الرِّدْفُ بِالْكَسْرِ : الرَّاكِبُ خلْفَ الرَّاكِبِ كَالْمُرْتَدِفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والرَّدِيفِ وجَمْعُه : رِدَافٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً والرُّدَافَى كَحُبَارَى ومنه قَوْلُ الرَّاعِي :
" وخُودٍ مِنَ الَّلائِي يُسَمَّعْنَ في الضُّحَىقَرِيضَ الرُّدَافَى بِالْغِناءِ الْمُهَوَّدِ ويُقَال : الرُّدَافَى هنا : جَمْعُ رَدِيفٍ وبِهِمَا فُسِّرَ . وكُلُّ مَا تَبِعَ شَيْئاً فهو رِدْفُهُ . قال اللَّيْثُ : الرِّدْفُ : كَوْكَبٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ . الرِّدْفُ أَيضاً : تَبِعَةُ الأَمْرِ يُقال : هذا أَمْرٌ ليس له رِدْفٌ أَي : ليس لَهُ تَبِعَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ ويُحَرَّكُ أَيضاً نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ . الرِّدْفُ : جَبَلٌ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . واللِّيْلُ والنَّهَارُ وهُمَا رِدْفَانِ لأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما رِدْفُ الآخَرِ ويُقَالُ : لا أَفْعَلَهُ ما تَعَاقَبَ الرِّدْفَانِ وهو مَجَازٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . الرِّدْفُ : جَلِيسُ الْمَلِكِ عَن يَمِينِهِ إِذا شَرِبَ يَشْرَبُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ ويَخْلُفُهُ علَى النَّاسِ إِذا غَزَا ويقْعُدُ مَوْضِعَ المَلِكِ حتى يَنْصَرِفَ وإِذا عَادَتْ كَتِيبَةُ المَلِكِ أَخَذَ الرِّدْفُ المِرْبَاعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . مِن المَجَازِ : الرِّدْفُ في الشِّعْرِ : حَرْفٌ سَاكِنٌ مِن حُرُوفِ الْمَدِّ واللِّينِ يَقَعُ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيِّ ليس بَيْنَهما شَيْءٌ فإِنْ كان أَلِفاً لم يَجُزْ مَعَها غَيْرُهَا وإِن كان وَاواً جازَ مَعَهَا الياءُ كذا في الصِّحاحِ . قلت : وشاهدُ الأَوّل قولُ جَرير :
أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والْعِتَابَا ... وقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لقد أَصَابَا وشاهِدُ الثَّانِي قوْلُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدَةَ :
طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ وقال ابنُ سِيدَه : الرِّدْفُ : الأَلِفُ والْيَاءُ والواوُ التي قَبْلَ الرَّوِيِّ سُمِّيَ بذلك لأَنَّهُ مُلْحَقٌ في الْتِزَامِهِ وتَحَمُّلِ مُرَاعَاتِهِ بالرَّوِيَّ فجَرَى مَجْرَى الرِّدْفِ للرَّاكِبِ . والرِّدْفَانِ في قَوْلِ لَبِيد رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه يَصِفُ السَّفِينةَ :
فَالْتَامَ طَائِفُهَا الْقَدِيمُ فَأَصْبَحَتْ ... ما إِنْ يُقَوِّمُ دَرْأَهَا رِدْفَانِ قيل : هَمَا مَلاَّحَانِ يَكُونَانِ في وفي العُبَابِ واللِّسَانِ : على مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ والطَّائِفُ : ما يخرُج مِن الجَبَلِ كالأَنْفِ وأًرَادَ هَنَا : كَوْثَلَ السَّفِينَةِ . وفي قَوْلِ جَرِيرٍ :
مِنْهُمْ عُتَيْبَةُ والْمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والْحَنْتَفَانِ ومنهمُ الرِّدْفَانِ هما : قَيْسٌ وعَوْفٌ ابْنَا عَتَّابِ بنِ هَرَمِيٍّ قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ أَو أَحَدُ الرِّدْفَيْنِ : مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ الثانِي : رَجُلٌ آخَرُ مِن بَنِي رَبَاحِ بنِ يَرْبُوعٍ وكانت الرِّدَافَةُ في الجاهِلِيَّةِ في بَنِى يَرْبُوعٍ كما سَيَأْتي . والرَّدِيفُ : نَجْمٌ آخَرٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو بعِيْنِه الرِّدْفُ الذي تَقَدَّم ذِكْرُه عن اللِّيْثِ . الرَّدِيفُ أَيضاً : النَّجْمُ الذي يَنُوءُ مِن الْمَشْرِقِ إَذا غَرَبَ وفي الصِّحاحِ : غَابَ رَقِيبُهُ في المَغْرِبِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . قال أَبو حاتمٍ : الرَّدِيفُ : الذي يَجِيءُ بِقِدْحِهِ بَعْدَ فَوْزِ أَحِدِ الأَيْسَارِ أَو الاثْنِينِ منهم فَيَسْأَلُهُمْ أَنْ يُدْخِلُوا قِدْحَهُ في قِدَاحِهِمْ وقال غيرُه : هو الذي يَجِيءُ بقِدْحِهِ بَعْدَما اقْتَسَمُوا الجَزُورَ فلا يَرُدُّونَهُ خَائِباً ولكنْ يَجْعَلُونَ له حَظّاً فيما صَارَ لهم من أَنْصِبَائِهِمْ والجمعُ : رِدَافٌ . قال اللَّيْثُ : الرَّدِيفُ في قَوْلِ أَصْحابِ النُّجُومِ : النَّجْمُ النَّاظِرُ إِلى النَّجْمِ الطَّالِع وبه فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" ورَاكِبُ الْمِقْدَارِ والرَّدِيفُ
" أَفْنَى خُلُوفاً قَبْلَهَا خُلُوفُ وراكبُ المِقْدارِ : هو الطَّالِعُ . قال ابنُ عَبَّادٍ : بَهْمٌ رَدْفَى كَسَكْرَى : أَي وُلِدَتْ في الخَرِيفِ والصَّيْفِ في آخِرِ وِلاَدِ الْغَنَمِ فكأَنَّهَا رَدِفَ بَعْضُها بَعْضاً . الرَّدَافُ كَكِتَابٍ : الْمَوْضِعُ الذي يَرْكَبُهُ الرَّدِيفُ وأَخْصَرُ منه عبارةُ المُفْرَدَاتِ : والرِّدَافُ : مَرْكَبُ الرِّدْفِ وفي الأَسَاسِ : ووَطَّأَ له علَى رِدَافِ دَابَّتِهِ وهو مَقْعَدُ الرَّدِيفِ مِن وِطَائِهَا ومنه قَوْلُ الشاعِرِ : لِيَ التَّصْدِيرُ فَاتْبَعْ في الرِّدَافِ والرِّدَافَةُ بَهَاءٍ : فِعْلُ رِدْفِ الْمَلِكِ كَالْخِلاَفَة وكانَتْ في الجاهِلِيَّةِ لِبَنِى يَرْبُوعٍ : لأَنَّه لم يكُنْ في العربِ أَحَدٌ أَكْثَرَ غارةً علَى مُلُوكِ الحِيرَةِ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ فصَالَحُوهم علَى أَن جَعَلُوا لهم الرِّدَافَةَ وَيَكُفُّوا عن أَهْلِ العِراقِ الغَارَةَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لَجَرِيرٍ - وهو من بَنِي يَرْبوعٍ :
" رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا الْملُوكَ فَظَلِّلُواوِطَابَ الأَحَالِيبِ الثُّمَامَ الْمُنَزَّعَاوِطَاب : جَمْعُ وَطْبِ اللَّبَنِ قال ابنُ بَرِّيّ : الذي في شِعْرِ جَريرٍ : ( ورَادَفْنَا الملُوكَ ) قال : وعليه يَصِحُّ كلامُ الجَوْهَرِيِّ لأَنَّه ذكَره شَاهِداً على الرِّدَافَةِ والرِّدافَةُ مَصْدَر رَادَفَ لا أَرْدَفَ وقال المبَرِّد : للرِّدافةِ مَوْضِعانِ : أَحَدُهما : أَنْ يُرْدِفَه الملُوكُ دَوَابَّهم في صَيْدٍ والآخَر أَن يَخْلُفَ المَلِكَ إِذا قامَ عن مَجْلِسِهِ فَيَنْظُرُ في أَمْرِ الناسِ قال : كان المَلِكُ يُرْدِفُ خَلْفَهُ رجلاً شَرِيفاً وكانوا يَرْكَبُونَ اٌلإِبِلَ وأَرْدَافُ المُلُوكِ : هم الذين يَخْلُفُونَهم في القِيَامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمَنْزِلَةِ الوُزَرَاءِ في الإِسْلامِ واحدُهم رِدْفٌ والاسْمُ الرِّدافَةُ كالوِزَارةِ . والرَّوَادِفُ : رَوَاكِيبُ النَّخْلِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال ابنُ بَرِّيّ : الرَّاكُوبُ : ما نَبَتَ في أَصْلِ النَّخْلِة وليس له في الأَرْضِ عِرْقٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : الرَّوَادِفُ : طَرَائِقُ الشَّحْمِ ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ : ( علَى أَكْتَافِهَا أَمْثَالُ النَّوَاجِدِ شَحْماً تَدْعُونَهُ أَنتم الرَّوَادِفَ ) الْوَاحِدَةُ رَادِفَةٌ . أَمَّا رَادُوفٌ فهو وَاحِدُ الرَّوَادِيفِ بمَعْنَى رَاكُوبِ النَّخْلِ كما في المُحِيطِ . والرُّدَافَى كَحُبَارَى الأَوْلَى تَمْثِيلُهَا بكُسَالَى : الْحُدَاةُ أَي حُدَاةُ الظُّعْنِ والأَعْوَانُ لأَنَّهُ إِذا أَعْيَا أَحْدُهُمْ خَلَفَهُ الآخَرُ وقال لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه :
عُذَافِرَةٌ تَقَمَّصُ بِالرُّدَافَى ... تَخَوَّنَهَا نُزُولِى وارْتِحَالِى هو جَمْعُ رَدِيفٍ كالفُرَادَى جَمْعٌ فَرِيد منه قَوْلُهم : جَاءُوا رُدَافَى أَي مُتَرَادِفِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وذلك إِذا لم يَجِدُوا إِبِلاً يتَفَرَّقونَ عليها ورأَيتُ الجَرَادَ رُدَافَى رَكِبَ بَعْضُها بَعْضاً وجاءُوا فُرَادَى ورُدَافَى : وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مُتَرَادِفِينَ . والرُّدَافَى فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَق يَهْجُو جَريراً وَبنِي كُلَيْبٍ :
ولكِنَّهُمْ يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ ... رُدَافَى علَى الْعَجْبِ والْقَرْدَدِ جَمْعُ رَدِيفٍ لا غَيْرُ ويُكْهِدُونَ : يُتْعِبُونَ . ورَدِفَهُ كَسَمِعَهُ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ وغيرُه رَدَفَهُ مِثْلُ نَصَرَهُ وبه قَرَأَ الأَعْرَج : ( رَدَفَ لَكُمْ ) بفَتْحِ الدَّالِ : تَبِعَهُ يُقَال : نَزَلَ بهم أَمْرٌ فرَدِفَ لهم آخَرُ أَعْظَمُ منه وقَوْلُه تعالَى : ( عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) قال ابنُ عَرَفَةَ : أَي دَنَا لكم وقال غيرُه : جاءَ بَعْدَكُم وقيل : مَعْناه : رَدِفَكم وهو الأَكْثَرُ وقال الفَرَّاءُ : دَخَلَت اللاَّمُ لأَنَّه بمعنَى قَرُبَ لكم واللامُ صِلَةٌ كقَوْلِه تعالَى : ( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) كَأَرْدَفَهُ مِثَالُ تَبِعَهُ وأَتْبَعُهُ ومنه قَوْلَهُ تعالَى : ( بِأَلْفٍ مِن الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِين ) قال الزَّجَّاجُ : يَأْتُونَ فِرْقَةً بَعْدَ فِرْقَةٍ وقال الفَرَّاءُ : أَي : مُتَتَابِعِينَ : رَدِفَه وأَرْدَفَهُ بمَعْنًى واحدٍ وقَرَأَ أَبو جعفرٍ ونافِعٌ ويعقوبُ وسَهْلٌ : ( مُرْدَفِينَ ) بفَتْحِ الدَّالِ أَي فُعِلَ ذلك بهم أَي : أَرْدَفَهُمْ اللهُ بغَيْرِهِم وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لخُزَيْمَةَ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ قلتُ : هو ابنُ زيدِ بنِ لَيْثِ بنِ سُوْدِ بنِ أَسْلَمَ بنِ الْحَافى بنِ قُضَاعَةَ :
إِذَا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظَنَنْتُ بِآل فَاطِمَةَ الظُّنُونَا قلتُ : وبَعْدَهُ :
ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حَوْبٌ ... وإِنْ أَوْفَى وإِنْ سَكَنَ الحَجُونَا
وحَالَتْ دون ذلك مِنْ هُمُومِي ... هُمُومٌ تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا قال الجْوْهَرِيُّ : يَعْنِي فاطَمَةَ بنتَ يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ أَحَدِ القَارِظَيْنِ . قال ابنُ بَرِّىّ : ومِثْلُ هذا البيتِ قَوْلُ الاخَرِ :
قَلاَمِسَةٌ سَاسُوا الأُمُورَ فَأَحْسَنُوا ... سِيَاسَتَهَا حَتَّى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِقال : ومَعْنَى بيتِ خُزَيْمَةَ علَى ما حَكَاهُ عن أَبِي بكرِ بنِ السَّرَّاجِ أَنَّ الجَوْزَاءَ تَرْدُفُ الثُّرَيَّا في اشْتِدَادِ الحَرِّ فتَتَكَبَّدُ السَّمَاءَ في آخِرِ اللَّيْلِ وعندَ ذلك تَنْقَطِعُ المِيَاهُ وتَجِفُّ وتَتَفَرَّقُ النَّاسُ في طَلَبِ المِيَاهِ فتَغِيبُ عن مَحْبُوبَتُه فلا يَدْرِي أَينَ مَضَتْ ولا أَينَ نَزَلَتْ . وقال شَمِرٌ : رَدِفْتَ وأَرْدَفْتَ : فَعَلْتَ بنفسِك فإِذا فَعَلْتَ بغَيْرِك فأَرْدَفْتَ لا غيرُ قال الزَّجَّاجُ : يُقَال : رَدِفْتُ الرَّجُلَ : إِذا رَكِبْتَ خَلْفَه وأَرْدَفْتُه : أَرْكَبْتُه خَلْفِي قال ابنُ بَرِّىّ : وأَنْكَرَ الزُّبَيْدِيُّ : أَرْدَفْتُه مَعَهُ بمَعْنَى أَرْكَبْتُهُ قال : وصَوَابُهُ : ارْتَدَفْته فأَمَّا أَرْدَفْتُه وَردِفْتُه فهو أَن تكونَ أَنتَ رِدْفاً له وأَنْشَدَ :
" إِذَا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّالأَنَّ الجَوْزاءَ خَلْفَ الثُّرَيَّا كالرِّدْفِ . أَرْدَفَتِ النُّجُومُ : إِذا تَوَالَتْ . ومُرَادَفَةُ الْمُلُوكِ : مُفَاعَلَةٌ مِن الرَّدَافَةِ ومنه قَوْلُ جَرِير الذي تقدُّم ذِكْرُه : رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا المُلُوكَ وتقدَّم الكلامُ عَلَيْه . المُرَادَفَةُ مِن الْجَرَادِ : رُكُوبُ الذَّكَرِ الأُنْثَى ورُكُوبُ الثَّالِثِ عَلَيْهِمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . يُقَال : هّذِه دَابَّةٌ لا تُرَادِفُ وهو الكلامُ الفَصِيحُ وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِىُّ جَوَّز اللَّيْثُ : لا تُرْدِفُ وتَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والرَّاغِبُ وقيل : هي قَلِيلَةٌ أَو مُوَلَّدَةٌ مِن كَلامِ الحَضَرِ كما قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ : أَي لا تَحْمِلُ وفي الأَسَاسِ : لا تَقْبَلُ رَدِيفاً . وارْتَدَفَهُ : رَدِفَهُ ورَكِبَ خَلْفَهُ قال الخليلُ : سَمِعْتُ رجلاً بمكَّةَ يَزْعُم أَنَّهُ مِن القُرَّاءِ وهو يَقْرَأُ : مُرُدِّفِينَ بضَمِّ المِيمِ والرًّاءِ وكَسْرِ الدَّالِ وتَشْدِيدِها - وعنه في هذا الوَجْهِ كَسْرُ الرَّاءِ - فالأُولَى أَصْلُهَا : مُرْتَدِفِينَ لكنْ بعدَ الإِدْغَامِ حُرِّكتِ الرَّاءُ بحَرَكةِ المِيمِ وفي الثَّانِيَةِ حَرَّكَ الرَّاءَ السَّاكِنَةَ بالكَسْرِ وعنه في هذا الوجْهِ وعن غيرِه بفَتْحِ الرَّاءِ كأَنَّ حَرَكَةَ التَّاءِ أُلْقِيَتْ عليها وعن الجَحْدَرِىِّ بسُكُونِ الراءِ وتَشْدِيدِ الدَّالِ جَمْعاً بيْن السَّاكنَيْن . ارْتَدَفَ العَدُوِّ : إِذا أَخَذَهُ مِن وَرَائِهِ أَخْذاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ عن الكِسَائِيِّ . واسْتَرْدَفَهُ : سَأَلَهُ أَنْ يُرْدِفَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيِّ فَأَرْدَفَهُ . قال الأَصْمَعِيُّ : تَرَادَفَا عليه وتَعَاوَنَا بمَعْنًى وَاحِدٍ وكذلك تَرَافَدَا . من المَجَازِ : تَرَادَفَا أَى تَنَاكَحَا قال اللَّيْثُ : كِنَايَةً عن فِعْلٍ قَبِيحٍ . تَرَادَفَا أَيْضاً : تَتَابَعَا يُقَال : تَرَادَفَ الشَّيْءُ أَي : تَبِعَ بَعْضُه بَعْضاً . مِن المَجَازِ : الْمُتَرَادِفُ مِن الْقَوَافِي : ما اجْتَمَع فِيهَا أَي في آخِرِهَا سَاكِنَانِ وهي مُتَفَاعِلانْ ومُسْتَفْعِلانْ ومفاعلان ومفتعلان وفاعِلتَان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل وفعول سُمِّىَ بذلك لأَنَّ غَالِبَ العَادةِ في أَواخِرِ الأَبْيَاتِ أَن يكونَ فيها ساكنٌ واحِدٌ رَوِيَّاً مُقَيَّداً كان أَو وَصْلاً أَو خُرُوجاً فلمَّا اجْتَمَعَ في هذه القافِيَةِ سَاكِنَانِ مُتَرادِفانِ كان أَحَدُ السَّاكِنَيْنِ رِدْفَ الآخَرِ ولاَحِقاً بِه . المُتَرَادِفُ : أَنْ تَكُونَ أَسْمَاءٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ وهي مُوَلَّدَةٌ ومُشْتَقَّةٌ مِن تَرَاكُبِ الأَشْيَاءِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . ورَدَفَانُ مُحَرَّكَةً : ع عن ابنِ دُرَيْدٍ . ورِدْفَةُ بِالْكَسْرِ : ع آخَرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِىُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : رِدْفُ كُلِّ شَيْءٍ : مُؤَخَّرُه . والرِّدْفُ : الكَفَلُ : والعَجُزُ وخَصَّ بَعْضُهم به عَجِيزَةَ المَرْأَةِ والجَمْعُ مِن كلِّ ذلك : أَرْدَافٌ . والرَّوادِفُ : الأَعْجَازُ قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرَى أَهو جمع ردف نادر أم هو جَمْعُ رَادِفَةٍ وكلُّه مِن الإِتْباعِ . والعَجِبُ مِن المُصَنِّفِ كيف تَرَكَ ذِكْرَ الرَّدْفِ بمَعْنَى الكَفَلِ وقد ذَكَرَهُ اللَّيْث والجَوْهَرِىُّ والزَّمَخْشَرِىّ والصّاغَانِيُّ . والارْتِدَافُ : الإسْتِدْبارُ . وأَرْدَفَ الشَّيْءَ بالشَّيءِ وأَرْدَفَهُ عليه : أَتْبَعَهُ عليْه قال :
" فأَرْدَفَتْ خَيْلاً على خَيْلٍ لِي
" كالثِّقْلِ إِذْ عَالَى بِهِ الْمُعَلِّىوجَمْعُ الرَّدِيفِ : رُدَفاءُ . وقال أَبو الهَيْثَمِ : يُقَال : رَدِفْتُ فُلاناً : أَي صِرْتُ له رِدْفاً . والرادف : المتأخر والمُرْدِفُ : المُتَقَدِّم . وقيل : مَعْنَى ( مُرْدِفِينَ ) في الآيَةِ : أَي مُرْدِفِين مَلاَئِكَةً أُخْرَى فعلَى هذا يكونُونَ مُمَدِّينَ بأَلْفَيْنِ مِن المَلائِكَةِ وقيل : عَنَى بالمُرْدِفِينِ المُتَقَدِّمِين للعَسْكَرِ يُلْقُونَ في قُلوبِ العِدَى الرُّعْبَ وقُرِىءَ ( مُرْدَفِينَ ) بفَتْحِ الدَّالِ أَي أَرْدَفَ كلُّ إِنْسَانٍ مَلَكاً قَالَهُ الرَّاغِبُ . والرِّدْفُ : الحَقِيبَةُ وغيرُهَا مِمَّا يكونُ وَرَاءَ الإِنْسَانِ كالرِّدْفِ ومنه قَولُ الشاعِرِ :
فَبِتُّ علَى رَحْلِي وبَاتَ مَكَانَهُ ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تَارَةً وأُبَاصِرُه وأَردَافُ النُّجُومِ : تَوَالِيهَا وتَوَابعُهَا قال ذُو الرُّمَّةِ :
نطَق ينْطِق نُطْقاً بالضمِّ ومَنْطِقاً كمَوْعد . وزاد ابنُ عبّاد : نطْقاً بالفَتْح ونُطوقاً كقُعود : تكلّم بصوْت . وقولُه تَعالى : ( عُلِّمْنا منْطِقَ الطّيْرِ ) قال ابنُ عرَفَة : إنّما يُقال لغيْر المُخاطَبين من الحَيوان : صوْتٌ والنُّطْقُ إنّما يكونُ لمَن عبّر عن مَعْنىً فلما فهّمَ الله تعالَى سيدَنا سُليمانَ - عليه وعلى نبيّنا السّلام - أصواتَ الطّيرِ سمّاه منْطِقاً ؛ لأنه عبّر به عن معْنًى فهِمه . قال : فأما قولُ جرير :
" لقدْ نطَقَ اليومَ الحمامُ ليُطْرِبا فإنّ الحَمام لا نُطْقَ له وإنّما هو صوْت . وكلُّ ناطِق مُصَوِّت : ناطِقٌ ولا يُقال للصّوت : نُطْقٌ حتى يكون هناك صوْت . وحُروفٌ تُعرَف بها المعاني هذا كُلُّه قولُ ابنِ عرَفَة . قال الصاغاني : والرّواية في قوْل جَرير : لقد هتَف لا غَيْر . وفي اللِّسان : وكَلام كل شيءٍ : منْطِقُه . ومنه قولُه تعالى : ( عُلِّمْنا منْطِقَ الطّير ) . قال ابنُ سيدَه : وقد يُستَعْمل المَنْطِقُ في غير الإنسان كقوله تعالى : ( عُلِّمْنا منْطِقَ الطّيْر ) وأنشد سيبَويْه :
لم يمْنَعِ الشُّرْبَ منها غيرَ أنْ نطَقَتْ ... حَمامةٌ في غُضونٍ ذاتِ أوقالِ وحكى يعقوب أنّ أعرابياً ضرِطَ فتشوّر فأشار بإبْهامِه نحْو اسْتِه وقال : إنّها خلْفٌ نطَقَت خَلْفاً يعْني بالنُطْقِ الضّرْطَ . وقال الراغِبُ : النُطقُ في التّعارُف : الأصْوات المُقَطَّعةُ التي يُظهِرها اللِّسان وتَعيها الآذانُ ولا يُقال للحَيوانات : ناطِقٌ إلا مُقيَّداً أو على التّشْبيه كقوْل الشاعر :
عجِبْتُ لها أنّى يكونُ غِناؤُها ... فصيحاً ولم تَفْغَرْ بمنْطِقِها فَما وأنطَقَه اللهُ تَعالى واستَنْطَقَه : طلَب منه النُّطْق . ومن المَجاز قولُهم : ما لَه ناطِقٌ ولا صامِتٌ أي : حيوانٌ ولا غيْرُه من المالِ فالنّاطقُ : الحَيوان والصامِتُ : ما سِواه وقيل : الصّامتُ : الذهب والفِضّة . وقال الجوهريّ : الناطِقُ : الحيوانُ من الرّقيقِ وغيرِه ؛ سُمّي ناطِقاً لصوْته . وصوْتُ كلّ شيءٍ منطِقُه ونُطْقُه . والناطِقَةُ : الخاصِرَةُ نقَله الجوهريّ . والمِنْطَقَة كمِكْنَسة : ما يُنْتَطَقُ به . والمِنْطَقُ والنِّطاقُ كمِنْبر وكِتاب : كلُّ ما شُدَّ به الوَسَط . وفي حديث أمّ إسماعيلَ عليْه السلام : أوّلُ ما اتّخذَ النِّساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أمِّ إسماعيلَ اتّخذَتْ مِنْطَقاً وهو النِّطاقُ والجمْعُ : مَناطِقُ ؛ وهو أن تلْبَس المرأةُ ثوبَها ثم تَشُدّ وسَطَها بشَيْءٍ وترفَع وسَط ثوْبِها وتُرسِله على الأسْفَل عند مُعاناةِ الأشْغال ؛ لئلاّ تعْثُرَ في ذيلِها وفي العيْن : شِبهُ إزارٍ فيه تِكّةٌ كانت المرأةُ تنْتَطِق به . وفي المُحْكَم : النِّطاقُ : شُقّةٌ أو ثوْب تلْبَسُها المرأة وتشُدُّ وسَطَها بحبْلٍ فتُرْسِلُ الأعْلى على الأسْفَل الى الأرض نصُّ المُحكم : الى الرُكْبَة ومثلُه في الصّحاح والعُباب : والأسفَلُ ينْجرُّ على الأرضِ وليسَ لها حُجْزةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقانِ كمِلْحَف ولِحاف ومِئْزَر وإزار والجمع نُطُقٌ بضمّتيْن . وقد انتَطَقَت : لبِسَتْها على وسَطِها . وانْتَطَقَ الرّجلُ : شدّ وسَطه بمِنْطَقَه وهو : كلُّ ما شدَدْتَ به وسَطَك كتنطّق وكذلكَ المرْأَة . وقولُ عليٍّ رضيَ الله تعالى عنه : منْ يَطُلْ هَنُ أبيه هكذا في الصِّحاح وفي بعضِ الأصولِ : أيْرُ أبيهِ ينْتَطِقْ به أي : مَنْ كَثُر بَنو أبيه يتقوّى بهِمْ . قال الصاغانيّ : ضرَبَ طولَه مثَلاً لكَثْرةِ الولَد والانْتِطاق مثلاً للتّقَوِّي والاعْتِضاد . والمَعْنى : من كَثُرَ إخْوَتُه كان منهُم في عِزٍّ ومنَعَةِ . قال ابنُ برّي : ومنه قولُ الشاعر :
فلو شاءَ ربّي كانَ أيرُ أبيكُمُ ... طويلاً كأيْرِ الحارِث بنِ سَدوسِ
وذاتُ النِّطاقَيْن هي أسماءُ بنتُ أبي بكر الصّديق رضي الله عنهما ؛ لأنها كانَت تُطارِقُ نِطاقاً على نطاق وقيل : إنّه كان لها نِطاقان تَلْبَس أحدَهما وتحْمِل في الآخَرِ الزّادَ الى سيّدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه وهُما في الغارِ وهذا أصحُّ القوْلين وقيل : لأنّها شقّتْ نِطاقَها ليلةَ خُروجِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم الى الغار فجعَلَتْ واحدةً لسُفْرةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم والأخرى عِصاماً لقِرْبَتِه . ورُوِيَ عن عائِشَة رضيَ الله عنها أنّ النبيّ صلى اللهُ عليه وسلّم لمّا خرجَ مع أبي بكر مُهاجِرَيْن صَنَعْنا لهما سُفْرةً في جِرابٍ فقَطَعت أسماءُ من نطاقِها وأوْكَت به الجِرابَ فلِذلك كانت تُسمّى ذات النِّطاقَيْن . وذاتُ النِّطاق : أكَمَة م معروفة لبني كِلاب وهي مُنَطَّقَةٌ ببَياضٍ وأعْلاها سَواد . قال ابنُ مُقبِل :
ضحّوا قَليلاً قَفا ذاتِ النِّطاق فلم ... يجْمَع ضحاءَهُمُ هَمِّي ولا شجَني وقال أيضاً :
خلَدَت ولم يخْلُدْ بها مَنْ حَلَّها ... ذاتُ النِّطاقِ فبَرْقَةُ الأمْهارِ وقال ابنُ عباد : النِطاقانِ : أسْكَتا المرْأة . والمِنْطيقُ بالكسْر : البَليغُ أنشدَ ثعْلبٌ :
والنّومُ ينتَزِع العَصا من ربِّها ... ويَلوكُ ثِنْيَ لِسانِه المِنْطيقُ وقال شَمِرٌ : المِنْطيقُ في قوْلِ جرير :
والتّغلَبيّون بِئْسَ الفحلُ فحْلُهُمُ ... قِدْماً وأمُّهُمُ زَلاّءُ مِنْطيقُ قال : هي المرأة المُتأزِّرَة بحَشيّةٍ تُعظِّم بها عَجيزَتَها . ويُقال : نطّقَه تنْطيقاً إذا ألْبَسَه المِنْطَقَة فتنطّق وانْتَطَق . وأنشد ابنُ الأعرابيّ :
" تغْتالُ عُرْضَ النُّقْبةِ المُذالَهْ
" ولم تنطَّقْها على غِلالَهْ ومن المَجاز : نطّقَ الماءُ الأكمَةَ وغيرَها كالشّجَرة : بلَغ نِصْفَها واسمُ ذلك الماءِ النِّطاقُ على التّشبُّهِ بالنِّطاق المُقدّم ذِكْرُه نقَلَه الأزهريّ . والنُّطُق بضمّتيْن في قوْلِ العبّاس بنِ عبد المطّلب رضي الله عنه يمدحُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم :
حتّى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ منْ ... خِنْدِفَ علْياءَ تحْتَها النُّطُقُ شُبِّهَتْ بالنُّطُق التي تُشَدُّ بها الأوساطُ ضربَه مثَلاً له في ارتِفاعِه وتوسُّطِه في عشيرَتِه وجعلَهم تحْتَه بمنْزِلة أوْساط الجِبال . وأرادَ ببَيْته شرَفَه والمُهَيْمِنُ نعتُه أي : حتى احتَوى شرَفُك الشاهدُ على فضْلِك أعْلى مكانٍ من نسَب خِنْدِف . ومن المَجاز : المُنْتَطِقُ : العَزيزُ مأخوذٌ من قوْلِ عليٍّ رضيَ الله عنه السابق نقَلَه ابنُ عبّادٍ والزّمخْشَريُّ . والمُنَطَّقَة كمُعَظَّمةٍ من الغنَم : ما عُلِّم عليها بحُمْرةٍ في موضِع النِّطاق نقله الصاغانيّ . وفي اللِّسان : المُنَطَّقة من المَعز : البَيْضاء موضِعَ النِّطاق . وقولُهم : جبَلٌ أشَمُّ منَطَّق كمُعظَّم مأخوذٌ من نطّقه المِنطقة فتنَطّق ؛ لأنّ السّحابَ لا يَبْلُغ رأسَه أي : أعلاه كما هو في الصِّحاح . ومن المَجاز : جاءَ مُنْتَطِقاً فرسَه : إذا جنَبَه ولم يرْكَبْه . وفي نُسخة : مُتَنَطِّقاً وهُما صَحيحان . وأنشد الجوهريُّ لخِداشِ بنِ زُهيْر :
وأبْرحُ ما أدامَ الله قومي ... على الأعْداءِ مُنتَطِقاً مُجيدا يقول : لا أزالُ أجنُب فرسي جَواداً . ويُقال : إنّه أراد قوْلاً يُستَجاد في الثّناءِ على قوْمي كما في الصِّحاح وأراد لا أبرَحُ فحذَف لا . والرواية رَهْطي بدلَ قوْمي وهو الصّحيحُ لقوْله : مُنْتَطِقاً بالإفرادِ كما في اللّسانِ وأنشدَ الصاغانيّ في العُباب قولَ خِداشٍ هكذا :
ولم يبْرَحْ طِوالَ الدّهرِ رهْطي ... بحَمْد الله مُنْتَطِقينَ جُودا يُريد مؤْتَزِرينَ بالجودِ مُنْتَطِقين به ومُرْفَدينَ به . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : ناطقَه مُناطَقَةً : كالَمَه . وهو نِطّيقٌ كسِكّيت : بَليغ . ويُقال : تنطّقَت أرْضُهم بالجِبال وانْتَطَقت وهو مجاز . وكتاب ناطِقٌ أي : بيِّنٌ على المثَل كأنّه ينْطِقُ قال لَبيد :
أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على ألواحِه ... ألنّاطِق المَبروزُ والمَخْتومُوتناطَقَ الرّجلان : تقاوَلا وناطَقَ كُلُّ واحدٍ منهما صاحِبَه . وقولُه - أنشدَهُ ابنُ الأعرابي :
" كأنّ صوتَ حَلْيِها المُناطِقِ
" تهزُّجُ الرِّياحِ بالعَشارِقِ أراد تحرُّك حَليها كأنّه يُناطِقُ بعضُه بعْضاً بصَوْته . وتمَنْطَقَ بالمِنْطَقَة مثل تنطّق عن اللِّحيانيّ . ويُقال : هو واسِعُ النِّطاق على التّشبيه ومثلُه اتّسَع نطاقُ الإسْلامِ . قال ابنُ سيدَه : ونُطُقُ الماءِ بضمّتيْن : طرائِقُه أراهُ على التّشبيه قال زُهير :
يُحيلُ في جدْولٍ تحْبو ضفادِعُه ... حبْوَ الجواري تَرى في مائه نُطُقا وفي الأساس :
" بحَوْرانَ أنْباطٌ عِراضُ المَناطِقِ أي : يهود ونَصارى . ومناطِقُهم : زَنانيرُهم وهو مجاز . والنِّطاقة بالكسر : الرُّقْعَةُ الصّغيرةُ لأنّها تنطِقُ بما هو مرْقومٌ فيها وهو غَريبٌ وقد مرّ ذكرُه في بطق . ونطُقَ الرّجلُ ككَرُم : صارَ مِنْطِيقاً أي : بَليغاً عن ابنِ القطّاع . والنِّطاقُ : قرية بمِصْر من أعمال الغربية