الشِّبْهُ
والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله
وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز
وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ
الرأْسِ ومن خرْ
الشِّبْهُ
والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله
وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز
وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ
الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ فشدد للضرورة وهي لغة في الخُرْطُوم
وبينهما شَبَه بالتحريك والجمع مَشَابِهُ على غير قياس كما قالوا مَحاسِن ومَذاكير
وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها
أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه وفي التنزيل مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه وشَبَّهه
إِياه وشَبَّهَه به مثله والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ والمُتَشابِهاتُ
المُتَماثِلاتُ وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا والتَّشْبِيهُ التمثيل وفي حديث حذيفة
وذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً قال شمر معناه أَن
الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا
فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها فعَلِمَ مَنْ
دخل فيهاأَنه كان على الخطأ والشُّبْهةُ الالتباسُ وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ
ومُشَبِّهَةٌ
( * قوله ومشبهة » كذا ضبط في الأصل والمحكم وقال المجد مشبهة كمعظمة ) مُشْكِلَة
يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال واعْلَمْ بأَنَّك في زَما نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ
وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها وشَبَّهَ عليه خَلَّطَ عليه الأَمْرَ
حتى اشْتَبه بغيره وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ ولم يقولوا في واحدته
مَشْبَهةٌ وقد كان قياسه ذلك لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح
ومَذاكير ومنه قولهم لم يَسْرِ رجلٌ قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي
وجهه مَشابِهُ من أُمِّه وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ وفي الحديث الدِّياتِ
دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن
يَقْتُل مِثْلُه وليس من غَرَضِكَ قتله فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ في
مَقْتَلٍ فيَقْتُل فيجب فيه الديةُ دون القصاص ويقال شَبَّهْتُ هذا بهذا وأَشْبَه
فلانٌ فلاناً وفي التنزيل العزيز منه آياتٌمُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ
مُتَشابِهاتٌ قيل معناه يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال أَبو منصور وقد اختلف المفسرون
في تفسير قوله وأُخر متشابهات فروي عن ابن عباس أَنه قال المتشابهات الم الر وما
اشْتَبه على اليهود من هذه ونحوها قال أَبو منصور وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان
مُسَلَّماً له ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه وكان الفراء يذهب
إلى ما روي عن ابن عباس وروي عن الضحاك أَنه قال المحكمات ما لم يُنْسَخْ
والمُتَشابِهات ما قد نسخ وقال غيره المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ التي نزلت في ذكر
القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكُمْ على رجل
يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على
الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ وضَرْبَ قولِه وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً
وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو آباؤُنا الأَوَّلونَ فهذا الذي تشابه عليهم
فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ
عليهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من
يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل
خَلْقٍ عليم الذي جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون
أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم أَي إذا كنتم
أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور وهذا قول كثير من أَهل
العلم وهو بَيِّنٌ واضح ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل فيَتَّبِعُونَ ما
تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله أَي أَنهم طلبوا تأويل بعثهم
وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل والدليل على
ذلك قوله هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه يومَ يأْتي تأْويلُه يريد قيام الساعة وما
وُعِدُوا من البعث والنشور والله أَعلم وأَما قوله وأُتُوا به مُتَشابهاً فإن أَهل
اللغة قالوا معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن وقال
المفسرون متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم ودليل المفسرين
قوله تعالى هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُْولى ولكنَّ
اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق لو رأَيت تفاحاً فيه طعم
كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ وفي الحديث في صفة القرآن آمنوا بمُتَشابهِه
واعْمَلُوا بمُحْكَمِه المُتَشابه ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه وهو على ضربين
أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته
فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه
إليه وتقول في فلان شَبَهٌ من فلان وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه قال العجاج يصف
الرمل وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ الأُمْطِيُّ شجر
له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب وقوله وشَبَهٌ هو اسم آخر اسمه شَبَهٌ أَمْيَلُ قد
مال مَيْلانيُّ من المَيل ويروى وسَبَطٌ أَمْيَلُ وهو شجر معروف أَيضاً حَيْثُ
انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ حيث انحنى يعني هذا الشَّبَه ذو اللِّمَّةِ حيث
نَمَّ العُشْبُ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس وهي الجُمَّة في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ
سِيُّ بَيْضُ وَدْعانَ موضعٌ أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وشَبَّه الشيءُ إذا
أَشْكَلَ وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء قال وسأَلته عن قوله تعالى وأُتُوا به
مُتَشابهاً فقال ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى
الاستواء وقال الليث المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ وتقول شَبَّهْتَ
عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ واشْتَبه عليَّ
الشيءُ وتقول أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ وتقول إني
لفي شُبْهةٍ منه وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً
فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها كعُقْرِ
الهاجِريِّ إذا ابْتَناهُ بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ قال شَبَّه قوائم ناقته
بالأَساطين قال أَبومنصور وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن
لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بعضاً وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها
وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ وهو اسم من
الاشْتِباهِ روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه
( * قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى وضبط
في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ) ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ
غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ
حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء وفي الحديث عن زيادٍ
السَّهْمِيّ قال نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن
اللَّبنَ يُشَبَّه وفي الحديث فإن اللبن يَتَشَبَّهُ والشِّبْهُ والشَّبَهُ
النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ وفي التهذيب ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ
فيَصْفَرُّ قال ابن سيده سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه
والجمع أَشْباهٌ يقال كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً قال المَرَّارُ تَدينُ
لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو
حنيفة الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها والمُشَبَّهُ
المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ والشَّباهُ حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء
والشَّبَهانُ نبت يُشْبِهُ الثُّمام ويقال له الشَّهَبانُ قال ابن سيده والشَّبَهانُ
والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه وقيل هو الثُّمامُ يَمانية حكاها ابن دريد قال رجل
من عبد القيس بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وأَسْفَلُه بالمَرْخِ
والشَّبَهانِ قال ابن بري قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري واسمه يَعْلى
قال وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ على أَن تكون الباء زائدة وإِن شئت قَدَّرْتَه
ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً
وفي الصحاح وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين قال ابن بري والشَّبَهُ
كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ
معنى
في قاموس معاجم
الشَّباب
الفَتاء والحداثةُ شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً وفي حديث شريح تجوزُ شهادةُ
الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ
كأَنه يقول إِذا تحمَّلوها في الصِّبا وأَدَّوْها في الكِبر جاز والاسم الشَّبيبةُ
وهو خِلاف
الشَّباب
الفَتاء والحداثةُ شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً وفي حديث شريح تجوزُ شهادةُ
الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ
كأَنه يقول إِذا تحمَّلوها في الصِّبا وأَدَّوْها في الكِبر جاز والاسم الشَّبيبةُ
وهو خِلافُ الشَّيبِ و الشباب جمع شابٍّ وكذلك الشُّبان الأَصمعي شَبَّ الغلامُ
يَشِبُّ شَباباً وشُبوباً وشَبِيباً وأَشَبَّه اللّهُ وأَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه
بمعنى والقَرْنُ زيادة في الكلام ورجل شابٌّ والجمع شُبَّانٌ سيبويه أُجري مجرى
الاسم نحو حاجِرٍ وحُجْرانٍ والشَّبابُ اسم للجمع قال
ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ ... ومَعِي شَبابٌ كُلُّهُمْ أَخْيَل
وامرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ زعم الخليل أَنه سمع أَعرابياً فَصيحاً يقول
إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ وحكى ابن الأَعرابي
رَجُل شَبٌّ وامرأَةٌ شَبَّةٌ يعني من الشَّبابِ وقال أَبو زيد يجوز نِسوةٌ
شَبائِبُ في معنى شَوابَّ وأَنشد عَجائِزاً يَطْلُبْنَ شيئاً ذاهبا يَخْضِبْنَ
بالحنَّاءِ شَيْباً شائِبا يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّةً شَبائِبا قال الأَزهري
شَبائِبُ جمع شبَّةٍ لا جمع شابَّةٍ مثل ضَرَّةٍ وضَرائِرَ وأَشَبَّ الرَّجُل
بَنِينَ إِذا شَبَّ ولَده ويقال أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لها
أَولادٌ ومرَرْت برجال شَبَبةٍ أَي شُبَّانٍ وفي حديث بَدْرٍ لما بَرَز عُتْبةُ
وشَيْبةُ والولِيدُ بَرَزَ إِليهم شَبَبةٌ من الأَنصار أَي شُبَّانٌ واحدهم شابٌّ
وقد صَحَّفه بعضهم سِتّة وليس بشيءٍ ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما كنتُ أَنا
وابنُ الزُّبَيْر في شَبَبةٍ معَنا وقِدْحٌ شابٌّ شديدٌ كما قالوا في ضدّه قِدْحٌ
هَرِمٌ وفي المثل أَعْيَيْتَنِي مِن شُبَّ إِلى دُبَّ ومن شُبٍّ إِلى دُبٍّ أَي من
لَدُنْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْتُ على العَصا يُجعَل ذلك بمنزلة الاسم بإِدخال
مِن عليه وإِن كان في الأَصل فِعْلاً يقال ذلك للرجل والمرأَة كما قيل نَهَى النبي
صلى اللّه عليه وسلم عن قِيلَ وقالَ وما زالَ على خُلُقٍ واحدٍ [ ص 481 ]
من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال
قالت لَها أُخْتٌ لَها نَصَحَتْ ... رُدِّي فُؤَادَ الهائمِ الصَّبِّ
قالت ولِمْ ؟ قالت أَذَاكَ وقَدْ ... عُلِّقْتُكُمْ شُبّاً إِلى دُبِّ
ويقال فَعَلَ ذلك في شَبِيبَتِه ولَقِيتُ فُلاناً في شَبابِ النهار أَي في أَوَّله
وجِئْتُك في شَبابِ النهارِ وبِشَبابِ نَهارٍ عن اللحياني أَي أَوّله والشَّبَبُ
والشَّبُوبُ والمِشَبُّ كُلُّهُ الشَّابُّ من الثِّيرانِ والغَنَمِ قال الشاعر
بِمَورِكَتَيْنِ من صَلَوَيْ مِشَبٍّ ... مِنَ الثِّيران عَقْدُهما جَمِيلُ
الجوهري الشَّبَبُ المُسِنُّ من ثِيرانِ الوحشِ الذي انتهى أَسنانه وقال أَبو
عبيدة الشَّبَبُ الثَّوْرُ الذي انتهى شَباباً وقيل هو الذي انتهى تمامُه وذَكاؤُه
منها وكذلك الشَّبُوبُ والأُنثى شَبُوبٌ بغير هاءٍ تقول منه أَشَبَّ الثَّوْرُ فهو
مُشِبٌّ وربما قالوا إِنه لَمِشَبٌّ بكسر الميم التهذيب ويقال للثَّوْرِ إِذا كان
مُسِنّاً شَبَبٌ وشَبُوبٌ ومُشِبٌّ وناقة مُشِبَّةٌ وقد أَشَبَّت وقال أُسامة
الهذلي
أَقامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها ... بَواذِخَ يَقْتَسِرُونَ الصِّعابا
أَي أَقاموا هذه الإِبل على القَصْدِ أَبو عمرو القَرْهَبُ المُسِنُّ من
الثِّيرانِ والشَّبوبُ الشابُّ قال أَبو حاتم وابن شميل إِذا أَحالَ وفُصِلَ فهو
دَبَبٌ والأُنثَى دَبَبَةٌ والجمع دِبابٌ ثم شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ وتَشْبِيبُ
الشِّعْر تَرْقِيقُ أَوَّله بذكر النساءِ وهو من تَشْبيب النار وتأْرِيثِها
وشَبَّبَ بالمرأَة قال فيها الغَزَل والنَّسِيبَ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ
بها والتَّشْبِيبُ النَّسِيبُ بالنساءِ وفي حديث عبدالرحمن بن أَبي بكر رضي اللّه
عنهما أَنه كان يُشَبِّبُ بلَيْلَى بنتِ الجُودِيّ في شِعْرِه تَشْبِيبُ الشِّعْر
تَرْقِيقُه بذكر النساءِ وشَبَّ النارَ والحَرْبَ أَوقَدَها يَشُبُّها شَبّاً
وشُبُوباً وأَشَبَّهَا وشَبَّتْ هي تَشِبُّ شَبّاً وشُبُوباً وشَبَّةُ النارِ
اشْتِعالُها والشِّبابُ والشَّبُوبُ ما شُبَّ به الجوهري الشَّبوبُ بالفتح ما
يُوقَدُ به النارُ قال أَبو حنيفة حكي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال شُبَّتِ
النارُ وشَبَّتْ هي نفسُها قال ولا يقال شابَّةٌ ولكن مَشْبُوبةٌ وتقول هذا
شَبُوبٌ لكذا أَي يَزيدُ فيه ويُقَوّيهِ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فلما سمع حَسَّانُ
شِعْر الهاتِفِ شَبَّبَ يُجاوِبُه أَي ابتدأَ في جَوابِه من تَشْبِيبِ الكُتُبِ
وهو الابتداءُ بها والأَخْذُ فيها وليس من تَشْبِيبٍ بالنساءِ في الشعر ويروى
نَشِبَ بالنون أَي أَخذ في الشِّعْر وعَلِقَ فيه ورجل مَشْبوبٌ جميلٌ حسنُ
الوَجْهِ كأَنه أُوقِد قال ذو الرمة
إِذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضحَى كأَنه ... على الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ
أَحْمَقُ
وقال العجاج من قرَيْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ ورجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كان ذَكِيَّ
الفؤَادِ شَهْماً [ ص 482 ] وأَورد بيت ذي الرمة تقول شَعَرُها يَشُبّ لوْنَها أَي
يُظْهِرُه ويُحَسِّنُه ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِيصَه والمَشْبوبَتانِ الشِّعْرَيانِ
لاتِّقادِهِما أَنشد ثعلب
وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها ... إِذا قيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ هُما هُما
وشَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زاد في بياضِها ولونها
فحَسَّنَها لأَنَّ الضدّ يزيد في ضدّه ويُبْدي ما خَفِيَ منه ولذلك قالوا
وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشْياءُ قال رجل جاهلي من طيئٍ
مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَها لَوْنَها ... كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام
يقول كما يَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ في الليلةِ المظلمةِ وهذا شَبُوبٌ لهذا أَي يزيد
فيه ويُحَسِّنُه وفي الحديث عن مُطَرِّف أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم ائْتَزَرَ
ببُرْدَةٍ سَوْداءَ فجعلَ سَوادُها يَشُبُّ بياضَه وجعل بياضُه يَشُبُّ سَوادَها
قال شمر يَشُبُّ أَي يَزْهاه ويُحَسِّنُه ويوقده وفي رواية أَنه لبس مِدْرَعةً
سوداءَ فقالت عائشة ما أَحْسَنَها عليك يَشُبُّ سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها
أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها ورجل مَشْبُوبٌ إِذا كان أَبْيضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ
الشَّعَرِ وأَصْلُه من شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها فتَلأْلأَتْ ضِياءً ونُوراً
وفي حديث أُم سلمة رضي اللّه عنها حين تُوُفِّيَ أَبو سلمة قالت جعَلْتُ على وجهي
صَبِراً فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم إِنه يَشُبُّ الوجهَ فلا تَفْعَلِيه أَي
يُلَوِّنُه ويُحَسِّنُه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه في الجواهر التي جاءته من
فَتْحِ نَهاوَنْدَ يَشُبُّ بعضُها بعضاً وفي كتابِه لوائِلِ بن حُجْرٍ إِلى
الأَقيالِ العَباهِلةِ والأَرْواعِ المَشابِيبِ أَي السادةِ الرُّؤُوسِ الزُّهْرِ
الأَلْوانِ الحِسانِ المَناظِرِ واحدُهم مشبوبٌ كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بالنار
ويروى الأَشِبَّاءُ جمع شَبِيبٍ فَعِيل بمعنى مفعول والشِّبابُ بالكسر نَشاطُ الفرَس
ورَفْعُ يَدَيْه جميعاً وشَبَّ الفرسُ يَشِبُّ ويَشُبُّ شِباباً وشَبِيباً
وشُبُوباً رَفَعَ يَديه جميعاً كأَنه يَنْزُو نَزَواناً ولَعِبَ وقَمَّصَ
وأَشْبَيْتُه إِذا هَيَّجْتَه وكذلك إِذا حَرَنَ تقول بَرِئْتُ إِليك من شِبابِه
وشَبِيبه وعِضاضِه وعَضِيضِه وقال ثعلب الشَّبِيبُ الذي تجوزُ رِجْلاه يَدَيْهِ
وهو عَيْبٌ والصحيحُ الشَّئِيتُ وهو مذكور في مَوْضِعِه وفي حديث سُراقةَ
اسْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم في البَوْلِ يقول اسْتَوفِزُوا عليها ولا
تَسْتَقِرُّوا على الأَرضِ بجَميعِ أَقْدامِكُم وتَدْنُو منها هو من شَبَّ الفَرسُ
إِذا رَفَع يديه جَمِيعاً من الأَرض وأُشِبَّ لي الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا
رَفَعْتَ طَرْفَكَ فرأَيتَه من غير أَن تَرْجُوَه أَو تَحْتَسِبَه قال الهذلي
حتَّى أُشِبَّ لَها رامٍ بِمُحْدَلةٍ ... نَبْعٍ وبِيضٍ نَواحيهنَّ كالسَّجَمِ
السَّجَمُ ضَرْبٌ من الورق شَبَّه النِّعالَ بها [ ص 483 ] والسَّجَمُ الماءُ
أَيضاً وأُشِبَّ لي كذا أَي أُتِيحَ لي وشُبَّ أَيضاً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه
فيهما والشَّبُّ ارْتِفاعُ كلِّ شيءٍ أَبو عمرو شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ
وشُبَّ إِذا رُفِعَ وشَبَّ إِذا أَلْهَبَ ابن الأَعرابي من أَسْماءِ العَقْرب
الشَّوْشَبُ ويقال للقملة الشَّوْشَبةُ وشَبَّذَا زَيْدٌ أَي حَبَّذا حكاه ثعلب
والشَّبُّ حِجارةٌ يُتَّخذ منها الزَّاجُ وما أَشبَهَه وأَجْوَدُه ما جُلِبَ من
اليَمَن وهو شَبٌّ أَبيضُ له بَصِيصٌ شَديدٌ قال
أَلا لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فَرَّقَ بَيْنَنا ... سَقَى السُّمَّ مَمْزُوجاً
بِشَبٍّ يَمَانِي ( 1 )
( 1 قوله « سقى السم » ضبط في نسخة عتيقة من المحكم بصيغة المبني للفاعل كما ترى )
ويروى بِشَبٍّ يَمانِي وقيل الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ وقيل الشَّبُّ شيءٌ يُشْبِهُ
الزَّاجَ وفي حديث أَسماء رضي اللّه عنها أَنها
دَعَتْ بِمِرْكَنٍ وشَبٍّ يَمانٍ الشَّبُّ حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الزّاجَ
يُدْبَغُ به الجُلُود وعَسَلٌ شَبابِيٌّ يُنْسَبُ إِلى بني شَبابةَ قوم بالطَّائفِ
من بَني مالك بن كِنانةَ ينزلون اليمن وشَبَّةُ وشَبِيبٌ اسما رجلين وبنُو شَبابةَ
قَوْم مِن فَهْم بن مالك سَمَّاهم أَبو حنيفة في كتاب النبات وفي الصحاح بَنُو
شَبابةَ قَوْمٌ بالطّائفِ واللّه أَعلم