" الرَّوْضَةُ والرِّيَضةُ بالكَسْرِ " وهذِه عن أَبِي عَمْرٍو " مِنَ الرَّمْلِ " هكَذا وَقَعَ في العُبَاب . وفي الصّحاح واللِّسَان وغَيْرِهِما من الأُصولِ : مِن البَقْلِ " والعُشْبِ " وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وقِيلَ هو " مُسْتَنْقَعُ الماءِ " مِن قاعٍ فيه جَرَاثِيمُ ورَوَابٍ سَهْلَةٌ صِغَارٌ في سَرَارِ الأَرْضِ . وقال شَمِرٌ : كأَنَّ الرَّوْضَةَ سُمِّيَتْ رَوْضَةً " لاسْتِرَاضَةِ المَاءِ فِيها " أَي لاسْتِنْقَاعِه . وقيل : الرَّوْضَةُ : الأَرْضُ ذَاتُ الخُضْرَةِ وقِيل : البُسْتَانُ الحَسَنُ عن ثَعْلبٍ وقِيلَ : الرَّوْضَةُ : عُشْبٌ وماءٌ ولا تَكُونُ رَوْضَةً إِلاَّ بماءٍ مَعَها أَوْ إِلى جَنْبِهَا . وقال أَبو زَيْدٍ الكِلابِيّ : الرَّوْضَةُ : القَاعُ يُنْبِت السِّدْرَ وهي تَكُونُ كسَعَةِ بَغْدَادَ وقِيلَ : أَصْغَرُ الرِّيَاضِ مائَةُ ذِرَاعٍ . وفي العِنَايَةِ : الرَّوْضُ : البُسْتَانُ وتَخْصِيصُها بذَاتِ الأَنْهَارِ بِناءً على العُرْفِ . قال شَيْخُنَا : الأَنْهَارُ غَيْرُ شَرْطٍ وأَما الماءُ فلا بُدَّ منه في إِطْلاقهم لا في العُرْفِ . قِيلَ : وأَكْثَرُ ما تُطْلق الرَّوضَةُ على المُرْتَبَعِ كمَا أَوْمَأَ إِلَيْهِ في المُحْكَم وقِيل : الرَّوْضَةُ : أَرْضٌ ذَاتُ مِيَاهٍ وأَشْجَارٍ وأَزْهَار طَيِّبَة . وقال الأَزْهَرِيّ : رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ بالبَادِيَة أَماكشنُ مُطْمَئِنَّةٌ مُسْتَوِيَةٌ يَسْتَرِيضُ فيها ماءُ السَّمَاءِ فأَنْبَتَتْ ضُرُوباً من العُشْبِ ولا يُسْرِع إِليها الهَيْجُ والذُّبُولُ . قال : فإِنْ كاَنتْ الرِّيَاضُ في أَعَالِي البِرَاقِ والقِفَافِ فهِيَ السُّلْقَانُ وَاحِدُها سَلَقٌ كخُلْقَانٍ وخَلَقٍ وإِن كانَت في الوَطَاءَاتِ فَهِيَ رِيَاضٌ . ورُبَّ رَوْضَةٍ فيها حَرَجَاتٌ من السِّدْرِ البَرِّيِّ ورُبَّما كَانَت الرَّوْضَةُ مِيلاً في مِيلٍ فإِذا عَرُضَتْ جِدّاً فهي قِيعانٌ . قال الأَصْمَعِيّ : الرَّوْضَةُ : " نَحْوُ النِّصْفِ من القِرْبَةِ " . ويُقَالُ في المَزَادَةِ رَوْضَةٌ مِنَ المَاءِ كقَوْلِكَ : فيها شَوْلٌ من المَاءِ . ونَقَلَ الجَوْهَرِيّ عن أَبِي عَمْرٍو : في الحَوْض رَوْضَةٌ من الماءِ إِذا غَطَّى الماءُ أَسْفَلَهُ . وأَنشد لهِمْيَانَ :
" ورَوْضَةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوَتِي وقال ابنُ بَرِّيّ . وأَنشدَ أَبو عَمْرٍو في نَوَادِرِه وذَكَرَ أَنَّهُ لهِمْيَانَ :
" ورَوْضَةٍ في الحَوْضِ قد سَقَيْتُهَا
" نِضْوِي وأَرْضٍ قد أَبَتْ طَوَيْتُهَا في التَّهْذِيب : " كُلُّ ماءٍ يَجْتَمِعُ في الإِخَاذَات والمَسَاكاتِ " والتَّنَاهِي فهيَ رَوْضَةٌ . " ج : رَوْضٌ ورِيَاضٌ " اقْتَصَر عليهما الجَوْهَرٍيُّ زاد في العُبَابِ واللّسَان : " رِيضَانٌ " عن اللَّيْث وأَصْلُهما رِوَاضٌ ورِوْضَانٌ صارَتِ الواوُ ياءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا . هذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ رِيضَاناً ليس بِجَمْعِ رَوْضَةِ إِنَّمَا هو جَمْع رَوْضٍ الَّذِي هُو جَمْعُ رَوْضَة . لأَنَّ لَفْظُ رَوْضٍ وإِنْ كانَ جَمْعاً قد طابَقَ وَزْنَ ثَوْرٍ وهم مِمَّا قد يَجْمَعُونَ الجَمْع إِذا طابَق وَزْنَ الوَاحِد وقد يَكُون جَمْعَ رَوْضَة عَلَى طَرْحِ الزّائِد الَّذِي هو الهاءُ . " والرِّيَاضُ : ع " . وفي العُبَابِ : عَلَمٌ لأَرْضٍ باليَمَن " بين مَهْرَةَ وحَضْرَمَوْتَ " . " ورِيَاضُ الرَّوْضَةِ : ع بمَهْرَةَ " أَي بأَرْضِ مَهْرَةَ . " ورِيَاضُ القَطا : ع آخَرُ " : قال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ :
فرِيَاضُ القَطَا فأَوْدِيَةُ الشُّ ... رْبُبِ فالشُّعَبَتانِ فالأَبْلاءُ " ورَاضَ المُهْرَ " يَرُوضُهُ " رِيَاضاً ورِيَاضَةً : ذَلَّلَهُ " ووَطَّأَهُ وقيلَ : عَلَّمَهُ السَّيْرَ " فهو رَائِضٌ مِنْ رَاضَةٍ ورُوَّاضٍ " كما في العُبَاب . وأَنْشَد لِلْباهِلِيّ :
ورَوْحُهِ دُنْيَا بَيْنَ حَيَّيْنِ رُحْتُهَا ... أخُبّ ذَلُولاً أَو عُرُوضاً أَرُوضُها وقال رُؤْبَةُ يَصِف فَحْلاً :
" يَمْنَعُ لَحْيَيْه من الرُّوَّاضِ
" خَبْطُ يَدٍ لم تُثْنَ بالإِباضِ " وارْتاضَ المُهْرُ : صَارَ مَرُوضاً " أَي مُذَلَّلاً . " ونَاقَةٌ رَيِّضٌ كسَيِّد : أَوّلَ ما رِيضَتْ وهي صَعْبَةٌ بَعْدُ " وكَذلِكَ العَرُوض والعَسِيرُ والقَضِيب من الإِبل كُلّه والأُنْثَى والذَّكَر فيه سواءٌ كما في الصّحاح . قال : وكَذلِك غُلامٌ رَيِّضٌ وأَصْلُه رَيْوِضٌ قُلِبَت الواوُ ياءً وأُدْغِمَتْ . وفي اللّسَان : الرَّيِّضُ من الدَّوَابِّ : الِّذِي لم يَقْبَل الرِّيَاضَةَ ولم يَمْهَرِ المِشْيَةَ ولَمْ يَذِلّ لرَاكِبِهِ . وفي المُحْكَم : الرَّيِّضُ من الدَّوابّ والإِبِل : ضِدّ الذَّلُول الذَّكَرُ والأُنْثَى في ذلِكَ سَواءٌ . قال الرّاعِي :
فكَأَنَّ رَيِّضَهَا إِذَا اسْتَقْبَلْتَها ... كانَتْ مُعَاوَدَةَ الرِّكَابِ ذَلُولاَ قال : وهو عِنْدِي على وَجْهِ التَّفَاؤُل لأَنَّهَا إِنَّمَا تُسَمَّى بذلِكَ قَبْلَ أَنْ تَمْهَرَ الرِّيَاضَةَ . " والمَرَاضُ : صَلاَبَةٌ في أَسْفَلِ سَهْل تُمْسِكُ الماءَ ج : مَرَائِضُ ومَرَاضَاتٌ " نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ قال فإِذا احْتَاجُوا إِلى مِيَاهِ المَرَائِض حَفَرُوا فِيها جِفَارا فشَرِبُوا واسْتَقَوْا من أَحْسَائها إِذا وَجَدُوا ماءَهَا عَذْباً . في العُبَاب : " المَرَاضُ والمَرَاضَاتُ " هكذا في النُّسخِ وفي التَّكْمِلَة المَرَاضُ والمراضَان " والمَرَائِضُ : مَوَاضعُ " . قال الأَزْهَرِيُّ : في دِيَار تَمِيمٍ بَيْنَ كَاظِمَةَ والنَّقِيرَةِ فِيهِما أَحْسَاءٌ . وقال الصَّاغَانِيّ : قال حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عنه :
دِيَارٌ لِشَعْثاءِ الفُؤادِ وتِرْبِها ... لَيَالِيَ تَحْتَلُّ المَرَاضَ فَتَغْلَمَا وقال كُثَيّر :
وما ذِكْرُه تِرْبَيْ خُصَيْلَةَ بَعْدمَا ... ظَعَنَّ بأَجْوَازِ المَرَاضِ فتَغْلَمِ" وأَرَاضَ : صَبَّ اللَّبَنَ عَلَى اللَّبَنِ " قاله أَبو عُبَيْدٍ وبِه فَسَّر حَدِيثَ أُمِّ مَعْبَدٍ : " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم وصاحِبَيْه لَمَّا نَزَلُوا عَلَيْهمَا وحَلَبُوا شَاتَهَا الحائلَ شَرِبُوا من لَبَنِهَا وسقَوْها ثُمَّ حَلَبُوا في الإِنَاءِ حَتَّى امْتَلأَ ثُمَّ شَرِبُوا حَتّى أَرَاضُوا " . قال " ثَمَّ : أَرَاضُوا وأَرَاضُّوا " من المُرِضَّة وهي الرَّثِيئَة . قال : ولا أَعْلَمُ في هذا الحَدِيث حَرْفاً أَغْرَبَ منه . قال غَيْرُه : أَرَاضَ : إِذا " رَوِي فنَقَعَ بالرِّيِّ " . وبه فُسِّرَ الحَدِيثُ المَذْكُور . قِيلَ : أَرَاضَ أَي " شَرِبَ عَلَلاً بَعْدَ نَهْلٍ " مَأْخُوذٌ من الرَّوْضَةِ وهو مُسْتَنْقَعُ الماءِ . وبه فُسر الحَدِيثُ المَذْكُور وهو قَرِيبٌ من القَوْلِ الأَوَّلِ بل هُمَا عِنْدَ التَّأَمُّل وَاحِدٌ فإِنَّهَا أَرَادَت بِذلِكَ أَنَّهُم شَرِبُوا حَتى رَوُوا فنَقَعُوا بالرِّيّ . أَراضَ " القَوْمَ : أَرْوَاهُم " بَعْضَ الرِّيِّ . " ومِنْهُ " في حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ أَيْضاً " " فَدَعَا بِإِناءٍ يُرِيضُ الرَّهْطَ " : فِي رِوَايَةٍ " أَي يُرْوِيهم بَعْضَ الرِّيّ من أَراضَ الحَوْضُ إِذا صُبَّ فيه من الماءِ ما يُوَارِي أَرْضَهُ . وجَاءَنَا بإِنَاءٍ يُرِيضُ كَذَا وكَذَا نَفْساً " والأَكثَرُ يُرْبِضُ " بالبَاءِ المُوَحَّدَة وقد تَقَدَّم . وأَشارَ الجَوْهَرِيُّ إِلى الوَجْهَيْن في " ر ب ض " . أَرَاضَ " الوَادِي : اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ كاسْتَرَاضَ " وكَذلِكَ أَراضَ الحَوْضُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن ابنِ السِّكِّيت . قال : ومنه قولُهُم : شَرِبُوا حَتَّى أَرَاضُوا أَي رَوُوا فنَقَعُوا بالرِّيِّ . وأَتَانَا بإِنَاءٍ يُرِيضُ كَذَا كَذَا نَفْساً . وهو مَجَاز . " ورَوَّضَ " تَرْوِيضاً : " لَزِمَ الرِّيَاضَ " . رَوَّضَ السَّيْلُ " القَرَاحَ : جَعَلَه رَوْضَةً " . " واسْتَرَاضَ المَكَانُ " . فَسُحَ و " اتَّسَعَ " . اسْتَرَاضَ " الحَوْضُ : صُبَّ فيه من الماءِ ما يُوَارِي أَرْضَهُ " . كَذَا في العُبَابِ . وفي اللسان : ما يُغَطِّي أَسْفَلَه . وهو مَجاز . وقِيلَ : اسْتَرَاضَ إِذا تَبَطَّح فيه الماءُ على وَجْهِه وكَذلك أَرَاضَ الحَوْضُ . من المجاز : استراضَتِ " النَّفْسُ " أَيْ " طَابَتْ " يُقَال : افْعَلْ ذلِ : َ ما دَامَتْ النَّفْسُ مُسْتَرِيضَةً . أَي مُتَّسِعَةً طَيِّبَةً . واسْتَعْمَلَه حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ في الشِّعْر والرَّجَز فقال :
" أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضَا
" كِلَيْهِمَا أُجِيدُ مُسْتَرِيضَا أَي وَاسِعاً مُمْكِناً ونَسَبَه الجَوْهَرِيُّ للأَغْلَبِ العِجْليّ . وقال الصَّاغَانِيّ : ولم أَجِدْه في أَراجِيزِه . وقال ابن بَرّيّ . نَسَبَهُ أَبو حَنِيفَةَ للأَرْقَط وزَعَمَ أَنَّ بَعْضَ المُلُوكِ أَمَرَهُ أَنْ يَقُولُ فَقال هذا الرَّجَز . " ورَاوَضَه " على أَمرٍ كَذَا أَي " دَارَهُ " لِيُدْخِلَه فيه كما في الصّحاح والأَساسِ وهو مَجَاز . " والمُرَاوَضَةُ المَكْرُوهَةُ في الأَثَرِ " المَرْوِيّ عن سَعِيدِ بن المُسَيِّب : " أَنْ تُوَاصِفَ الرَّجُلَ بالسِّلْعَةِ لَيْسَتْ عِنْدَكَ . وهي بَيْعُ المُوَاصَفَةِ " هكذا فَسَّرَهُ شَمِرٌ . وفي اللّسَان : وبَعْضُ الفُقَهَاءِ يُجِيزُهُ إِذا وَافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفَةَ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : تُجْمَعُ الرَّوْضَةُ على الرَّوْضَاتِ . والرَّيِّضَة ككَيِّسَةٍ : الرَّوْضَة . وأَرْوَضَتِ الأَرْضُ وأَرَاضَتْ : أُلْبِسَها النَّبَاتُ وأَراضَها الله : جَعَلَهَا رِيَاضاً . وقال ابنُ بَرّيّ : يُقَالُ : أَراضَ اللهُ البِلاَدَ : جَعَلَهَا رِيَاضاً . قال ابنُ مُقِبِلٍ :
لَيَالِيَ بَعْضُهُمْ جِيرانُ بَعْضٍ ... بغُوْلٍ فَهْوَ مَوْلِيٌّ مُرِيضُ وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضَةٌ : تُنْبِتُ نَبَاتاً جَيِّداً أَو اسْتَوَى بَقْلُهَا . والمُسْتَرْوِضُ من النَّبَاتِ : الّذِي قد تَناهَى في عِظَمِهِ وطُولِهِ . وقَال يَعْقُوبُ : أَرَاضَ هذا المَكَانُ وأَرْوَضَ : إِذا كَثُرَتْ رِيَاضُه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَنْه . وقال يَعْقُوب أَيْضاً : الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ : الَّذِي قد تَبَطَّحَ المَاءُ على وَجْهِه وأَنشد :
" خَضْراءُ فيها وَذَمَاتٌ بِيضُ" إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ يَعْنِي بالخَضْرَاءِ دَلْواً . والوَذَمَاتُ : السُّيُورُ . ومن المَجَازِ : قَصِيدَةٌ رَيِّضَةٌ القَوَافِي إِذا كانَتْ صَعْبَةً لم تَقْتَضِبْ قَوَافِيَهَا الشُّعَرَاءُ . وأَمْرٌ رَيِّضٌ : لم يُحْكَمْ تَدْبِيرُه . والتَّرَاوُضُ في البَيْعِ والشِّرَاء : التَّحاذِي وهو ما يَجْرِي بَيْنَ المُتَبَايِعَيْن من الزِّيَادة والنُّقْصان كأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنهما يَرُوضُ صَاحِبَه . مِنْ رِيَاضَةِ الدَّابَّةِ وهو مَجَاز . ونَاقَةٌ مَرُوضَةٌ . ورَوَّضَهَا تَرْوِيضاً كرَاضَها . شُدِّدَ للمُبَالَغَة . والرُّوَّضُ : جَمْعُ رائِضٍ . وحَمَّادٌ البَصْرِيّ عُرِفَ بالرَّائض لِرِيَاضَةِ الخَيْلِ سَمِعَ من الحَسَنِ وابْنِ سِيرِينَ . ومن أَمْثَالِهم : " أَحْسنُ من بَيْضَةٍ في رَوْضَةٍ " نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الكَشّاف والأَسَاس . واسْتَرَاضَ المَحَلُّ : كَثُرَتْ رِيَاضُه . ومن المَجَاز : أَنا عِنْدَك في رَوْضَةٍ وغَدِير . ومَجْلِسُك رَوْضَةٌ من رِيَاضِ الجَنَّةِ . ومِنْه الحَدِيث " مَا بَيْن قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ من رِيَاضِ الجَنَّةِ " قال ثَعْلَبٌ : إِنَّ مَنْ أَقَامَ بهذَا المَوْضِعِ فكَأَنَّهُ أَقَام في رَوْضَةٍ مِن رِيَاضِ الجَنَّة يُرَغِّبًُ في ذلِك . ويُقَال : رَوِّضْ نَفْسَكَ بالتَّقْوَى ورَاضَ الشاعِرُ القَوَافِيَ فارْتَاضَتْ لَهُ . ورُضْتُ الدُّرَّ رِيَاضَةً : ثَقَبْتُه وهو صَعْبُ الرِّيَاضَةِ وسَهْلُهَا أَي الثَّقْبِ وكُلُّ ذلِك مَجَازٌ كما في الأَساس . والرَّوْضَةُ : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم . والرَّوْضَةُ : جَزِيرَةٌ تُجَاهَ مِصْرَ وتُذْكَرُ مع المِقْيَاسِ وقد أَلَّفَ فِيها الجَلالُ السَّيُوطِيّ كِتَاباً حافِلاً فرَاجِعْهُ
فصل الشين مع الضاد
" الأَرْضُ " الَّتِي عَليْهَا النَّاسُ " مُؤَنَّثَةٌ " ن قال اللهُ تَعَالَى " وَإِلى الأَرْضِ كيْفَ سُطِحَتْ " " اسْمُ جِنْسٍ " قاله الجَوْهَرِيّ " أَوْ جَمْعٌ بِلا وَاحِدٍ ولم يُسْمَعْ أَرْضَةُ " وعِبَارَةُ الصّحاح : وكان حَقُّ الوَاحِدَةِ مِنْهَا أَنْ يُقَال أَرْضَةٌ ولكنَّهُم لَمْ يَقُولُوا . " ج : أَرْضَاتٌ " هكذا بسُكُونِ الرَّاءِ في سَائِرِ النُّسَخِ وهو مَضْبُوطٌ في الصّحاح بفَتْحِهَا قال : لأَنَّهُمْ يَجْمَعُون المُؤَنَّث الّذِي ليس فيه هَاءُ التَّأْنِيث بالأَلِفِ والتَّاءِ كقَوْلِهم : عُرُسات قال : قد يُجْمَعُ على " أُرُوضٍ " ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ عن أَبي زَيْدٍ . وقال أَبو البَيْدَاءِ : يُقَال : ما أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِي فُلانٍ . في الصّحاح : ثُمَّ قالُوا : " أَرَضُونَ " فجَمَعُوا بِالْوَاوِ والنُّونِ والمُؤَنَّث لا يُجْمَع بالْوَاوِ والنّونِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَنْقُوصاً كثُبَةٍ وظبَةٍ ولكِنَّهُم جَعَلُوا الوَاوَ والنُّونَ عِوَضاً من حَذْفِهِم الأَلِفَ والتَّاءَ وتَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ على حَالِهَا ورُبَّمَا سُكِّنَتْ . انْتَهَى . قُلْتُ : وقال أَبُو حَنِيفَةَ : يُقَال : أَرْضٌ وأَرْضُون بالتَّخْفِيف وأَرَضُون بالتَّثْقِيل ذَكَرَ ذلِكَ أَبُو زَيْدٍ . وقال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ
ولَنَا مِنَ الأَرْضِينَ رَابِيَةٌ ... تَعْلُو الإِكَامَ وَقُودُهَا جَزْلُ وقال آخَرُ :
" مِنْ طَيِّ أَرْضِينَ أَمْ مِنْ سُلَّمٍ نزلٍمن ظَهْرِ رَيْمَانَ أَو مِنْ عِرْضِ ذِي جَدَنِ وفي اللِّسَان : الواو في أَرَضُونَ عِوَضٌ من الهَاءِ المَحْذُوفَة المُقَدَّرَة وفتحوا الرَّاءَ في الجَمْع لِيَدْخُلَ الكَلِمَةَ ضَرْبٌ من التَّكْسِير استِيحَاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِيح لِيُعْلِمُوا أَنَّ أَرْضاً مِمَّا كان سَبِيلُه لَوْ جُمِع بالتَّاءِ أَنْ تُفْتَح راؤُه فيُقَال أَرَضاتٌ . في الصّحاح : وزَعَمَ أَبُو الخَطّاب أَنَّهُم يقولُون : أَرْضٌ و " آرَاضٌ " كما قالُوا أَهْلٌ وآهَالٌ . قال ابن بَرّيّ : الصَّحِيحُ عِنْد المُحَقِّقين فيما حُكِيَ عن أَبِي الخَطَّاب أَرْضٌ وأَرَاضٍ وأَهْلٍ كأَنَّهُ جمع أَرْضَاةٍ وأَهْلاةٍ كما قَالُوا : ليْلَةٌ ولَيَالٍ كأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاةٍ ثمّ قالَ الجَوْهَرِيّ : " والأَرَاضِي غيْرُ قِيَاسِيٍّ " أَي على غيْرِ قِيَاس قال كَأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً هكذا وُجِدَ في سائِر النُّسَخ مِنَ الصّحاح وفي بَعْضِها كَذَا وُجِدَ بخَطّه ووَجَدْتُ في هامِش النُّسْخَة ما نَصُّه : في قَوْلِه : كأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ وذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَ الأَرَاضِي جَمْعَ الآرُضِ لَكَان أآرِض بوَزْنِ أَعارِض كقَوْلِهِم أَكْلُبٌ وأَكَالِبُ هَلاَّ قال إِنَّ الأَراضِيَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوكٍ كلَيَالٍ وأَهَالٍ في جَمْع لَيْلَةٍ وأَهْلٍ فكَأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاَةٍ وإِنْ اعْتَذَر له مُعْتَذِرٌ فقال إِنّ الأَرَاضِيَ مَقْلُوبٌ من أآرِضِ لم يَكُن مُبْعِداً فيَكُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالفُ كانَ أَرَاضئَ فخُفِّفَت الهَمْزَةُ وقُلِبَت ياءً . انْتَهَى . وقالَ ابنُ بَرّيّ : صوابُه أَنْ يقولَ جَمَعُوا أَرْضَى مِثْل أَرْطَى وأَمّا آرُض فقاسُ جَمْعِه أَوَارِضُ . الأَرْضُ : " أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ " قال الجَوْهَرِيّ . وأَنشدَ لحُمَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً :
" ولَم يُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَيْطَارُ
" ولا لِحَبْليْهِ بها حَبَارُ يعني لم يُقَلِّب قَوَائِمَهَا لِعِلَّةٍ بِهَا . وقال غيْرُهُ : الأَرْضُ : سَفِلَةُ البَعِيرِ والدَّابّةِ وما وَلِيَ الأَرْضَ منه . يُقَال : بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ إِذا كان شَدِيدَ القَوَائِمِ قال سُوَيْدُ بنُ كُرَاع :
فرَكِبْنَاهَا على مَجْهُولِهَا ... بصِلاَبِ الأَرْض فِيهنَّ شَجَعْونقل شيخُنَا عن ابْنِ السِّيد في الفَرْقِ : زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنّ الأَرْضَ بالظَّاءِ المُشالَة : قَوَائِمُ الدَّابَّةِ خاصَّةً ومَا عَدَا ذلكَ فهو بالضَّاد قال وهذا غيْرُ مَعْرُوف . والمَشْهُور أَنّ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ وغيْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد سَمِّيَتْ لانْخِفَاضِها عن جِسْمِ الدَّابَّةِ وأَنَّهَا تَلِي الأَرْضَ . " وكُلُّ ما سَفَلَ " فهُوَ أَرْضَ . وبه سَمِّيَ أَسفَلُ القَوَائِمِ . الأَرْضُ " الزُّكَامُ " نقَلَه الجَوْهَرِيّ وهو مُذَكَّر . وقال كُرَاع : هو مُؤَنَّثٌ وأَنشد لابن أَحْمَر :
وقَالُوا أَنَتْ أَرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ ... فأَمْسَى لِمَا في الصَّدْرِ والرَّأْسِ شاكِيَا أَنَتْ : أَدْرَكَتْ . ورَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ أَتَتْ : وقد أُرِضَ أَرْضاً . الأَرْضُ : " النُّفْضَةُ والرِّعْدَةُ " ومنه قَوْلُ ابنِ عَبّاسٍ : أَزُلْزِلَت الأَرْضُ أَم بِي أَرْضٌ . كما في الصّحَاح يعني الرِّعْدَة وقِيلَ يَعنِي الدُّوَارَ . وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذي الرُّمَّة يَصفُ صائِداً :
إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابِكهَا ... أَوْ كَانَ صاحبَ أَرْض أَو بِه المُومُ يَقُولون : " لا أَرْضَ لَكَ . كلاَ أُمَّ لَكَ " نقله الجَوْهَرِيّ . " وأَرْضُ نُوحٍ : ة بالبَحْرَيْن " نقله ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ . يُقَال : " هُوَ ابْنُ أَرْضٍ " أَي " غَرِيبٌ " لا يُعْرَفُ له أَبٌ ولا أُمٌّ . قال اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ :
دَعانِي ابْنُ أَرْضِ يَبْتَغِي الزَّادَ بَعْدَمَا ... تَرَامَتْ حُليْمَاتٌ بِهِ وأَجارِدُ ويُرْوَى : أَتَانَا ابنُ أَرْضِ . قال أَبو حَنِيفَةَ : " ابنُ الأَرْضِ : نَبْتٌ " يَخرُجُ في رُؤُوسِ الإِكَامِ له أَصْلٌ ولا يَطُولُ و " كأَنَّه شَعرٌ و " هو " يُؤْكَلُ " وهو سَرِيعُ الخُرُوجِ سَرِيعُ الهَيْجِ . " والمَأْرُوضُ : المَزْكُومُ " . وقال الصَّاغَانِيّ : وهو أَحَدُ مَا جَاءَ على : أَفْعَلَهُ فهو مَفْعُولٌ وقد " أُرِضَ كعُنِيَ " أَرْضاً وآرَضَهُ اللهُ إِيراضاً أَي أَزْكَمَهُ نَقَلَه الجَوْهَريّ . المَأْرُوضُ : " مَنْ به خَبَلٌ منْ أَهْلِ الأَرْضِ والجِنّ " . قال الجَوْهَريُّ : هو " المُحَرِّكُ رَأْسَهُ وجَسَدَهُ بلا عَمْدٍ " وفي بعض النُّسَخ بلا عَمَلٍ وهو غَلَطٌ . الأَرْضُ : " الخَشَبُ أَكَلَتْهُ الأَرَضَةُ مُحَرَّكَةً " اسمٌ " لدُوَيْبَّةٍ " فالأَرْضُ هُنَا بمعنَى المَأْرُوض وقد أُرِضَتِ الخَشَبةُ كعُنِي تُؤْرَضُ أَرْضاً بالتَّسْكين فهي مَأْرُوضَةٌ إِذا أَكَلَتْهَا الأَرَضَةُ كما في الصّحاح وزادَ غيْرُه : وأَرضَتْ أَرْضاً أَيْضاً أَي كسَمِعَ . والأَرَضَةُ " م " وهي دُودَةٌ بَيْضاءُ شِبْهُ النَّمْلَةِ تَظْهَرُ في أَيَّامِ الرَّبِيع . وقال أَبو حَنِيفَةَ : الأَرَضَةُ ضَرْبانِ : ضَرْبٌ صَغَارٌ مثْلُ كِبَارِ الذَّرِّ وهي آفَةُ الخَشَبِ خاصَّةً وضَرْبٌ مثْلُ كِبَارِ النَّمْل ذَواتُ أَجْنحَةٍ وهي آفَةُ كُلِّ شَيْءٍ من خَشَب ونَبَات غيْرَ أَنَّها لا تَعْرضُ للرّطِبِ وهي ذَوَاتُ قَوَائمَ والجَمْعُ أَرَضٌ . وقيلَ الأَرْضُ اسْمٌ للجَمْع . انْتَهَى . قُلْتُ : وفي تَخْصيصه الضَّرْبَ الأَوَّلَ بالخَشَب نَظَرٌ بل هي آفَةٌ له ولغَيْره وهي دُودَةٌ بَيْضَاءُ سَوْدَاءُ الرَّأْسِ وليْس لها أَجْنِحَةٌ وهي تَغوصُ في الأَرْضِ . وتَبْنِي لها كِنّاً من الطِّينِ . قيل : هي الَّتِي أَكَلَتْ مِنْسَأَةَ سَيِّدِنَا سُليْمَانَ عَليْه السَّلامُ ولِذَا أَعانَتْهَا الجِنُّ بالطّينِ كما قالٌوا وأَنْشَدَنَا بَعْضُ الشيُوخ لبَعْضِهِم :
" أكَلْتُ كُتْبِي كأَنَّنِي أَرَضَهْ" وأَرِضَت القَرْحَةُ كفَرِحَ " تأْرَضُ أَرَضاً : " مَجِلَتْ وفَسَدَتْ " بالمِدَّةِ . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وزاد غيْرُهُ : وتَقَطَّعَتْ وهو المَنْقُولُ عَن الأَصْمَعِيّ " كاستَأْرَضَت " نقله الصَّاغَانِيّ . " وأَرُضَتِ الأَرْضُ ككَرُمَ " أَرَاضَةً كسَحَابَة أَي زَكَتْ " فهي أَرْضٌ أَرِيضَةٌ " وكَذلِك أَرِضَةٌ أَي " زَكيَّةٌ " كَرِيمَةٌ مُخَيِّلَةٌ للنَّبْت والخَيْرِ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : هي التي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنَّبَات . ويُقَال : أَرْضٌ أَرِيضَةٌ بَيِّنَةُ الأَرَاضَةِ إِذا كانَتْ لَيِّنَةَ المَوْطِئ طَيِّبَةَ المَقْعَدِ كَرِيمَةً جَيِّدَةَ النَّبَاتِ . قال الأَخْطَلُ :
ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ في حَانُوتِهَا ... وشَرِبْتُهَا بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو يُقَال : نَزَلْنَا أَرْضاً أَرِيضَةً أَي " مُعْجِبَة للعَيْن " . وقال غَيْرُهُ : أَرْضٌ أَرِيضَةٌ : " خَلِيقَةٌ لِلْخَيْرِ " وللنَّبَاتِ وإِنّهَا لَذَاتُ إِرَاضٍ . وقال ابنُ شُمَيْل : الأَرِيضَةُ : السَّهْلَةُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هي المُخْصِبَةُ الزَّكِيَّةُ النَّباتِ . " والأُرْضَة بالكَسْرِ والضَّمّ وكِعَنبَةٍ : الكَلأُ الكَثِيرُ " . وقيل : الأُرْضَةُ من النَّبَاتِ : ما يَكْفِي المَالَ سَنَةً . رَوَاه أَبو حَنِيفَةَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . " وأَرَضَت الأَرْضُ " من حَدِّ نَصَرَ : " كَثُرَ فيها " الكَلأُ . " وأَرَضْتُهَا : وجَدْتُهَا كَذلِكَ " أَي كَثِيرَةَ الكَلإِ . قال الأَصْمَعِيُّ : يُقَال : " هو آرَضُهُم به " أَنْ يَفْعَل ذلِكَ أَي " أَجْدَرُهُمْ " وأَخْلَقُهُم به . شَيْءٌ " عَرِيضٌ أَرِيضٌ إِتباعٌ " له " أَو " يُفْرَدُ فيُقَالُ : جَدْيٌ أَرِيضٌ أَي " سَمِينٌ " هكذا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن بَعْضِهِم . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
عَرِيضٌ أَرِيضٌ بَاتَ يَيْعِرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بُطُونَ الثَّعَالِبِ " وأَرِيضٌ " كأَميرِ وعلي اقْتَصَرَ يَاقُوتٌ في المُعْجَم " أَو يَرِيضٌ " باليَاءِ التَّحْتِيَّة " : د أَوْ وَادٍ " أَو مَوْضِعٌ في قَوْل امْرئ القيْس :
أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَه ... فوَادِي البَدِيِّ فانْتَحَى لأَرِيضِ ويُرْوَى بالوَجْهَيْن وهُمَا كيَلَمْلَم وأَلَمْلَم والرُّمْحُ اليَزَنِيّ والأَزَنِيّ . " والإِرَاضُ ككِتَابٍ العِرَاضُ " عن أَبي عَمْرٍو قال أَبو النَّجْم :
" بَحْرُ هِشَامٍ وهُوَ ذُو فِرَاضِ
" بَيْنَ فُرُوعِ النَّبْعَةِ الغِضَاضِ
" وَسْطَ بِطَاحِ مَكَّةَ الإِرَاضِ
" في كُلّ وَادٍ وَاسعِ المُفَاضِ وكأَنَّ الهَمزَةَ بَدَلٌ من العَيْن أَي " الوِسَاعُ " يُقَال : أَرْضٌ أَرِيضَة أَي عَريضَة . قال الجَوْهَرِيُّ : " الإِرَاضُ : " بِسَاطٌ ضَخْمٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ " . قُلتُ : ونَقَلَه غيْرُه عن الأَصْمَعيّ وعَلَّلَه غيْرُه بقَوْله : لأَنَّهُ يَلِي الأَرْضَ وأَطْلَقَه بَعْضُهُم في البِسَاط . " وآرَضَهُ اللهُ : أَزْكَمَهُ " فهو مَأْرُوضٌ هكَذَا في الصّحاح وقد سَبَقَ أَيضاً وكَان القِيَاس فهو مُؤْرَض . " والتَّأْرِيضُ : أَنْ تَرْعَى كَلأَ الأَرْضِ " فهو مُؤَرِّض نَقله الأَزْهَريّ وأَنْشَدَ لابْن رالاَن الطّائيّ :
وهُمُ الحُلُومُ إِذا الرَّبيعُ تَجَنَّبَتْ ... وهُمُ الربيعُ إِذا المُؤَؤِّضُ أَجْدَبَا قُلتُ : ويُرْوَى :
" وَهُم الجِبَالُ إِذا الحُلُومُ تَجَنَّنَتقيل : التَّأْرِيضُ في المَنْزل أَنْ " تَرْتَادَهُ " وتَتَخيَّرَهُ للنُّزول . يُقَال : تَرَكْتُ الحَيَّ يَتَأَرَّضُونَ للْمَنْزِل أَي يَرْتَادُون بَلَداً يَنْزِلُونه . التَّأْرِيضُ : " نِيَّةُ الصَّوْمِ وتَهْيِئَتُهُ " من اللَّيْل كالتَّوْرِيض كما في الحَديث : " لا صيَامَ لمَنْ لم يُؤَرِّضْهُ من الليْلِ " أَي لم يُهَيِّئْهُ ولم يَنْوِه وسَيَأْتِي في " ورض " . التَّأْرِيضُ : " تَشْذِيبُ الكَلاَمِ وتَهْذِيبُه " وهو في مَعْنَى التَّهيئَةِ . يُقَالُ : أَرَّضْتُ الكَلاَمَ إِذا هَيَّأْتَهُ وسَوَّيْتَهُ . التَّأْرِيضُ : " التَّثْقيلُ " عن ابن عَبَّادٍ . التَّأْرِيضُ : " الإِصْلاَحُ " يقال : أَرَّضْتُ بَيْنَهُم إِذا أَصْلَحْتَ . التَّأْرِيضُ : " التَّلْبِيثُ " وقد أَرَّضَهُ فتَأَرَّضَ نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ . التَّأْرِيضُ : " أَنْ تَجْعَلَ في السِّقَاء " أَي في قَعْره " لَبَناً أَو ماءً أَو سَمْناً أَوْ رُبّاً " . وعبَارَةُ التَّكْملَة : لَبَناً أَو ماءً أَوْ سَمْناً أَو رُبَّا وكأَنَّه " لإِصْلاحه " عن ابْن عَبَّادٍ . " والتَّأَرُّضُ : التَّثَاقُلُ إِلى الأَرْض " نَقَلَه الجَوْهَريّ وهو قولُ ابْن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ للرّاجز :
" فَقَامَ عَجْلانَ ومَا تَأَرَّضَا أَي مَا تَثَاقَل وأَوَّلهُ :
" وصاحبٍ نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا
" إِذا الكَرَى في عَيْنِه تَمَضْمَضَا
" يَمْسَحُ بالْكَفَّيْن وَجْهاً أَبْيَضَا فَقَام إِلخ وقيل : مَعْنَاه : مَا تَلبَّثَ وأَنْشَدَ غيْرُهُ للجَعْدِيّ :
مُقيمٌ مع الحَيِّ المُقيمِ وقَلْبُه ... مع الرَّاحلِ الغَادِي الَّذي ما تأَرَّضَا التَّأَرُّضُ : " التَّعَرُّضُ والتَّصَدِّي " يُقَال : جَاءَ فُلانٌ يَتَأَرَّضُ لي أَي يَتَصَدَّى ويَتَعَرَّضُ . نَقَلَه الجَوْهَريُّ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
قَبُحَ الحُطِيْئَةُ من مُنَاخِ مَطِيَّةٍ ... عَوْجاءَ سائمَةٍ تَأَرَّضُ للقِرَى التَّأَرُّضُ : " تَمَكُّنُ النَّبْتِ منْ أَنْ يُجَزَّ " نَقَلَه الجَوْهَريّ . " وفَسِيلٌ مُسْتَأْرِضٌ : لهِ عرْقٌ في الأَرْض " فأَمَّا " إِذا نَبَتَ على جِذْع أُمِّه فهو الرَّاكِبُ و " كَذلكَ " وَدِيَّةٌ مُسْتَأْرِضَةٌ " نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وقد تَقَدَّم في " ر ك ب " . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه : أَرْضُ الإِنْسَان : رُكْبَتَاه فَمَا بَعْدَهُمَا . وأَرْضُ النَّعْلِ : ما أَصَابَ الأَرْضَ منْهَا . ويُقَال : فَرَسٌ بَعيدٌ ما بَيْنَ أَرْضِه وسَمَائه إِذَا كَانَ نَهْداً وهو مَجَازٌ . قال خُفَافٌ :
إِذَا ما استَحَمَّت أَرْضُه منْ سَمَائهِ ... جَرَى وهُوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِوتأَرَّضَ فُلانٌ بالمَكَان إِذا ثَبَتَ فلم يَبْرَحْ . وقيل : تَأَنَّى وانْتَظَر وقَامَ على الأَرْض . وتَأَرَّضَ بالمَكَان واستَأْرَض به : أَقَامَ ولَبِثَ . وقيل : تَمَكَّنَ . وتَأَرَّضَ لي : تَضَرَّعَ . ومن سَجَعَات الأَسَاس : فُلانٌ إِن رَأَى مَطْمَعاً تَأَرَّض وإِن مطمعاً أَعرَض . والأَرْضُ : دُوَارٌ يَأْخُذُ في الرَّأْسِ عن اللَّبَنِ فتُهرَاقُ له الأَنْفُ والعَيْنَانِ . يُقَال : بي أَرضٌ فآرِضُونِي أَي دَاوُونِي . وشَحْمَةُ الأَرْضِ : هي الحُلْكَةُ تَغُوصُ في الرَّمْل ويُشبَّهُ بها بَنَانُ العَذَارَى . ومن أَمْثَالهم : " آمَنُ منَ الأَرْض " و " أَجْمَعُ من الأَرْض " و " أَشَدُّ من الأَرْصِ " . و " أَذَلُّ من الأَرْضِ " . ويُقَال : مَا آرَضَ هذا المَكَانَ أَي مَا أَكْثَرَ عُشْبَهُ . وقيلَ : ما آرَضَ هذه الأَرْضَ : ما أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَهَا . حكاهُ أَبُو حَنيفَةَ عن اللِّحْيَانيّ . ورَجُلٌ أَرِيضٌ بَيِّنُ الأَرَاضَةِ أَي خَليقٌ للخَيْر مُتَوَاضِعٌ وقد أَرُض نَقله الجَوْهَرِيُّ وتركَه المُصَنِّفُ قُصُوراً وزَادَ الزَّمَخْشَريّ وأَرُوضٌ كَذلك . واسْتَأْرَضَت الأَرْضُ مثْل أَرُضَتْ أَي زَكَتْ ونَمَت . وامرأَةٌ عَرِيضَةٌ أَرِيضَةٌ : وَلُودٌ كَامِلَةٌ على التَّشبيه بالأَرْض . وأَرْضٌ مأْرُوضَةٌ : أَريضَةٌ وكَذلكَ مُؤْرَضَةٌ . وآرَضَ الرَّجُلُ إِيرَاضاً : أَقَامَ عَلَى الإِرَاض . وبه فَسَّرَ ابنُ عَبَّاسٍ حَديثَ أُمِّ مَعْبَد : " فشَرَبُوا حَتَّى آرَضُوا " وقالَ غيْرُه أَي شَرِبوا عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ حَتَّى رَوُوا من : أَراضَ الوَادِي إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ . حَتَّى أَرَاضُوا أَي نامُوا على الإِرَاضِ وهو البِسَاطُ . وقيل : حَتَّى صَبُّوا اللَّبَنَ على الأَرْضِ . وقَال ابن بَرِّيّ : المُسْتَأْرِضُ : المُتَثاقِلُ إِلى الأَرْض وأَنشد لِسَاعِدَةَ يَصِفُ سَحَاباً :
" مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللِّيثِ أَيْمَنُهُإِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجَا وتأَرَّضَ المَنْزِلَ : ارْتَادَهُ وتَخيَّرَهُ للنُّزُول قال كُثيِّرٌ :
تأَرَّض أَخْفافُ المُنَاخَةِ مِنْهُمُ ... مَكَانَ الَّتِي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ واستَأْرَضَ السَّحَابُ : انبَسَطَ وقيلَ : ثَبَتَ وتَمَكَّن وأَرْسَى . والأَرَاضَةُ : الخِصْبُ وحُسْنُ الحَالِ . ويُقَال : مَنْ أَطاعَنِي كُنْتُ له أَرْضاً . يُرَادُ التَّوَاضُعُ وهو مَجَاز . وفُلانٌ إِنْ ضُرِبَ فأَرْضٌ أَي لا يُبَالِي بضَرْبٍ وهو مَجَاز أَيضاً . ومن أَمثالهم " آكَلُ مِنَ الأَرَضَةِ " . " وأَفْسضدُ من الأَرَضَةِ "