معنى مرادف كلمة نطاق في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
القرآنُ كلامُ
الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته وكلامُ الله لا يُحدّ ولا يُعدّ وهو غير
مخلوق تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون علُوّاً كبيراً وفي الحديث أَعوذ بِكلماتِ
الله التامّاتِ قيل هي القرآن قال ابن الأَثير إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا
القرآنُ كلامُ
الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته وكلامُ الله لا يُحدّ ولا يُعدّ وهو غير
مخلوق تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون علُوّاً كبيراً وفي الحديث أَعوذ بِكلماتِ
الله التامّاتِ قيل هي القرآن قال ابن الأَثير إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا
يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى
التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه وفي الحديث
سبحان الله عَدَد كلِماتِه كِلماتُ الله أي كلامُه وهو صِفتُه وصِفاتُه لا تنحصر
بالعَدَد فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في الكثرة وقيل يحتمل أَن يريد عدد
الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك ونَصْبُ عدد على المصدر وفي حديث النساء
اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة الله قيل هي قوله تعالى فإمساك بمعروف أو تسريح
بإحْسان وقيل هي إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه ابن سيده الكلام القَوْل معروف وقيل
الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه وهو
الجُزْء من الجملة قال سيبويه اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في الكلام على أَن يُحكى
بها ما كان كلاماً لا قولاً ومِن أَدلّ الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماعُ
الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا يقولوا القرآن قول الله وذلك أَنّ هذا
موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه فَعُبِّر لذلك عنه
بالكلام الذي لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة قال أَبو الحسن ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون
كل واحد منهما موضع الآخر ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة
قول كثيِّر لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً
وسُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب
السامع وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه
ورِقَّة حواشيه وقد قال سيبويه هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم فدكر هناك حرف
العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد وسمى كل
واحدة من ذلك كلمة الجوهري الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير والكَلِمُ لا
يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق ولهذا قال سيبويه هذا
باب علم ما الكلِمُ من العربية ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء
الاسم والفِعْل والحَرف فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد
والجماعة وتميم تقول هي كِلْمة بكسر الكاف وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات كَلِمة
وكِلْمة وكَلْمة مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ وقد يستعمل
الكلام في غير الإنسان قال فَصَبَّحَتْ والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ جابِيةً حُفَّتْ
بِسَيْلٍ مُفْعَمِ
( * قوله « مفعم » ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في
مادة فعم من الصحاح )
وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول أَلا ترى إلى قلة الكلام
هنا وكثرة القول ؟ والكِلْمَة لغةٌ تَميمِيَّةٌ والكَلِمة اللفظة حجازيةٌ وجمعها كَلِمٌ
تذكر وتؤنث يقال هو الكَلِمُ وهي الكَلِمُ التهذيب والجمع في لغة تميم الكِلَمُ
قال رؤبة لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ وقالل سيبويه هذا باب الوقف في
أَواخر الكلم المتحركة في الوصل يجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم
حينئذ مؤنثة ويجوز أن تكون من نعت الأَواخر فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا
دليل على تأْنيث الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً فأَما قول مزاحم العُقَيليّ
لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف
فوصفه بالجمع فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من قولهم ذهب به
الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ وكما قال تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ
رَأْسا فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد لما كانت الضبع هنا
جنساً وهي الكِلْمة تميمية وجمعها كِلْم ولم يقولوا كِلَماً على اطراد فِعَلٍ في
جمع فِعْلة وأما ابن جني فقال بنو تميم يقولون كِلْمَة وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر
وقوله تعالى وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه بكَلِمات قال ثعلب هي الخِصال العشر التي
في البدن والرأْس وقوله تعالى فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ قال أَبو إسحق
الكَلِمات والله أَعلم اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَلَمنا
أَنْفُسَنا قال أَبو منصور والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء وتقع على
لفظة مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة بأَسْرها
يقال قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته قال الجوهري الكلمة القصيدة بطُولها
وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً جاؤوا به على مُوازَنَة
الأَفْعال وكالمَه ناطَقَه وكَلِيمُك الذي يُكالِمُك وفي التهذيب الذي تُكَلِّمه
ويُكَلِّمُك يقال كلَّمْتُه تَكلِيماً وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً
وكِذَّاباً وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة وما أَجد مُتكَلَّماً بفتح اللام أي موضع
كلام وكالَمْته إذا حادثته وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر ويقال كانا مُتَصارِمَيْن
فأَصبحا يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ ابن سيده تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ
كل واحد منهما صاحِبَه ولا يقال تَكَلَّما وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى
وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة لاحتمل ما قلنا
وما قالوا يعني المعتزلة فلما جاء تكليماً خرج الشك الذي كان يدخل في الكلام وخرج
الاحتمال للشَّيْئين والعرب تقول إذا وُكِّد الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً
والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج الشك وقوله تعالى وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه
قال الزجاج عنى بالكلمة هنا كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله جَعلَها باقِيةً في
عَقِب إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة
وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ مِنْطِيقٌٌ وقال
ثعلب رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام فعبر عنه بالكثرة قال والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ
قال ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ قال أَبو الحسن وله عندي نظير وهو
قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام والكَلْمُ الجُرْح والجمع كُلُوم وكِلامٌ أَنشد
ابن الأَعرابي يَشْكُو إذا شُدَّ له حِزامُه شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه سمى
موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً وإنما حقيقته الجُرْحُ وقد يكون السَّلِيم
هنا الجَرِيحَ فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار وكَلَمَه يَكْلِمُه
( * قوله « وكلمه يكلمه » قال في المصباح وكلمه يكلمه من باب قتل ومن باب ضرب لغة
ا ه وعلى الأخيرة اقتصر المجد وقوله « وكلمة كلماً جرحه » كذا في الأصل وأصل
العبارة للمحكم وليس فيها كلماً ) كَلْماً وكَلَّمه كَلْماً جرحه وأَنا كالِمٌ
ورجل مَكْلُوم وكَلِيم قال عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ والكَلِيمُ فالجر
على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً والرفع على قولك
عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد والجمع كَلْمى وقوله تعالى أَخرجنا لهم دابّة من
الأَرض تُكَلِّمهم قرئت تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم فتَكْلِمُهم تجرحهم وتَسِمهُم
وتُكَلِّمُهم من الكلام وقيل تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم
وتُجَرِّحهم قال الفراء اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام وقال
أَبو حاتم قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم والكِلام الجراح وكذلك إن شدد
تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم وفسر فقيل تَسِمهُم في وجوههم تَسِمُ المؤمن
بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه وتَسِم الكافر بنقطة سوداء فيسودّ وجهه والتَّكْلِيمُ
التَّجْرِيح قال عنترة إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ نَهْدٍ تَعاوَرَه الكُماة
مُكَلَّمِ وفي الحديث ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي لم
تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم وأَصل الكَلْم الجُرْح وفي الحديث إنا نَقُوم
على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى جمع كَلِيم وهو الجَريح فعيل بمعنى مفعول وقد تكرر
ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً وفي التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل
بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح قال أَبو منصور سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه
أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم كَوَّن الكلمة بشَراً ومعنى الكَلِمة معنى الولد
والمعنى يُبَشِّرُك بولد اسمه المسيح وقال الجوهري وعيسى عليه السلام كلمة الله
لأَنه لما انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ
الله وأَسَدُ الله والكُلام أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس قال ابن دريد ولا
أَدري ما صحته والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الرِّدْفُ ما تَبِعَ الشيءَ وكل شيء
تَبِع شيئاً فهو رِدْفُه وإذا تَتابع شيء خلف شيء فهو التَّرادُفُ والجمع
الرُّدافَى قال لبيد عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى تَخَوَّنَها نُزولي
وارْتِحالي ويقال جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً ويقال للحُداةِ
ال
الرِّدْفُ ما تَبِعَ الشيءَ وكل شيء
تَبِع شيئاً فهو رِدْفُه وإذا تَتابع شيء خلف شيء فهو التَّرادُفُ والجمع
الرُّدافَى قال لبيد عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى تَخَوَّنَها نُزولي
وارْتِحالي ويقال جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً ويقال للحُداةِ
الرُّدافَى وأَنشد أَبو عبيد للراعي وخُود من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى
قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ وقيل الرُّدافَى الرَّدِيف وهذا أَمْر
ليس له رِدْفٌ أَي ليس له تَبِعةٌ وأَرْدَفَه أَمْرٌ لغةٌ في رَدِفَه مثل تَبِعَهُ
وأَتْبَعَه بمعنًى قال خُزَيْمةُ بن مالك ابن نَهْدٍ إذا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ
الثُّرَيّا ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا يعني فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ بن
عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَين قال ابن بري ومثل هذا البيت قول الآخر قَلامِسة ساسُوا
الأُمورَ فأَحْسَنوا سِياسَتَها حتى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ قال ومعنى بيت خزيمة على
ما حكاه عن أَبي بكر بن السراج أَن الجوزاء تَرْدَفُ الثريَّا في اشْتِدادِ الحرّ
فَتَتَكَبَّدُ السماء في آخر الليل وعند ذلك تَنْقطعُ المياه وتَجِفُّ فتتفرق
الناسُ في طلب المياه فَتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه فلا يدري أَين مَضَتْ ولا أَين
نزلت وفي حديث بَدْر فأَمَدَّ هُمُ اللّه بأَلفٍ من الملائكة مُرْدِفِينَ أَي
مُتتابعينَ يَرْدَفُ بعضُهم بعضاً ورَدْفُ كل شيء مؤخَّرُه والرِّدْفُ الكَفَلُ
والعجُزُ وخص بعضهم به عَجِيزَةَ المرأَة والجمع من كل ذلك أَرْدافٌ والرَّوادِفُ
الأَعْجازُ قال ابن سيده ولا أَدري أَهو جمع رِدفٍ نادر أَم هو جمع رادِفةٍ وكله
من الإتباع وفي حديث أَبي هريرة على أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ شَحْماً
تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ هي طرائِقُ الشَّحْمِ واحدتها رادِفةٌ وتَرَادَفَ
الشيءُ تَبِع بعضُه بعضاً والترادفُ التتابع قال الأَصمعي تَعاوَنُوا عليه
وتَرادفوا بمعنى والتَّرادُفُ كِناية عن فعلٍ قبيح مشتق من ذلك والارْتِدافُ
الاسْتِدْبارُ يقال أَتينا فلاناً فارْتَدَفْناه أَي أَخذناه من ورائه أَخذاً عن
الكسائي والمُتَرادِفُ كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان وهي متفاعلان
( * قوله « متفاعلان إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه وشرح القاموس ) ومستفعلان
ومفاعلان ومفتعلان وفاعلتان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل
وفعول سمي بذلك لأَن غالب العادة في أَواخر الأَبيات أَن يكون فيها ساكن واحد
رَوِيّاً مقيداً كان أَو وصْلاً أَو خُروجاً فلما اجتمع في هذه القافية ساكنان
مترادفان كان أَحدُ الساكنين رِدْفَ الآخَرِ ولاحقاً به وأَرْدَفَ الشيءَ بالشيء
وأرْدَفَه عليه أَتْبَعَه عليه قال فأَرْدَفَتْ خَيلاً على خَيْلٍ لي كالثِّقْل
إذْ عالى به المُعَلِّي ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه رَكِبَ خَلْفَه وارْتَدَفَه
خَلْفَه على الدابة ورَدِيفُكَ الذي يُرادِفُك والجمع رُدَفاء ورُدافَى كالفُرادَى
جمع الفريد أَبو الهيثم يقال رَدِفْتُ فلاناً أَي صرت له رِدْفاً الزجاج في قوله
تعالى بأَلْفٍ من الملائكةِ مُرْدِفِينَ معناه يأْتون فِرْقَةً بعد فرقة وقال
الفراء مردفين متتابعين قال ومُرْدَفِينَ فُعِلَ بهم ورَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه
بمعنى واحد شمر رَدِفْتُ وأَرْدَفْتُ إذا فَعَلْتَ بنفسك فإذا فعلت بغيرك
فأَرْدَفْتُ لا غير قال الزجاج يقال رَدِفْتُ الرجل إذا ركبت خلفه وأَرْدَفْتُه
أَركبته خلفي قال ابن بري وأَنكر الزُّبَيْدِي أَرْدَفْتُه بمعنى أَركبته معك قال
وصوابه ارْتَدَفْتُه فأَما أَرْدَفْتُه ورَدِفتُه فهو أَن تكون أَنت رِدْفاً له
وأَنشد إذا الجوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا لأَن الجَوْزاء خَلْف الثريا
كالرِّدْف الجوهري الرِّدْفُ المُرْتَدِفُ وهو الذي يركب خلف الراكب والرَّديفُ
المُرْتَدِفُ والجمع رِدافٌ واسْتَرْدَفَه سَأَله أَن يُرْدِفَه والرِّدْفُ الراكب
خَلْفَك والرِّدْفُ الحَقيبةُ ونحوها مما يكون وراء الإنسان كالرِّدْف قال الشاعر
فبِتُّ على رَحْلي وباتَ مَكانَه أُراقِبُ رِدْفي تارةً وأُباصِرُهْ ومُرادَفَةُ
الجَرادِ رُكُوبُ الذكر والأُُنثى والثالث عليهما ودابةٌ لا تُرْدِفُ ولا تُرادِفُ
أَي لا تَقْبَلُ رَديفاً الليث يقال هذا البِرْذَوْنُ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِفُ
أَي لا يَدَعُ رَديفاً يَرْكَبُه قال الأَزهري كلام العرب لا يُرادِفُ وأَما لا
يُرْدِفُ فهو مولَّد من كلام أَهْلِ الحَضَرِ والرِّدافُ مَوْضِعُ مَرْكَبِ
الرَّدِيفِ قال ليَ التَّصْديرُ فاتْبَعْ في الرِّدافِ وأَرْدافُ النُّجومِ
تَوالِيها وتَوابِعُها وأرْدَفَتِ النجومُ أَي تَوالَتْ والرِّدْفُ والرَّديفُ
كوْكَبٌ يَقْرُبُ من النَّسْرِ الواقعِ والرَّديفُ في قول أَصحابِ النجوم
هوالنَّجْم الناظِرُ إلى النجم الطالع قال رؤبة وراكِبُ المِقْدارِ والرَّديفُ
أَفْنى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ وراكبُ المِقْدارِ هو الطالع والرَّديفُ هو
الناظر إليه الجوهري الرَّديفُ النجْمُ الذي يَنُوءُ من المَشْرِقِ إذا غاب
رَقيبُه في المَغْرِب ورَدِفَه بالكسر أَي تَبِعَه وقال ابن السكيت في قول جرير
على علَّةٍ فيهنَّ رَحْلٌ مُرادِفُ أَي قد أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بعير وقد
خَلَفَ قال أَوس أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّمِيلِ مُرادِفِ
( * قوله « أمون إلخ » كذا بالأصل )
الليث الرِّدْفُ الكَفَلُ وأَرْدافُ المُلوك في الجاهلية الذين كانوا يَخْلُفونهم
في القِيام بأَمر المَمْلَكة بمنزلة الوُزَراء في الإسلام وهي الرَّدافةُ وفي
المحكم هم الذين كانوا يَخْلُفُونَهم نحو أَصحاب الشُّرَطِ في دَهْرِنا هذا
والرَّوادِفُ أَتباع القوم المؤخَّرون يقال لهم رَوادِفُ وليسوا بأَرْدافٍ
والرِّدْفانِ الليلُ والنهار لأَن كل واحد منهما رِدْفُ صاحبه الجوهري الرِّدافةُ
الاسم من أَرْدافِ المُلُوك في الجاهِلِيّة والرِّدافةُ أَن يَجْلِسَ الملِكُ
ويَجْلِسَ الرِّدْفُ عن يمينه فإذا شَرِبَ الملكُ شرب الرِّدْفُ قبل الناس وإذا
غزا الملِكُ قعد الردفُ في موضعه وكان خَلِيفَتَه على الناس حتى يَنْصَرف وإذا
عادتْ كَتِيبةُ الملك أَخذ الرِّدْفُ المِرْباعَ وكانت الرِّدافةُ في الجاهلية
لبني يَرْبُوع لأَنه لم يكن في العرب أَحدٌ أَكثرُ إغارة على ملوك الحِيرةِ من بني
يَرْبُوع فصالحوهم على أَن جعلوا لهم الرِّدافةَ ويَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ
الغارةَ قال جرير وهو من بني يَرْبُوع رَبَعْنا وأَرْدَفْنا المُلُوكَ فَظَلِّلُوا
وِطابَ الأَحالِيبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا وِطاب جمع وَطْبِ اللَّبَن قال ابن بري
الذي في شعر جرير ورادَفْنا الملوك قال وعليه يصح كلام الجوهري لأَنه ذكره شاهداً
على الرِّدافةِ والرِّدافة مصدر رادَف لا أَرْدَفَ قال المبرد وللرِّدافةِ
مَوْضِعان أحَدُهما أَن يُرْدِفَ الملوك دَوابَّهم في صَيْدٍ أَو تَرَيُّفٍ والوجه
الآخر أَنْ يَخْلُفَ الملِكَ إذا قام عن مَجْلِسِه فيَنْظُرَ في أَمْرِ الناس أَبو
عمرو الشّيبانيُّ في بيت لبيد وشَهِدْتُ أَنْجِيةَ الأُفاقةِ عالياً كَعْبي و
أَرْدافُ المُلُوكِ شُهودُ قال وكان الملِكُ يُرْدِفُ خَلفه رجلاً شريفاً وكانوا
يركبون الإبل ووجَّه النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم مُعاوِيةَ مع وائلِ بن حُجْرٍ
رسولاً في حاجةٍ له ووائِلٌ على نَجِيبٍ له فقال له معاوية أَرْدِفْني وسأَله أَن
يُرْدِفَه فقال لسْتَ من أَرْدافِ المُلُوك وأَرْدافُ المُلوك هم الذين
يَخْلُفُونهم في القِيامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمنزلة الوزَراء في الإسلام واحدهم
رِدْفٌ والاسم الرِّدافةُ كالوزارةِ قال شمر وأَنشد ابن الأعرابي هُمُ أَهلُ
أَلواحِ السَّريرِ ويمْنه قَرابينُ أَردافٌ لهَا وشِمالُها قال الفراء الأرْدافُ
ههنا يَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم في الشرف يقول يتبع البَنُونَ الآباء في الشَّرف
وقول لبيد يصف السفينة فالْتامَ طائِقُها القَديمُ فأَصْبَحَتْ ما إنْ يُقَوِّمُ
دَرْأَها رِدْفانِ قيل الرِّدْفانِ الملاّحانِ يكونانِ على مُؤَخَّر السفينة وأَما
قول جرير منَّا عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ ومَعْبَدٌ والحَنْتَفانِ ومنهم الرِّدْفانِ
أَحَدُ الرِّدْفَيْن مالكُ بن نُوَيْرَةَ والرِّدْفُ الآخر من بني رَباحِ بن
يَرْبُوع والرِّدافُ الذي يجيء
( * قوله « والرداف الذي يجيء » كذا بالأصل وفي القاموس والرديف الذي يجيء بقدحه
بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم قال شارحه
وقال غيره هو الذي يجيء بقدحه إلى آخر ما هنا ثم قال والجمع رداف ) بِقدْحِه بعدما
اقتسموا الجَزُورَ فلا يردُّونَه خائباً ولكن يجعلون له حَظّاً فيما صار لهم من
أَنْصِبائِهم الجوهري الرِّدْفُ في الشعر حَرْفٌ ساكن من حروف المَدّ واللِّينِ
يَقعُ قبل حرف الرّوِيّ ليس بينهما شيء فإن كان أَلفاً لم يَجُز معها غيرها وإن كان
واواً جاز معه الياء ابن سيده والردف الأَلف والياء والواو التي قبل الروي سمي
بذلك لأَنه ملحق في التزامه وتَحَمُّلِ مراعاته بالروي فجرى مَجْرى الرِّدْفِ
للراكب أَي يَلِيه لأَنه ملحق به وكُلْفَته على الفرس والراحلة أَشَقُّ من
الكُلْفة بالمُتَقَدِّم منهما وذلك نحو الأَلف في كتاب وحساب والياء في تَلِيد
وبَلِيد والواو في خَتُولٍ وقَتول قال ابن جني أَصل الردف للأَلف لأَن الغَرَض فيه
إنما هو المدّ وليس في الأَحرف الثلاثة ما يساوي الأَلف في المدّ لأَن الأَلف لا
تفارق المدَّ والياء والواو قد يفارقانه فإذا كان الرِّدْف أَلفاً فهو الأَصل وإذا
كان ياء مكسوراً ما قبلها أَو واواً مضموماً ما قبلها فهو الفرع الأَقرب إليه لأَن
الأَلف لا تكون إلا ساكنة مفتوحاً ما قبلها وقد جعل بعضهم الواو والياء رِدْفَيْن
إذا كان ما قبلهما مَفْتوحاً نحو رَيْبٍ وثَوْبٍ قال فإن قلت الردف يتلو الراكبَ
والرِّدْفُ في القافية إنما هو قبل حرف الرَّوِيّ لا بعده فكيف جاز لك أَن
تُشَبِّهَه به والأَمر في القضية بضدّ ما قدَّمته ؟ فالجواب أَن الرِّدْفَ وإِن
سبق في اللفظ الروِيَّ فإنه لا يخرج مما ذكرته وذلك أَن القافية كما كانت وهي آخر
البيت وجهاً له وحِلْيَةً لصنعته فكذلك أَيضاً آخِرُ القافية زينةٌ لها ووجهٌ
لِصَنْعَتِها فعلى هذا ما يجب أَن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِية والاعتناءُ
بآخِرِها أَكثر منه بأَوّلها وإذا كان كذلك فالرّوِيّ أَقْرَبُ إلى آخر القافية من
الرّدف فبه وَقَعَ الابتداء في الاعتداد ثم تَلاه الاعتدادُ بالردف فقد صار الردف
كما تراه وإن سبق الروي لفظاً تبعاً له تقديراً ومعنًى فلذلك جاز أَن يشبه الردفُ
قبل الرَّوِيّ بالردف بعدَ الراكبِ وجمع الرِّدْفِ أَرْدافٌ لا يُكَسَّر على غير
ذلك ورَدِفَهُمُ الأَمْرُ وأَرْدَفَهم دَهَمَهُم وقوله عز وجل قل عَسَى أَن يكون
رَدِفَ لكم يجوز أَن يكون أَرادَ رَدِفَكُم فزاد اللام ويجوز أَن يكون رَدِفَ مما
تَعَدَّى بحرف جرّ وبغير حرف جرّ التهذيب في قوله تعالى رَدِفَ لكم قال قَرُبَ لكم
وقال الفراء جاء في التفسير دنا لكم فكأَنَّ اللام دخلت إِذ كان المعنى دنا لكم
قال وقد تكون اللام داخلة والمعنى رَدِفَكم كما يقولون نقَدتُ لها مائةً أَي
نقدْتها مائة ورَدِفْتُ فلاناً ورَدِفْتُ لفلان أَي صرت له رِدْفاً وتزيد العربُ
اللامَ مع الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول سَمِع له وشكَرَ له ونَصَحَ له أَي
سَمِعَه وشكَرَه ونصَحَه ويقال أَرْدَفْت الرجل إذا جئت بعده الجوهري يقال كان نزل
بهم أَمْرٌ فَرَدِفَ لهم آخَرُ أَعظمُ منه وقال تعالى تَتْبَعُها الرَّادِفةُ
وأَتَيْناه فارْتَدفناه أَي أَخذناه أَخذاً والرَّوادِف رَواكِيبُ النخلةِ قال ابن
بري الرَّاكُوبُ ما نَبَتَ في أَصلِ النخلة وليس له في الأَرض عِرْقٌ والرُّدافَى
على فُعالى بالضمِّ الحُداةُ والأَعْوانُ لأَنه إذا أَعْيا أَحدهم خَلَفه الآخر
قال لبيد عُذافرةٌ تَقَمَّصُ بالرَّدافَى تَخَوَّنَها نُزُولي وارْتِحالي
ورَدَفانُ موضع واللّه أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
نَطَقَ الناطِقُ
يَنْطِقُ نُطْقاً تكلم والمَنطِق الكلام والمِنْطِيق البليغ أَنشد ثعلب والنَّوْمُ
ينتزِعُ العَصا من ربِّها ويَلوكُ ثِنْيَ لسانه المِنْطِيق وقد أَنْطَقَه الله
واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه وكتاب ناطِقٌ بيِّن على المثل كأَنه يَنْطِق قال
نَطَقَ الناطِقُ
يَنْطِقُ نُطْقاً تكلم والمَنطِق الكلام والمِنْطِيق البليغ أَنشد ثعلب والنَّوْمُ
ينتزِعُ العَصا من ربِّها ويَلوكُ ثِنْيَ لسانه المِنْطِيق وقد أَنْطَقَه الله
واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه وكتاب ناطِقٌ بيِّن على المثل كأَنه يَنْطِق قال
لبيد أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ وكلام
كل شيء مَنْطِقُه ومنه قوله تعالى عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير قال ابن سيده وقد
يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير وأَنشد
سيبويه لم يَمْنع الشُّرْبَ منها غَيْرَ أَن نطقت حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ
لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها وموضعها الرفع وحكى يعقوب أَن أَعرابيّاً ضَرطَ
فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه وقال إنها خَلْف نَطَقَت خَلْفاً يعني بالنطق
الضرط وتَناطَق الرجلان تَقاوَلا وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه قاوَلَه وقوله
أَنشده ابن الأعرابي كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ تَهزُّج الرِّياح
بالعَشارِقِ أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته وقولهم ما له صامِت ولا
ناطِقٌ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه وقيل الصامِتُ الذهب والفضة والجوهر
والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره سمي ناطِقاً لصوته وصوتُ كلِّ شيء مَنْطِقه
ونطقه والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ كل ما شد به وسطه غيره والمِنْطَقة
معروفة اسم لها خاصة تقول منه نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق أي شدَّها في
وسطه ومنه قولهم جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا يبلغ أَعلاه وجاء فلان
منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه قال خداش بن زهير وأَبرَحُ ما أَدامَ الله
قَوْمي على الأَعداء مُنْتَطِقاً مُجِيدا يقول لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً ويقال
إنه أَراد قولاً يُسْتجاد في الثناء على قومي وأَراد لا أَبرح فحذف لا وفي شعره
رَهْطي بدل قومي وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد وقد انْتَطق بالنِّطاق
والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ الأَخيرة عن اللحياني والنِّطاق شبه إزارٍ فيه
تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به وفي حديث أُم إسمعيل أَوَّلُ ما اتخذ النساءُ
المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً هو النِّطاق وجمعه مناطق وهو أَن
تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند
مُعاناةِ الأَشغال لئلا تَعْثُر في ذَيْلها وفي المحكم النَّطاق شقَّة أو ثوب
تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة فالأَسفل
يَنْجَرّ على الأَرض وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ والجمع نُطُق وقد
انْتَطَقت وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها وأَنشد ابن الأعرابي تَغْتال
عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ وانْتَطق الرجل أَي
لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك وقالت عائشة في نساء الأَنصار فعَمَدْن إلى
حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها
حين أَنزل الله تعالى ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن المَناطِق واحدها مِنْطق
وهو النِّطاق يقال مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف
ومِسْردَ وسِراد وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ذات النطاقَيْنِ
لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق وقيل إنه كان لها نِطاقان تلبس أحدهما وتحمل
في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه
وهما في الغار قال وهذا أصح القولين وقيل إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت
أَحدهما وجعلت الآخر شداداً لزادهما وروي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه وسلم لما خرج مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت
أَسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب فلذلك كانت تسمى
ذات النطاقين واستعاره علي عليه السلام في غير ذلك فقال من يَطُلْ أَيْرُ أَبيه
يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم قال ابن بري ومنه قول الشاعر فلو
شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ طويلاً كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ وقال شمر في
قول جرير والتَّغْلَبيون بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ
مِنْطِيقُ تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ
قال شمر مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها وقال بعضهم النِّطاق والإزار
الذي يثنى والمِنْطَقُ ما جعل فيه من خيط أَو غيره وأَنشد تَنْبُو المَناطقُ عن
جُنُوبهِمُ وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب
والرخاوة ويقال تَنَطَّقَ بالمِنْطقة وانْتَطق بها ومنه بيت خِداش بن زهير على
الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا وقد ذكر آنفاً والمُنَطَّقةُ من المعز البيضاءُ موضِع
النِّطاق ونَطَّق الماءُ الأَكَمَةَ والشجرة نَصَفَها واسم ذلك الماء النِّطاق على
التشبيه بالنِّطاق المقدم ذكره واستعارة عليّ عليه السلام للإسلام وذلك أَنه قيل
له لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خَضَب ؟ فقال كان ذلك
والإسلامُ قُلٌّ فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما اختار التهذيب
إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد نَطَّقَها وفي حديث العباس
يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ
عَلْياءَ تحتها النُّطُقُ النُّطُق جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض
أَي نواحٍ وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس ضربه مثلاً له في
ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال وأَراد ببيته شرفه
والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسبِ
خِنْدِفَ وذات النِّطاقِ أَيضاً اسم أَكَمةٍ لهم ابن سيده ونُطُق الماء طرائقه
أَراه على التشبيه بذلك قال زهير يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ حَبْوَ
الجَواري تَرى في مائة نُطُقا والنَّاطِقةُ الخاصرة
معنى
في قاموس معاجم
اللَّمُّ الجمع
الكثير الشديد واللَّمُّ مصدر لَمَّ الشيء يَلُمُّه لَمّاً جمعه وأصلحه ولَمَّ
اللهُ شََعَثَه يَلُمُّه لَمّاً جمعَ ما تفرّق من أُموره وأَصلحه وفي الدعاء لَمَّ
اللهُ شعثَك أي جمع اللهُ لك ما يُذْهب شعثك قال ابن سيده أي جمعَ مُتَفَرِّقَك
وق
اللَّمُّ الجمع
الكثير الشديد واللَّمُّ مصدر لَمَّ الشيء يَلُمُّه لَمّاً جمعه وأصلحه ولَمَّ
اللهُ شََعَثَه يَلُمُّه لَمّاً جمعَ ما تفرّق من أُموره وأَصلحه وفي الدعاء لَمَّ
اللهُ شعثَك أي جمع اللهُ لك ما يُذْهب شعثك قال ابن سيده أي جمعَ مُتَفَرِّقَك
وقارَبَ بين شَتِيت أَمرِك وفي الحديث اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا وفي حديث آخر
وتَلُمّ بها شَعَثي هو من اللَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا ورجُل
مِلَمٌّ يَلُمُّ القوم أي يجمعهم وتقول هو الذي يَلُمّ أَهل بيته وعشيرَته ويجمعهم
قال رؤبة فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِلَمّ أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ
أَمرَنا ورجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه
وقولهم إنّ دارَكُما لَمُومةٌ أَي تَلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم قال فَدَكيّ
بن أَعْبد يمدح علقمة بن سيف لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ ولَمَّني لَمَّ الهِدِيّ
إلى الكريمِ الماجِدِ
( * قوله « لأحبني » أَنشده الجوهري وأحبني )
ابن شميل لُمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه فقد أَصاب
لُمّةً والواحد لُمَّة والجمع لُمَّة وكلُّ مَن لقِيَ في سفره ممن يُؤنِسُه أَو
يُرْفِدُه لُمَّة وفي الحديث لا تسافروا حتى تُصيبوا لُمَّة
( * قوله « حتى تصيبوا لمة » ضبط لمة في الأحاديث بالتشديد كما هو مقتضى سياقها في
هذه المادة لكن ابن الأثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى قوله قال الجوهري الهاء عوض
إلخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة إلخ البيت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأم ) أَي رُفْقة
وفي حديث فاطمة رضوان الله عليها أَنها خرجت في لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ
ذَيْلَها إلى أَبي بكرفعاتبته أَي في جماعة من نسائها قال ابن الأَثير قيل هي ما
بين الثلاثة إلى العشرة وقيل اللُّمَّة المِثْلُ في السن والتِّرْبُ قال الجوهري
الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه وهو مما أَخذت عينه كَسَهٍ ومَهٍ وأَصلها
فُعْلة من المُلاءمة وهي المُوافقة وفي حديث علي كرم الله وجهه ألا وإنّ معاوية
قادَ لُمَّة من الغواة أي جماعة قال وأما لُمَة الرجل مثله فهو مخفف وفي حديث عمر
رضي الله عنه أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه فقال أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ
منكم لُمَتَه من النساء ولتَنْكح المرأةُ لُمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه
وقِرْنَه في السِّن ويقال لك فيه لُمَةٌ أي أُسْوة قال الشاعر فإن نَعْبُرْ فنحنُ
لنا لُماتٌ وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ وقال ابن الأعرابي لُمات أَي أَشباه
وأَمثال وقوله فنحن على ندور أي سنموت لا بدّ من ذلك وقوله عز وجل وتأْكلون
التُّرابَ أْكَلاً لَمّاً قال ابن عرفة أَكلاً شديداً قال ابن سيده وهو عندي من
هذا الباب كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث ويستأْصله والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فيجعله
لُقَماً قال الله عز وجل وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّاً قال الفراء أي شديداً
وقال الزجاج أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّاً أي تَلُمُّون بجميعه وفي الصحاح
أَكْلاً لَمّاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه قال أبو عبيدة يقال لَمَمْتُه أَجمعَ حتى
أتيت على آخره وفي حديث المغيرة تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أي تأْكل كثيراً
مجتمعاً وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ وإنَّ كُلاً لَمّاً مُنَوَّنٌ
ليُوَفِّيَنَّهم قال يجعل اللَّمَّ شديداً كقوله تعالى وتأكلون التُّراثَ أكلاً
لَمّاً قال الزجاج أراد وإن كلاً ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأن معنى اللّمّ الجمع تقول
لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إذا جمعته الجوهري وإنَّ كلاً لماً ليوفينهم بالتشديد قال
الفراء أصله لممّا فلما كثرت فيها المِيماتُ حذفت منها واحد وقرأَ الزهري لمّاً
بالتنوين أي جميعاً قال الجوهري ويحتمل أن يكون أن صلة لمن من فحذفت منها إحدى
الميمات قال ابن بري صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِن مَن قال وعليه يصح
الكلام يريد أن لَمّاً في قراءة الزهري أصلها لَمِنْ مَن فحذفت الميم قال وقولُ من
قال لَمّا بمعىن إلاَّ فليس يعرف في اللغة قال ابن بري وحكى سيبويه نَشدْتُك الله
لَمّا فَعَلْت بمعنى إلاّ فعلت وقرئ إن كُلُّ نَفْس لَمّا عليها حافظٌ أي ما كل
نفس إلا عليها حافظ وإن كل نفس لعليها
( * قوله « وإن كل نفس لعليها حافظ » هكذا في الأصل وهو إنما يناسب قراءة لما
يالتخفيف ) حافظ وورد في الحديث أنْشُدك الله لَمّا فعلت كذا وتخفف الميم وتكونُ
ما زائدة وقرئ بهما لما عليها حافظ والإلْمامُ واللَّمَمُ مُقاربَةُ الذنب وقيل
اللّمَم ما دون الكبائر من الذنوب وفي التنزيل العزيز الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ
الإِثْمِ والفواحِشَ إلا اللَّمَمَ وألَمَّ الرجلُ من اللَّمَمِ وهو صغار الذنوب
وقال أميّة إنْ تَغْفِر اللَّهمَّ تَغْفِرْ جَمّا وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا ؟
ويقال هو مقارَبة المعصية من غير مواقعة وقال الأَخفش اللَّمَمُ المُقارَبُ من
الذنوب قال ابن بري الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت قال وذكر عبد الرحمن عن عمه عن
يعقوب عن مسلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال مر أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمروة وهو
يقول لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا أَتَمَّه اللهُ وقد أَتَمَّا إن تغفر اللهم تغفر
جمّاً وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا ؟ قال أبو إسحق قيل اللّمَمُ نحو القُبْلة
والنظْرة وما أَشبهها وذكر الجوهري في فصل نول إن اللّمَم التقبيلُ في قول وَضّاح
اليَمَن فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها وأنْبأتُها ما رُخّصَ اللهُ في
اللّمَمْ وقيل إلاّ اللَّمَمَ إلاّ أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب قال
ويدلّ عليه قوله تعالى إنّ ربَّك واسِعُ المغفرة غير أن اللَّمَم أن يكونَ الإنسان
قد أَلَمَّ بالمعصية ولم يُصِرَّ عليها وإنما الإلْمامُ في اللغة يوجب أنك تأْتي
في الوقت ولا تُقيم على الشيء فهذا معنى اللّمَم قال أبو منصور ويدل على صاحب قوله
قولُ العرب أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْماماً وما تَزورُنا إلاَّ لِمَاماً قال أبو عبيد
معناه الأَحيانَ على غير مُواظبة وقال الفراء في قوله إلاّ اللّمَم يقول إلاّ
المُتقاربَ من الذنوب الصغيرة قال وسمعت بعض العرب يقول ضربته ما لَمَم القتلِ
يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل قال وسمعت آخر يقول ألَمَّ يفعل كذا في معنى كاد
يفعل قال وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد فهي لَمَمٌ وهي مغفورة فإن أَعادَ
النظرَ فليس بلَمَمٍ وهو ذنب وقال ابن الأعرابي اللّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة
وقال أبو زيد كان ذلك منذ شهرين أو لَمَمِها ومُذ شهر ولَمَمِه أو قِرابِ شهر وفي
حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقُتُلُ حَبَطاً أو
يُلِمُّ قال أبو عبيد معناه أو يقرب من القتل ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة
فلولا أنه شيء قضاه اللهُ لأَلَمَّ أن يذهب بصرُه يعني لِما يرى فيها أي لَقَرُب
أن يذهب بصره وقال أبو زيد في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا وكذا وهو الذي قارَب
أن يَحمِل وفي حديث الإفْكِ وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله أي
قارَبْتِ وقيل الَّمَمُ مُقارَبةُ المعصية من غير إِيقاعِ فِعْلٍ وقيل هو من
اللّمَم صغار الذنوب وفي حديث أبي العالية إن اللَّمَم ما بين الحَدَّين حدُّ
الدنيا وحدِّ الآخرة أي صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في
الآخرة والإلْمامُ النزولُ وقد أَلَمَّ أَي نزل به ابن سيده لَمَّ به وأَلَمَّ
والتَمَّ نزل وألَمَّ به زارَه غِبّاً الليث الإلْمامُ الزيارةُ غِبّا والفعل
أَلْمَمْتُ به وأَلْمَمْتُ عليه ويقال فلانٌ يزورنا لِماماً أي في الأَحايِين قال
ابن بري اللِّمامُ اللِّقاءُ اليسيرُ واحدتها لَمّة عن أبي عمرو وفي حديث جميلة
أنها كانت تحت أَوس بن الصامت وكان رجلاً به لَمَمٌ فإذا اشْتَدَّ لَمَمُه ظاهر من
امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار قال ابن الأثير اللَّمَمُ ههنا الإلْمامُ
بالنساء وشدة الحرص عليهن وليس من الجنون فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء
وغلام مُلِمٌّ قارَب البلوغَ والاحتلامَ ونَخْلةٌ مُلِمٌّ ومُلِمّة قارَبتِ
الإرْطابَ وقال أَبو حنيفة هي التي قاربت أن تُثْمِرَ والمُلِمّة النازلة الشديدة
من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا وأما قول عقيل بن أبي طالب أَعِيذُه من حادِثات
اللَّمَّهْ فيقال هو الدهر ويقال الشدة ووافَق الرجَزَ من غير قصد وبعده ومن
مُريدٍ هَمَّه وغَمَّهْ وأنشد الفراء علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها
تُدِيلُنا اللَّمَّةَ من لَمّاتِها فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها قال ابن
بري وحكي أن قوماً من العرب يخفضون بلعل وأنشد لعلَّ أَبي المِغْوارِ منكَ قريبُ
وجَمَلٌ مَلْمومٌ ومُلَمْلم مجتمع وكذلك الرجل ورجل مُلَمْلم وهو المجموع بعضه إلى
بعض وحجَر مُلَمْلَم مُدَمْلَك صُلْب مستدير وقد لَمْلَمه إذا أَدارَه وحكي عن
أعرابي جعلنا نُلَمْلِمُ مِثْلَ القطا الكُدْرِيّ من الثريد وكذلك الطين وهي
اللَّمْلَمة ابن شميل ناقة مُلَمْلَمة وهي المُدارة الغليظة الكثيرة اللحم
المعتدلة الخلق وكَتيبة مَلْمومة ومُلَمْلَمة مجتمعة وحجر مَلْموم وطين مَلْموم
قال أبو النجم يصف هامة جمل مَلْخمومة لَمًّا كظهر الجُنْبُل ومُلَمْلَمة الفيلِ
خُرْطومُه وفي حديث سويد ابن غَفلة أتانا مُصدِّقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
فأَتاه رجل بناقة مُلَمْلَمة فأَبى أَن يأْخذَها قال هي المُسْتديِرة سِمَناً من
اللَّمّ الضمّ والجمع قال ابن الأثير وإنما ردّها لأنه نُهِي أن يؤخذ في الزكاة
خيارُ المال وقَدح مَلْموم مستدير عن أبي حنيفة وجَيْش لَمْلَمٌ كثير مجتمع وحَيٌّ
لَمْلَمٌ كذلك قال ابن أَحمر منْ دُونِهم إن جِئْتَهم سَمَراً حَيٌّ حلالٌ
لَمْلَمٌ عَسكَر وكتيبة مُلَمْلَمة ومَلْمومة أيضاً أي مجتمعة مضموم بعضها إلى بعض
وصخرة مَلمومة ومُلَمْلمة أي مستديرة صلبة واللِّمّة شعر الرأْس بالكسر إذا كان
فوق الوَفْرة وفي الصحاح يُجاوِز شحمة الأُذن فإذا بلغت المنكبين فهي جُمّة
واللِّمّة الوَفْرة وقيل فوقَها وقيل إذا أَلَمّ الشعرُ بالمنكب فهو لِمّة وقيل
إذا جاوزَ شحمة الأُذن وقيل هو دون الجُمّة وقيل أَكثرُ منها والجمع لِمَمٌ
ولِمامٌ قال ابن مُفَرِّغ شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق منهم في وُجوهٍ مع اللِّمامِ
الجِعاد وفي الحديث ما رأَيتُ ذا لِمّةٍ أَحسَن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللِّمّةُ من شعر الرأْس دون الجُمّة سمِّيت بذلك لأنها أَلمَّت بالمنكبين فإذا
زادت فهي الجُمّة وفي حديث رِمْثة فإذا رجل له لِمّةٌ يعني النبي صلى الله عليه
وسلم وذو اللِّمّة فرس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذو اللِّمّة أيضاً فرس
عُكاشة بن مِحْصَن ولِمّةُ الوتِدِ ما تشَعَّثَ منه وفي التهذيب ما تشَعّث من رأْس
المَوتود بالفِهْر قال وأشْعَثَ في الدارِ ذي لِمّةٍ يُطيلُ الحُفوفَ ولا يَقْمَلُ
وشعر مُلَمَّم ومُلَمْلَمٌ مَدهون قال وما التَّصابي للعُيونِ الحُلَّمِ بعدَ
ابْيِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ العُيون هنا سادةُ القوم ولذلك قال الحُلَّم ولم
يقل الحالِمة واللَّمّةُ الشيء المجتمع واللّمّة واللَّمَم كلاهما الطائف من الجن
ورجل مَلمُوم به لَمَم وملموس وممسُوس أي به لَمَم ومَسٌّ وهو من الجنون واللّمَمُ
الجنون وقيل طرَفٌ من لجنون يُلِمُّ بالإنسان وهكذا كلُّ ما ألمَّ بالإنسان طَرَف
منه وقال عُجَير السلوليّ وخالَطَ مِثْل اللحم واحتَلَّ قَيْدَه بحيث تَلاقَى
عامِر وسَلولُ وإذا قيل بفلان لَمّةٌ فمعناه أن الجن تَلُمّ الأَحْيان
( * قوله تلم الاحيان هكذا في الأصل ولعله أراد تلمّ به بعض الأحيان ) وفي حديث
بُرَيدة أن امرأة أَتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه لَمَماً بابنتِها قال
شمر هو طرَف من الجنون يُلِمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه فوصف لها الشُّونِيزَ
وقال سيَنْفَع من كل شيء إلاَّ السامَ وهو الموت ويقال أَصابتْ فلاناً من الجن
لَمّةٌ وهو المسُّ والشيءُ القليل قال ابن مقبل فإذا وذلك يا كُبَيْشةُ لم يكن
إلاّ كَلِمَّة حالِمٍ بَخيالٍ قال ابن بري قوله فإذا وذلك مبتدأ والواو زائدة قال
كذا ذكره الأخفش ولم يكن خبرُه وأنشد ابن بري لحباب بن عمّار السُّحَيمي بَنو
حَنيفة حَيٌّ حين تُبْغِضُهم كأنَّهم جِنَّةٌ أو مَسَّهم لَمَمُ واللاَّمَّةُ ما
تَخافه من مَسٍّ أو فزَع واللامَّة العين المُصيبة وليس لها فعل هو من باب دارِعٍ
وقال ثعلب اللامّة ما أَلمَّ بك ونظَر إليك قال ابن سيده وهذا ليس بشيء والعَين
اللامّة التي تُصيب بسوء يقال أُعِيذُه من كلِّ هامّةٍ ولامّة وفي حديث ابن عباس
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذ الحسن والحسين وفي رواية أنه
عَوَّذ ابنيه قال وكان أبوكم إبراهيمُ يُعَوِّذ إسحق ويعقوب بهؤلاء الكلمات
أُعِيذُكُما بكلمة الله التامّة من كل شيطان وهامّة وفي رواية من شرِّ كل سامّة
ومن كل عين لامّة قال أبو عبيد قال لامّة ولم يقل مُلِمّة وأصلها من أَلْمَمْت
بالشيء تأْتيه وتُلِمّ به ليُزاوِج قوله من شرِّ كل سامّة وقيل لأنه لم يخرَد طريقُ
الفعل ولكن يُراد أنها ذاتُ لَمَمٍ فقيل على هذا لامَّة كما قال النابغة كِلِيني
لِهَمٍّ يا أُمَيْمة ناصِب ولو أراد الفعل لقال مُنْصِب وقال الليث العينُ اللامّة
هي العين التي تُصيب الإنسان ولا يقولون لَمَّتْه العينُ ولكن حمل على النسب بذي
وذات وفي حديث ابن مسعود قال لابن آدم لَمَّتان لَمّة من المَلَك ولَمّة من
الشيطان فأما لمَّة الملك فاتِّعاذٌ بالخير وتَصْديق بالحق وتطييب بالنفس وأما
لَمّةُ الشيطان فاتِّعادٌ بالشرّ وتكذيب بالحق وتخبيث بالنفس وفي الحديث فأما
لَمَّة الملَك فيَحْمَد اللهَ عليها ويتعوَّذ من لمّة الشيطان قال شمر اللِّمّة
الهَمّة والخَطرة تقع في القلب قال ابن الأثير أراد إلمامَ المَلَك أو الشيطان به
والقربَ منه فما كان من خَطَرات الخير فهو من المَلك وما كان من خطرات الشرّ فهو
من الشيطان واللّمّة كالخطرة والزَّوْرة والأَتْية قال أَوس بن حجر وكان إذا ما
الْتَمَّ منها بحاجةٍ يراجعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا يعني داهيةً جعل تُماضِر
اسم امرأة داهية قال والْتَمَّ من اللَّمّة أي زار وقيل في قوله للشيطان لَمّةٌ أي
دُنُوٌّ وكذلك للمَلك لمَّة أي دُنوّ ويَلَمْلَم وألَمْلَم على البدل جبل وقيل
موضع وقال ابن جني هو مِيقاتٌ وفي الصحاح ميْقاتُ أهل اليمن قال ابن سيده ولا أدري
ما عَنى بهذا اللهم إلاّ أن يكون الميقات هنا مَعْلَماً من مَعالِم الحج التهذيب
هو ميقات أهل اليمن للإحرام بالحج موضع بعينه التهذيب وأما لَمّا مُرْسَلة الأَلِف
مشدَّدة الميم غير منوّنة فلها معانٍ في كلام العرب أحدها أنها تكون بمعنى الحين
إذا ابتدئ بها أو كانت معطوفة بواو أو فاءٍ وأُجِيبت بفعل يكون جوابها كقولك لمّا
جاء القوم قاتَلْناهم أي حينَ جاؤُوا كقول الله عز وجل ولَمّا وَرَد ماءَ مَدْيَن
وقال فلمّا بَلَغ معه السَّعْيَ قال يا بُنيَّ معناه كله حين وقد يقدّم الجوابُ
عليها فيقال اسْتَعَدَّ القومُ لقتال العَدُوِّ لمّا أََحَسُّوا بهم أي حين
أَحَسُّوا بهم وتكون لمّا بمعنى لم الجازمة قال الله عز وجل بل لمّا يَذُوقوا عذاب
أي لم يذوقوه وتكون بمعنى إلاَّ في قولك سأَلتكَ لمَّا فعلت بمعنى إلا فعلت وهي
لغة هذيل بمعنى إلا إذا أُجيب بها إن التي هي جَحْد كقوله عزَّ وجل إنْ كلُّ
نَفْسٍ لمَّا عليها حافظٌ فيمن قرأَ به معناه ما كل نفس إلا عليها حافظ ومثله قوله
تعالى وإن كلٌّ لمَّا جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرون شدّدها عاصم والمعنى ما كلٌّ إلا
جميع لدينا وقال الفراء لما إذا وُضِعت في معنى إلا فكأَنها لمْ ضُمَّت إليها ما
فصارا جميعاً بمعنى إن التي تكون جَحداً فضموا إليها لا فصارا جميعاً حرفاً واحداً
وخرجا من حدّ الجحد وكذلك لمّا قال ومثل ذلك قولهم لولا إنما هي لَوْ ولا جُمِعتا
فخرجت لَوْ مِنْ حدِّها ولا من الجحد إذ جُمِعتا فصُيِّرتا حرفاً قال وكان الكسائي
يقول لا أَعرفَ وَجْهَ لمَّا بالتشديد قال أبو منصور ومما يعدُلُّك على أن لمّا
تكون بمعنى إلا مع إن التي تكون جحداً قولُ الله عز وجل إن كلٌّ إلا كذَّب
الرُّسُلَ وهي قراءة قُرّاء الأَمْصار وقال الفراء وهي في قراءة عبد الله إن
كلُّهم لمّا كذَّب الرسلَ قال والمعنى واحد وقال الخليل لمَّا تكون انتِظاراً لشيء
متوقَّع وقد تكون انقطاعةً لشيء قد مضى قال أَبو منصور وهذا كقولك لمَّا غابَ
قُمْتُ قال الكسائي لمّا تكون جحداً في مكان وتكون وقتاً في مكان وتكون انتظاراً
لشيء متوقَّع في مكان وتكون بمعنى إلا في مكان تقول بالله لمّا قمتَ عنا بمعنى إلا
قمتَ عنا وأما قوله عز وجل وإنَّ كُلاً لما ليُوَفِّيَنَّهم فإنها قرئت مخففة
ومشددة فمن خفّفها جعل ما صلةً المعنى وإن كلاً ليوفينهم ربُّك أَعمالَهم واللام
في لمّا لام إنّ وما زائدة مؤكدة لم تُغيِّر المعنى ولا العملَ وقال الفراء في لما
ههنا بالتخفيف قولاً آخر جعل ما اسْماً للناس كما جاز في قوله تعالى فانْكِحوا ما
طابَ لكمْ منَ النساء أن تكون بمعنى مَن طابَ لكم المعنى وإن كلاً لمَا
ليوفِّينَهم وأما الللام التي في قوله ليوفِّينَّهم فإنها لامٌ دخلت على نية يمينٍ
فيما بين ما وبين صلتها كما تقول هذا مَنْ لَيذْهبَنّ وعندي مَنْ لَغيرُه خيْرٌ
منه ومثله قوله عز وجل وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئنَّ وأما مَن شدَّد لمّا من
قوله لمّا ليوفينهم فإن الزجاج جعلها بمعنى إلا وأما الفراء فإنه زعم أن معناه
لَمَنْ ما ثم قلبت النون ميماً فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهنّ وهي الوسطى فبقيت
لمَّا قال الزجاج وهذا القول ليس بشيء أيضاً لأن مَنْ ( ) ( هكذا بياض بالأصل ) لا
يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين قال وزعم المازني أنّ لمّا اصلها لمَا خفيفة ثم
شدِّدت الميم قال الزجاج وهذا القول ليس بشء أَيضاً لأن الحروف نحو رُبَّ وما
أَشبهها يخفف ولا يثَقَّّل ما كان خفيفاً فهذا منتقض قال وهذا جميع ما قالوه في
لمَّا مشدّدة وما ولَما مخففتان مذكورتان في موضعهما ابن سيده ومِن خَفيفِه لَمْ
وهو حرف جازم يُنْفَى به ما قد مضى وإن لم يقع بَعْدَه إلا بلفظ الآتي التهذيب
وأما لَمْ فإنه لا يليها إلا الفعل الغابِرُ وهي تَجْزِمُه كقولك لم يفعلْ ولم
يسمعْ قال الله تعالى لم يَلِدْ ولم يُولَدْ قال الليث لم عزيمةُ فِعْلٍ قد مضى
فلمّا جُعِلَ الفعل معها على جهة الفعل الغابر جُزِمَ وذلك قولك لم يخرُجْ زيدٌ
إنما معناه لا خرَجَ زيد فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحمَلوا الفعل على بناء
الغابر فإذا أُعِيدَت لا ولا مرّتين أو أَكثرَ حَسُنَ حينئذ لقول الله عز وجل فلا
صَدَّقَ ولا صَلّى أي لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ قال وإذا لم يُعد لا فهو ف المنطق
قبيح وقد جاء قال أمية وأيُّ عَبدٍ لك لا أَلَمَّا ؟ أي لم يُلِمَّ الجوهري لمْ
حرفُ نفي لِما مضى تقول لم يفعلْ ذاك تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من
الزمان وهي جازمة وحروف الجزم لمْ ولَمّا وأَلَمْ وأَلَمّا قال سيبويه لم نفيٌ
لقولك هو يفعل إذا كان في حال الفعل ولمّا نفْيٌ لقولك قد فعل يقول الرجلُ قد ماتَ
فلانٌ فتقول لمّا ولمْ يَمُتْ ولمّا أَصله لم أُدخل عليه ما وهو يقع موقع لم تقول
أَتيتُك ولمّا أَصِلْ إليك أي ولم أَصِلْ إليك قال وقد يتغير معناه عن معنى لم
فتكون جواباً وسبباً لِما وقَع ولِما لم يَقع تقول ضربته لَمّا ذهبَ ولمّا لم يذهبْ
وقد يُخْتَزَلُ الفعل بعده تقول قارْبتُ المكانَ ولمَّا تريد ولمَّا أَدخُلْه
وأنشد ابن بري فجئتُ قُبورَهم بَدْأً ولَمّا فنادَيْتُ القُبورَ فلم تُجِبْنَه
البَدْءُ السيِّدُ أي سُدْتُ بعد موتهم وقوله ولمّا أي ولمّا أَكن سيِّداً قال ولا
يجوز أن يُخْتَزَلَ الفعلُ بعد لمْ وقال الزجاج لمّا جوابٌ لقول القائل قد فعلَ
فلانٌ فجوابه لمّا يفعلْ وإذا قال فَعل فجوابه لم يَفعلْ وإذا قال لقد فعل فجوابه
ما فعل كأَنه قال والله لقد فعل فقال المجيب والله ما فعل وإذا قال هو يفعل يريد
ما يُسْتَقْبَل فجوابه لَن يفعلَ ولا يفعلُ قال وهذا مذهب النحويين قال ولِمَ
بالكسر حرف يستفهم به تقول لِمَ ذهبتَ ؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف منه الألف
قال الله تعالى عَفَا اللهُ عنك لِمَ أَذِنْتَ لهم ؟ ولك أن تدخل عليها الهاء في
الوقف فتقول لِمَهْ وقول زياد الأَعْجم يا عَجَبا والدَّهرُ جَمٌّ عَجَبُهْ مِنْ
عَنَزِيٍّ سبَّني لم أَضْرِبُهْ فإنه لما وقف على الهاء نقل حركتها إلى ما قبلها
والمشهور في البيت الأول عَجِبْتُ والدهرُ كثيرٌ عَجَبُهْ قال ابن بري قولُ
الجوهري لِمَ حرفٌ يستفهم به تقول لِمَ ذهبتَ ؟ ولك أن تدخل عليه ما قال وهذا كلام
فاسد لأن ما هي موجودة في لِمَ واللام هي الداخلة عليها وحذفت أَلفها فرقاً بين
الاستفهاميّة والخبرية وأما أَلَمْ فالأصل فيها لَمْ أُدْخِل عليها أَلفُ
الاستفهام قال وأما لِمَ فإنها ما التي تكون استفهاماً وُصِلَت بلام وسنذكرها مع
معاني اللامات ووجوهها إن شاء الله تعالى