السَّيْرُ : الذَّهابُ نهاراُ وليلاً وأما السُّرَى فلان يكونُ إلا ليْلاً كالمَسيرِ يقال : سارَ القومُ يَسيرونَ سَيْراً ومسيراً إذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جِهة توجَّهُوا لها ويقال : بارك الله في مَسِيرك أي سَيْرك . قال الجوهريُّ : وهو شاذٌّ لأن القياسَ المصدرِ من فعلَ يفعلُ مفعلٌ بالفتح لا والتسيارِ بالفتح ويُذهبُ به إلى الكثرةِ وهو تفعالٌ من السيرِ قال :
فأَلْقَتْ عَصَا التَّيسْارِ منها وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٌ مَحَافِرُهْ
والمَسِيِرَةِ بزيادة الهاءِ كالمَعِيشَةِ من العيْشِ ويرادُ به أيضاً : المَسَافَة التي يُسَارُ فيها من الأَرْضِ كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَة وبه فُسِّرَ الحديث " نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْر " ٍ والسَّيْرُورِةَ الأخِيرَة عن اللِّحْيَانيّ . وسارَ الرّجلُ يَسِيرُ بنفْسهِ وسارَهُ غَيْرُهُ سَيْراً وسِيرَةً ومَسَاراً ومَسِيراً َيَتَعّدى ولا يَتَعَدَّى . وأَسَارَهُ قال ابنُ بُزُرْج : سِرْتُ الدَّابَّةَ إذا رَكِبْتَها وإذا أَرَدْتَ المَرْعَى قلت : أَسَرْتُهَا إِلى الكَلإ وهو أن يُرسِلُوا فيها الرُّعْيَانَ ويُقِيموا هم . وسَارَ بِهِ أي يتَعَدَّى بالهَمْز وبالبَاءِ . وسَيَّرَه تَسْييراً أي يتعَدى بالتضعيف . والاسْمُ من كُلّ ذلك السِّيرَةُ بالكَسْر . وطَرِيقٌ مَسُورٌ ورَجُلٌ مَسُورٌ بِهِ قال شيخنا : هذا غَلَطٌ ظَاهِرٌ في هذه المادة والصواب مَسِيرٌ ومَسِيرٌ به كما لا يَخْفَى عمّن له أَدْنَى مُسْكَة بالصَّرْف انتهى
قلت : وهذا الذي خَطَّأَه هو بعينِه قولُ ابنِ جِنِّي فإِنه حَكَى طَرِيقٌ مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به قالوا : وقَيَاسُ هذا ونَحْوِه عند الخليل أن يكون مما يُحْذفُ فيه الياءُ والأَخْفَشُ يعتقدِ أن المحذوفَ من هذا ونَحْوِه إنما هو واو مَفْعُول لا عَيْنهُ وآنسَه بذلك قد هُوبَ بهِ وسُورَ به وكُولَ به ففي تَخْطِئَةِ شيخِنا للمصَنَّف على بادِرةِ الأَمْرِ تحاملٌ شديدٌ كما لا يَخْفَى وغايَةُ ما يقال فيه : إنه جاءَ على خلاف القياسِ عند الخَليلِ
والسَّيْرَةُ بالفَتْح : الضَّرْبُ من السَّيْرِ . وحكى : إِنّه لَحَسَنُ السِّيرَةِ . والسُّيَرَةُ كهُمَزَةٍ : الكَثِيرُ السَّيْرِ عن ابن جِنَّي . من المَجَاز : السِّيرَةُ بالكَسْر : السُّنَّةُ وقد سارَتْ وسِرْتُها قال خالِدُ بنُ زُهَيْر كذا عَزَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وقالَ ابنُ بَرِّي : هو لخِالدِ ابنِ أُخْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فلاَ تَغْضَبَنْ من سُنَّة أَنتَ سِرْتَهَا ... فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُهَا يقول : أَنْتَ جَعَلْتَها سائِرَةً في النّاس . وقال أبو عُبَيْد : سارَ الشَّيْءُ وسِرْتُه فَعمّ وأََنشد قول خالد . السِّيَرةُ : الطَّرِيقَةُ يقال : سارَ الوالِي في رَعِيَّتهِ سِيرَةً حَسَنَةً وأَحْسَن السِّيَرَ وهذا في سِيَرِ الأَوّلِينَ . السِّيرَةُ الهَيْئَةُ وبه فُسِّر قولهُ تعالى " سَنُعِيدُها سِيرَتَها الأُولَى " . السِّيرَةُ : المِيرَةُ . والسَّيْرَ بالفَتْح : الذِي يُقدُّ من الجِلْدِ طُولاً وهو الشِّراكُ ج سُيُورٌ بالضّم يقال : شَدَّة بالسَّيْرِ وبالسُّيُورِ والأَسْيَارِ والسُّيُورَةَ . وإليهِ أَي إلى لفظِ الجَمْعٍ نُسِبَ المُحَدِّثانِ : أَبو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِي بنِ إِبراهِيمَ النَّيْسابُورِيّ عن محمّدِ بن الحُسَيْنِ القَطّان وعنه الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ الصّاغانِيّ . أَبو طاهِرٍ عبدُ المَلِكِ بن أَحمد عن عبد المَلكِ بن بِشْرَان شيخٍ لابنِ الزغوانيّ تُوُفِّي سنة 481 السُّيُورِيّانِ . قال شيخنا : وهذا على خِلاَفِ القِياسِ لأَن القِيَاسَ في النَّسَبِ أن يُرْجَعَ به إلى المفردِ كما عُرِفَ به في العربية . وقيل : إِنَّهما مَنْسُوبانِ إلى بَلَدٍ اسمه سُيُور وصحّحه أَقوام . وفاته : أبو القاسِمِ عبدُ الخَالِقِ بنِ عبْدِ الوارِثِ السُّيُورِيّ المَغْرِبِيّ المالِكيّ خاتمة شُيوخِ القَيْرَوَان توفيِّ سنةَ 460السَّيْورُ : د باليَمَنِ شَرْقيَّ الجَنَدِ منه الإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو زَكَرِياءَ يَحْيَى بنُ أبِي الخَيْرِ بنِ سالمِ بنِ أَسْعَد بنِ عبدِ اللهِ بن محمّد ابن مُوسَى بن الحُسَيْنِ بنِ أَسْعَد بنِ عَبْد اللهِ السَّيْرِيُّ العُمْرانِيّ من بني عمْرَانَ ابن رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارَةَ بَطْن كبير باليَمنَ صاحِبُ كتابِ البَيَانِ والزَّوَائِدِ في الِفْقهِ وُلِدَ سنة 487 ، وَكان ولدُه طاهِرُ بنُ يحيى من كِبارِ الفُقَهَاءِ باليَمَنِ . وفي التَّبْصِير للحافظ بن حجر : والسِّيَرِيّ بالكسر وفتح الياءِ غَلَبَ على بَعْضِ الحُصُونِ باليَمنِ في زمن الأَشرف واستمرّ منازعاً له ولولده انتهى . قلت : ولعلّه تصحيف والصواب السَّيري بالفتح كما للمصنف . وهَبِيرُ سَيَّار ككَتّانٍ : رَمْلٌ نَجْدِيٌّ قيل : هو رَمْلُ زَرُود في طريقِ مَكَّةَ كانَت بهِ وقَعْةَ ابن أَبي سَعدْ الجَنَابِيّ القَرْمَطِيّ بالحاجِّ . يوم الأَحد لاثْنَتَيْ عَشْرَةََ ليلة بقيتْ من المُحَرِّم سنة 312 قَتَلَهم وسَبَاهُم وأخذ أموالَهم كذا في مُعْجَم يا قُوت وَسَيّارُ بنُ بَكْر كذا في النُّسَخِ بالموحدة والكاف وصوابه بلز باللام والزاي صَحَابِيّ وهو والدُ أبِي العُشْرَاءِ الدَّارِمِي روى عنه ابنه . وفي التابِعينَ والمُحَدِّثينَ جماعَةٌ اسمهم سَيَّار ومنهم : أبو المِنْهَالِ سَيّارُ بنُ سَلامَةَ الرِّياحِيّ البَصْرِيّ . وسَيّارُ بنُ عبد الرحمن الصَّدَفيّ . وسَيّارُ بنُ مَنْظُورِ بن سَيّارٍ الفَزارِيّ وسَيّارُ بنُ أبِي سَيارٍ العَنَزِيّ الوَاسطي . وسَيارٌ أَبو حَمْزَةَ الكُوفِيّ . وسَيّارٌ القُرَشِيّ الأُمَوِي مولَى معاوِيةَ ابنِ أَبي سُفْيَانَ . وسَيّارُ بنُ مَعْرُور التَّمِيميّ . وسَيَّارُ بنُ رَوْحٍ . حَدَّثُوا
السَّيّارِيُّونَ : جَمَاعَةُ منهم : عُمَرُ بنُ يَزِيدَ السَّيّارِيُّ حدّث عن عبدِ الوَارِثِ وعَبّادِ بنِ العَوامِ . ويُوسفُ بنُ مَنْصُورِ بنِ إبراهيمَ السَّيّارِيّ . وأحمدُ بنُ زِيَادٍ السَّيّارِيّ . والقَاسِمُ بنُ عبدِ الله بن مَهْدِيّ السَّيّارِيّ وغيرهم . والسَّيارَةُ : القافِلَةُ . والسَّيارَةُ : القَوْمُ يَسِيرُون أُنِّثَ على معنى الرُّفْقَةِ أو الجَمَاعَة فأما قِراءَةُ من قَرَأَ " تَلْتَقِطْهُ بعضُ السَّيّارَةٌ " فإنه أنثَ لأَنّ بعضَها سَيّارَةٌ
وأَبو سَيَّارَةَ : عُمَيْلَةُ بنُ خالدٍ العَدْوانِي كانَ له حِمارٌ أسْوَدُ أجازَ الناسَ عليه منَ المُزْدَلِفةِ إلى مِنى أَرْبَعِينَ سَنَةً قال الرّاجِز :
" خَلُّوا الطَّرِيقَ عن أبِي سَيَّارَةْ
" وعَنْ مَوَالِيهِ بنِي فَزَارَهْ
" حتى يُجيزَ سالمِاً حِمَارَهْ وكان يَقُولُ : أَشْرِقْ ثَبِير كيْما نُغِير . أي كَيْ نُسْرِعَ إِلى النَّحْرِ فقيلَ : أصَحُّ من عيدِ أَبِي سَيَّارَةَ " وضُرِبَ به المَثَلُ . والسِّيَرَاءُ كالعِنباءِ ويُسَكّن : نَوْعٌ من البُرُودِ وقيل : هو ثَوبٌ مُسيرٌ فيه خُطُوطٌ تُعملُ من القزّ كالسُّيُورِ . وقال الجَوْهَرِيّ : هو بُرْدٌ فيه خُطوطٌ صُفرٌ قال النابِغَة :
صَفْرَاءُ كالسَّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا ... كالغُصْنِِ في غُلَوَائهِ المُتَأوِّدِ أو يُخالِطهُ حَرِيرٌ وقيل : هي من ثيابِ اليمنِ قلت : وهو المشهورُ الآن بالمضف وفي الحديث " أهْدَي إليهِ أُكيْدرُ دُوَمَةَ حُلةً سِيَرَاءَ " قال ابنُ الأثيرِ : هو نَوعٌ من البُرُودِ يُخالِطه حَريرٌ كالسُّيورِ وهي فُعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ قال هكذا رُوِىَ على هذه الِّصفة قال : قال بعضُ المتأَخِّرينَ : إنما هو على الإِضافةِ واحتجّ بأن سيبويه قال : لم يأتِ فِعَلاءُ صِفةً لكن اسماً وشرحَ السِّيَراءَ : الحرير الصافي ومعناه حلة حَريرٍ وفي الحديثِ " أَعْطَى عَلِيَّا بُرْداً سِيَرَاءَ وقالَ : اجْعَلْهُ خُمُراً " وفي حديثِ عُمَر " رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ تُباعُ "
والسِّيَرَاءُ : الذَّهَبُ وقيل : هو الذَّهبُ الصافِي الخَالِصُ . قال الفَراءُ : السِّيَرَاءُ : نَبْتٌ ولم يَصِفْه الدِّينَوَرِيّ وقيل : هو يُشبهُ الخُلةَ كذا في الكتلمة . هي أيضاً القِرْفةُ اللاَّزِقَةُ بالنّواةِ . استعاره الشاعرُ للخِلبِ وهو حِجَابُ القَلْبِ فقال :" نَجَّى امْرأًَ من مَحَلِّ السَّوْءِ أنّ لهُفي القَلْبِ من سِيَرَاءِ القَلْبِ نِبْرَاساَ السِّيَراءُ : جَرِيدةَ من جَرَائِدِ النَّخْلَةِ . والسَّيِّرَانُ بالكسر الياءِ المُشَدَّدةِ : ع جاءَ ذِكره في الشِّعْر . وصُقْعٌ بالعِرَاقِ بين واسِطَ وفَمِ النيل وأهلُ السوادِ يُحِيلُون اسمَه . وسِيرَوَانُ بالكسر وفتح الراءِ : كُورَةُ ما سَبَذَانَ مُحَرَّكةً أو كورَةٌ بجَنْبِهَا وقال الصاغاني : بالجَبَل . سِيرَوَانُ : ة بمِصْرَ منها أبو علي أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُعاذٍ السَّيرَوَانِي سكنَ نسفَ ومات بها سنة 329 ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ الدَّبَرِي وعلي بن المُبَاركِ الصَّاغاني والذي ذكره ياقوت أن أبا عَلِي هذا من قريةٍ بِنَسَفَ ولم أجد سِيرَوَانَ في القُرَى المِصْريّة مع كثرةِ تَتَبُّعي في مظانِّها
سِيرَوَانُ : ع بفارِس . سِيرَوَانُ : ع قَرْبَ الرَّيِّ كذا في معجم ياقوت . وسارُ الشَّيْءِ : سائِرُةُ أي جَميعه وهما لُغتان قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ ظَبْيَة :
وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُه ... كَلَوْنِ النَّئُورِ وهي أدْماءُ سارُها . أي سائِرُها قد ذُكرَ في سرا ومر هناك تفصيلُ القَولينِ من المَجاز : سيرَ الجُلَّ عن الفَرَسِ : نَزَعَه " وأَلْقاه عنه . سَيَّرَ المَثلَ : جَعَله سائِراً شائِعاً في الناس وكذلك الكلامَ وبقال : هذا مثلٌ سائرٌ وقد سَيِّرَ أَمْثَالاً سائِرَةً وهو مَجَاز . سَيَّرَ سَيرَةً بالكسر : جاءَ بأحدِيثِ الأَوائِلِ أَو حَدَّثَ بها . قال شيخنا : والسِّيرَةُ النَّبَوِيَّة وكُتُبُ السيرِ مأخوذةٌ من السَّيرةِ بمعنى الطَّرِيقَةِ وأُدْخِلَ فيها الغَزَواتُ وغير ذلك . إِلْحَاقاً أَو تأْوِيلاً . سَيَّرَت المَرْأَةُ خَِضابَها : خَطَّطَتْه أي جَعَلْته خُطُوطاً كالسُّيُورِ وأنشد الزَّمَخْشَرِي لابن مُقْبِلٍ :
وأَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُودِ أَراكَةٍ ... ورَخْصاً علَتْه بالخِضَابِ مُسَيَّرَاَ والمُسَيَّر كمُعَظَّم : ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ تُعمَلُ من القزِّ كالسُّيُوِر . وقيل : بُرُودُ يُخالِطُهَا حَرِيرٌ ويقال : ثَوْبٌ مُسَيَّرٌ : وَشْيُه مثْلُ السُّيُورِ . مُسَيَّرٌ : اسم جماعةٍ منهم : أبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بنُ الوَلِيدِ بنِ المُسَيَّر الطائِي عن مُحِلّ بنِ خَلِيفَة وعنه ابنُ مَهْدَي وزيدُ بنُ الحُبابِ . مُسَيَّرُ القَرْعِ : حَلْوَاءُ معروف . من المَجاز : تَسَيِّرَ جِلْدُه إذا تَقَشَّرَ وصار شِبهَ السُّيُورِ . واسْتَارَ : امْتَارَ قال الراجز :
" أشْكُو إِلى اللهِ العَزيزِ الغَفَّارْ
" ثمَّ إِليْكَ اليومَ بُعدَ المُسْتَارْ ويقال : المُسْتَارُ في هذا البَيتِ مُفْتَعلٌ من السَّيْرِ . يقال : اسْتَارَ بسِيرَتهِ إذا اسْتَنَّ بسُنتِهِ وطَرِيقَتِه . وسَيَرٌ كجَبلَ هكذا ضبطه الصاغاني وغيره وضبطه ابنُ الأَثِير وغيره بفتح السين وتشديد الباءِ الموحَّدَةِ المكسورة : ع وهو كِثيبٌ بينَ بَدْرٍ والمدينةِ المُشرَّفةِ قَسَمَ فيهِ النبي صلى الله عليه وسلم غَنَائمَ بَدْرٍ وسبق في سبر أيضاً أنّ سَبِّرَ كَثيبٌ بين بَدْرٍ والمدينةِ كما ذكره الصاغاني هناك أيضاً فهما مَوضِعان أو أَحَدهُما تصحيفٌ عن الآخر فتأَمّلْ
ومما يستدرك عليه : تَسايرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ : سارَ وزَالَ وهو مَجاز وقد جاءَ ذلك في حديثِ حُذَيْفَة . وسايَرَهُ مُسَايَرَةً : جارَاه وتَسَاَيَرَا . وبينهما مَسِيَرةُ يَوْمٍ . وسَيَّرَه من بَلَدِه : أَخْرَجَه وأخْلاه . وسايَرَهُ : سارَ معه . وفلانٌ لا تُسَايِرُهُ خُيَلاءُ إذا كان كَذاباً . وقولهم : سِرْ عَنْكَ أي تَغَافَلْ واحتَمِلْ وفيه إِضْمارٌ كأَنه قال سِرْ ودعْ عَنْكَ المِراءَ والشّكّ . وسَيَّرَ الثوب والسّهمَ : جعل فيه خُطُوطاً . وعُقابٌ مُسَيَّرةٌ : مُخطَّطَة . وثَعْلَبَةُ بنُ سَيار له ذِكْرهٌ وإِياه عنَى الشاعر قال ابن بَرِّي هو المُفَضَّل النُّكْرِيّ :
وسائِلَة بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَةَ العَلُوقُجعَلَه سَيْراً للضرورة نقله الجَوْهَرِيّ في علق وسيأتي . ومَنْزِلَهُ سيار : قَرْيَة بمصر من حَوْفِ رَمْسِيسَ . ومَسيرِ الكوم ومُنيَة مَسِير ومَحَلة مَسِير : قُرًى بالغربية من مصر . ومُسَيّر : قرية أُخرى بالأُشْمُونَيْنِ . والصاحبُ فَلَكُ الدّين بن المَسيري وزَير الأَشْرَفِ مشهورٌ . وعبد الرازق بن يعقوب المسيري رحلَ وأدركَ السَّلفِي . واستدرك صاحب الناموس هنا سَارَة قال : وتُشَدَّد راؤُه وانه اسم سُرِّيَّة إبراهيمَ الخليلِ أُمِّ إسماعيلَ عليهما السلام . قلت : وقد رده شيخنا من أوجه ثَلاَثة وكفانا المُؤْنَةَ في ذلك ولكنه لم يُنَبِّه أن الصوابَ استدراكه في مادة سوركما فعله الصاغاني وغيره . ويستدرك عليه أيضاً : سَيْسَر كحَيْدَرَ وهو جدُّ أبي الفَضْلِ أحمدَ بنِ إبراهيِم بن سَيْسَر البُوشَنْجِي حدّثَ ببغدادَ عن ابن عُيَيْنَةَ وأَنسِ ابنِ عِياض وعنه وَكِيعٌ القَاضِي
فصل الشين المعجمة مع الراءِ
الأسْرُ : الشَدُّ بالإسار : والعَصْبُ كالإسار وقد أسَرتُه أسْراً وإساراً . والأَسْر في كلامِ العربِ : شِدَّةُ الخَلْقِ يقال : فلانٌ شَدِيدُ أسْرِ الخَلْقِ إذا كان معْصُوبَ الخَلْقِ غيرَ مُسْتَرْخٍ وفي التَّنزِيل : " نحنُ خَلَقْنَاهُم وشَدَدْنَا أسْرَهم " أي خَلْقَهُم وقال الفَرّاءُ : أسَرَه اللهُ أحسنَ الأسْرِ وأطَرَه أحسنَ الأطْرِ وقد أسَرَه اللهُ أي خَلَقَه . والخُلُق بضمَّتين أي وشِدَّةُ الخُلُق كما في سائرِ النُّسَخ والصّوابُ أنَّه بالرَّفْع معطوفٌ على وشِدَّةُ وفي الأساس : ومن المجاز : شَدَّ اللهُ أسْرَه أي قَوَّى إحكامَ خَلْقِه
الأُسْرُ بالضَّمِّ : احتباسُ البَوْل وكذلك الأُسُر بضمَّتينِ إتباعاً حَكَاه شُرّاحُ الفَصِيح وصَرَّح اللَّبْلِىُّ بأنَّه لغةٌ فهو مُستدركٌ على المصنِّف . وفي أفعال ابنِ القَطّاع : أسِرَ كفَرِحَ : احْتَبسَ بَولُه . والأُسْرُ بالضّمّ : اسمُ المصدرِ
وقال الأحمر : إذا احْتَبسَ الرَّجلُ بَوْلُه قِيلَ : أخَذَه الأُسْرُ وإذا احتَبس الغائِطُ فهو الحُصْرُ . وقال ابنُ الأعرابيّ : الأُسْرُ : تَقْطِيرُ البَوْلِ وحَزٌّ في المَثَانَة وإضَاضٌ مثلُ إضَاضِ الماخِضِ يقال : أنالَه اللهُ أُسْراً وفي حديثِ أبي الدَّرْداء : " أنَّ رجلاً قال له : إن أبِي أخَذَه الأُسْرُ " يَعْنِي احتباسَ البَوْلِ
يقال : عُودُ أُسْرٍ كقُفْلٍ وعُودُ الأُسْرِ بالإضافة والتَّوْصِيف هكذا سُمِعَ بهما كما في شُرُوح الفَصِيح ويُسْرٍ بالياءِ بَدَلَ الهمزةِ أو هي أي الأخِيرة لَحْنٌ وأنكرَه الجوهريُّ فقال : ولا تَقُلْ : عُودُ يُسْرٍ ووافقَه على إنكارِه صاحبُ الواعِي والمُوعب وأقَرَّه شُرَّاحُ الفَصيح . قلت : وقد سَبَقَهُم بذلك الفَرّاءُ فقال : قُلْ : هو عُود الأُسْرِ ولا تَقُلْ : عُودُ اليُسْرِ . وفي الأساس : وقولُ العامَّةِ : عُودُ يُسْرٍ خطأٌ إلا بقَصْد التَّفَاؤُلِ . وهو عُودٌ يُوضَعُ على بَطْنِ مَن احْتَبَسَ بوْلُهُ فَيَبْرَأُ وعن ابن الأعرابيّ : هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ وهو الذي يُعالَجُ به المَأْسُور وكلامُه يَقْضِي أنّ فيه قَولَيْن وإليه ذَهَب المصنِّفُ ومَا تَحاملَ به شيخُنا على المصنِّف في غير مَحَلِّه كما لا يَخْفَى
والأُسُرُ بضمَّتَيْن : قَوَائِمُ السَّرِيرِ نقلَه الصّاغانيُّ . الأَسَرُ بالتَّحْرِيك : الزُّجَاجُ نقلَه الصّاغانيُّ
والإسَارُ ككِتَابٍ : ما يُشَدُّ به الأَسِيرُ كالحَبْلِ والقدِّ وقال الراغبُ وغيرُه : هو القدُّ يُشَدُّ به الأسير . وقال اللَّيْثُ : أُسرَ فلانٌ إساراً وأُسِرَ بالإسارِ . والإسارُ : الرِّباطُ والإسارُ : المَصْدَرُ كالأسْرِ وقد تَقدَّمت الإشارةُ إليه . وفي المحكم : أَسَرَه يَأْسرُه أسْراً وإسارةً : شَدَّه بالإسار والإسارُ : ما شُدَّ به والجمعُ أُسُرٌ . وقال الأصمعيُّ : ما أحْسَنَ ما أسَرَ قَتَبَه أي ما أحْسَنَ ما شَدَّه بالقِدِّ والقِدُّ الذي يُؤْسَرُ به القَتَبُ يُسَمَّى الإسارَ و " ج أُسُرٌ " بضمَّتَيْن . وقَتَبٌ مَأْسُورٌ وأقْتَابٌ مآسِيرُ . والإسارُ : القَيْدُ ويكونُ حَبْلَ الكِتَاف . الإسار ككِتابٍ : لُغَةٌ في اليَسَارِ الذي هو وفي بعضِ النُّسَخِ : الَّتي هي ضِدُّ اليَمِينِ قال الصاغانيُّ : وهي لغةٌ ضعيفةٌ
والأسِيرُ كأَمِير هو بمعنى المَأْسُورِ وهو المَرْبُوطُ بالإسارِ ثم اسُتعمِلَ في الأخِيذِ مطلقاً ولو كان غيرَ مربوطٍ بشيْءٍ والإسار : القَيْدُ ويكونُ حَبْلَ الكِتَافِ ومنه الأسِيرُ أي المُقَيَّدُ يقال : أسَرْتُ الرَّجلَ أسْراً وإساراً فهو أسِيرٌ ومَأْسُور . كلُّ محبوسٍ في قِدٍّ أو سِجْنٍ : أسِيرٌ وقولُه تعالَى : " ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ على حُبِّه مِسْكِيناً وَيَتِيماً وأَسِيراً " قال مُجاهِدٌ : الأسِيرُ : المَسْجُونُ " ج أُسَرَاءُ " وأُسَارَى وأَسارَى وأَسْرَى الأخِيرَان بالفتح قال ثعلبٌ : ليس الأسْر بعاهَةٍ فيُجْعَل أسْرَى من باب جَرْحَى في المعنَى ولكنه لما أُصِيبَ بالأسْر صار كالجَرِيح واللَّدِيغ فكُسِّر على فَعْلَى كما كُسِّر الجَرِيحُ ونحوُه وهذا معنَى قوله : ويُقال للأسِير من العَدُوِّ أسِيرٌ لأن آخِذَه يَسْتَوثِقُ منه بالإسار وهو القِدُّ لئلا يُفْلِتَ . وقال أبو إسحاق : يُجْمَع الأسِير أسْرَى وقال : وفَعْلَى جَمْعٌ لكلِّ ما أُصِيبُوا به في أبدانِهم أو عُقُولهم مثل مَرِيضٍ ومَرْضَى وأحمقَ وحَمْقَى وسكران وسكْرَى قال : ومَن قرأَ أسَارَى وأُسَارَى فهو جَمْعُ الجَمْع يقال : أسِيرٌ وأسْرَى ثم أسَارَى جَمْعُ الجَمْع . قلتُ : وقد اختار هذا جماعةٌ من أهل الاشتقاق . الأسِير : المُلْتَفُّ من النَّبَاتِ عن الصّغانيّ كالأصِير بالصّاد . والأُسْرَةُ بالضَّمِّ : الدِّرْعُ الحَصِينَةُ قاله شَمرٌ وأنشدَ لسَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسٍ جَدِّ أبِي طَرَفة بنِ العَبْد :
والأُسْرَةُ الحَصْداءُ والبَ ... يْضُ المُكَلَّلُ والرِّماحُ . الأُسْرَةُ مِن الرَّجُل : الرَّهْطُ الأدْنَوْنَ وعَشِيرَتُه لأنَّه يتقوَّى بهم كما قاله الجوهريُّ . وقال أبو جَعْفَرٍ النَّحّاسُ : الأُسْرَةُ بالضّمّ : أقاربُ الرِّجلِ من قِبَلِ أبيه وشَذَّ الشيخُ خالدٌ الأزهريُّ في إعراب الألفيَّة فإنه ضَبَطَ الأُسْرَةَ بالفَتْح وإنْ وافقَه على ذلك مُخْتَصِرُه الحَطَّابُ وتَبِعه تقليداً فإنّه لا يُعْتَدُّ به . عن أبِي زَيْد : تَأَسَّر عَليه فُلانٌ إذا اعْتَلَّ وأبْطَأَ قال أبو منصور : وهكذا رواه ابنُ هانِئ عنه وأما أبو عُبَيْد فإنَّه رَوَاه عنه : تَأَسَّنَ بالنُّونِ وهو وَهَمٌ والصَّوابُ بالراءِ . وقال الصّاغانيُّ : ويُحتَملُ أن تكونا لُغَتَيْن والرّاءُ أقربُهما إلى الصّواب وأعرفُهما
وأسَارُونُ : مِن العَقَاقِيرِ وهو حَشِيشةٌ ذاتُ بُزُورٍ كثيرةُ عُقَدِ الأُصولِ مُعْوَجَّةٌ تُشْبِهُ النِّيلَ طَيِّبةُ الرائحة لَذَّاعةُ اللِّسَانِ ولها زَهرٌ بين الوَرق عند أُصولها وأجودُها الذَّكِيُّ الرائحةِ الرقيقُ العُودِ يَلْذَعُ اللِّسَانَ عند الذَّوقِ حارٌّ يابسٌ يُلَطِّفُ ويُسَخِّنُ ومِثْقَالٌ منه إذا شُرِبَ نَفَعَ من عِرْق النَّسَا ووَجَعِ الوَرِكْين ومِن سددِ الكَبِد
قولُه تعالَى : " نحنُ خَلَقْنَاهُم وشَدَدْنَا أسْرَهُم " أي خَلْقَهم قاله الجوهريُّ وقيل : أسْرَهم أي مَفاصِلَهم أو المُرَادُ به مَصَرَّتَيِ البَوْلِ والغَائِطِ إذا خَرَجَ الأذَى تَقَبَّضَتَا أو معناه أنَّهما لا يسْتَرْخِيَانِ قبل الإرادةِ نقلَهما ابنُ الأعرابيِّ
وسَمَّوْا أسِيراً كأمِيرٍ وأُسَيْراً وأُسَيْرةَ كَزُبَيْرٍ وجُهَيْنَةَ منهم أُسَيْرُ بنُ جابِر وأُسَيْرُ بنُ عُرْوَة وأُسَيْرُ بنُ عَمْروٍ الكِنْدِيُّ وأُسَيْرٌ الأسْلَميُّ صحابِيون وأُسَيْرُ بن جابِرٍ العَبْدِيُّ تابِعِيّ
وإسْرَالُ يأْتي في حرف اللامِ ولم يَذْكُرْهُ هناك سَهْواً منه وهو مخفَّفٌ عن إسرائيلَ ومعناه صَفْوَةُ الله وقيل : عبدُ اللهِ قاله البَيْضَاوِيُّ وهو يَعْقُوبُ عليه السّلامُ . وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : معناه سَرِىّ الله . وتَآسِيرُ السَّرْجِ : السُّيُورُ التي بها يُؤْسَرُ ويُشَدُّ قال شيخُنَا : وهو من الجُمُوعِ التي لا مُفْرَدَ لها في الأصَحِّ
وممّا يُسْتَدْرَك عليه : قولُهم : اسْتَأْسرَ أي كُنْ أسِيراً لي . ومن سَجَعَات الأسَاس : مَنْ تَزَوَّجَ فهو طَلِيقٌ قد اسْتَأْسَرَ ومَنْ طَلَّقَ فهو بُغاثُ قد اسْتَنْسَرَوهذا الشيءُ لكَ بأَسْرِه أي بِقده يعني جَميعه كما يُقالُ : بِرُمَّته . وجاءَ القَومُ بأَسْرِهم قال أبو بكر : معناه جاؤُوا بجَميعِهم وفي الحديث : " تَجْفُو القَبِيلَة بأسْرها " أي جميعها . ورجلٌ مَأْسُور ومَأْطُور : شَديدُ عَقْدِ المَفَاصلِ . وفي حديثِ عُمر : " لا يُؤْسَرُ أحَدٌ في الإسلام بشهادةِ الزور إنا لا نَقْبَلُ إلا العُدُولَ أي لا يُحْبَسُ . وأُسُر بضمَّتَيْن : بَلَدٌ بالحَزْنِ : أرضِ بَنِى يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ ويقال فيه : يُسُر أيضاً