرُ أَخذ بهم ذات اليَسار عن سيبويه الجوهري تقول
ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بهم يَساراً وتياسَرْ يا رجلُ لغة في ياسِرْ وبعضهم
ينكره أَبو حنيفة يَسَرَني فلانٌ يَيْسِرُني يَسْراً جاء على يَسارِي ورجلٌ
أَعْسَرُ يَسَرٌ يعمل بيديه جميعاً والأُنثى عَسْراءُ يَسْراءُ والأَيْسَرُ نقيض
الأَيْمَنِ وفي الحديث كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ أَيْسَرَ قال أَبو عبيد هكذا
روي في لحديث وأَما كلام العرب فالصواب أَنه أَعْسَرُ يَسَرٌ وهو الذي يعمل بيديه
جميعاً وهو الأَضْبَطُ قال ابن السكيت كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ يَسَراً ولا
تقل أَعْسَرَ أَيْسَرَ وقعد فلانٌ يَسْرَةً أَي شَأْمَةً ويقال ذهب فلان يَسْرَةً
من هذا وقال الأَصمعي اليَسَرُ الذي يساره في القوة مثل يمينه قال وإِذا كان
أَعْسَرَ وليس بِيَسَرٍ كانت يمينه أَضعف من يساره وقال أَبو زيد رجل أَعْسَرُ
يَسَرٌ وأَعْسَرُ أَيْسَرُ قال أَحسبه مأْخوذاً من اليَسَرَةِ في اليد قال وليس
لهذا أَصل الليث رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأَة عَسْراءُ يَسَرَةٌ والمَيْسِرُ
اللَّعِبُ بالقِداح يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً واليَسَرُ المُيَسَّرُ المُعَدُّ وقيل
كل مُعَدٍّ يَسَرٌ واليَسَرُ المجتمعون على المَيْسِرِ والجمع أَيْسار قال طرفة
وهمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إِذا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ واليَسَرُ
الضَّرِيبُ والياسِرُ الذي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ والجمع أَيْسارٌ وقد
تَياسَرُوا قال أَبو عبيد وقد سمعتهم يضعون الياسِرَ موضع اليَسَرِ واليَسَرَ
موضعَ الياسِرِ التهذيب وفي التنزيل العزيز يسأَلونك عن الخمر والمَيْسِرِ قال
مجاهد كل شيء فيه قمارٌ فهو من الميسر حتى لعبُ الصبيان بالجَوْزِ وروي عن علي كرم
الله وجهه أَنه قال الشِّطْرَنْج مَيْسِرُ العَجَمِ شبه اللعب به بالميسر وهو
القداح ونحو ذلك قال عطاء في الميسر إِنه القِمارُ بالقِداح في كل شيء ابن
الأَعرابي الياسِرُ له قِدْحٌ وهو اليَسَرُ واليَسُورُ وأَنشد بما قَطَّعْنَ من
قُرْبى قَرِيبٍ وما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ وقد يَسَرَ يَيْسِرُ إِذا جاء
بِقِدْحِه للقِمار وقال ابن شميل الياسِرُ الجَزَّار وقد يَسَرُوا أَي نَحَرُوا
ويَسَرْتُ الناقة جَزَّأْتُ لحمها ويَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها
واقتسموا أَعضاءها قال سُحَيْمُ بن وُثَيْلٍ اليربوعي أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ
يَيْسِرونَني أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم ؟ كان وقع عليه سِباءٌ
فضَربَ عليه بالسهام وقوله يَيْسِرونَني هو من المَيْسر أَي يُجَزِّئُونني
ويقتسمونني وقال أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ يقال أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها
اتِّساراً على افْتَعَلُوا قال وناس يقولون يأْتَسِرُونها ائْتِساراً بالهمز وهم
مُؤْتَسِرون كما قالوا في اتَّعَدَ والأَيْسارُ واحدهم يَسَرٌ وهم الذين
يَتقامَرُون والياسِرونَ الذين يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور وقال في قول الأَعشى
والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ يعني الجازرَ والمَيْسِرُ الجَزُورُ نفسه سمي
مَيْسِراً لأَنه يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة وكل شيء جَزَّأْته فقد
يَسَرْتَه والياسِرُ الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لحم الجَزُور وهذا الأَصل في الياسر
ثم يقال للضاربين بالقداح والمُتَقامِرِينَ على الجَزُور ياسِرُون لأَنهم جازرون
إِذا كانوا سبباً لذلك الجوهري الياسِرُ اللاَّعِبُ بالقداحِ وقد يَسَر يَيْسِرُ
فهو ياسِرٌ ويَسَرٌ والجمع أَيْسارٌ قال الشاعر فأَعِنْهُمُ و يْسِرْ ما يَسَرُوا
به وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ قال هذه رواية أَبي سعيد ولن تحذف الياء
فيه ولا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ كما حذفت في يَعِد وأَخواته لتَقَوِّي إِحدى
الياءَين بالأُخرى ولهذا قالوا في لغة بني أَسد يِيْجَلُ وهم لا يقولون يِعْلَم
لاستثقالهم الكسرة على الياء فإِن قال فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف
والنونفقيل له هذه الثلاثة مبدلة من الياء والياء هي الأَصل يدل على ذلك أَن
فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مبنيات على فَعَلَ واليَسَر والياسِرُ بمعنى قال
أَبو ذؤيب وكأَنهنَّ رِبابَةٌ وكأَنه يَسَرٌ يَفِيض على القِداحِ ويَصْدَعُ قال
ابن بري عند قول الجوهري ولم تحذف الياء في بَيْعِر ويَيْنع كما حذفت في يعد
لتقوّي إِحدى الياءَين بالأُخرى قال قد وهم في ذلك لأَن الياء ليس فيها تقوية
للياء أَلا ترى أَن بعض العرب يقول في يَيْئِسُ يَئِسُ مثل يَعِدُ ؟ فيحذفون الياء
كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك مع الهمزة والتاء والنون لأَنه لم
يجتمع فيه ياءان وإِنما حذفت الواو من يَعِدُ لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة
منهما فأَما الياء فليست غريبة من الياء ولا من الكسرة ثم اعترض على نفسه فقال
فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل له هذه الثلاثة مبدلة من الياء
والياء هي الأَصل قال الشيخ إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الياء في
يَيْعِرُ لتقوّيها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه وقال إِن الياء ثبتت وإِن لم
يكن قبلها ياء في مثل تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ فأَجاب بأَن هذه الثلاثة بدل
من الياء والياء هي الأَصل قال وهذا شيء لم يذهب إِليه أَحد غيره أَلا ترى أَنه لا
يصح أَن يقال همزة المتكلم في نحو أَعِدُ بدل من ياء الغيبة في يَعِدُف وكذلك لا
يقال في تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها بدل من ياء الغيبة في يَعِدُ وكذلك التاء في
قولهم هي تَعِدُ ليست بدلاً من الياء التي هي للمذكر الغائب في يَعِدُ وكذلك نون
المتكلم ومن معه في قولهم نحن نَعِدُ ليس بدلاً من الياء التي للواحد الغائب ولو
أَنه قال إِن الأَلف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في يَيْعِر كما
كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يَعِدُ لكان أَشبه من هذا القول الظاهر
الفساد أَبو عمرو اليَسَرَةُ وسْمٌ في الفخذين وجمعها أَيْسارٌ ومنه قول ابن
مُقْبِلٍ فَظِعْتَ إِذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى ولا السَّيْرَ راعي
الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ على ذاتِ أَيْسارٍ كأَنَّ ضُلُوعَها وأَحْناءَها
العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ يعني الوَسْمَ في الفخذين ويقال أَراد قوائم
لَيِّنَةً وقال ابن بري في شرح البيت الثلة الضأْن والمشبح المعرّض يقال
شَبَّحْتُه إِذا عَرَّضْتَه وقيل يَسَراتُ البعير قوائمه وقال ابن فَسْوَةَ لها
يَسَراتٌ للنَّجاءِ كأَنها مَواقِعُ قَيْنٍ ذي عَلاةٍ ومِبْرَدِ قال شبه قوائمها
بمطارق الحدَّاد وجعل لبيد الجزور مَيْسِراً فقال واعْفُفْ عن الجاراتِ وامْ نَحْهُنَّ
مَيْسِرَكَ السَّمِينا الجوهري المَيْسِرُ قِمارُ العرب بالأَزلام وفي الحديث إِن
المسلم ما لم يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري به لِئامُ الناس
كالياسِرِ الفالِجِ الياسِرُ من المَيْسِر وهو القِمارُ واليُسْرُ في حديث الشعبي
لا بأْس أَن يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدابة قال اليُسْرُ بالضم عُودٌ يُطْلِق
البولَ قال الأَزهري هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْرٍ والأُسْرُ احتباس البول واليَسِيرُ
القليل ويء يسير أَي هَيِّنٌ ويُسُرٌ دَحْلٌ لبني يربوع قال طرفة أَرَّقَ العينَ
خَيالٌ لم يَقِرْ طاف والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُرْ وذكر الجوهري اليُسُرَ وقال إِنه
بالدهناء وأَنشد بيت طرفة يقول أَسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يَقِرْ هو من
الوَقارِ يقال وَقَرَ في مجلسه أَي خَيالُها لا يزال يطوف ويَسْري ولا يَتَّدعُ
ويَسارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ أَسماء وياسِرُ مُنْعَمٍ مَلِكٌ من ملوك حمير ومَياسِرُ
ويَسارٌ اسم موضع قال السُّلَيْكُ دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي وخادِف طَعْنَةٍ
بقَفا يَسارِ أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة وقال كثير إِلى
ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها وأَما قول
لبيد أَنشده ابن الأَعرابي دَرى باليَسارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً مُسَطَّعَةَ
الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم قال ابن سيده فإِنه لم يفسر اليسارى قال وأُراه
موضعاً والمَيْسَرُ نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غرساً وفيه قَصَفٌ الجوهري وقول
الفرزدق يخاطب جريراً وإِني لأَخْشَى إِن خَطَبْتَ إِليهمُ عليك الذي لاقى يَسارُ
الكَواعِبِ هو اسم عبد كان يتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكيره