البَيْتُ من الشَّعَرِ : ما زاد على طريقةٍ واحدةٍ يَقعُ على الصَّغير والكبير قد يقال للمَبنِيّ من المَدَرِ م وهو معروف والخِباءُ : بيتٌ صغيرٌ من صُوفٍ أو شَعَرٍ فإذا كان أَكبَرَ من الخِباءِ فهو بَيْتٌ ثم مِظَلَّة إذا كَبُرتْ عن البيت وهي تُسمَّى بَيْتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُزَوَّقاً . وقال ابنُ الكلبيّ : بُيُوت العرب ستّة : قُبَّةٌ مِن أَدَمٍ وَمِظَلَّةٌ من شَعَر وخِباءٌ من صوف وبِجَادٌ من وَبَر وخَيْمَةٌ من شَجَر وأُقْنَةٌ من حَجَر وسوط من شعر وهو أصغرُها . وقال البغداديّ : الخِبَاءُ : بَيتٌ يُعْملُ من وَبرٍ أَو صوف أَو شَعر ويكون على عَمودينِ أَو ثلاثة والبيتُ يكونُ على ستَّة أعمدة إلى تسعة . وفي التَّوشيح : إِنهم أَطلَقوا الخِباءَ على البيت كيف كان كما نقله شيخُنا ج : أَبْياتٌ كسَيْف وأَسْيَاف وهو قليل وبُيُوتٌ بالضّمّ كما هو الأَشهرُ وبالكسر وقُرِئَ بهما في المُتَوَاتِر وجج أَي : جمع الجمع على ما ذكَره الجَوْهَرِيُّ أَبايِيتُ وهو جمع تكسير حكاه الجوهريُّ عن سيبويهِ وهو مثل أَقوالٍ وأَقاوِيلَ وبُيُوتاتٌ جمع سلامة لجمعِ التكسيرِ السّابق . حكَى أَبو عليّ عن الفراءِ أَبْيَاواتٌ وهذا نادرٌ وتَصْغِيرُه بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ الأَخير بكسر أَوَّلِه ولا تَقُلْ : بُوَيْتٌ ونسبه الجوهريُّ للعامَّة وكذلك القول في تصغير شَيْخ وعَيْرٍ وشَيْءٍ وأَشباهِها . البيتُ : الشَّرَفُ والجمعُ : البُيُوتُ ثمّ يُجْمَعُ بُيُوتَات جمع الجمع . وفي المُحْكم : والبيتُ من بُيُوتاتِ العرب : الذِي يَضُمُّ شَرَفَ القَبِيلةِ كآل حِصْنٍ الفَزَارِيِيّنَ وآلِ الجَدَّيْنِ الشَّيْبانِيِّينَ وآلِ عَبْدِ المَدَانِ الحارِثيِّينَ . وكان ابنُ الكلبيّ يزعمُ أَنّ هذِه البُيوتاتِ أَعلَى بيوتِ العَرب . ويقَالُ : بَيْتُ تَمِيم في بني حَنْظَلَةَ أي : شَرُفُهَا . وقال العَبّاس رضي الله عنه يمدَحُ سيِّدنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم :
حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المهَيْمِنُ مِن ... خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ
أَراد ببيتِه شَرَفَه العالِيَ . البَيْتُ أَيضاً : الشرِيفُ وفلانٌ بَيتُ قومِه : أَي شَريفُهم عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابيّ . من المجَاز : البَيت : التَّزْوِيجُ يُقال : باتَ فُلانٌ أي : تَزَوَّج وذا عن كُراع . ويقَال : بَنَى فلانٌ على امْرَأَتِهِ بَيْتاً : إذا أَعْرَسَ بها وأَدْخَلها بَيْتاً مضروباً وقد نَقَل إِليه ما يَحتاجون إِليه من آلَة وفِراش وغيرِه . وامْرَأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : أَصابتْ بَيْتاً وَبَعْلاً . بَيْتُ الرَّجل : القَصْرُ ومنه قولُ جِبريلَ عليه السلامُ : " بَشِّزْ خَدِيجةَ ببَيْتِ من قَصَبٍ " أَراد : بِقَصْر من لُؤلوةٍ مُجَوَّفَةٍ أَو بِقَصْرٍ من زُمُرُّذَةٍ . وبيتُ الرجل : دارُه . وبَيْته : قَصْرُه وشَرفُه . ونقل السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ مثلَ ذلك عن الخَطّابِيِّ وصَحَّحه ؛ قال : ولكن لِذكْرِ البَيْتِ هاهُنا بهذا اللَّفْظ - ولم يقل : بقَصْر - معنىً لائق بصُورَة الحالِ وذلك أَنّهَا كانت رَبَّةَ بيتِ إِسلام لم يكن على الأَرْض بيتُ إِسلامٍ إِلاّ بَيْتَهَا حين آمَنَت . وأَيضاً فإنّها أَوّلُ من بَنَى بَيتاً في الإِسلام بتزويجها رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلم ورغبتِهَا فيه وجزاءُ الفعلِ يُذْكَرُ بلفظ الفعل وإِن كان أَشرفَ منه . ومن هذا الباب " مَنْ بَنَى للهِ مسجداً بَنَى اللهُ له مٍثلَه في الجَنَّة " ثُمَّ لم يُرِدْ مِثْلَه في كونه مَسجداً ولا في صفتِه ولكن قابلَ البُنْيَانَ بالبُنْيَانِ أَي : كما بَنَى بُنِيَ له فوقَعَتِ المُماثَلَةُ لا في ذات المَبْنِيّ . وإِذا ثَبَتَ هذا فمن ها هنا اقتضت الفصاحةُ أَن يُعَبَّر لها عَمّا بُشِّرَتْ به بلفْظ البَيْت وإنْ كان فيه مالاَ عَيْنٌ رأَتْه ولا أُذُنٌ سَمِعَتْه ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ . انتهى بتصرُّفٍ يسير وهو كلام حَسنٌ راجِعْه في الرَّوْض . وفي الصّحاح : البيتُ أَيضاً : عِيَالُ الرَّجلِ ؛ قال الرّاجز :
" مالِي إِذا أَنْزِعُهَا صَأَيْتُ
" أَكِبَرٌ قد غالَنِي أَم بَيْتُ وهو مجاز . وبَيتُ الرَّجُل : امْرَأَتُهُ ويُكْنَى عن المرأَة بالبَيْت . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : العربُ تَكْنِي عن المرأَة بالبَيْت قاله الأَصمعيُّ وأَنشدَ :
" أَكِبَرٌ غَيَّرَنِي أَمْ بَيْتُ ؟ سَمَّى اللهُ تعالَى الكَعْبَة البَيْتَ الحَرَام شرَّفها الله تعالى . قال ابْنُ سِيدُه : وبيتُ الله تعالى : الكَعْبَةُ . قال الفارسيُّ : وذلك كما قيل للخليفة : عبدُ الله وللجَنَّة : دارُ السَّلام . قُلْت : فإِذا هو عَلَمٌ بالغَلَبَة على الكَعْبَة فيكون مَجازاً كالَّذِي يأْتي بعدَه هو قوله : البَيْتُ : القَبْرُ أي : على التَّشْبِيهِ قاله ابْنُ دُريْدٍ وأَنشد لِلَبِيدٍ :
وصاحِبِ مَلحُوبٍ فُجٍعْنَا بِيَوِمِهِ ... وعندَ الرِّدَاعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرٍ وفي حديثِ أَبي ذَرٍّ : " كيف تَصْنعُ إِذا ماتَ النّاسُ حتَّى يكونَ البَيْتُ بالوَصِيف ؟ " قال ابْنُ الأَثير : أَراد بالبيت هُنَا القبرَ . والوَصِيفُ : الغُلامُ . أَراد أَنّ مواضِعَ القبور تَضيقُ فيبْتاعون كُلَّ قَبرٍ بوَصِيف . في ألأَساس : من المجاز قولُهم : تُزُوِّجَتْ فلانةُ على بَيْتٍ : أي على فَرْشٍ يَكْفِي البَيتَ . وفي حديث عائشة رضي الله عنها " تَزَوَّجَنِي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم على بَيْتٍ قِيمتهُ خمسون دِرهماً " أي : على مَتَاع بَيتٍ فحُذِفَ المضَاف وأُقيِمَ المضَافُ إِليه مُقامَه . من المجَاز : البَيْت بَيْتَ الشّاعِرِ سُمِّيَ بَيْتاً لأَنَّهُ كلامٌ جُمِع منظوماً فصار كبَيتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ ورِوَاقٍ وعُمُدٍ . وقولُ الشّاعر :
وَبَيْتٍ على ظَهْرِ المَطِي بَنَيْتهُ ... بأَسْمَرَ مَشْقوقٍ الخَياشِيمِ يَرْعُفُقال : يَعْني بَيتَ شِعْر كتَبَه بالقَلَم . كذا في التَّهْذيب . وفي اللسَان : والبَيْت من الشَّعْر مُشتقٌّ من بَيتِ الخِبَاءِ وهو يَقَعُ على الصَّغِير والكبير كالرجزِ والطَّويل وذلك لأَنّه يضمُّ الكلامَ كما يَضمُّ البَيتُ أَهلَه ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً على التَّشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها والجمعُ أَبياتٌ . وحكى سيبويهِ في جمعه : بُيُوتٌ وهكذا قاله ابنُ جِنّي . قال أَبو الحسن : وإِذا كان البَيتُ من الشِّعْر مُشَبَّهاً بالبَيت من الخِبَاءِ وسائر البِناءِ لم يَمْتَنِعْ أَن يُكسَّر على ما كُسِّر عليه . والبَيُّوتُ كَخَرُّوبٍ : المَاءَ الباردُ يُقال : ماءٌ بَيُّوتٌ : باتَ فَبَرَد قال غَسَّانُ السَّلِيطِيُّ :
كَفاكَ فأَغْناكَ ابنُ نَضْلَةَ بعدَها ... عُلاَلَةَ بيُّوتٍ من الماءِ قارسِ قال الأَزهريّ : سمِعتُ أَعرابِيًّا يقولُ : اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ . أي : من لَبَنٍ حُلِبَ لَيلاً وحُقِنَ في السِّقاءِ حتى بَرَدَ فيه لَيلاً . وكذلك الماءُ إذا بَردَ في البَرّادة لَيلاً : بَيُّوتٌ . وأَمّا ما أَنشده ابن الأَعْرَابيّ :
" فَصَبَّحتْ حَوْضَ قَرىً بَيُّوتَا قال أُراه أَراد قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً فقَلَب . والقَرَى : ما يُجمَع في الحَوض من الماءِ ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماءِ خيرٌ من أَن يكونَ صفةً للحَوض إِذْ لا مَعنى لوَصْفِ الحَوْضِ . كذا في اللسان . البَيُّوت : الغابُّ من الخُبْزِ كالبائتِ يُقال : خُبْزٌ بائتٌ وكذلك البَيُّوت . البَيُّوتُ أَيضاً : الأَمْرُ يَبِيتُ لَهُ - وفي نسخة : عليه . ومثلُه في الصِّحاح - صاحِبُهُ مُهْتَمًّا به قال الهُذَلِيُّ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي عائذ :
وأجْعَلُ فُقْرَتَها عُدَّةً ... إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضَالِ وهَمٌّ بَيُّوتٌ : باتَ في الصَّدْر قال :
" على طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ في المُحْكَمِ : بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا وكذا يَبيتُ ويَبَات بَيْتا وبَياتاً كسَحاب ومَبِيتاً كمَقِيل وَبيْتُوتَةً : أَي يَفْعَلُه لَيْلاً وليْس مِنَ النَّوْمِ . وأَخْصَرُ من هذا عبارةُ الجوهريِّ : باتَ يبِيت ويَبَاتُ بيْتُوتَةً ؛ وبات يَفْعلُ كذا : إِذا فعلَه ليلاً كما يُقَال : يَفْعلُ كذا : إِذا فعلَه ليلاً كما يُقَال : ظَلَّ شيخُنا عن العَلاّمَة الدَّنوشَرِيّ في معنى قوله : وليس من النَّوم أَنَّ الفِعْلَ ليس من النَّوم أي : ليس نَوْماً فإِذا نامَ ليْلاً لايَصِحُّ أَنْ يُقَالَ : باتَ يَنامُ ؛ قال : وبعضُهم فَهِمَ قولَه : وليس من النَّوم على غير هذا الوجْهِ وقال : معناه : وليس ما ذُكر من الصّادر من النوم أي : ليس معناه بالنَّوْم فليُتَأَمَّل قال ويَجوز على هذا أَنْ يُقال : بات زيدٌ نائماً . وقَوَّى جماعةٌ هذا الفهمَ قاله الشّيخً ياسينُ في حواشي التَّصْريح وقال مُلاً عبدُ الحكيم في حواشيه على المُطَولّ : لمَا أَنشد :
" وباتَ وباتَتْ لَهُ لَيْلةٌالبيت : إِنّ بات فيه تامَّة بمعنى : أَقامَ ليلاً ونزلَ به نام أَوْ لا فلا يُنافِي قوَه : " ولم تَرْقُدِ " انتهى . قلتُ وقال أبْنَ كَيسانَ : باتَ يَجوز أَن يَجْرِي مَجْرَى نامَ وأَنْ يَجرىَ مَجْرَى كان قالَهُ في كان وأخواتها . قال الزّجّاج : كلّ من أَدْرَكَه اللّيْلُ فقد باتَ نامَ أَوْ لم يَنَمْ . وفي التنزيل العزيز " والَّذِينَ يَبِيتَونَ لِرَبَّهِمْ سُجَّداً وقِيَاماً " . والاسم من كلِّ ذلك البِيتَة . وفي التّهْذِيب عن الفَراءِ : بات الرَّجُل : إِذا سَهِرَ الليلَ كلَّه في طاعةِ الله أَو مَعْصِيَتِه . وقال اللَّيْث : البَيْتوتَة : دُخولُك في اللَّيل يُقَال : بِتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا قال : ومن قال : باتَ فُلانٌ إِذا نام فقد أَخطاَ أَلا تَرى أَنَّك تقولُ : بِتُّ أُراعِي النُّجُومَ . معناه : بِتُّ أَنظُرُ إِليها فيكف يَنَامُ وهو يَنظُرُ إِليها : وقَدْ بِتُّ القَوْمَ وبِتُّ بِهِم وبتُّ عِنْدَهُم حكاه أَبو عُبَيْد . يُقَالُ : أَباتَك الله إِبَاتَةً حَسَنَةً وباتَ بَيْتُوتةً صالِحةً . قال ابنُ سِيدَهْ وغيرُهُ : وأَباته اللهُ بخير وأَباتَهُ اللهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ بالكسر أي أحسن إباتة لكنَّه أَراد به الضَّرْبَ من المَبيت فبناهُ على فِعْلِه كما قالوا : قَتَلْتُهُ شَرَّ قِتْلةٍ وبِئسَتِ المِيتَةُ إِنّمَا أَرادوا الضَّرْبَ الَّذي أَصابَه من القَتْل والموت . وبَيَّتَ الأَمْرَ : عَمِلَهُ أَو دَبَّرَهُ لَيْلاً . وفي التَّنْزيل العزيز : " بَيَّتَ طائِفِةٌ مِنْهُم غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ " وفيه : " إِذْ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ " . وقال الزَّجَّاجُ : كُلُّ ما فُكِّر فيه أَو خِيضَ بليلٍ فقد بُيِّتَ . ويُقَال : بُيِّتَ بلَيْلٍ ودُبِّر بليلٍ بمعنًى واحدٍ . وقولُهُ . " والله يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُون " أَي : يُدَبِّرون ويُقَدِّرون من السُّوءِ ليْلا . وبُيِّتَ الشيءُ : أَي قُدِّرَ . وفي الحديث " أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً ولا يُقَيِّلهُ " أَي : إذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الَّليْل ولا إِلى القائله بل يُعَجِّل قِسْمَتَهُ . بَيَّتَ النخْلَ : شَذَّبَها من شَوْكِها وسَعَفِها وقد مرّ التّشذيب في ش ذ ب . بَيَّتَ القَوْمَ العدُوَّ : أَوْقعَ بهم لَيْلاً والاسم البَيَاتُ وأَتاهم الأَمْرُ بَياتاً أَي : أَتاهم في جَوْفِ اللَّيْل . ويقال : بَيَّتَ فلانٌ بَنِي فُلانٍ : إِذا أَتاهم بَيَاتاً فكبَسَهم وهم غارُّونَ . وفي الحديث : " أَنّه سُئلَ عن أَهْل الدَّار يُبَيَّتُون " أي : يُصابُون ليْلاً . وتَبْيِيتُ العَدُوِّ : هو أَنْ يُقْصَدَ في اللَّيْل من غير أَن يَعلَمَ فيُؤخَذ بَغْتَةً وهو البَيَاتُ ومنه الحديث : " إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا : " حم لا يُنْصَرُونَ " . وفي الحديث : " لا صِيامَ لمنْ لمْ يُبَيِّتِ الصِّيامَ " أي : يَنوِهِ من اللّيل يُقَال : بيَّتَ فلانٌ رأْيَه إِذا فَكَّر فيه وخَمَّرَه . وكلُّ ما دُبِّرَ فيه وفُكِّرَ بلَيْلٍ فقد بُيِّتَ . ومنه الحَدِيث : " هذا أَمْرٌ بُيِّتَ بِلِيْل " . والبِيتَةُ بالكسْرِ : القُوتُ كالبِيتِ بغير هاءٍ يُقال : ما عِنْدَه بِيتُ لَيلَةٍ ولا بِيْتَة لَيلة : أَي قُوتُ لَيلةٍ . والبِيتة أَيضاً : حالُ المَبِيت قال طَرَفةُ :
ظلَلْت بذي الأَرطَى فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ ... بِبِيتَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِالمبِيتُ : الموضعُ الذي يُباتُ فيه والمًسْتَبِيت : الفَقِيرُ . يُقَالٌ : امْرَأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : إِذا أَصابَتْ بَيْتاً وبَعْلاً . وتَبيَّتَهُ عن حاجَتِهِ : إِذا حَبَسَهُ عنْها . فُلانٌ لا يَسْتَبِيتُ لَيْلَةً : أَي مالَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ من القُوتِ . وسِنُّ بَيُّوتَةٌ بالتَّشديد : أَي لا تَسْقُطُ نقله الصّاغانيُّ . وبيَاتٌ كسحَابٍ : ة الصّوَابُ في هذه ككَتَّان والأَشبهُ أَن تكون من قُرَى المَغْرِب فإِنّه ينْسَب إِليها محمّد بن سَلْمان بن أَحمدَ المُرَّاكِشِيّ الصِّنْهَاجِيّ البتَّاتِيّ المقرِي من شُيوخ الإِسكَنْدرِيَّة سمع ابنَ رَواح وعنه الوانِي كما قيَّدَه الحافِظ . بَيَاتُ : كُورةٌ قُرْب واسِطَ منها عِزُّ الدِّين حسنُ بْنُ أَبِي العشَائِرِ بن محمود البيَاتِيّ الواسطيّ عن الكمال أَحمد الدّخميسيّ وعنه أَبو العَلاَءِ الفَرضِيّ . ومما يستدرك عليه : البُيوت الغَيْرُ المَسْكُونة في قوله تعلى : " لَيْسَ علَيْكُم جنَاحٌ " الآية يَعْنِي بها الخَانات وحَوانِيتَ التِّجَار والمواضِعَ الَّتي تُبَاع فيها الأَشياءُ ويُبِيحُ أُهلُها دخولَها . وقيل : إِنَّه يعني بها الخَرِبات الّتي يَدْخُلُهَا الرجلُ لبَوْلٍ أَو غائط . وقولُه تعالى : " في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ " قال الزَّجاج : أَراد المساجدَ قال : وقال الحسن : يَعني بَيْتَ المقْدِس . قال أَبو الحسن : وجَمَعَهُ تفخيماً وتعظيماً . وقد يكونُ البيتُ للعَنكبوتِ والضَّبّ وغيرِه من ذَوَات الجِحرِ وفي التنزيل العزيز " وإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوت " وفي المحكم : قال يعقوبُ : السُّرْفَةُ دابَّةٌ تَبنِي لنفْسها بَيتاً من كِسارٍ العِيدان وكذلك قال أَبو عُبَيْدٍ فجعل لها بَيتاً . وقال أَبو عُبيْدٍ أَيضاً : الصَّيْدَانُ دابَّةٌ تَعمل لنَفسها بَيتاً في جَوف الأَرض وتُعمِّيهِ . قال : وكُلُّ ذلك أُراه على التَّشبيه ببيت الإِنسان . والبَيْتُ : السَّفينة قال نُوحٌ على نبيِّنا وعليه الصَّلاة والسَّلام حِينَ دعا رَبَّهُ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ولِوَالِدَيَّ ولِمَنْ دخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً " فسمَّى سَفينَتَهُ الّتي رَكِبَهَا بيتاً . وأَهلُ بَيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلَّم : أَزواجُه وبِنْتُه وعلِيّ رضي الله عنهم . قال سيبويه : أَكثر الأَسماءِ دخُولاً في الاختصاص : بنُو فُلانٍ ومَعْشرٌ مُضَافة وأَهلُ البيت وآلُ فلانٍ . وفي الصّحاحِ : هو جارِي بَيْتَ بَيْتَ قال سِيبَوَيْهِ : من العرب من يَبنِيه كخمْسَةَ عَشَرَ ومنهم من يُضِيفه إِلاّ في حدّ الحالِ . وهو جارِي بَيتاً لِبَيتٍ وبيَتٌ لِبيْتٍ أَيضاً . وفي التّهذيب : هو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي : ملاصِقاً بُنِياَ على الفَتح ؛ لأَنّهما اسمانِ جُعِلا واحداً . وابْتَاتَ : أَي : بَيَّتَ نقلَه الصّاغانيّ . وعن ابن الأَعرابيّ : العربُ تقول : أَبيت وأَبَات وأَصِيدُ وأَصادُ ويَمُوت ويَمَات ويَدُوم ويَدَام وأَعيف وأَعاف ويقال : أَخِيل الغَيْث بناحِيَتكم وأَخال لُغَةٌ وأَزِيل يُقَال : زالَ يرِيدونَ أَزَالُ كذا في لسان العرب . وأَبْياتُ حُسَينٍ وبَيْتُ الفَقِيهِ أَحمدَ بْنِ مُوسى : مدينتانِ باليمن . وبيتٌ : اسم موضع قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
بوَجهِ بَنِي أَخِي أَسدٍ قَنَوْنَا ... إِلى بيْتٍ إِلى بَرْكِ الغِمَادِ قلت : وقرَأْت في المعجم لياقوت : إِنه يَبْتٌ بتقديم التحْتِيّة على الموَحَّدَة فلا أَدري أَيُّهما أَصَحُّ فليُراجعْ . وبنوْالبَيْتِيّ : قَبيلة من العَلَوِيَّة باليمن
فصل التاءِ المُثَنَّاة الفوقية مع مثلها
كَبَّهُ يَكُبُّه كَبّاً وكَبْكَبَه : قَلَبَه . وكَبَّ الرَّجُلُ إِناءَه يَكُبُّه كَبّاً . كَبَّهُ لوَجْهِهِ فانْكَبَّ أَيْ : صَرَعَه كَأَكَبَّهُ حكاه ابْنُ الأَعرابيّ مُرْدِفاً للمعنى الأَوَّلِ وأَنشد :
يا صاحِبَ القَعْوِ المُكَبِّ المُدْبِرِ ... إِنْ تَمْنَعِي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي وكَبَبْتُ القَصْعَةَ : قلبتها على وجْهِها . وطَعَنَه فكَبَّهُ لِوَجْهِه كذلك قال أَبو النَّجْمِ :
" فَكَبَّهُ بِالرمْح في دِمائِه
والفَرَسُ يَكُبُّ الحِمارَ إِذَا أَلقاه على وجْهه وهو مَجازٌ . والفارِسُ يَكُبُّ الوُحُوشِ : إِذا طعَنَهَا . فأَلْقاهَا على وجْهها . ورَجُلٌ أَكَبُّ : لا يزَالُ يَعْثُرُ . وكَبْكَبَهُ : إِذا قَلَبَ بعضَهُ على بعضٍ أَو رَمَى به من رأْسِ جَبَلٍ أَو حائطٍ . وكَبَّه فَأَكبَّ هو على وجْهه وهُوَ كما في نسخة وفي بعضها بإِسقاط الرّباعيّ منه لازِمٌ والثُّلاثِيُّ منه مُتَعَدٍّ وهذا في النَّوَادِرِ أَن يُقَال : أَفعَلْتُ أَنا وفَعَلْتُ غيري يقال : كَبَّ اللهُ عَدُوَّ المُسْلِمينَ ولا يُقَال : أَكَبَّ كذا في الصَّحِاح . قال شيخُنا . وصَرَّح بمثلِهِ ابْنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وغيرُ واحدٍ من أَئمَّة اللُّغَة والصَّرْف . وقال الزَّوزَنِيُّ : ولا نَظِيرَ له إِلاّ قولُهُم : عَرَضْتُه فأَعرَضَ ولا ثالِثَ لهما واسْتدرك عليهم الشِّهابُ الفَيُّومِيّ في خاتمة المصباح أَلفاظاً غيرَ هذَيْنِ لا يجري بعضُها على القاعدة كما يظهَرُ بالتَّأَمُّل . قلت : وسيأْتي البحث فيه في قَشَع وفي شَنَقَ وفي حَفَلَ وفي عَرَض . وفي تفسير القاضي أَثناءَ سُورة المُلْك أَنّ الهمزة في أَكَبَّ ونَحْوِه للصَّيْرُورَة وقد بسطَهُ الخَفَاجِيُّ في العناية . وأَكَبَّ الرَّجُل عَلَيْه أَيْ على الشَّيْءِ : أَقْبَلَ يَعْمَلُهُ . من المَجَاز : أَكَبّ الرَّجُلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه : إِذا لَزِمَ وهو مُكِبٌّ عليه لازِمٌ له . وأَكَبَّ عليه كَانْكَبَّ بمعنىً . أَكَبَّ لَهُ أَي : للشَّيْءِ إِذا تَحَانَى كذا في النُّسْخَة وفي بعضها : تَجانَأَ بالجيمِ والهمز ولعلَّهُ الصَّوابُ . وكَبَّ : إِذا ثَقُلَ يُقَالُ : أَلقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَهُ . عن أَبي عَمْروٍ : كَبَّ الرَّجُلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ بالضَّمِّ للحَمْضِ وهو شَجَرٌ جَيِّدُ الوَقُودِ يَصلُحُ وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيلِ يُحَسِّنُها ويُطَوَّلُها وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرْض وسَهُلَ واحدتُه كُبَّةٌ . وقيلَ : هو من نَجِيلِ العَلاَة . وقال ابْنُ الأَعْرَابيِّ : من الحَمْضِ : النَّجِيلُ والكُبُّ . كَبَّ الغَزْلَ : جَعَلَه كُبَباً وعن ابْنِ سِيدَهْ : كَبَّ الغَزْلَ : جعَلَه كُبَّةً . والكَبَّةُ بالفتح ويُضَمُّ : الدَّفْعَةُ في القِتَالِ والجَرْىُ وشِدَّتُه وأَنشدَ :
" ثارَ غُبَارُ الكَبَّةِ المائرُ الكبَّةُ : الحَمْلَةُ في الحَرْبِ يقالُ : كانت لهم كَبَّةٌ في الحرب أَي صَرْخةٌ ورأَيتُ للخَيْلَيْنِ كَبَّةً عظيمةً وهو مجاز . الكَبَّةُ : الزِّحامُ يُقَالُ : لَقيتُه على الكَبَّةِ أَيْ : الزَّحْمَةِ وهو مَجازٌ أَيضاً . وفي حديثُ أَبِي قَتَادَةَ : فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ المِيضَأَةَ تَكَابُّوا عليها " أَيْ ازْدَحَمُوا وهي تَفاعَلوا من الكَبَّةِ . قال أَبو رِيَاشٍ : الكُبَّةُ : إِفْلاَتُ الخَيْلِ وهي على المِقْوَسِ للجَرْىِ أَو للحَمْلة . الكَبَّةُ : الصدْمَةُ بَيْنَ الخَيْلَيْنِ نقله الصّاغانيُّ . ومن المجاز : جاءَتْ كَبَّةُ الشِّتَاءِ أَي : شِدَّتُهُ ودَفْعَتُه . الكَبَّة : الرَّمْىُ في الهُوَّةِ مِن الأَرْض كالكَبْكَبَةِ بالفَتْح ويُضَمُّ . والكِبْكِبَةُ بكسْرِ الكَافَيْنِ ؛ والكَبْكَبُ كجَعْفَرٍ وفي التَّنْزِيلِ العزيز : " فكُبِكُبوا فيها هُمْ والغَاوُونَ " قال اللَّيْثُ : أَي دُهْوِرُوا وجُمعُوا ثمَّ رُمِيَ بهم في هُوَّةِ النَّارِ . وقال الزَّجَّاجُ : طُرِحَ بعضُهُم على بعض وقال أَهل اللُّغَة : معناه دُهْوِرُوا . وحقيقة ذلك في اللُّغَة تكريرُ الانكباب كأَنَّهُ إِذا أُلْقِيَ يَنْكَبُّ مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ حتّى يَسْتَقِرَّ فيها . نستجيرُ باللهِ منها . الكُبَّةُ بالضَّمِّ : الجماعةُ من النّاس ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ :
وصاحَ من صاحَ في الأَجْلابِ وانْبَعَثَت ... وعَاثَ في كُبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِكالكَبْكَبَةِ بالفتح . في الحَدِيثِ كَبْكَبَةٌ من بني إِسرائيلَ " أَيْ : جَمَاعَةٌ . وفي حديثُ ابْنِ مسعود : أَنّه رأَى جَماعةً ذَهَبَتْ فَرَجَعَتْ فقالَ : إِيَّاكُمْ وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنَّها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ " أَي : جماعة السُّوقِ . ومن المَجَاز : جاؤُوا في كَبْكَبَةٍ أَي : جَمَاعَةٍ . وتَكَبْكَبُوا : تَجَمَّعُوا ؛ ورَمَاهُم بكُبَّتِهِ : أَيْ جَماعتِهِ . كُبَّةُ : فَرَسُ قَيْسِ بْنِ الغَوْثِ ابْنِ أَنْمَارِ بْنِ إِراشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بْن نَبْتِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ زَيْدِ بْن كَهْلانَ بْنِ سَبَإِ . الكُبُّ : الشَّيْءُ المجتمعُ من تُرَابٍ وغيرِه . وكُبَّةُ : الغَزْل : ما جُمعَ منه مشتَقٌّ من ذلك . وفي الصَّحِاح : الكُبَّةُ : الجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ تَقُول منه : كَبَبْتُ الغَزْلَ أَكُبُّة كَبّاً . والجَرَوْهَقُ . ليس بعَرَبِيٍّ وقد أَغفَلَهُ في القاف كما سيأْتي التَّنْبِيه عليه . الكُبَّةُ : الإِبلُ العَظيمةُ . ومن المَجَاز : المَثَلُ : " إِنَّكَ لَكَا لبائعِ الكُبَّةَ بالهُبَّةِ " . الهُبَّةُ : الرِّيحُ . ومنهم مَنْ رواهُ : الكُبَة بِالهُبَة بالتَّخْفِيفِ فيهما فالكُبَةُ من الكابِي والهُبَةُ من الهابِي . قال الأَزْهَرِيُّ : وهكذا قالَ أَبو زَيد في هذا المَثَلِ أَي : بتشديدِ البَاءَيْنِ فيهما . قال : ويُقَالُ : عليه كُبَّةٌ وبَقَرَةٌ أَيْ عليه عِيال الكُبَّةُ : الثِّقْلُ وفي نسخة الثَّقِيلُ وهو خطأٌ يقال : رَمَاهُمْ بكُتَّبهِ أَيْ : ثِقْلِهِ . والكُبَابُ كَغُرَابٍ : الكَثِيرُ من الإِبِل والغَنَم ونَحْوِهما . وقد يُوصَفُ به فيقال : نَعَمٌ كُبَابٌ وذلك إِذا رَكِبَ بعضُهُ على بعضٍ من كَثْرَتهِ . قال الفَرَزْدَقُ :
كُبَابٌ من الأَخْطارِ كانَ مُرَاحُهُ ... عَلَيْهَا فَأَوْدَي الظِّلْفُ منهُ وجامِلُهْ الكُبَاب : التُّرَابُ والطِّينُ اللاّزِبُ والثَّرَى النَّدِىُّ والجَعْدُ الكَثِيرُ الَّذِي قد لَزِمَ بعضُه بعضاً . قالَ ذُو الرُّمَّة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطَأَةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحَرِّ :
" تَوَخَّاهُ بالأظْلاَفِ حَتَّى كَأَنَّمَايُثِرْنَ الكُبَابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ هكذا أَوردهُ الجَوْهَرِيُّ " يُثِرْنَ " وصوابُ إِنشادِه " يُثِير " أَي : تَوخَّى الكِناسَ يَحْفِرُهُ بأَظلافه . والمِحْمَلُ : مِحْمَلُ السَّيْفِ شَبَّه عُرُوقَ الأَرطَي به . الكُبَابُ : جَبَلٌ ومَاءٌ . الكُبَابُ : ما تَكَبَّبَ أَي : تَجعَّدَ منَ الرَّمْلِ لرُطُوبته ويُقَالُ : تَكَبَّبَ الرَّملُ إِذا أَنْدَى فتَعقَّدَ ومنه سُمِّيَتْ كُبَّةُ الغًزْلِ أَشارَ له الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس . وقال أُمَيَّةُ يذكرُ حَمامَةَ نُوحٍ :
فجاءَتْ بَعْدَ ما رَكَضَتْ بقِطْفٍ ... عليهِ الثَّأْطُ والطِّينُ الكُبابُالكَبابُ بالفَتْحِ : الطَّبَاهِجَةُ وهو اللَّحْمُ المُشَرَّحُ المَشْوِيُّ قال ياقوت : وما أَظُنُّه إِلاّ فارِسِيّاً وبمثله جَزَم الخَفَاجِيُّ في شِفاءِ الغَليل . ومن المَجَازِ : كَبَّبوا اللَّحْمَ . والتَّكْبِيبُ : عَمَلُهُ من الكبَابِ وهو اللَّحْمُ يُكَبُّ على الجَمْرِ : يُلْقَى عليه . والمِكَبُّ كمِسَنٍّ أَي بالكسر : الرَّجُلُ الكَثِيرُ النَّظَرِ إِلى الأَرْض كالمِكْبابِ . وأَكَبَّ الرَّجُلُ إِكباباً : إِذا نَكَّسَ وفي التَّنْزِيلِ العزيز : " أَفَمنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ " . والمُكَبَّبَةُ على صيغة اسْم المفعول : حِنْطَةٌ غَبْرَاءُ غَلِيظَةُ السَّنَابِلِ أَمثالُ العَصَافيرِ وتِبٍنُها غَلِيظٌ لا تَنْشَط له الأَكَلَةُ . والكُبْكُب بالضَّمّ : الرَّجُلُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ الشَّدِيدُهُ كالكُبَاكِب بالضَّمِّ أَيضاً . ج كَبَاكِبُ بالفَتْح . وكُلُّ فَعَالِلٍ بالضَّمّ صفةً للواحد فإِنَّ الجَمْعَ فَعَالِلُ بالفتح مثلُ جُوَالِق وجَوَالِق . وتَكَتَّبَتِ الإِبِلُ : إِذا صُرِعتْ من داءٍ أَو هُزالٍ . والكَبْكَابُ بالفتح : تَمْرٌ غليظٌ كبيرٌ هاجِرٌ . والكَبْكابَةُ بهاءٍ : المَرْأَةُ السَّمِينَةُ كالبَكْباكَة والوَكْوَاكَةِ والكَوْكَاءَة والمَرْمارَة والرَّجْرَاجَة . والكِبْكِبُ بالكسْرِ ويُفْتَحُ : لُعْبَةٌ لهم . و : ع بالصَّفْراءِ . كَبْكَبٌ كَجَعْفَرٍ : اسْمُ جَبَل بِمَكَّةَ ولم يُقَيِّدْهُ في الصَّحِاح بمكانٍ وقَيَّدَهُ غيرُهُ بأَنَّه جَبَلٌ بعَرَفاتٍ خَلْفَ ظَهْرِ الإِمَامِ إِذا وَقَفَ وقيل هو ثَنِيَّةٌ . وقد صَرَفَه امْرُؤُ القَيْسِ والأَعْشَى تَرَكَ صَرْفَهُ . والكَبَابَةُ كسَحابةٍ : دَواءٌ صِينِيٌّ يُشْبِهُ الفُلْفُلَ الأَسْودَ وله خَواصُّ مذكورةٌ في كتب الطِّبّ . والكُبْكُوبُ والكُبْكُوبَةُ والكُبْكُبَةُ بضمِّهنّ : الجَمَاعَةُ من النّاسِ المُتَضامَّةُ بعضُها معَ بعض . وكُبَاكِبُ بالضَّمِّ : جَبَلٌ قال رُؤْبةُ :
أَرْأَسُ لو تَرْمِى بها كُباكِبَاً ... ما مَنَعَتْ أَوْ عالَها العَلاَهِبَا وقَيْسُ كُبَّةَ قَبيلَةٌ من بَجِيلَةَ . يقالُ : إِنّ كُبَّةَ اسْمُ فَرَسٍ له ؛ قال الرّاعي يهجوهم :
قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقهَا ... إِلى أَهْل نَجْدٍ لُؤْمُها وافْتِقَارُهَا وممَّا يُستدرَكُ عليه : كَبَّةُ النَّارِ بالفتح : صَدْمتُها ومنه حديثُ مُعاويةَ " إِنّكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ " . وكَبَّ فُلانٌ البعِيرَ : إِذا عقَرهُ قال :
يَكُبُّونَ العِشارَ لِمنْ أَتاهُمْ ... إِذا لَمْ يُسْكِتِ المِائَةُ الوَلِيدَا والكُبَّةُ بالضَّمّ : جماعةٌ من الخيل . وكُبَّةُ الخيلِ : مُعْظَمُهَا عن ثعلب . ومن كلام بعضِهم لبعضِ الملوك : لَقِيتُهُ في الكَبَّة طَعَنْتُهُ في السبَّة فأَخْرَجْتُها من اللَّبَّة . وقد مَرَّ بتفصليه في سَبَّ فراجِعْهُ . ويُقَالُ : عليه كُبَّةٌ وبَقَرَةٌ أَيْ : عِيالٌ وكُبْكِبُوا فيها : أَيْ جُمِعُوا . وجاءَ مُتَكَبْكِباً في ثِيابه : أَي مُتَزَمِّلاً . ومن المَجَازِ : تَكَبَّبَ الرَّجُلُ إِذا تَلَفَّفَ في ثوبه . كذا في الأَساس . وفي النّوادر : كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً ودَبْكَلْتُهُ وزَمْزَمْتُهُ وصَرْصَرْتُهُ وَكَرْكَرْتُه : إِذا جَمَعْتَهُ ورَدَدت أَطْرَافَ ما انْتَشَر مِنْه وكذلك كَبْكَبْتُه كذا في لسان العرب . والكُبَّةُ بالضَّمّ : غُدَّةٌ شِبْهُ الخُرَّاج وأَهلُ مِصْر يُطْلِقُونَها على الطّاعون وأَهلُ الشّام على لحْمٍ يُرَضُّ ويُخْلَطُّ مع دقيقِ الأَرُزّ ويُسَوَّى منه كهَيْئَةِ الرُّغْفَانِ الصِّغَارِ ونحوِها . وكَبَابٌ كسَحابٍ : جَبَلٌ