عَفَتْ أَجَلَي مِنْ أهلِها فقَلِيبُها ... إلى الدَّوْم فالرَّنْقاء قَفْرًا كَثِيبُها روق
الرَّوْقُ : القَرْنُ من كُلِّ ذَي قَرْنٍ والجَمْعُ : أَرواقٌ قالَ عامِر بنُ فُهَيْرَةَ - رضِيَ اللّهُ عنه - :
" كالثَّوْرِ يَحْمِي أنْفَهُ برَوْقِه وسَيَأْتِي بقيَّتُه في " ط و ق " . ومَعْنَى : رَوْق مِنَ اِللَّيْل أَي : طائِفَةٌ منه قال ابْنُ بَرِّيّ : وجَمْعُه أَرْوقٌ وأَنْشَدَ :
" خُوصا إذا ما للِّيْل أَلَفَى الأَرْوُقَا
" خَرَجْنَ من تَحْتِ دُجاه مُرَّقَا وفَسّره أَبو عَمْرٍو الشَّيبانِيُّ فقال : هو جَمْعُ رُواقٍ . والرَّوْقُ من البَيْتِ : رُواقُه أَي : الشُّقَّةُ التي دُونَ الشقةِ العُلْيا نقله الأَزْهَرِي وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
" بثِنْتَيْنِ إِنْ تَضْرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِيلكِلْتَيْهِما رَوْقٌ إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ قالَ غيرُه : وقد يكُونُ الرواقُ من شُقَّةٍ وشُقَّتَيْنِ وثَلاثِ شُقَقٍ . وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : قَعَدُوا في رَوْقِ بَيْتِه ورُواقِ بَيْتِه أَي : مُقَدَّمِه وهو مَجازٌ . ومن المجازِ : مَضى من الشَّبابِ رَوْقُه أَي : أوّلُه وكذا : فَعَل ذلك في رَوْقِ شَبابِه
والروْقُ : العُمْرُ ومنه : أَكَلَ رَوْقَهُ وعَلَى رَوْقِه أَي : أَسَنَّ وفي العُبابِ : أَي : طالَ عُمْرُه حَتّى تَتَحاتَّ أَسْنانُه
والرَّوْقُ من الخَيل : الحَسَنُ الخَلْقِ يُعْجِبُ الرّائي كالرَّيْقِ وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ :
عَلَى كُلِّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً ... يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأجْرَبِ
والرَّوْقُ : السِّتْرُ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ . والرَّوْقُ : مَوضِعُ الصائِدِ مُشَبَّهٌ بالرُّواقِ . والرَّوْقُ : الرُّواقُ وهو مُقَدَّمُ البَيْتِ وسَيَأْتي قَرِيباً . والرَّوْقُ : الشُّجاعُ الذي لا يُطاق . والرَّوْقُ : الفُسْطاطُ وقالَ اللَّيْث : بيتٌ كالفُسْطاطِ يُحْمَلُ على سِطاع واحِدٍ في وَسَطِه ومنه الحَدِيث : " وضَرَبَ الشَّيْطانُ رَوْقَه ومَدَّ أَطْنابَه " . والرَّوْقُ : عَزْمُ الرَّجُل وفِعالُهِ وهَمُّه ومنه قَوْلُهم : " أَلْقَى عليهِ أَرْواقَه " كما سَيَأتِي . والرَّوْقُ : السَّيِّدُ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ وهو مَجازٌ . قال : والرَّوْقُ : الصّافي من الماءَ وغَيْرِه . قال والرَّوْقُ : المُعْجِبُ كالرَّيْقِ . والرَّوْقُ : نَفْسُ النَّزْع . وقال غيرُه : الرَّوْقُ : الإِعْجابُ بالشَّيْءِ وقد راقَهُ يَرُوقُه : إِذا أَعْجَبَهُ . والرَّوْقُ : الجَماعَةُ يُقال : جاءَنا رَوْقٌ من بَنِي فُلانٍ أي : جَماعَةٌ منهم كما يُقال : جاءَنا رَأسٌ لجَماعَةِ القَوْم نَقَله الأَصْمَعِيُّ . والرَّوْقُ : الحُبُّ الخالِصُ . والرَّوْقُ : مَصْدَرُ راقَ عليهِ أَي : زادَ عليهِ فَضْلاً قالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ :
راقَتْ عَلَى البِيضِ الحِسا ... نِ بحُسْنِها وصَفائِها ورَوْقٌ : جَدٌّ لمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوقٍ الرّاسِبِيِّ الرَّوْقِيِّ المُحَدِّثِ المَرْوَزِي حَدَّثَ عن يَحْيى ابنِ آدَمَ وعنه أَبو بَكْرٍ أَحمَدُ بنُ محمَّدٍ البِسْطامِيُّ مات سنة 268 . وفاته : عُبَيْدُ اللهِ بنُ طاهِرٍ الرَّوْقِي أبو البَرَكاتِ وسَعِيدُ بنُ أَسْعَدَ بنِ مُحَمدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ كتَبَ عنه ابن السَّمْعانِيِّ . والرَّوقُ : البَدَلُ من الشَّيءْ عن ابْنِ عَبّادٍ . والرَّوْقُ : الجُثَّةُ نَفْسُها ومنه قولُهم : رَمَوْنا بأَرْواقِهِم أي : بأَنْفُسِهِمْ . ومن المَجازِ : داهِيَة ذاتُ رَوْقَيْنِ تَثْنِيَةُ الرَّوْقِ وهو القَرْنُ أَي : عَظِيمَةٌ وفي شِعْرِ عليٍّ - رضِي الله عنه :
تِلْكُم قُرَيْشُ تَمَنّانِي لتَقْتُلَنِي ... فلا وَرَبِّكَ ما بَرُّوا وما ظَفِرُوا
فإِنْ هلَكْتُ فرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمُ ... بذاتِ رَوْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثَر ويُرْوَى " بذاتِ وَدْقَيْنِ " وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ هذه الأَبْياتُ في " وَدَقَ " وقِيلَ : أَرادَ بها هنا الحَرْبَ الشَّدِيدَة
ويُقال : رَمَى فُلانٌ بأَرْواقِه عَلَى الدّابَّةِ : إِذا رَكِبَها ورَمَى بأَرْواقِه عَنْها : إِذا نَزَلَ عنها كذا في المُحِيط واللِّسان
وأَلْقَى عليه أَرْواقَه : إِذا عَدَا فاشْتَدَ عَدْوُه حكاه أَبو عُبَيْدٍ ومنه قولُ تأبَّطَ شَرَّاً :
نَجَوْتُ مِنْها نَجائِي مِنْ بَجيلَةَ إِذْ ... أَلْقَيْتُ ليلةَ جَنْبِ الجَوِّ أَرْواقِي أي : لم أَدَعْ شَيئاً من العَدْوِ إِلا عَدَوْتُهُ وأَنْكَرَهُ شَمِرٌ وقالَ : لا أَعْرِفه بهذا المَعْنَى ولكنه أَعرِفُه بمعنَى الجِدِّ في الشَّيْءَ وأَنْشَدَ بيتَ تأَبْطَ شَرُّاً هذا . ورُبّما قالُوا : ألْقَى أرْواقَه : إذا أَقامَ بالمَكانِ مُطْمَئنّاً كما يُقال : أَلْقَى عَصاهُ كأَنهُ ضِدٌّ وفيه نَظَرٌ . وأَلْقَى عليكَ أَرْواقَه وهو أَنْ تُحِبَّهُ حُباًّ شَدِيدًا حَتّى تُسْتَهْلَكَ في حُبِّه وكذلِكَ أَلْقَى شَراشِرَهُ وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَة :
" والأَرْكُبُ الرّامُونَ بالأَرْواقِ ومن المجازِ : ألْقَت السّحابَةُ على الأرْضِ أرْواقَها أي : مَطَرَها ووَبْلَها وقِيلَ : ألَحَّتْ بهِما وثَبَتَتْ بالأَرْضِ قال :
" وباتَتْ بأَرْواقٍ علينا سَوارِيَا أَو ألْقَتِ السَّما : بأَرْواقِها أي : بجمِيع ما فِيها من الماءَ قالَهُ ابنُ الأَنْبارِيّ وقِيلَ : مِياهها الصّافِيَة من راقَ الماءُ : إِذا صَفا واستَبْعَده ابنُ الأنْبارِيّ قالَ : لأَنَّ العَرَبَ لم تستعمِلْ ماءٌ رَوْقٌ وماءَانَ رَوْقان وأَمْواهٌ أرْواقٌ وقال غيرُه : بأَرْواقِها أي : مِياهِها المُثْقَلَةِ بالسحابِ ويُقال : أَرْخَتْ السماءُ أَرْواقها وعَزاليها . وأرْواقُ اللَّيْلِ : أثْناءُ ظُلْمَتِه قالَ :
" وليلَةٍ ذاتِ قَتامٍ أطْباقْ" وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناءَ الطّاقْ وهو مَجاز . والأَرْواقُ من العَيْنِ : جَوانِبُها قالَ الطِّرِمّاحُ :
عَيْناكَ غَرْبا شَنَّة أَسْبَلَتْ ... أَرْواقَها من كَيْنِ أخْصامِها ويُقال : أَسبَلَتْ أَرْواقُها أَي : سالَتْ دُمُوعُها وهو مجاز وأما قَوْلُ الأَعْشَى :
ذاتِ غَرْبٍ تَرْمِى المُقَدم بالردْ ... فِ إِذا ما تَلاقَتِ الأرْواقُ ففيه ثلا ثةُ أَقْوالٍ قِيلَ : أرادَ أَرْواقَ اللّيْلِ وقِيلَ : الأَجساد إذا تَدافَعَت في السَّيْرِ وقِيلَ : أَرادَ بها القُرون
ورَوْقُ الفَرَسِ : الرمحُ الَّذَى يَمُدة الفارِسُ بينَ أُذُنَيْهِ وذلك الفَرَسُ أرْوَقُ فإن لم يَفْعَلْ فارِسُه ذلك فهو أَجَمُّ
والرِّواقُ ككِتاب وغُرابٍ وعلى الأولِ اقتَصَر الجَوْهرِيُّ وغيرُه : بَيْت كالفُسْطاطِ يُحْمَلُ على سِطاعٍ واحِد في وَسَطِه قالَهُ اللّيْثُ أو سَقْفٌ في مُقَدم البَيْتِ نقله الجَوْهرِيُّ وقِيلَ : هو سِتْرٌ يُمَد في دُونَ السَّقْفِ وقالَ أبو زَيدٍ : رُواقُ البَيْتِ : سِتْرَةُ مُقدَّمِهِ من أعْلاه إِلى الأرْضِ وكِفاؤُه : سِترةُ أعلاهُ إلى أَسْفَله من مُؤَخرِه وسِتْرُ البيتِ : أصْغَرُ منَ الرّواقِ وفي البَيْتِ في جَوْفِه سِتْرٌ آخَر يُدْعَى الحَجَلَةَ وقالَ بعضُهم : رُواقُ البَيْتِ : مُقَدْمُه وكِفاؤُه : مُؤَخرُه وخالِفَتاه : جانِباهُ ج : أَرْوِقَةٌ وفي الكَثِيرِ : رُوقٌ بالضَّمّ قالَ سِيبَوَيْهِ : لم يَجُزْ ضَم الواوِ كَراهِيةً للضمةِ قَبْلَها والضَّمَّة فِيها . والرِّواقُ : حاجِبُ العَيْنِ ولها رُواقانِ عن ابْنِ عَبّادٍ . والرُّواقُ من اللَّيْلِ : مُقدَّمُه وجانِبُه نَقَله ابنُ سِيدَه وأَنْشَدَ :
" يَرِدْنَ واللَّيْلُ مُرِمٌّ طائِرُه
" مُرْخىً رُواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ ويُرْوَى " مُلْقًى رُواقاهُ " . والنَّعْجَةُ تُسَمى رُواقاً وتُشْلَى للحَلْبِ فيُقال : رُواقْ رُواقْ قال ابنُ عَبّادٍ : وإِنَّما تسَمّى بهِ إِذا كانَتْ الرَّوْقاء . وكشَدّادٍ : رَجُلٌ من عُقَيْلٍ هو الرَّوّاقُ بنُ مالِكِ بنِ يَزِيدَ بنِ خَفاجَةَ ابنِ عُقَيْل من ولَدِه : جابِرُ بنُ عَبْدِ اللّهِ ابنِ جابِرِ بنِ الحُرِّ بنِ الرَّوّاقِ يُعَد في التّابِعِينَ . والرّاوُوقُ : المِصْفاةُ ورُبّما سَمّوا الباطِيَةَ رِاوُوقاً . وقالَ اللَّيْثُ : الرّاوُوقُ : ناجُودُ الشرابِ الذِي يُرَوَّقُ بهِ فيُصَفَّى والشَّرابُ يَتَرَوَّقُ منهُ من غيرِ عَصْرٍ . قلتُ : وقد تَقَدَّمَ في موضِعِه أَنّ الناجُودَ هي الباطِيَةُ قال العِبادِيُّ :
قَدَّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دِّيكِ صَفَّي سُلافَهُ الرّاوُوقُ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ : الرّاوُوقُ : الكأسُ بعَيْنِها قالَ شَمِرٌ : خالَفَ ابنُ الأعْرابِي - أَي : في ذلك - جَمِيعُ النّاس
وفي المُحكَم : رَيْقُ الشَّبابِ وغيرِه بالفَتْح ورَيِّقُه ككَيَّس أَي : أَوَّلُه قالَ البَعِيثُ :
مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّبابِ فعارَضَتْ ... جَناب الصِّبا في كاتِم السِّرِّ أَعْجَمَا ويُقال : فَعَلَه في رَوْقِ شَبابه ورَيِّقِ شَبابِه أَي : في أَوَّلِه وأصْلَه رَيْوِقٌ فَيْعِل فأُدْغِم ورُبما يُخَفَّفُ كهَيْنٍ وهيِّن
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : قِيلَ : الرَّيِّقُ : أنْ يُصِيبَكَ من المَطَرِ يَسِيرٌ وهو من الأَضْدادِ أَي : مع قولِهِم رَيّقُ كُلَ شيءٍ : أَوَلُه
وغِلْمانٌ رُوقَةٌ بالضم : حِسانٌ جَمْعُ رائِقٍ كفارِهٍ وفُرْهَةٍ وصاحِبٍ وصُحْبَةٍ وهو مِنْ راقَ الشَّيْءُ : إِذا صَفا وقالَ الفَرّاءُ : غُلامٌ رُوقَةٌ وجَمَل رُوقَةٌ وجارِيَةٌ رُوقَةٌ أيْضاً وكذا ناقَةٌ رُوقَة وكذلِك نُوقٌ رُوقَةٌ قالَ :
" تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَهْ أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابِيِّ إِلاّ أَنّه قال : رُوقَةُ هنا جَمْعُ رائِقٍ وقال ابنُ سِيدَه : فأمّا الهاءُ عندِي فلتَأْنِيْثِ الجَمْعِوقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الرُّوقَةُ : الشّيْءُ اليَسِيرُ لُغَةٌ يمانِيَة . والرُّوقَةُ : الجَمِيل جِداً من الناسِ وكذلِك الاثْنانِ والجَمِيع والمُؤَنَّثُ وقد يُجْمَعُ على رُوقٍ ورُبّما وُصِفَت به الخَيْلُ والإِبِلُ في الشِّعْرِ وأطْلَقَه ابنُ الأَعْرابِيِّ فلم يَخُصَّ شِعْرًا من غَيْرِه . والرَّوْقَة بالفَتْح : الجَمال الرّائِقُ . ورَوْقُ : ة بجُرْجانَ نقلَهُ الصاغانِيُّ . والرَّوَقُ مُحَرَّكَة : أَنْ تَطُولَ الثَّنايا العُلْيا السُّفْلَى وتشْرِفَ عليها وهو أَرْوَقُ وهى رَوْقاءُ قالَ لبِيدٌ - رضِيَ اللهُ عنه - يَصِفُ أَسْهُماً :
رَقَمِيّاتٌ عَلَيْها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَق منهم والأَيلّْ ج : رُوقٌ بالضَّمِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
فِداءٌ خالَتِي لبَنِي حُيَيٍّ ... خُصُوصاً يَوْم كُسُّ القَوْم رُوقُ وكذلِكَ قَوْمٌ رُوقٌ ورَجُلٌ أرْوَقُ وقِيلَ : إِنَّ رُوقاً جَمْعُ رُوقَةٍ كما تَقَدَّم وقِيلَ : جمع رائِقٍ كبازِلٍ وبُزْلٍ ومنه قولُ الرّاجِزِ :
" من لَبَنِ الدُّهْم الرُّوقْ
" حَتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ وتَرُوقُ كتَكُونُ : اسم هَضْبَة
وأراقَهُ أَي : الماء ونحوه : صَبَّهُ وهَراقَهُ يُهَرِيقُه - بدل - وكذا : أَهْرَاقَهُ يُهْرِيقُه - عِوَضٌ - : صَبَّهُ قال الصّاغانِيُّ : وسنُعِيدُ ذِكْرَهُ ثانِياً في : " ر ي ق " . وقال ابنُ سِيدَه : وإِنّما قُضِىَ عَلَى أَنّ أَصلَ أَراق : أَرْوَقَ لأَمرينِ أَحَدُهما : أَنَّ كونَ عينِ الفِعْلِ واوًا أَكثرُ من كَوْنِها ياءً فيما اعْتَلَّتْ عينُه والآَخَر أَنَّ الماءَ إِذا هُرِيقَ ظَهرَ جوهَرُه وصَفَا فراقَ رائِيَهُ يَرُوقُه فهذا يُقَوِّي كونَ العَيْنِ منه واوًا على أَن الكِسائِيَّ قد حَكَى راقَ الماءُ يَرِيقُ : إِذا انْصَبَّ وهذا قاطعٌ بكوْنِ العينِ ياءً قال ابنُ بَرِّىٍّ : أَرقْتُ الماءَ مَنْقُولٌ من راقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً : إِذا تَرَدَّدَ على وَجْهِ الأَرْضِ فعَلَى هذا كانَ حَقُّه أن يُذْكَرَ في فصل " ر ي ق " لا " ر و ق " . والتَّرْوِيقُ : التَّصْفِيَةُ يُقال : رَوقَ الشَّرابَ : إِذا صَفّاهُ بالرّاوُوقِ قال الأَعْشَى :
وشاوٍ إذا شِئْنَا كَمِيشٌ بمِسْعَرٍ ... وصَهْباءُ مِزْبادٌ إِذا ما تُرَوَّقُ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : التَّرْوِيقُ : أَن تَبِيعَ سِلْعَةً وتَشتَرِيَ أجْوَدَ مِنْها وأحْسَنَ يُقال : باعَ سِلْعَتَه فرَوَّقَ وقالَ غيرُه : أَطْوَلَ منها وأَفْضَلَ وقالَ ثعلبٌ : هو أَن تَبِيعَ بالِياً وتَشْتَرِىَ جَدِيدًا . ومن المَجازِ : بَيْتٌ مُرَوَّقٌ كمُعَظَّم أي : له رُواقٌ وهو سِتْرٌ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ وقد رَوقَهُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للأعْشَى :
وقد أقْطَعُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ بفِتْيَةٍ ... مَسامِيحَ تُسْقَى والخِباءُ مُرَوَّقُ ورَوَّقَ السَّكْرانُ : بالَ في ثِيابِه هذه وَحْدَها عن أَبِي حَنِيفَةَ وهو مَجازٌ . ورَوَّقَ الفُلانٍ في سِلْعَتِه : إِذا رَفَع له في ثَمَنِها وهُوَ لا يُرِيدُها عن ابنِ عَبّادٍ . ويُقال : هُو مُراوِقِي أَي : رُواقُه بحِيالِ رُواقِي أَي : رُوَاقُ بَيْتِه بحِيالِ رُواقِ بَيْتِي كما في العُبابِ وفي الأَساسِ : هو جارِي مُراوِقِي : إِذا تَقابَلَ الرُّواقانِ . ورِيوَقانُ بالكَسْر : ة بمَرْوَ منها : أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُقْبَةَ الرِّيوَقانِي يُقال : إِنَّ إِسحقَ بنَ راهَوَيْهِ مَولاهُم . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : حَرْبٌ ذاتُ رَوْقَيْنِ أي : شَدِيدَةٌ وهو مَجازٌ . ورَماهُ بأرْواقِه : إِذا رماهُ بثِقَلِه . وأَرْواقُ الرَّجُلِ : أَطْرافُه وجَسَدُه . وأَلْقَى علينا أَرْواقَه : إِذا غَطّانا بنَفسِه . وفي نوادِرِ الأَعْرابِ : رَوْقُ المَطَرِ والجَيْشِ والخَيْلِ : مُقَدَّمُه . ورَوْقُ الرَّجُلِ : شَبابُه . ولَيْلٌ مُرَوَّقٌ : مُرْخَى الرُّواق قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ اللَّيْلَ - وقِيلَ الفَجْر - :
وقَدْ هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِىُّ كِفاءَةُ ... ولكِنّه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُورُبّما قالُوا : رَوَّقَ اللَّيْلُ : إذا مَدَّ رَواقَ ظُلْمَتِه وأَلْقَى أرْوِقَتَهُ . ورُوقَةُ المُؤْمِنينَ بالضمِّ : خِيارُهُم وسَراتُهم جمعُ رائِقٍ . واسْتَعارَ دُكَيْنٌ الرّاوُوقَ للشَّبابِ فقال :
" أُسْقَى براوُوقِ الشَّبابِ الخاضِلِ وتَرَوَّقَ الشرابُ : صفَا من غَيرِ عَصْرٍ ورَجُلٌ مُرِيقٌ وماءٌ مُراقٌ . وأَراقَ ماءَ ظَهْرِه وهَراقَهُ على البَدَلِ وأَهْراقَهُ على العِوَض كما ذَهَب إِليه سِيبَوَيْهِ في أسْطاع . والإِراقَةُ : ماءُ الرَّجُلِ وهي الهِراقَة على البَدَلِ والإِهْراقَةُ على العِوَضِ . وهُما يَتَراوَقانِ الماءَ : يَتَداولانِ إِراقَتَه . ورَوَّق اللَّيْلُ : أَظْلم وكذلك : أَرْوَقَ . والرواقُ من السَّحاب : ما دارَ منه كرُواقِ البَيْتِ . وسَنَةٌ رَوْقاءُ وسَنَواتٌ رُوقٌ وعاثَ فِيهم عامٌ أَرْوَقُ كأَنّه ذِئبٌ أوْرَقُ . وشَرابٌ رائِقٌ : مُصَفى ومِسْكٌ رائِقٌ : خالِصٌ . ورَوْقُ السَّحابِ : سَيْلُهُ قالَ :
مثل السَّحابِ إِذا تَحَدَّرَ رَوْقُه ... ودَنا أُمِرَّ وكانَ مما يُمْنَعُ رهق
الأرَقُ مُحَرَّكةً : السَّهَرُ كما في الصِّحاح وزاد الصاغانِي : باللَّيْلِ وفي التَّهْذِيبِ : هو ذَهابُ النوم باللَّيْلِ وفى المُحكم : ذَهابُ النوم لِعِلَّةٍ ونَقَلَ شَيْخُنا - عَنْ بَعْضِ فُقَهَاء اللُّغَةِ - أنه السَّهَرُ في مَكْرُوه وقَيَّدَه هكذا وأَنَّ السَّهَرَ أَعَمُّ وبه فَسَّرُوا قولَ المُتَنَبِّي :
أرَقٌ على أَرَقٍ ومِثْلِي يَأرَقُ ... وأَسىً يَزِيدُ وعَبْرةٌ تَتَرَقْرَقُ كالائْتِراقِ على الافْتِعال نَقَلَه الجَوْهَريّ . وقد أَرِقَ كفَرِحَ يَأرَقُ أرَقاً فهو أَرِقٌ ككَتِفٍ وآرقٌ كناصِر وأَنشدَ ابنُ فارِس - في اَلمَقايِيسِ - :
" فَبِتُّ بلَيْلِ الآرِقِ المتَمَلْمِلِ قلت : هو قَوْلُ ذِي الرمةِ . والإِرْقانُ بالكسرِ : شَجَرٌ أَحْمَرُ بعَيْنِه نقله ابنُ فارِس وأنشد :
وتَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَراً أَنامِله ... كأَنَّ في رَيْطَتَيْهِ نَضْحَ إِرْقانِ قلتُ : وهو قولُ الأصمعي كما في التَّكْمِلةِ . وقِيلَ : الإِرْقانُ : الحِناّءُ . وقال الأَصمَعيُّ : الإِرْقانُ : الزَعفرانُ . وقال غيرُه : هو دَمُ الأَخَوَيْنِ وكلُّ ذلك فُسِّرَ به البَيْت . والإِرْقان : آفة تصيب الزرع . ودَاءٌ يُصِيب الناّسَ يَصْفَرُّ منه الجَسدُ كالأَرَقانِ مُحَرَّكةً نقلَها الجَوهَرِي وبكَسْرَتَيْنِ وبَفَتْح الهمزةِ وضَمِّ الرّاءَ والأَرْقُ والأرْقانُ بفتحهما والأراقُ كغُرابٍ واليَرَقانُ محرّكَةً وهذه أشهَرُ فهذه ثماني لغاتٍ اقتصر الجَوْهَرِي على الثانِية والأخِيرةِ وفي اللِّسانِ : ومن جَعَل هَمزَتَه بدلاً فحُكْمُه الياءُ قالَ الأَطِبّاءُ : اليَرَقانُ : يَتَغَيَّر منه لَون البَدَنِ تَغيُّراً فاحِشاً إِلى صُفرةٍ أَو سَوادٍ بجريانَ الخِلْطِ الأَصْفرِ أَو الأسْوَدِ إِلى الجِلْدِ وما يَلِيه بلا عُفونَةٍ كذا في الشفاءَ لابن سينَا . وزَرْع مَأرُوق ومَيْرُوق : أَي مؤوف وكذلك نَخْلَةٌ مَأروقَةٌ . وأُرَيق كزُبَيْرٍ : ع هكَذا في سائِرِ النُّسَخ وهو غَلَط صوابه كغرابٍ كما هو في الصِّحاح والعُبابِ واللِّسانِ والمعْجَم وأَنشَدُوا لابْنِ أَحمَرَ الباهِلِي :
كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ حُفَّتْ ... هَجائِنَ من نِعاجِ أراقَ عِينَا وقال الجوهري : قال الأصمعي : رَأَى رَجلٌ الغُولَ على جَمَلٍ أَوْرَقَ فقالَ : جاءَنا بأمِّ الرّبَيْقِ على أرَيْقٍ أي : بالدَّاهِيَة زادَ غيرُه العَظِيمَة وقالَ الصّاغاني : الكَبِيرَةُ وقالَ أَبُو عُبَيدٍ : أَصله من الحَيّاتِ وقال الأزْهَري : صَغِّرَ الأَورَقَ تَصغِيرَ التَّرْخيم كسُوَيْد في أَسْوَدَ والأصل وُرَيْق فقُلبَت الواوُ هَمْزَةً ذَكَرَه في هذا التَّركيبِ وقالَ ابنُ بَرِّي : حَقُّ أرَيْقٍ أَنْ يذكر في فصل ورق لأَنَّه تصغِيرُ أَوْرَقَ كقَولهم في أسْوَدَ سُوَيْدٌ ومما يَدل على أن أَصل الأرَيْقِ الحَيّاتُ - كما قال أبو عبيد - قولُ العَجّاجََ :
وقد رَأَى دُوني من تجهمي ... أمَ الربَيْقِ والأرَيْقِ الأَزْنَمَ بدلالَةِ قولِه : " الأَزنم وهو الذَّي له زنَمَة من الحَيَّاتِ
وآرَقَه كَذَا وأَرَّوقه إيراقاً وتَأرِيقاً وعلى الثاني اقْتَصَرَ الجَوهريّ : أَسْهَرَه وهو مُؤَرَّقٌ قال :
" مَتَى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكرى قال سِيبَوَيْهِ : جَزَمه لأنه في معنى إِنْ يَكُن لي نَوْمٌ في غير هذه الحالِ لا يُؤَرِّقْنِي الكَرِىّ وقال تَأَبَّطَ شراً :
يا عِيدُ مالَكَ من شوْقٍ وإِيراقِ ... ومَرِّ طيْفٍ عَلَى الأَهْوالِ طَرّاقِ
وقال رؤبة :
أرقني طارق هم أرقاً ... وركض غربان غدون نغقا وقال الأعشى :
أرقت وما هذا السهاد المؤرق ... وما بي من هم وما بي من معشق ومؤرق كمحدث : علم منهم مؤرق العجلي وغيره قال ابن دريد في تركيب ورق فأما تسميتهم مؤرقاً فليس من هذا ذاك من الأرق وهو ذهاب النوم
ومما يستدرك عليه : رجل أرق كندس وأرق بضمتين بمعنى آرق . وقيل : إذا كان ذلك عادته فبضم الهمزة والراء لا غير . وأراقُ كغُرابٍ : موضِعٌ في قَوْلِ ابنِ أحمرَ :
كأنَّ عَلَى الجِمالِ أَوانَ حُفَّت ... هَجائِنَ من نِعاج أراقَ عينا وقالَ ابنُ زَيْدِ الخَيلِ الطاّئِي :
ولما أَنْ بَدَت لصَفَا أراقِ ... تَجَمَّعَ مِنْ طَوائِفِهم فُلُولُ أ ز ق