قَطَبَ الشَّيْءُ يَقْطِبُ من باب ضَرَبَ قَطْباً وقُطُوباً الأَخيرُ بالضَّمِّ فهو قَاطِبُ وقَطُوبٌ كصَبُور . والقُطُوبُ : تَزَوِّى ما بين العَيْنَيْنِ عندَ العُبُوسِ يقال : رأَيتُهُ غَضْبانَ قاطباً وهُوَ يَقْطِبُ ما بين عَيْنَيْه قَطْباً وقُطوباً : زَوَى ما بَيْنَ عَيْنَيْهِ وعَبَسَ وكَلَحَ من شَرَابٍ وغيره كَقَطَّبَ تَقْطِيباً . والمُقَطَّبِ كمُعَظَّمٍ وكمُحَدِّثٍ ومُحْسِنٍ : ما بَيْنَ الحاجِبَيْنِ وقال أَبو زيد : في الجَبينِ المُقَطَّبُ وهو ما بَيْنَ الحاجِبَيْنِ . وفي الحديث : أَنَّهُ أُتِىَ بنَبِيذٍ فَشَمَّه فَقَطَّبَ " أَي قَبَضَ ما بَيْنَ عينيهِ كما يَفْعَلُهُ العَبُوسُ ويُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ . وفي حديث العَبّاسِ : " ما بالُ قُرَيْشِ يَلْقَوْنَنَا بوجوهٍ قاطِبةٍ " أَي مُقَطِّبَة . قال : وقد يجيء فاعلٌ بمعنى مفعول كِعيشَةٍ راضيةٍ . قال الأَزْهَرِيُّ والأَحسنُ أَنْ يكون فاعِلٌ على بابه من قَطَبَ المخفَّفة . وفي حديث المُغِيرَةَ : " دَائِمَةُ القُطُوبِ " أَي : العبُوُس . والقَطْبُ : القَطْعُ يقالُ : قَطَبَ الشَّيْءَ يَقْطِبُه قَطْباً قَطَعَه . قَطَبَ الشَّيْءَ يَقْطِبُهُ قَطْباً : جَمَعَه . وقَطَّبَ ما بينَ عَيْنَيْهِ . أَي جَمَعَ كذلك وقَطَّبَ بينَ عَيْنَيْهِ : أَي جمع الغُضُونَ . قَطَبَ الشَّرابَ يَقْطِبُه قَطْباً : مَزَجَهُ كقَطَّبَه تَقْطِيباً وأَقْطَبَهُ كلُّ ذلك بمعنىً واحدٍ قال ابْنُ مُقْبِلٍ :
أَنَاةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثِيابِها ... يُقَطِّبُهُ بالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقْطِبُ منه : شَرَابٌ قَطِيبُ ومَقْطُوبُ أَي : ممزوجٌ
وقَطَبَ فُلاَناً : أَغْضَبَهُ
وقَطَبَ الإِناءَ : مَلأَهُ وقِرْبَةٌ مَقطوبة : أَي مملوءَة عن اللِّحيانيّ . قَطَبَ الجُوَالِقَ : ادْخَلَ إِحْدَى عُرْوَتَيْهِ في الأُخْرَى عندَ العِكْم ثمّ ثَنَى وجَمَعَ بينَهُما فإِنْ لم يُثْنَ فهو السَّلْقُ قال جَنْدَلُ الطُّهَوِيُّ :
وحَوْقَلٍ ساعِدهُ قَدِ انْمَلَقْ ... يَقُوَل قَطْباً ونِعِماَّ إِنْ سَلَقْومنه يُقَالُ : قَطَب الرَّجلُ : إِذا ثَنَى جِلْدَةَ ما بَيْنَ عَيْنَيْهِ . في التَّهْذيب : القَطْبُ : المَزْجُ وذلك الخَلْطُ . وقَطَبَ الْقَوْمُ : اجْتَمَعُوا وكانُوا أَضيافاً فاختلَطوا كَأَقْطَبُوا وهم قاطِبُونَ . والقُطْبُ مُثَلَّثَةَ والمعروف هو الضَّمُّ ولذا اقتصر عليه في المصباح وصحَّحَ جماعةُ التَّثْلِيثَ وأَنكره آخَرون ؛ والقُصُبُ كعُنُقٍ : حَدِيدَةُ قائِمَةُ تَدُورُ عليها الرَّحَى كالقَطْبَةِ بالفتح لغة في القُطْب حكاها ثعلب . وفي التّهذيب : القُطْبُ القائمُ الّذي تَدورُ عليه الرَّحَى فلم يَذْكُرِ الحديدةَ . وفي الَّصِحاح : قُطْبُ الرحى الَّتِي تدُورُ حولَهَا العُلْيَا وفي حديث فاطمةَ رضيَ الله عنها : " وفي يَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَى " . قال ابن الأَثيرِ هي الحديدةُ المُرَكَّبَةُ في وَسَطِ حَجَرِ الرَّحَى السُّفْلَي والجَمْع : أَقطابٌ وقُطُوبٌ . قال ابن سِيَدهْ : وأَرَى أَنّ أَقْطَاباً جمعُ قُطُبٍ : أَي كعُنُقٍ وقُطْبٍ كقُفْلٍ وقِطْبٍ بالكسر ؛ وأَنَّ قُطوباً جمع قَطْبٍ أَي بالفتح . من المجاز : القُطْبُ بالضم فَقَطْ ؛ وجَوَّزَ بعضُ فيه التَّثْلِيثَ أَيضاً قال شيخُنا : نَجْمُ صَغِيرُ تُبْنَي عليه القِبْلَةُ قالهُ ابْنُ سِيدَهْ . وقيل : هو كَوْكَبُ بين الجَدْيِ والفَرْقَدَينِ يَدورُ عليه الفَلَكُ صغيرُ أَبيضُ لا يبرَحُ مكانَهُ أَبداً وإِنّما شُبِّهَ بقُطْبِ الرَّحَي . وهي الحديدة التي في الطَّبَقُ الأَسْفلِ من الرَّحَيَيْنِ يَدُورُ عليها الطَّبَقِ الأَعْلَى وتَدورُ الكواكبُ علَى هذا الكوكبِ . وعن أَبي عَدْنَانَ : القُطْبُ أَبداً وَسَطُ الأَرْبَعِ من بناتِ نَعْشٍ وهو كوكبُ صغيرُ لا يزولُ الدَّهْرَ والجَدْيُ والفَرْقدانِ تدورُ عليه . وفي لسان العرب : ورأَيتُ حاشيةً في نسخة الشَّيْخ ابْنِ الصَّلاحِ المُحَدِّثِ رَحِمَهُ الله تعالى : قال : القَطْبُ ليس كوكباً وإنّمَا هو بُقْعَةُ من السماءِ قَرِيبَةُ من الجَدْيِ . والجَدْيُ : الكَوكبُ الّذِي تُعَرفُ به القِبْلَةُ في البِلاد الشَّمالِيةِ . من المَجاز : القُطْبُ بمعنى سَيِّدِ القَوْمِ حِسًّا ومَعْنى . والقُطْبُ : مِلاَكُ الشَّيْءِ . وصاحِبُ الجَيْشِ : قُطْبُ رَحَى الحَرْبُ . قُطْبُ الشيْءَ : مَدَارُهُ يقال : هو قُطْبُ بني فلانٍ أَي سِّيدُهُمُ الَّذي يَدُورُ عليه أَمرُهُمْ وكُلُّ ذلك مَجاَزُ . ج : أَقْطَابُ كَقُفْلٍ وأقْفَالٍ وقُطُوبُ بالضَّمّ وقِطَبَةُ بالكسر كَفِيَلَةٍ وهذِهِ عن الصّاغانيّ . وقُطْبُ : ع بالعَقِيقِ من أَوْديةِ المَدِينةِ المُشَرَّفَة على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام ؛ أَوْ هُوَ أَي الموضعُ ذُو القُطْبِ . والقُطْبُ من نِصالِ الأَهْدافِ . والقُطْبَةُ : نَصْلُ الهَدَفِ وعن ابْنِ سِيدَهْ : القُطْبَة نصَلْ ُصَغِيرُ قَصيرُ مُرَبَّعُ في طَرَفِ سَهْمٍ يُغْلَى به في الأَهْدَافِ . قال أَبو حنيفةَ : وهو مِن المَرامِى . قال ثعلب : هو طَرَفُ السَّهْمِ الّذِي يُرْمَى به في الغَرَض . وعن النَّضْرِ : القُطْبَةُ لا يُعَدُّ سَهْماً ؛ وفي الحديث أَنَّه قال لرافِعِ بنِ خَدِيجٍ ورُمِىَ بسَهمٍ في ثُنْدُوَتِهِ : " إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ القُطْبَة وشَهِدتُ لكَ يومَ القِيَامةِ أَنَّكَ شَهِيدُ القُطْبَةِ " . القطْبُ : نَصْلُ السَّهْمِ ومنه الحديث : " فيَأْخُذُ سَهْمَه فينظُرُ إِلى قُطْبِهِ فلا يَرَى عليه دَماً " . ومثلَهُ قالَ السُّهَيْلِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ . والقُطْبُ والقُطْبَة : ضَرْبانِ من نَبَاتٍ وقيل : هي عُشْبَةُ لها ثَمَرَةُ وحَبُّ مثلُ حَبِّ الهَرَاسِ . وقال اللِّحْيَانِيُّ : هو ضَرْبُ من الشَّوْكِ تَتشعَّبُ منها ثلاثُ شَوْكاتٍ كَأَنَّهَا حَسَكُ . وقال أَبو حنيفةَ : القُطْبُ يَذهَبُ حِبالاً على الأَرْض طُولاً وله زهرةُ صفراءُ وشَوكةُ تكون إِذا حُصِدَ ويَبِسَ مُدَحْرَجَةً كأَنَّهَا حَصَاةُ . ج : قُطَبُ ؛ أَنشد :
أَنْشَبْتُ بالدَّلْو أَمْشِي نحو آجِنَةٍ ... مِن دُونِ أَرْجائِها القُلاَّمُ والقُطَبُووَرَقُ أَصْلِهَا يُشْبِهُ وَرَقَ النَّفَلِ والذُّرَق والقُطْبُ ثَمَرُهَا . وأَرْضُ قَطِبَةُ : يَنْبُتُ فيها ذلك النَّوعُ من النَّبات . وهَرِمُ كَكَتِف ابْنُ قُطْبَةَ ويقال : قُطْنَة بالنُّونِ الفَزارِيُّ الصَّحابيّ رّضِيَ اللهُ عنه الَّذي ثَبَّتَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَقْتَ الرِّدَّةِ وهو أَيضاً نافَرَ إِليه أَي : تحاكَمَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْل سَيِّدُ بني عَامِرٍ في الجاهلية ؛ وعَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ بْنِ عَوْفٍ العامريُّ من الأَشرافِ ومن المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ . والقُطَابَةُ بالضَّمِّ : القِطْعَةُ من اللَّحْمِ عن كُرَاع من : قَطَبَ الشَّيْءَ يَقْطِبُهُ قَطْباً : قَطَعَهُ
وبلالامٍ : ة بمِصْرَ سكنها محمّدُ بْنُ سنجرِ الجُرْجانيُّ بعدَ أَن كَتَبَ بالعِراقِ وتُوُفِّيَ سنة 258 . والقِطابُ ككِتَاب : المِزاجُ فيما يُشْرَبُ ولا يُشْرَبُ قاله اللَّيْثُ كقول الطّائفِيّة في صَنْعَة غِسْلَةٍ قال أَبو فَرْوَةَ : قَدِمَ فَرِيغُونُ بجاريةٍ قد اشتراها من الطّائف فَصِيحةٍ قال : فَدَخَلْتُ عليها وهي تُعَالِجُ شَيْئاً فقلت : ما هذا ؟ فقالت : هذهِ غِسْلَةُ فقلت : وما أَخْلاطُها ؟ فقالت : آخُذُ الزَّبِيبَ الجَيِّدَ فأُلْقِى لَزَجَهُ وأُلَجِّنُهُ وأُعَبِّيهِ بالوَخيفِ وأَقْطِبُهُ . وأَنشد غيُره :
" يَشْرَبُ الطِّرْمُ والصَّرِيفَ قِطاباً قال الطِّرْمُ : العَسَلُ . والصَّرِيفُ : اللَّبَنُ الحارُّ . قِطاباً : مِزاجاً كذا في لسان العرب . والقَطْبُ : القَطْعُ ومنه : قِطَابُ الجَيْبِ . وهو أَيضاً : مَجْمَعُ الجَيْبِ يقال : أَدخلتُ يَدِي في قِطابِ جَيْبِهِ : أَيْ مَجْمَعِهِ ؛ قال طَرَفَةُ :
رَحِيبُ قِطَابُ الجَيْبِ منها رَفِيقَةُ ... بِجَسِّ النِّدَامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ يعني ما يَتَضَامُّ من جاِنَبيِ الجَيْبِ وهو استعارة . وكُلُّ ذلك من القَطْب الّذي هو الجَمْعُ بينَ الشَّيْئيْن . وقال الفارِسِيُّ : وقِطابُ الجَيْبِ : أَرضهَ . والقِطَاب : ع نَقَلَهُ الصّاغانيّ . والقاطِبُ والقَطُوبُ كصَبُور : الأَسَدُ نقلهُ الصّاغانيُّ وكأَنَّه لتَعَبُّسِهِ . والقَطِيبُ كأَمِيرٍ : فَرَسُ صُرَدِ بْنِ حَمْزَةَ اليَرْبُوعِيِّ نقله الصّاغانيّ . والقُطَيْبُ : كَزُبَيْرٍ فَرَسُ سابِقِ بْنِ صُرَدٍ . والقُطَبِيَّةُ كعُرَنِيَّةٍ أَي بضم ففتح فتشديد التّحتيّة : ماءُ لِبني زِنْباعٍ و منه قَوْلُ عَبِيدٍ كأَمير ابْنِ الأَبْرَصِ
أَقْفَرَ من أَهْلِهِ مَلْحُوبُ ... فالقُطَبِيّاتُ فالذَّنُوبُ إِنّما أَرادَ بالقُطَبِيَّة هذا الماءَ جَمَعَها بما حَوْلَها أَو القُطَّبِيَّات بالضَّمّ مُشَدَّدةَ الطَّاءِ : جَبَلٌ خَفَّفَهُ الشّاعِرُ والأَوّلُ هو الصَّوابُ . والقُطْبَانُ كعُثْمَانَ : نَبْتٌوالقِطِبَّي بكسرٍ وتشديدِ الثّالثِ كالزِّمِكَّي : نَبْتُ آخَرُ يُصْنَعُ منه حَبْلُ مُبْرَمُ كحبلِ النّارَ جِيلِ فيَنْتَهِي ثَمَنُهُ مِائَةَ دِينَارٍ عَيْناً وهوَ خَيْرُ من الكِنْبارِ بالكسْر وسيأْتي في الرّاءِ . والقَطَبُ محرَّكَةً المَنهِىُّ عنه : هو أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ الشَّيءَ ثم يَأْخُذَ ما بَقِيَ من المَتَاعِ على حَسَبِ ذلكَ جُزافاً بغير وَزْنٍ يُعْتَبَرُ فيه بالأَوَّلِ عن كُراع . ومن المجاز : جاؤوا قاطِبَةً أَي جَمِيعاً قال سِيبوَيْهِ : لا يُسْتَعْمَلُ إلاّ حالاً وهو اسْمُ يَدُلُّ على العُمُوم : قال شيخُنَا : أَي إِلا منصوباً على الحالِيَّة هو الذي جزَمَ به أَئمّة العربيّة . وصَرَّح به الشَّيْخ ابْنُ هِشامٍ في المُغْنِى وغيره ومَنَعُوا خِلاَفَهُ وصَرَِّحُوا بأَنَّهُ لَحْنُ عامّىُّ غير جائز وإِن حاول الخَفاجِيّ رَدَّهُ وجَوازَ استعماله غيرَ حالٍ فلا دليلَ له عليه . انتهى . وعن اللَّيْث : قاطبة : اسْمُ يَجمَعُ كلَّ جِيلٍ من النّاس كقولك جاءَتِ العَرَبُ قاطِبةً . وفي حديث عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها : " لَمَّا قُبِضَ سَيّدُنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطِبَةً " أَي : جميعُهُمْ . قال ابْنُ الأَثيرِ : هكَذَا جاءَ في الحديث نَكِرَةً منصوبَةً غَيْرَ مُضَافةٍ ونصبُها على المصدر أَو الحال . وفي التّهذيب : القَطْبُ : المَزْجُ وذلك الخَلْطُ ومن هذا يُقالُ : جاءَ القَوْمُ قَاطِبَةً أَي : جميعاً مُخْتَلِطاً بعضُهُمْ ببعضٍ . وجاؤُوا بقَطِيبَتِهِم أَي : بِجَماعَتِهِمْ من ذلك . والقَطِيبَةُ : لَبَنُ المِعْزَي والضَّأْنِ يُقْطَبَانِ أَي يُخْلَطَانِ وهي النَّخِيسَةُ أَو لَبَنُ النّاقَةِ والشَّاةِ يُخْلَطَانِ ويُجْمَعانِ . وقيل : اللَّبَنُ الحَلِيبُ أَو الحَقِينُ يُخْلَطُ بالإِهالَة . وقد قَطَبْتُ له قَطِيبَةً فشَرِبَها . وكلّ ممزوجٍ : قَطِيبَةُ والقَطِيبَةُ الرَّثِيئَةُ . وقُطْبَةُ وقُطَيْبَةُ : اسمانِ