العَلُّ والعَلَُ مُحرّكةً : الشَّرْبَةُ الثانيةُ أو الشُّربُ بعد الشُّربِ تِباعاً يقال : عَلَلٌ بعد نَهَلٍ عَلَّ بنَفسِه يَعِلُّ ويَعُلُّ من حَدَّي ضَرَبَ ونَصَرَ يتعدَّى ولا يتعدَّى يقال : عَلَّت الإبلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ : إذا شَرِبَت الشَّرْبَةَ الثانية . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : عَلَّ الرجلُ يَعِلُّ من المرض . وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَلِ الشَّراب قال ابنُ بَرّي : وقد يُستعمَلُ العَلَلُ والنَّهَلُ في الرِّضاعِ كما يُستعمَلُ في الوِرْدِ قال ابنُ مُقبِلٍ :
غَزالُ خَلاءٍ تصَدَّى لهُ ... فتُرْضِعُه دِرَّةً أو عُلالا واستعملَهُما بعضُ الأغفالِ في الدُّعاءِ والصلاة فقال :
" ثمّ انْثَنى من بعدِ ذا فصَلَّى
" على النبيِّ نهَلاً وعَلاّ وعَلَّه يَعِلُّه ويَعُلُّه من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ عَلاًّ وعَلَلاً وَأَعَلَّه إعْلالاً : سقاه السَّقْيَةَ الثانية قال الأَصْمَعِيّ : إذا وَرَدَتِ الإبلُ الماءَ فالسَّقيَةُ الأُولى النَّهَلُ والثانيةُ العَلَل . وأعَلُّوا : عَلَّتْ إبلُهم أي شَرِبَت العَلَلَ . هذا طعامٌ قد عُلَّ منه أي أُكِلَ منه عن كُراع . وَتَعَلَّلَ بالأمرِ أي تَشاغَل أو تعلَّلَ به : تلَهَّى وَتَجَزَّأَ كما في الصِّحاح كاعْتَلَّ قال :
" فاسْتقبلَت لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنّانْ
" تَعْتَلُّ فيه برَجيعِ العِيدانْ أي أنّها تَشاغَلُ بالرَّجيعِ الذي هو الجِرَّة تُخرِجُها وتمضَغُها . تعَلَّلَ بالمرأةِ : تلَهّى بها ومنه سُمِّي العَلُّ للذي يزورُهُنَّ . تعَلَّلَت المرأةُ من نِفاسِها : أي خَرَجَتْ منه وطَهُرَتْ وحَلَّ وَطْؤُها كتعالَّت وتُخَفَّف اللامُ أيضاً . وعلَّلَه بطعامٍ وغيرِه كالحديثِ ونَحوِه تَعْلِيلاً : شَغَلَه به كما تُعَلِّلُ المرأةُ صَبيَّها بشيءٍ من المَرَقِ ونحوِه ليَجزأَ به عن اللبَن قال جَريرٌ :
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنيها ... بأنْفاسٍ منَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
والتَّعِلَّةُ بفتحٍ فكسرٍ فتشديدِ لامٍ مفتوحة والعَلَّةُ بالفَتْح والعُلالَةُ بالضَّمّ : ما يتعَلَّلُ به الصبيُّ ليَسكُتَ وفي حديثِ أبي حَثْمَةَ - يصفُ التَّمرَ - : تَعِلَّةُ الصبيِّ وِقرَى الضَّيفِ . والعُلالَةُ أيضاً والعُراكَةُ والدُّلاكَة : ما حُلِبَ بعدَ الفَيقَةِ الأولى هكذا في النسخ ونصُّ ابْن الأَعْرابِيّ : ما حَلَبْتَ قبلَ الفَيقَةِ الأولى وقبلَ أنْ تجتمِعَ الفَيقَةُ الثانيةُ وفي الصِّحاح : هي الحَلبَةُ بين الحَلبتَيْن . أيضاً بقِيَّةُ اللبَنِ في الضَّرْعِ وغيرِه من بقيَّةِ السَّيْرِ وجَريِ الفرَسِ ويقال لأوّلِ جَرْيِ الفرَسِ بُداهَةٌ وللذي يكونُ بعدَه عُلالَةٌ قال الأعشى :
إلاّ بُداهَةَ أو عُلا ... لَةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزارَهْ العُلالَةُ أيضاً : بقيَّةُ كلِّ شيءٍ كعُلالَةِ الشاةِ لبقيَّةِ لَحْمِها . وعُلالَةُ الشيخِ : بقيّةُ قُوَّتِه وكلُّ ذلك مَجازٌ . العُلالَةُ أيضاً : أن تُحلَبَ الناقةُ أوّلَ النهارِ ووسَطَه وآخِرَه والوُسْطى هي العُلالَةُ وقد يُدعى كلُّهُنَّ عُلالَةً وقيل : العُلالَةُ : اللبَنُ بعدَ حَلْبِ الدِّرَّةِ تُنزِلُه الناقةُ قال :
" أَحْمِلُ أمِّي وهيَ الحَمّالَهْ
" تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلالَهْ
" ولا يُجازَى والِدٌ فَعالَهْ وقد عالَّتِ الناقةُ هكذا في النسخ وصوابُه : وقد عالَلتُ الناقةَ كما هو نصُّ اللِّحيانيِّ والاسمُ العِلال ككِتابٍ : حَلَبْتُها صَباحاً ونِصفَ النهارِ قال الأَزْهَرِيّ : العِلال : الحَلبُ بعدَ الحَلبِ قبل اسْتيجابِ الضَّرْعِ للحَلبِ بكثرةِ اللبَن وقال بعضُ الأعراب :
العَنْزُ تَعْلَمُ أنِّي لا أُكَرِّمُها ... عن العِلالِ ولا عن قِدْرِ أضيافي والعَلُّ : من يزورُ النساءَ كثيراً وَيَتَعلَّلُ بهنَّ أي يَتَلَهَّى . أيضاً التيسُ الضخمُ العظيم عن ابنُ سِيدَه قال :
" وَعَلْهَباً من التُّيوسِ عَلاّ أيضاً : القُرادُ الضخمُ والجمعُ عِلالٌ قيل : هو القُرادُ المَهزولِ كما في الصِّحاح وقيل : هو الصغيرُ الجِسمِ منه فهو ضِدٌّ . العَلُّ أيضاً : الرجلُ الكبيرُ المُسِنُّ الصغيرُ الجُثَّةِ كما في الصِّحاح وقيل : هو النحيفُ الضعيفُ يُشَبَّه بالقُراد فيقال : كأنّه عَلٌّ قيل : هو الرَّقيقُ كذا في النسخ والصوابُ الدَّقيقُ الجِسمِ المُسِنُّ من كلِّ شيءٍ كما في المُحكَمِ قال المُتنَخِّلُ الهُذَليُّ :
ليسَ بعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له ... لكنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجهِ مُقْتَبَلُ أي مُستَأْنَفُ الشَّباب . قال ابْن دُرَيْدٍ : العَلُّ : من تقَبَّضَ جِلدُه من مرَضٍ . والعَلَّةُ : الضَّرَّة ومنه بَنو العَلاّتِ وهم بَنو أمَّهاتٍ شَتَّى من رجلٍ واحدٍ سُمِّيت بذلك لأنّ التي تزوَّجَها على أُولى قد كانت قَبْلَها ناهِلٌ ثمّ عَلَّ من هذه ووقعَ في الصِّحاح والعُباب : لأنّ الذي وقال ابنُ برّي : وإنّما سُمِّيت عَلَّةً لأنّها تُعَلُّ بعد صاحِبَتِها من العَلَلِ ويقال : هما أَخَوَانِ من عَلَّةٍ وهما ابنا علة وهم من علات وهم إخوة من علة وعلات كل هذا من كلامهم ونحن أخوان من علة وهما أخوانِ من ضَرَّتَيْن ولم يقولوا : من ضَرَّةٍ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : هم بَنو عَلَّةٍ وأولادُ عَلَّةٍ وأنشد :
وهمْ لمُقِلِّ المالِ أولادُ عَلَّةٍ ... وإنْ كان مَحْضَاً في العُمومَةِ مُخْوِلاوفي الحديث : " الأنبياءُ أولادُ عَلاّتٍ " . معناه أنّهم لأمَّهاتٍ مُختلفةٍ ودِينُهم واحدٌ كذا في التهذيب وفي النِّهاية : أرادَ أنّ إيمانَهم واحدٌ وشَرائِعَهم مُختلِفة وقال ابنُ بَرّي : يقال لبَني الضَّرائر : بَنو عَلاّتٍ ولبَني الأمِّ الواحدةِ بَنو أمٍّ ويصيرُ هذا اللفظُ يُستعمَلُ للجماعةِ المُتَّفِقين وأبناءُ عَلاّتٍ يُستعمَلُ في الجماعةِ المُختَلِفين . والعِلَّة بالكَسْر معنى يَحُلُّ بالمحَلِّ فَيَتَغيَّرُ به حالُ المحَلُّ ومنه سُمِّي المرضُ عِلَّةً ؛ لأنّ بحِلولِه يتغيَّرُ الحالُ من القُوَّةِ إلى الضَّعفِ قاله المُناوي في التَّوقيف . عَلَّ الرجلُ يَعِلُّ بالكَسْر عَلاًّ فهو عَليلٌ واعْتلَّ اعْتِلالاً وأعَلَّه الله تَعالى أي أصابَه بعِلَّةٍ فهو مُعَلٌّ وعَليلٌ ولا تقُلْ مَعْلُول . وفي المُحكَم : واستعملَ أبو إسحاقَ لَفْظَ المَعْلولِ في المُتقارِبِ من العَروضِ فقال : وإذا كان بناءُ المُتقارِبِ على فَعُولُنْ فلا بُدَّ من أن يبقى فيه سببٌ غيرُ مَعْلُولٍ وكذلك استعمله في المضارع فقال : أُخِّرَ المضارعُ في الدائرةِ الرابعةِ لأنّه وإن كان في أوَّلِه وَتِدٌ فهو مَعْلُولُ الأوّل وليس في أوّلِ الدائرةِ بيتٌ مَعْلُولُ الأوّل وأُرى هذا إنّما هو على طرحِ الزائدِ كأنّه جاءَ على عُلَّ وإن لم يُلفظْ به وإلاّ فلا وجهَ له والمُتكَلِّمون يقولونها ويستعملونها في مثلِ هذا كثيراً قال : بالجُملةِ فلستُ منه على ثِقةٍ ولا على ثَلَجٍ لأنّ المعروفَ إنّما هو أعَلَّه اللهُ فهو مُعَلٌّ إلاّ أن يكونَ على ما ذهبَ إليه سيبويه من قولِهم : مَجْنُونٌ ومَسْلُولٌ من أنّه جاءَ على جَنَنْتُه وسَلَلْتُه وإن لم يُستعمَلا في الكلامِ استُغني عنهما بأَفْعَلْتُ قال : وإذا قالوا : جُنَّ وسُلَّ فإنّما يقولون جُعِلَ فيه الجُنونُ والسُّلُّ كما قالوا : حُزِنَ وسُلَّ . العِلَّةُ أيضاً : الحَدَثُ يَشْغَلُ صاحِبَه عن وَجْهِه كما في الصِّحاح والعُباب وفي المُحكَم : عن حاجَتِه كأنّ تلك العِلَّةَ صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغلِه الأوّل . وفي حديثِ عاصِم بن ثابتٍ : ما عِلَّتي وأنا جَلْدٌ نابِلٌ أي ما عُذري في تركِ الجِهادِ ومعي أُهْيَةُ القتال فَوَضَعَ العِلَّةَ موضعَ العُذْر ومنه المثَل : لا تَعْدَمُ خَرْقَاءُ عِلَّةً . يقال هذا لكلِّ مُعتَذِرٍ مُقتَدرٍ أي لكلِّ من يَعْتَلُّ ويَعْتَذرُ وهو يَقْدِر . وقد اعْتلَّ الرجلُ عِلَّةً صعبةً . وهذه عِلَّتُه أي سببُه وفي المُحكَم : وهذا عِلَّةٌ لهذا أي سببٌ له وفي حديثِ عائشةَ : فكانَ عبدُ الرحمنِ يضربُ رِجْلِي بِعِلَّةِ الراحِلَة . أي بسَبَبِها يُظهرُ أنّه يضربُ جَنْبَ البعيرِ برِجلِه وإنّما يضربُ رِجلي . وعِلَّةُ بن غَنْم بن سعدِ بن زيدٍ : بَطنٌ في قُضاعَةَ أحدُ رِجالاتِ العربِ وقولُهم : على عِلاّتِه بالكَسْر أي على كلِّ حالٍ قال زُهَيْرٌ :
إنَّ البخيلَ مَلومٌ حيثُ كانَ ول ... كنَّ الجَوادَ على عِلاَّتِهِ هَرِمُ وقال المَرَّارُ :
قد بَلَوْناهُ على عِلاّتِهِ ... وعلى المَيْسورِ منه والضُّمُرْوالمُعَلِّل كمُحَدِّثٍ : دافِعُ جابي الخَراجِ بالعِلَلِ كما في المُحكَم . أيضاً : من يسقي مرّةً بعد مرّةٍ كما في الصِّحاح . أيضاً من يجني الثمَرَ مرّةً بعدَ مرّةٍ كما في الصِّحاح . مُعَلَّلٌ : يومٌ من أيّامِ العَجوزِ السبعةِ التي تكون في آخِرِ الشتاءِ ؛ لأنّه يُعَلِّلُ الناسَ بشيءٍ من تخفيفِ البَردِ وهي : صِنٌّ وصِنْبَرٌ وَوَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفِئُ الجَمرِ وآمِرٌ ومُؤْتَمِرٌ وقيل : إنّما هو مُحَلَّلٌ وقد تقدّم ذلك مِراراً . وعَلَّ هذا هو الأصلُ ويُزادُ في أوّلِها لامٌ تَوْكِيداً هكذا قاله بعضُ النَّحْوِيِّين وأمّا سيبويه فَجَعَلهُما حرفاً واحداً غيرَ مَزيدٍ : كَلِمَةُ طَمَعٍ وإشْفاقٍ ومعناه التوقُّعُ لمَرْجُوٍّ أو مَخُوفٍ وهو حَرْفٌ مثلُ إنَّ وَلَيْتَ وكأنَّ ولكنَّ إلاّ أنّها تعملُ عَمَلَ الفِعل لشَبَهِهِنَّ له فتنصِبُ الاسمَ وترفعُ الخبرَ كما تعملُ كانَ وأخواتُها من الأفعال وبعضُهم يخفِضُ ما بعدَها فيقول : لعلَّ زيدٍ قائِمٌ وعَلَّ زيدٍ قائِمٌ سَمِعَه أبو زيدٍ من بَني عُقَيْلٍ وفيه لغاتٌ تُذكرُ في لعل قريباً . واليَعْلول : الغَديرُ الأبيضُ المُطَّرِد نقله الصَّاغانِيّ عن الأَصْمَعِيّ وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوْضِ : اليَعاليل : الغُدْران واحدُها يَعْلُولٌ ؛ لأنّه يَعُلُّ الأرضَ بمائِه . اليَعاليل : الحَبَابُ أي حَبابُ الماءِ واحدُه يَعْلُولٌ كما في المُحكَم . يقال : اليَعاليل : نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماءِ كما في الصِّحاح زادَ غيرُه : من وَقْعِ المطَرِ وأنشدَ الصَّاغانِيّ لكَعبِ بن زُهَيْرٍ رَضِيَ الله تَعالى عنه :
تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَهُ ... من صَوْبِ سارِيَةٍ يَعاليلُ ويُروى تَجْلُو وروى الأَصْمَعِيّ من نَوْءِ سارِيَةٍ قال البغداديُّ في شرحِه - على قصيدةِ كعبٍ بعد نَقْلِه هذا القولَ - : فعلى هذا يكون على حذفِ مُضافٍ أي بيضٌ ذاتُ يَعاليل . اليَعْلول : السَّحابُ ونصُّ السُّهَيليُّ في الرَّوض : اليَعاليل : السَّحاب وزادَ ابنُ سِيدَه : المُطَّرِد وقال غيرُه : السَّحابُ الأبيض وقال نِفْطَوَيْهِ في شرحِ البيت : بيضٌ يَعاليل : يعني سحائِبَ بِيضاً ولم يَزِدْ على هذا قال أبو العبّاسِ الأَحْوَلُ - في شرحِ القصيدةِ - : اليَعاليل : سحابٌ بيضٌ لم يعرفْ لها أبو عُبَيْدةَ واحداً وقد قال بعضُ الأعراب : واحدُها يَعْلُولٌ وقال الشارِحُ البغداديُّ : وبيضٌ : فاعِلُ أَفْرَطَه وَوَصَفها بالبَياضِ لتكونَ أكثرَ ماءً يقال : بَيَّضْتُ الإناءَ إذا ملأْتَه من الماء وقال الجَوْهَرِيّ : اليَعاليل : سَحائبُ بعضُها فوقَ بعضٍ الواحدُ يَعْلُولٌ وأنشدَ للكُمَيْت :
كأنَّ جُماناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَهُ ... كما انْهَلَّ من بِيضٍ يعاليلَ تَسْكُبُأو القِطعةُ البَيضاءُ منه أي من السَّحابِ كما في المُحكَم . قال أبو عُبَيْدة : اليَعْلول : المطرُ بعدَ المطرِ والجمعُ : اليَعاليل . اليَعْلول من الصِّبْغِ : ما عُلَّ مرّةً بعد أُخرى يقال : صِبْغٌ يَعْلُولٌ كما في العُباب . وقال عبدُ اللطيف البغداديُّ : ثوبٌ يَعْلُولٌ : إذا صُبِغَ وأُعيدَ مرّةً أُخرى . والبَعيرُ ذو السَّنامَيْنِ يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفورِيٌّ عن ابْن الأَعْرابِيّ . والعُلْعُل كهُدْهُدٍ وعليه اقتصرَ الجَوْهَرِيّ زادَ كُراع : مثل فَدْفَدٍ ونقله ابنُ فارسٍ أيضاً : اسم الذَّكَر جميعاً أو هو إذا أَنْعَظَ قال ابنُ خالَوَيْه : العُلْعُل : الجُرْدانُ إذا أَنْعَظَ أو ما إذا أَنْعَظَ لم يَشْتَدَّ . أيضاً : القُنْبُرُ الذَّكَرُ كالعَلْعالِ ووقع في بعضِ نسخِ الصِّحاح : العَلْعَل : الذكَرُ من القَنافِذ وعنه نقلَ صاحبُ اللِّسان والصحيح : من القَنابِر كما في نُسختِنا بخطِّ ياقوت . أيضاً : الرَّهابَةُ التي تُشرِفُ على البَطنِ من العَظمِ كأنّه لسانٌ كما في الصِّحاح وقيل : هو رأسُ الرَّهابَةِ من الفرَسِ وقيل : طرَفُ الضِّلَعِ الذي يُشرِفُ على الرَّهابَة وهي طرَفُ المَعِدَة والجمعُ عُلُلٌ وعُلٌّ وعِلٌّ وفتحَ ابنُ فارسٍ عينَ الأخيرَتَيْن . العُلْعول كَسُرْسورٍ : الشرُّ الدائم والاضطرابُ والقتال عن الفَرّاءِ يقال : إنّه لفي عُلْعولِ شَرٍّ وزُلْزولِ شَرٍّ أي في قتالٍ واضطراب قال أبو حِزامٍ العُكْليُّ :
أيُّها النَّأْنَأُ المُسافِهُ في العُلْ ... عولِ أنْ لاغَفَ الوَرَى الجُعْسوسا وتَعِلَّة : اسمُ رجُلٍ قال :
أَلْبَانُ إبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ... ما دامَ يَمْلِكُها علَيَّ حَرامُ وعَلْ عَلْ : زجرٌ للغنَمِ عن يعقوب زادَ في العُباب : والإبل . قال أبو عمروٍ : العَليلَة : المرأةُ المُطَيَّبَةُ طِيباً بعدَ طِيب قال : وهو من قَوْلِ امرئِ القَيسِ :
" ولا تُبْعِديني من جَناكِ المُعَلَّلِفيمن رواه بالفَتْح أي المُطَيَّبِ مرّةً بعد أُخرى . والعِلِّيَّة بكسرتَيْن واللامُ والياءُ مُشدَّدتانِ وتُضمُّ العَينُ أي مع كسرِ اللامِ المُشدَّدةِ : الغُرفةُ ج : العَلالِيُّ . يقال هو من عِلِّيَّةِ قَوْمِه وعُلِّيَّتِهم بالكَسْر والضمِّ وعليتهم بالكسر وعليهم وعليهم بالكسر والضم وتشديدِ اللامَيْن وحذفِ التاءِ يصفُه بالعُلَوِّ والرِّفْعة . قَوْله تَعالى : " كَلاّ إنّ كتابَ الأبرارِ لفي عِلِّيِّينَ " قيل : الواحدُ عِلِّيٌّ كسِكِّينٍ وعِلِّيَّةٌ بزيادةِ الهاء وعُلِّيَّةٌ بضمِّ العين قيل : هو مكانٌ في السماءِ السابعةِ تَصْعَدُ إليه أرواحُ المؤمنين وقيل : هو اسمُ أَشْرَفِ الجِنان كما أنّ سِجِّيناً اسمُ شرِّ مواضعِ النِّيران وقيل : بل ذلك على الحقيقةِ اسمُ سُكّانِها وهذا أقربُ في العربيّةِ ؛ إذ كان هذا الجمعُ يَخْتَصُّ بالناطِقينَ أو جمعٌ بلا واحدٍ وسيُعادُ في المُعْتَلِّ أيضاً . والعَلْعَلان : شجرٌ كبيرٌ ورَقُه مثلُ ورَقِ القُرْمِ . وَتَعَلْعَلَ : اضطربَ واسْترخى . وعللان محركة : ماء بحسمى وَعَلْعال : جبلٌ بالشام كما في العُباب . وامرأةٌ عَلاّنةٌ : جاهِلَةٌ : وهو عَلاّنٌ قال أبو سعيدٍ يقال : أنا عَلاّنٌ بأرضِ كذا وكذا أي جاهلٌ وامرأةٌ عَلاّنَةٌ أي جاهلةٌ قال : وهي لغةٌ مَعْرُوفةٌ قال الأَزْهَرِيّ : لا أعرفُ هذا الحرفَ ولا أدري من رواه عن أبي سعيدٍ . عُلَيْلٌ كزُبَيْرٍ : اسمٌ منهم والدُ القُطبِ أبي الحسَنِ عليٍّ المَدفونِ بساحِلِ أَرْسُوفَ ويقال فيه : عُلَيْمٌ بالميم أيضاً . والحسنُ بنُ عُلَيْلٍ العنَزِيُّ الإخْباريُّ عن أبي نَصْرٍ التَّمّار وابنُ أخيه أحمدُ بنُ يَزيدَ بنِ عُلَيْلٍ من شيوخِ ابنِ خُزَيْمةَ وولَدُه عُلَيْلُ بنُ أحمد روى عن حَرْمَلةَ وغيره . وعَلَّ الضارِبُ المَضروب : إذا تابَعَ عليه الضَّرْبَ نقله الجَوْهَرِيّ وهو مَجاز ومنه حديثُ عَطاءٍ أو النَّخَعيِّ : رجلٌ ضَرَبَ بالعَصا رَجُلاً فَقَتَله قال : إذا عَلَّه ضَرْبَاً ففيه القَوَدُ أي إذا تابعَ عليه الضَّربَ من عِلَلِ الشُّرب . وفي المثَل : عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ . إذا عَرَضَ عليك الطعامَ وأنتَ مُستَغنٍ عنه بمعنى قول العامّة : عَرْضٌ سابِريٌّ : أي لم يُبالِغ ؛ لأنّ العالَّةَ لا يُعرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضَاً مُبالَغةً فيه كالعَرْضِ على الناهِلَةِ نقله الجَوْهَرِيّ . وأَعْلَلْتُ الإبلَ إذا أَصْدَرْتَها قبلَ رِبِّها كذا نصُّ الصِّحاح وروى أبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيّ : أَعْلَلْتُ الإبلَ فهي عالَّةٌ : إذا أَصْدَرْتَها ولم تُرْوِها أو هي بالغَيْنِ وَنَسَبه الجَوْهَرِيّ إلى بعضِ أئمّةِ الاشتِقاق قال : وكأنّه من الغُلَّةِ وهو العطَش وقال : والأوّلُ هو المَسموع وروى الأَزْهَرِيّ عن نُصَيْرٍ الرازِيّ قال : صَدَرَتْ الإبلُ غالَّةً وغَوالَّ وقد أَغْلَلْتُها من الغُلَّةِ والغَليل وهو حرارةُ العطَش وأما أَعْلَلْتُ الإبلَ وعَلَلْتُها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتُها ؛ لأنّه معناهما أن تسقيها الشَّرْبَةَ الثانيةَ ثمّ تُصدرَها رِواءً وإذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ . واعْتَلَّه اعْتِلالاً : اعْتاقَه عن أمرٍ . أو اعْتلَّه : إذا تجَنَّى عليه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : عَلَلْتُ الإبلَ مثلُ أَعْلَلْتُ نقله الأَزْهَرِيّ وإبلٌ عَلَّى : عَوالُّ حكاه ابْن الأَعْرابِيّ وأنشدَ لعاهانَ بنِ كعبٍ :
تَبُكُّ الحَوضَ عَلاَّها وَنَهْلاً ... ودونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ تَسْكُنُ إليه فيُنيمُها ورواه ابنُ جِنِّي : عَلاّها وَنَهْلا أرادَ وَنَهْلاها فحذفَ واكتفى بإضافةِ عَلاّها عن إضافةِ نَهْلاها . وفي حديثِ عليٍّ رضي الله تَعالى عنه : من جَزيلِ عَطائِكَ المَعْلول يريد أنّ عَطاءَ اللهِ مُضاعَفٌ يَعُلُّ به عِبادَه مرّةً بعد أُخرى ومنه قولُ كعبٍ :
" كأنَّه مَنْهَلٌ بالرّاحِ مَعْلُولُ والعلَلُ - مُحَرَّكَةً - من الطعامِ : ما أُكِلَ منه عن كُراع . والعَلُول كصَبُورٍ : ما يُعَلَّلُ به المريضُ من الطعامِ الخفيف والجمعُ عُلُلٌ بضمتَيْن . وتعالَلْتُ نفسي وَتَلَوَّمْتُها بمعنىً . وتعالَلْتُ الناقةَ : إذا استخرجْتَ ما عندها من السَّيرِ قال :
" وقد تَعالَلْتُ ذَميلَ العَنْسِ" بالسَّوْطِ في دَيْمُومَةٍ كالتُّرْسِ والمُعَلِّل كمُحَدِّثٍ : الذي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالرِّيق وبه فُسِّر أيضاً قولُ امرئِ القَيس :
" ... من جَناكِ المُعَلَّلِ فيمن رواه بالكَسْر . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : المُعَلِّل : المُعينُ بالبِرِّ بعدَ البِرِّ . وحروفُ العِلَّةِ والاعْتِلال : الألِفُ والواو والياء سُمِّيت بذلك لأنّها للِينِها وَمَوْتِها . والعَلُّ : الذي لا خَيْرَ عنده قال الشَّنْفَرى :
وَلَسْتُ بعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيْرِه ... أَلَفَّ إذا ما رُعتَه اهْتاجَ أَعْزَلُ واليَعْلول : الأَفْيَلُ من الإبل كما في العُباب . وقال أبو السَّمْحِ الطائيُّ : اليَعاليل : الجبالُ المُرتفِعةُ نقله أبو العبّاسِ الأَحْوَلُ في شرحِ الكَعبِيَّة زادَ السُّهَيْليُّ : ينحدِرُ الماءُ من أعلاها . وقال أبو عمروٍ : اليَعاليل : التي شربت مرة بعد أخرى لا واحدَ لها وقال غيرُه : هي التي تَهْمِي مرّةً بعد مرّةٍ واحدُها يَعْلُولٌ وهو يَفْعُولٌ وقيل : اليَعاليل : المُفرِطَةُ في البَياض . وهو يَتَعَالُّ ناقتَه : يَحْلُبُ عُلالَتَها والصبيُّ يَتَعَالُّ ثَدْيَ أمِّه . ويقال في المَجهول : هو فلانُ ابنُ عَلاَّنَ . والشمسُ محمد بن أحمدَ بنِ عَلاّنَ البَكْريُّ المَكِّيُّ سَمِعَ منه شيوخُ مَشايِخنا . وعَلُّ بنُ شُرَحْبيل : بطنٌ من قُضاعَة . وعُلالَة كثُمامَة : جَدُّ أحمد بن نصرِ بن عليِّ بن نصرٍ الطَّحَّانِ البغداديِّ ثِقةٌ عن أبي بكرِ بن سليم النجار . وعَلاّن : لقَبُ جماعةٍ من المُحدِّثين منهم : عليُّ بن عبدِ الرحمن بن محمد بن المُغيرَةِ المَخزوميُّ البَصريُّ . وعَلاّنُ أبو الحسَنِ عليُّ بن الحسنِ بنِ عبدِ الصَّمَدِ الطَّيالِسيُّ البغداديّ . وعَلاّنُ بن أحمدَ بن سُلَيْمان المِصريُّ المُعَدِّل . وعَلاّنُ بن إبراهيمَ بنِ عَبْد الله البغداديُّ وغيرُهم . وأبو سعدٍ محمد بن الحُسين بن عَبْد الله بن أبي عَلاّنَةَ : مُحدِّثٌ بغداديٌّ
عالَ في الحُكْمِ : جارَ ومالَ عن الحقِّ . عالَ الميزانُ : نقَصَ وجارَ أَو زادَ أَو ارتفعَ أَحدُ طرفيه عن الآخرِ أَو مالَ وهذا عن اللِّحيانِيّ قال :
إنّا تَبِعنا رسولَ الله واطَّرَحوا ... قولَ الرَّسولِ وعالوا في المَوازينِ ومنه قولُ عثمان رضي الله تعالى عنه كتبَ إلى أَهل الكُوفةِ : لسْتُ بمِيزانٍ لا أَعُولُ . أَي لا أَميلُ عن الاستواءِ والاعتدالِ وبه فَسَّرَ أَكثَرُهم قولَه تعالى : " ذلكَ أَدْنى أَن لا تعولُوا " أَي ذلكَ أَقربُ أَن لا تَجوروا وتَميلوا . يَعولُ عَوْلاً ويَعيلُ عَيْلاً فهو عائلٌ . وعالَ أَمرُهُم : اشْتَدَّ وتَفاقَمَ يُقال : أمْرٌ عالٍ وعائلٌ : أَي مُتفاقِمٌ على القلبِ وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فذلكَ أَعلى منكِ فَقداً لأَنَّه ... كريمُ وبَطني لِلكرامِ بَعيجُ إنَّما أَرادَ أَعْوَلَ أَي أَشَدَّ فقلَبَ فوزْنُه على هذا أَفْلَع . عالَ الشيءُ فلاناً يَعولُه عَولاً : غلبَه وثَقُلَ عليه وأَهمَّه قاله الفَرّاءُ ومنه قراءَةُ ابنِ مَسعودٍ : " ولا يَعُلْ أَنْ يأْتِيَنِي بهَمْ جَميعاً " مَعناهُ : لا يَشُقُّ عليه ذلك ويقال : لا يَعُلْنِي أَي لا يَغلِبُني وقالت الخَنساءُ :
ويَكفي العشيرَةَ ما عالَها ... وإن كانَ أَصغرَهُم مَولِدا
عالَت الفريضَةُ في الحساب تَعولُ عَولاً : زادَتْ قال اللِّحيانِيُّ : ارتفَعَتْ زادَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَن تَزيدَ سِهاماً فيدخُلَ النُّقصانُ على أَهل الفَرائضِ قال أَبو عُبَيدٍ : أَظُنُّه مأْخوذاً من المَيْلِ وذلكَ أَنَّ الفريضَةَ إذا عالَتْ فهي تَميلُ على أَهل الفريضَةِ جميعاً فتَنقُصُهُم ومنه حديثُ مريمَ : وعالَ قلَمُ زَكَرِّيّا أَي ارتفَعَ على الماءِ . وعُلْتُها أَنا وأَعَلْتُها بمَعنىً يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى كما في الصحاحِ وروى الأَزْهَرِيُّ عن المُفَضَّلِ أَنَّه أُتِيَ في ابنَتَيْنِ وأَبَوينِ وامرأَةٍ فقال : صارَ ثمنُها تُسْعاً قال أَبو عُبيدٍ : أَرادَ أَنَّ السِّهامَ عالتْ حتّى صارَ للمرأَةِ التُّسْعُ ولها في الأَصلِ الثُّمُنُ وذلكَ أَنَّ الفريضةَ لو لم تَعُلْ كانت من أَربعَةٍ وعِشرينَ فلمّا عالت صارَت من سبعةٍ وعِشرينَ فللابْنَتَيْنِ الثُّلُثانِ سِتَّةَ عشَرَ سَهْماً وللأبوين السُّدُسانِ ثمانيةُ أَسهُمٍ وللمرأَة ثلاثَةٌ وهذه ثلاثةٌ من سبعةٍ وعشرينَ وهو التُّسعُ وكان لها قبلَ العَولِ ثلاثَةٌ من أَربعةٍ وعشرينَ وهو الثُّمُنُ وهذه المسأَلَةُ تُسَمَّى المِنبَرِيَّةَ لأنَّ عَلِيّاً رضي الله تعالى عنه سُئلَ عنها وهو على المِنبَرِ فقال من غير رَوِيَّةٍ : صارَ ثُمُنُها تُسعاً لأَنَّ مجموعَ سِهامِها واحِدٌ وثُمُنُ واحِدٍ فأصلُها ثمانيةٌ والسِّهامُ تِسعَةٌ وقد مَرَّ ذِكرُها في : نبر . عالَ فُلانٌ عَوْلاً وعِيالَةً ككِتابَةٍ وعُؤولاً بالضَّمِّ كَثُرَ عِيالُهُ كأَعوَلَ وأَعْيَلَ على المُعاقَبَةِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ذلكَ أَدْنَى أَنْ لا تَعولوا " أَي : أَدْنى لِئَلاّ يَكْثُرَ عِيالُكُم وهو قول عبد الرحمن بنِ زيد بن أَسلَمَ قال الأَزْهَرِيّ : وإلى هذا القولِ ذهبَ الشّافِعِيُّ قال : والمَعروفُ : عال الرَّجُلُ يَعولُ : إذا جارَ وأَعالَ يُعيلُ : إذا كثُرَ عِيالُه . وقال الكِسائيُّ : عالَ الرَّجُلُ يَعولُ : إذا افْتَقَرَ قال : ومن العربِ الفصحاءِ مَن يقولُ : عالَ يَعولُ : إذا كَثُرَ عِيالُه قال الأَزْهَرِيّ : وهذا يؤَيِّدُ ما ذهبَ إليه الشَّافعِيُّ في تفسير الآيةِ لأَنَّ الكِسائِيَّ لا يَحكي عن العَرَبِ إلاّ ما حفِظَهُ وضبطَه قالَ : وقولُ الشَّافعيِّ نفسِه حُجَّةٌ لأَنَّه رضي الله تعالى عنه عربيُّ اللِّسانِ فَصيحُ اللَّهْجَةِ قال : وقد اعْتَرَضَ عليه بعضُ المُتَحَذْلِقينَ فخَطَّأَهُ وقد عَجِلَ ولم يتثَبَّتْ فيما قال ولا يَجوزُ للحَضَرِيِّ أَنْ يَعْجَلَ إلى إنكارِ ما لا يَعرِفُه من لغاتِ العرب . وفي حديث القاسمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ : إنَّه دخلَ بها وأَعولَتْ أَي ولَدَتْ أَولاداً قال ابنُ الأَثيرِ : الأَصْلُ فيه أَعْيَلَتْ أَي صارَتْ ذات عِيالٍ وعزا هذا القولَ إلى الهَرَوِيِّ وقال : قال الزَّمخشريُّ : الأَصلُ فيه الواوُ يقالُ : أَعالَ وأَعْوَلَ : إذا كثُرَ عِيالُه فأمّا أَعْيَلَتْ فإنَّه في بنائه مَنظورٌ إلى لفظِ عِيالٍ لا أَصْلِه كقَولِهم : أَقيالٌ وأَعيادٌ . وتقول العربُ : مالَه عالَ ومالَ فعالَ : كَثُرَ عيالُهُ ومالَ : جارَ في حُكمِهِ . وعالَ عِيالَهُ عَوْلاً وعُؤُولاً كقُعودٍ وعِيالَةً بالكَسر : كفاهُم مَعاشَهُم قاله الأَصمعيُّ قال غيرُه : مانَهُم وقاتَهُم وأَنفقَ عليهِم ويُقال : عُلْتُه شَهراً : إذا كفَيْتَهُ مَعاشَهُ وقيل : إذا قامَ بما يحتاجون إليه من قُوتٍ وكِسوَةٍ وغيرِهما وفي الحديثِ : كانت له جارِيَةٌ فعالَها وعلَّمَها أَي أَنفَقَ عليها وفي آخَر : وابْدأْ بِمَنْ تَعولُ أَي بِمَنْ تَمُونُ وتلزَمُكَ نفقَتُهُ في عيالِكَ فإنْ فَضَلَ شيءٌ فليَكُن للأجانبِ وقال الكُمَيْتُ :
كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ ... لَدَى الحَبْلِ حتّى عالَ أَوْسٌ عِيالَها ويُروَى غالَ بالغَينِ وقال أُمَيَّةُ :
غَذَوْتُكَ مَولوداً وعُلْتُكَ يافِعاً ... تُعَلُّ بِما أَجني عَلَيْكَ وتَنْهَلُكأَعالَهُمْ وعَيَّلَهُمْ . وأَعوَلَ الرَّجُلُ : رفعَ صوتَه بالبُكاءِ والصِّياحِ كعَوَّلَ تَعويلاً قاله شَمِرٌ . والاسمُ العَوْلُ والعَوْلَةُ والعَويلُ وقد تكونُ العَوْلَةُ : حرارَةَ وَجْدِ الحَزينِ والمُحِبِّ من غيرِ نِداءٍ ولا بُكاءٍ قال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ :
فكَيْفَ تَسْلُبُنا لَيلى وتَكْنُدُنا ... وقد تُمَنَّحُ منكَ العَوْلَةُ الكُنُدُ وقد يكونُ العَويلُ صَوتاً من غير بكاءٍ ومنه قولُ أَبي زُبَيدٍ :
" لِلصَّدْرِ منه عَويلٌ فيه حَشْرَجَةٌ أَي زئيرٌ كأَنَّه يَشتَكي صدرَهُ وفي حديثِ شُعبَةَ : كانَ إذا سمِعَ الحديثَ أَخَذَهُ العَويلُ والزَّويلُ حتّى يحفظَه وأَنشدَ ثعلبٌ لعُبيدِ الله بنِ عبد الله بنِ عُتبةَ :
زَعُمَتْ فإنْ تَلحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ ... جَوادٌ وإنْ تُسْبَقْ فنفسَكَ أَعْوِلِ أَرادَ فعلى نفسِكَ أَعوِلْ فحذَفَ وأَوصَلَ . قال أَبو زيدٍ : يُقال : أَعولَ عليه إذا أَدَلَّ عليه دالَّةً وحَمَلَ عليه كعَوَّلَ يقال : عَوِّلْ عَلَيَّ بما شئتَ أَي اسْتَعِنْ بي كأَنَّه يقول : احْمِلْ علَيَّ ما أَحْبَبْتَ . قال أَبو زيدٍ أَيضاً : أَعوَلَ فلانٌ : إذا حَرَصَ كأَعالَ وأَعيَلَ فهو مُعوِلٌ ومُعِيلٌ وبه فَسَّرَ بعضُهُم قولَ أَبي كَبيرٍ الهُذَلِيِّ :
فأَتيْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريمِ المُعْوِلِ أَعْوَلَتْ القوْسُ : صَوَّتَتْ كما في المُحكَم والعُبابِ وصحَّفَهُ بعضُهم فقال : الفَرَسُ ومثلُهُ وقع في نسخَةِ اللِّسانِ . وعِيلَ عَوْلُهُ : ثَكِلَتْهُ أُمُّه . عِيلَ صَبري غُلِبَ قال أَبو طالبٍ : ويكونُ بمعنى رُفِعَ وغُيِّرَ عمّا كان عليه من قولِهمْ : عالَت الفريضَةُ : إذا ارْتَفَعَتْ وفي حديثِ سَطْيحٍ : فلمّا عِيلَ صَبرُه أَي غُلِبَ فهو مَعُولٌ كمَقُولٍ قال الكُمَيْتُ :
وما أَنا في ائتِلافِ ابْنَي نِزارٍ ... بمَلبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُولِ أَي لستُ بمَغلوبِ الرأيِ وقولُ كُثَيِّرٍ :
وبالأَمسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهُمْ ... لَعَمري فَعيلَ الصَّبْرَ مَنْ يتَجَلَّدُ يَحتَمِلُ أَنْ يكونَ أَرادَ عيلَ على الصَّبرِ فحَذَفَ وعَدَّى ويحتملُ أَنْ يَجوزَ على قوله : عِيلَ الرَّجُلُ صبرَهُ قال ابنُ سِيدَه : ولم أَرَهُ لغيرِه كعالَ فيهِما يقال : عالَ عَوْلُهُ وعالَ صَبري الأَخيرُ نقله اللِّحيانِيُّ عن أَبي الجَرَّاحِ قال : فجاءَ به على فِعلِ الفاعِلِ . وعِيلَ ما هو عائلُه أَي غُلِبَ ما هو غالِبُه قال الجَوْهَرِيُّ : يُضرَبُ لِمَنْ يُعجَبُ من كلامِهِ ونَحوِهِ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : أَو غير ذلك قال : وهو على مَذهبِ الدُّعاءِ قال النّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
وأَحْبِبْ حَبيبَكَ حُبّاً رُوَيداً ... فليس يَعولُكَ أَنْ تَصرِما وقال ابنُ مُقبلٍ يصفُ فرَساً :
خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفالِجِيِّ يَنُوشُنِي ... بِسَدْوِ يدَيهِ عِيلَ ما هُوَ عائلُهْ وهو كقولِكَ للشيءِ يُعجِبُكَ : قاتلَه الله وأَخزاهُ اللهُ . والعَوْلُ : كلُّ ما عالَكَ من الأَمرِ أَي أَهمَّكَ كأَنَّه سُمِّيَ بالمَصدَرِ . العَوْلُ أَيضاً : المُستَعانُ به في المُهِمّاتِ . أَيضاً : قوتُ العِيالِ . وعوَّلَ عليهِ مُعَوَّلاً : اتَّكَلَ واعْتَمَدَ عن ثعلَبٍ وبه فسَّرَ قولَهُ :
" فهَلْ عِندَ رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ على أَنَّه مَصدَرُ عوَّلَ أَي اتَّكَلَ كأَنَّه قال : إنَّما راحَتي في البُكاءِ فما مَعنى اتِّكالي في شِفاءِ غليلي على رسم دارِسٍ لا غَناءَ عندَهُ عنِّي ؟ فسبيلي أَنْ أُقْبِلَ على بُكائي وقيل : المُعَوَّلُ هنا : مَصدر عَوَّلْتُ بمعنى أَعْوَلْتُ أَي بكَيْتُ فيكونُ معناهُ : فهل عند رسمٍ دارِسٍ من إعوالٍ وبُكاءٍ . والاسمُ العِوَلُ كعِنَبٍ يُقال : هو عِوَلي أَي عُمدَتي قال تأَبَّطَ شَرّاً :
لكِنَّما عِوَلي إنْ كنتُ ذا عِوَلٍ ... على بَصيرٍ بكَسْبِ المَجْدِ سَبَّاقِقرأْتُ في شرحِ قصيدةِ : تأَبَّطَ شَرّاً للمُفضّلِ الضَّبِّيِّ ما نَصُّه : أَبو عِكرِمَةَ روى : عِوَلي بكسر العينِ في اللفظتينِ جميعاً وغيرُ أَبي عكرِمَةَ روى عَوَلي بفتح العينِ والواوِ جميعاً كلتا اللَّفظَتينِ رواهُما هكذا وهذه روايَةُ أَحمدَ بنِ عُبيدٍ جعلهما مَصدرَينِ ومن كسَرَهُما جعلَهما جمعَ عَوْلَةٍ كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ يقول : لو أَنِّي بكَيْتُ على أحد بكيت على هذا الذي هذه صفتُه بَصير بِكَسْبِ المَجْدِ إلخ . وعَيِّلُكَ ككَيِّسٍ وعِيالُكَ مثل كتابٍ : مَنْ تَتَكَفَّلُ بهم وتَعولُهُم واوِيَّةٌ يائيَّةٌ ولذا أَعادَها المصنِّفُ في عيل أَيضاً وقال ابن برّيّ : العِيالُ ياؤُهُ مُنقلبةٌ عن واوٍ لأَنَّه من عالَهُم يَعولُهُمْ : إذا كفاهم مَعاشَهُم وكأَنَّه في الأَصل مَصدرٌ وُضِعَ على المَفعولِ ج : عالَةٌ عن كُراع قال ابنُ سيدَه : وعندي أَنَّه جمعُ عائلٍ على ما يكثُر في هذا النَّحْوِ وأَمّا فَيْعَلٌ فلا يُكَسَّرُ على فَعَلَةٍ البَتَّة وأَصلُ العَيِّلِ عَيْوِلٌ فأُدْغِمَ وفي حديث حنظَلَةَ الكاتبِ : فإذا رجَعْتُ إلى أَهلي دَنَتْ منّي المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ . وقد تقعُ على الجماعةِ ومنه الحديثُ : رَجُلٌ يُدْخِلُ على عَشَرَةِ عَيِّلٍ وعاءً مِنْ طَعامٍ يُريدُ على عشرة أَنْفُسٍ يَعولُهُم فقال : عَشَرَةَ عَيِّلٍ ولم يَقُل : عَيايِل . يُقال : نِسْوَةٌ عَيايِلُ ومنه حديثُ ذي الرُّمَّةِ ورُؤبَةَ في القَدَرِ : أَتُرَى اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدَّرَ على الذِّئْبِ أَنْ يأْكُلَ حَلوبَةَ عَيايِلَ عالَةٍ ضَرائِكَ . وعَيَّلَهُم : صَيَّرَهُم عِيالاً أَو أَهملَهُم قال :
" لقدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ والمِعْوَلُ كمِنبَرٍ : الحديدَةُ يُنقَرُ بها الجِبالُ وقال الجَوْهَرِيُّ : الفأْسُ العَظيمَةُ التي يُنقَرُ بها الصَّخْرُ والجَمْعُ مَعاوِلُ . والعالَةُ : النَّعامَةُ عن كراع فإمّا أَنْ يَعنِيَ بهِ هذا النَوعَ من الحيوانِ وإمّا أَن يعنِيَ به الظُّلَّةَ لأن النعامة أيضاً : الظلة وهو الصحيح . العالَةُ : شِبهُ الظُّلَّةِ يُستَتَرُ بها من المَطَرِ مُخفَّفَةَ اللامِ . قد عَوَّلَ تَعويلاً : اتَّخَذَها ونَصُّ الصحاحِ : تَقولُ منه : عَوَّلْتُ عالَةً : بنيْتُها قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ :
" فالطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدا قال ابنُ بَرِّي : الصحيحُ أنّ البيتَ لساعِدةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيِّ . قلتُ : وهكذا قرأتُه في ديوانِ شِعرِ الهُذَلِيِّينَ في قصيدةٍ لساعِدَة وقال شارِحُه السُّكَّريُّ : المُعَوِّل : الذي يبني العالَة وهو أن يقطعَ الشجرَ فيستَظِلَّ به من المطَر . عَوَّلَ عليه وبه : أي اسْتعانَ به . وعليه المُعَوَّل : أي المُتَّكَل . والاسمُ العِوَل كعِنَبٍ وقد مرَّ شاهدُه من قَوْلِ تأبَّطَ شَرَّاً . يقال : ما له كال ولا مال أي شيء يقال أيضاً : ماله عالَ ومالَ : دُعاءٌ عليه فعالَ أي كَثُرَ عِيالُه ومالَ : جارَ في حُكمِه . ويقال للعاثِر : عا لكَ عالِياً كقولِهم : لَعاً لكَ عالِياً يُدعى له بالإقالة وفي التهذيب : دعاءٌ له بأنْ يَنْتَعِشْ وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
أخاكَ الذي إنْ زَلَّتِ النَّعلُ لم يَقُلْ ... تَعِسْتَ ولكن قالَ عا لكَ عالِيا والمَعاوِل والمَعاوِلَة : قبائلُ من الأَزْد والنِّسبةُ إليهم مَعْوَلِيٌّ بفتحِ الميم كذا قيَّدَه ابنُ السَّمْعانيِّ وبه جَزَمَ أبو عليٍّ الجيّانيُّ وقيَّدَه ابنُ نُقطةَ بالكَسْر وصوَّبَه ابنُ الأثير وهم بَنو مَعْوَلةَ بن شَمْسِ بنِ عَمْرِو بن غالبِ بن عثمانَ بن نَصْرِ بن زهرانَ بن كَعْبِ بن الحارثِ بن كَعْبِ بن عَبْد الله بن مالكِ بنِ نَصْرِ بنِ الأزْد منهم غَيْلانُ بنُ جَريرٍ المَعْوَليُّ البَصريُّ تابعيٌّ عن أنسٍ وعنه قَتادَةُ وشُعبَة ثقة . وقال الشاعرُ يصفُ حَماماً :
وإذا دَخَلْتَ سَمِعْتَ فيها رَنَّةً ... لَغَطَ المَعاوِلِ في بيوتِ هَدادِقال الجَوْهَرِيّ : مَعاوِلُ وهَدادٌ : حَيَّانِ من الأَزْد . وسَبْرَةُ بنُ العَوّال كشَدّادٍ : رجلٌ معروفٌ . وخارِجَةُ بنُ عَوّالٍ الرَّدْمانيُّ : شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ مع عَبْد الله بن عمروٍ هكذا في النسخ والصوابُ مع عَمْرِو بنِ العاص كما هو نصُّ العُباب ومن مَوالي خارِجَةَ هذا يَزيدُ بن ثَوْرِ بن زيادِ بن ثُمامَة : من المُحدِّثين وبَنو رَدْمَان من رُعَيْن . في الصِّحاح : عَوْلَ : كَلِمَةٌ مثلُ وَيْبَ يقال : عَوْلَكَ : وَعَوْلَ زَيْدٍ وَعَوْلٌ لزَيدٍ قال شيخُنا : وهذا صريحٌ في أنّ عَوْلَ يُستعمَلُ بمعنى وَيْلَ مُطلَقاً على جهةِ الأصالَة والذي في شرحِ التَّسهيل لمُصنِّفِه أنّه لا يُستعملُ إلاّ تابعاً لوَيْلَ وصرَّحَ به غيرُه ووافَقَه أبو حيَّان وغيرُه من شُرّاحِ التسهيل وهو الذي اقتصرَ عليه الجَلالُ في هَمْعِ الهَوامِع انتهى . قلتُ : وهو نصُّ سيبويه في الكتاب قال : وقالوا : وَيْلَه وَعَوْلَه لا يُتكَلَّمُ به إلاّ مع وَيْلَه وقال الأَزْهَرِيّ : وأما قولُهم : وَيْلَه وَعَوْله فإنّ العَوْلَ والعَويلَ : البُكاء وقال أبو طالِبٍ : النَّصبُ في قولِهم : وَيْلَه وَعَوْلَه على الدُّعاءِ والذَّمِّ كما يقال : وَيْلاً له وتُراباً له . واعْتَوَل أي بَكى مثل : عَوَّلَ وأَعْوَلَ قال ذو الرُّمَّة :
له أَزْمَلٌ عند القِذافِ كأنَّه ... نَحيبُ الثَّكالى تارةً واعْتِوالُها وأعالَ الرجلُ : افْتقرَ وأيضاً : صارَ ذا عِيالٍ . وعُوالٌ كغُرابٍ : حَيٌّ من بَني عَبْد الله بن غَطَفَانَ قال الحُصَيْنُ بنُ الحُمامِ المُرِّيّ :
وجاءَتْ جِحاشٌ قَضُّها بقَضيضِها ... وَجَمْعُ عُوالٍ ما أدَقَّ وأَلأَما عُوالٌ : مَوْضِعان . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَواويل : جَمْعُ عِوّالٍ مصدر عَوَّل : إذا بكى وحذفَ الشاعرُ ياءَه ضرورةً فقال :
" تَسْمَعُ مِن شُذَّانِها عَواوِلا وفي الحديث : " المُعْوَلُ عليه يُعَذَّب " أي الذي يُبكى عليه من المَوتى ويُروى كمُحَمَّدٍ والمعنى واحدٌ . والمُعْوِل كمُحسِن : الذي يُعْوِلُ بدَلالَةٍ أو مَنْزِلةٍ وقيل : هو الذي يحملُ عليكَ بدالَّةٍ وبه فُسِّرَ قولُ أبي كبيرٍ الهُذَليِّ أيضاً . وقال يونُس : لا يَعُولُ على القصدِ أحَدٌ : أي لا يحتاج . والمُعَوَّل كمُحَمَّدٍ : المُستَغاث والمُعتمَد . وقد يُستعارُ العِيالُ للطَّيرِ والسِّباعِ وغيرِهما من البهائمِ قال الأعشى :
وكأنَّما تَبِعَ الصُّوارَ بشَخصِها ... فَتْخَاءُ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها وأنشدَ ثعلبٌ في صِفةِ ذِئبٍ وناقةٍ عَقَرَها له :
فَتَرَكْتُها لعِيالِه جَزَرَاً ... عَمْدَاً وعَلَّقَ رَحْلَها صَحْبِي ورجلٌ مُعيلٌ كمُحمَّدٍ ومُكْرِمٍ : ذو عِيالٍ قُلِبَت الواوُ ياءً للخِفّةِ وقول أُميّةَ ابن أبي الصَّلْت :
سَلَعٌ ما ومِثلُه عُشَرٌ مَّا ... عائِلٌ مَّا وعالَت البَيْقورا أي أنّ السنَةَ الجَدْبَةَ أَثْقَلتْ البقرَ بما حُمِّلَتْ من السَّلَع والعُشَر وقد ذُكِرَ في بقر . والعَويل : الضعيف وقد سمَّوْا حَبْلاً من حبالِ السفينةِ بذلك . والعَوالَة : الاحتِياجُ والتَّطَفُّل