الدَّغْرُ في الَأصل : الدَّفْع . والدَّغْرُ : غَمْزُ الحَلْقِ أَي حَلْقِ الصَّبِيّ من الوَجَع الذي يُقال له العُذْرَة وهو رَفْعُ المرأَة لَهَاةَ الصَّبِيَّ بإِصْبَعِهَا وتَكْبِيسُ ذلك المَوْضِع عند هَيَجانِ الوَجَع من الدَّم فإذا رَفَعَتْ ذلِك الموضعَ بإِصْبعها قيل : دَغَرَت تَدْغَرَ دَغْراً . قاله أَبو عُبَيْدٍ . وبه فُسِّرَ الحَدِيث " أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنَّساء : لا تُعِّذْبنَ أوَلاَدَكنَّ بالدَّغْر " وفي حَدِيث آخَرَ : " قال لأُمّ قَيْسٍ بِنْت مِحْصَن : عَلامَ يَدْغَرْنَ أَوْلَاَدهنّ بهذِه العُلُق . والدَّغْر أَيضاً : الخَلْطُ عن كُرَاع . وروى المثل " دَغْراً ولاصَفاً " أَي خالِطُوهم ولا تُصافُوهُم من الصَّفاءِ والدَّغْر : سُوءُ الِغذَاءِ للوَلد وأَن تُرْضِعَه أُمُّه فلا تُرْوِيَهُ فيَبْقَى مُسْتَجِيعاً يَعْتَرِضُ كُلَّ مَنْ لَقِيَ فيأْكُلُ ويَمَصُّ ويُلْقَى على الشَّاةِ فَيَرْضَعُهَا وهو عَذابُ الصّبيّ . وقال أبو سعيد السُّكّريّ فيما استدركه على أبي عُبَيْد من أَغْلاطِه : الدَّغْر في الفَصِيل . أَن لا تُرْوِيَه أُمُّه فيَدْغَر في ضَرْع غيرِهَا فقال عليه السلام : " لا تُعذِّبْن أَولادَكنّ بالدَّغْرِ أَروِينَهُم باللَّبَنِ لئلاّ يَدْغَرُوا في كلّ ساعَةٍ ويَسْتَجِيعُوا " . وإنما أَمرَ بإِرواءِ الصِّبيانِ من اللبّنَ . قال الأَزْهَرِيّ : والقَوْل ما قال أَبو عُبَيْد وقد جاءَ في الحَدِيث ما دَلَّ على صِحَّةِ قَوله . والفِعْلُ كمَنَع دَغَرَت تَدْغَر دَغْراً والدَّغَرُ بالتَّحْرِيكِ : التَّخلُّفُ والاسْتِلْئامُ بالهَمْز هكذا في النُّسَخ ومِثْلهُ في التَّكْمِلة . وفي التَّهْذِيب : الاسْتِسْلام وهو تَحْرِيف . والدَّغَر : سُوءُ الخُلُقِ قال :
" وما تَخَلَّفَ من أَخْلاِقِه دَغَرُ والدَّغَر الاقْتِحامُ من غَيرِ تَثَبُّت دَغِرَ عليه يَدْغَر دَغَراً كالدَّغْرَى كالدَّعْوَى وهو الاسْم منه . وعن ابن الأَعرابيِّ : المَدْغَرَةُ بالفَتْح : الحَرْبُ العَضُوضُ التي شِعَارُهَا دَغْرَى بفتح فسُكُون وأَلف التأْنيث ويقال دَغْراً بالتَّنْوِين . والدُّغْرُورُ بالضَّمّ : العِرِّيضُ الفاحِشُ كالدُّعْرُور . ودَغَرَهُ كمَنعَه : ضَغَطَهُ حتّى ماتَ . ودَغَرَ في البيتِ : دَخَل كأَنه دَفَعَ بنَفْسِه . ودَغَرَ عليهم : اقْتَحَمَ من غيرِ تَثَبًّتٍ وهو تَكْرارٌ مع ما قبْله كما لا يَخْفَى . والدَّغْرُ : تَوَثَّبُ المُخْتَلِسِ ودَفْعُه نَفْسَه على المَتَاع ليَخْتَلِسَه ومنه حَدِيث علي رضي الله عنه " لا قَطْع في الدَّغْرَة " وهو أَخْذُ الشْيءِ اخْتِلاساً وقيل : هو أَن يَمْلأَ يَدَه من الشْيء يَسْتَلِبُه . ولَوْنٌ مُدَغَّرٌ كمُعَظَّم : قَبِيحٌ . قال :
كَسَا عَامِراً ثَوْبَ الدَّمَامَة رَبُّهُ ... كمَا كُسِيَ الخِنْزِيرُ ثَوْباً مُدَغَّرَاً والصواب أنه بالمُهْلَة وقد تقدَّم قريباً . وصُغَيْرُ - مصِغَّراً بالغَيْن وفي بعض النُّسَخ صُفَيْر بالفاء - ابن دَاغِرٍ من قُرَيْشٍ . وزَعموا فيما يُقَالُ أَن امرأةً قالت لوَلَدِهَا : إِذَا رأَت العَيْنُ العَيْنَ فدَغْرَى ولاصَفَّى ودَغْرَ لاصَفَّ ويُحَرَّكُ ويُمَدّ فيقال دَغْرَى ودَغْرَاءَ وهذه عن الصّغانِيّ . وأنشَدَ ابن دُرَيد لِرُهْمِ بن قَيْس :
" جَاءَت عُمَانُ دَغَرَى لا صَفَّى
" بَكْرٌ وجَمْعُ الأَزْدِ حينَ الْتَفَّا ويقال : دَغْراً بفتح فسكون مثل عَقْرَى وحَلْقَى وعَقْراً وحَلْقاً لاصَفّاً . تقول : أَي ادْغَرُوا عليهم اقتحِموا عليهم بَغْتَةً واحمِلُوا ولا تُصَافُّوهم . وقال كُرَاع : خالِطُوهم ولا تُصَافُوهم من الصَّفَاءِ وقد تقدّم . وصَفَّى من المصادر التي آخِرُهَا أَلفُ التَّأْنيث نحو دَعْوَى . ودغَرَ عليه : حَمَلَ . وَذَهَبَ صاغِراً داغِراً أَي ذَلِيلاً داخِراً خاضِعاً
ومما يستدرك عليه : الدَّغِرُ : الخَبِيثُ المُفْسِد . ويقال هو من الدُّغَّار الدُّعَّار . ومَدْغَرةُ : مدينةٌ بصحراءِ المَغْربِ منها الشَّيخُ الإمامُ المُحَدِّث الشَّرِيف عبدُ الله بن علي بن طاهر بن الحَسَن الحَسَنىّ السِّجِلْماسِيّ حَدَّث عن أَبي النُّعيم رِضَوَانَ الجنويّ . وقرأْتُ في الحَمَاسَةِ لخارِجَةَ بنِ ضِرَارٍ المُرِّيّ :
أَخِارجَ مَهْلاً أو سَفِهْتَ عَشِيرَةً ... كَفَفْتَ لِسَانَ السُّوءِ أَن يَتَدَغَّرَا وفَسَّروه وقالوا : أَي يَتَعَوَّدَ