الصّرف العربيّ

 الصّرف ، عند النّحاة العرب القدامى - وقد سمّاه أغلبهم " التّصريف " - هو العلم الذي يدرس أحوال بنية الكلمة دون اعتبار وظيفتها في الجملة . ويشمل ذلك ثلاثة أنواع من التّغيير : الأوّل هو الذي يطرأ عليها لإفادة معانٍ محدّدة كالتّثنية والجمع والتّصغير والتّكسير و بناء الفعل للمجهول والثّاني هو تغيير الكلمة عن أصل وضعها لغرض غير دلاليّ كالحذف والزّيادة والإبدال والقلب والنّقل نحو تغيير " قَوَلَ " إلى " قال " و" مَعْيُوش " إلى " مَعِيش " والثاّلث هو أخذ المشتقّات السّبعة عشر من المصدر ومن الأسماء الجواهر. وهي الفعل المجرّد في مختلف صيغه ماضيا أو مضارعا أو أمرا ومنه تشتقّ المزيدات أفعالا ومصادر – والمصادر تشمل مصادر المرّة و الهيئة والمصدر الميميّ والمصدر الصّناعيّ – ، كما يؤخذ منه اسم الفاعل واسم المفعول والصّفة المشبّهة وصيغ المبالغة واسم التّفضيل واسم المكان واسم الزمان واسم الآلة. وقد ألحق النّحاة بالمشتقّات النّسبة والتٌصغير والتّرخيم. وأدخل أبو حيّان الأندلسيّ (ت 745 هـ) في كتابه ارتشاف الضٌرب الأصوات في قسم الصّرف.     أمّا من النّاحية التّاريخيّة فتذكر الروايات أنّ أوّل من وضع علم التّصريف هو معاذ الهرّاء الكوفيّ ( ت 178 ه ) .لكنّ أوّل من أفرد له كتابا أثبته في عنوانه هو أبو عثمان المازنيٌ ( ت 247ه أو 249 ه ) صاحب كتاب التّصريف . ولم يُستعمل مصطلح " صرْف " إلاّ بداية من القرن الخامس في عنوان كتاب لعبد القاهر الجرجانيّ عنوانه المفتاح في الصّرف وقد اتّخذه مرادفا لمصطلح " التّصريف" . لكن اللاّحقين له لم ينسجوا على منواله إلا بدءا من أواخر القرن التّاسع عشر حين صدر سنة 1894 بمصر كتاب شذا العَرف في فنّ الصّرف لأحمد الحملاويّ . والأفضل ، في تقديرنا ، أن نطلق اليوم مصطلح "التّصريف" على النّوعين الأوّل والثّاني و"الاشّتقاق" على النّوع الثّالث وجعلهما منضويين تحت علم واحد هو " الصّرف " باعتباره مقابلا للمصطلحين الإنكليزيّ Morphology والفرنسيّ Morphologie.

الكلمات الأكثر شيوعاً