بُعْكُوكَةُ النّاسِ بالضَّمِّ : مُجْتَمَعُهم عن ابنِ دُرَيْدٍ وقالَ ابنُ فارس : حُكِيَ عن بَعْض : خَلِّ عَنْ بُعْكُوكَةِ القَوْمِ أي : مُجْتَمَع منازِلِهم . وبَعَكَهُ بالسَّيفِ بَعْكا : ضَرَبَ أَطْرَافَهُ . وقال ابنُ دُرَيْد : البَعَكُ مُحرَّكَةً : الغِلَظُ والكَزَازَةُ في الجِسمِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ . وقال أَبو زَيْد : الباعِكُ : الأَحْمَقُ المُتهالِكُ . والبُعْكُوكاءُ : الشَّرُّ . وقال ابن السِّكِّيتِ : البَعْكُوكاءُ والمَعْكُوكاءُ : الجَلَبَةُ والصِّياحُ زادَ ابنُ بَرِّي : والاخْتِلاط يُقال : وَقَعُوا في بَعْكُوكاءَ : أي جَلَبَةٍ وصِياحٍ وقِيل : أي في شَر واخْتِلاطٍ . وبُعْكُوكَةُ القَوْمِ بالضمِّ وقد يُفْتَحُ حكاه اللِّحْيانِيُ وهو نادِرٌ وبُعْكُوكُهم : أي آثارُهُم حيثُ نَزَلُوا عن ابنِ دُرَيْدٍ أَو خاصَّتُهم أَو جَماعَتُهم قال ثَعْلَبٌ : وكذا من الإِبِلِ وأَنشَدَ لجَسّاسٍ :
" وهُنَّ أَمْثالُ السُّرَي الأَمْراطِ
" يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكَةِ الخِلاطِ والبُعْكُوكَةُ : وَسَطُ الشّيءِ عن اللِّحيانيّ . وأيضاً : كَثْرَةُ المالِ وقِيلَ : غُباره وازْدِحامُه قال الجَوْهَريُّ : كذا شُرِح في أَبْنِيَةِ الكِتابِ . وبُعْكُوكَةُ الصَّيفِ والشِّتاءِ : اجْتِماعُ حَرَهِ وبَردِه
والبُعْكُوكُ : شِدَّةُ الحَرِّ . قال الصّاغانيُ : الباءُ في كلِّ ما ذُكِر قِياسُها الضّمُّ ولكنَّهم فَتَحُوها
قلتُ : الذي حَكَى الفَتْحَ في هذِه الحُروفِ هو اللِّحْيانيُ وجَعَلَها نَوادِرَ ؛ لأَنَّ الحكْمَ في فعْلُول أَن يكونَ مضمومَ الأَوَّلِ إِلا أشْياءَ نوادِرَ جاءَت بالضَّمِّ والفَتْحِ فمِنْها بُعْكَوكَةٌ قال : شُبِّهَت بالمصادِرِ نحو سارَ سَيرُورةً وحادَ حَيدُودَةً وقال الأَزْهَرِيُّ : هذا حرفٌ جاءَ نادِراً على فَعْلُولَة ولم يَجِئ في كلامِهِم مِثْلَه إِلا صَعْفُوقٌ ونَقَلَ ابن فارِس الكلامَ الذي أوْرَدْناهُ عن اللحياني ثم قالَ : وأَمّا البَصْرِيُّون فإِنَّهُم يَأْبَوْنَ هذا البِناءَ في المَصادِرِ إِلا للمُعْتَلاّتِ
ومما يستدرك عليه : بَعْكَك كجَعْفَر : اسمٌ اشتُقَّ من البَعَكِ الذي هو الغِلَظُ والكَزازَةُ في الجِسمِ قاله ابنُ دُرَيْد وهو والِدُ أبي السَّنابِلِ الصَّحابي رضي اللَّهُ تعالَى عنه وسيأْتِي في اللاَّمِ إِن شاءَ الله تعالَى . وبعْكُوكاء : موضع
البع : الصب في سعة وكثرة . يقال : بع الماء يبعه بعا : إذا صبه . ومنه الحديث : فأخذها فبعها في البطحاء يعني الخمر صبها صبا . ويروى بالثاء المثلثة من ثع يثع إذا تقيأ أي قذفها في البطحاء . والبعاع كسحاب : الجهاز والمتاع : نقله الجوهري
قال : والبعاع : ثقل السحاب من المطر وهو قول الليث . ومنه قول امرئ القيس :
وألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني بالعياب المثقل كذا أنشده الجوهري . والذي في ديوان امرئ القيس .
" . . ذي العياب المحمل ويروى :
" كصرع اليماني ذي اقباب المخول وقال ابن مقتل يذكر الغيث :
فألقى بشرج والصريف بعاعه ... ثقال رواياه من المزن دلح والبعاع : ما سقط من المتاع يوم الغارة قال فروة بن مسيك المرادي :
" وقومي إن سألت بنو غطيفإذا الفتيات يلقطن البعاعا ويقال : ألقى عليه بعاعه أي ثقله ونفسه . وفي العباب : يقال للرجل إذا رمى بنفسه : ألقى بعاعه
والسحاب ألقى بعاعه أي كل ما فيه من الماء وثقل المطر
وبع السحاب يبع بعا وبعاعا إذا ألح بمكان كذا في العباب ونص اللسان : إذا ألح بمطره ونص العين : إذا ألج بمطره . والبعة بالضم من أولاد الإبل : ما يولد بين الربع والهبع نقله الصاغاني وصاحب اللسان . وقال أبو عمرو : البعبع أي كجعفر : الماء المتدارك إذا خرج من إنائه . قال الأزهري : كأنه يعني حكاية صوته . وقال أبو عمرو أيضا : البعبع من الشباب : أوله كالعبعب . يقال : أتيته في عبعب شبابه وبعبع شبابه . وقال الليث : البعبعة بهاء : حكاية بعض الأصوات . وقال ابن دريد : هو تتابع الكلام في عجلة . يقال : سمعت بعبعة الرجل إذا تابع كلامه عجلا به . وقال غيره : البعبعة : الفرار من الزحف
وقال أبو زيد : البعابعة : الصعاليك الذين لا مال لهم ولا ضيعة . ومما يستدرك عليه : بع المطر من السحاب أي خرج . والبعباع ما بع من المطر . والبعاع : نبت كما في التكملة . وفي اللسان : يقال : أخرجت الأرض بعاعها إذا أنبتت أنواع العشب أيام الربيع . وهو مجاز
وبع بع مضمومتين من حكاية الصبيان . ويقال : ألقى بععه كبعاعه
ومحمد بن مرارة بن بعبع كجعفر الحنفي حدث عن عبد الله المتوثي وعنه أبو غالب الماوردي
العِكَّةُ مُثَلَّثَة والعَكَكُ مُحَرَّكَةً والعَكِيكُ كأَمِيرٍ وكِتاب اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَخِيرَيْنِ والعُكَّةُ بالضَّمِّ وبالفَتْحِ : شِدَّةُ الحَرِّ مع سُكُونِ الرِّيحِ وقال اللَّيثُ : العَكَّةُ والعُكةُ : فَوْرَةٌ شَدِيدَةٌ في القَيظِ قالَ طَرَفَةُ يَصِفُ امرأَةً أَنَّها في الشَّتاءِ حارَّةٌ وفي الصَّيفِ بارِدَةٌ :
تَطْرُدُ القُرَّ بحَر صادِقٍ ... وعَكِيكَ القَيظِ إِن جاءَ بقُر وأَنْشَد ابنُ بَرّي للطِّرِمّاحِ :
تُزَجِّى عِكاكَ الصَّيفِ أَخْصامُها العُلا ... وما نَزَلَت حَوْلَ المِقَرِّ على العَمْدِ عِكاكٌ بالكَسْرِ أَيْضًا ومنه حَدِيثُ عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ وبناءِ البَصْرَةِ : ثمَّ نَزَلُوا وكانَ يَوْم عِكاكٍ فقال : ابْغُوا لَنا مَنْزِلاً أَنْزَهَ مِنْ هذا هو جَمْع عَكَّةٍ ومنه أَيضًا قول الساجعِ إِذا طَلَعَ السّماءُ ذَهَب العِكاك وقَلَّ على الماءِ اللَكاك
وقالَ الفَرّاءُ : هذه أَرْضٌ عُكَّةٌ بالضمِّ وأَرْضُ عُكَّةٍ نَعْتًا وِإضافَةً أي : حارَّةٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنشَدَ الفَرّاءُ :
بِبَلْدَةِ عُكّةٍ لَزِجٍ نَداهَا ... تَضَمَّنَت السَّمائِمَ والذُّبابَا والعُكَّةُ تكونُ مع الجَنوبِ والصَّبا وقال السّاجِعُ : إِذا طَلَعَت العُذْرَة لم يَبقَ بعُمانَ بُسرَة ولا لأَكّارٍ بُرَّة وكانَت عُكَّةٌ بُكْرَة على أَهْلِ البَصْرَة وفي حاشِيَةِ التهذيبِ : رِوايَةُ اللَّيثِ نُكْرَة بالنون قال ثَعْلَبٌ : والصَّحِيحُ بُكْرَة بالباء
ويومٌ عَكٌّ وعَكِيكٌ وذُو عَكِيك ولَيلَةٌ عَكةٌ أَكَّةٌ : شَدِيدَةُ الحَرِّ وقال ثَعْلبٌ : يَوْمٌ عَكٌّ أَكٌّ : إِذا كانَ شَدِيدَ الحَرِّ مع لَثَقٍ واحْتِباسِ ريحٍ حَكاها في أَشْياءَ إِتْباعِيَّةٍ فلا أَدْرَي أَذَهَبَ بأَك إِلى الإِتْباِع أَم ذَهَب فيهِ إلى أَنّه الشَّدِيدُ الحَرِّ وأنَّهَ يُفْصَلُ من عَك كما حَكاهُ أَبو عُبَيد . وقد عَكَّ يومُنا يَعِكّ عَكًّا من حَدّ ضَرَبَ . والعُكَّةُ بالضَّمِّ : آنِيَةُ السَّمْنِ كالشَّكْوَةِ للَّبَنِ أَصْغَرُ من القِربَةِ وقال ابنُ الأَثِيرِ : وهي وِعاءٌ من جُلُودٍ مُستَدِير للسَّمنِ والعَسَلِ وهو بالسَّمْنِ أَخَصّ قال أَبو المُثَلَّمِ يَصِفُ امرأَتَه :
لَها ظَبيَةٌ ولها عُكَّةٌ ... إِذا أَنْفَضَ الحَيُّ لَمْ يُنْفِضِ عُكَك كصُرَدٍ وعِكاكٌ بالكسرِ . والعُكَّةُ : عُرَواءُ الحُمَّى وقد عُكَ أي : حُمَ . والعُكَّةُ : الرَمْلَةُ الحارَّةُ وفي التَّهْذِيب والصِّحاحِ : رَمْلَةٌ قَدْ حَمِيَتْ عليها الشَّمْسُ والجَمْعُ عِكاكٌ ويُفْتَحُ فِيهما . وعُكَّةُ العِشارِ : لَوْنٌ يَعْلُو النُّوقَ عندَ لِقَاحِها مِثْل كَلَفِ المَرأَةِ نقَله الجَوْهَرِيُّ . وقد أَعَكَّت النّاقَةُ العُشَراءُ تُعِكُّ : تَبَدَّلَتْ لَوْنًا غيرَ لَوْنِها والاسْمُ العُكَّةُ . وعَكَّه عَليه : عَطَفَه كعَاكَّهُ هكذا في النُّسَخِ والصّوابُ : عَكَّ عليهِ : عَطَفَه كعاكَ يَعُوكُ . وقال أَبو زَيْدٍ : عَكَّ فُلانًا يَعُكُّه عَكًّا : حَدَّثَه بحَدِيث فاسْتَعادَه منه مَرَّتَيْنِ أَو ثَلاثًا وِنَصّ أبي زَيْد : عَكَكْتُه الحَدِيثَ عَكَّا : إِذا اسْتَعَدْتَه الحَدِيثَ حَتَّى كَرَّرَه عليكَ مَرَّتَيْنِ كما في الصِّحاح . وعَكَّه يَعُكُّه عَكًّا : ماطَلَه بحَقِّه . عَكَّهُ بَشَر عكًّا : كَرَّرَه عليهِ هذه عن اللِّحْياني . وعَكَّه عن حاجَتِه يَعُكّه عَكًّا : صَرَفُه وعَقَلَه وحَبَسَه عَنْها مثلُ عَجَسَه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : عَكَّه بالحُجَّةِ يَعُكّه عَكًّا قَهَرَه بِها
وعَكَّه بالأَمْرِ عَكًّا : رَدَّهُ حتى أَتْعَبَه وفي اللِّسانِ : عَكَّني بالأَمْرِ عَكًّا : إِذا رَدَّدَه عليكَ حتى يُتْعِبَك وكذلك عَكَّه بالقَوْلِ : إِذا رَدَّه عليهِ مُتَعَنِّتًا . وعَكَّه بالسَّوْطِ عَكًّا : ضَرَبَه بهِ نقله الجَوْهَرِيُّ . وعَكَّ الكَلامَ أي : فَسَّرَه قالَ الفَرّاءُ : يُقال : سَوْفَ أَعُكّه لَكَ وفي حَواشِي بَعْضِ نُسَخِ التَّهْذِيبِ المَوْثُوقِ بها عن ابنِ الأَعْرابِي أَنّه سُئلَ عن شيء فقال : سَوْفَ أَعُكّه لكَ أي : أفَسِّرُه . والعَكَوَّكُ كحَزَوَّرٍ : القَصِيرُ المُلَزَّزُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ قال أَبو رُعَيبٍ العَبشَمِي :
" لمّا رَأَيْتُ رَجُلاً دِعْكايَهْ
" عَكَوَّكًا إِذا مَشَى دِرْحايَهْ
" يَحْسِبني لا أَعْرِفُ الحُدايَهْ أَو هو السَّمِينُ أَو هو الصّلْبُ الشَّدِيدُ قال نِجادٌ الخَيبَرِيُّ :
" عَكَوَّكُ المِشْيَةِ كالقَفَنْدَرِ والعَكَوَّكُ : المَكانُ الغَلِيظُ الصُّلْبُ أَو السَّهْلُ وكأَنَّه ضِدٌّ قال :
" إِذا افْتَرَشْنَ مَبرَكًا عَكَوَّكَا
" كأَنَّما يَطْحَنَّ فيهِ الدَّرْمَكَا هكذا أَنْشَدَه ابن دُرَيْد قال الجَوهَرِيُّ والصاغانِيُ : عَكَوَّكٌ : فَعَلَّعٌ بتكريرِ العَيْنِ وليس من المضاعَفِ قال ابنُ بَرِّيّ : قوله : فَعَلَّعٌ سَهْوٌ إِنّما هو فَعَوَّلٌ من المضاعَفِ ألْحِقَ بسَفَرجَلٍ كما أُلْحِقَ به من الثُّلاثي عَطَوَّدٌ وكَرَوَّسٌ وليس ذا التَّفْعَيلُ الذي في النُّسخَةِ لائِقًا بهِ ولعلّه لابن القَطّاعِ . وعَكَوَّك بلا لامٍ : اسمُ رَجُلٍ . ورَجُلٌ مِعَكٌّ كمِتَل أي : بكسرِ المِيم وفي بعضِ النُّسَخِ كمِتَكِّ بالكافِ في آَخرِه وهو غَلَطٌ : خَصِمٌ أَلَدُّ ذُو الْتِواءٍ وخُصُومَةٍ ولَدَد . وفَرَسٌ مِعَكٌّ : إِذا كانَ يَجْرِي قَلِيلاً ثمّ يَحْتاجُ إِلى الضَّربِ كما في الصِّحاحِ أي بالسَّوْطِ . وقَوْلُهم : ائْتَزَرَ فلانٌ إِزْرَةَ عَكَّ وَكَّ وإِزْرَةً عَكى وَكَّى كحَتّى وهو أَنْ يُسبِلَ طَرَفَي إِزارِه ويَضُمَّ سائِرَه أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابي :
" إِن زُرْتَه تَجِدْهُ عَكَّ وَكَّا
" مِشْيَتُه في الدّارِ هاكَ رَكَّاوفي كِتابِ الصِّحاح :
" إِزْرَتُه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا وكذا أَنْشَدَه قال الصاغانِيُ : والرِّوايَةُ : إِنْ زُرْتَه تَجِدْه قال وهاكَ رَكّ حكايَةُ تَبَخْتُرِه وقد تَقَدَّمَ . وَعكّاءُ مَمْدودَةً : من الثُّغُورِ الشّامِيَّةِ مَشْهُورٌ وفي حَدِيثِ كَعْب أَنّه ذَكَرَ مَلْحَمَةً للرُّوم فقالَ : ولِلّهِ مَأَدُبَةٌ من لُحُومِ الرّومِ بمُرُوجِ عَكّاءَ أي ضِيافَةٌ للسِّباعِ قالَ الصّاغانيُّ : والعَوَامّ تُسَمِّيه عَكَّة . قلت : وهذا الّذِي نَسَبه للعَوامِّ هو الّذِي في الصِّحاحِ وأَوْرَدَ الحَدِيث طُوبَى لَمَنْ رَأى عَكَّة ومِثْلُه وَقَع في كِتابِ الثِّقاتِ لابنِ حِبّان في تَرجَمَةِ الضَّحّاكِ بنِ شَراحِيل العَكِّي أَنَّ أَصْلَه مِنْ عَكّةَ وانْتَقَل إِلى مِصْرَ يَروِي عن ابنِ عُمَرَ . وعَكّ بنُ عُدْثان كعُثْمانَ بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ ابنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأَزْد نقَلَه الصاغانيُ عنِ ابنِ الحُبابِ . قلتُ : وهو قَوْلُ الأفْطَسِي الطَّرابُلُسِي النَّسّابَة ولَيسَ ابْنَ عَدْنانَ بالنونِ أَخا مَعَدِّ ووَهِمَ الجَوهَرِي . قلتُ وهذه مَسأَلَةٌ خِلافيَّةٌ بين أَئِمّة النَّسَب ونصُّ الجَوْهِريِّ : وعَكّ بنُ عَدْنانَ : أَخُو مَعَد وهو اليَوْم في اليَمَن وهو بعَينِه قولُ اللَّيثِ ومثلُه في مَعارِفِ ابنِ قُتَيبَةَ وطَبَقاتِ مُحَمّدِ بنِ سَلاّمٍ وهو قولُ شيخِ الشَّرَف بنِ أبي جَعْفَرٍ البَغْدادِيّ النَّسّابَةِ لكِنّه قال : عَكُّ بنُ عَدْنانَ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأَزْدِ بالنُّونِ ويدلُّ له أَيضًا قَوْلُ عَبّاسِ بنِ مِرداسٍ السُّلَمِيِّ :
وعَكّ بنُ عَدْنانَ الّذِين تَلَعَّبُوا ... بغَسّانَ حَتّى طُرِّدُوا كُلَّ مَطْرَدِ وقال بعض النّسّابِينَ : إِنّما هو مَعَدُّ بنِ عَدْنانَ فأَما عَك فهو ابنُ عُدْثانَ بالثاءِ وعُدْثانُ هذا من وَلَدِ قَحْطانَ وعَدْنانُ بالنّونِ من وَلَدِ إِسْماعِيلِ وقال ابنُ الجَوّانيِّ النَّسّابَةُ : وقد قالَ أكثرُ النسّابِينَ : إِنَّ العَقِبَ من عَدْنانَ من عَكِّ وهو الحارِثُ والذَيبُ والنُّعمانُ والضَّحّاكُ وهو المُذْهَبُ وعَدِيّ درج والغنى وعبيد وعد وعَمْرُو ونَبت وأُدّ وعدا انْقلَبَتْ في اليَمَن فأَما عَكّ بن عَدْنانَ فكُلّ من كانَ منهم بالمَشْرِق فهم يَنْتَسِبُون إِلى الأَزْدِ والذي في الأَزْدِ أَيضًا فهو عَكّ بنُ عُدْثانَ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأزْدِ بن الغَوْثِ بنِ نَبتِ بنِ مالِكَ بن زَيْدِ ابنِ كَهْلانَ . وقال بنُ حَبِيب : وفي الأزدِ عَدْنانُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأَزْدِ بالنون وقد تَقَدَّم أنَّه قولُ شَيخٍ الشَّرَفِ ثم إِنّ عَكا هذا عَقِبُه في فَخِذيْنِ : الشّاهِدِ والصّحارِ ابْنَي عَك ومن بني الشّاهِدِ غافِقٌ وساعِدَةُ ابنا نَبتِ بنِ نَهْشَلِ بن الشّاهِدِ وأَعقابُهم في اليَمَنِ على ما صَرَّحَ به الناشِرِيُّ نسَّابَةُ اليَمَنِ وليس هذا محلَّه فبانَ لك أَنَّ ما قالَه الجَوْهَرِيّ ليس بوَهَمٍ بل هو قول لأَئِمَّةَ النَّسَبِ فتأًمَّل واللّه أَعلم . وعَكّ أَيضاً : الَقَبُ الحارِثِ بنِ الديِّثِ بن عَدْنانَ في قَوْلٍ هكذا نَقَله الصّاغاني والأَوّلُ الصّوابُ . قلتُ : والصوابُ أَنَّ الحارِثَ هو ابنُ عَدْنانَ حَقِيقَةً ولَقَبُه عَكّ واشْتَهَر بهِ وأَما الدِّيث هكذا هو بالمثلثة وعند النسّابَةِ الذّيب فإِنّه ابنُ عَدْنانَ أَخُو الحارِثِ المَذْكُور ويَزْعُمُونَ أَنَّ الأَوْس والخَزْرَج من وَلَدِه ففي كلامِ المُصَنِّفِ مُخالَفةٌ أيضًا تأَمّل ذلك . والعُكَّى كربَّى : سَويق المُقْلِ نَقَله الصّاغانيُ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : يومٌ ذو عَكِيك : حارٌّ . وحَرٌّ عَكِيك : شَدِيدٌ . وعُكَّ الرَّجلُ بالضم : حُمَّ . وعَكَّتْه الحُمَّى عَكًّا : لَزِمَتْه وأَحَمَّتْه حتى تُضْنِيَهُ . وعَكَّ : إِذا غَلَى من الحَرِّ . وِإبلٌ مَعْكُوكةٌ : مَحْبُوسةٌ . وعَكَّ الرجلُ : إِذا أَقامَ واحْتَبَسَ قالَه ابنُ الأَعْرابِي وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ :
" يابْنَ الرَّفِيعِ حَسَبًا وبُنْكا
" ماذا تَرَى رَأي أَخٍ قد عَكَّاوقال أَبو زَيْدٍ : العَكُّ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ المُجْتَمِعُ . قلتُ : وبه سُمِّيَ أَبو القَبِيلَةِ . وأَعَكَّت النّاقَةُ : إذا سَمِنَتْ فأَخْصَبَتْ
والعَكُّ : الدَّقُّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : العَكَوَّكانُ : التّارُّ السَّمِينُ القَصِيرُ وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ :
" عَكَوَّكانُ ووآةٌ نَهْدَهْ وهو يُعاكُّني أي : يُشارُّني . وفي الحاشِيَةِ : قال الجُرجانيُ : وهذا البابُ كُلُّه راجِعٌ إلى معنًى واحدٍ وهو تَرَدُّدُ الشيء وتَكَاثُفُه تقول : مازِلْتُ أَعُكُّه بالقَوْلِ حتى غضِبَ : أي أرَدِّدُ عليه الكَلامَ وِمنه عَكَّتْهُ الحُمّى ومنه عُكَّة السَّفنِ لأنه يُكْنَزُ فِيها كَنْزاً ويقال : سَمِنَت المَرأَةُ حتى صارَتْ كالعُكَّةِ ومنه قِيلَ لِلْيَوْمِ الحارِّ : يومٌ عَكٌّ وعَكِيكٌ يُرِيدُ شِدَّةَ احْتِدامِه وتَكاثُفِه قال : وهذا قَوْلُ المُبَرِّدِ