الرِّشْكُ بالكَسرِ أَهمَلَه الجوهري وقالَ الصّاغانيُ : هو الكَبِير اللِّحْيَةِ . وقال أَبو عَمْرو : الرِّشْكُ : الذي يَعُدّ على الرُّماةِ في السَبَقِ قال ثَعْلَبٌ : وأَصْلُه القافُ يُقال : رَمَينا رِشْقًا أَو رِشقَيْنِ فسُمِّيَ العَدَدُ بالفِعْلِ . وقال الأزهري : الرِّشْكُ القَب رَجُلٍ كانَ عالِمًا بالحِسابِ يُقال له : يَزِيدُ الرِّشْكُ وقال الصاغانيُ : هو أَبُو الأَزْهَرِ يزِيدُ بن أبي يَزيدَ سَلَمَةَ الضُّبَعِي البَصْرِيّ القَسّام أَحْسَبُ أَهْلِ زَمانِه وكانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إِذا سُئلَ عن حِسابِ فَرِيضَة قال : عَلَينا بيانُ السِّهام وعَلَى يَزِيدَ الرِّشكِ الحِسابُ قال الأزهري : وما أُرَى الرِّشكَ عَرَبيًّا وأُراهُ لَقبًا لا أَصْلَ له في العَرَبيَّةِ وقال إبراهيمُ الحَربيُّ : ويُقالُ بالفارِسِيَّةِ رَشْكِنْ : إِذا كانَ حَسُودا أَظُنُّه أُخِذَ من هذا ووَقَعَ في الشَّمائِل أَنَّه القَسّامُ بِلُغَةِ أَهلِ البَصْرَةِ . قلت : وهذه أَقْوال مضطربة لا تَكاد تَتَلاَءَمُ مع بعضِها والصّحِيحُ قولُ من قالَ : إِنَّه الكَبِيرُ اللِّحْيَةِ بالفارِسِيَّة وبذلك لُقِّبَ لكِبَرِ لِحْيَتِه حتىّ إِنَّ عَقْرَبًا مَكَثَ فِيها كَذَا وكَذَا أَيّامًا على ما ذَكَرَه شُرّاحُ الشَّمائِلِ وحَقِيقَةُ هذه اللَّفْظَةِ رِيشْكْ بزِيادةِ الياءِ وريش هو اللِّحْيَة والكاف للتَّصْغِيرِ أُرِيدَ بهِ التَّهْوِيلُ والتَّعْظِيمُ ثم عُرِّبَتْ بحذفِ الياءِ فقيلَ : الرِّشْكُ هذا هو الصَّوابُ في هذا اللَّقَبِ وما عَدا ذلك كُلَّه فحَدْسِيّاتٌ إِذ لم يَقِفُوا على حَقِيقَةِ اللَّفْظَةِ وأَبعَدُ الأَقْوالِ قولُ أبي عمرو ثم قولُ الحَربي ثم مَن قالَ إِنّه القَسّامُ والعَجَب من الصاغانيِّ كيفَ سَكَتَ مع مَعْرِفَتِه باللِّسانِ فتأَمَّلْ ذلك واللّه أَعلم
الرَّشُّ : نَفْضُ الماءِ والدَّمِ والدَّمْعِ وقَدْ رَشَشْتُ المَكَانَ رَشّاً . ورَشَّه بالماءِ : نَضَحَهُ كالتَّرْشاشِ بالفَتْح قالَ ابنُ هَرْمَةَ :
حَتّى أَناخَ بِهِم قَصْراً بِذِي أُنُفٍ ... بَاتَتْ عَلَيْهِ سَمَاءٌ ذاتُ تَرْشَاشِ
والرَّشُّ : المَطَرُ القَلِيلُ يقال : أَصابَنَا رَشُّ من مَطَرٍ أَيْ قَلِيلٌ مِنْهُ وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الرَّشُّ : أَوَّلُ المَطَرِ ج رِشَاشٌ بالكَسْرِ . والرَّشُّ : الضَّرْبُ المُوجِعُ نَقَلَه الصّاغَانِيّ . والرَّشَاشُ كسَحَابٍ : ما تَرَشَّش من الدَّمِ والدَّمْعِ ونَحْوِه . ومِن المَجَازِ : مَنْ لَمْ يَدْخُلْ في الشَّرِّ أَصابَهُ مِنْ رَشَاشِه وكَذَا قَوْلُهم : ما نِلْنَا منك إلاّ الرَّشَاشَ . والرَّشْرَاشُ بالفَتْح : الرَّخْوُ مِنَ العِظَامِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والرَّشْراشُ : السَّمِينُ من الشِّوَاءِ يُقَالُ : شِوَاءٌ رَشْرَاشٌ أَيْ خَضِلٌ نَدٍ يَقْطُر ماؤُه وقِيلَ : يَقْطُرُ دَسَمُهُ عن أَبي سَعِيدٍ . والرَّشْراشُ : اليابِسُ الرِّخْوُ مِنَ الخُبْزِ كالرَّشْرَشِ كجَعْفَرٍ عن ابنِ دُرَيْد . ويُقَال : خُبْزَةٌ رَشْرَشَةٌ ورَشْرَاشَةٌ : رخِوَةٌ يَابِسَةٌ عن ابن دُرَيْد . وأَرَشَّتِ السَّمَاءُ كرَشَّتْ جَاءَتْ بالرَّشِّ كما في الصّحاح أَوْ أَمْطَرَتْ كمَا في الأَسَاسِ . وأَرَشَّتِ الطَّعْنَةُ فهي مُرِشَّةٌ : اتَّسَعَتْ فتَفَرَّقَ دَمُهَا قال أَبو كَبِيرٍ يَصِفُ طَعْنَةً تُرِشُّ الدَّمَ :
مُسْتَنَّةٍ سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٍ ... تَنْفِي التُّرَابَ بِقَاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وأَرَشَّ الفَرَسَ : عَرَّقَهُ بالرَّكْضِ قال أَبو دُوَادٍ يَصفُ فَرَساً :
طَوَاهُ القَنِيضُ وتَعْدَاؤُهُ ... وإرْشَاشُ عِطْفَيْهِ حتى شَسَبْ أَرادَ تَعْرِيقَه إِيّاه حَتَّى ضَمُرَ لِمَا سَالَ من عَرَقِه بالحِنَاذِ واشْتَدّ لَحْمُه بَعْدَ رَهَلِه . وعن ابنِ عَبّادٍ : أَرَشَّ الفَصِيلَ إِرْشاشاً : حَكَّ ذَنَبَهُ ليَرْتَضِعَ فاسْتَرَشَّ هُوَ للرَّضَاعِ أَيْ مَدَّ عُنُقَهُ بَيْنَ فَخِذَيْ أُمِّهِ وفي التَّكْمِلَة : أَرْشَشْتُ البَعِيرَ مِثلُ أَرْشَيْتُه . وعن ابنِ دُرَيْدٍ : الرَّشْرَشَةُ : الرَّخَاوَةُ : وقال غَيْرُه : الرَّشْرَشَةُ : الإِطَافَةُ بمَنْ تَخَافُهُ كالزَّحْزَحَةِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَرْضٌ مَرْشُوشَةٌ : أَصابَهَا الرَّشُّ . وتَرَشْرَشَ : سالَ . وشِوَاءٌ مُرِشٌّ كرَشْرَاشٍ . وقَدْ تَرَشْرَشَ . ورَشَّ الحائكُ النَّسْجَ بالمِرَشَّةِ وهِيَ ما يُرَشُّ بِها عن ابنِ عَبّادٍ . ورَشْرَشَ البِعِيرُ : بَرَكَ ثُمَّ فَحَصَ بصَدْرِه في الأَرْضِ ليتَمَكَّنَ . ورَشَّهُ : غَسَلَه نَقَلَه شَيْخُنَا عَنْ شُرُوحِ المُوَطَّإِ