الغايةُ مَدَى
الشيء والغايَةُ أَقْصى الشيء الليْثُ الغايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ وهو
من تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ وتَصْغيرُها غُيَيَّة تقول غَيَّيْت غاية وفي الحديث
أَنه سابَق بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غايةَ المُضَرَّةِ كذا هو من غاية كلِّ شيءٍ
مَد
الغايةُ مَدَى
الشيء والغايَةُ أَقْصى الشيء الليْثُ الغايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ وهو
من تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ وتَصْغيرُها غُيَيَّة تقول غَيَّيْت غاية وفي الحديث
أَنه سابَق بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غايةَ المُضَرَّةِ كذا هو من غاية كلِّ شيءٍ
مَداهُ ومُنْتَهاه وغاية كلِّ شيءٍ مُنْتهاهُ وجمعها غاياتٌ وغايٌ مثلُ ساعَةٍ
وساعٍ قال أَبو إسحق الغاياتُ في العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلاًّ لأنَّ الغاياتِ إذا
كانت فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِيلُنْ أَو فَعُولُن فقد لَزِمَها أَنْ لا تُحْذَف
أَسْبابُها لأَنَّ آخِرَ البَيتِ لا يكونُ إلا ساكناً فلا يجوزُ أَن يُحَذَف
الساكنُ ويكونَ آخِرُ البيتِ مُتَحَرِّكاً وذلك لأن آخر البيت لا يكون إلاَّ
ساكناً فمن الغايات المَقٌطُوعُ والمَقصورُ والمَكْشوف والمَقْطُوف وهذه كلها
أشياء لا تكون في حَشْوِ البيتِ وسُمِّي غايَةً لأَنه نهاية البيت قال ابن
الأنباري قول الناس هذا الشيءُ غايةٌ معناه هذا الشيءُ علامةٌ في جِنْسِه لا نظيرَ
له أَخذاً من غايةِ الحَرْب وهي الرايَة ومن ذلك غايَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ
يَرْفَعُها ويقال معنى قولهم هذا الشيءُ غايةٌ أَي هو مُنْتَهَى هذا الجِنْسِ
أُخِذَ من غاية السَّبْقِ قَصَبَة تُنْصَب في الموضع الذي تَكُونُ المُسابَقَةُ
إليه ليَأْخُذها السابِقُ والغاية الرابة يقال غَيَّيْت غايَةً وفي الحَديث أَنَّ
النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في الكوائنِ قبلَ الساعَةِ منها هُدْنَةٌ تكونُ
بَيْنَكُم وبين بني الأَصْفرِ فيَغْدِرُون بِكُمْ وتَسِيرُون إليهم في ثمانينَ
غايةً يحت كلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً الغايَةُ والرَّاية سواءٌ ورواه بعضهم
في ثمانين غابَة بالباء قال أَبو عبيد من رواه غايَةً بالياء فإنه يريد الرايَة
وأَنشد بيت لبيد قَدْ بِتُّ سامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ وافَيْت وإذْ رُفِعَتْ وعَزَّ
مُدامُها قال ويقال إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ له رايَة يَرْفَعُها ليُعْرَف
أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ ويقال بَلْ أَرادَ بقوله غايَةَ تاجِرٍ أَنها غايَة متاعِه
في الجَودَةِ قال ومن رَواه غابَة بالباء يريد الأَجَمَة شَبَّه كثْرَة الرِّماح
في العسكر بها قال أَبو عبيد وبعضهم روى الحديث في ثمانين غَيايَةً وليس ذلك
بمحْفوظ ولا موضِعَ للغَياية ههنا أَبو زيد غَيَّيْت للقَوم تَغْيِيًّا ورََيَّيْت
لهم تَرْيِياًّ جَعَلْت لهم غايةً وراية وغايةُ الخَمَّارِ رايتُه وغَيّاها
عَمِلَها وأَغْياها نَصبَها والغاية القَصَبة التي يُصادُ بها العَصافيرُ
والغَيايَة السحابة المُنْفَرِدَة وقيل الواقِفة عن ابن الأَعرابي والغيَايَةُ
ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشيِّ وقيل هو ضَوْءُ شُعاعِ الشَّمْسِ وليس هو نَفْسَ
الشُّعاعِ قال لبيد فتَدَلَّيْت عليه قافِلاً وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ
وكلُّ ما أَظَلَّك غَيايَةٌ وفي الحديث تَجِيءُ الَقَرة وآلُ عِمْران يومَ القيامَة
كأَنَّهما غَمامَتان أَو غَيايَتان الأَصمعي الغَيايَة كل شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ
فوق رَأَسِهِ مثلُ السّحابة والغَبَرة والظِّلِّ ونحوِه ومنه حديث هِلالِ رمضان
فإن حالَتْ دونه غَيايَةٌ أَي سَحابَةٌ أَو قَتَرة أَبو زيد نَزلَ الرجُلُ في
غَيابَةٍ بالباء أَي في هَبْطةٍ مِنَ الأَرض والغَيايَة بالياء ظِلُّ السَّحابة
وقال بعضهم غَياءَةٌ وفي حديث أُمّ زرع زَوْجي غَياياءُ طَباقاءُ كذا جاء في رواية
أَي كأَنه في غَيايَةٍ أَبداً وظُلْمة لا يَهْتَدِي إلى مَسْلَكٍ ينفذ فيه ويجوز
أَن تكون قد وصَفَتْه بثِقَلِ الرُّوحِ وأَنه كالظِّلِّ المُتكاثِفِ المُظِلمِ
الذي لا إشْراقَ فيه وغايا القَوْمُ فَوْقَ رأْسِ فلانٍ بالسَّيّْفِ كأَنهم
أَظَلُّوه به وكلُّ شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فَوْق رَأْسِه مثل السَّحابة والغَبَرة
والظلمة ونحوِه فهو غَيايَة ابن الأعرابي الغَيايَة تكونُ من الطَّيرِ الذي
يُغَيِّي على رَأْسِك أَي يُرَفْرِفُ ويقال أَغْيا غعليه السَّحاب بمعنى غايا إذا
أَظَلّ عليه وأَنشد أَرَبَّتْ به الأَرْواحُ بَعْدَ أَنيسِه وذُوْ حَوْمَل أَغْيا
علَيْه وأَظْلَما وتَغايَتِ الطَّيْرُ على الشيء حامَتْ وغَيَّتْ رَفْرَفَتْ
والغايةُ الطَّيْرُ المُرَفْرِفُ وهو منه وتَغايَوْا عليه حتى قَتَلُوه أَي جاؤوا
من هُنا وهُنا ويقال اجْتَمَعُوا عليه وتَغايَوْا عليه فقَتلُوه وإن اشْتُقَّ من
الغاوِي قيل تَغاوَوْا وغياية البئر قَعْرُها مثل الغَيابَة وذكر الجوهري في ترجمة
غَيَا ويقال فلان لِغَيَّةٍ وهو نَقِيض قولك لِرَشْدَةٍ قال ابن بري ومنه قول
الشاعر أَلا رُبَّ مَنْ يَغْتابُني وكأَنَّني أَبوه الذي يُدْعَى إليه ويُنْسَبُ
على رَشْدَةٍ من أَمْرِهِ أَو لِغَيَّةِ فيَغْلِبُها فَحْلٌ على النَّسْلِ
مُنْجِبُ قال ابن خالويه يُروى رَشْدة وغَيَّة بفتح أَوّلهما وكسره والله أَعلم( فأي ) فَأَوْتُه بالعَصا ضَرَبْتُه عن ابن الأَعرابي قال
الليث فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً وفأَيْتُه فَأْياً إذا فَلَقته بالسَّيف وقيل هو
ضربك قِحْفَه حتى ينفرج عن الدماغ والانْفياءُ الانْفراج ومنه اشْتق اسم الفئةِ
وهم طائفة من الناس والفَأْوُ الشَّق فَأَوْتُ رأْسه فأْواً وفَأَيْتُه فانْفَأَى
وتَفأْى وفأَيْت القَدَح فَتَفَأْى صَدَعْتُه فَتَصَدَّع وانْفَأَى القَدَح انشقَّ
والفَأْو الصَّدْع في الجبل عن اللحياني والفَأْوُ ما بين الجبلين وهو أَيضاً
الوَطِيءُ بين الحَرَّتَيْن وقيل هي الدَّارةُ من الرِّمال قال النمر بن تولب لم
يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها فَأْوٌ من الأرضِ مَحْفُوفٌ بأَعلامِ وكله من
الانشقاق والانفراج وقال الأصمعي الفَأْو بطن من الأَرض تُطِيفُ به الرّمال يكون
مُسْتطِيلاً وغير مستطيل وإنما سمي فَأْواً لانْفِراج الجبال عنه لأن الانْفِياء
الانفتاح والانْفِراج وقول ذي الرمة راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِيراً وَقَعَتْ حتى
انْفَأَى الفَأْوُ عن أَعناقِها سَحَرا الخرج موضع يعني أَنها قَطعت الفأْوَ وخرجت
منه وقيل في تفسيره الفأْو الليل حكاه أَبو ليلى قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته
التهذيب في قول ذي الرمة حتى انفأَى أَي انكشف والفأْو في بيته أَيضاً طريق بين
قارتين بناحية الدَّوّ بينهما فَجٌّ واسع يقال له فأْوُ الرَّيّان قال الأزهري وقد
مررت به والفأْوى مقصور الفَيْشةُ قال وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ فأَضْحَوْا هُمُ
الفَأْوى وأَسْفَلُها قَفاها والفِئة الجماعة من الناس والجمع فِئات وفِئُون على
ما يطرد في هذا النحو والهاء عوض من الياء قال الكميت تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم
فِئينا أَي فرقاً متفرقة قال ابن بري صوابه أن يقول والهاء عوض من الواو لأن
الفِئة الفرقة من الناس من فَأَوْت بالواو أَي فَرَّقْت وشَقَقْت قال وحكي فأَوْتُ
فَأَواً وفَأْياً قال فعلى هذا يصح أَن يكون من الياء التهذيب والفِئة بوزن فِعة
الفِرقة من الناس من فأَيْت رأسه أَي شققته قال وكانت في الأصل فِئْوة بوزن
فِعْلَة فنقص وفي حديث ابن عُمر وجماعته لما رجعوا من سَريَّتهم قال لهم أنا
فِئتَكم الفئة الفرقة والجماعة من الناس في الأصل والطائفة التي تُقيم وراء الجيش
فإن كان عليهم خوف أَو هزيمة التجأُوا إليهم
معنى
في قاموس معاجم
الغَيْبُ
الشَّكُّ وجمعه غِيابٌ وغُيُوبٌ قال
أَنْتَ نَبيٌّ تَعْلَمُ الغِيابا ... لا قائلاً إِفْكاً ولا مُرْتابا
والغَيْبُ كلُّ ما غاب عنك أَبو إِسحق في قوله تعالى يؤمنون بالغَيْبِ أَي يؤمنون
بما غابَ عنهم مما أَخبرهم به النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم م
الغَيْبُ
الشَّكُّ وجمعه غِيابٌ وغُيُوبٌ قال
أَنْتَ نَبيٌّ تَعْلَمُ الغِيابا ... لا قائلاً إِفْكاً ولا مُرْتابا
والغَيْبُ كلُّ ما غاب عنك أَبو إِسحق في قوله تعالى يؤمنون بالغَيْبِ أَي يؤمنون
بما غابَ عنهم مما أَخبرهم به النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم من أَمرِ البَعْثِ
والجنةِ والنار وكلُّ ما غابَ عنهم مما أَنبأَهم به فهو غَيْبٌ وقال ابن الأَعرابي
يؤمنون باللّه قال والغَيْبُ أَيضاً ما غابَ عن العُيونِ وإِن كان مُحَصَّلاً في
القلوب ويُقال سمعت صوتاً من وراء الغَيْب أَي من موضع لا أَراه وقد تكرر في
الحديث ذكر الغيب وهو كل ما غاب عن العيون سواء كان مُحَصَّلاً في القلوب أَو غير
محصل وغابَ عَنِّي الأَمْرُ غَيْباً وغِياباً وغَيْبَةً وغَيْبُوبةً وغُيُوباً
ومَغاباً ومَغِيباً وتَغَيَّب بَطَنَ وغَيَّبه هو وغَيَّبه عنه وفي الحديث لما
هَجا حَسَّانُ قريشاً قالت إِن هذا لَشَتْمٌ ما غابَ عنه ابنُ أَبي قُحافة أَرادوا
أَن أَبا بكر كان عالماً بالأَنْساب والأَخبار فهو الذي عَلَّم حَسَّانَ ويدل عليه
قول النبي صلى اللّه عليه وسلم لحسَّانَ سَلْ أَبا بكر عن مَعايِب القوم وكان
نَسَّابةً عَلاَّمة وقولهم غَيَّبه غَيَابُه أَي دُفِنَ في قَبْرِه قال شمر كلُّ
مكان لا يُدْرَى ما فيه فهو غَيْبٌ وكذلك الموضع الذي لا يُدْرَى ما وراءه وجمعه
غُيُوبٌ قال أَبو ذؤيب يَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْهِ ومَطْرِفُه مُغْضٍ كما
كَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ وغابَ الرجلُ غَيْباً ومَغِيباً وتَغَيَّبَ سافرَ
أَو بانَ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ولا أَجْعَلُ المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ
ولا عِدَةً في الناظِرِ المُتَغَيَّبِ إِنما وَضعَ فيه الشاعرُ المُتَغَيَّبَ
موضعَ المُتَغَيِّبِ قال ابن سيده وهكذا وجدته بخط الحامض والصحيح المُتَغَيِّب
بالكسر والمُغَايَبةُ خلافُ المُخاطَبة وتَغَيَّبَ عني فلانٌ وجاءَ في ضرورة الشعر
تَغَيَّبَنِي قال امرؤُ القيس
فظَلَّ لنا يومٌ لَذيذٌ بنَعْمةٍ ... فَقِلْ في مَقِيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبُ
[ ص 655 ] وقال الفراءُ المُتَغَيِّبُ مرفوع والشعر مُكْفَأٌ ولا يجوز أَن يَرِدَ
على المَقيلِ كما لا يجوز مررت برجل أَبوه قائم وفي حديث عُهْدَةِ الرَّقيقِ لا
داءَ ولا خُبْنَة ولا تَغْييبَ التَّغْيِيب أَن لا يَبيعه ضالَّةً ولا لُقَطَة
وقومٌ غُيَّبٌ وغُيَّابٌ وغَيَبٌ غائِبُون الأَخيرةُ اسم للجمع وصحت الياءُ فيها
تنبيهاً على أَصل غابَ وإِنما ثبتت فيه الياء مع التحريك لأَنه شُبِّهَ بصَيَدٍ
وإِن كان جمعاً وصَيَدٌ مصدرُ قولِك بعيرٌ أَصْيَدُ لأَنه يجوز أَن تَنْوِيَ به
المصدر وفي حديث أَبي سعيد إِن سَيِّدَ الحيِّ سَلِيمٌ وإِن نَفَرنا غَيَبٌ أَي
رجالُنا غائبون والغَيَبُ بالتحريك جمع غائبٍ كخادمٍ وخَدَمٍ وامرأَةٌ مُغِيبٌ
ومُغْيِبٌ ومُغِيبةٌ غابَ بَعْلُها أَو أَحدٌ مِن أَهلها ويقال هي مُغِيبةٌ بالهاء
ومُشْهِدٌ بلا هاء وأَغابَتِ المرأَةُ فهي مُغِيبٌ غابُوا عنها وفي الحديث
أَمْهِلُوا حتى تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبةُ هي التي غاب عنها
زوجُها وفي حديثِ ابنِ عَبَّاس أَنَّ امرأَةً مُغِيبةً أَتَتْ رَجُلاً تَشْتَري
منه شيئاً فَتَعَرَّضَ لها فقالتْ له وَيْحَكَ إِني مُغِيبٌ فتَرَكها وهم
يَشْهَدُون أَحْياناً ويَتَغايَبُونَ أَحْياناً أَي يَغِيبُون أَحْياناً ولا يقال
يَتَغَيَّبُونَ وغابَتِ الشمسُ وغيرُها من النُّجوم مَغِيباً وغِياباً وغُيوباً
وغَيْبُوبة وغُيُوبةً عن الهَجَري غَرَبَتْ وأَغابَ القومُ دخلوا في المَغِيبِ
وبَدَا غَيَّبانُ العُود إِذا بَدَتْ عُروقُه التي تَغَيَّبَتْ منه وذلك إِذا
أَصابه البُعَاقُ من المَطر فاشْتَدَّ السيلُ فحَفَر أُصولَ الشَّجر حتى ظَهَرَتْ
عُروقُه وما تَغَيَّبَ منه وقال أَبو حنيفة العرب تسمي ما لم تُصِبْه الشمسُ من
النَّبات كُلِّه الغَيْبانَ بتخفيف الياء والغَيَابة كالغَيْبانِ أَبو زياد
الكِلابيُّ الغَيَّبانُ بالتشديد والتخفيف من النبات ما غاب عن الشمس فلم تُصِبْه
وكذلك غَيَّبانُ العُروق وقال بعضهم بَدَا غَيْبانُ الشَّجرة وهي عُرُوقها التي
تَغَيَّبَتْ في الأَرض فحَفَرْتَ عنها حتى ظَهَرَتْ والغَيْبُ من الأَرض ما
غَيَّبك وجمعه غُيُوب أَنشد ابن الأَعرابي
إِذَا كَرِهُوا الجَمِيعَ وحَلَّ منهم ... أَراهطُ بالغُيُوبِ وبالتِّلاعِ
والغَيْبُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وجمعه غُيوب قال لبيد يصف بقرة أَكل السبعُ
ولدها فأَقبلت تَطُوف خلفه
وتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ فَراعَها ... عن ظهرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقامُها
تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ أَي صوتَ الصيادين فراعها أَي أَفزعها وقوله والأَنيسُ
سَقامُها أَي انّ الصيادين يَصِيدُونها فهم سَقامُها ووقَعْنا في غَيْبة من الأَرض
أَي في هَبْطةٍ عن اللحياني ووَقَعُوا في غَيابةٍ من الأَرض أَي في مُنْهَبِط منها
وغَيابةُ كلِّ شيء قَعْرُه منه كالجُبِّ والوادي وغيرهما تقول وَقَعْنا في غَيْبةٍ
وغَيَابةٍ أَي هَبْطة من الأَرض وفي التنزيل العزيز في غَياباتِ الجُبِّ وغابَ
الشيءُ في الشيءِ غِيابةً وغُيُوباً وغَياباً وغِياباً وغَيْبةً وفي حرفِ أُبَيٍّ
في غَيْبةِ الجُبِّ [ ص 656 ] والغَيْبَةُ من الغَيْبُوبةِ والغِيبةُ من
الاغْتِيابِ واغْتابَ الرجلُ صاحبَه اغْتِياباً إِذا وَقَع فيه وهو أَن يتكلم
خَلْفَ إنسان مستور بسوء أَو بما يَغُمُّه لو سمعه وإِن كان فيه فإِن كان صدقاً
فهو غِيبةٌ وإِن كان كذباً فهو البَهْتُ والبُهْتانُ كذلك جاء عن النبي صلى اللّه
عليه وسلم ولا يكون ذلك إِلا من ورائه والاسم الغِيبةُ وفي التنزيل العزيز ولا
يَغْتَبْ بعضُكم بعضاً أَي لا يَتَناوَلْ رَجُلاً بظَهْرِ الغَيْبِ بما يَسُوءُه
مما هو فيه وإِذا تناوله بما ليس فيه فهو بَهْتٌ وبُهْتانٌ وجاء المَغْيَبانُ عن
النبي صلى اللّه عليه وسلم ورُوِيَ عن بعضهم أَنه سمع غابه يَغِيبُهُ إِذا عابه
وذكَر منه ما يَسُوءُه ابن الأَعرابي غابَ إِذا اغْتَابَ وغابَ إِذا ذكر إِنساناً
بخيرٍ أَو شَرٍّ والغِيبَةُ فِعْلَةٌ منه تكون حَسَنةً وقَبِيحةً وغائِبُ الرجلِ
ما غابَ منه اسْمٌ كالكاهِل والجامل أَنشد ابن الأَعرابي
ويُخْبِرُني عن غَائبِ المَرْءِ هَدْيُه ... كفَى الهَدْيُ عَمَّا غَيَّبَ
المَرْءُ مُخبرا
والغَيْبُ شحمُ ثَرْبِ الشَّاةِ وشاة ذاتُ غَيْبٍ أَي ذاتُ شَحْمٍ لتَغَيُّبه عن
العين وقول ابن الرِّقَاعِ يَصِفُ فرساً
وتَرَى لغَرِّ نَساهُ غَيْباً غامِضاً ... قَلِقَ الخَصِيلَةِ مِن فُوَيْقِ المفصل
قوله غَيْباً يعني انْفَلَقَتْ فَخِذَاه بلحمتين عند سِمَنِه فجرى النَّسا بينهما
واسْتَبان والخَصِيلَةُ كُلُّ لَحْمة فيها عَصَبة والغَرُّ تَكَسُّر الجِلْد
وتَغَضُّنُه وسئل رجل عن ضُمْرِ الفَرس قال إِذا بُلَّ فَريرهُ وتَفَلَّقَتْ
غُرورُه وبدا حَصِيرُه واسْتَرْخَتْ شاكِلَتُه والشاكلة الطِّفْطِفَةُ والفرير
موضعُ المَجَسَّة من مَعْرَفَتِه والحَصِيرُ العَقَبة التي تَبْدُو في الجَنْبِ
بين الصِّفَاقِ ومَقَطِّ الأَضْلاع الهَوَازنيُّ الغابة الوَطَاءة من الأَرض التي
دونها شُرْفَةٌ وهي الوَهْدَة وقال أَبو جابر الأَسَدِيُّ الغابَةُ الجمعُ من
الناسِ قال وأَنشدني الهَوَازِنيُّ
إِذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغَابٍ ... حَسِبْتَ رِماحَهُمْ سَبَلَ الغَوادي
والغابة الأَجَمَةُ التي طالتْ ولها أَطْراف مرتفعة باسِقَة يقال ليثُ غابةٍ والغابُ
الآجام وهو من الياء والغابةُ الأَجَمة وقال أَبو حنيفة الغابةُ أَجَمة القَصَب
قال وقد جُعِلَتْ جماعةَ الشجر لأَنه مأْخوذ من الغَيابةِ وفي الحديث ان مِنْبَر
سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان من أَثْلِ الغابةِ وفي رواية من
طَرْفاءِ الغابة قال ابن الأَثير الأَثْلُ شجر شبيهٌ بالطَّرْفاءِ إِلاَّ أَنه
أَعظم منه والغابةُ غَيْضَةٌ ذات شجر كثير وهي على تسعةِ أَميال من المدينة وقال
في موضع آخر هي موضعٌ قريبٌ مِن المدينة مِن عَواليها وبها أَموال لأَهلها قال وهو
المذكور في حديث في حديث السِّباق وفي حديث تركة ابن الزبير وغير ذلك والغابة
الأَجمة ذاتُ الشجر المُتَكاثف لأَنها تُغَيِّبُ ما فيها والغابةُ من الرِّماحِ ما
طال منها وكان لها أَطراف تُرى كأَطراف الأَجَمة وقيل هي المُضْطَرِبةُ من الرماحِ
في الريح وقيل هي الرماحُ إِذا اجْتَمَعَتْ قال ابن سيده وأُراه على التشبيه
بالغابة التي هي الأَجمة والجمعُ من كل ذلك غاباتٌ [ ص 657 ] وغابٌ وفي حديث عليّ
كرّم اللّه وجهَه كلَيْثِ غاباتٍ شديدِ القَسْوَرَهْ أَضافه إِلى الغابات لشدّتِه
وقوّته وأَنه يَحْمِي غاباتٍ شَتَّى وغابةُ اسم موضع بالحجاز