الرسائل اللّغويّة
تعّد الرّسائل اللّغويّة التي ظهر معظمها الأغلب في القرنين الأوّل والثّاني الهجريّين – وهي عبارة عن كتب صغيرة الحجم - النّوى الأولى للقواميس العربيّة ، بحكم ما تضمنّته من قوائم في المفردات شُفِعت بشروح لها وشواهد توضّح كيفيّة جريان استعمالها على ألسنة الفصحاء. وقد توخّى واضعوها في تصنيفها طريقة الجمع إمّا حسب الموضوعات فأفردت كلّ رسالة منها لموضوع بعينه نحو " الوحوش " و" المطر" و" الشّجر" و" خلق الإنسان " و"السيف " و" النوادر"...أو طبقا لظاهرة صرفيّة محددّة مثل المثلّثات - وهي الألفاظ التي يجوز في عينها الحركات الثّلاث – أو الأفعال التي جاءت على صيغتين صرفيّتين نحو: فَعَل وأفْعَل أو التي تشترك في خصيصة صوتيّة مّا كالألفاظ التي تشترك في حرف معيّن نحو الهمزة أو اللاّم أو غيرهما أو دلاليّة مثل الأضداد والغريب والنّوادر.
ومن أبرز من ألّفوا هذه الرسائل اللّغويّة عبد الله بن عبّاس ( ت68 ه ) ويونس بن حبيب ( ت 172 ه ) وقطرب بن المستنير ( ت 206 ه ) وأبو عبيدة معمّر بن المثنّى ( ت 209 ه ) والأصمعيّ (ت 216 ه ) وأبو زيد الأنصاريّ (ت 215 ه ) وأبو مسحل الأعرابيّ ( عاصر أبا زيد الأنصاريّ ) وأبو حاتم السّجستانيّ ( ت 255 ه ) و إبراهيم بن السريّ الزّجّاج ( ت 311 ه ) أبو بكر الأنباريّ ( ت 328 ه ).