حَذَا النعلَ
حَذْواً وحِذَاءً قدَّرها وقَطَعها وفي التهذيب قطعها على مِثالٍ ورجل حَذَّاءٌ
جَيّد الحَذْوِ يقال هو جَيّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ وفي المثل مَنْ
يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ
بالقُذَّةِ قَد
حَذَا النعلَ
حَذْواً وحِذَاءً قدَّرها وقَطَعها وفي التهذيب قطعها على مِثالٍ ورجل حَذَّاءٌ
جَيّد الحَذْوِ يقال هو جَيّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ وفي المثل مَنْ
يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ
بالقُذَّةِ قَدَّرْتُهُما عليهما وفي المثل حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ وحَذَا
الجِلْدَ يَحْذُوه إِذا قوّره وإِذا قلت حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ فهُو أَن
يَجْرَحَه جَرْحاً وحَذَى أُذنه يَحْذِيها إِذا قَطَعَ منها شيئاً وفي الحديث
لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ الحَذْو
التقدير والقطع أَي تعملون مثل أَعمالهم كما تُقْطَع إِحدى النعلين على قدر
الأُخرى والحِذَاءُ النعل واحْتَذَى انْتَعَل قال الشاعر يا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ
مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ وشُرُكاً منَ اسْتِهَا لا تَنْقَطِعْ كُلَّ الحِذَاءِ
يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ وفي حديث ابن جريج قلت لابن عمر رأَيتُك تَحْتَذِي
السِّبْتَ أَي تَجْعَلُه نَعْلَك احْتَذى يَحْتَذِي إِذا انْتَعل ومنه حديث أَبي
هريرة رضي الله عنه يصف جعفر بن أَبي طالب رضي الله عنهما خَيْرُ من احْتَذَى
النِّعالَ والحِذَاء ما يَطَأُ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من حافِرِه يُشَبَّه
بذلك وحَذانِي فلان نَعْلاً وأَحْذاني أَعطانيها وكره بعضهم أَحْذاني الأَزهري
وحَذَا له نَعْلاً وحَذَاه نَعْلاً إِذا حَمَله على نَعْل الأَصمعي حَذاني فلان
نَعْلاً ولا يقال أَحْذاني وأَنشد للهذلي حَذاني بعدَما خذِمَتْ نِعالي دُبَيَّةُ
إِنَّه نِعْمَ الخَلِيلُ بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ مِن الثِّيرانِ
عَقْدُهُما جَمِيلُ الجوهري وتقول اسْتَحْذَيْته فأَحْذاني ورجل حاذٍ عليه حِذاءٌ
وقوله صلى الله عليه وسلم في ضالة الإِبِل مَعَها حِذاؤُها وسِقاؤُها عَنَى بالحِذاء
أَخْفافَها وبالسِّقاء يريد أَنها تَقْوى على ورود المياه قال ابن الأَثير
الحِذَاء بالمدّ النَّعْل أَراد أَنها تَقْوَى على المشي وقطع الأَرض وعلى قصد
المياه وورودها ورَعْيِ الشجر والامتناع عن السباع المفترسة شبهها بمن كان معه
حِذَاء وسِقاء في سفره قال وهكذا ما كان في معنى الإِبل من الخيل والبقر والحمير
وفي حديث جِهَازِ فاطمة رضي الله عنها أَحَدُ فِراشَيْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ
الحَذَّائِين الحُذْوَةُ والحُذَاوَةُ ما يسقط
( * قوله « الحذوة والحذاوة ما يسقط إلخ » كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأصل
ونسختين صحيحتين من نهاية ابن الأثير ) من الجُلُودِ حين تُبْشَرُ وتُقْطَعُ مما
يُرْمَى به ويَبْقَى والحَذَّاؤُونَ جمع حَذَّاءٍ وهو صانعُ النِّعالِ والمِحْذَى
ا لشَّفْرَةُ التي يُحْذَى بها وفي حديث نَوْفٍ إِنَّ الهُدْهُدَ ذهب إِلى خازن
البحر فاستعار منه الحِذْيَةَ فجاء بها فأَلْقاها على الزُجاجة فَفَلَقَها قال ابن
الأَثير قيل هي الأَلْماسُ
( * قوله « الألماس » هو هكذا بأل في الأصل والنهاية وفي القاموس ولا تقل الألماس
وانظر ما تقدَّم في مادة م و س ) الذي يَحْذِي الحجارةَ أَي يَقْطَعُها ويَثْقب
الجوهر ودابة حَسَن الحِذاءِ أَي حَسَنُ القَدّ وحَذَا حَذْوَه فَعَل فعله وهو منه
التهذيب يقال فلان يَحْتَذِي على مثال فُلان إِذا اقْتَدَى به في أَمره ويقال
حاذَيْتُ موضعاً إِذا صرْتَ بحِذائه وحاذَى الشيءَ وازاه وحَذَوْتُه قَعَدْتُ
بحِذائِه شمر يقال أَتَيْتُ على أَرض قد حُذِيَ بَقْلُها على أَفواه غنمها فإِذا
حُذِيَ على أَفواهها فقد شبعت منه ما شاءت وهو أَن يكون حَذْوَ أَفواهها لا
يُجاوزها وفي حديث ابن عباس ذاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ الحَذْوُ والحِذاءُ
الإِزاءُ والمُقابِل أَي أَنها مُحاذِيَتُها وذاتُ عِرْق مِيقاتُ أَهل العراق
وقَرَنٌ ميقاتُ أَهل نجد ومسافتهما من الحرم سواء والحِذاءُ الإِزاءُ الجوهري
وحِذاءُ الشيء إِزاؤُه ابن سيده والحَذْوُ من أَجزاءِ القافية حركةُ الحرف الذي
قبل الرِّدْفِ يجوز ضمته مع كسرته ولا يجوز مع الفتح غيرُه نحو ضمة قُول مع كسرة
قِيل وفتحة قَوْل مع فتحة قَيْل ولا يجوز بَيْعٌ مع بِيع قال ابن جني إِذا كانت
الدلالة قد قامت على أَن أَصل الرِّدْفِ إِنما هو الأَلف ثم حملت الواو والياء فيه
عليهما وكانت الأَلف أَعني المدّة التي يردف بها لا تكون إِلا تابعة للفتحة
وصِلَةً لها ومُحْتَذاةً على جنسها لزم من ذلك أَن تسمى الحركة قبل الرِّدْف
حَذْواً أَي سبيلُ حرف الرَّويِّ أَن يَحْتَذِيَ الحركةَ قبله فتأْتي الأَلف بعد
الفتحة والياء بعد الكسرة والواو بعد الضمة قال ابن جني ففي هذه السمة من الخليل
رحمه الله دلالة على أَن الرِّدْفَ بالواو والياء المفتوح ما قبلها لا تَمَكُّنَ
له كَتَمكُّن ما تَبِعَ من الرَّوِيّ حركةَ ما قبله يقال هو حِذاءَكَ وحِذْوَتَكَ
وحِذَتَكَ ومُحاذَاكَ وداري حَذْوةَ دارك وحَذْوَتُها وحَذَتُها
( * قوله « وحذتها » برفع التاء ونصبها كما في القاموس ) وحَذْوَها وحَذْوُها أَي
إِزاءها قال ما تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حَذْوَ مَنْكِبِه في حَوْمةٍ دُونَها
الهاماتُ والقَصَرُ ويقال اجلسْ حِذَةَ فلانٍ أَي بِحِذائِه الجوهري حَذَوْتُه
قعدتُ بحذائه وجاء الرجلان حِذْيَتَيْنِ أَي كل واحد منهما إِلى جنب صاحبه وقال في
موضع آخر وجاء الرجلانِ حِذَتَيْن أَي جميعاً كل واحد منهما بجنب صاحبه وحاذَى
المكانَ صار بحِذائِه وفلانٌ بحِذَاءِ فلان ويقال حُذ بحِذاء هذه الشجرة أَي صِرْ
بحِذَائها قال الكُمَيْت مَذانِبُ لا تَسْتَنْبِتُ العُودَ في الثَّرَى ولا
يَتَحَاذَى الحائِمُونَ فِصالَها يريد بالمَذانِب مَذانبَ الفِتَنِ أَي هذه
المَذانِبُ لا تُنْبتُ كمَذَانِبِ الرياض ولا يَقْتسمُ السَّفْرُ فيها الماءَ
ولكنها مَذانِبُ شَرٍّ وفِتْنةٍ ويقال تَحاذَى القومُ الماءَ فيما بينهم إِذا
اقْتَسموه مثل التَّصافُنِ والحِذْوَةُ من اللحم كالحِذْية وقال الحِذْيةُ من
اللحم ما قُطع طولاً وقيل هي القطعة الصغيرة الأَصمعي أَعطيته حِذْيَةً من لحم
وحُذَّةً وفِلْذَةً كلُّ هذا إِذا قطع طولاً وفي حديث الإِسراء يَعْمدونَ إِلى
عُرْضِ جَنْبِ أَحدِهم فيَحْذونَ منه الحُذْوَةَ من اللحم أَي يقطعون منه القِطْعة
وفي حديث مس الذكر إِنما هو حِذْيةٌ مِنْكَ أَي قِطْعةٌ قيل هي بالكسر ما قُطع من
اللحْمِ طولاً ومنه الحديثُ إِنما فاطمة حِذْيةٌ مني يَقْبضني ما يقبضها وحَذاهُ
حَذْواً أَعطاه والحِذْوة والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا العطيَّة والكلمة
يائية بدليل الحِذْيَةِ وواوية بدليل الحِذْوَة وفي التهذيب أَحْذاهُ يُحْذِيه
إِحْذاءً وحِذْيَةً وحذْياً مقصورة وحِذْوَةً إِذا أَعطاه وأَحْذَيْتُه من الغنيمة
أُحْذِيه أَعطيته منها والاسم الحَذِيَّة والحِذْوَةُ والحُذْيا وأَحْذَى الرجلَ
أَعطاه مما أَصاب والاسم الحِذْيَةُ والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا وهي
القِسْمة من الغنيمة قال ابن بري والحُذَيَّا مثل الثُّرَيَّا ما أَعطى الرجلُ
لصاحبه من غنيمة أَو جائزة ومنه المَثلُ بينَ الحُذَيَّا وبين الخُلْسةِ قال ابن
سيده وأَخَذَه بين الحُذَيَّا والخُلْسة أَي بين الهِبةِ والاسْتِلابِ قال ابن بري
وشاهد الحِذْوةِ بمعنى الحُذَيَّا قول أَبي ذؤيب وقائلةٍ ما كانَ حِذْوَةَ بَعْلِها
غَداتَئِذٍ من شَاءِ قَرْدٍ وكاهِلِ قَرْدٌ وكاهل قبيلتان من هُذَيْل وهذا البيت
أورده ابن سيده على ما صوَّرته قال ابن جني لام الحِذْيةِ واو لقول أَبي ذؤيب
وأَنشد البيت وحُذْيايَ من هذا الشيء أَي أَعطني والحُذَيَّا هَديَّةُ البِشارة
ويقال أَحْذانِي من الحُذْيا أَي أَعطاني مما أَصاب شيئاً وأَحْذاهُ حُذْيا أَي
وهَبَها له وفي الحديث مَثَلُ الجَلِيسِ الصالح مَثَلُ الدَّاريِّ إِن لم يُحْذِكَ
من عِطْرِه عَلِقَكَ من رِيحه أَي إِن لم يعطك وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما
فيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحْذَيْنَ من الغنيمة أَي يُعْطَيْنَ وفي حديث الهَزْهازِ
ما أَصَبْتَ من عُمَر ؟ قلتُ الحُذْيا اللحياني أَحْذَيْتُ الرجلَ طعنةً أَي
طَعنتُه ابن سيده وحَذَى اللبنُ اللسانَ والخَلُّ فاه يَحْذيه حَذْياً قَرَصه
وكذلك النبيذُ ونحوه وهذا شراب يَحْذِي اللسان وقال في موضع آخر وحَذَا الشرابُ
اللسانَ يَحْذوه حَذْواً قَرَصه لغة في حَذاه يَحْذِيه حكاها أَبو حنيفة قال
والمعروف حَذَى يَحْذِي وحَذَى الإِهابَ حَذْياً أَكثر فيه من التَخْرِيق وحَذَا
يده بالسكين حَذْياً قطعها وفي التهذيب فهو يَحْذِيها إِذا حَزَّها وحَذَيْتُ
يَدَه بالسكين وحَذَتِ الشفرة النعلَ قطعتها وحَذَاه بلسانه قطعه على المَثَل ورجل
مِحْذَاءٌ يَحْذِي الناسَ وحَذِيَت الشاةُ تَحْذَى حَذىً مقصور فهو أَن يَنْقَطِعَ
سَلاها في بَطْنها فتَشْتَكي ابنُ الفَرَج حَذَوْتُ التُّراب في وجوههم وحَثَوْتُ
بمعنى واحد وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَبَدَّ يَده إِلى الأَرض عند
انكشاف المسلمين يومَ حُنَيْن فأَخذ منها قَبْضَةً من تُرابٍ فَحَذا بها في وجوه
المشركين فما زال حَدُّهم كَلِيلاً أَي حَثَى قال ابن الأَثير أَي حَثَى على
الإِبدال أَو هما لغتان والحَذِيَّةُ اسم هَضْبة قال أَبو قِلابةَ يَئِسْتُ من
الحَذِيَّةِ أُمَّ عَمْروٍ غَداةَ إِذ انْتَحَوْنِي بالجنَابِ( حري ) حَرَى الشيءُ يَحْرِي حَرْياً نَقَصَ وأَحْرَاه
الزمانُ الليث الحَرْيُ النُّقصان بعد الزيادة يقال إِنه يَحْرِي كما يَحْرِي
القمرُ حَرْياً يَنْقُصُ الأَوّل منه فالأَول وأَنشد شمر ما زَالَ مَجْنُوناً على
اسْتِ الدَّهْرِ في بَدَنٍ يَنْمِي وعَقْلٍ يَحْرِي وفي حديث وفاة النبي صلى الله
عليه وسلم فما زال جِسْمُه يَحْرِي أَي يَنْقُص ومنه حديث الصِّديق رضي الله عنه
فما زال جِسْمُه يَحْرِي بعد وفاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لَحِقَ به
وفي حديث عمرو بن عَبْسَة فإِذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِياً
حِراءٌ عليه قومُه أَي غِضَابٌ ذَوُو هَمٍّ وغَمٍّ قد انْتَقَصَهم أَمْرُه وعِيلَ
صَبْرُهم به حتى أَثَّر في أَجْسامهم والحارِيَةُ الأَفْعى التي قد كبِرتْ ونَقَص
جسمها من الكِبَر ولم يبق إِلا رأْسُها ونَفَسُها وسَمُّها والذَّكر حارٍ قال أَو
حارِياً من القُتَيْراتِ الأُوَلْ أَبْتَرَ قِيدَ الشِّبرِ طُولاً أَو أَقَلْ
وأَنشد شمر انْعَتْ على الجَوْفاءِ في الصُّبْح الفَضِحْ حوَيْرِياً مثلَ قَضِيبِ
المُجْتَدِحْ والحَراة الساحةُ والعَقْوَةُ والناحيةُ وكذلك الحَرَا مقصور يقال
اذْهَبْ فلا أَرَيَنَّكَ بِحَرايَ وحَرَاتِي ويقال لا تَطُرْ حَرَانا أَي لا
تَقْرَبْ ما حولنا وفي حديث رجل من جُهَينة لم يكن زيد بنُ خالد يَقْرَبه بِحَراهُ
سُخْطاً لله عز وجل الحَرَا بالفتح والقصر جَنابُ الرجل والحَرَا والحَرَاةُ
ناحيةُ الشيء والحَرَا موضع البَيْض قال بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عن حَرَاها كُلَّ
طارٍ عليه أَن يَطْراها هو الأُفْحُوصُ والأُدْحِيُّ والجمع أَحْراء والحَرَا
الكِناسُ التهذيب الحَرَا كُلُّ موضع لظَبْيٍ يأْوِي إِليه الأَزهري قال الليث في
تفسير الحَرَا إِنه مَبِيضُ النَّعام أَو مأْوَى الظَّبْي وهو باطل والحَرَا عند
العرب ما رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي الحَرَا جَنابُ الرجل وما حوله يقال لا
تَقْرَبَنَّ حَرَانا ويقال نزل بحَراهُ وعَرَاهُ إِذا نزل بساحته وحَرَا مَبِيضِ
النَّعامِ ما حَوْله وكذلك حَرَا كِناسِ الظَّبْي ما حَوْله والحَرَا موضعُ بَيْضِ
اليَمامة والحَرَا والحَرَاة الصوتُ والجَلَبة وصوتُ التِهاب النار وحَفيفُ الشجر
وخَصَّ ابن الأَعرابي به مرةً صوتَ الطير وحَرَاةُ النار مقصورٌ التهابها ذكره
جماعة اللغويين قال ابن بري قال علي بن حمزة هذا تصحيف وإِنما هو الخَوَاة بالخاء
والواو قال وكذا قال أَبو عبيد الخَوَاة بالخاء والواو والحَرَى الخَلِيقُ كقولك
بالحَرَى أَن يكون ذلك وإِنه لَحَرىً بكذا وحَرٍ وحَرِيٌّ فمن قال حَرىً لم يغيره
عن لفظه فيما زاد على الواحد وسَوَّى بين الجِنْسين أَعني المذكر والمؤنث لأَنه
مصدر قال الشاعر وهُنَّ حَرىً أَن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً وأَنتَ حَرىً بالنارِ
حينَ تُثِيبُ ومن قال حَرٍ وحَرِيٌّ ثَنَّى وجمع وأَنث فقال حَرِيانِ وحَرُونَ
وحَرِيَة وحَرِيَتانِ وحَرِياتٌ وحَرِيَّانِ وحَرِيُّونَ وحَرِيَّة وحَرِيَّتانِ
وحَرِيَّاتٌ وفي التهذيب وهم أَحْرِياء بذلك وهُنَّ حَرَايَا وأَنتم أَحْراءٌ جمع
حَرٍ وقال اللحياني وقد يجوز أَن تثني ما لا تجمع لأَن الكسائي حكى عن بعض العرب
أَنهم يثنون ما لا يجمعون فيقول إِنهما لحَرَيانِ أَن يفعلا وكذلك رُوِيَ بيتُ
عَوْفِ بن الأَحْوصِ الجَعْفَرِي أَوْدَى بَنِيَّ فَما بِرَحْلِي مِنْهُمُ إِلا
غُلاما بَيَّةٍ ضَنَيانِ بالفتح كذا أَنشده أَبو علي الفارسي وصرح بأَنه مفتوح قال
ابن بري شاهدُ حَرِيّ قولُ لبيد من حَياةٍ قد سَئِمْنا طُولَها وحَرِيٌّ طُولُ
عَيْشٍ أَن يُمَلّْ وفي الحديث إِنَّ هذا لَحرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَن يَنْكِحَ يقال
فلان حَرِيٌّ بكذا وحَرىً بكذا وحَرٍ بكذا وبالحَرَى أَن يكون كذا أَي جَديرٌ
وخَلِيقٌ ويُحَدِّثُ الرجلُ الرجلَ فيقولُ بالحَرَى أَن يكون وإِنه لمَحْرىً أَن
يفعل ذلك عن اللحياني وإِنه لمَحْراة أَن يفعلَ ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث كقولك
مَخْلَقة ومَقْمَنة وهذا الأَمر مَحْراةٌ لذلك أَي مَقْمنة مثل مَحْجَاة وما
أَحْراه مثل ما أَحْجاه وأَحْرِ به مِثْل أَحْجِ به قال ومُسْتَبْدِلٍ من بَعْدِ
غَضْيَا صُرَيْمَةً فأَحْرِ به لطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا أَي وأَحْرِيَنْ وما
أَحْراهُ به وقال الشاعر فإِن كنتَ تُوعِدُنا بالهِجاء فأَحْرِ بمَنْ رامَنا أَن
يَخِيبَا وقولهم في الرجل إِذا بلغ الخمسين حَرىً قال ثعلب معناه هو حَرىً أَن
يَنالَ الخيرَ كله وفي الحديث إِذا كان الرجلُ يَدْعُو في شَبِيبَتِه ثم أَصابه
أَمرٌ بعدَما كَبِرَ فبالحَرَى أَن يُسْتجابَ له ومن أَحْرِ به اشْتُقَّ
التَّحَرِّي في الأَشياء ونحوها وهو طَلَبُ ما هو أَحْرَى بالاستعمال في غالب الظن
كما اشتق التَّقَمُّن من القَمِين وفلان يتَحَرَّى الأَمرَ أَي يتَوَخّاه
ويَقْصِده والتَّحَرِّي قصْدُ الأَوْلى والأَحَقِّ مأْخوذ من الحَرَى وهو الخَليقُ
والتَّوَخِّي مثله وفي الحديث تحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأَواخِر أَي
تعَمَّدوا طلبها فيها والتَّحَرِّي القَصْدُ والاجتهادُ في الطلب والعزمُ على
تخصيص الشيء بالفعل والقول ومنه الحديث لا تتَحَرَّوْا بالصلاة طلوعَ الشمسِ
وغروبَها وتحَرَّى فلانٌ بالمكان أَي تمكَّث وقوله تعالى فأُولئك تحرَّوْا رَشَداً
أَي توَخَّوْا وعَمَدُوا عن أَبي عبيد وأَنشد لامرئ القيس دِيمةٌ هَطْلاء فيها
وطَفٌ طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّى وتَدُِرْ وحكى اللحياني ما رأَيتُ من حَرَاتِه
وحَرََاه لم يزد على ذلك شيئاً وحَرَى أَن يكون ذاك في معنى عسَى وتحَرَّى لك
تعَمَّده وحِرَاء بالكسر والمد جبل بمكة معروف يذكر ويؤَنث قال سيبويه منهم من
يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة وأَنشد ورُبَّ وَجْهٍ مِن حِرَاءٍ
مُنْحَن وأَنشد أَيضاً ستَعْلم أَيَّنا خيراً قديماً وأَعْظَمَنا ببَطْنِ حِرَاءَ
نارا قال ابن بري هكذا أَنشده سيبويه قال وهو لجرير وأَنشده الجوهري أَلسْنا
أَكرَمَ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً وأَعْظَمَهم ببطْن حِراءَ نارا قال الجوهري لم يصرفه
لأَنه ذهب به إِلى البلدة التي هو بها وفي الحديث كان يتَحَنَّثُ بحِراءٍ هو
بالكسر والمد جبل من جبال مكة قال الخطابي كثير من المحدّثين يَغْلَطون فيه
فيفْتَحون حاءه ويَقْصُرونه ويُميلونه ولا تجوز إِمالته لأَن الراء قبل الأَلف
مفتوحة كما لا تجوز إِمالة راشد ورافع ابن سيده الحَرْوةُ حُرْقةٌ يَجِدُها الرجلُ
في حَلْقه وصَدْره ورأْسه من الغَيْظ والوَجَع والحَرْوة الرائحة الكريهة مع حِدَّةٍ
في الخَياشِيم والحَرْوَةُ والحَراوةُ حَرَافةٌ تكون في طَعْم نحو الخَرْدل وما
أَشبهه حتى يقالُ لهذا الكُحْل حَرَاوة ومَضاضَة في العين النضر الفُلْفُل له
حَرَاوة بالواو وحَرَارة بالراء يقال إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوة وحَرَاوة أَي
حَرارة وذلك من حَرافةِ شيء يؤْكل قال الأَزهري ذكر الليث الحِرَّ في المعتل ههنا
وبابُ المضاعف أَولى به وقد ذكرناه في ترجمة حرح وفي ترجمة رحا يقال رَحَاه إِذا
عَظَّمه وحَرَاه إِذا أَضاقَه والله أعلم