لَئنْ قَطَعَ اليَأْسُ الحَنِينَ فإِنّه ... رَقُوءٌ لتَذْرافِ الدّمُوعِ السَّوافِكِ س ك ك
السَّكُّ بالفتح : المِسمارُ كالسَّكِّيِّ بزيادَةِ الياءِ رُبّما قالُوا ذلِكَ كما قالوا : دَوٌّ ودَوِّيٌّ ومِنَ الأَوّلِ قَوْلُ أبي دَهْبَلٍ الجُمَحِيِّ :
" دِرْعِي دِلاصٌ سَكّها سَكٌّ عَجَبْ
" وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ ومن الثاني قَوْلُ الأَعْشَى :
ولا بدَ من جار يُجِيزُ سَبِيلَها ... كما جَوَّزَ السَّكِّيَ في البابِ فيتَقُ وقد تَقَدَّم في ف ت ق . سِكاكٌ بالكسر وسُكوكٌ بالضمِّ . والسَّكّ : البِئْرُ الضَّيِّقَةُ الخرق وقِيلَ : الضَّيِّقَةُ المَحْفِرِ من أَوَّلِها إِلى آخِرِها وأَنْشَد ابنُ الأعرابي :
" ماذَا أخشِّى مِنْ قَلِيبٍ سَكِّ
" يَأْسَنُ فيهِ الوَرَلُ المُذَكِّي ويُضَمُّ نقَلَه الجوهري عن أبي زَيْدٍ وقال الأَصْمَعِيُّ : إِذا ضاقَت البِئْر فهي سُكٌّ والجمع سِكاكٌ كالسَّكُوكِ كصَبُور والجمع سُكٌّ بالضمِّ . وقيل : السّكُّ من الرَّكايَا : المُستَويَةُ الجِرابِ والطيّ . وقال الفَرّاءُ : حَفَرُوا قَلِيبًا سُكًّا : وهي التي أحْكِمَ طَيُّها في ضِيق . وقال ابنُ شُمَيل : السَّكُّ : المُستَقِيمُ من البِناءِ والحَفْرِ كهَيئَةِ الحائِطِ ومنه قولُ أَعرابِي في صِفَةِ دَحْلٍ دَخَلَه فقال : ذَهَبَ فَمُه سَكًّا في الأَرْضِ عَشْرَ قِيَم ثُمّ سَرَّبَ يَمِينًا أَرادَ بِقَوْلِه سَكًّا أي : مُستَقِيمًا لا عِوَجَ فيهِ . والسَّكُّ : سَدُّ الشّيءِ يُقالُ : سَكَّهُ يَسُكُّه سَكًّا : فاسْتَكَّ : سَدَّهُ فانْسَدَّ . والسَّكُّ : اصْطِلامُ الأُذُنَيْن يقال : سَكَّه يَسُكّه سَكًّا : إِذا اصْطَلَم أذُنَيهِ أي : قَطَعَهُما . والسَّكّ : تَصبِيبُ البابِ أَو الخَشَبِ بالحَدِيدِ وقد سَكَّهُ سَكًّا . والسَّكّ : إِلْقاءُ النَّعامِ ما في بَطْنِه كالسَّجِّ بالجيمِ وقد سَكَّ بهِ : إِذا ذَرَقَه . وأَيْضًا : الرَّمْي بالسَّلْحِ رَقِيقًا وقد سَكَّ بسَلْحِه وهَكَّ : إِذا حَذَفَ بهِ . وقال الأَصْمَعِيُ : هو يَسُكُّ سَكًّا ويَسُجُّ سَجًّا : إِذا رَقَّ ما يَجيءُ من سَلْحِه . وقال أَبو عَمْرو : زَكَّ بسَلْحِه وسَكَّ أي : رَمَى بهِ وأَخَذَه لَيلَتَه سَكٌّ : إِذا قَعدَ مَقاعِدَ رِقاقًا . وقال يَعْقُوبُ : أَخَذَه سَكٌّ في بَطْنِه وسَجٌّ : إِذا لانَ بَطْنُه وزَعَم أَنه مُبدَلٌ ولم يَعْلَم أَيُّهما أبْدِلَ من صاحِبه . والسَّكُّ : الدِّرْعُ الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ وفي العُباب : اللَّيِّنَةُ الحَلَقِ . والسّكُّ بالضَّمِّ : جُحْرُ العَقْرَب كما في الصِّحاحِ زادَ ابنُ عَبّاد : في لُغَةِ بني أَسَد . وجُحْرُ العَنْكَبُوتِ أَيْضًا ؛ لضِيقِه . وقال ابنُ الأعرابي : السك : لُؤمُ الطَّبعِ وقد سَكَّ : إِذا لَؤُم يقال : هو بسُكِّ طَبعِه يَفْعَلُ ذلك . والسُّكُّ : الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ من الدُّرُوعِ كالسَّكّاءِ نَقَلَه الجوهري . والسّكُّ مِنَ الطُّرُقِ : المُنْسَدُّ يُقال : طَرِيقٌ سُكٌّ : أي ضَيقٌ منْسَدٌّ عن اللِّحْياني . والسّكّ : جَمْعُ الأَسَك مِنَ الظِّلْمانِ ومنه قَوْلُ الشّاعِرِ :
" إِنّ بني وَقْدانَ قَوْمٌ سُكُّ
" مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صُك وسُكّ : أي صُمٌّ قال اللّيثُ : يُقال : ظَلِيمٌ أَسَكّ ؛ لأَنّه لا يَسمَعُ قال زُهَيرٌ :
أَسَكَّ مُصَلَّمِ الأُذُنَيْنِ أَجْنَى ... له بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ والسُّكُّ : طِيبٌ يُتّخَدُ من الرّامَكِ قال ابنُ دُرَيْد : عَرَبيٌ : وأَنْشَدَ :
" كأَنَّ بينَ فَكِّها والفَكِّ
" فَأْرَةُ مِسْكٍ ذُبِحَت في سُكِّ وقالَ غيرُه : يُتَّخَذُ منه مَدْقُوقًا مَنْخُولاً مَعْجُونًا بالماءِ ويُعْرَكُ عَركًا شَدِيدًا وُيمْسَحُ بدُهْنِ الخَيرِيِّ لِئَلاّ يَلْصَقَ الإِناءِ ويُتْرَكُ لَيلَةً ثم يُسحَقُ المِسكُ ويُلْقَمُه ويُعْرَكُ شَدِيدًا ويُقَرَص ويُتْرَك يَوْمَيْنِ ثم يُثْقَبُ بمِسَلَّةٍ ويُنْظَمُ في خَيطِ قِنَّبٍ ويتْرَكُ سَنَةً وكُلَّما عَتُقَ طابَتْ رائِحَتُه ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ رضي اللّهُ تَعالَى عنها : كُنّا نُضَمِّدُ جِباهَنَا بالسُّكِّ لمُطَيَّبِ عندَ الإِحْرامِ . والسَّكَكُ مُحَرَّكَةً : الصَّمَمُ وقِيلَ : صِغَرُ الأذُنِ ولُزُوقُها بالرَّأْسِ وقِلَّةُ إِشْرافِها وقيل : قِصَرُها ولُصُوقُها بالخُشَشَاءِ أَو صِغَرُ قُوفِ الأُذُنِ وضِيقُ الصِّمَاخِ وقد وُصِفَ به الصَّمَمُ يكونُ ذلِكَ في النّاسِ وغَيرِهِمْ يُقال : سَكَكْتَ يا جُدَيّ وقد سَكَّ سَكَكًا وهو أَسَكُّ وهي سَكّاءُ قال الرّاجِزُ :
" لَيلَةُ حَك لَيسَ فِيها شَك
" أَحُكُّ حتّى ساعِدِي مُنْفَكُّ
" أَسْهَرَني الأسَيوِدُ الأَسَكُّ يعني البَراغِيثَ وأَفْرَدَه على إِرَادَة الجِنْسِ والنَّعامُ كُلُّها سُكٌّ وكذلك القَطَا . وقال ابنُ الأَعرابي : يُقالُ للقَطاةِ حَذّاءُ لقِصَرِ ذَنَبِها وسَكّاءُ لأَنه لا أذُنَ لَها وأَصلُ السَّكَكِ الصَّمَمُ وأَنْشَدَ :حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَكّاءُ مُقْبِلَةً ... للماءِ في النَّحْر مِنْها نَوْطَةٌ عَجَبُ وأُذُنٌ سَكّاءُ : صَغِيرَةٌ . ويُقالُ : كُلُّ سَكّاءَ تَبِيض وكُلُّ شَرفاءَ تَلِدُ فالسَّكّاءُ : التي لا أذُنَ لَهَا والشَّرفاءُ : التي لها أُذُنٌ وِإنْ كانَتْ مَشْقُوقَةً وفي الحَدِيث : أَنّه مًرّ بجَدْيٍ أَسَكَّ أي : مُصْطَلَم الأذُنَيْنِ مَقْطُوعِهما . والسُّكاكَةُ كثُمامَةٍ : الصَّغِيرُ الأذُنِ هكذا في المُحْكَمِ وفي نَصِّ ابنِ الأَعْرَابِي الأذُنَيْنِ وأَنْشَد :
" يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافي واسِجِ
" سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفانِجِ قالَ : والمَعْرُوف أَسَكُّ . والسُّكاكَةُ : الهَواءُ المُلاقِي عِنانَ السَّماءِ وقيل : هو الهَواءُ بينَ السَّماءِ والأَرْضِ وكذلك للُّوحُ كالسكاكِ كغُرابٍ ومنه قولُهم : لا أفْعَلُ ذلك ولو نَزَوْتُ في السكاكِ وفي حَدِيثِ الصَّبِيَّةِ المَفْقُودَة : قالت : فحَمَلَني على خافِيَةٍ من خَوافِيه ثم دَوَّمَ بي في السُكاكِ . وجمعُ السكاكَةِ سَكائِك كذُؤابَة وذوائِبَ ومنه حَدِيثُ علي رضي الله تَعالَى عنه : ثم أَنْشَأَ سُبحانَه فَتْقَ الأَجْواءِ وشَقَّ الأَرْجاءِ وسَكائِكَ الهَواءِ . وقال أَبُو زَيْدٍ : السُّكاكَةُ : المُشتَبِهُّ برَأْيِه الذي يُمْضِي رَأْيَهُ ولا يُشاورُ أَحَدًا ولا يُبالِي كَيفَ وَقَعَ رأْيُه والجمعُ سُكاكاتٌ ولا يُكَسّر . والسِّكَّةُ بالكَسرِ : حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ كُتِبَ عَليها يُضْرَبُ عليها الدَّراهِمُ ومنه الحَدِيث : أَنّه نَهي عن كَسرِ سِكَّةِ المُسلِمِينَ الجائِزَةِ بينَهُم إِلاّ مِنْ بَأْسٍ أَرادَ بها الدِّرْهَمَ والدِّينارَ المَضْرُوبَيْنِ سَمَّى كُلَّ واحد منهُما سِكَّة ؛ لأَنّه طُبعَ بالحَدِيدَةِ المُعَلِّمَةِ له
والسِّكَّةُ : السَّطْرُ المُصْطَفُّ من الشَّجَرِ والنَّخِيلِ ومنه الحَدِيثُ : خَيرُ المالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ المَأْبُورَةُ : المُصْلَحَةُ المُلْقَحَة من النَّخْلِ والمَأمُورَة : الكَثِيرَةُ النِّتاجِ والنَّسلِ . وسِكَّةُ الحَرّاثِ : حَدِيدَةُ الفَدّانِ وهي التي يُحْرَث بها الأَرْضُ ومنه الحَدِيث : ما دَخَلَت السِّكَّةُ دارَ قَوْمٍ إِلاّ ذَلُّوا وفيه إِشارةٌ إِلى ما يَلْقاهُ أَصْحابُ المَزارِعِ من عَسفِ السُّلْطانِ وِإيجابهِ عليهم بالمُطالَباتِ وما يَنالُهم من الذّلِّ عندَ تَغَيُّرِ الأَحْوالِ بعدَه صَلّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وقَرِيب من هذا الحَدِيث الحَدِيثُ الآخرُ : العِزُّ في نَواصِي الخَيلِ والذُّلُّ في أَذْنابِ البَقَرِ وقد ذُكِرَت السِّكَّةُ في ثلاثَةِ أَحادِيثَ بثلاثَةِ مَعانٍ مُخْتَلِفَةٍ . ومن المَجازِ : السِّكَّةُ : الطَّرِيقُ المُستَوِي من الأَزِقَّةِ سُمِّيَتْ لاصْطِفافِ الدُّورِ فيها على التّشْبِيهِ بالسِّكَّةِ من النَّخْلِ قال الشَمّاخ :
حَنَّتْ على سِكَّةِ السّارِي تُجاوِبُها ... حَمامَةٌ من حَمامٍ ذات أَطْوَاقِ والسِّكِّيُ بالكسرِ : الدِّينارُ وبه فُسِّرَ قولُ الأعْشَى السّابِق . ويُقال : ضَرَبُوا بُيُوتَهُم سِكاكًا بالكَسرِ أي : صَفًّا واحِدًا عن ثَعْلَبٍ ويُقالُ بالشِّينِ المُعْجَمَة عن ابنِ الأعرابي . ويقال : أَخَذَ الأَمْرَ وأَدْرَكَه بسِكَّتِه أي : في حِينِ إِمْكانِه
وسَكّاءُ كزَبّاءَ : قال الراعِي يَصِفُ إِبِلاً له :
فلا رَدَّها رَبِّي إِلى مَرجِ راهِطٍ ... ولا أَصْبَحَتْ تَمْشِي بسَكّاءَ في وحْلِوالسَّكْسَكَةُ : الضَّعْفُ عن ابن سِيدَه . وأَيْضًا : الشَّجاعَةُ نَقَلَه الصاغانيُ عن ابنِ الأعرابي . والسَّكاسِكُ : حَيٌ باليَمَنِ جَدُّهُم القَيلُ سَكْسَكُ بنُ أَشْرَسَ بنِ ثَوْرٍ وهو كِنْدَةُ بنُ عُفيرِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ بنِ مُرَةَ بنِ أُدَدَ بنِ زَيْد واسمُ سَكْسَكَ حُمَيس وهو أَخُو السَّكون وحاشِدٍ ومالِك بني أَشْرَسَ أَو جَدُّهُم السَّكاسِكُ بنُ وائِلَةَ أَو هذا وَهَمٌ والصّوابُ الأَوّلُ . قلتُ : والذي حَقَّقَه ابنُ الجَوّاني النَّسّابَةُ وغيرُه من الأَئِمَّةِ على الصّحيحِ أَنَّهُما قَبيلَتانِ فالأُولَى : من كِنْدَةَ والثانِيَةُ من حِمْيَر وهم بَنُو زَيْدِ بنِ وائِلَةَ بن حِمْيَر ولقب زَيْدٍ السَّكاسِكُ وهي غَيرُ سَكاسِكِ كِنْدَةَ والنِّسبةُ سَكْسَكِيٌ وكِلاهما باليَمَن وقد وَهِمَ المُصَنِّفُ في جَعْلِهما واحِدًا فتأَمَّلْ . ومن المجازِ استَكَّ النَّبتُ اسْتِكاكًا : الْتَفَّ واسْتَدَّ خَصاصُه وقال الأَصْمَعِيُّ : اسْتَكَّت الرِّياضُ : الْتَفَّتْ قال الطِّرمّاحُ يَصِفُ عَيرا :
صُنْتُعُ الحَاجِبَيْنِ خَرَّطَهُ البَق ... ل بَدِيئًا قَبلَ اسْتِكاكِ الرياضِ ومن المَجازِ : اسْتَكَّت المَسامِعُ أي : صَمّت وضاقَتْ ومنه حَدِيث أبي سَعِيدٍ الخُدْرِي رضي اللّه تعالى عنه " أَنّه وَضَعَ يَدَيْهِ على أُذُنَيهِ وقال : اسْتَكَّتَا إِنْ لَم أَكُنْ سَمِعْتُ النَّبيَ صَلّى اللَّهُ عليه وسَلّم يَقُولُ : الذَّهَبُ بالذهَبِ والفِضَّة بالفِضَّةِ مِثْلٌ بمِثْلٍ " وقال النّابِغَةُ الذبْياني :
" وخُبِّرت خَيرَ النَّاس أَنَّكَ لُمْتَنىوتلكَ التي تَستَكَّ مِنْها المَسامِعُ والأَسَكُّ : الأَصَمُّ بَيِّنُ السَّكَكِ . والأَسَكُّ : فَرَسٌ كانَ لبَعْضِ بني عَبدِ اللَّه بن عَمرِو بن كُلْثُوم نَقَلَه الصّاغانيُ
وتَسَكْسَكَ أي : تَضَرَّعَ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : السُّكاكُ كغُرابٍ : المَوْضِعُ الذي فِيه الريشُ من السَّهْمِ يَقُولونَ : هو أَطْوَلُ من السُّكاكِ . قالَ : وانْسِكاكُ القَطَا : أَن يَنْسَكَّ على وُجُوهِه ويُصَوِّبَ صُدُورَه بَعْدَ التَّحْلِيقِ ونَصُّ المُحِيطِ : وُجُوهها وصُدُورها . قال الصَّاغانيُ : والتَّركِيبُ يَدُل على ضِيقٍ وانْضِمام وصِغَير وقد شذَّ عن هذا التَّركِيبِ السُّكاكُ والسُّكاكَةُ
ومما يستدرك عليه : يُقال : ما اسْتَكَّ في مَسامِعِي مِثْلُه أي : ما دَخَلَ . وما سَكَّ سَمْعي مِثْلُ ذلك الكَلامِ أي : ما دَخَلَ . وقال ابن عَبّادٍ : يُقال : أَين تَسكُّ ؟ أي : أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ يقال : سَكَّ في الأَرْضِ أي : سَكَعَ . قال : والسِّكّي بالكسر : البَريدُ نُسِب إِلى السِّكَّةِ وبه فُسِّرَ أَيْضًا قولُ الأَعْشَى . ومِنْبَرٌ مَشكُوكٌ : مُسَمَّرٌ بمَسامِير الحَدِيدِ ويقال أَيْضًا بالشِّينِ المُعْجَمَة : أي مَشْدُودٌ ومنه سَكُّ الأَبْواب مُوَلَّدة . والسَّكائِكُ : الأَزِقَّةُ ومنه قولُ العَجّاج :
" نَضْربهُم إِذْ أَخَذُوا السَّكائِكَا والسَّكّاكَةُ مشدَّدَةً : أَبْناءُ السَّبِيلِ . وأَيضًا مَحَلَّةٌ بنَيسابُورَ ومنها السَّكّاكيُ صاحِبُ المِفْتاحِ . والسَّكاك : من يَضْرِبُ السِّكةَ . وأَبُو عبد اللَّه مُحَمّدُ بنُ السَّكّاكِ : مَغْرِبيٌ مَشْهُور . والسُّكُكُ بضَمَّتَيْن : الحُبَارَياتُ . ومن المَجازِ : فُلانٌ صَعْبُ السِّكَّةِ : أي لا يَقَر لنَزاقَةٍ فيهِ نَقَله الزَّمَخْشَرِي وابنُ عَبّاد . وذكرَ ابنُ عَبّادٍ السِّكِّينَ في هذا التّركِيبِ وقال : مَأْخُوذٌ من السَّكِّ وهو التَّضْبِيبُ وتَركِيبُ نَصْلِه في مَقْبِضِه . قال : وانْسَكَّت الإِبِلُ : إِذا مَضَتْ على وُجُوهِها
البَسُّ : السَّوْقُ اللَّيِّنُ الرَّفيقُ اللَّطيفُ كما أَنَّ الخُبزَ هو السَّوْقٌ الشَّديد العَنيفُ وقد بَسَّ الإبلَ بَسّاً : ساقَها قال الرَّاجِزُ :
لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسّا ... ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا وفسَّرَه أَبو عُبيدة على غير ما ذَكَرْنا وقد تقدَّمَ في خبز البَسُّ : اتِّخاذُ البَسيسَةِ بأَنْ يُلَتَّ السَّويقُ أَو الدَّقيقُ أَو الأَقِطُ المَطحونُ بالسَمْنِ أَو الزَّيْتِ ثمَّ يُؤكَلُ ولا يُطْبَخ وقال يعقوب : هو أَشدُّ من اللَّتِّ بَلَلاً وأَنشدَ قولَ الرَّاجِزِ السَّابِق
البَسُّ : زَجْرٌ للإبل بِبَسْ بَسْ بكسرهما وبفتحِهما كالإبْساسِ وقد بَسَّ بها يَبُسُّ ويَبِسُّ وأَبَسَّ ومنه الحديث : " يخرُج قومٌ من المدينةِ إلى الشَّام واليَمَنِ والعِراقِ يُبِسُّونَ والمَدينةُ خَيْرٌ لهم لو كانوا يعلَمون " قال أَبو عُبيد : قوله يُبِسُّونَ هو أَن يُقالَ في زَجْرِ الدَّابَّةِ إذا سِيقَتْ حِماراً أَو غَيْرَه بَسْ بَسْ وبِسْ بِسْ بفتح الباء وكَسرِها وأَكثر ما يُقال بالفتح وهو من كلام أَهل اليَمَن وفيه لغتانِ بَسَسْتُها وأَبْسَسْتُه وقال أَبو سعيد : يُبِسُّونَ أَي يَسيحُونَ في الأَرضِ . البَسُّ : إرسالُ المالِ في البلادِ وتَفريقُها فيها كالبَثِّ وقد بَسَّه في البلادِ فانْبَسَّ كبثَّه فانْبَثَّ . البَسُّ : الطَّلَبُ والجَهْدُ ومنه قولُهم : لأَطْلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي أَي من جَهدِي كما سيأْتي . البَسُّ : الهِرَّةُ الأَهلِيَّةُ نقله ابن عبّادِ والعامَّةُ تَكْسِرُ الباءَ قاله الزَّمخشريُّ الواحِدَةُ بهاءٍ والجَمْعُ بِساسٌ . يقال : جاء به من حسِّه وبسِّه مُثَلَّثَيِ الأَوَّلِ أَي من جَهْدِه وطاقته قاله أَبو عَمروٍ وقال غيرُه : أَي من حيثُ كانَ ولم يَكُنْ ويقال : جِئْ به من حسِّكَ وبسِّك أَي ائْتِ به على كلِّ حالٍ من حيثُ شِئْتَ . ولأَطْلُبَنَّه من حسِّي وبسِّي أَي جَهدي وطاقَتي ويُنشِدُ :
تَرَكَتْ بَيْتِي من الأَش ... ياءِ قَفْراً مِثلَ أَمْسِ
كُلُّ شيءٍ كنتُ قدْ جَمَّ ... عْتُ مِنْ حسِّي وبسِّيوبّسْ بمعنى حَسْبُ أَو هو مُسْتَرْذَلٌ كذا قاله ابن فارس ووَقَعَ في المُزْهِرِ أَيضاً أنّه ليس بعربيٍّ قال شَيْخُنا : وقد صحَّحَها بعضُ أئمّةِ اللُّغَة وفي الكَشْكول للبَهاءِ العامِلِيِّ ما نصُّه : ذكرَ بعضُ أئمّة اللُّغَة أنّ لَفْظَةَ بَسْ فارِسيّةٌ تقولُها العامّةُ وتصَرَّفوا فيها فقالوا بَسَّكَ وبَسِّي إلخ وليس للفُرْسِ في معناها كلمةٌ سِواها وللعربِ حَسْبُ وبَجَلْ وقَطْ مُخَفَّفة وأَمْسِك واكْفُفْ وناهِيكَ ومَه ومَهْلاً واقْطَعْ واكْتَفِ . البَسُّ : بَطنٌ من حِمْيَرَ منهم أبو مِحْجَنٍ تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ البَسِّيُّ قاضي مِصر نُسِبَ إلى هذا البطن نقله الحافظ قلتُ : وهو تَوْبَةُ بنُ نَمِرِ بنِ حَرْمَلةَ بنِ تَغْلِبَ بنِ رَبِيعةَ الحَضْرَمِيّ روى عن الليثِ وغيرِه وعمُّه الحارثُ بنُ حَرْمَلةَ بنِ تَغْلِب عن عليٍّ وعنه رًجاءُ بنُ حَيْوَةَ وعباسُ بنُ عُتبَةَ بنِ كُلَيْب بن تَغْلِبَ عن يحيى بنِ مَيْمُون وموسى بنِ وَرْدَان وعن ابنِ وَهْبٍ . والبَسُوس كصَبُور : الناقةُ التي لا تدُرُّ إلاّ على الإبْساس أي التَّلَطُّف بأن يقال لها بس ابن السِّكِّيت بالضَّمّ والتشديد قاله ابنُ دُرَيْد تَسْكِيناً لها قال : وقد يقال ذلك لغَيرِ الإبل . وفي المثَل : أَشْأَمُ منَ البَسُوس . لأنّه أصابَها رجلٌ من العربِ بسَهم في ضَرْعِها فَقَتَلها فقامتْ الحربُ بينهما . قيل : البَسُوس : اسمُ امرأةٍ وهي خالةُ جَسّاس بنِ مُرَّةَ الشَّيْبانيّ كانت لها ناقةٌ يقال لها : سَراب فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه وقد كَسَرَتْ بَيْضَ طَيْرٍ كان قد أجارَه فَرَمَى ضَرْعَها بسَهمٍ فَوَثَبَ جَسّاسٌ على كُلَيْبٍ فَقَتَله فهاجتْ حَرْبُ بكرٍ وتَغلبٍ ابْنَيْ وائل بسَببِها أربعينَ سنةً حتى ضُرِبَ بها المثَلُ في الشُّؤْم وبها سُمِّيت حَرْبُ البَسُوس وقيل : إنّ الناقةَ عَقَرَها جَسّاسُ بنُ مُرَّة وفي البَسُوسِ قولٌ أخَرُ رُوِيَ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه عنهما قال الأَزْهَرِيّ فيه : إنّه أشبهُ بالحَقِّ وقد ساقَه بسَنَدِه إليه في قَوْله تَعالى : " واتْلُ عليْهِم نَبَأَ الذي آتَيْناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ منها " قال : كانت امرأةٌ مَشْئُومة اسمها البَسُوس أُعطِيَ زَوْجُها ثلاثَ دَعَوَاتٍ مُستَجاباتٍ وكان له منها ولَدٌ فكانت مُحِبَّةً له فقالت : اجْعلْ لي منها دَعْوَةً واحدةً . قال : فلَكِ واحدةٌ فماذا تريدين ؟ قالت : ادْعُ الله أن يَجْعَلني أَجْمَلَ امرأةٍ في بني إسرائيل فَفْعَل فرَغِبتْ عنه لَمّا عَلِمْتْ أنّه ليس فيهم مِثلُها فأرادتْ سَيِّئاً فَدَعَا اللهُ تعالى عليها أن يَجْعَلها كَلْبَةً نَبّاحةً فذهبتْ فيها دَعْوَتان فجاءَ بَنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قَرارٌ قد صارتْ أمُّنا كَلْبَةً يُعَيِّرُنا الناسُ كذا نصُّ التكملة وفي اللِّسان يُعَيِّرُنا بها الناسُ فادْعُ اللهُ تعالى أن يَرُدَّها إلى حالِها التي كانت عليها فَفَعَل فعادتْ كما كانت فَذَهَبت الدَّعَواتُ الثلاثُ بشُؤْمِها وبها يُضرَبُ المثَل . قال اللِّحْيانيُّ : يقال : بُسَّ فلانٌ بالضَّمّ في مالِه بَسَّاً إذا ذَهَبَ شيءٌ من مالِه كذا في التكملة والذي في اللِّسان : بَسَّ في مالِه بَسَّةً وَوَزَم وَزْمَةً : أَذْهَب منه شيئاً . وبسْ بسْ مُثَلَّثَيْن : دعاءٌ للغنَمِ وقد بَسَّها وقال ابنُ دُرَيْد : بَسَسْتُ الغنَمَ : قلتُ لها : بسْ بسْ وقال الكِسائيُّ : أَبْسَسْتُ بالنَّعجَةِ إذا دَعَوْتَها للحَلب وقال الأَصْمَعِيّ : لم أَسْمَعْ الإبْساسَ إلاّ في الإبل . وبُسٌّ بالضَّمّ والتشديد : جبَلٌ قربَ ذاتِ عِرْقٍ وقيل : أرضٌ لبَني نَصْرِ بنِ مُعاويةَ بن بَكْرِ بنِ هَوازِن قربَ حُنَيْنٍ ويقال : بُسَى أيضاً وهو اسمٌ لجِبالٍ هناك في دِيارِهم وإيّاه عَنى عباسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ في قوله :
رَكَضْتُ الخَيلَ فيها بَيْنَ بُسٍّ ... إلى الأَوْرالِ تَنْحِطُ بالنِّهابِ وقال عاهانُ بنُ كَعْب :
بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ ... غِلاظُ مَنابِتِ القَصَراتِ كُومُقال ابنُ الكَلبيِّ : بُسّ : بيتٌ لغَطَفانَ بنِ سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلان كانت تَعْبُده بناهُ ظالِمُ بنُ أَسْعَدَ بنِ رَبيعةَ بنِ مالِكِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ لمّا رأى قُرَيْشاً يَطوفون بالكَعبة ويَسْعَون بين الصَّفا والمَرْوةِ فَذَرَع البيتَ . ونصُّ العُباب : فَمَسَح البيت برِجْلِه عَرْضَه وطُولَه . وأخذ حَجَرَاً من الصَّفا وَحَجَراً من المَروَةِ فَرَجَع إلى قَوْمِه وقال : يا مَعْشَرَ غَطَفَانَ لقُرَيشٍ بيتٌ يطوفونَ حَوْلَه والصَّفا والمَروةُ وليس لكم شيءٌ فبنى بيتاً على قَدْرِ البيت وَوَضَع الحجَرَيْنِ فقال : هذان الصَّفا والمَروَة . فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجّ فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنَاب بنِ هُبَل بن عَبْد الله بنِ كِنانةَ الكلبيُّ فَقَتَل ظالِماً وَهَدَمَ بِناءَه وقد تقدّمَ للمُصنِّفِ في عزز أنّ العُزَّى سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ أوّلُ من اتَّخذَها ظالمُ بنُ أَسْعَدَ فوقَ ذاتِ عِرْقٍ إلى البُسْتان بتِسعةِ أَمْيَالٍ بنى عليها بَيْتَاً وسَمّاهُ بُسَّاً وأقامَ لها سَدَنَةً فَيَعَث إليها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم خالدَ بنَ الوليد رضي الله عنه فَهَدَم البيتَ وأَحْرَقَ السَّمُرَةَ فانظرْ هذا مع كلامِه هنا ففيه نَوْعُ مُخالَفَةٍ ولعلّ هذا البيتَ هُدِمَ مرَّتَيْن مرَّةً في الجاهِليَّةِ على يَدِ زُهَيْرٍ وقُتِلَ إذْ ذاكَ بانِيه ظالِمٌ والمرَّةُ الثانية عامَ الفَتح على يدِ خالدِ بنِ الوليد رضي اللهُ تعالى عنه وقُتِلَ إذ ذاكَ سادِنُه رَبيعةُ بنُ جَريرٍ السُّلَميُّ ولو قال : وبُسٌّ : بيتٌ لغَطَفانَ هي العُزَّى كان قد أصابَ في جَوْدَةِ الاقْتِصار على أنّ الصَّاغانِيّ ذكرَ فيه لغةً أُخرى وهي بُساءُ بالضَّمّ والمَدِّ فتَرْكُه قُصورٌ وقولُه : جبَلٌ قُربَ ذاتِ عِرْقٍ وأرضٌ لبَني نَصْر ثم قولُه : وبَيتٌ لغَطَفانَ كلُّ ذلك واحدٌ فإنّهم صرَّحوا أنّ أرضَ نَصْر هذه هي الجبالُ التي فوقَ النَّخلَةِ الشّامِيَّةِ بذاتِ عِرْقٍ وبه سُمِّيَ البيتُ المَذكور وبنو نَصْرِ بنِ مُعاويةَ مع غَطَفَان شيءٌ واحدٌ ؛ لأنّهم أبناءُ عمٍّ أَقْرِباء فَغَطَفانُ هو ابنُ سعدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان ونَصرٌ هو ابنُ مُعاويةَ بنِ بَكْرِ بن هَوازِنَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عِكْرِمَةَ بنِ خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلان ولبَني كَلْبٍ يَدٌ بيضاءُ في نُصْرَتِهم لقُريشٍ حين بَنَوْا الكَعبةَ ذَكَرَ ابنُ الكَلبيِّ في الأَنْسابِ ما نصُّه : من بني عَبْد الله بنِ هُبَلَ بنِ أبي سالِمٍ الذي أتى قُرَيْشاً حين أرادوا بناءَ الكعبةِ ومعه مالٌ فقال : دَعوني أَشْرَكْكُم في بِنائِها فَأَذِنوا له فَبَنَى جانِبَه الأَيْمن . والبَسْبَس : القَفْرُ الخالي لغةٌ في السَّبْسَب وَزَعَمَ يعقوبُ أنّه من المَقلوب وبهما رُوِيَ قولُ قُسٍّ : فَبَيْنَما أنا أَجُولُ بسَبْسَبِها . البَسْبَس : شجرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ قاله الليث أو الصوابُ السَّبْسَبُ بالباء وقد تَصحَّفَ على الليث قاله الأَزْهَرِيّ . بَسْبَسُ بنُ عمروٍ الجُهَنِيُّ الصحابيُّ حليفُ الأنصار شَهِدَ بَدْرَاً وبُعِثَ عَيْنَاً للعِير ويقال : بَسْبَسةُ بهاءٍ . منَ المَجاز : التُّرَّهاتُ البَسابِس وربّما قالوا : تُرَّهاتُ البَسابِس بالإضافةِ هي : الباطلُ وفَسَّره الجَوْهَرِيّ بالأباطيل . قال الجَوْهَرِيّ : البَسابِسَة : نبتٌ ولم يَزِدْ وقال أبو حَنيفةَ : البَسْباسُ من النبات : الطَّيِّبُ الرِّيح وزعمَ بعضُ الرُّواةُ أنّه النانخاه . قلتُ : الصوابُ هما بَسْبَاسَتان إحداهما : شجرةٌ تَعْرِفُها العربُ قاله الأَزْهَرِيُّ قال الصَّاغانِيّ : ويأكُلُها الناسُ والماشيةُ تَذْكُرُ بها رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إذا أَكَلْتَها . قلتُ : وهو قولُ أبي زِيادٍ . زاد الصَّاغانِيّ : مَنْبِتُها الحُزُون والأُخرى : أَوْرَاقٌ صُفْرٌ طَيِّبةُ الرّيِح تُجلَبُ من الهِند قال صاحبُ المنهاج : وقيل : إنّه قُشورُ جَوْز بَوا وأنّ قُوَّتَه كقُوَّةِ النار مشك وأَلْطَف منه وهذه هي التي تَسْتَعمِلُها الأطبّاءُ ويريدونها إذا أَطْلَقوا ولكنّهم يَكْسِرون الأوّلَ وكلُّ واحدةٍ منها غيرُ الأُخرى . وبَسْبَاسةُ : امرأةٌ من بني أسَدٍ وإيّاها عنى امرؤُ القَيسِ بقولِه :ألا زَعَمْتَ بَسْبَاسَةُ اليومَ أنّني ... كَبِرْتُ وألاّ يَشْهَدَ اللَّهْوَ أَمْثَالي والباسَّةُ والبَسّاسَة : من أسماءِ مكّةَ شرَّفَها اللهُ تعالى الأولُ في حديث مُجاهدٍ قال : سُمِّيتْ بها لأنّها تَحْطِمُ من أَخْطَأَ فيها والبَسُّ : الحَطْم ويُروى بالنون من النَّسِّ وهو الطَّرْد . والثانيةُ ذَكَرَها الصَّاغانِيّ وياقوت وسيأتي وقولُ الله عزَّ وجلَّ : " وبُسَّتِ الجبالُ بَسَّاً " أي فُتِّتَت نَقَلَه اللِّحْيانيّ فصارَتْ أَرْضَاً قاله الفَرّاء وقال أبو عُبَيْدٍ : فصارَتْ تُراباً وقيل : نُسِفَتْ كما قال تعالى : " يَنْسِفُها ربِّي نَسْفَاً " وقيل : سِيقَتْ كما قال تعالى : " وسُيِّرَتِ الجبالُ فكانت سَراباً " وقال الزَّجَّاج : بُسَّتْ : لُتَّتْ وخُلِطَتْ وقال ثعلبٌ : خُلِطَتُ بالتُّراب ونقلَ اللِّحْيانيُّ عن بعضِهم : سُوِّيَت . والبَسِيس كأميرٍ : القليلُ من الطعامِ الذي قد بُسَّ أي ذهبَ منه شيءٌ وبَقِيَ منه شيءٌ . البَسِيسَةُ بهاءٍ : الخُبزُ يُجفَّفُ ويُدَقُّ ويُشرَبُ كما يُشرَبُ السَّوِيقُ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وأَحسبُه الذي يُسمّى الفَتُوت وقيل : البَسِيسَةُ عندهم : الدَّقيقُ والسَّوِيقُ يُلَتُّ ويُتَّخذُ زاداً وقال اللِّحْيانيُّ : هي التي تُلَتُّ بزَيتٍ أو سَمْن ولا تُبَلُّ وقال ابنُ سِيدَه : البَسِيسَة : الشَّعيرُ يُخلَطُ بالنَّوى للإبل . وقال الأَصْمَعِيّ : البَسيسَةُ : كلُّ شيءٍ خَلَطْتَه بغَيرِه مثل السَّويق بالأَقِطِ ثمّ تَبُلُّه بالزُّبْد أو مثل الشعيرِ بالنَّوَى ثم تَبُلُّه للإبل . البَسيسَة : الإيكالُ بين الناسِ بالسِّعايَة عن ابنِ عَبّادٍ ويقال : هو البَسْبَسَةُ بباءَيْن موحَّدتَيْن . والبُسُسُ بضمَّتَيْن : الأَسْوِقَةُ المَلْتوتَة جمع بَسِيسَةٍ عن ابْن الأَعْرابِيّ . البُسُسُ : النُّوقُ الآنِسَةُ التي تَدرُّ عند الإبْساس لها جمع بَسُوسٍ . البُسُس : الرُّعاة لأنّهم يَبُسُّون المالَ أي يَزْجُرونَه أو يَسُوقونَه . وبَسْبَسَ : أَسْرَعَ في السَّيْر نقله الصَّاغانِيّ وكأنّه لغةٌ في بَصْبَصَ بالصاد كما سيأتي . بَسْبَسَ بالغنَمِ أو الناقةِ : إذا دَعاها للحَلبِ فقال لها : بسْ بسْ بكسرِهما وبفتحِهما قال الراعي :
لعاشِرَةٍ وَهْوَ قد خافَها ... فظَلَّ يُبَسْبِسُ أو يَنْقُرُ