معنى تم الدعس من طرف سفيان معروف في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
دَعَسَه بالرمح
يَدْعَسُه دَعْساً طعنه والمِدْعَسُ الرمح يُدْعَسُ به وقيل المِدْعَسُ من الرماح
الغليظُ الشديدُ الذي لا ينثني ورمح مِدْعَسٌ والمَداعِسُ الصُّمُّ من الرماح حكاه
أَبو عبيد والدَعْسُ الطعن والمُداعَسَةُ المُطاعَنَةُ وفي الحديث فإِذا دَنا
ا
دَعَسَه بالرمح
يَدْعَسُه دَعْساً طعنه والمِدْعَسُ الرمح يُدْعَسُ به وقيل المِدْعَسُ من الرماح
الغليظُ الشديدُ الذي لا ينثني ورمح مِدْعَسٌ والمَداعِسُ الصُّمُّ من الرماح حكاه
أَبو عبيد والدَعْسُ الطعن والمُداعَسَةُ المُطاعَنَةُ وفي الحديث فإِذا دَنا
العدوُّ كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتى تُقْصَدَ أَي تُكْسَر ورجل مِدْعَسٌ
طَعَّانٌ قال لَتَجِدَنِّي بالأَميرِ بَرَّا وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا إِذا
غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا وسنذكره في الصاد وهو الأَعرف قال سيبويه وكذلك
الأُنثى بغير هاء ولا يجمع بالواو والنون لأَن الهاء لا تدخل مؤَنثة ورجل دِعِّيسٌ
كمِدْعَسٍ ورجل مُداعِسٌ مُطاعِنٌ قال إِذا هابَ أَقوامٌ تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما
يَهابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ ويروى تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً يَهابُ وقد
يكنى بالدَّعْسِ عن الجماع ودَعَسَ فلان جاريته دَعْساً إِذا نكحها والدَّعْسُ شدة
الوطء ودَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً وَطِئَتْه وَطْأً شديداً
والدَّعْسُ الأَثَرُ وقيل هو الأَثر الحديثُ البَيِّنُ قال ابنُ مُقْبِلٍ
ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِيِّ به تَلْقى المَحارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنِينا
وطريق دَعْسٌ ومِدْعاسٌ ومَدْعُوسٌ دَعَسَتْه القوائمُ ووَطِئَتْه وكثرت فيه
الآثارُ يقال رأَيت طريقاً دَعْساً أَي كثير الآثار والمَدْعُوسُ من الأَرضين الذي
قد كثر به الناسُ ورعاه المالُ حتى أَفسده وكثرت فيه آثاره وأَبواله وهم يكرهونه
إِلا أَن يجمعهم أَثَرُ سَحابة لا يجدون منها بُدّاً والمِدْعاسُ الطريق الذي
لَيَّنَتْه المارَّةُ قال رؤْبة بن العجاج يصف حميراً وردت الماء في رَسْم آثارٍ
ومِدْعاسٍ دَعَقْ يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ أَي مَمَرُّ هذه
الحمير في رَسْم قد أَثرت فيه حوافرها والطريق الدُّعاقُ الذي كثر عليه المشي
والسَّيَّاح الماء الذي يَسِيحُ على وجه الأَرض والدَّسَقُ البياض يريد به أَن
الماء أَبيض ومُدَّعَسُ القوم مُخْتَبَزُهم ومُشْتَواهم في البادية وحيث توضَعُ
المَلَّة وهومُفْتَعَلٌ من الدَّعْس وهو الحَشْوُ ودَعَسْتُ الوِعاء حَشَوْتُه قال
أَبو ذؤَيب ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ
حِمارُها يقول رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فيه اللحم ثم استخرجته قبل أَن يَنْضَجَ
للعَجَلَةِ والخوف لأَنه في سفر وفي التهذيب والمُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِيلِ
ومنه قول الهُذَلي ومدَّعس فيه الأَنيض اختفيته بجرداء مثل الوَكْفِ يَكْبُو
غُرابُها أَي لا يثبت الغراب عليها لملاستها أَراد الصحراء وأَرض دَعْسَةٌ
ومَدْعُوسَةٌ سهلة وأَدْعَسَه الحَرُّ قتله والمِدْعاسُ اسم فرس الأَقْرَعِ بن سُفْيان
قال الفرزدق يُعَدِّي عُلالاتِ العَبايَةِ إِذْ دَنا له فارِسُ المِدْعاسِ غيرِ
المُعَمَّرِ وفي النوادر رجل دَعُوسٌ وغَطُوسٌ وقَدُوسٌ ودَقُوسٌ كل ذلك في
الاستقدام في الغَمَراتِ والحروب
معنى
في قاموس معاجم
الطَّرْفُ طرْفُ
العين والطرْفُ إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن ابن سيده طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً
لَحَظَ وقيل حَرَّكَ شُفْره ونَظَرَ والطرْفُ تحريك الجُفُون في النظر يقال شَخَصَ
بصرُه فما يَطْرِفُ وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه
كلاه
الطَّرْفُ طرْفُ
العين والطرْفُ إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن ابن سيده طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً
لَحَظَ وقيل حَرَّكَ شُفْره ونَظَرَ والطرْفُ تحريك الجُفُون في النظر يقال شَخَصَ
بصرُه فما يَطْرِفُ وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه
كلاهما إذا أَصاب طرْفَه والاسم الطُّرْفةُ وعين طَريفٌ مَطْروفة التهذيب وغيره
الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون واحداً
ويكون جماعة وقال تعالى لا يَرْتدّ إليهم طَرْفُهُم والطرْفُ إصابَتُك عَيناً بثوب
أَو غيره يقال طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفةٌ وطَرَفَها الحزنُ بالبكاء وقال
الأَصمعي طُرِفَتْ عينُه فهي تُطْرَفُ طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر
ويقال هو بمكان لا تراه الطَّوارِفُ يعني العيون وطَرَف بصَره يَطْرِفُ طرْفاً إذا
أطْبَقَ أَحدَ جَفْنيهِ على الآخر الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ يقال أَسْرَعُ من
طرْفةِ عين وفي حديث أُم سَلَمة قالت لعائشة رضي اللّه عنهما حُمادَياتُ النساء
غَضُّ الأَطْرافِ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عن الحَركةِ
والسيْر تعني تسكين الأَطْرافِ وهي الأَعْضاء وقال القُتيبي هي جمع طرْف العين
أَرادت غضّ البصر وقال الزمخشري الطرف لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر ولو جمع لم
يسمع في جمعه أَطْرافٌ قال ولا أَكاد أَشُكُّ في أَنه تصحيف والصواب غَضُّ
الإطْراق أَي يَغْضُضْن من أَبْصارِهن مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إلى الأَرض
وجاء من المال بطارِفةِ عين كما يقال بعائرةِ عين الجوهري وقولهم جاء فلان بطارفة
عين أَي جاء بمال كثير والطِّرْف بالكسر من الخيل الكريمُ العَتِيقُ وقيل هو
الطويل القوائم والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ وقيل هو الذي ليس من نِتاجكو
والجمع أَطرافٌ وطُرُوفٌ والأَُنثى بالهاء يقال فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوفٍ قال
أَبو زيد وهو نعت للذكور خاصّة وقال الكسائي فرس طِرْفةٌ بالهاء للأُنثى وصارمةٌ
وهي الشديدة وقال الليث الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ الأَطرافِ يعني الآباء
والأُمّهات ويقال هو المُسْتَطْرِفُ ليس من نتاج صاحِبه والأَنثى طِرْفةٌ وأَنشد
وطِرفة شَدَّتْ دِخالاً مُدْمَجا والطِّرْفُ والطَّرْفُ الخِرْقُ الكريم من
الفِتْيان والرّجال وجمعهما أَطْراف وأَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر عليهنَّ
أَطرافٌ من القوْمِ لم يكن طَعامُهُمُ حَبّاً بِزُغْمَةَ أَسْمَرا يعني العَدَس
لأَن لونه السُّمْرَةُ وزُغْمَةُ موضع وهو مذكور في موضعه وقال الشاعر أَبْيَض من
غَسّانَ في الأَطْرافِ الأَزهري جعل أَبو ذؤيب الطِّرْفَ الكريم من الناس فقال
وإنَّ غلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمهَرِيِّ صريحُ
( * قوله « صريح » هو بالصاد المهملة هنا وأَنشده في مادة قرح بالقاف وفسره هناك
والقريح والصريح واحد )
وأَطْرَفَ الرجلَ أَعْطاه ما لم يُعْطِه أَحداً قبله وأَطْرفت فلاناً شيئاً أَي
أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه والاسم الطُّرفةُ قال بعض اللُّصوص بعد أَن
تابَ قُلْ للُّصُوص بَني اللَّخْناء يَحْتَسِبُوا بُرَّ العِراق ويَنْسَوْا
طُرْفةَ اليَمنِ وشيء طَريفٌ طَيِّب غريب يكون عن ابن الأَعرابي قال وقال خالد بن
صفوان خيرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانيه وشَرُفَت مَبانِيه والتَذّه آذانُ سامعِيه
وأَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ واسْتَطرَف الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً واسْتَطْرَفْت
الشيءَ استحدثته وقولهم فعلت ذلك في مُسْتطرَفِ الأَيام أَي في مُسْتَأْنَف
الأَيام واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفه واطَّرَفَه اسْتفادَه والطَّرِيفُ
والطارِفُ من المال المُسْتَحْدثُ وهو خِلافُ التَّالِد والتَّلِيدِ والاسم
الطُّرْفةُ وقد طَرُفَ بالضم وفي المحكم والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطارفُ المال
المُسْتَفاد وقول الطرماح فِدًى لِفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ وزِمَّانَ
التِّلادُ مع الطِّرافِ يجوز أَن يكون جمع طَريف كظَريفٍ وظِرافٍ أَو جمع طارِفٍ
كصاحِبٍ وصِحابٍ ويجوز أَن يكون لغة في الطَّريف وهو أَقيس لاقترانه بالتلاد
والعرب تقول ما له طارِفٌ ولا تالدٌ ولا طرِيفٌ ولا تليدٌ فالطارفُ والطريفُ ما
اسْتَحْدَثْت من المالِ واسْتَطْرفته والتِّلادُ والتلِيدُ ما ورِئْتَه عن الآباء
قديماً وقد طَرُفَ طَرافةً وأَطْرَفَه أَفاده ذلك أَنشد ابن الأعرابي تَئِطُّ
وتَأْدُوها الإفال مُرِبَّةً بأَوْطانِها من مُطرَفاتِ الحَمائِل
( * قوله « تئط » هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط وسيأتي تفسيره في أدي )
مُطْرَفاتٌ أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ
لا يثبت على أَمْرٍ وامرأَة مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها تَطْمَحُ
عَيْنُها إلى الرجال وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه وفي حديث زياد في خُطبته
إنَّ الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها
وزينتها وامرأَة مَطْروفَةٌ تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد وُضِع
المفعول فيه موضع الفاعل قال الحُطيئة وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه بَغَى
الودَّ من مَطْرُوفةِ العينِ طامِح وفي الصحاح من مطروفة الودّ طامح قال أَبو
منصور وهذا التفسير مخالف لأَصل الكلمة والمطروفة من النساء التي قد طَرفها حبُّ
الرِّجال أَي أَصاب طَرْفَها فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا
تَغُضُّ طَرْفَها كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود ولذلك سميت مطروفة
الجوهري ورجل طَرْفٌ
( * قوله « ورجل طرف » أورده في القاموس فيما هو بالكسر وفي الأصل ونسخ الصحاح
ككتف قال في شرح القاموس وهو القياس ) لا يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب وأَنشد
الأَصمعي ومَطْروفةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ
فَطُلَّتِ وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية إذا نحنُ قلنا أَسْمِعِينا انْبَرَتْ
لنا على رِسْلِها مَطْروفةً لم تَشَدَّدِ
( * قوله « مطروفة » تقدم انشاده في مادة شدد مطروقة بالقاف تبعاً للاصل )
قال ابن الأَعرابي المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة فهي مطروفة فأَراد كأَنَّ في
عينيها قَذًى من اسْتِرْخائها وقال ابن الأعرابي مَطْروفة منكسرة العين كأَنها
طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ وقد
طُرِفَتْ عينه فهي مطروفة والطَّرْفةُ أَيضاً نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين
من ضربة وغيرها وفي حديث فُضَيْلٍ كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له
طرْفة أَصل الطَّرْفِ الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على الرأْس ابن
السكيت يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء وطَرفه عنه أَي صَرفه
وردّه وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة إنك واللّهِ لَذُو مَلَّةٍ يَطْرِفُك الأَدنى عن
الأَبْعَدِ أَي يَصْرِفك الجوهري يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ الجَديد
وتَنْسى القديم قال ابن بري وصواب إنشاده يَطْرِفك الأَدنى عن الأَقْدَمِ قال
وبعده قلتُ لها بل أَنت مُعْتَلّةٌ في الوَصْلِ يا هِند لكي تَصْرِمي وفي حديث نظر
الفجأَة وقال اطْرِفْ بصرك أَي اصْرِفْه عما وقع عليه وامْتَدَّ إليه ويروى بالقاف
وسيأْتي ذكره ورجل طَرِفٌ وامرأَة طَرِفةٌ إذا كانا لا يثبتان على عهد وكلُّ واحد
منهما يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ آخر غير صاحبه ويَطَّرِفَ غير ما في يده أَي
يَسْتَحْدِثَ واطَّرَفْت الشيء أَي اشتريته حديثاً وهو افْتَعَلْت وبعير مُطَّرَفٌ
قد اشترى حديثاً قال ذو الرّمّة كأَنَّني من هَوى خَرْقاء مُطَّرَفٌ دامي الأَظلِّ
بعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ أَراد أَنه من هَواها كالبعير الذي اشتُري حديثاً فلا
يزال يَحِنُّ إلى أُلاَّفِه قال ابن بري المُطَّرف الذي اشتري من بلد آخر فهو
يَنْزِعُ إلى وطنه والسَّأْوُ الهِمّة ومَهْيُومٌ به هُيامٌ ويقال هائم القلب
وطَرَفه عنا شُغل حبسه وصَرَفه ورجل مَطْروف لا يثبت على واحدة كالمَطْروفةِ من
النساء حكاه ابن الأعرابي وفي الحَيِّ مَطْروفٌ يُلاحظُ ظِلّه خَبُوطٌ لأَيْدي
اللاَّمِساتِ رَكُوضُ والطِّرْفُ من الرجال الرَّغِيبُ العين الذي لا يرى شيئاً
إلا أَحَبَّ أَن يكون له أَبو عمرو فلان مَطْروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا
إليه واسْتَطْرَفَتِ الإبلُ المَرْتَع اختارتْه وقيل اسْتأْنَفَتْه وناقة طَرِفةٌ
ومِطْرافٌ لا تَكاد تَرْعى حتى تَسْتَطْرِفَ الأَصمعي المِطْرافُ التي لا تَرْعى
مَرْعًى حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَه الأَصمعي ناقة طَرِفةٌ إذا كانت تُطْرِفُ
الرِّياضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ وأَنشد إذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها أَو
اسْتَأْخَرَتْ عنها الثِّقالُ القَناعِسُ ويروى إذا أَطْرَفَتْ والطرَفُ مصدر قولك
طَرِفَتِ الناقة بالكسر إذا تَطَرَّفت أَي رَعَتْ أَطرافَ المرعى ولم تَخْتَلِطْ
بالنوق وناقة طَرِفة لا تثبت على مرعى واحد وسِباعٌ طوارِفُ سوالِبُ والطريفُ في
النسب الكثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر ابن سيده رجل طَرِفٌ وطَريف كثير الآباء
إلى الجدّ الأَكبر ليس بذي قُعْدُدٍ وفي الصحاح نَقِيضُ القُعدد وقيل هو الكثير
الآباء في الشرف والجمع طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ الأَخيران شاذان وأَنشد ابن
الأعرابي في الكثير الآباء في الشرَف للأَعشى أَمِرُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ
طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ وقد طَرُفَ بالضم طَرافةً قال الجوهري
وقد يُمْدَحُ به والإطْرافُ كثرة الآباء وقال اللحياني هو أَطْرَفُهم أَي
أَبْعَدُهم من الجد الأَكبر قال ابن بري والطُّرْفى في النسب مأْخوذ من الطرف وهو
البُعْدُ والقُعْدى أَقرب نسباً إلى الجد من الطُّرفى قال وصحَّفه ابن ولاَّد فقال
الطُّرْقى بالقاف والطرَفُ بالتحريك الناحية من النواحي والطائفة من الشي والجمع
أَطراف وفي حديث عذاب القبر كان لا يَتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لا يَتباعَدُ من
الطرَف الناحية وقوله عز وجل أَقِمِ الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل
يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا
العَشِيِّ وهما الظهر والعصر وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء
وقوله عز وجل ومن الليل فسَبِّحْ وأَطْراف النهارِ أَراد وسبح أَطراف النهار قال
الزجاج أَطْرافُ النهار الظهر والعصر وقال ابن الكلبي أَطراف النهار ساعاته وقال
أَبو العباس أَراد طرفيه فجمع ويقال طَرَّفَ الرجل حول العسكر وحول القوم يقال
طرَّف فلان إذا قاتل حول العسكر لأنه يحمل على طَرَف منهم فيردُّهم إلى الجُمْهور
ابن سيده وطرَّف حول القوم قاتَل على أَقصاهم وناحيتهم وبه سمي الرجل مُطَرِّفاً
وتطرَّفَ عليهم أَغار وقيل المُطَرِّف الذي يأْتي أَوائل الخيل فيردُّها على آخرها
ويقال هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس وقال ساعِدةُ الهذلي مُطَرِّف وَسْطَ أُولى
الخَيْلِ مُعْتَكِر كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم وقال المفضَّل
التطريفُ أَن يردّ الرجل عن أُخْريات أَصحابه ويقال طرَّفَ عنا هذا الفارسُ وقال
متمم وقد عَلِمَتْ أُولى المغِيرة أَنَّنا نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا
وقال شمر أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه ابن سيده وطَرَفُ كل شي مُنتهاه والجمع
كالجمع والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال
عليكم بالتَّلْبِينةِ وكان إذا اشْتكى أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتى يأْتي على
أَحد طَرَفَيْه أَي حتى يُفِيق من عِلَّتِه أَو يموت وإنما جَعَل هذين طرفيه
لأَنهما منتهى أَمر العليل في علته فهما طرَفاه أَي جانباه وفي حديث أَسماء بنت
أَبي بكر قالت لابنها عبداللّه ما بي عَجَلة إلى الموت حتى آخُذَ على أحد
طَرَفَيْكَ إما أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عيني وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك
وتَطَرَّف الشيءُ صار طرَفاً وشاةٌ مُطرَّفةٌ بيضاء أَطرافِ الأُذنين وسائرها
أَسود أَو سَوْداؤها وسائرها أَبيض وفرس مُطرَّف خالَفَ لونُ رأْسِه وذنبه سائر
لَونه وقال أَبو عبيدة من الخيل أَبْلَقُ مُطرَّف وهو الذي رأْسه أَبيض وكذلك إن
كان ذنبه ورأْسه أَبيضين فهو أَبلق مطرَّف وقيل تَطْريفُ الأُذنين تأْلِيلُهما وهي
دِقّة أَطْرافهما الجوهري المُطَرَّف من الخيل بفتح الراء هو الأَبيض الرأْس
والذنب وسائره يخالف ذلك قال وكذلك إذا كان أَسود الرأْس والذنب قال ويقال للشاة
إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وسائرها أَبيض مُطرَّفة والطَّرَفُ الشَّواةُ والجمع
أَطْراف والأَطْرافُ الأَصابع وفي التهذيب اسم الأَصابع وكلاهما من ذلك قال ولا
تفرد الأَطْرافُ إلا بالإضافة كقولك أَشارت بَطرَفِ إصبَعِها وأَنشد الفراء
يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قال الأزهري جعل الأَطراف بمعنى الطرَف
الواحد ولذلك قال عَنَمَه ويقال طَرَّفَت الجارية بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف
أَصابعها بالحِنَّاء وهي مُطَرَّفة وفي الحديث أَنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام
جُعل في سَرَبٍ وهو طِفْل وجُعِل رِزْقه في أَطْرافه أَي كان يَمَصُّ أَصابعه فيجد
فيها ما يُغَذِّيه وأَطرافُ العَذارَى عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط يشبَّه
بأَصابع العذارى المُخَضَّبة لطوله وعُنقودُه نحو الذراع وقيل هو ضرب من عنب
الطائف أَبيض طوال دقاق وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفه اخْتاره قال سويد بن كراع العُكلِيُّ
أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها وجُوهُ عَذارى حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا وطرَفُ
القومِ رئيسهم والجمعُ كالجمع وقوله عز وجل أَوَلم يَرَوْا أَنَّا نأْتي الأَرضَ
نَنْقُصها من أَطرافها قال معناه موتُ علمائها وقيل موت أَهلها ونقصُ ثمارها وقيل
معناه أَوَلم يروا أَنَّا فتحنا على المسلمين من الأَرض ما قد تبيَّن لهم كما قال
أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون الأَزهري
أَطرافُ الأَرض نواحِيها الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً
ناحيةً وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين وأَما من جعل نقصها
من أَطرافها موت علمائها فهو من غير هذا قال والتفسير على القول الأَوَّل وأَطراف
الرجال أَشرافُهم وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر قال ابن أَحمر عليهنَّ أَطرافٌ من
القومِ لم يكنْ طَعامهُمُ حَبّاً بِزغْبةَ أَغْبَرَا وقال الفرزدق واسْأَلْ بنا
وبكم إذا ورَدَتْ مِنًى أَطرافَ كلِّ قَبِيلةٍ مَنْ يُمْنَعُ يريد أَشْراف كل
قبيلة قال الأَزهري الأَطراف بمعنى الأَشراف جمع الطرَفِ أَيضاً ومنه قول الأَعشى
هم الطُّرُفُ البادُو العدوِّ وأَنتُمُ بقُصْوَى ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا قال ابن
الأَعرابي الطُّرُفُ في هذا البيت بيت الأَعشى جمع طَرِيفٍ وهو المُنْحَدِر في
النسب قال وهو عندهم أَشرف من القُعْدُد وقال الأَصمعي يقال فلان طَريفُ النسب
والطَّرافة فيه بَيِّنة وذلك إذا كان كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر وفي الحديث
فمال طَرَفٌ من المشركين على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي قِطعة منهم وجانب
ومنه قوله تعالى ليقطع طَرَفاً من الذين كفروا وكلُّ مختار طَرَف والجمع أَطراف
قال ولمَّا قَضَيْنا مِنْ مِنًى كلَّ حاجةٍ ومَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هو ماسِحُ
أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَينَنا وسالتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأباطِحُ قال
ابن سيده عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها وهو ما يتعاطاه المحبون ويتَفاوَضُه ذوو
الصبابة المُتَيَّمون من التعريض والتَّلْوِيحِ والإيماء دون التصريح وذلك أَحْلى
وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ من أَن يكونَ مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وجهراً وطَرائفُ
الحديث مُختاره أَيضاً كأَطرافه قال أَذْكُرُ مِن جارَتي ومَجْلِسِها طَرائفاً من
حديثها الحَسَنِ ومن حديثٍ يَزِيدُني مِقَةً ما لِحَدِيثِ المَوْموقِ من ثَمَنِ
أَراد يَزِيدُني مِقة لها والطَّرَفُ اللحمُ والطرَفُ الطائفةُ من الناس تقول
أَصَبْتُ طَرَفاً من الشيء ومنه قوله تعالى ليَقْطَعَ طرَفاً من الذين كفروا أي
طائفة وأَطرافُ الرجلِ أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ قَرِيبٍ له مَحْرَمٍ والعرب تقول
لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ ومعناه لا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف قال
هكذا قاله الفراء ويقال لا يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه وقال أَبو
الهيثم يقال للرجل ما يَدرِي فلان أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول
أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلى فالنصف الأَسفلُ طَرَف والأَعْلى طرَف
والخَصْرُ ما بين مُنْقَطع الضُّلُوع إلى أَطراف الوَرِكَيْنِ وذلك نصف البدن
والسّوْءةُ بينهما كأَنه جاهل لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ نفسِه أَطولُ ابن سيده ما
يَدْرِي أَي طرفيه أَطول يعني بذلك نسَبه من قِبَل أَبيه وأُمه وقيل طرَفاه
لِسانُه وفَرجُه وقيل اسْتُه وفمُه لا يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ ويُقَوِّيه قول
الراجز لو لم يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ في صَدْرِه مَثْلُ قَفا الكَبْشُ
الأَجَمّ يقول لولا أَنه سَلَحَ وقاء لقامَ في صَدْرِه من الطعام الذي أَكل ما هو
أَغْلظُ وأَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ وفي حديث طاووسٍ أَنَّ رجلاً واقَعَ
الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فلقد رأْيتُه في النِّطَع وما أَدْرِي أَيُّ
طَرَفَيْه أَسْرَعُ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي أَصابه القَيْء والإسْهال فلم أَدرِ
أَيهما أَسرع خروجاً من كثرته وفي حديث قَبِيصةَ ابن جابر ما رأَيتُ أَقْطَعَ
طرَفاً من عمرو بن العاص يريد أَمْضَى لساناً منه وطرَفا الإنسان لسانه وذَكرُه
ومنه قولهم لا يُدرى أَيُّ طرفيه أَطول وفلان كريم الطرَفين إذا كان كريم
الأَبوَيْن يراد به نسَبُ أَبيه ونسب أُّمه وأَنشد أَبو زيد لعَوْن ابن عبداللّه
بن عُتْبة بن مسعود فكيفَ بأَطرافي إذا ما شَتَمْتَني وما بعدَ شَتْمِ الوالِدِينَ
صُلُوحُ
( * قوله « فكيف بأطرافي إلخ » تقدم في صلح كتابته باطراقي بالقاف والصواب ما هنا
)
جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه ومن اتصل بهما من ذويهما وقال أَبو زيد في
قوله بأَطرافي قال أَطْرافُه أَبواه وإخوته وأَعمامه وكل قريب له محرم الأَزهري
ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرَفين إذا كان خَبيثَ اللسان والفرج وقد يكون طرَفا
الدابة مُقدّمَها ومؤخّرها قال حُمَيد بن ثور يصف ذئباً وسُرعته تَرى طَرَفَيْه
يَعْسِلانِ كِلاهُما كما اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتايِعُ أَبو عبيد ويقال فلان
لا يَملِك طرَفيه يعنون اسْته وفمه إذا شَرِب دواءً أَو خمراً فقاء وسَكِر وسَلَحَ
والأَسودُ ذو الطَّرَفين حَيّة له إبرتان إحداهما في أَنفه والأُخرى في ذنبه يقال
إنه يضرب بهما فلا يُطْني الأَرض ابن سيده والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن
ونونِها هذا قول الخليل وإنما حكمه أَن يقول التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها
أَو يقول الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان من فاعلاتن وتَطَرَّفَتِ الشمسُ
دَنَت للغروب قال دَنا وقَرْنُ الشمس قد تَطَرَّفا والطِّرافُ بَيْت من أَدَم ليس
له كِفاء وهو من بيوت الأَعراب ومنه الحديث كان عَمرو لمعاوية كالطِّراف المَمدود والطوارفُ
من الخِباء ما رَفَعْت من نواحيه لتنظر إلى خارج وقيل هي حِلَقٌ مركبة في الرُّفوف
وفيها حِبال تُشدُّ بها إلى الأَوتاد والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ واحد المَطارِفِ وهي
أَرْدِية من خز مُرَبَّعة لها أَعْلام وقيل ثوب مربع من خزّ له أَعلام الفراء
المِطْرَفُ من الثياب ما جعل في طَرَفَيْه عَلمانِ والأَصل مُطرَف بالضم فكسروا
الميم ليكون أَخف كما قالوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَي أُدير وكذلك
المِصْحَفُ والمِجْسَد وقال الفراء أَصله الضم لأَنه في المعنى مأْخوذ من أُطرِفَ
أَي جُعل في طرَفه العَلَمان ولكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة فكسروه وفي الحديث رأَيت
على أبي هريرة رضي اللّه عنه مِطْرَفَ خزٍّ هو بكسر الميم وفتحها وضمها الثوب الذي
في طرفيه علمان والميم زائدة الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر قَدِمَ من سفَر
هل وراءك طَريفةُ خَبَرٍ تُطْرِفُناه ؟ يعني خبراً جديداً ومُغَرِبَّةُ خبَرٍ مثله
والطُّرْفةُ كل شيء استحدَثْته فأَعجبك وهو الطريفُ وما كان طَريفاً ولقد طَرُفَ
يَطْرُفُ والطَّريفةُ ضَرب من الكلإِ وقيل هو النَّصِيُّ إذا يَبِسَ وابْيَضَّ
وقيل الطَّريفةُ الصِّلِّيانُ وجميع أَنواعهما إذا اعْتَمَّا وتَمَّا وقيل الطريفة
من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه المالُ فيرعاه كائناً ما كان وسميت طريفة لأَن
المالَ يَطَّرِفُه إذا لم يجد بقلاً وقيل سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتطراف
المال إياها وأُطْرِفَتِ الأَرضُ كثرت طريفتها وأَرض مطروفة كثيرة الطريفة وإبل
طَرِفَةٌ تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر ورجل طريفٌ بَيِّنُ الطَّرافة
ماضٍ هَشٌّ والطَّرَفُ اسم يُجْمع الطَّرْفاء وقلما يستعمل في الكلام إلا في الشعر
والواحدة طَرَفةٌ وقياسه قَصَبة وقصَب وقَصْباء وشجرة وشجر وشَجْراء ابن سيده
والطرَفةُ شجرة وهي الطَّرَفُ والطرفاء جماعةُ الطرَفةِ شجرٌ وبها سمي طَرَفَةُ بن
العَبْد وقال سيبويه الطرْفاء واحد وجمع والطرفاء اسم للجمع وقيل واحدتها طرفاءة
وقال ابن جني من قال طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث ومن قال طرفاءة فالتاء عنده
للتأْنيث وأَما الهمزة على قوله فزائدة لغير التأْنيث قال وأَقوى القولين فيها أَن
تكون همزة مُرْتَجَلَةً غير منقلبة لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها
تنقلب عن أَلف التأْنيث لا غير نحو صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء وقد يجوز
أَن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كأَلف عِلباء
وحِرْباء قال وهذا مما يؤكِّد عندك حالَ الهاء أَلا ترى أَنها إذا أَلحَقت
اعتَقَدت فيما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم إلى غيره ؟ والطَّرْفاء
أَيضاً مَنْبِتُها وقال أَبو حنيفة الطرْفاء من العضاه وهُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ
وليس له خشب وإنما يُخرج عِصِيّاً سَمْحة في السماء وقد تتحمض بها الإبل إذا لم
تجد حَمْضاً غيره قال وقال أَبو عمرو الطرفاء من الحَمْض قال وبها سمي الرجل
طَرَفة والطَّرْفُ من مَنازِل القمر كوكبان يَقْدُمانِ الجَبهةَ وهما عَينا الأَسد
ينزلهما القمر وبنو طَرَفٍ قوم من اليمن وطارِفٌ وطَريفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفةُ
ومُطَرِّفٌ أَسماء وطُرَيْف موضع وكذلك الطُّرَيْفاتُ قال رَعَتْ سُميراء إلى
إرْمامِها إلى الطُّرَيْفات إلى أَهْضامِها وكان يقال لبني عَدِيّ بن حاتم
الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ أَسماؤهم طَريفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ
معنى
في قاموس معاجم
العِرفانُ العلم
قال ابن سيده ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق بهذا المكان عَرَفه يَعْرِفُه
عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً
مَرَتْه النُّعامَى فلم يَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا ورجل
عَرُوفٌ
العِرفانُ العلم
قال ابن سيده ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق بهذا المكان عَرَفه يَعْرِفُه
عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً
مَرَتْه النُّعامَى فلم يَعْتَرِفْ خِلافَ النُّعامَى من الشامِ رِيحا ورجل
عَرُوفٌ وعَرُوفة عارِفٌ يَعْرِفُ الأَُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه مرة والهاء في
عَرُوفة للمبالغة والعَريف والعارِفُ بمعنًى مثل عَلِيم وعالم قال طَرِيف بن مالك
العَنْبري وقيل طريف بن عمرو أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ بَعَثُوا إليَّ
عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ ؟ أَي عارِفَهم قال سيبويه هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم
ضَرِيبُ قِداح والجمع عُرَفاء وأَمر عَرِيفٌ وعارِف مَعروف فاعل بمعنى مفعول قال
الأَزهري لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي معروف لغير الليث والذي حصَّلناه للأَئمة رجل
عارِف أَي صَبور قاله أَبو عبيدة وغيره والعِرْف بالكسر من قولهم ما عَرَفَ عِرْفي
إلا بأَخَرةٍ أَي ما عَرَفَني إلا أَخيراً ويقال أَعْرَفَ فلان فلاناً وعرَّفه إذا
وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه وعرَّفه الأَمرَ أَعلمه إياه وعرَّفه بيتَه أَعلمه
بمكانه وعرَّفه به وسَمه قال سيبويه عَرَّفْتُه زيداً فذهَب إلى تعدية عرّفت
بالتثقيل إلى مفعولين يعني أَنك تقول عرَفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل العين
فيتعدَّى إلى مفعولين قال وأَما عرَّفته بزيد فإنما تريد عرَّفته بهذه العلامة
وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل وإنما عرَّفته بزيد كقولك سمَّيته بزيد
وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو أَو اللغة على شيء والأَول
أَعْرَف قال ابن سيده عندي أَنه على توهم عَرُفَ لأَن الشيء إنما هو مَعْروف لا
عارف وصيغة التعجب إنما هي من الفاعل دون المفعول وقد حكى سيبويه ما أَبْغَضه
إليَّ أَي أَنه مُبْغَض فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال ما
أَبْغضَني له فعلى هذا يصْلُح أَن يكون أَعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول
الذي هو المعروف والتعريفُ الإعْلامُ والتَّعريف أَيضاً إنشاد الضالة وعرَّفَ
الضالَّة نَشَدها واعترَفَ القومَ سأَلهم وقيل سأَلهم عن خَبر ليعرفه قال بشر بن
أَبي خازِم أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عن أَبيها خِلالَ الجَيْش تَعْترِفُ الرِّكابا ؟
قال ابن بري ويأْتي تَعرَّف بمعنى اعْترَف قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ تَعَرَّفوني
أَنَّني أَنا ذاكُمُ شاكٍ سِلاحي في الفوارِس مُعْلَمُ وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع
عرَف كما وضعوا عرَف موضع اعترف وأَنشد بيت أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في
أَوَّل الترجمة أَي لم يعرف غير الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها
وتعرَّفت ما عند فلان أَي تَطلَّبْت حتى عرَفت وتقول ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ
إليه حتى يَعْرِفَكَ وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً وأَما الذي جاء في
حديث اللُّقَطةِ فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إياها بصفتها وإن لم
يرَها في يدك يقال عرَّف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَعْرِفها فجاء رجل
يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها وفي حديث ابن مسعود فيقال لهم هل
تَعْرِفون ربَّكم ؟ فيقولون إذا اعْترَف لنا عرَفناه أَي إذا وصَف نفسه بصفة
نُحَقِّقُه بها عرفناه واستَعرَف إليه انتسب له ليَعْرِفَه وتَعرَّفه المكانَ وفيه
تأَمَّله به أَنشد سيبويه وقالوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًى وما كلُّ مَنْ
وافَى مِنًى أَنا عارِفُ وقوله عز وجل وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً
فلما نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّف بعضَه وأَعرض عن بعض وقرئ عرَفَ بعضه
بالتخفيف قال الفراء من قرأَ عرَّف بالتشديد فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ بعْضَ
الحديث وترَك بعضاً قال وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ من ذلك وجازى عليه
كما تقول للرجل يُسيء إليك واللّه لأَعْرِفنَّ لك ذلك قال وقد لعَمْري جازَى حفصةَ
بطلاقِها وقال الفرَّاء وهو وجه حسن قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ قال
الأَزهري وقرأَ الكسائي والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَف بعضَه خفيفة وقرأَ حمزة
ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّف بعضه بالتشديد وفي حديث
عَوْف بن مالك لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَعرِف سوء صنيعك وهي كلمة تقال عند التهديد
والوعيد ويقال للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لمعرفة كل
منهم بعلْمِه والعرّافُ الكاهن قال عُرْوة بن حِزام فقلت لعَرّافِ اليَمامة داوِني
فإنَّكَ إن أَبرأْتَني لَطبِيبُ وفي الحديث من أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر
بما أُنزل على محمد صلى اللّه عليه وسلم أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ
الذي يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه والمَعارِفُ الوجُوه والمَعْروف
الوجه لأَن الإنسان يُعرف به قال أَبو كبير الهذلي مُتَكَوِّرِين على المَعارِفِ
بَيْنَهم ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ والمِعْراف واحد والمَعارِف محاسن
الوجه وهو من ذلك وامرأَة حَسَنةُ المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها واحدها
مَعْرَف قال الراعي مُتَلفِّمِين على مَعارِفِنا نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ
ومعارفُ الأَرض أَوجُهها وما عُرِفَ منها وعَرِيفُ القوم سيّدهم والعَريفُ القيّم
والسيد لمعرفته بسياسة القوم وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري وقد تقدَّم وقد
عَرَفَ عليهم يَعْرُف عِرافة والعَريفُ النَّقِيب وهو دون الرئيس والجمع عُرَفاء
تقول منه عَرُف فلان بالضم عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً وإذا أَردت
أَنه عَمِلَ ذلك قلت عَرف فلان علينا سِنين يعرُف عِرافة مثال كتَب يكتُب كِتابة
وفي الحديث العِرافةُ حَقٌّ والعُرفاء في النار قال ابن الأَثير العُرفاء جمع عريف
وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي أُمورهم ويتعرَّف الأَميرُ
منه أَحوالَهُم فَعِيل بمعنى فاعل والعِرافةُ عَملُه وقوله العِرافة حقّ أَي فيها
مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم وأَحوالهم وقوله العرفاء في النار تحذير من
التعرُّض للرِّياسة لما ذلك من الفتنة فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة
ومنه حديث طاووس أنه سأَل ابن عباس رضي اللّه عنهما ما معنى قول الناس أَهْلُ
القرآن عُرفاء أَهل الجنة ؟ فقال رُؤساء أَهل الجنة وقال علقمة بن عَبْدَة بل كلُّ
حيّ وإن عَزُّوا وإن كَرُموا عَرِيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ والعُرْف بالضم
والعِرْف بالكسر الصبْرُ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحِيُّ قل لابْن قَيْسٍ أَخي
الرُّقَيَّاتِ ما أَحْسَنَ العُِرْفَ في المُصِيباتِ وعرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ
صَبَر قال قيس بن ذَرِيح فيا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى ويا حُبَّها
قَعْ بالذي أَنْتَ واقِعُ والعارِفُ والعَرُوف والعَرُوفةُ الصابر ونَفْس عَروف حامِلة
صَبُور إِذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه وأَنشد ابن الأَعرابي فآبُوا بالنِّساء
مُرَدَّفاتٍ عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد
النعْمةِ ويروى وابْتِحاح من البُحبُوحةِ وهذا رواه ابن الأَعرابي ويقال نزلت به
مُصِيبة فوُجِد صَبوراً عَروفاً قال الأَزهري ونفسه عارِفة بالهاء مثله قال
عَنْترة وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني لا يُنْجِني منها الفِرارُ
الأَسْرَعُ فصَبَرْتُ عارِفةً لذلك حُرَّةً تَرْسُو إذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ
تَرْسو تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان يقول حَبَسْتُ نَفْساً
عارِفةً أَي صابرة ومنه قوله تعالى وبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِر وأَنشد ابن بري
لمُزاحِم العُقَيْلي وقفْتُ بها حتى تَعالَتْ بيَ الضُّحى ومَلَّ الوقوفَ
المُبْرَياتُ العَوارِفُ المُّبرياتُ التي في أُنوفِها البُرة والعَوارِفُ الصُّبُر
ويقال اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد وأَنشد الفراء أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ
مُعْتَرِفْ أَي تَعْرِف وتصْبر وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر وعرَف بذَنْبه
عُرْفاً واعْتَرَف أَقَرَّ وعرَف له أَقر أَنشد ثعلب عَرَفَ الحِسانُ لها
غُلَيِّمةً تَسْعى مع الأَتْرابِ في إتْبِ وقال أعرابي ما أَعْرِفُ لأَحد
يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به وفي حديث عمر أَطْرَدْنا المعترِفين هم الذين
يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب عليهم فيه الحدّ والتعْزيز يقال أَطْرَدَه السلطان
وطَرَّده إذا أَخرجه عن بلده وطرَدَه إذا أَبْعَده ويروى اطْرُدُوا المعترفين
كأَنه كره لهم ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم والعُرْفُ الاسم من الاعْتِرافِ
ومنه قولهم له عليّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً وهو توكيد ويقال أَتَيْتُ
مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته من أَنا قال مُزاحِمٌ العُقَيْلي
فاسْتَعْرِفا ثم قُولا إنَّ ذا رَحِمٍ هَيْمان كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسِرا فإنْ
بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفانِ بها يوماً فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا
والمَعْرُوف ضدُّ المُنْكَر والعُرْفُ ضدّ النُّكْر يقال أَوْلاه عُرفاً أَي
مَعْروفاً والمَعْروف والعارفةُ خلاف النُّكر والعُرْفُ والمعروف الجُود وقيل هو
اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه وحرَّك الشاعر ثانيه فقال إنّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ
مُسْتَعْمِلاً للخَيْرِ يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفا والمَعْروف كالعُرْف وقوله
تعالى وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً أَي مصاحباً معروفاً قال الزجاج المعروف هنا
ما يُستحسن من الأَفعال وقوله تعالى وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف قيل في التفسير
المعروف الكسْوة والدِّثار وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده
إذا كانت والدته لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها وحقُّ كل واحد منهما أَن
يأْتمر في الولد بمعروف وقوله عز وجل والمُرْسَلات عُرْفاً قال بعض المفسرين فيها
إنها أُرْسِلَت بالعُرف والإحسان وقيل يعني الملائكة أُرسلوا للمعروف والإحسان
والعُرْفُ والعارِفة والمَعروفُ واحد ضد النكر وهو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من
الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه وقيل هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة يقال هو
مُستعار من عُرْف الفرس أَي يتتابَعون كعُرْف الفرس وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ
جاؤوا كأَنَّهم عُرْف أَي يتْبَع بعضهم بعضاً وقرئت عُرْفاً وعُرُفاً والمعنى واحد
وقيل المرسلات هي الرسل وقد تكرَّر ذكر المعروف في الحديث وهو اسم جامع لكل ما
عُرف ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندَب إليه الشرعُ
ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي أَمْر مَعْروف
بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه والمعروف النَّصَفةُ وحُسْن الصُّحْبةِ مع
الأَهل وغيرهم من الناس والمُنكَر ضدّ ذلك جميعه وفي الحديث أَهل المعروف في
الدنيا هم أَهل المعروف في الآخرة أَي مَن بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه
جزاء مَعروفه في الآخرة وقيل أَراد مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ
الحُدود فيَشفع فيهم شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة وروي عن ابن عباس رضي
اللّه عنهما في معناه قال يأْتي أَصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم
بمعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له
ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة وقوله أَنشده ثعلب
وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه إذا لم يَزِدْه الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ
قال ابن سيده قد يكون من المعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المعروف الذي هو الجود
ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده قد هاجت مَعارِفُ فلان ومَعارِفُه ما كنت
تَعْرِفُه من ضَنِّه بك ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج النبات إذا يبس والعَرْفُ
الرّيح طيّبة كانت أَو خبيثة يقال ما أَطْيَبَ عَرْفَه وفي المثل لا يعْجِز مَسْكُ
السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء قال ابن سيده العَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة قال
ثَناء كعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه وليس له إلا بني خالِدٍ أَهْلُ وقال
البُرَيق الهُذلي في النَّتن فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذي الصُّماحِ كما عَصَبَ
السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ وعَرَّفَه طَيَّبَه وزَيَّنَه والتعْرِيفُ
التطْييبُ من العَرْف وقوله تعالى ويُدخِلهم الجنة عرَّفها لهم أَي طَيَّبها قال
الشاعر يمدح رجلاً عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ يقول كما عَرُفَ الإتْبُ
وهو البقِيرُ قال الفراء يعرفون مَنازِلهم إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَعْرَف
بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله قال الأَزهري هذا قول جماعة من المفسرين وقد
قال بعض اللغويين عرَّفها لهم أَي طيَّبها يقال طعام معرَّف أَي مُطيَّب قال
الأَصمعي في قول الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين فتُدْخلُ
أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قال
أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم قال وقال بعضهم في قوله عَرَّفها لهم قال هو
وضعك الطعام بعضَه على بعض ابن الأَعرابي عَرُف الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب
وعَرِفَ إذا ترَكَ الطِّيب وفي الحديث من فعل كذا وكذا لم يجد عَرْف الجنة أَي
ريحَها الطيِّبة وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء
سَهلة معروفة أَي طيّبة العَرْفِ فأَما الذي ورد في الحديث تَعَرَّفْ إلى اللّه في
الرَّخاء يَعْرِفْك في الشدَّة فإنَّ معناه أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه
والعَمَلِ فيما أَوْلاك من نِعمته فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في
الدنيا والآخرة وعرَّف طَعامه أَكثر أُدْمَه وعرَّف رأْسه بالدُّهْن رَوَّاه وطارَ
القَطا عُرْفاً عُرْفاً بعضُها خلْف بعض وعُرْف الدِّيك والفَرَس والدابة وغيرها
مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق واستعمله الأَصمعي في الإنسان فقال جاء فلان
مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه والجمع أَعْراف وعُروف والمَعْرَفة بالفتح
مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية إلى المِنْسَج وقيل هو اللحم الذي ينبت عليه
العُرْف وأَعْرَفَ الفَرسُ طال عُرفه واعْرَورَفَ صار ذا عُرف وعَرَفْتُ الفرس
جزَزْتُ عُرْفَه وفي حديث ابن جُبَير ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَعْرَفة
البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه من رَقَبته وسَنام أَعْرَفُ طويل ذو عُرْف قال يزيد
بن الأَعور الشني مُسْتَحْملاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى وناقة عَرْفاء مُشْرِفةُ
السَّنام وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه الجمال وقيل لها عَرْفاء لطُول
عُرْفها والضَّبُع يقال لها عَرْفاء لطول عُرفها وكثرة شعرها وأَنشد ابن بري
للشنْفَرَى ولي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفاء
جَيأَلُ وقال الكميت لها راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ منهما أَبو جَعْدةَ العادِي
وعَرْفاء جَيْأَلُ وضَبُع عَرفاء ذات عُرْف وقيل كثيرة شعر العرف وشيء أَعْرَفُ له
عُرْف واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له كالعُرف
واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف قال الهذلي يصف طَعْنَة
فارتْ بدم غالب مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ
مُعْرَوْرِفِ
( * قوله « الفلوّ » بالفاء المهر ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين )
واعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ وعُرْف الرمْل
والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه والجمع أَعْراف وعِرَفَة
( * قوله « وعرفة » كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح ) وقوله تعالى وعلى الأَعْراف
رِجال الأَعراف في اللغة جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع قال الزجاج الأَعْرافُ أَعالي
السُّور قال بعض المفسرين الأعراف أَعالي سُور بين أَهل الجنة وأَهل النار واختلف
في أَصحاب الأَعراف فقيل هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة
بالحسنات ولا النار بالسيئات فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنة والنار قال ويجوز
أَن يكون معناه واللّه أَعلم على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء
الرجال فقال قوم ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة وقيل أَصحاب الأعراف
أَنبياء وقيل ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن سيماهم
إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى وجوه يومئذ مُسْفرة ضاحكة مُستبشرة
ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم وسيماهم سواد الوجوه وغُبرتها كما قال تعالى يوم
تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها غَبَرة ترهَقها قترة قال أَبو إسحق
ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على أَهل الجنة وأَهل النار وجبَل أَعْرَفُ له
كالعُرْف وعُرْفُ الأَرض ما ارتفع منها والجمع أَعراف وأَعراف الرِّياح والسحاب
أَوائلها وأَعاليها واحدها عُرْفٌ وحَزْنٌ أَعْرَفُ مرتفع والأَعرافُ الحَرْث الذي
يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ والعَرْفةُ قُرحة تخرج في بياض الكف وقد عُرِف وهو
مَعْروف أَصابته العَرْفةُ والعُرْفُ شجر الأُتْرُجّ والعُرف النخل إذا بلغ
الإطْعام وقيل النخلة أَوَّل ما تطعم والعُرْفُ والعُرَفُ ضرب من النخل بالبحرَيْن
والأعراف ضرب من النخل أَيضاً وهو البُرْشُوم وأَنشد بعضهم نَغْرِسُ فيها الزَّادَ
والأَعْرافا والنائحي مسْدفاً اسُدافا
( * قوله « والنائحي إلخ » كذا بالأصل )
وقال أَبو عمرو إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْف والعَرْفُ نَبْت ليس بحمض ولا
عِضاه وهو الثُّمام والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في
الرَّمْل رمْلِ عالِج أَو رمال الدَّهْناء وقال أَبو حنيفة العُرُفَّان جُنْدَب
ضخم مثل الجَرادة له عُرف ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ وعُرُفَّانُ
جبل وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ اسم وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ موضع بمكة معرفة كأَنهم جعلوا
كل موضع منها عرفةَ ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا يقال العَرفةُ ولا تدخله الأَلف
واللام قال سيبويه عَرفاتٌ مصروفة في كتاب اللّه تعالى وهي معرفة والدليل على ذلك
قول العرب هذه عَرفاتٌ مُبارَكاً فيها وهذه عرفات حسَنةً قال ويدلك على معرفتها
أَنك لا تُدخل فيها أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع ولو
كانت عرفاتٌ نكرة لكانت إذاً عرفاتٌ في غير موضع قيل سمي عَرفةَ لأَن الناس
يتعارفون به وقيل سمي عَرفةَ لأَن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم عليه السلام
فكان يريه المَشاهِد فيقول له أَعرفْتَ أَعرفت ؟ فيقول إبراهيم عرفت عرفت وقيل
لأَنّ آدم صلى اللّه على نبينا وعليه السلام لما هبط من الجنة وكان من فراقه
حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَفها وعرَفَتْه والتعْريفُ الوقوف بعرفات
ومنه قول ابن دُرَيْد ثم أَتى التعْريفَ يَقْرُو مُخْبِتاً تقديره ثم أَتى موضع
التعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه وعَرَّف القومُ وقفوا بعرفة قال
أَوْسُ بن مَغْراء ولا يَريمون للتعْرِيفِ مَوْقِفَهم حتى يُقال أَجيزُوا آلَ
صَفْوانا
( * قوله « صفوانا » هو هكذا في الأصل واستصوبه المجد في مادة صوف راداً على
الجوهري )
وهو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما ثم
مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُعَرَّفِ يريد بعد الوُقوف بعرفةَ
والمُعَرَّفُ في الأَصل موضع التعْريف ويكون بمعنى المفعول قال الجوهري وعَرَفات
موضع بِمنًى وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع قال الفراء ولا واحد له بصحة وقول
الناس نزلنا بعَرفة شَبيه بمولَّد وليس بعربي مَحْض وهي مَعْرِفة وإن كان جمعاً
لأَن الأَماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد وخالف الزيدِين تقول هؤلاء عرفاتٌ
حسَنةً تَنْصِب النعتَ لأَنه نكِرة وهي مصروفة قال اللّه تعالى فإذا أَفَضْتُم من
عَرفاتٍ قال الأَخفش إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين
ومسلمون لأنه تذكيره وصار التنوين بمنزلة النون فلما سمي به تُرِك على حاله كما
تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ وعاناتٍ وعُرَيْتِنات
والعُرَفُ مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ صارةَ والعُرُفُ
موضع وقيل جبل قال الكميت أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ وما أَنْتَ والطَّلَلُ
المُحْوِلُ ؟
( * قوله « أهاجك » في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك )
واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله العُرْف والعُرُفُ الرمل المرتفع قال وهو مثل
عُسْر وعُسُر وكذلك العُرفةُ والجمع عُرَف وأَعْراف والعُرْفَتانِ ببلاد بني أَسد
وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل وما كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بينهم ولا حين
جَدّ الجِدُّ ممّن تَغَيَّبا فليس عرَّف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث
فأَبدل الأَلف لمكان الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء ومَعْروف اسم فرس الزُّبَيْر
بن العوّام شهد عليه حُنَيْناً ومعروف أَيضاً اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من
بني أَسد وفيه يقول أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عليهم كأَنه إذا ازْوَرَّ من وَقْعِ
الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ ومَعْرُوف وادٍ لهم أَنشد أَبو حنيفة وحتى سَرَتْ بَعْدَ
الكَرى في لَوِيِّهِ أَساريعُ مَعْروفٍ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ وذكر في ترجمة عزف أَن
جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت الأَنصار يوم بُعاث قال وتروى بالراء
المهملة أَي تَفاخَرَتْ
معنى
في قاموس معاجم
تَمَّ الشي
يَتِمُّ تَمّاً وتُمّاً وتَمامةً وتَماماً وتِمامةً وتُماماً وتِماماً وتُمَّة
وأَتَمَّه غيره وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه بمعنىً وتَمَّمَه الله تَتْميماً
وتَتِمَّةً وتَمامُ الشيء وتِمامَتُه وتَتِمَّتُه ما تَمَّ به قال الفارسي تَمامُ
الشيء ما تمَّ
تَمَّ الشي
يَتِمُّ تَمّاً وتُمّاً وتَمامةً وتَماماً وتِمامةً وتُماماً وتِماماً وتُمَّة
وأَتَمَّه غيره وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه بمعنىً وتَمَّمَه الله تَتْميماً
وتَتِمَّةً وتَمامُ الشيء وتِمامَتُه وتَتِمَّتُه ما تَمَّ به قال الفارسي تَمامُ
الشيء ما تمَّ به بالفتح لا غير يحكيه عن أَبي زيد وأَتمَّ الشيءَ وتَمَّ به
يَتِمُّ جعله تامّاً وأَنشد ابن الأَعرابي إنْ قلتَ يوماً نَعَمْ بَدْأً فَتِمَّ
بها فإنَّ إمْضاءَها صِنْف من الكَرَم وفي الحديث أَعوذ بكلمات الله التامَّاتِ
قال ابن الأَثير إنما وصف كلامه بالتمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه
نَقْص أَو عَيْبٌ كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التَّمام ههنا أَنها تنفَع
المُتَعَوِّذ بها وتَحْفَظه من الآفات وتَكْفيه وفي حديث دُعاء الأَذان اللهمَّ
رَبَّ هذه الدَّعْوة التامَّة وصَفَها بالتَّمام لأَنها ذِكْر الله ويُدْعَى بها
إلى عِبادته وذلك هو الذي يستحِق صِفَة الكمال والتمام وتَتِمَّة كل شيء ما يكون
تَمام غايته كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة وتَتِمَّة هذه المائة والتِّمُّ
الشيء التامُّ وقوله عز وجل وإذ ابْتَلَى إبراهيمَ رَبُّه بكلِمات فأَتَمَّهُنَّ
قال الفراء يريد فَعمِل بهنّ والكلمات عَشْر من السُّنَّة خَمْسٌ في الرأس وخَمْسٌ
في الجَسد فالتي في الرأس الفَرْق وقَصُّ الشارب والمَضْمَضةُ والاسْتِنْشاقُ
والسِّواكُ وأما التي في الجسَد فالخِتانةُ وحَلْقُ العانةِ وتَقْليمُ الأظفار
ونتفُ الرُّفْغَيْن والإستِنْجاءُ بالماء ويقال تَمَّ إلى كذا وكذا أَي بَلغه قال
العجاج لما دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا إلى المَعالي وبهنَّ سُمُّوا وفي حديث
معاوية إن تَمَمْتَ على ما تريد قال ابن الأَثير هكذا روي مُخَفَّفاً وهي بمعنى
المشدّد يقال تَمَّ على الأَمر وتَمَمَ عليه بإِظهار الإِدغام أَي استمرَّ عليه
وقوله في الحديث تَتامَّتْ إليه قُرَيش أَي أَجابته وجاءَتْه مُتوافِرة مُتَابعة
وقوله عز وجل وأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمْرة لله قيل إتْمامهما تَأدِيةُ كلِّ ما
فيهما من الوقوف والطَّواف وغير ذلك ووُلِدَ فلان لِتَمامٍ
( * قوله « وولد فلان لتمام إلخ » عبارة القاموس وولدته لتم وتمام ويفتح الثاني ) ولِتِمام
بالكسر وليلُ التِّمامِ بالكسر لا غير أَطول ما يكون من ليَالي الشِّتاء ويقال هي
ثلاث ليال لا يُسْتَبان زيادتُها من نُقْصانها وقيل هي إذا بَلَغَت اثنَتَيْ
عَشْرة ساعة فما زاد قال امرؤ القَيس فَبِتُّ أُكابِدُ لَيْلَ التِّما مِ
والقَلْبُ من خَشْيَةٍ مُقْشَعِر وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليلةَ التِّمام فيقرأُ سورة البقرة وآل عمران
وسورة النساء ولا يَمرُّ بآية إلاّ دعا الله فيها قال ابن شميل ليل التِّمام أَطول
ما يكون من الليل ويكون لكل نجْم هَوِيّ من الليل يَطْلُع فيه حتى تَطْلُع كلها
فيه فهذا ليل التِّمام ويقال سافرنا شهرنا ليل التِّمام لا نُعَرِّسُه وهذه ليالي
التِّمام أَي شَهْراً في ذلك الزمان الأَصمعي ليل التِّمام في الشتاء أَطول ما
يكون من الليل قال ويَطُول لَيْلُ التِّمام حتى تَطْلُع فيه النُّجوم كلها وهي
ليلة ميلاد عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام والنصارى تعظِّمُها وتقوم فيها
حكي عن أَبي عمرو الشيباني أَنه قال ليل تِمام إذا كان الليل ثلاثَ عشرة ساعة إلى
خمس عشرة ساعة ويقال لليلة أربع عشرة وهي الليلة التي يَتِمُّ فيها القمر ليلة
التَّمام بفتح التاء وقال أَبو عمرو ليلُ التِّمام ستة أَشهر ثلاثة أَشهر حين يزيد
على ثنتَيْ عشْرة ساعة وثلاثة أَشهر حين يَرْجِع قال وسمعت ابن الأَعرابي يقول كل
ليلة طالت عليك فلم تَنَمْ فيها فهي ليلة التِّمام أَو هي كليلة التِّمام ويقال
ليلٌ تِمامٌ وليلُ تِمام على الإضافة وليلُ التِّمام وليلٌ تِمامِيٌّ أَيضاً وقال
الفرزدق تِمامِيّاً كأَنَّ شَآمِياتٍ رَجَحْنَ بِجانِبَيْه من الغُؤُور وقال ابن
شميل ليلة السَّواء ليلة ثلاث عشرة وفيها يَسْتوي القمر وهي ليلة التَّمام وليلة
تَمامِ القمر هذا بفتح التاء والأَول بالكسر ويقال رُئِيَ الهلال لِتمِّ الشهر
وولدت المرأة لِتِمٍّ وتِمام وتَمامٍ إذا أَلْقَتْه وقد تَمَّ خَلْفه وحكى ابن بري
عن الأَصمعي ولدَتْه للتَّمام بالأَلف واللام قال ولا يَجيء نكِرةً إلاّ في الشعر
وأَتَمَّت المرأة وهي مُتِمٌّ دنا وِلادُها وأَتَمَّت الحْبْلى فهي مُتِمٌّ إذا تَمَّت
أَيامُ حَمْلِها وفي حديث أَسماء خرجْت وأَنا مُتِمٌّ يقال امرأَة مُتِمٌّ للحامل
إِذا شارَفَتِ الوَضْع ووُلِد المَوْلود لِتِمامِ وتِمامٍ وأَتَمَّت الناقة وهي
مُتِمٌّ دنا نتاجها وأَتَمَّ النَّبْتُ اكْتَهل وأَتَمَّ القمرُ امْتلأَ فبَهَر
وهو بدْرُ تَمامٍ وتِمامٍ وبدرٌ تَمامٌ قال ابن دريد وُلِد الغلام لِتِمٍّ وتِمامٍ
وبدرُ تِمامٍ وكل شيء بعد هذا فهو تَمامٌ بالفتح غيره وقمرُ تَمامٍ وتِمامٍ إذا
تَمَّ ليلة البَدْر وفي التنزيل العزيز ثم آتينا موسى الكتاب تَماماً على الذي
أَحسَنَ قال الزجاج يجوز أَن يكون تَماما على المُحْسِن أَراد تَماماً من الله على
المُحْسِنين ويجوز تَماماً على الذي أَحسنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره
ويجوز تَماماً على الذي هو أَحسن الأَشياء وتَماماً منصوب مفعول له وكذلك
وتَفْصِيلاً لكل شيء المعنى آتيناه لهذه العِلَّة أَي للتَّمام والتَّفصيل قال
والقراءة على الذي أَحسَنَ بفتح النون قال ويجوز أَحسنُ على إضمار الذي هو أَحسنُ
وأَجاز القُراءُ أَن يكون أَحسَن في موضع خفض وأَن يكون من صفة الذي وهو خطأٌ عند
البصريين لأَنهم لا يعرفون الذي إلاَّ موصولة ولا تُوصَف إلا بعد تمام صِلَتها
والمُسْتَتِمُّ في شِعر أَبي دُواد هو الذي يطلب الصُّوفَ والوَبَرَ لِيُتِمَّ به
نَسْجَ كِسائه والمَوْهوب تُمَّةٌ قال ابن بري صوابه عن أَبي زيد والجمع تِمَمٌ
بالكسر وهو الجِزَّة من الصُّوف أَو الشعَر أَو الوَبَر وبيت أَبي دواد هو قوله
فَهْيَ كالبَيْضِِ في الأَداحِيّ لا يُو هَبُ منها لِمُسْتَتِمٍّ عِصامُ أَي هذه
الإِبل كالبَيْض في الصِّيانة وقيل في المَلاسة لا يُوهب منها لمُسْتَتِمّ أَي لا
يُوجد فيها ما يُوهَب لأَنها قد سَمِنت وأَلْقَت أَوْبارَها قال والمُسْتَتِمُّ
الذي يطلُب التُّمَّةَ والعِصامُ خيط القِرْبة والمُتَتَمِّمُ المتكسِّر قال
الشاعر إِذا ما رآها رُؤيةً هِيضَ قَلْبه بها كانْهِياضِ المُتْعَب المُتَتَمِّمِ
وتَمَّمَ على الجَريح أَجْهِزَ وتَمَّ على الشيء أَكمله قال الأَعشى فتَمَمَّ على
مَعْشوقَةٍ لا يَزيدُها إِليه بَلاءُ السُّوءِ إِلاَّ تَحبُّبا قال ابن سيده وقول
أَبي ذؤيب فَباتَ بجَمْعٍ ثم ثابَ إِلى مِنىً فأَصْبَحَ رَأْداً يبتغي المَزْجَ
بالسَّحْل قال أَراه يعني
( * قوله « أراه يعني إلخ » هكذا في الأصل ولعل الشاهد في بيت ذكره ابن سيده غير
هذا وأما هذا البيت فهو في الأصل كما ترى ولا شاهد فيه وقد تقدم مع بيت بعده في
مادة سحل ) بتَمَّ أََكْمَل حَجَّه واسْتَتَمَّ النِّعْمة سأَل إِتْمامها وجعله
تِمّاً أَي تَماماً وجعلْته لك تِمّاً أَي بِتَمامه وتَمَّمَ الكَسْر فَتَمَّمَ
وتَتَمَّم انصَدَعَ ولم يَبِنْ وقيل إِذا انصَدَعَ ثم بانَ وقالوا أَبى قائلُها
إِلاَّ تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً ثلاث لغات أَي تَماماً ومضى على قوله ولم يرجع عنه
والكسر أَفصح قال الراعي حتى وَوَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائصٍ جُدّاً تَعاوَرَه
الرياحُ وَبيلاً بائصٍ بعيدٍ شاقٍّ ووَبِيلاً وَخِيماً والتَّمِيمُ الطويلُ وأَنشد
بيت العجاج لنا دَعَوْا يال تَمِيمٍ تَمُّوا والتَّمِيمُ التامُّ الخلْق
والتَّمِيمُ الشاذُّ الشديدُ والتَّميمُ الصُّلْب قال وصُلْب تَمِيم يَبْهَرُ
اللِّبْدَ جَوْزُه إِذا ما تَمَطَّى في الحِزام تَبَطَّرا أَي يَضيق عنه اللِّبْد
لتَمامه وقيل التَّمِيمُ التامُّ الخلْقِ الشديده من الناس والخَيْل وفي حديث
سليمان بن يَسار الجَذَعُ التامُّ التِّمُّ يُجْزئ قال ابن الأَثير يقال تِمٌّ
وتَمٌّ بمعنى التامِّ ويروى الجَذَع التامُّ التَّمَمُ فالتامُّ الذي استوفى الوقت
الذي يسمَّى فيه جَذَعاً وبَلغ أَن يسمَّى ثَنِيّاً والتَّمَمُ التامُّ الخلْق
ومثله خلْق عَمَمٌ والتَّمِيمُ العُوَذ واحدتها تَمِيمةٌ قال أَبو منصور أَراد
الخَرز الذي يُتَّخَذ عُوَذاً والتَّمِيمةُ خَرزة رَقْطاء تُنْظَم في السَّير ثم
يُعقد في العُنق وهي التَّمائم والتَّمِيمُ عن ابن جني وقيل هي قِلادة يجعل فيها
سُيُورٌ وعُوَذ وحكي عن ثعلب تَمَّمْت المَوْلود علَّقْت عليه التَّمائم
والتَّمِيمةُ عُوذةٌ تعلق على الإِنسان قال ابن بري ومنه قول سلَمة بن الخُرْشُب
تُعَوَّذُ بالرُّقى من غير خَبْلٍ وتُعْقَد في قَلائدها التَّمِيمُ قال
والتَّمِيمُ جمع تمِيمةٍ وقال رفاع
( * قوله « رفاع » هكذا في الأصل رفاع بالفاء وتقدم في مادة نوط رقاع منقوطاً
بالقاف ومصله في شرح القاموس هنا وهناك ) بن قيس الأَسدي بِلادٌ بها نِيطَتْ عليَّ
تَمائِمي وأَوَّل أَرضٍ مَسَّ جِلدي تُرابُها وفي حديث ابن عَمرو
( * قوله « وفي حديث ابن عمرو » هكذا في الأصل ونسخة من النهاية بفتح أوله وفي
نسخة من النهاية عمر بضم أوله ) ما أُبالي ما أَتيت إِن تعلقت تَمِيمةً وفي الحديث
مَن عَلَّق تَمِيمةً فلا أَتَمَّ الله له ويقال هي خَرزة كانوا يَعْتَقِدون أَنها
تَمامُ الدَّواء والشِّفاء قال وأَمّا المَعاذاتُ إِذا كُتِب فيها القرآن وأَسماءُ
الله تعالى فلا بأْسَ بها والتَّمِيمةُ قِلادةٌ من سُيورٍ وربما جُعِلَتِ العُوذةَ
التي تعلَّق في أَعناق الصبيان وفي حديث ابن مسعود التَّمائمُ والرُّقى
والتِّوَلةُ من الشِّرْك قال أَبو منصور التَّمائمُ واحدتُها تَمِيمةٌ وهي خَرزات
كان الأعرابُ يعلِّقونها على أَولادِهم يَنْفون بها النفْس والعَين بزَعْمهم
فأَبطله الإِسلامُ وإِيّاها أَراد الهُذَلي بقوله وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ
أَظْفارَها أَلْفَيْتَ كلَّ تَمِيمة لا تَنْفَعُ وقال آخر إِذا مات لم تُفْلِحْ
مُزَيْنةُ بعدَه فتُوطِي عليه يا مُزَيْنُ التَّمائما وجعلها ابن مسعود من
الشِّرْك لأَنهم جَعلوها واقِيةً من المَقادِير والموْتِ وأَرادُوا دَفْعَ ذلك بها
وطلبوا دَفْعَ الأَذى من غير الله الذي هو دافِعُه فكأَنهم جعلوا له شريكاً فيما
قَدّر وكَتَب من آجال العِبادِ والأَعْراضِ التي تُصيبهم ولا دافع لما قَضى ولا
شريك له تعالى وتقدّس فيما قَدّر قال أَبو منصور ومن جَعل التَّمام سُيوراً فغيرُ
مُصِيبٍ وأَما قول الفرزدق وكيف يَضِلُِّ العَنْبَرِيُّ ببلْدةٍ بها قُطِعَتْ عنه
سُيور التَّمائِم ؟ فإِنه أَضاف السُّيورَ إِلى التَّمائم لأَن التمائم خَرز
تُثْقَب ويجعل فيها سُيورٌ وخُيوط تُعلَّق بها قال ولم أَرَ بين الأَعراب خلافاً
أَنّ التَّميمةَ هي الخرزة نفسُها وعلى هذا مذهب قول الأَئمة وقول طُفَيل فإِلاَّ
أَمُتْ أَجْعَلْ لِنَفْرٍ قِلادَةٌ يُتِمُّ بها نَفْرٌ قَلائدَه قَبْلُ قال أَي
عاذه
( * قوله « قال أي عاذه إلى قوله إلى الواسطة » هكذا في الأصل ) الذي كان تقلَّده
قبل قال يُتِمُّ يحطها تَمِيمةَ خَرزِ قلائده إِلى الواسطة وإِنما أَراد أُقَلِّده
الهِجاء ابن الأَعرابي تُمَّ إِذا كُسِر وتَمَّ إِذا بلَّغ
( * قوله « وتم إذا بلغ إلخ » هكذا في الأصل والتكملة والتهذيب وأما شارح القاموس
فذكر هذا الشطر عقب قول المتن وتمم الشيء أهلكه وبلغه أجله ثم قال في المستدرك تم
إذا كسر وتم إذا بلغ ولم يذكر شاهداً عليه ) وقال رؤبة في بَطْنه غاشيةٌ
تُتَمِّمُهْ قال شمر الغاشية وَرَم يكون في البطْن وقال تُتَمِّمُهُ أَي تُهْلِكه
وتبلِّغه أَجَلَه وقال ذو الرمة كانْهِياض المُعْنَتِ المُتَتَمِّمِ يقال ظَلَع
فلان ثم تَتَمَّم تَتَمُّماً أَي تَمَّ عَرَجُه كَسْراً من قولك تُمَّ إِذا كسر
والمُتَمُّ منقَطَع عِرْق السُّرَّة والتُّمَمُ والتِّمَمُ من الشعَر والوَبر
والصُّوف كالجِزَزِ الواحدة تُمَّة قال ابن سيده فأَمَّا التَّمُّ فأَراده اسماً
للجمع واسْتَتَمَّه طلب منه التِّمَمَ وأَتَمَّه أَعطاه إِياها ابن الأَعرابي
التِّمُّ الفأْس وجمعه تِمَمةٌ والتَّامُّ من الشِّعْر
( * قوله « والتام من الشعر إلخ » هكذا في الأصل وعبارة التكملة ومن القاب العروض
التام وهو ما استوفى نصفه نصف الدائرة وكان نصفه الاخير بمنزلة الحشو يجوز فيه ما
جاز فيه ) ما يمكن أَن يَدْخُله الزِّحافُ فيَسلَمُ منه وقد تم الجُزء تَماماً
وقيل المُتَمَّمُ كلُّ ما زدت عليه بعد اعتدالِ البيت وكانا من الجُزْء الذي
زِدْتَه عليه نحو فاعِلاتُنْ في ضرب الرمل سمي مُتَمَّماً لأَنك تَمَّمْتَ أَصل
الجُزْء ورجل مُتَمِّم إِذا فازَ قِدْحُه مرَّة بعد مرَّة فأَطعَم لَحْمَه
المساكين وتَمَّمَهم أَطعمهم نَصِيبَ قِدْحه حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد قول
النابغة إِني أُتَمِّمُ أَيْساري وأَمْنَحُهُمْ مَثْنى الأَيادي وأَكْسُو
الجَفْنَة الأُدُما أَي أُطْعِمهم ذلك اللَّحْم ومُتَمِّمُ بن نُويْرة من شُعرائهم
شاعرُ بني يَرْبوع قال ابن الأَعرابي سمي بالمُتَمِّم الذي يُطْعِم اللَّحْم
المساكين والأَيْسار وقيل التَّتْمِيمُ في الأَيسار أَن ينقُص الأَيْسار في
الجَزُور فيأْخذ رجُل ما بَقِي حتى يُتَمِّم الأَنْصِباء وتَمِيمٌ قَبيلةٌ وهو
تَمِيمُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَة بنِ إِلْياسَ بن مُضَرَ قال سيبويه من
العرب من يقول هذه تَميمٌ يجعله اسماً للأَب ويصرِف ومنهم مَن يجعله اسماً للقبيلة
فلا يَصْرِف وقال قالوا تَميم بنتُ مُرٍّ فأَنَّثوا ولم يقولوا ابن وتَمَّمَ
الرجلُ صار هَواه تَمِيمِيّاً وتَمَّم انتَسب إِلى تَمِمٍ وقول العجاج إِذا
دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا قال ابن سيده أَراه من هذا أَي أَسرعوا إلى الدعوة
الليث تَمَّم الرجلُ إِذا صار تَميميَّ الرأْي والهوى والمَحَلَّة قال أَبو منصور
وقياسُما جاء في هذا الباب تَتَمَّم بتاءين كما يقال تَمَضَّر وتَنَزَّر وكأَنهم
حذفوا إِحدى التاءين استثقالاً للجمع وتتامُّوا أَي جاؤوا كلهم وتَمُّوا
والتَّمْتَمةُ ردُّ الكلام إِلى التاء والميم وقيل هو أَن يَعْجَل بكلامه فلا يكاد
يُفْهِمك وقيل هو أَن تسبِق كلمتُه إِلى حَنَكِه الأَعْلى والفأْفاء الذي يعسُر
عليه خروج الكلام ورجل تَمْتام والأُنْثى تَمْتامةٌ وقال الليث التَّمْتَمةُ في
الكلام أَن لا يبين اللسان يُخْطئ موضع الحرف فيرجِع إِلى لفظ كأَنه التاء والميم
وإِن لم يكن بَيِّناً محمد ابن يزيد التَّمْتَمَة الترديد في التاء والفأْفأَة
الترديد في الفاء
معنى
في قاموس معاجم
مَنَّهُ
يَمُنُّه مَنّاً قطعه والمَنِينُ الحبل الضعيف وحَبل مَنينٌ مقطوع وفي التهذيب حبل
مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ
مَنِينٌ ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ والمَنِينُ الغبار وقيل الغبار
الضعيف ال
مَنَّهُ
يَمُنُّه مَنّاً قطعه والمَنِينُ الحبل الضعيف وحَبل مَنينٌ مقطوع وفي التهذيب حبل
مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ
مَنِينٌ ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ والمَنِينُ الغبار وقيل الغبار
الضعيف المنقطع ويقال للثوب الخَلَقِ والمَنُّ الإعْياء والفَتْرَةُ ومََنَنْتُ
الناقة حَسَرْتُها ومَنَّ الناقة يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بها هزلها
من السفر وقد يكون ذلك في الإنسان وفي الخبر أَن أَبا كبير غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً
فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه والمُنَّةُ بالضم القوَّة وخص بعضهم
به قوة القلب يقال هو ضعيف المُنَّة ويقال هو طويل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوي
المُنّة الأُمة القامة والسُّنّة الوجه والمُنّة القوة ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف
كأنَّ الدهر مَنَّه أَي ذهب بمُنَّته أَي بقوته قال ذو الرمة مَنَّهُ السير
أَحْمقُ أَي أَضعفه السير والمَنينُ القوي وَالمَنِينُ الضعيف عن ابن الأَعرابي من
الأَضداد وأَنشد يا ريَّها إن سَلِمَتْ يَميني وَسَلِمَ الساقي الذي يَلِيني ولم
تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السر يَمُنُّه مَنّاً أَضعفه وأَعياه ومَنَّه
يَمُنُّه مَنّاً نقصه أَبو عمرو المَمْنون الضعيف والمَمْنون القويّ وقال ثعلب
المَنينُ الحبل القوي وأَنشد لأَبي محمد الأَسدي إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلى
اثنتين في مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ والاثنتان عرْقُوتا
الدلو والمَنينُ الحبل القويّ الذي له مُنَّةٌ والمَنِينُ أَيضاً الضعيف وشَرْجَعٌ
طويل والمَنُونُ الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء يضعفه وينقصه ويقطعه وقيل المَنُون
الدهر وجعله عَدِيُّ بن زيد جمعاً فقال مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ
مَنْ ذا عَلَيْه من أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وهو يذكر ويؤنث فمن أَنث حمل على المنية
ومن ذَكَّرَ حمل على الموت قال أَبو ذؤيب أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ
والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ ؟ قال ابن سيده وقد روي ورَيْبها حملاً على
المنِيَّة قال ويحتمل أَن يكون التأْنيث راجعاً إلى معنى الجنسية والكثرة وذلك
لأَن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار قال الفارسي إنما ذكّره لأَنه ذهب به
إلى معنى الجنس التهذيب من ذكّر المنون أَراد به الدهر وأَنشد بيت أَبي ذؤيب
أَيضاً أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الجوهري للأَعشى أَأَن رأَتْ
رجلاً أَعْشى أَضرَّ به رَيْبُ المَنُونِ ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابي قال
الشَّرْقِيّ بن القُطامِيِّ المَنايا الأحداث والحمام الأَجَلُ والحَتْفُ القَدَرُ
والمَنُون الزمان قال أَبو العباس والمَنُونُ يُحْمَلُ معناه على المَنايا فيعبر
بها عن الجمع وأَنشد بيت عَدِيّ بن زيد مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد
المنايا فلذلك جمع الفعل والمَنُونُ المنية لأَنها تقطع المَدَدَ وتنقص العَدَد
قال الفراء والمَنُون مؤنثة وتكون واحدة وجمعاً قال ابن بري المَنُون الدهر وهواسم
مفرد وعليه قوله تعالى نَتَرَبَّصُ به رَيْبَ المَنُونِ أَي حوادث الدهر ومنه قول
أَبي ذؤيب أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّعُ قال أَي من الدهر وريبه ويدل على
صحة ذلك قوله والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ فأَما من قال وريبها فإنه أَنث
على معنى الدهور ورده على عموم الجنس كقوله تعالى أَو الطِّفْل الذين لم يظهروا
وكقول أَبي ذؤيب فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وكقوله عز وجل ثم اسْتَوى إلى
السماء فسَوَّاهُنَّ وكقول الهُذَليِّ تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْسا قال
ويدلك على أَن المَنُون يرادُ بها الدُّهور قول الجَعْديّ وعِشْتِ تعيشين إنَّ
المَنُو نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساسا قال ابن بري فسر الأَصمعي المَنُون هنا
بالزمان وأَراد به الأَزمنة قال ويدُلّك على ذلك قوله بعد البيت فَحِيناً أُصادِفُ
غِرَّاتها وحيناً أُصادِفُ فيها شِماسا أَي أُصادف في هذه الأَزمنة قال ومثله ما
أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى فخان بلاءَه
الدهرُ الخَؤُونُ فإن على الفَتى الإقْدامَ فيها وليس عليه ما جنت المَنُونُ قال
والمَنُون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ
الخَؤُونُ قال ومن هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاري أَنسيتمُ عَهْدَ النبيّ إليكمُ
ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْرى
المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا أَي إِلى آخر الدهر قال وأَما قول النابغة وكل فَتىً
وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى سَتَخْلِجُه عن الدنيا المَنُونُ قال فالظاهر أَنه المنية
قال وكذلك قول أَبي طالب أَيّ شيء دهاكَ أَو غال مَرْعا ك وهل أَقْدَمَتْ عليك
المَنُون ؟ قال المَنُونُ هنا المنية لا غير وكذلك قول عمرو ابن حَسَّان
تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلّ حاملةٍ تَمامُ وكذلك قول ابن أَحمر
لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم
اللُّهَيمِ اسم للمنية والمنونُ هنا المنية ومنه قول أَبي دُوَادٍ سُلِّطَ الموتُ
والمَنُونُ عليهم فَهُمُ في صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عليه يَمُنُّ مَنّاً
أَحسن وأَنعم والاسم المِنَّةُ ومَنَّ عليه وامْتَنَّ وتمَنَّنَ قَرَّعَه
بِمِنَّةٍ أَنشد ثعلب أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي يُعْطي النِّعَمْ من غيرِ ما
تمَنُّنٍ ولا عَدَمْ بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم وفي المثل كَمَنِّ الغيثِ
على العَرْفَجةِ وذلك أَنها سريعة الانتفاع بالغيث فإِذا أَصابها يابسةً اخضرَّت
يقول أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ على العرفجةِ ؟ وقالوا مَنَّ خَيْرَهُ
َيمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه قال كأَني إِذْ مَنَنْتُ عليك خَيري مَنَنْتُ على
مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً اعتقد عليه مَنّاً وحسَبَهُ عليه
وقوله عز وجل وإِنَّ لكَ لأَجْراً غيرَ مَمْنونِ جاء في التفسير غير محسوب وقيل
معناهُ أَي لا يَمُنُّ الله عليهم
( * قوله « أي لا يمن الله عليهم إلخ » المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب
وكأنه انتقال نظر من تفسير آية وإن لك لأجراً إلى تفسير آية لهم أجر غير ممنون هذه
العبارة من التهذيب أو المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا
للمراجعة )
به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما يفعل بخلاءُِ المُنْعِمِين وقيل غير مقطوع من قولهم
حبل مَنِين إِذا انقطع وخَلَقَ وقيل أَي لا يُمَنُّ به عليهم الجوهري والمَنُّ
القطع ويقال النقص قال لبيد غُبْساً كَوَاسبَ لا يُمَنُّ طَعامُها قال ابن بري
وهذا الشعر في نسخة ابن القطاع من الصحاح حتى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسَلوا
غُبْساً كَواسِبَ لا يُمَنُّ طعامُها قال وهو غلط وإِنما هو في نسخة الجوهري عجز البيت
لا غير قال وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجُزَه وإِنما عجُزُهُ حتى إِذا
يَئسَ الرُّماةُ وأَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُها قال وأَما صدر
البيت الذي ذكره الجوهري فهو قوله لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ
كوَاسِبُ لا يُمَنُّ طعامُها قال وهكذا هو في شعر لبيد وإِنما غلط الجوهري في نصب
قوله غُبْساً والله أَعلم والمِنِّينَى من المَنِّ الذي هو اعتقاد المَنِّ على
الرجل وقال أَبو عبيد في بعض النسخ المِنَّينى من المَنِّ والامْتنانِ ورجل
مَنُونَةٌ ومَنُونٌ كثير الامتنان الأَخيرة عن اللحياني وقال أَبو بكر في قوله
تعالى مَنَّ اللهُ علينا يحتمل المَنُّ تأْويلين أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ
مُعْتَدٍّ بالإِحسان يقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْْه نعمةٌ
باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه والثاني مَنَّ فلانٌ على فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان
وفخَرَ به وأَبدأَ فيه وأَعاد حتى يُفْسده ويُبَغِّضه فالأَول حسن والثاني قبيح
وفي أَسماء الله تعالى الحَنّانُ المَنّانُ أَي الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ
بالإِنعام وأَنشد إِن الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهِمْ زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ
وقال في موضع آخر في شرح المَنَّانِ قال معناه المُعْطِي ابتداء ولله المِنَّة على
عباده ولا مِنَّة لأَحد منهم عليه تعالى الله علوّاً كبيراً وقال ابن الأَثير هو
المنعم المُعْطي من المَنِّ في كلامهم بمعنى الإِحسان إِلى من لا يستثيبه ولا يطلب
الجزاء عليه والمَنّانُ من أَبنية المبالغة كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ والمِنِّينى
منه كالخِصَّيصَى وأَنشد ابن بري للقُطاميّ وما دَهْري بمِنِّينَى ولكنْ جَزَتْكم
يا بَني جُشَمَ الجَوَازي ومَنَّ عليه مِنَّةً أَي امْتَنَّ عليه يقال المِنَّةُ
تَهْدِمُ الصَّنيعة وفي الحديث ما أَحدٌ أَمَنَّ علينا من ابن أَبي قُحافَةَ أَي
ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله وذات يده وقد تكرر في الحديث وقوله عز وجل لا تُبْطِلُوا
صدقاتكم بالمَنِّ والأَذى المَنُّ ههنا أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به كأَنك
إِنما تقصد به الاعتداد والأَذى أَن تُوَبِّخَ المعطَى فأَعلم الله أَن المَنَّ
والأَذى يُبْطِلان الصدقة وقوله عز وجل ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ أَي لا تُعْطِ
شيئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه وفي الحديث ثلاثة يشْنَؤُهُمُ الله
منهم البخيل المَنّانُ وقد يقع المَنَّانُ على الذي لا يعطي شيئاً إِلاَّ مَنَّه
واعتَدّ به على من أَعطاه وهو مذموم لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ والمَنُون من
النساء التي تُزَوَّجُ لمالها فهي أَبداً تَمُنُّ على زوجها والمَنَّانةُ
كالمَنُونِ وقال بعض العرب لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً الجوهري
المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ وفي الحديث الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤها شفاء للعين ابن
سيده المَنُّ طَلٌّ ينزل من السماء وقيل هو شبه العسل كان ينزل على بني إِسرائيل
وفي التنزيل العزيز وأَنزلنا عليهم المَنَّ والسَّلْوَى قال الليث المَنُّ كان
يسقط على بني إِسرائيل من السماء إِذْ هُمْ في التِّيه وكان كالعسل الحامِسِ
حلاوةً وقال الزجاج جملة المَنِّ في اللغة ما يَمُنُّ الله عز وجل به مما لا تعب
فيه ولا نَصَبَ قال وأَهل التفسير يقولون إِن المَنَّ شيء كان يسقط على الشجر
حُلْوٌ يُشرب ويقال إِنه التَّرَنْجَبينُ وقيل في قوله صلى الله عليه وسلم
الكَمْأَةُ من المَنِّ إِنما شبهها بالمَنِّ الذي كان يسقط على بني إِسرائيل لأَنه
كان ينزل عليهم من السماء عفواً بلا علاج إِنما يصبحون وهو بأَفْنِيَتهم
فيتناولونه وكذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فيها بَبَذْرٍ ولا سقي وقيل أَي هي مما منَّ
الله به على عباده قال أَبو منصور فالمَنُّ الذي يسقط من السماء والمَنُّ الاعتداد
والمَنُّ العطاء والمَنُّ القطع والمِنَّةُ العطية والمِنَّةُ الاعتدادُ والمَنُّ
لغة في المَنَا الذي يوزن به الجوهري والمَنُّ المَنَا وهو رطلان والجمع أَمْنانٌ
وجمع المَنا أَمْناءٌ ابن سيده المَنُّ كيل أَو ميزان والجمع أَمْنانٌ والمُمَنُّ
الذي لم يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ القنفذ التهذيب والمِنَنةُ العَنْكبوت ويقال له
مَنُونةٌ قال ابن بري والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ قال قد يَنْشَطُ الفِتْيانُ بعد
المَنِّ التهذيب عن الكسائي قال مَنْ تكون اسماً وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً
وتكون شرْطاً وتكون معرفة وتكون نكرة وتكون للواحد والاثنين والجمع وتكون خصوصاً
وتكون للإِنْسِ والملائكة والجِنِّ وتكون للبهائم إِذا خلطتها بغيرها وأَنشد
الفراء فيمن جعلها اسماً هذا البيت فَضَلُوا الأَنامَ ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ
وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيما قال موضع مَنْ خفض لأَنه قسم كأَنه قال
فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس والله الذي برأ عُبْدانَهُم قال أَبو منصور وهذه
الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير مَنْ موجودة في الكتاب أَما الاسم المعرفة
فكقولك والسماء ومَنْ بناها معناه والذي بناها والجَحْدُ كقوله ومَنْ يَقْنَطُ من
رحمة ربه إِلاَّ الضالُّون المعنى لا يَقْنَطُ والاستفهام كثير وهو كقولك من
تَعْني بما تقول ؟ والشرط كقوله من يَعْمَلْ مثقال ذَرَّةٍ خيراً يره فهذا شرط وهو
عام ومَنْ للجماعة كقوله تعالى ومَنْ عَمِلَ صالحاً فلأَنفسهم يَمْهدون وكقوله ومن
الشياطين مَنْ يَغُوصون له وأَما في الواحد فكقوله تعالى ومنهم مَنْ يَسْتمِعُ
إِليك فوَحَّدَ والاثنين كقوله تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني نَكُنْ مثلَ
مَنْ يا ذِئبُ يَصْطحبانِ قال الفراء ثنَّى يَصْطَحِبان وهو فعل لمَنْ لأَنه نواه
ونَفْسَه وقال في جمع النساء ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله ورسوله الجوهري مَنْ
اسم لمن يصلح أَن يخاطَبَ وهو مبهم غير متمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى
الجماعة قال الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها
أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله على المعنى لا على اللفظ قال والبيت
رديء لأَنه أَبدل من قبل أَن يتم الاسم قال ولها أَربعة مواضع الاستفهام نحو مَنْ
عندك ؟ والخبر نحو رأَيت مَنْ عندك والجزاء نحو مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ وتكون
نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان محسن قال بشير بن عبد الرحمن ابن كعب بن
مالك الأَنصاري وكفَى بنا فَضْلاً على مَنْ غَيرِنا حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ
إِيّانا خفض غير على الإِتباع لمَنْ ويجوز فيه الرفع على أَن تجعل مَنْ صلة
بإِضمار هو وتحكى بها الأَعلام والكُنَى والنكرات في لغة أَهل الحجاز إِذا قال
رأَيت زيداً قلت مَنْ زيداً وإِذا قال رأَيت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نكرة وإِن قال
جاءني رجل قلت مَنُو وإِن قال مررت برجل قلت مَنِي وإِن قال جاءني رجلان قلت
مَنَانْ وإِن قال مررت برجلين قلت مَنَينْ بتسكين النون فيهما وكذلك في الجمع إِن
قال جاءني رجال قلت مَنُونْ ومَنِينْ في النصب والجرّ ولا يحكى بها غير ذلك لو قال
رأَيت الرجل قلت مَنِ الرجلُ بالرفع لأَنه ليس بعلم وإِن قال مررت بالأَمير قلت
مَنِ الأَمِيرُ وإِن قال رأَيت ابن أَخيك قلت مَنِ ابنُ أَخيك بالرفع لا غير قال
وكذلك إِن أَدخلت حرف العطف على مَنْ رفعت لا غير قلت فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ وإِن
وصلت حذفت الزيادات قلت مَنْ يا هذا قال وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل
قال الشاعر أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا
ظَلاما وتقول في المرأَة مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ كله بالتسكين وإِن وصلت قلت
مَنَةً يا هذا ومناتٍ يا هؤلاء قال ابن بري قال الجوهري وإِن وصلت قلت مَنةً يا
هذا بالتنوين ومَناتٍ قال صوابه وإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا في المفرد والمثنى
والمجموع والمذكر والمؤنث وإِن قال رأَيت رجلاً وحماراً قلت مَنْ وأَيَّا حذفت
الزيادة من الأَول لأَنك وصلته وإِن قال مررت بحمار ورجل قلت أَيٍّ ومَنِي فقس
عليه قال وغير أَهل الحجاز لا يرون الحكاية في شيء منه ويرفعون المعرفة بعد مَنْ
اسماً كان أَو كنية أَو غير ذلك قال الجوهري والناس اليوم في ذلك على لغة أَهل
الحجاز قال وإِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه على حرفين كقول خِطامٍ
المُجاشِعيّ فرَحلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ حتى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي
أَبْرَكْناها إِلى رجل وأَيّ رجل يريد بذلك تعظيم شأْنه وإِذا سميت بمَنْ لم تشدّد
فقلت هذا مَنٌ ومررت بمَنٍ قال ابن بري وإِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّيُّ
وإِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّيُّ وفي حديث سَطِيح يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ
مَنْ ومَنْ قال ابن الأَثير هذا كما يقال أَعيا هذا الأَمر فلاناً وفلاناً عند
المبالغة والتعظيم أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف يعني أَن ذلك مما تقصر
العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم بعد اللَّتَيّا والتي استعظاماً لشأْن
المخلوق وقوله في الحديث مَنْ غَشَّنا فليس منا أَي ليس على سيرتنا ومذهبنا
والتمسك بسُنَّتنا كما يقول الرجل أَنا منْك وإِليك يريد المتابعة و الموافقة ومنه
الحديث ليس منّا من حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ وقد تكرر أَمثاله في الحديث بهذا
المعنى وذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد به النفي عن دين الإِسلام ولا يصح قال ابن سيده
مَنْ اسم بمعنى الذي وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في
البِعادِ والطُّولِ وذلك أَنك إِذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جميع
الناس ولولا هو لاحتجت أَن تقول إِن يَقُمْ زيد أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم ونحو
ذلك ثم تقف حسيراً مبهوراً ولَمّا تَجِدْ إِلى غرضك سبيلاً فإِذا قلت مَنْ عندك
أَغناك ذلك عن ذكر الناس وتكون للاستفهام المحض وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك
مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ فإِذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر وأَما
قول شمر بن الحرث الضَّبِّيِّ أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ ؟ قالوا سَرَاةُ الجِنِّ
قلت عِمُوا ظَلاما قال فمن رواه هكذا فإِنه أَجرى الوصل مُجْرَى الوقف فإِن قلت
فإِنه في الوقف إِنما يكون مَنُونْ ساكن النون وأَنت في البيت قد حركته فهو إِذاً
ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف ؟ فالجواب أَنه لما أَجراه في الوصل على حده
في الوقف فأَثبت الواو والنون التقيا ساكنين فاضطر حينئذ إِلى أَن حرك النون
لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن فهذه الحركة إِذاً إِنما هي حركة مستحدثة لم تكن في
الوقف وإِنما اضطر إِليها للوصل قال فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل وذلك
أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فقال مَنُونَ أَنتم على قوله أَيُّونَ أَنتم وكما جُعِلَ
أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ
منهما أَلا ترى أَن حكاية يونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلاً ؟
فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أَنشدناه من قوله الآخر وأَسْماءُ
ما أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فجعل أَيّاً
اسماً للجهة فلما اجتمع فيها التعريف والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ وإِن شئت قلت كان
تقديره مَنُون كالقول الأَول ثم قال أَنتم أَي أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات
كقول عَدِيٍّ أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ
إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ وكذلك أَراد لأَي ذيْنِك وقولهم في جواب مَنْ قال رأَيت
زيداً المَنِّيُّ يا هذا فالمَنِّيُّ صفة غير مفيدة وإِنما معناه الإِضافة إِلى
مَنْ لا يُخَصُّ بذلك قبيلةٌ معروفة كما أَن مَن لا يَخُصُّ عيناً وكذلك تقول
المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات فإِذا وصلت
أَفردت على ما بينه سيبويه قال وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التَّعَجُّب نحو ما
حكاه سيبويه من قول العرب سبحان الله مَنْ هو وما هو وأَما قوله جادَتْ بكَفَّيْ
كان مِنْ أَرْمى البَشَرْْ فقد روي مَنْ أَرمى البَشر بفتح ميم مَنْ أَي بكفَّيْ
مَنْ هو أَرْمى البشرِ وكان على هذا زائدة ولو لم تكن فيه هذه الرواية لَمَا جاز
القياس عليه لفُرُوده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع أَلا تراك لا تقول مررت
بوَجْهُه حسنٌ ولا نظرت إِلى غلامُهُ سعيدٌ ؟ قال هذا قول ابن جني وروايتنا كان
مِنْ أَرْمى البشر أَي بكفَّيْ رجلٍ كان الفراء تكون مِنْ ابتداءَ غاية وتكون
بعضاً وتكون صِلةً قال الله عز وجل وما يَعْزُبُ عن ربك من مثقال ذَرَّةٍ أَي ما
يَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ ولداية الأَحنف فيه والله لولا حَنَفٌ برجْلِهِ
ما كان في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ قال مِنْ صِلةٌ ههنا قال والعرب تُدْخِلُ
مِنْ على جمع المَحالّ إِلا على اللام والباء وتدخل مِنْ على عن ولا تُدْخِلُ عن
عليها لأَن عن اسم ومن من الحروف قال القطامي مِنْ عَنْ يمين الحُبَيّا نَظْرةٌ
قَبَلُ قال أَبو عبيد والعرب تضَعُ مِن موضع مُذْ يقال ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي
مُذْ سنةٍ قال زهير لِمَنِ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحِجْرِ أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن
دَهْرِ ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ الجوهري تقول العرب ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سنة
وفي التنزيل العزيز أُسِّسَ على التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يوم قال وتكون مِنْ بمعنى
على كقوله تعالى ونصرناه مِنَ القوم أَي على القوم قال ابن بري يقال نصرته مِنْ
فلان أَي منعته منه لأَن الناصر لك مانع عدوّك فلما كان نصرته بمعنى منعته جاز أَن
يتعدّى بمن ومثله فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفون عن أَمره فعدّى الفعل بمعَنْ
حَمْلاً على معنى يَخْرُجون عن أَمره لأَن المخالفة خروج عن الطاعة وتكن مِنْ
بعَنْ البدل كقول الله تعالى ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم مَلائكةً معناه ولو نشاء
لجعلنا بَدَلَكُم وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله أَمِنْ آلِ ليلى عَرَفْتَ
الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عرفت الديارا ومِنْ بالكسر حرف خافض لابتداء الغاية
في الأَماكن وذلك قولك مِنْ مكان كذا وكذا إِلى مكان كذا وكذا وخرجت من بَغْداد
إِلى الكوفة و تقول إِذا كتبت مِنْ فلانٍ إِلى فلان فهذه الأَسماء التي هي سوى
الأَماكن بمنزلتها وتكون أَيضاً للتبعيض تقول هذا من الثوب وهذا الدِّرْهم من
الدراهم وهذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم وتكون للجنس كقوله تعالى فإن طِبْنَ
لكم عن شيء منه نَفْساً فإن قيل كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما قال
منه ؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما قال تعالى فاجتنبوا الرِّجْسَ من
الأَوثان ولم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان ولكن المعنى فاجتنبوا الرِّجْسَ الذي
هو وَثَنٌ وكُلُوا الشيء الذي هو مَهْرٌ وكذلك قوله عز وجل وعَدَ الله الذين آمنوا
وعملوا الصالحات منهم مَغْفرةً وأَجراً عظيماً قال وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل
فيه كان الكلام مستقيماً ولكنها توكيد بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف
إِضافة وذلك قولك ما أَتاني مِنْ رجلٍ وما رأَيت من أَحد لو أَخرجت مِنْ كان
الكلام مستقيماً ولكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعيض فأَراد أَنه لم يأْته
بعض الرجال وكذلك ويْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن جعل التعجب من بعض وكذلك لي
مِلْؤُهُ من عَسَل وهو أَفضل من زيد إِنما أَراد أَن يفضله على بعض ولا يعم وكذلك
إِذا قلت أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هذا وقولَكَ أَفضل منك
لا يستغنى عن مِنْ فيهما لأَنها توصل الأَمر إِلى ما بعدها قال الجوهري وقد تدخل
منْ توكيداً لَغْواً قال قال الأَخفش ومنه قوله تعالى وتَرَى الملائكةَ خافِّينَ
من حَوْلِ العرش وقال ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قلبين في جوفه إِنما أَدْخلَ
مِنْ توكيداً كما تقول رأَيت زيداً نفسه وقال ابن بري في استشهاده بقوله تعالى
فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوْثانِ قال مِنْ للبيان والتفسير وليست زائدة للتوكيد
لأَنه لا يجوز إسقاطها بخلاف وَيْحَهُ من رجلٍ قال الجوهري وقد تكون مِنْ للبيان
والتفسير كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِيِّ في
قولك دَرُّك وتَرْجَمةٌ عنه وقوله تعالى ويُنَزِّلُ من السماء من جبال فيها من
بَرَدٍ فالأُولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للبيان ابن سيده قا ل
سيبويه وأَما قولك رأَيته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غاية رؤْيتك كما جعلته غاية
حيث أَردت الابتداء والمُنْتَهى قال اللحياني فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الوصل
فمنهم من يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابْنِكَ وحكي عن طَيِّءٍ وكَلْبٍ
اطْلُبُوا مِنِ الرحمن وبعضهم يفتح النون عند اللام وأَلف الوصل فيقول مِنَ القوم
ومِنَ ابْنِكَ قال وأُراهم إِنما ذهبوا في فتحها إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو
مِنَا فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف وبقيت النون مفتوحة قال وهي في قُضَاعَةَ
وأَنشد الكسائي عن بعض قُضاعَةَ بَذَلْنا مارِنَ الخَطِِّّيِّ فيهِمْ وكُلَّ
مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ
فَنَنُ الظلامِ قال ابن جني قال الكسائي أَراد مِنْ وأَصلُها عندهم مِنَا واحتاج
إِليها فأَظهرها على الصحة هنا قال ابن جني يحتمل عندي أَن كون منَا فِعْلاً من
مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كقوله حتى تُلاقي الذي يَمْني لك الماني أَي يُقَدِّرُ
لك المُقَدِّرُ فكأَنه تقدير ذلك الوقتِ وموازنته أَي من أَول النهار لا يزيد ولا
ينقص قال سيبويه قال مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤْمنين ففتحوا وشبَّهوها
بأَيْنَ وكَيْفَ عني أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنين لكن فتحوا
لما ذكر قال وزعموا أَن ناساً يقولون مِنِ اللهِ فيكسرونه ويُجْرُونه على القياس
يعني أَن الأَصل في كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنين قال وقد اختلفت العرب في
مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غير الأَلف واللام فكسره قوم على القياس وهي أَكثر
في كلامهم وهي الجيدة ولم يَكْسِروا في أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر إِذ
الأَلف واللام كثيرة في الكلام تدخل في كل اسم نكرة ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ
الله بمنزلة الشاذ وكذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امْرِئٍ قال وقد فتح قوم فصحاء
فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قولك مِنَ المسلمين قال أَبو إِسحق ويجوز
حذف النون من مِنْ وعَنْ عند الأَلف واللام لالتقاء الساكنين وحذفها من مِنْ أَكثر
من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن في الكلام أَكثر من دخول عَنْ وأَنشد أَبْلِغْ
أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَيْر الذي قَدْ يقال م الكَذِبِ قال ابن بري أَبو
دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بنته ابن الأَعرابي يقال مِنَ الآن
ومِ الآن يحذفون وأَنشد أَلا أَبْلغَ بَني عَوْفٍ رَسولاً فَمَامِ الآنَ في
الطَّيْرِ اعتذارُ يقول لا أََعتذر بالتَّطَيُّرِ أَنا أُفارقكم على كل حال وقولهم
في القَسَم مِنْ رَبِّي ما فعلت فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء ههنا لأَن حروف الجر
ينوب بعضها عن بعض إِذا لم يلتبس المعنى
معنى
في قاموس معاجم
سَفِفْتُ
السَّويقَ والدَّواءَ ونحوهما بالكسر أَسَفُّه سَفّاً واسْتَفَفْتُه قَمِحْتُه إذا
أَخذته غير ملتوت وكل دَواء يؤخذ غير معجون فهو سَفُوفٌ بفتح السين مثل سَفُوفِ
حبّ الرُّمان ونحوه والاسم السُّفّةُ والسَّفُوفُ واقْتماحُ كل شيء يابس سَفٌّ
والسَّفو
سَفِفْتُ
السَّويقَ والدَّواءَ ونحوهما بالكسر أَسَفُّه سَفّاً واسْتَفَفْتُه قَمِحْتُه إذا
أَخذته غير ملتوت وكل دَواء يؤخذ غير معجون فهو سَفُوفٌ بفتح السين مثل سَفُوفِ
حبّ الرُّمان ونحوه والاسم السُّفّةُ والسَّفُوفُ واقْتماحُ كل شيء يابس سَفٌّ
والسَّفوفُ اسم لما يُسْتَفُّ وقال أَبو زيد سَفِفْتُ الماءَ أَسَفُّه سَفّاً
وسَفِتُّه أَسْفَتُه سَفْتاً إذا أَكثرت منه وأَنت في ذلك لا تَرْوَى والسُّفَّةُ
القُمْحةُ والسَّفَّةُ فِعْل مرة الجوهري سُفّة من السويق بالضم أَي حَبّة منه
وقُبْضةٌ وفي حديث أَبي ذر قالت له امرأَة ما في بيتك سُفَّةٌ ولا هِفّةٌ
السُّفَّة ما يُسَفُّ من الخُوص كالزَّبيل ونحوه أَي يُنْسَجُ قال ويحتمل أَن يكون
من السَّفُوفِ أَي ما يُسْتَفُّ وأَسَفَّ الجُرْحَ الدّواءَ حَشاه به وأَسَفَّ
الوَشْمَ بالنَّؤُورِ حَشاهُ وأَسَفَّه إياه كذلك قال مليح أَو كالْوشُومِ
أَسَفَّتْها يَمانِيةٌ من حَضْرَمَوْتَ نُؤُوراً وهو مَمْزوجُ وفي الحديث أُتي
برجل فقيل إنه سرق فكأَنما أُسِفَّ وجْهُ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي
تغيّر وجْهُه واكْمَدَّ كأَنما ذُرَّ عليه شيء غيّره من قولهم أَسْفَفْتُ الوَشْم
وهو أَن يُغْرَزَ الجلدُ بإبرة ثم تُحْشى المَغارِزُ كُحْلاً الجوهري وأُسِفَّ
وجهُه النَّؤُورَ أَي ذُرّ عليه قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِي يصف ثوراً شَديدُ
بَريقِ الحاجِبَيْنِ كأَنما أُسِفَّ صَلى نارٍ فأَصْبَحَ أَكْحَلا وقال لبيد أَو
رَجْعُ واشِمة أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها وفي
الحديث أَن رجلاً شكا إليه جِيرانَه مع إحْسانِه إليهم فقال إن كان كذلك فكأَنما
تُسِفُّهم المَلُّ المَلِّ الرَّمادُ الحارُّ أَي تَجعل وجُوههم كلوْن الرماد وقيل
هو من سَفِفْتُ الدواء أَسَفُّه وأَسْفَفْتُه غيري وفي حديث آخر سَفُّ المَلّةِ
خير من ذلك والسَّفُوفُ سَوادُ اللَّثةِ وسَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه بالضم سَفّاً
وأَسْفَفْتُه إسْفافاً أَي نسجته بعضَه في بعض وكلُّ شيء ينسج بالأَصابع فهو
الإسْفاف قال أَبو منصور سَفَفْتُ الخوص بغير أَلف معروفة صحيحة ومنه قيل لتصدير
الرَّحْل سَفِيف لأَنه مُعْتَرِض كسَفِيف الخوص والسُّفّة ما سُفَّ من الخوص وجعل
مقدار الزَّبيل والجُلَّةِ أَبو عبيد رَمَلْتُ الحَصِير وأَرْمَلْتُه وسَفَفْتُه
وأَسْفَفْتُه معناه كله نسجته وفي حديث إبراهيم النخعي أَنه كره أَن يُوصلَ الشعر
وقال لا بأْس بالسُّفّة السُّفّة شيء من القَرامل تَضَعُه المرأَة على رأْسها وفي
شعرها ليطول وأَصله من سَفِّ الخوص ونسْجِه وسَفِيفَةٌ من خوص نَسِيجةٌ من خوص
والسفِيفة الدَّوْخَلَّةُ من الخوص قبل أَن تُرْمَل أَي تنسج والسُّفّةُ العَرَقةُ
من الخوص المُسَفّ اليزيدي أَسْفَفْتُ الخوص إسْفافاً قارَبْتُ بعضه من بعض وكلُّه
من الإلصاق والقُرب وكذلك من غير الخوص وأَنشد بَرَداً تُسَفُّ لِثاتُه بالإثْمِدِ
( * هذا الشطر للنابغة وهو في ديوانه
تجلو بقادمتي حمامةِ أيكةٍ ... برداً أُسِفّ لِثاته بالإثمدِ )
وأَحْسَنُ اللِّثاتِ الحُمُّ والسَّفِيفَةُ بِطانٌ عَريضٌ يُشَدُّ به
الرَّحْلُ والسَّفِيفُ حِزامُ الرَّحْل والهَوْدَج والسَّفائفُ ما عَرُضَ من
الأَغْراضِ وقيل هي جميعها وأَسَفَّ الطائِرُ والسَّحابةُ وغيرُهما دَنا من الأَرض
قال أَوْس بن حَجَر أَو عبيد بن الأَبرص يصف سحاباً قد تَدلى حتى قَرُب من الأَرض
دانٍ مُسِفٍّ فَوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه يكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ
وأَسَفَّ الفَحلُ أَمال رأْسَه للعَضِيضِ وأَسَفَّ إلى مَداقِّ الأُمور وأَلائمها
دَنا وفي الصحاح أَسَفَّ الرجلُ أَي تَتَبَّعَ مَداقَّ الأُمور ومنه قيل للَّئيم
العَطِيّةِ مُسَفْسِفٌ وفي نسخة مُسَفِّف وأَنشد ابن بري وسامِ جَسِيماتِ الأَُمور
ولا تكنْ مُسِفّاً إلى ما دَقَّ منهنَّ دانِيا وفي حديث عليّ عليه السلام لكني
أَسْفَفْتُ إذ أَسَفُّوا أَسَفَّ الطائر إذا دنا من الأَرض في طيرانه وأَسفّ
الرَّجل الأَمر إذا قاربه وأَسفَّ أَحدّ النظر زاد الفارسي وصوّب إلى الأَرض وروي
عن الشعبي أَنه كره أَن يُسِفَّ الرجلُ النظر إلى أُمّه أَو ابنته أَو أُخته أَي
يُحِدَّ النظر إليهن ويُديمه قال أَبو عبيد الإسْفاف شِدَّة النظر وحِدّته وكلُّ
شيء لَزِمَ شيئاً ولَصِقَ به فهو مُسِفٌّ وأَنشد بيت عبيد والطائر يُسِفُّ إذا طار
على وجه الأَرض وسَفِيفُ أُذُنَي الذئب حِدَّتُهما ومنه قول أَبي العارم في صفة
الذئب فرأَيت سَفِيفَ أُذُنيه ولم يفسره ابن الأَعرابي والسُّفُّ والسِّفُّ من
الحيات الشجاع شمر وغيره السّفُّ الحية قال الهذلي جَمِيلَ المُحَيّا ماجداً وابن
ماجِدٍ وسُِفّاً إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَفْرعا والسُّفُّ والسِّفُّ حَيَّةٌ
تطير في الهواء وأَنشد الليث وحتى لَو انَّ السُِّفَّ ذا الرِّيشِ عَضَّني لمَا
ضَرَّني منْ فيه نابٌ ولا ثَعْرُ قال الثَّعْرُ السم قال ابن سيده وربما خُصَّ به
الأَرْقَمُ وقال الدَّاخِلُ بن حرامٍ الهُذَلي لَعَمْرِي لقد أَعْلَمْت خِرْقاً
مُبرَّأً وسُفّاً إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَرْوَعا أَراد ورجلاً مثل سفٍّ إذا ما
صرَّح الموتُ والمُسَفْسِفةُ والسَّفْسافةُ الرِّيح التي تجري فُوَيْقَ الأَرض قال
الشاعر وسَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَيْفٍ ذابِلا أَي طَيّرَتْه على وجه الأَرض
والسَّفْسافُ ما دَقَّ من التراب والمُسَفْسِفَةُ الرِّيحُ التي تُثِيرُه
والسَّفْسافُ التراب الهابي قال كثيِّر وهاج بِسَفْسافِ التراب عَقِيمها
والسَّفْسَفَةُ انْتِخالُ الدَّقِيق بالمُنخُل ونحوه قال رؤبة إذا مَساحِيجُ
الرِّياحِ السُّفَّنِ سَفْسَفْنَ في أَرْجاء خاوٍ مُزْمِنِ وسَفْسافُ الشِّعْر
رَدِيئُه وشِعْر سَفْسافٌ رَدِيء وسَفْسافُ الأَخْلاقِ رَديئُها وفي الحديث إِن
اللّه تبارك وتعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ ويُبْغِضُ سَفْسافَها أَرادَ مداقَّ
الأُمورِ ومَلائمَها شبهت بما دَقَّ من سَفْساف التراب وقال لبيد وإذا دَفَنْتَ
أَباكَ فاجْ عَلْ فَوْقَه خَشَباً وطِينَا لِيَقِينَ وَجْه الأَمْرٍ سَفْ سافَ
التُّرابِ ولنْ يَقِينا والسَّفْسافُ الرَّدِيء من كل شيءٍ والأَمرُ الحقِير وكلُ
عَمَل دُونَ الإحْكام سَفْساف وقد سَفْسَف عَمَله زفي حديث آخر إنَّ اللّه رَضِيَ
لكم مَكارِمَ الأَخْلاقِ وكره لكم سَفْسافَها السفساف الأَمرُ الحَقِير والرَّديء
من كل شيء وهو ضدّ المعالي والمَكارِم وأَصله ما يطير من غبار الدَّقيق إذا نُخِلَ
والترابِ إذا أُثير وفي حديث فاطمةَ بنت قَيس إني أَخافُ عليكِ سَفاسِفَه قال ابن
الأَثير هكذا أَخرجه أَبو موسى في السين والفاء ولم يفسره وقال ذكره العسكري
بالفاء والقاف ولم يورده أَيضاً في السين والقاف قال والمشهور المحفوظ في حديث
فاطمة إنما هو إني أَخاف عليك قَسْقاسَتَه بقافين قبل السينين وهي العصا قال فأَما
سَفاسِفُه وسَقاسِقُه بالفاء والقاف فلا أَعرفه إلا أَن يكون من قولهم لطرائق
السيف سَفاسِقُه بفاء بعدها قاف وهي التي يقال لها الفِرِنْدُ فارسية معرَّبة
والمُسَفْسِفُ اللئيمُ الطبيعةِ والسَّفْسَفُ ضرب من النبات والسَّفِيفُ اسم من
أَسماء إبليس وفي نسخة السَّفْسَفُ من أَسماء إبليس وسَفْ تَفْعَلُ ساكنة الفاء
أَي سوف تَفْعَلُ قال ابن سيده حكاه ثعلب