بَقَلَ الشيءُ
ظهَر والبَقْل معروف قال ابن سيده البَقْل من النبات ما ليس بشجر دِقًّ ولا جِلًّ
وحقيقة رسمه أَنه ما لم تبق له أُرومة على الشتاء بعدما يُرْعى وقال أَبو حنيفة ما
كان منه ينبت في بَزْره ولا ينبت في أُرومة ثابتة فاسمه البقْل وقيل كل نابتة في
بَقَلَ الشيءُ
ظهَر والبَقْل معروف قال ابن سيده البَقْل من النبات ما ليس بشجر دِقًّ ولا جِلًّ
وحقيقة رسمه أَنه ما لم تبق له أُرومة على الشتاء بعدما يُرْعى وقال أَبو حنيفة ما
كان منه ينبت في بَزْره ولا ينبت في أُرومة ثابتة فاسمه البقْل وقيل كل نابتة في
أَول ما تنبت فهو البَقْل واحدته بَقْلة وفَرْقُ ما بين البَقْل ودِقِّ الشجر أَن
البقل إِذا رُعي لم يبق له ساق والشجر تبقى له سُوق وإِن دَقَّت وفي المثل لا
تُنْبِتُ البَقْلَة إِلا الحَقْلة والحَقْلَة القَراح الطَّيِّبة من الأَرض
وأَبْقَلَت أَنبتت البَقْل فهي مُبْقِلة والمُبْقِلة ذات البَقْل وأَبْقَلَت
الأَرضُ خَرَجَ بَقْلها قال عامر بن جُوَين الطائي فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها
ولا أَرْض أَبْقَل إِبْقَالَها ولم يقل أَبْقَلت لأَن تأْنيث الأَرض ليس بتأْنيث
حقيقي وفي وصف مكة وأَبْقَل حَمْضُها هو من ذلك والمَبْقَلة موضع البَقْل قال
دُوَاد بن أَبي دُوَاد حين سأَله أَبوه ما الذي أَعاشك ؟ قال أَعاشَني بَعْدَك
وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ قال ابن جني مكان مُبْقِل هو القياس
وباقل أَكثر في السماع والأَوَّل مسموع أَيضاً الأَصمعي أَبْقَل المكانُ فهو باقل
من نبات البَقْل وأَوْرَسَ الشجرُ فهو وارس إِذا أَوْرَق وهو بالأَلف الجوهري
أَبْقَل الرِّمْت إِذا أَدْبَى وظهرت خُضْرة ورقه فهو باقل قال ولم يقولوا مُبْقِل
كما قالوا أَوْرَسَ فهو وارس ولم يقولوا مورِس قال وهو من النوادر قال ابن بري وقد
جاء مُبْقِل قال أَبو النجم يَلْمَحْنَ من كل غَميسٍ مُبْقِل قال وقال ابن هَرْمة
لَرُعْت بصَفْراءِ السُّحالةِ حُرَّةً لها مَرْتَعٌ بين النَّبِيطَينِ مُبْقِل قال
وقالوا مُعْشِب وعليه قول الجعدي على جانِبَيْ حائر مُفْرد بَبَرْثٍ تَبَوَّأْتُه
مُعْشِب قال ابن سيده وبَقَل الرِّمْثُ يَبْقُل بَقْلاً وبُقُولاً وأَبْقَل فهو
باقل على غير قياس كلاهما في أَول ما ينبت قبل أَن يخضرَّ وأَرض بَقِيلة وبَقِلة
مُبْقِلة الأَخيرة على النسب أَي ذات بَقْل ونظيره رجل نَهِرٌ أَي يأْتي الأُمور
نهاراً وأَبقل الشجرُ إِذا دنت أَيام الربيع وجرى فيها الماء فرأَيت في أَعراضها
مثل أَظفار الطير وفي المحكم أَبْقَل الشجرُ خرج في أَعراضه مثل أَظفار الطير
وأَعْيُنِ الجَرَادِ قبل أَن يستبين ورقه فيقال حينئذ صار بَقْلة واحدة واسم ذلك
الشيء الباقل وبَقَل النَّبْتُ يَبْقُل بُقولاً وأَبْقَل طَلَع وأَبْقَله الله
وبَقَل وجهُ الغلام يَبْقُل بَقْلاً وبُقُولاً وأَبقل وبَقَّل خَرَجَ شعرُه وكره
بعضهم التشديد وقال الجوهري لا تَقُلْ بَقَّل بالتشديد وأَبقله الله أَخرجه وهو
على المثل بما تقدم الليث يقال للأَمرد إِذا خرج وجهه قد بَقَل وفي حديث أَبي بكر
والنسَّابة فقامَ إِليه غلام من بني شيبان حين بَقَل وجهُه أَي أَول ما نبتت لحيته
وبقَلَ نابُ البعير يَبْقُل بُقولاً طَلَع على المثل أَيضاً وفي التهذيب بَقَل
نابُ الجمل أَول ما يطلع وجَمَلٌ باقل الناب والبُقْلة بَقْل الرَّبِيع وأَرض
بَقِلة وبَقيلة ومَبْقَلة ومَبْقُلة وبَقَّالة وعلى مثاله مَزْرَعَة ومَزْرُعَة
وزَرَّاعة وابْتَقَل القومُ إِذا رَعَوا البَقْل والإِبل تَبْتَقِل وتَتَبَقَّل
وابْتَقَلَت الماشية وتَبَقَّلت رَعَت البَقْل وقيل تَبَقُّلُها سِمَنُها عن
البَقْل وابْتَقَلَ الحمار رَعَى البَقْل قال مالك بن خويلد الخُزاعي الهذلي
تاللهِ يَبْقَى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ جَوْنُ السَّرَاةِ رَبَاعٍ سِنُّه
غَرِدُ أَي لا يَبْقَى وتَبَقَّل مثله قال أَبو النجم كُوم الذُّرَى من خَوَل
المُخَوَّل تَبَقَّلتْ في أَوَّل التَّبَقُّل بَيْنَ رِمَاحَيْ مالِكٍ ونَهْشَل
وتَبَقَّل القومُ وابْتَقَلُوا وأَبْقَلوا تَبَقَّلت ماشيتُهم وخَرَجَ يَتَبَقَّل
أَي يطلب البَقْل وبَقْلة الضَّبّ نَبْت قال أَبو حنيفة ذكرها أَبو نصر ولم يفسرها
والبَقْلة الرِّجْلة وهي البَقْلة الحَمْقاء ويقال كُلُّ نَبات اخْضَرَّت له
الأَرضُ فهو بَقْل قال الحرثبن دَوش الإِيادِيّ يخاطب المُنْذِر بنَ ماء السماء
قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِيعُ لهم نَبَتَتْ عَدَاوتُهم مع البَقْل الجوهري وقولُ
أَبي نُخَيْلة بَرِّيَّةٌ لم تأْكل المُرَقَّقا ولم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقا
( * قوله بريّة وفي رواية أُخرى جارية )
قال ظَنَّ هذا الأَعرابي أَن الفُسْتُق من البَقْل قال وهكذا يُرْوى البَقْل
بالباء قال وأَنا أَظنه بالنون لأَن الفُسْتُق من النَّقْل وليس من البَقْل
والباقِلاءُ والباقِلَّى الفُول اسم سَوادِيٌّ وحَمْلُه الجَرْجَر إِذا شدَّدت
اللام قَصَرْت وإِذا خَفَّفْت مَدَدْت فقلت الباقلاء واحدته باقِلاَّة
وباقِلاَّءَة وحكى أَبو حنيفة الباقِلَى بالتخفيف والقصر قال وقال الأَحمر واحدة
الباقِلاء باقلاء قال ابن سيده فإِذا كان ذلك فالواحد والجمع فيه سواء قال وأَرى
الأَحمر حكى مثل ذلك في الباقلَّى قال والبُوقَالُ بضم الباء ضَرْب من الكِيزَان
قال ولم يفسِّر ما هو ففسرناه بما عَلِمْنا وباقِلٌ اسم رجل يضرب به المثل في
العِيِّ قال الأُموي من أَمثالهم في باب التشبيه إِنه لأَعْيَا من باقل قال وهو
اسم رجل من ربيعة وكان عَييّاً فَدْماً وإِياه عَنى الأُرَيْقِط في وَصْف رَجُل
مَلأَ بطنَه حتى عَيِيَ بالكلام فقال يَهْجُوه وقال ابن بري هو لحميد الأَرْقَط
أَتَانَا وما داناه سَحْبانُ وائلٍ بَيَاناً وعِلْماً بِالذي هو قائل يَقُول وقد
أَلْقَى المَرَاسِيَ للقِرَى أَبِنْ ليَ ما الحَجَّاجُ بالناس فاعل فَقُلْتُ
لعَمْرِي ما لهذا طَرَقْتَنا فكُلْ ودَعِ الإِرْجافَ ما أَنت آكل تُدَبِّل كَفَّاه
ويَحْدُر حَلْقُه إِلى البَطْنِ ما ضُمَّتْ عليه الأَنامل فما زال عند اللقم حتى
كأَنَّه من العِيِّ لما أَن تَكَلَّم باقل قال وسَحْبان هو من ربيعة أَيضاً من بني
بكْر كان لَسِناً بليغاً قال الليث بلغ من عِيِّ باقل أَنه كان اشترى ظَبْياً
بأَحد عشر دِرْهماً فقيل له بِكَم اشتريت الظبي ؟ ففتح كفيه وفرَّق أَصابعه وأَخرج
لسانه يشير بذلك إِلى أَحد عشر فانفلت الظبي وذهب فضربوا به المثل في العِيّ
والبَقْل بطن من الأَزْد وهم بَنُو باقل وبَنُو بُقَيْلة بطن من الحِيرَة ابن
الأَعرابي البُوقالة الطِّرْجهَارَة
معنى
في قاموس معاجم
القَوْل الكلام
على الترتيب وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان تامّاً كان أَو ناقصاً تقول
قال يقول قولاً والفاعل قائل والمفعول مَقُول قال سيبويه واعلم أَن قلت في كلام
العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً يعني بالكلام الجُمَل
ك
القَوْل الكلام
على الترتيب وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان تامّاً كان أَو ناقصاً تقول
قال يقول قولاً والفاعل قائل والمفعول مَقُول قال سيبويه واعلم أَن قلت في كلام
العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً يعني بالكلام الجُمَل
كقولك زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها
كزيد من قولك زيد منطلق وعمرو من قولك قام عمرو فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم
الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ بالقول أَو بما
يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سميت قولاً إِذ
كانت سبباً له وكان القَوْل دليلاً عليها كما يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان
ملابساً له وكان القول دليلاً عليه فإِن قيل فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء
بالقَوْل ولم يعبروا عنها بالكلام ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما
كان ماذا ؟ فالجواب أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من
الكلام وذلك أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل
قد لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من ضمير
فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله ؟ لأَنه إِنما وُضِع على أَن
يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل وقام هذه نفسها قَوْل وهي ناقصة
محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه فلما اشتبها من هنا عبِّر
عن أَحدهما بصاحبه وليس كذلك الكلام لأَنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه
والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى غيره على ما قدَّمْناه فكان بالاعتقاد المحتاج
إِلى البيان أَقرب وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق فاعلمه وقد يستعمل القَوْل في غير
الإِنسان قال أَبو النجم قالت له الطيرُ تقدَّم راشدا إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا
وقال آخر قالت له العينانِ سمعاً وطاعةً وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وقال
آخر امتلأَ الحوض وقال قَطْني وقال الآخر بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج قالت
الدُّلَّح الرِّواءُ إِنِيهِ إِنِيهِ صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد ومثله
أَيضاً قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي
والاعتقاد قَوْلاً وإِن لم يكن صوتاً كان تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر
بالجواز أَلا ترى أَن الطير لها هَدِير والحوض له غَطِيط والأَنْساع لها أَطِيط
والسحاب له دَوِيّ ؟ فأَما قوله قالت له العَيْنان سَمْعاً وطاعة فإِنه وإِن لم
يكن منهما صوت فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة
قال ابن جني وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله لو كان يَدْرِي ما
المْحَاورة اشْتَكى أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي
( * وفي رواية أخرى ولكان لو علم الكلامَ مُكَلمي )
والجمع أَقْوال وأَقاوِيل جمع الجمع قال يقول قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلةً ومَقالاً
ومَقالةً وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر رضي الله عنه تحنّنْ علَيَّ هَداكَ
المَلِيك فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا وقيل القَوْل في الخير والشر والقال والقِيل
في الشرِّ خاصة ورجل قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ حكى ثعلب إِنهم لَقالةٌ
بالحق وكذلك قَؤول وقَوُول والجمع قُوُل وقُوْل الأَخيرة عن سيبويه وكذلك قَوّال
وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ وحكى سيبويه مِقْوَل
وكذلك الأُنثى بغير هاء قال ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء
ومِقْوال كمِقْول قال سيبويه هو على النسَب كل ذلك حسَن القَوْل لسِن وفي الصحاح
كثير القَوْل الجوهري رجل قَؤُول وقوم قُوُل مثل صَبور وصُبُر وإِن شئت سكنت الواو
قال ابن بري المعروف عند أَهل العربية قَؤُول وقُوْل بإِسكان الواو تقول عَوان
وعُوْن الأَصل عُوُن ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر تَمْنَحُه سُوُكَ
الإِسْحِل
( * قوله « تمنحه إلخ » صدره كما في مادة سوك أغر الثنايا أحم اللثات تمنحه سوك
الإِسحل )
قال وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي وعَوراء قد قِيلَتْ فلم
أَلْتَفِتْ لها وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل وأُعرِضُ عن مولاي لو شئت
سَبَّني وما كلّ حين حلمه بأَصِيل وما أَنا للشيء الذي ليس نافِعِي ويَغْضَب منه
صاحبي بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه خليلٌ وما قَلْبي له بخَلِيل
وامرأَة قَوَّالة كثيرة القَوْل والاسم القالةُ والقالُ والقِيل ابن شميل يقال
للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان والتِّقْولةُ الكثيرُ
الكلام البليغ في حاجته وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ مِنْطِيقٌ ويقال كثُر القالُ
والقِيلُ الجوهري القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع قال رؤبة فاليوم قد
نَهْنَهَني تنَهْنُهِي أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ
وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح التهذيب العرب تقول للرجل
إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال
نحوٌ وعربيَّة وذلك أَنه جعل القال مصدراً أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه
قال عن قيلٍ وقَوْلٍ ؟ يقال على هذا قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً قال وسمعت
الكسائي يقول في قراءة عبد الله ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه
يَمْتَرُونَ فهذ من هذا كأَنه قال قالَ قَوْلَ الحق وقال الفراء القالُ في معنى
القَوْل مثل العَيْب والعابِ قال والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه
كأَنه قال قَوْلَ اللهِ الجوهري وكذلك القالةُ يقال كثرتْ قالةُ الناس قال وأَصْل
قُلْتُ قَوَلْتُ بالفتح ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه يتعدّى الفراء في قوله صلى
الله عليه وسلم ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة السؤَال قال فكانتا كالاسمين وهما
منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان
صواباً كقولهم أَعْيَيْتني من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال ابن الأَثير معنى الحديث أَنه
نهَى عن فُضُول ما يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا قال
وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير والإِعراب على
إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في
قولهم القِيل والقال وقيل القالُ الابتداء والقِيلُ الجواب قال وهذا إِنما يصح
إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان فيكون النهي عن القَوْل بما لا
يصح ولا تُعلم حقيقتُه وهو كحديثه الآخر بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ
حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا
ذَمَّ وقال أَبو عبيد إِنه جعل القال مصدراً كأَنه قال نهى عن قيلٍ وقوْلٍ وهذا
التأْويل على أَنهما اسمان وقيل أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً
وقيل أَراد به حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه
أَمرُه ومنه الحديث أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس
أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض ومنه
الحديث فَفَشَتِ القالةُ بين الناس قال ويجوز أَن يريد به القَوْل والحديثَ الليث
تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ ويقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون قال
وقيل له ويقال بل هما اسمان مشتقان من القَوْل ويقال قِيلَ على بناء فِعْل وقُيِل
على بناء فُعِل كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء وكذلك قوله
تعالى وسِيقَ الذين اتّقَوْا ربَّهم الفراء بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى
واحد وأَنشد وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ بمعنى
وقِيلَ وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل كِلاهما ادّعى عليه وكذلك
أَقاله ما لم يقُل عن اللحياني قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول عن اللحياني أَيضاً قال
والإتمام لغة أَبي الجراح وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما لم آكُل أَي ادّعَيْته
عَليَّ قال شمر تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ أَي علمني وأَمرني أَن أَقول قال
قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على
القَوْل وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له ما تقول في عثمان وعلي رضي الله عنهما
؟ فقال أَقول فيهما ما قَوَّلَني الله تعالى ثم قرأَ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون
ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان ( الآية ) وفي حديث علي عليه
السلام سمع امرأَة تندُب عمَر فقال أَما والله ما قالتْه ولكن قُوِّلتْه أَي
لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي أَنه حقيق بما
قالت فيه وتَقَوَّل قَوْلاً ابتدَعه كذِباً وتقوَّل فلان عليَّ باطلاً أَي قال
عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ ومنه قوله تعالى ولو تقوَّل علينا بعضَ
الأَقاويل وكلمة مُقَوَّلة قِيلتْ مرَّة بعد مرَّة والمِقْوَل اللسان ويقال إِنَّ
لي مِقْوَلاً وما يسُرُّني به مِقْوَل وهو لسانه التهذيب أَبو الهيثم في قوله
تعالى زعم الذين كفروا أَن لن يُبْعَثوا قال اعلم أَنُ العرب تقول قال إِنه وزعم
أَنه فكسروا الأَلف في قال على الابتداء وفتحوها في زعم لأَن زعم فِعْل واقع بها
متعدٍّ إِليها تقول زعمت عبدَ الله قائماً ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ أَن
تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول هل تَقُوله خارجاً ومتى تَقُوله فعَل
كذا وكيف تقوله صنع وعَلامَ تَقُوله فاعلاً فيصير عند دخول حروف الاستفهام عليه
بمنزلة الظن وكذلك تقول متى تَقُولني خارجاً وكيف تَقُولك صانعاً ؟ وأَنشد فمتى
تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا قال الكميت عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا وكِنْدَة
بالقوارِصِ مُجْلِبينا ؟ والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في
العمل قال هدبة بن خَشْرم متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ
وقاسِما ؟ فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ وقال عمرو بن معديكرب عَلامَ تَقُول
الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي إِذا أَنا لم أَطْعُنْ إِذا الخيلُ كَرَّتِ ؟ وقال عمر
بن أَبي ربيعة أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا ؟
قال وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى الظنِّ
فيُعدُّونه إِلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول وفي الحديث أَنه
سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي أَتظنُّه ؟ وهو مختصٌّ
بالاستفهام ومنه الحديث لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال
البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ قال وفِعْلُ
القَوْلِ إِذا كان بمعنى الكلام لا يعمَل فيما بعده تقول قلْت زيد قائم وأَقول
عمرو منطلق وبعض العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى
الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك متى تَقُول عمراً ذاهباً وأَتَقُول زيداً
منطلقاً ؟ أَبو زيد يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك خمسة
أَوجُه الليث يقال انتشَرَت لفلان في الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ سيئة والقالةُ
تكون بمعنى قائلةٍ والقالُ في موضع قائل قال بعضهم لقصيدة أَنا قالُها أَي قائلُها
قال والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس والمِقْوَل القَيْل بلغة أَهل اليمن قال
ابن سيده المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء وأَصله قَيِّل
وقِيلَ هو دون الملك الأَعلى والجمع أَقْوال قال سيبويه كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً
بفاعل وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة دخلت الهاء فيه على حدِّ دخولها في
القَشاعِمة قال لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيمان عُجْمٍ يَنْصُفُون
المَقاوِلا والمرأَة قَيْلةٌ قال الجوهري أَصل قَيْل قَيِّل بالتشديد مثل سَيِّد
من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه والجمع أَقْوال وأَقْيال
أَيضاً ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً التهذيب وهم الأَقْوال
والأَقْيال الواحد قَيْل فمن قال أَقْيال بناه على لفظ قَيْل ومن قال أَقْوال بناه
على الأَصل وأَصله من ذوات الواو وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كتب لوائل
بن حُجْر ولقومه من محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة وفي رواية إِلى
الأَقْيال العَباهِلة قال أَبو عبيدة الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم
واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره وقال غيره سمي الملك
قَيْلاً لأَنه إِذا قال قولاً نفَذ قولُه وقال الأَعشى فجعلهم أَقْوالاً ثم دانَتْ
بَعْدُ الرِّبابُ وكانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثير في تفسير الحديث
قال الأَقْوال جمع قَيْل وهو الملك النافذ القَوْل والأَمرِ وأَصله قَيْوِل
فَيْعِل من القَوْل حذفت عينه قال ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت قال وأَما
أَقْيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح والشائع المَقِيس
أَرْواح وفي الحديث سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه تعطَّف العِزَّ أَي
اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد قال
ابن الأَثير معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه كما يُقال فلان يَقُول بفلان
أَي بمحبَّته واختصاصِه وقيل معناه حَكَم به فإِن القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم
وفي الحديث قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي
قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله
ولا تسموني سيِّداً كما تسمُّون رؤساءكم لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة
كالسيادة بأَسباب الدنيا وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف
فيه قال وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه يريد
تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشيطان ورُسُلُه
تنطِقون عن لسانه واقْتال قَوْلاً اجْتَرَّه إِلى نفسِه من خير أَو شر واقْتالَ
عليهم احْتَكَم وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش من بني شَقِرة فبالخَيْر لا بالشرِّ
فارْجُ مَوَدَّتي وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ قال أَبو عبيد سمعت
الهيثم بن عدي يقول سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رُقْية
النَّمْلة العَرُوس تَحْتَفِل وتَقْتالُ وتَكْتَحِل وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ غير أَن
لا تَعْصِي الرجل قال تَقْتال تَحْتَكِم على زوجها الجوهري اقْتال عليه أَي تحكَّم
وقال كعب بن سعد الغَنَويّ ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ وما اقْتال من حُكْمٍ
عَليَّ طَبيبُ قال ابن بري صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله وخَبَّرْ تُماني
أَنَّما الموتُ في القُرَى فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سماء كان غير
مَحَمَّة بِبَرِّيَّةٍ تَجْري عليه جَنُوبُ وأَنشد ابن بري للأَعشى ولمِثْلِ الذي
جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا
أَي تَفاوَضْنا وقول لبيد وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه ولا يَقْتالُها إِلا
السَّعِيدُ أَي ولا يقولها قال ابن بري صوابه فإِنَّ الله بالفاء وقبله حَمِدْتُ
اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ القُلَةُ مقلوب مغيَّر وهو العُود الصغير وجمعه
قِيلان قال وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الجوهري القالُ الخشبة التي يضرَب
بها القُلَة وأَنشد كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بينَهُم نَزْوُ القُلاة قلاها
قالُ قالِينا قال ابن بري هذا البيت يروى لابن مقبل قال ولم أَجده في شعره ابن بري
يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به ويقال اقْتال باللَّوْن
لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر قال الراجز فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً
أَطْحَلا وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابي العرب تقول قالوا بزيدٍ
أَي قَتَلُوه وقُلْنا به أَي قَتَلْناه وأَنشد نحن ضربناه على نِطَابه قُلْنا به
قُلْنا به قُلْنا به أَي قَتَلْناه والنَّطابُ حَبْل العاتِقِ وقوله في الحديث
فقال بالماء على يَده وفي الحديث الآخر فقال بِثَوبه هكذا قال ابن الأَثير العرب
تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول قال
بِيَده أَي أَخذ وقال برِجْله أَي مشى وقد تقدَّم قول الشاعر وقالت له العَيْنانِ
سمعاً وطاعة أَي أَوْمَأَتْ وقال بالماء على يدِه أَي قَلب وقال بثوب أَي رفَعَه
وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال ما يَقُولُ ذو اليدين
؟ قالوا صدَق روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا قال ويقال قال
بمعنى أَقْبَلَ وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك وفي حديث جريج
فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء
واليهودُ وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً
معنى
في قاموس معاجم
القِلَّةُ خِلاف
الكثرة والقُلُّ خلاف الكُثْر وقد قَلَّ يَقِلُّ قِلَّة وقُلاًّ فهو قَليل وقُلال
وقَلال بالفتح عن ابن جني وقَلَّله وأقَلَّه جعله قليلاً وقيل قَلَّله جعله
قَليلاً وأَقَلَّ أَتى بقَلِيل وأَقَلَّ منه كقَلَّله عن ابن جني وقَلَّله في عينه
أَ
القِلَّةُ خِلاف
الكثرة والقُلُّ خلاف الكُثْر وقد قَلَّ يَقِلُّ قِلَّة وقُلاًّ فهو قَليل وقُلال
وقَلال بالفتح عن ابن جني وقَلَّله وأقَلَّه جعله قليلاً وقيل قَلَّله جعله
قَليلاً وأَقَلَّ أَتى بقَلِيل وأَقَلَّ منه كقَلَّله عن ابن جني وقَلَّله في عينه
أَي أَراه قَليلاً وأَقَلَّ الشيء صادَفه قَليلاً واستقلَّه رآه قَليلاً يقال
تَقَلَّل الشيءَ واستقلَّه وتَقالَّه إِذا رآه قَليلاً وفي حديث أَنس أَن نَفَراً
سأَلوه عن عِبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخُبِروا كأَنهم تَقالُّوها أَي
استقلُّوها وهو تَفاعُل من القِلَّة وفي الحديث أَنه كان يُقِلُّ اللَّغْوَ أَي لا
يَلْغُو أَصلاً قال ابن الأَثير وهذا اللفظ يستعمَل في نفي أَصل الشيء كقوله تعالى
فَقَلِيلاً ما يؤمنون قال ويجوز أَن يريد باللَّغْو الهزْلَ والدُّعاية وأَن ذلك
كان منه قَليلاً والقُلُّ القِلَّة مثل الذُّلِّ والذِّلَّة يقال الحمدلله على
القُلّ والكُثْر والقِلِّ والكِثْرِ وما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ وفي حديث ابن مسعود
الرِّبا وإِن كَثُر فهو إِلى قُلٍّ معناه إِلى قِلَّة أَي أَنه وإِن كان زيادة في
المال عاجلاً فإِنه يَؤُول إِلى النقص كقوله يمحَق الله الرِّبا ويُرْبي
الصَّدَقات قاله أَبو عبيد وأَنشد قول لبيد كلُّ بَني حُرَّةٍ مَصِيرُهُمْ قُلٌّ
وإِن أَكثرتْ من العَدَدْ وأَنشد الأَصمعي لخالد بن عَلْقمَة الدَّارمي ويْلُ آمّ
لَذَّات الشباب مَعِيشه مع الكُثْرِ يُعْطاه الفَتى المُتْلِف النَّدي قد يَقْصُر
القُلُّ الفَتى دُونَ هَمِّه وقد كان لولا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ وأَنشد ابن
بري لآخر فأَرْضَوْهُ إِنْ أَعْطَوْه مِنِّي ظُلامَةً وما كُنْتُ قُلاًّ قبلَ ذلك
أَزْيَبا وقولهم لم يترُك قَليلاً ولا كثيراً قال أَبو عبيد فإِنَّهم يَبْدَؤون
بالأَدْوَن كقولهم القَمَران ورَبِيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر والقُلال بالضم
القَلِيل وشيء قليل وجمعه قُلُل مثل سَرِير وسُرُر وشيء قُلٌّ قَليل وقُلُّ الشيء
أَقَلُّه والقَلِيل من الرجال القصير الدَّقِيق الجُثَّة وامرأَة قَلِيلة كذلك
ورجل قُلٌّ قصير الجُثَّة والقُلُّ من الرجال الخسيس الدِّين ومنه قول الأَعشى وما
كُنْتُ قُلاًّ قبلَ ذلك أَزْيَبا ووصفَ أَبو حنيفة العَرْض بالقِلَّة فقال
المِعْوَل نَصْل طويلٌ قَلِيل العَرْض وقومٌ قَلِيلون وأَقِلاَّءُ وقُلُلٌ
وقُلُلون يكون ذلك في قِلَّة العَدَد ودِقَّة الجُثَّة وقومٌ قَلِيل أَيضاً قال
الله تعالى واذكروا إِذ كنتم قَليلاً فكثَّركم وقالوا قَلَّما يقوم زيد هَيَّأَتْ
ما قَلَّ ليقَعَ بعدها الفعلُ قال بعض النحويين قَلَّ من قولك قَلَّما فِعْلٌ لا
فاعل له لأَن ما أَزالته عن حُكْمه في تقاضيه الفاعل وأَصارته إِلى حكم الحرف
المتقاضِي للفعل لا الاسم نحو لولا وهلاَّ جميعاً وذلك في التَّحْضيض وإِن في
الشرط وحرف الاستفهام ولذلك ذهب سيبويه في قول الشاعر صَدَدْت فأَطولت الصُّدودَ
وقَلَّما وِصالٌ على طُول الصُّدود يَدُومُ إِلى أَن وِصالٌ يرتفِع بفعل مضمر
يدلُّ عليه يَدُوم حتى كأَنه قال وقَلَّما يدوم وِصالٌ فلما أَضمر يَدُوم فسره
بقوله فيما بعدُ يَدومُ فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك
أَوِصالٌ يَدومُ أَو هَلاَّ وِصال يَدُوم ؟ ونظير ذلك حرف الجر في نحو قول الله عز
وجل رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا فما أَصلحتْ رُبَّ لوقوع الفعل بعدها ومنعتْها
وقوعَ الاسم الذي هو لها في الأَصل بعدها فكما فارقت رُبَّ بتركيبها مع ما حكمَها
قبل أَن تركَّب معها فكذلك فارقتْ طالَ وقَلَّ بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا
عليه من طلبهما الأَسماء أَلا ترى أَنْ لو قلتَ طالما زيد عندنا أَو قَلَّما محمد
في الدار لم يجز ؟ وبعد فإِنَّ التركيب يُحْدِث في المركَّبَين معنًى لم يكن قبل
فيهما وذلك نحو إِنَّ مفردة فإِنها للتحقيق فإِذا دخلتْها ما كافَّة صارت للتحقير
كقولك إِنَّما أَنا عبدُك وإِنما أَنا رسول ونحو ذلك وقالوا أَقَلُّ امرأَتين
تَقُولان ذلك قال ابن جني لما ضارع المبتدأ حرفَ النفي بَقَّوُا المبتدأ بلا خبر
وأَقَلَّ افتقَرَ والإِقْلالُ قِلَّة الجِدَةِ وقَلَّ مالُه ورجل مُقِلٌّ وأَقَلُّ
فقير يقال فعل ذلك من بين أَثْرَى وأَقَلَّ أَي من بين الناس كلهم وقالَلْتُ له
الماءَ إِذا خفتَ العطش فأَردت أَن تستقِلَّ ماءَك أَبو زيد قالَلْت لفلان وذلك
إِذا قلَّلْت ما أَعطيتَه وتَقالَلْت ما أَعطاني أَي استقلَلْته وتكاثَرْته أَي
استكثرته وهو قُلُّ بنُ قُلٍّ وضُلُّ بنُ ضُلٍّ لا يُعرف هو ولا أَبوه قال سيبويه
وقالوا قُلُّ رجل يقول ذلك إِلا زيد وقدم علينا قُلُلٌ من الناس إِذا كانوا من
قَبائل شتَّى متفرِّقين فإِذا اجتمعوا جمعاً فهم قُلَلٌ والقُلَّة الحُبُّ العظيم
وقيل الجَرَّة العظيمة وقيل الجَرَّة عامة وقيل الكُوز الصغير والجمع قُلَل وقِلال
وقيل هو إِناءٌ للعرب كالجَرَّة الكبيرة وقال جميل بن معمر فظَلِلْنا بنِعمة
واتَّكَأْنا وشَرِبْنا الحَلالَ من قُلَلِهْ وقِلال هَجَر شبيهة بالحِبَاب قالَ
حسان وأَقْفَر من حُضَّارِه وِرْدُ أَهْلِهِ وقد كان يُسقَى في قِلالٍ وحَنْتَم
وقال الأَخطل يَمْشُون حَولَ مُكَدَّمٍ قد كَدَّحَتْ مَتْنَيه حَمْلُ حَناتِمٍ
وقِلال وفي الحديث إِذا بلَغ الماءُ قُلَّتين لم يحمِل نَجَساً وفي رواية لم يحمِل
خَبَثاً قال أَبو عبيد في قوله قُلَّتين يعني هذه الحِبَاب العِظام واحدتها قُلَّة
وهي معروفة بالحجاز وقد تكون بالشام وفي الحديث في ذكر الجنة وصفة سِدْرة
المُنْتَهَى ونَبِقُها مثل قِلال هَجَر وهَجَر قرية قريبة من المدينة وليست هَجَر
البحرين وكانت تعمل بها القِلال وروى شمر عن ابن جريج قال أَخبرني من رأَى قِلال
هجر تسع القُلَّة منها الفَرَق قال عبد الرزاق الفَرَق أَربعة أَصْوُع بصاع سيدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي عن عيسى بن يونس قال القُلَّة يؤتى بها من
ناحية اليمن تسع فيها خمس جِرار أَو سِتّاً قال أَحمد بن حنبل قدر كل كل قُلَّة
قِرْبتان قال وأَخشى على القُلَّتين من البَوْل فأَما غير البَوْل فلا ينجسه شيء
وقال إِسحق البول وغيره سواء إِذا بلغ الماء قُلَّتين لم ينجسه شيء وهو نحو
أَربعين دَلْواً أكثر ما قيل في القُلَّتين قال الأَزهري وقِلال هَجر والأَحْساء
ونواحيها معروفة تأْخذ القُلَّة منها مَزادة كبيرة من الماء وتملأُ الرواية
قُلَّتين وكانوا يسمونها الخُرُوس واحدها خَرْس ويسمونها القلال واحدتها قُلَّة
قال وأَراها سميت قِلالاً لأَنها تُقَلُّ أَي ترفَع إِذا ملئت وتحمَل وفي حديث
العباس فحَثَا في ثوبه ثم ذهب يُقِلُّه فلم يستطِع يقال أَقَلَّ الشيءَ يُقِلُّه
واستقلَّه يستقلُّه إِذا رفعه وحمله وأَقَلَّ الجَرَّة أَطاق حملها وأَقَلَّ الشيء
واستقبلَّه حمله ورفعه وقُلَّة كل شيء رأْسه والقُلَّة أَعلى الجبل وقُلَّة كل شيء
أَعلاه والجمع كالجمع وخص بعضهم به أَعلى الرأْس والسنام والجبل وقِلالة الجبل
كقُلَّته قال ابن أَحمر ما أُمُّ غَفْرٍ في القِلالة لم يَمْسَسْ حَشاها قبله
غَفْر ورأْس الإِنسان قُلَّة وأَنشد سيبويه عَجائب تُبْدِي الشَّيْبَ في قُلَّة
الطِّفْل والجمع قُلَل ومنه قول ذي الرمة يصف فِراخ النعامة ويشبه رؤوسها بالبنادق
أَشْداقُها كصُدُوع النَّبْع في قُلَلٍ مثل الدَّحارِيج لم يَنْبُت لها زَغَبُ
وقُلَّة السيف قَبِيعَتُه وسيف مُقَلَّل إِذا كانت له قَبِيعة قال بعض الهذليين
وكُنَّا إِذا ما الحربُ ضُرِّس نابُها نُقَوِّمُها بالمَشْرَفِيِّ المُقَلَّل
واستقلَّ الطائر في طيرانه نَهض للطيران وارتفع في الهواء واستقلَّ النبات أَنافَ
واستقلَّ القوم ذهبوا واحتملوا سارِين وارتحلوا قال الله عز وجل حتى إِذا
أَقَلَّتْ سحاباً ثِقالاً أَي حَمَلت واستقلَّت السماء ارتفعت وفي الحديث حتى
تَقالَّت الشمس أَي استقلَّت في السماء وارتفعت وتعالَتْ وفي حديث عمرو بن عَنْبسة
قال له إِذا ارتفعت الشمس فالصلاة مَحْظُورة حتى يستقلَّ الرُّمْحُ بالظِّل أَي
حتى يبلُغ ظل الرمح المغروس في الأَرض أَدنى غاية القِلَّة والنقص لأَن ظل كل شخص
في أَوَّل النهار يكون طويلاً ثم لا يزال ينقص حتى يبلُغ أَقصره وذلك عند انتِصاف
النهار فإِذا زالت الشمس عاد الظل يزيد وحينئذ يدخُل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب
وقت الكراهة وهذا الظل المتناهي في القصر هو الذي يسمَّى ظل الزوال أَي الظل الذي
تزول الشمس عن وسط السماء وهو موجود قبل الزيادة فقوله يستقِلُّ الرمحُ بالظل هو
من القِلَّة لا من الإِقْلال والاسْتقلالِ الذي بمعنى الارتفاع والاسْتبداد
والقِلَّة والقِلُّ بالكسر الرِّعْدة وقيل هي الرِّعْدة من الغضب والطمَع ونحوه
يأْخذ الإِنسان وقد أَقَلَّته الرِّعْدة واستقلَّته قال الشاعر وأَدْنَيْتِني حتى
إِذا ما جَعَلْتِني على الخَصْرِ أَو أَدْنَى اسْتَقَلَّك راجِفُ يقال أَخذه قِلُّ
من الغضب إِذا أُرْعِد ويقال للرجل إِذا غضب قد استقلَّ الفراء القَلَّة النَّهْضة
من عِلَّة أَو فقر بفتح القاف وفي حديث عمر قال لأَخيه زيد لمَّا ودَّعه وهو يريد
اليمامة ما هذا القِلُّ الذي أَراه بك ؟ القِلُّ بالكسر الرِّعْدة والقِلالُ
الخُشُب المنصوبة للتَّعريش حكاه أَبو حنيفة وأَنشد من خَمر عانَةَ ساقِطاً
أَفنانُها رفَع النَّبيطُ كُرُومَها بقِلال أَراد بالقِلال أَعْمِدة ترفَع بها
الكُروم من الأَرض ويروى بظلال وارتحل القوم بقِلِّيَّتِهم أَي لم يَدَعوا وراءهم
شيئاً وأَكل الضَّبَّ بقِلِّيَّتِه أَي بعظامه وجلده أَبو زيد يقال ما كان من ذلك
قلِيلةٌ ولا كَثِيرةٌ وما أَخذت منه قليلةً ولا كثيرة بمعنى لم آخُذ منه شيئاً
وإِنما تدخل الهاء في النفي ابن الأَعرابي قَلَّ إِذا رفَع وقَلَّ إِذا علا وبنو
قُلٍّ بطن وقَلْقَل الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً وقَلْقالاً فَتَقَلْقَل
وقُلْقالاً عن كراع وهي نادرة أَي حرَّكه فتحرَّك واضطرب فإِذا كسرته فهو مصدر
وإِذا فتحته فهو اسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال والاسم القُلْقال وقال اللحياني
قَلْقَل في الأَرض قَلْقَلةً وقِلْقالاً ضرَب فيها والاسم القَلْقالُ وتَقَلْقل
كقَلْقَل والقُلْقُل والقُلاقِلُ الخفيف في السفَر المِعْوان السريع التَّقَلْقُل
ورجل قَلْقال صاحبُ أَسفار وتَقَلْقَل في البلاد إِذا تقلَّب فيها وفرس قُلْقُل
وقُلاقِل جواد سريع وقَلْقَل أَي صوَّت وهو حكاية قال أَبو الهيثم رجل قُلْقُل
بُلْبُل إِذا كان خفيفاً ظريفاً والجمع قَلاقِل وبَلابِل وفي حديث عليّ قال أَبو
عبد الرحمن السلمي خرج علينا عليٌّ وهو يَتَقَلْقَل التَّقَلْقُل الخفَّة
والإِسراع من الفَرَسِ القُلْقُلِ بالضم ويروى بالفاء وقد تقدم وفي الحديث ونَفْسه
تَقَلْقَل في صدره أَي تتحرك بصوت شديد وأَصله الحركة والاضطراب والقَلْقَلة شدّة
الصياح وذهب أَبو إِسحق في قَلْقَل وصَلْصَل وبابُه أَنه فَعْفَل الليث القَلْقَلة
والتَّقَلْقُل قِلَّة الثبوت في المكان والمِسْمارُ السَّلِسُ يَتَقلْقَل في مكانه
إِذا قَلِق والقَلْقَلة شدّة اضطراب الشيء وتحركه وهو يَتَقَلْقَل ويَتَلقْلَق
أَبو عبيد قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْتُه بمعنى واحد والقِلْقِل شجر أَو نبت له حبٌّ
أَسود قال أَبو النجم وآضَتِ البُهْمَى كنَبْلِ الصَّيْقَلِ وحازَتِ الرِّيحُ
يَبِيس القِلْقِل وفي المثل دَقَّك بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِل والعامة تقول حب
الفُلْفُل قال الأَصمعي وهو تصحيف إِنما هو بالقاف وهو أَصلب ما يكون من الحبوب
حكاه أَبو عبيد قال ابن بري الذي ذكره سيبويه ورواه حب الفُلْفُل بالفاء قال وكذا
رواه عليّ بن حمزة وأَنشد وقد أَراني في الزمانِ الأَوَّلِ أَدُقُّ في جارِ
اسْتِها بمِعْوَلِ دَقَّك بالمِنْحازِ حبَّ الفُلْفُلِ وقيل القِلْقِل نبت ينبت في
الجَلَد وغَلْظ السَّهْل ولا يكاد ينبُت في الجبال وله سِنْف أُفَيْطِحُ ينبُت في
حبات كأَنهنّ العدَس فإِذا يَبِس فانتفَخ وهبَّت به الريحُ سمعْت تَقلقُلَه كأَنه
جَرَس وله ورَق أَغبر أَطْلس كأَنه ورَق القَصَب والقُلاقِل والقُلْقُلان نَبْتان
وقال أَبو حنيفة القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلان كله شيء واحد نَبْت قال وذكر
الأَعراب القُدُم أَنه شجر أَخضر ينهَض على ساقٍ ومَنابتُه الآكام دون الرياض وله
حب كحبِّ اللُّوبِياء يؤكَل والسائمةُ حريصة عليه وأَنشد كأَنّ صوتَ حَلْيِها إِذا
انْجَفَلْ هَزُّ رِياحٍ قُلْقُلاناً قد ذَبَلْ والقُلاقِلُ بَقْلة بَرِّيَّة
يُشْبِه حبُّها حبَّ السِّمْسِم ولها أَكمام كأَكمامها الليث القِلْقِل شجر له
حبٌّ عِظام ويؤْكل وأَنشد أَبْعارُها بالصَّيْفِ حَبُّ القِلقِل وحب القِلقِل
مُهَيِّج على البِضاع يأْكله الناس لذلك قال الراجز وأَنشده أَبو عمرو لليلى
أَنْعَتُ أَعْياراً بأَعلى قُنَّهْ أَكَلْنَ حَبَّ قِلْقِلٍ فَهُنَّهْ لهنّ من
حُبّ السِّفادِ رِنَّهْ وقال الدينَوَري القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلانُ كله
واحد له حب كحَب السِّمْسِم وهو مهيّج للباهِ وقال ذو الرمة في القِلقِل ووصف
الهَيْف وساقَتْ حَصادَ القُلْقُلان كأَنما هو الخَشْلُ أَعْرافُ الرِّياحِ
الزَّعازِع والقُلْقُلانِيُّ طائر كالفاخِتة وحُروف القَلْقلة الجيمُ والطاءُ
والدالُ والقاف والباء حكاها سيبويه قال وإِنما سميت بذلك للصوت الذي يحدث عنها
عند الوقف لأَنك لا تستطيع أَن تقِف عنده إِلا معه لشدة ضَغْط الحرف