جازَ المَوضعَ والطريقَ جَوْزَاً بالفتح وجُؤُوزاً كقُعودٍ وجَوازاً ومَجازاً بفَتحِهما . وجازَ به وجاوَزه جِوَازاً بالكسر : سارَ فيه وسَلَكَه أجازَه : خلَّفَه وقَطَعَه . كذلك أجازَ غيرَه وجاوَزه هكذا في النُّسَخ وصوابُه وجازَه والمعنى سارَه وخَلَّفَه قال الأَصْمَعِيّ : جُزتُ المَوضعَ : سِرْتُ فيه وأَجَزْتُه : خلَّفْتُه وقَطَعْتُه وأَجَزْتُه : أَنْفَذْتُه قال امرؤُ القَيس :
فلمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بِنا بَطْنٌ خَبْتٍ ذي قِفافٍ عَقَنْقَلِ وقال الراجزُ :
خَلُّوا الطريقَ عن أبي سَيّارَهْ ... حتى يُجيزَ سالِماً حِمارَهْ وقال أَوْسُ بن مَغْرَاء :
ولا يَريمونَ في التَّعريفِ مَوْضِعَهم ... حتى يقال أَجِيزوا آلَ صَفْوَانا
يَمْدَحُهم بأنّهم يُجيزون الحاجَّ يعني : أَنْفِذوهم . وجاوَزْتُ المَوضعَ جِوازاً بمعنى جُزْتُه . وفي حديث الصِّراط : " فأَكونُ أنا وأمَّتي أوّلَ من يُجيزُ عليه " قال : يُجيزُ لغةٌ في يُجوزُ ؛ جازَ وأَجازَ بمعنىً ومنه حديث المَسْعى : " لا تُجيزوا البَطْحاءَ الأشَدَّ " . ويقال : جاوَزَه وجاوَزَ به : إذا خَلَّفَه وفي التنزيل : " وجاوَزْنا ببَني إسرائيلَ البَحر " . الاجْتِياز : السُّلوك والمُجْتاز : السالِك والمُجْتاز : مُجتابُ الطريقِ ومُجيزُه والمُجْتاز أيضاً : الذي يُحِبُّ النَّجاءَ عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد :
ثمّ انْشَمَرْتُ عَلَيْها خائفاً وَجِلاً ... والخائفُ الوَجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِرُ والجَواز كَسَحَابٍ ولا يخفى أن قوله كَسَحَابٍ مُستدرَك لأنّ اصطلاحه يقتضي الفَتحَ : صَكُّ المسافر جَمْعُه أَجْوِزةٌ يقال : خذوا أَجْوِزَتَكم أي صُكوكَ المسافرين لئلاّ يُتعرَّض لكم كما في الأساس . الجَواز : الماءُ الذي يُسقاهُ المالُ من الماشيةِ والحَرْث ونحوِه . وقد اسْتَجَزْتُه فأَجاز إذا سقى أرضَك أو ماشِيَتَك وهو مَجاز قال القَطَاميّ :
وقالوا فُقَيْمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ ... عُبادَةَ إنَّ المُسْتَجيزَ على قُتْرِ قولُه : على قُتْر أي : على ناحيةٍ وحَرْف إمّا أن يُسقى وإمّا أن لا يُسقى . والمُستَجيز : المُسْتَسقي . وجَوَّز لهم إبلَهم تَجْوِيزاً إذا قادَها لهم بعيراً بعيراً حتى تَجُوز . لا يخفى أنّ قَوْلَه تَجْوِيزاً كالمُستَدرَك لعدَمِ الاحْتِياجِ إليه لأنّه لا اشتباه هناك وكذا قولُه : لهم بعد قادَها تَكْرَارٌ أيضاً فإنّ قولَه : وجوَّزَ لهم يكفي في ذلك وإنّما نُؤاخِذُه بذلك لأنّه يُراعي شِدّة الاختِصار في بعضِ المَواضعِ على عادتِه حتى يُخالِفَ النُّصوص . وجَوائزُ الشِّعرِ وفي بعضِ النُّسَخ : الأَشْعار وهي الصحيحة والأمثال : ما جازَ من بلدٍ إلى بلدٍ قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ظَنِّي بهم كَعَسَى وهم بِتَنُوفَةٍ ... يَتَنَازَعون جَوائزَ الأَمْثالِقال ثعلب : يَتَنَازَعون إلى آخره أي يُجيلون الرأيَ فيما بينهم وَيَتَمثَّلون ما يُريدون ولا يَلْتَفِتون إلى غَيْرِهم من إرْخاءِ إبلِهم وغَفْلَتِهم عنها . عن ابن السِّكِّيت : أَجَزْتُ على اسمِه إذا جَعَلْته جائِزاً . وجَوَّزَ له ما صَنَعَه وأجازَ له : سَوَّغ له ذلك . أجازَ رَأْيَه : أَنْفَذَه كجوَّزَه وفي حديث القِيامة والحِساب : " إنّي لا أُجيزُ اليومَ على نَفْسِي شاهِداً إلاّ منّي " أي لا أُنْفِذُ ولا أُمضي . وفي حديث أبي ذَرٍّ : قَبْلَ أن تُجيزوا عليَّ . أي تَقْتُلوني وتُنْفِذوا فيَّ أَمْرَكم . أجازَ له البَيعَ : أَمْضَاه وَجَعَله جائزاً ورُوي عن شُرَيْحٍ : إذا باعَ المُجيزانِ فالبَيعُ للأَوّل . أجازَ المَوضعَ : سَلَكَه وخلَّفَه ومنه : أعانَك اللهُ على إجازة الصِّراط . يقال : تَجَوَّزَ في هذا الأمر ما لم يَتَجَوَّزْ في غَيْرِه : احْتَملَه وأَغْمَضَ فيه . وَتَجَوَّزَ عن ذَنْبِه : لم يُؤاخِذْه به كتجاوَزَ عنه الأُولى عن السِّيرافيّ . وفي الحديث : " إنّ الله تَجاوَزَ عن أمَّتي ما حدَّثَتْ به أَنْفُسَها " أي عَفا عنهم مِن جازَه يجُوزُه إذا تعَدَّاه وَعَبَرَ عَلَيْه . وجاوَزَ الله عن ذَنْبِه : لم يُؤاخِذْه . تَجَوَّزَ الدّراهِمَ : قَبِلَها على ما فيها . وفي بعضِ الأصول : على ما بِها قاله الليث وزاد غيرُه مِن خَفِيّ الداخِلَةِ وقَليلِها . وزاد الزَّمَخْشَرِيّ : ولم يَرُدَّها . تجَوَّزَ في الصلاة : خفَّفَ ومنه الحديث : " أَسْمَعُ بكاءَ الصبيِّ فَأَتَجوَّزُ في صلاتي " أي أُخَفِّفُها وأُقَلِّلُها . وفي حديثٍ آخر : " تَجَوَّزوا في الصلاة " أي خفِّفوها وأَسْرِعوا بها . وقيل : إنّه من الجَوْز : القَطْع والسَّيْر . تجَوَّزَ في كلامِه : تكَلَّمَ بالمَجاز وهو ما يُجاوِزُ مَوْضُوعَه الذي وُضِع له . والمَجاز : الطريقُ إذا قُطِع من أحدِ جانبَيْه إلى الآخَر كالمَجازة . ويقولون : جَعَلَ فلانٌ ذلك الأمرَ مَجازاً إلى حاجتِه أي طريقاً ومَسْلَكاً . المَجاز : خِلافُ الحَقيقة وهي ما لم تُجاوِزْ مَوْضُوعها الذي وُضع لها . وفي البصائر : الحقيقة هي اللَّفْظُ المُستعمَل فيما وُضع له في أصل اللُّغَة . وقد تقدّم البحثُ في الحقيقة والمَجاز وما يتعَلَّقُ بهما في مُقدِّمةِ الكتابِ فأغْناني عن ذِكرِه هنا . المَجاز : ع قُربَ يَنْبُع البحرِ . المَجازَة : الطريقةُ في السَّبْخَة . المَجازة : ع أو هو أوّلُ رَمْلِ الدَّهْناءِ وآخِرُه هُرَيْرة . المَجازة : المكانُ الكثيرُ الجَوْز والصوابُ الأرضُ الكثيرةُ الجَوْز ويقال : أرضٌ مَجازةٌ : فيها أشجارُ الجَوْز . والجائِزَة : العَطِيّة من أَجازَهُ يُجيزُه إذا أَعْطَاه وأَصْلُها أنّ أميراً وافقَ عَدُوَّاً وبينَهما نَهرٌ فقال : مَن جازَ هذا النَّهرَ فله كذا فكلّما جازَ منهم واحدٌ أَخَذَ جائِزَةً . وقال أبو بكرٍ في قولهم : أجازَ السلطانُ فلاناً بجائزةٍ أَصْلُ الجائزةِ أن يُعطي الرجلُ الرجلَ ماءً ويُجيزَه ليذهبَ لوَجهِه فيقول الرجلُ - إذا وَرَدَ ماءً - لقَيّم الماءِ : أَجِزْني ماءً أي أَعْطِني ماءً حتى أذهبَ لوَجْهي وأَجوزُ عنك ثم كَثُرَ هذا حتى سَمَّوا العَطِيَّةَ جائزةً . وقال الجَوْهَرِيّ : أجازَه بجائِزةٍ سَنِيَّة أي بعَطاء . ويقال : أَصْلُ الجَوائز أنّ قَطَنَ بن عَبْدِ عَوْفٍ من بَني هلالِ بن عامرِ بن صَعْصَعة وَلِيَ فارسَ لعبدِ الله بن عامرٍ فمَرَّ به الأَحْنفُ في جَيْشِه غازياً إلى خُراسان فوقفَ لهم على قَنْطَرةٍ فقال : أَجيزوهم فَجَعَلَ يَنْسُبُ الرجلَ فيُعطيه على قَدْرِ حَسَبِه قال الشاعر :
فِدىً للأَكْرَمينَ بَني هلال ... على عِلاَّتِهم أَهْلِي ومالي
همُ سَنُّوا الجَوائزَ في مَعَدٍّ ... فصارَتْ سُنَّةً أُخرى اللَّياليوفي الحديث : " أَجيزوا الوَفدَ بنَحو ما كنتُ أُجيزُهم به " أي أعطوهم الجائزةَ . ومنه حديث العباس : ألا أمنحُكَ ألا أُجيزُك . أي أُعطيك . منَ المَجاز : الجائزة التُّحْفةُ واللَّطَفُ ومنه الحديث : " الضِّيافةُ ثلاثةُ أيّامٍ وجائِزَتُه يومٌ وليلةٌ وما زاد فهو صَدَقَةٌ " أي يُضافُ ثلاثةَ أيّامٍ فيتكلّف له في اليوم الأوّل بما اتّسعَ له من بِرٍّ وأَلْطَافٍ ويُقدِّم له في اليومِ الثاني والثالث ما حَضَرَه ولا يَزيدُ على عادَتِه ثمّ يُعطيه ما يَجوزُ به مَسافةَ يومٍ ولَيْلَةٍ فما كان بعد ذلك فهو صَدَقَةٌ ومَعْرُوفٌ إن شاءَ فَعَلَ وإن شاءَ تَرَكَ . والأصلُ فيه الأوّل ثم اسْتُعير لكلِّ عَطاءٍ . الجائِزُ : مَقامُ الساقي من البِئْر . والجائزُ بغير هاءٍ : المارُّ على القومِ حالَةَ كَوْنِه عَطْشَاناً سُقي أولا قال :
مَن يَغْمِسُ الجائزَ غَمْسَ الوَذَمَهْ ... خَيْرَ مَعَدٍّ حَسَبَاً وأَكْرَمَهْ الجائِزُ : البُستان . الجائِز : الخشَبَةُ المُعتَرِضَةُ بَيْنَ الحائِطَيْن قال أبو عُبَيْدة : وهي التي تُوضَعُ عليها أطرافُ الخَشَبِ في سَقْفِ البيت . وقال الجَوْهَرِيّ : الجائزُ هو الذي فارِسِيَّتُه تِير وهو سَهْمُ البيت . وفي حديثِ أبي الطُّفَيْلِ وبِناءِ الكَعبة : " إذا هم بحَيَّةٍ مثل قِطعةِ الجائِز " . وفي حديثٍ آخَر : " أنّ امرأةً أَتَتِ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فقالت : إنّي رأيتُ في المَنامِ كأنَّ جائِزَ بيتي انْكَسرَ فقال : خَيْرٌ يَرُدُّ الله غائِبَك . فَرَجَع زَوْجُها ثم غاب فَرَأَتْ مِثلَ ذلك فَأَتَت النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فلم تَجِدْه وَوَجَدتْ أبا بكرٍ رضي الله عنه فأخبرَتْه فقال : يَموتُ زَوْجُك . فَذَكَرتْ ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلَّم فقال : هل قَصَصْتِها على أحد ؟ ٍ قالت : نعم قال : هو كما قيل لك " ج أَجْوِزٌ هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَط وصوابُه أَجْوِزَةٌ كوادٍ وأَوْدِيَةٍ وجُوزانٌ بالضمّ وجَوائزٌ هذه عن السِّيرافيّ . والأُولى نادرة . وتَجاوَزَ عنه : أَغْضَى وتَجاوَزَ فيه : أَفْرَط . والجَوْز : بالفَتْح وَسَطُ الشيءِ ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه : أنّه من قامَ من جَوْزِ الليلِ يُصلِّي . أي وَسَطُه وجَمْعُه أَجْوَازٌ قال سيبويه : لم يُكَسَّرْ على غَيْرِ أَفْعَالٍ كراهةَ الضمَّةِ على الواو قال كُثَيّر :
عَسُوفٌ بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيّة ... مَرِيسٌ بذِئْبانِ السَّبيبِ تَلِيلُها وقال زُهَيْر :
مُقْوَرَّةٌ تَتَبَارى لا شَوارَ لها ... إلاّ القُطوعُ على الأَجْوازِ والوُرُكُ وفي حديث أبي المِنْهال : إنّ في النار أَوْدِيةً فيها حَيّاتٌ أَمْثَالُ أَجْوَازِ الإبل . أي أَوْسَاطِها . يقال : مَضَىَ جَوْزُ الليل أي مُعظَمُه . الجَوْز : ثَمَرٌ م معروفٌ وهو الذي يُؤكَل فارسيٌّ مُعرَّب كَوْز . وقد جرى في لسانِ العرب وأَشْعَارِها واحدِتُه جَوْزَةٌ وج : جَوْزَاتٌ . قال أبو حنيفة : شجر الجَوْزِ كثيرٌ بأرضِ العرب من بلاد اليمنِ يُحمَلُ ويُرَبَّى وبالسَّرَواتِ شجرُ جَوْزٍ لا يُربَّى وَخَشَبُه موصوف بالصّلابةِ والقُوّة قال الجعديّ :
كأنّ مَقَطَّ شَراسيفِه ... إلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْنَ بتُرْسٍ شديدِ الصِّفا ... قِ من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَبِ وقال الجَعديّ أيضاً : وذكر سفينةَ نوح عليه السلام فَزَعَم أنّها كانت من خشبِ الجَوْزِ وإنّما قال ذلك لصَلابةِ خشبِ الجَوْزِ وجَوْدَتِه :
يَرْقَعُ بالقارِ والحديدِ من ال ... جَوْزِ طِوالاً جُذوعُها عُمُما الجَوْز : اسمُ الحِجاز نفْسه كلّه ويقال لأهلِه جَوْزِيٌّ كأنّه لكَوْنه وَسَطَ الدنيا . الجَوْز : جِبالٌ لبني صاهِلَة بن كاهِلِ بن الحارِثِ بن تَميم بن سَعْدِ بن هُذَيْل . وجِبالُ الجَوْز : من أَوْدِيةِ تِهامة . والجَوْزاء : بُرجٌ في السماءِ سُمِّيَت لأنّها مُعترِضةٌ في جَوْزِ السماءِ أي وسطِها . جَوْزَاء : اسمُ امرأة سُمِّيت باسم هذا البُرج قال الراعي :
فقلتُ لأصحابي همُ الحَيُّ فالْحَقوا ... بجَوْزاءَ في أَتْرَابِها عِرْسِ مَعْبَدِالجَوْزاء : الشاةُ السوداء الجَسَدِ التي ضُرِبَ وسَطُها ببَياضٍ من أعلاها إلى أَسْفَلِها كالجَوْزَة هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَط والصواب : كالمُجَوِّزَة وقيل : المُجَوِّزَة من الغنَم : التي في صَدْرِها تَجْوِيزٌ . وهو لَوْنٌ يُخالِفُ سائرَ لَوْنِها . وجَوَّزَ إبلَه تَجْوِيزاً : سَقاها . والجَوْزَة السَّقْيَةُ الواحدةُ من الماءِ ومنه المثَل : لكلِّ جائلٍ جَوْزَةٌ ثمّ يُؤَذَّنُ أي لكلّ مُستَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَة ثم يُمنَعُ من الماءِ . وفي المُحكم : ثم تُضرَبُ أُذُنُه إعْلاماً أنّه ليس له عِندَهم أكثرُ من ذلك ويقال : أّذَّنْتُه تَأْذِيناً أي رَدَدْتُه . وقيل : الجَوْزَة : السَّقْيَة التي يَجوزُ بها الرجلُ إلى غَيْرِك ؛ أو الجَوْزَة : الشَّرْبَةُ منه أي من الماء كالجائِزَة قال القُطاميّ :
" ظَلَلْتُ أَسْأَلُ أَهْلَ الماءِ جائِزَةً الجَوْزَة : ضَرْبٌ من العِنَب ليس بكبيرٍ ولكنّه يَصْفَرُّ جداً إذا أَيْنَع . والجُوَاز كغُراب : العطش والجِيزَة بالكسر : الناحيةُ والجانب ج جِيزٌ . بحذف الهاءِ وجِيزٌ كعِنَب والجِيز بالكسر جانبُ الوادي ونَحوِه . كالجِيزَة الجِيز : القَبرُ قال المُتَنَخِّل :
يا لَيْتَه كان حظِّي من طَعامِكُما ... أنَّى أَجَنَّ سَوادي عَنْكُما الجِيزُ فسَّره ثعلب بأنّه القَبر وقال غيرُه بأنّه جانبُ الوادي . منَ المَجاز : الإجازة في الشِّعر مُخالَفَةُ حَركاتِ الحَرف الذي يلي حَرْفَ الرَّوِيّ بأن يكون الحرفُ الذي يلي حَرْفَ الرَّوِيِّ مضموماً ثم يُكسَر أو يُفتَح ويكون حَرْفُ الرَّوِيّ مُقَيَّداً أو الإجازَة فيه كَوْنُ القافيَةِ طاءٍ والأُخرى دالاً ونَحوُه هذا قولُ الخليل وهو الإكفاء في قول أبي زَيْد ورواه الفارسيّ الإجارة بالراء غير مُعجَمَة وقد أَغْفَله المُصَنِّف هناك أو الإجازَة فيه أن تُتِمَّ مِصْراعَ غَيْرِك . في الحديث ذِكرُ ذي المَجاز قالوا : ذو المَجاز مَوْضِعٌ قال أبو ذُؤَيْب :
وراحَ بها من ذي المَجازِ عَشِيَّةً ... يُبادِرُ أُولى السابِقاتِ إلى الحَبلِ وقال الجَوْهَرِيّ : موضعٌ بمِنىً كانت به سوقٌ في الجاهليّة وقال الحارِثُ بن حِلِّزَة :
واذْكروا حِلْفَ ذي المَجازِ وما قُدِّ ... مَ فيه العُهودُ والكُفَلاءُوقال غَيْرُه : ذو المَجاز : سوقٌ كانت لهم على فَرْسَخٍ من عَرَفَة بناحيةِ كَبْكَبٍ سُمِّي به لأنّ إجازةَ الحاجِّ كانت فيه كَبْكَبٌ قد ذُكرَ في موضعه . وأبو الجَوْزاء : شَيخٌ لحَمّادِ بن سَلَمَة . وأبو الجَوْزاء أحمدُ بن عثمان شيخ لمُسلِم بنِ الحَجّاج ذَكَرَه الحافظُ في التبصير . أبو الجَوْزاء أَوْسُ بنُ عَبْد الله التابعيّ - عن عائشةَ وابنِ عبّاس وعنه عَمْرُو بن مالك اليشكريّ وهو الرَّبْعيّ وسيأتي ذكره للمصنّف في ربع وأنّه إلى رَبْعَةِ الأَسْد قال الذَّهَبيّ في الدِّيوان قال البُخاريّ : في إسناده نَظَرٌ . وجُوزَةُ بالضمّ : ة بالمَوْصِل من بلدِ الهَكَّارِيّة قاله الصَّاغانِيّ وَضَبَطه بالفَتْح والصوابُ بالضمّ كما للمصنّف . ومنها : أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد النَّجيرَميّ بن الجُوزيّ حدّث عنه هِبةُ الله الشِّيرازيّ وذكر أنّه سَمِعَ منه بجُوزَة بلد من الهَكّاريّة كذا نقله الحافظ . وجُوَيْزَةُ بنتُ سَلَمَة الخَيْر بالضمّ في العرب . وجُوَيْزَة مُحدِّثٌ هكذا هو في النُّسَخ وهو وَهَمٌ . وجِيزَةٌ بالكسرة بمِصر على حافّةِ النِّيل ويقال أيضاً : الجِيزَةُ وقد تكرر ذِكرُها في الحديث وهي من جُملةِ أقاليمِ مِصرَ حَرَسَها اللهُ تعالى المشتَمِلة على قرىً وبُلدانٍ . والعجبُ للمصنّف كيف لم يتَعَرَّض لمَن نُسِبَ إليها من قُدماءِ المُحدِّثين كالرَّبيع بن سُلَيْمان الجِيزيّ وأَضْرَابِه مع تعَرُّضِه لمن هو دونَه . نعم ذَكَرَ الرَّبيعَ بن سليمان في ربع . ونحن نَسوقُ ذِكرَ مَن نُسِب إليها منهم لإتمام الفائدة وإزالةِ الاشْتِباه فمنهم : أحمدُ بن بلالٍ الجِيزيّ القاضي سمع النَّسائيّ . ومحمد بن الرَّبيع بن سليمان وولَدُه الرَّبيعُ بن محمد حدَّثا مات الربيع هذا في سنة 342 . وأبو يَعْلَى أحمدُ بن عمر الجِيزيّ الزّجّاج أَكْثَرَ عنه أبو عمروٍ الدّانيّ . وأبو الطاهر أحمدُ بن عَبْد الله بن سالمٍ الجِيزيّ روى عن خالدِ بن نِزارٍ مات سنة 263 . وجَعْفَر بن احمد بن أيُّوب بن بلالٍ الجِيزيّ مولى الأَصْبَحِيّين مات سنة 327 . وخَلَفُ بنُ راشِدٍ المَهْرانيّ الجِيزيّ عن ابن لَهِيعَة مات سنة 208 . وَخَلَفُ بن مُسافرٍ قاضي الجِيزة مات سنة 293 . وسعيدُ بنُ الجَهْمِ الجِيزيّ أبو عثمان المالكيّ كان أحدَ أوصياءِ الشافعيّ روى عنه سعيدُ بن عُفَيْر . والنعمانُ بن موسى الجِيزيّ عن ذي النون المِصريّ . ومَنصورُ بن عليِّ الجِيزيّ عُرِفَ بابنِ الصَّيْرَفيّ عن السِّلَفيّ وَرَحَمة بن جَعْفَر بن مُختارٍ الجِيزيّ الفقيه كتب عنه المُنْذِريّ في مُعجمه . وعبدُ المُحسن بن مُرتَفع بن حسن الخَثْعَمِيّ الجِيزيّ محدّث مشهور . وأبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الزِّفْتاويّ ثم الجِيزيّ من شيوخ الحافظِ ابن حَجَرٍ وغيرُ هؤلاء . وجِيزان بالكسر : ناحيةٌ باليمن . وجَوْزُ بُوَّى وجَوْزُ ماثِلٍ وجَوْزُ القَيْءِ من الأدْوِيَة كذا نَقَلَه الصَّاغانِيّ وقلَّده المُصَنِّف . وفاتَه جَوْزُ جندم وجَوْزُ السَّرْو وجَوْزُ المَرْج وجَوْزُ الأَبْهل وكلّها من الأَدْويَة . وكذلك جَوْزُ الهِند المَعروف بالنّارجيل وجَوْزُ البَحر المعروف بالنارجيل البَحريّ . أما جَوْزُ بُوَّى فهو في مِقْدار العَفْصِ سَهْلُ المَكسَر رَقيقُ القِشْر طيِّبُ الرائحة حادٌّ وأجودُه الأحمر الأسود القِشْرِ الرَّزين . وأمّا جَوْزُ ماثِل فهو قِسم مُخَدِّرٌ شبيهٌ بجَوْزِ القَيْءِ وعليه شوكٌ صِغارٌ غِلاظٌ وحَبُّه كحَبِّ الأُتْرُجّ . وأما جَوْزُ القَيءِ فإنّه يُشبه الخَريق الأبيض في قُوَّته . وقد رأيت لبعضِ المتأخِّرين في النارجيل البَحريّ رسالةً مُستَقِلّة يذكرُ فيها مَنافعه وخَواصّه وحقيقته ليس هذا مَحَلَّ ذِكرِها . رُوي عن شُرَيْحٍ : إذا أَنْكَح المُجِيزانِ فالنِّكاحُ للأوّل المُجيز : الوَلِيُّ يقال : هذه امرأةٌ لَيْسَ لها مُجيزٌ . المُجيزُ الوَصِيُّ والمُجيزُ : القَيِّمُ بأمرِ اليَتيم . وفي حديث نكاح البِكْرِ : " وإنْ صَمَتَتْ فهو إذْنُها وإنْ أَبَتْ فلا جَوازَ عليها " أي لا وِلايةَ عَلَيْها مع الامْتِناع . المُجيز : العَبدُ المَأْذونُ له في التِّجارة وفي الحديث : " أنّ رجُلاً خاصَمَ إلى شُرَيْحٍ غلاماً لزِيادٍ فيبِرْذَوْنَةٍ باعَها وَكَفَلَ له الغلام فقال شُرَيْحٌ : إن كان مُجيزاً وَكَفَلَ لكَ غَرِمَ " أي إذا كان مَأْذُوناً له في التِّجارة . والتِّجْواز بالكسر بُرْدٌ مُوَشَّىً من بُرودِ اليمن ج : تَجاوِيز قال الكُمَيْت : ْنَةٍ باعَها وَكَفَلَ له الغلام فقال شُرَيْحٌ : إن كان مُجيزاً وَكَفَلَ لكَ غَرِمَ " أي إذا كان مَأْذُوناً له في التِّجارة . والتِّجْواز بالكسر بُرْدٌ مُوَشَّىً من بُرودِ اليمن ج : تَجاوِيز قال الكُمَيْت :
حتى كأنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ ... مِنَ التَّجاويزَ أو كُرّاسُ أَسْفَارِ وجُوزْ ذان بالضمّ : قَرْيَتان بأَصْبَهان من إحداهُما أمُّ إبراهيمَ فاطمةُ ابنةُ عَبْد الله بن أحمد بن عقيل الجُوزْذانيّة حدّثت عن ابن رِيذة . وجَوْزَانُ بالفَتْح : ة باليمن من مِخْلافِ بَعْدَان . والجَوْزات : غُدَدٌ في الشجرِ بَيْنَ اللَّحْيَيْن نقله الصَّاغانِيّ . ومحمدُ بن منصور بن الجَوّاز كشَدّاد مُحدِّثٌ . والحسنُ بنُ سَهْلِ بن المُجَوِّز كمُحدِّث مُحدِّثٍ وهو شَيْخُ الطَّبَرانيّ . منَ المَجاز : اسْتَجازَ رجلٌ رجلاً : طَلَبَ الإجازةَ أي الإذْن في مَرْوِيّاته ومَسْمُوعاته . وأَجازَه فهو مُجازٌ . والمُجازات : المَرْوِيّات . ولله دَرُّ أبي جَعْفَرِ الفارِقيّ حيث يقول :
أَجازَ لهم عمرُ الشافعِيُّ ... جَميعَ الذي سَأَلَ المُسْتَجيزُ
ولم يَشْتَرِطْ غَيْرَ ما في اسْمِه ... عَلَيْهم وذلك شَرْطٌ وَجيزُيعني العَدلَ والمَعرِفة . والإجازةُ أحد أَقْسَامِ المَأْخذ والتَّحَمُّل وأَرفعُ أنواعِها إجازَةُ مُعَيَّنِ لمُعَيَّنٍ كأن يقول : أَجَزْت لفلانٍ الفلانيّ ويَصفُه بما يُمَيِّزُه بالكتاب الفلانيّ أو ما اشتملَتْ عليه فِهْرِستي ونحو ذلك فهو أَرْفَعُ أَنْوَاعِ الإجازةِ المجرَّدة عن المُناوَلة ولم يَخْتَلفْ في جَوازِها أحد كما قاله القاضي عِياض . وأمّا في غَيْرِ هذا الوجه فقد اختُلِف فيه فَمَنَعه أَهْلُ الظاهرِ وشُعْبَةُ ومن الشافعيّةِ القاضي حُسَيْنٌ والماوَرْديُّ ومن الحنفِيَّة أبو طاهرٍ الدّبّاس ومن الحَنابلة إبراهيمُ الحَرْبيّ . والذي استقرَّ عليه العملُ القولُ بتَجْويزِ الإجازةِ وإجازةِ الرِّوايةِ بها والعمل بالمَرْوِيّ بها كما حقَّقه شَيْخُنا المُحقِّق أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن احمد بن سالمٍ الحَنبليّ في كَراريس إجازةٍ أَرْسَلها لنا من نابُلُسِ الشام . واطَّلعتُ على جُزءٍ من تَخْرِيج الحافظِ أبي الفضل بن طاهرٍ المَقْدسيّ في بيانِ العمل بإجازةِ الإجازةِ يقول فيه : أما بعد فإنّ الشيخَ الفقيه الحافظَ أبا عليّ البردانيّ البغداذيّ بَعَثَ إليّ على يدِ بَعْضِ أَهْلِ العِلمِ رُقْعَةً بخطِّه يَسْأَلُ عن الرِّواية بإجازةِ الإجازة فَأَجَبْتُه : إذا شَرَطَ المُستَجيزُ ذلك صحَّت الرِّواية وبَيانُه أن يقول عندَ السؤال : إن رأى فلانٌ أن يُجيزَ لفلانٍ جميعَ مَسْمُوعاتِه من مشايِخه وإجازاتِه عن مَشايِخِه وأجابَه إلى ذلك جازَ للمُستَجيزِ أن يَرْوِي عنه ثمّ ساقَ بأسانيدِه أحاديثَ احتَجَّ بها على العملِ بإجازةِ الإجازة . قد وقع هذا الجزءُ عالياً من طريق ابن المقيّر عن ابنِ ناصرٍ عنه . وبلغني أنّ بعضَ العلماءِ لم يكُن يُجيزُ أحداً إلاّ إذا اسْتَخْبَرَه واسْتَمْهَرَه وَسَأَله ما لَفْظُ الإجازةِ وما تَصْرِيفُها وحَقيقتُها ومَعناها . وكنتُ سُئلْتُ فيه وأنا بثَغرِ رَشيد في سنة 1168 فأَلَّفتُ رسالةً تتَضَمَّنُ تَصْرِيفَها وحقيقتها ومعناها لم يَعْلَقْ منها شيءٌ الآن بالبال . واللهُ أَعْلَم . وأَجَزْتُ على الجريح لغةٌ في أَجْهَزْتُ وأنكره ابنُ سِيدَه فقال : ولا يقال أجازَ عليه إنّما يقال أجازَ على اسمِه أي ضَرَبَ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : مَجازَةُ النهرِ : الجِسرُ . وأَجازَ الشيءَ إجْوازاً كأنّه لَزِمَ جَوْزَ الطريق وذلك عبارةٌ عما يَسُوغ . ويقال : هذا ما لا يُجَوِّزُه العقلُ . والجِيزَةُ من الماءِ بالكسر : مِقدارُ ما يَجوزُ به المسافرُ من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ كالجَوْزَة والجائِزة . وأَجازَ الوَفدَ : أعطاهمُ الجِيزَة . وفي الحديث : " كنتُ أُبايعُ الناسَ وكان من خُلُقي الجَوَاز " أي التَّساهُلُ والتّسامُحُ في البَيع والاقْتِضاء . وجازَ الدِّرْهَمُ كَتَجَوَّزَه قال الشاعر :
إذا وَرَقُ الفِتيانِ صاروا كأنَّهم ... دَراهِمُ منها جائزاتٌ وزُيَّفُ وحكى اللِّحيانيّ : لم أرَ النَّفَقَةَ تَجوزُ بمكانٍ كما تَجوزُ بمكَّةَ قال ابنُ سِيدَه : ولم يُفسِّرْها وأُرى مَعْنَاها تَنْفُقُ . والجَواز كَسَحَابٍ : سَقْيَةُ الإبل قال الراجز :
يا صاحبَ الماءِ فَدَتْكَ نَفْسِي ... عَجِّلْ جَوازِي وأَقِلَّ حَبْسِيوالمَجاز : كِنايةٌ عن المُتَبَرَّز . ومنَ المَجاز قولُهم : المَجازُ قَنْطَرةُ الحقيقة . وكان شَيْخُنا السّيّدُ العارفُ عَبْد الله بن إبراهيم بن حسنٍ الحُسَيْنيّ يقول : والحقيقةُ مَجازُ المَجاز . وذو المَجاز : مَنْزِلٌ في طريقِ مكَّة شَرَّفَها اللهُ تعالى بين ماوِيَّةَ ويَنْسُوعةَ على طريق البَصْرَة . والمَجازة : موسمٌ من المَواسِم . وجُزْتُ بكذا أي اجْتَزْتُ به . وجُزْتُ خلال الدِّيار مثل جُسْتُ كما نقله ابنُ أمِّ قاسمٍ وقد تقدّم . وجُوزَجان من كُوَرِ بَلْخ . وجُوزي بالضمّ وكَسرِ الزاي : اسم طائرٍ وبه لقِّبَ إسماعيلُ بنُ مُحَمَّد الطَّلْحيّ الأَصْبَهانيّ الحافظ ويقال له الجُوزيّ وكان يَكْرَهه وهو المُلقَّب بقِوام السُّنَّة روى عن ابن السَّمْعانيّ وابنِ عساكر توفِّي سنة 535 . وأما أبو الفَرَجِ عبدُ الرحمن بن عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن حُمَّادى بن أحمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الجَوْزيّ القُرَشيّ التَّيميّ الحَنبليّ الحافظُ البغداديّ فبفَتحِ الجيم بالاتِّفاق لُقِّبَ به جدُّه جَعْفَرٌ لجَوْزَة كانت في بَيْتِه وهي الشجرة . وشذّ شيخُ الإسلامِ زكريّا الأنصاريّ فَضَبَطه بضمّ الجيم وقال : هو غَيْرُ ابن الجَوْزيّ المَشهور وفيه نَظَرٌ بيَّناه في رسالتنا المِرْقاة العلِيَّة بشرح الحديثِ المُسلْسَل بالأوَّلِيَّة . وإبراهيمُ بن موسى الجَوْزيّ البغداذيّ بفتح الجيم أيضاً حدَّث عن بِشْر بن الوليد وعنه ابنُ ماسي . وجازٌ كبابٍ : جبلٌ طويلٌ في ديارِ بَلْقَيْنِ لا تكادُ العَينُ تَبْلُغ قُلَّتَه . والجائِزَةُ من أعلامهن والعوامُّ تقدِّم الزاي على التحتيّة . وأُورمُ الجَوْز : قريةٌ بحلب يأتي ذِكرُها للمصنِّف في ورم
شاطَ الشَّيْء يَشيطُ شَيْطاً وشَيْطوطَةً وشِياطَةً بالكَسْرِ : احْتَرَق وخَصَّ بعضُهُم به الزَّيْتَ والرُّبَّ قالَ :
" كشائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وشاطَ السَّمْنُ والزَّيْتُ إِذا خَثُرا أَو شاطَ السَّمْنُ إِذا نَضِجَ حتَّى كاد أنْ يَهْلِك . وفي الصّحاح حتَّى يَحْتَرقَ . وزادَ في العُبَاب ؛ لأَنَّه يَهْلِكُ حينَئذٍ . قالَ نُقادَةُ الأسَديُّ يَصِفُ ماءً آجِناً :
" أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا
" أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا شاطا وشاطَ فُلانٌ يَشيطُ أَي هَلَكَ ومِنْهُ حديثُ غَزْوةِ مُؤْتَةَ " إنَّ زَيْدَ بن حارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه قاتَلَ بِرايَةِ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم حتَّى شاطَ في رِماحِ القَوْمِ " . قالَ الأعْشَى :
قد نَخْضِبُ العَيْرَفي مَكنونِ فائِله ... وقد يَشيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ
هكذا هو في الصّحاح . وروى أَبُو عَمْرٍو : " قد نَطْعُنُ العَيْرَ " وفي حَديثِ عُمَرَ لمّا شَهِدَ عَلَى المُغيرَة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قالَ : " شاطَ ثلاثةُ أَرْباعِ المُغيرَةِ " . وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ . ومِنْهُ : الشَّيْطانُ فَعْلان في قَوْلِ من قالَ : إنَّ اشْتِقاقَهُ من شاطَ واخْتَلَفوا فقيلَ : بمَعْنَى احْتَرَقَ وقِيل : بمعنَى هَلَكَ وقِيل : بمعنَى ذَهَبَ وقِيل : بمعنَى بَطَل ؛ لأنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ والباطِلُ ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قِراءةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ والأَعْمَشِ وسعيدِ بن جُبَيْرٍ وأبو البَرَهْسَمِ وطاوُوسٍ وما " تَنَزَّلَتْ به الشَّياطونُ " وقالَ بعضُهُم : هو فَيْعالٌ من شَطَن إِذا بَعُدَ . قالَ شيخُنا : وقد جَعَلَ سِيبَوَيْه - رحمه الله تعالى - في الكِتابِ نونَه زائِدَةً تارَةً وأَصْلِيّةً أُخْرى بِناءً عَلَى مَا ذَكَرْناه من الاشْتِقاقِ وإيّاه تَبِعَ المُصَنِّف فإِنَّه ذَكَرَه هُنا وأَعادَه في شطن إيماءً لذلك عَلَى عادَتِه فيما فيه من الأَلْفاظِ اشْتِقاقٌ أَو أَكْثَر والله أَعْلم . قُلْتُ : بَقِيَ عَلَيْهِ أَمْران : الأَوَّلُ أَنَّهُ إِذا كانَ من شاطَ يَشيطُ بمَعْنَى احْتَرَقَ فهو عَلَى حَقيقَته وإنْ كانَ من الشَّيْط بمعنَى الذَّهابِ والبُطْلانِ والهَلاكِ فإِنَّه مَجازٌ . والثّاني : الشَّيْطانُ مُنْصَرِفٌ فإذا سُمِّيَ به لم يَنْصَرِف وعلى ذلِكَ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَويِّ :
وقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنًّا عَلَيْهم ... وشَيْطانُ إذْ يَدعوهُمُ ويُثَوِّبُ فلم يَصْرِف شَيْطانَ وهو شَيْطانُ بنُ الحَكَمِ بن جُلْهُمَة والخَذْواءُ : فَرَسُه . ومن المَجَازِ : شاطَتِ الجَزورُ أَي تَنَفَّقَتْ وفي الصّحاح : أَي لمْ يَبْقَ منها نَصيبٌ إلاَّ قُسِمَ . قلتُ : وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ . وفي الأَسَاسِ : شاطَ لَحْمُ الجَزورِ إِذا ذَهَبَ مُقَسَّماً لمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ . ومن المَجَازِ : شاطَ الدِّماءَ إِذا خَلَطَها كَأَنَّهُ سَفَكَ دَمَ القاتِل عَلَى دَمِ المَقْتولِ كما في الصّحاح . وأَنْشَدَ للشّاعرِ وهو المُتَلَمِّسُ يُخاطِبُ الحارِثَ بن قَتادَةَ ابن التَّوْأَم اليَشْكُريَّ :
أَحارِثُ إنّا لَوْ تُشَاطُ دِماؤُنا ... تَزَيَّلْنَ حتَّى لا يَمَسَّ دَمٌ دَما ويُرْوَى : تُساطُ بالسِّين المُهْمَلَة من السَّوْطِ وهو الخَلْطُ وقد تَقَدَّم . ومن المَجَازِ : شاطَ فلانٌ في الأمْرِ بمَعْنى عَجِلَ . ومن المَجَازِ : شاطَ دَمُهُ أَي ذَهَبَ هَدَراً وبَطَلَ وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ . وشاطَتْ القِدْرُ إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِها شَيءٌ مُحْتَرِقٌ كما في العُبَاب وفي الصّحاح : إِذا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بها الشَّيْءُ . وأَشاطَهُ إشاطَةً : أَحْرَقَهُ يُقَالُ : أَشاطَ الزَّيْتَ وأَشاطَ القِدْرَ كشَيَّطَهُ تَشْييطاً . وأَشاطَهُ إشاطَةً : أَهْلَكَهُ . ومن المَجَازِ : أَشاطَ اللَّحْمَ أَي لَحْمَ الجَزورِ : فَرَّقَهُ وبَضَعَهُ وقَسَمَه وفي الصّحاح : شاطَت الجَزورُ وأَشاطَها فلانٌ وذلِكَ أنَّهم إِذا اقْتَسَموها وبَقِيَ بَيْنَهُم سَهْمٌ فيقال : من يُشيطُ الجَزورَ ؟ أَي مَن يُنَفِّقُ هذا السَّهْمَ ؟ قالَ الكُمَيْتُ :
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكُو ... مِ ولَمْ نَدْعُ من يُشيطُ الجَزوراومن ذلِكَ حَديثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقال : " أَخْوَفُ مَا أَخافُ عليكُم أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَريءُ فيُدْسَرَ كما تُدْسَرُ الجَزورُ ويُشاطَ لَحْمُهُ كما يُشاطُ لَحْمُ الجَزورِ ويُقَالُ : عاصٍ وليس بعاصٍ . فقال : عليّ رَضِيَ الله عَنْه : وكيفَ ذاكَ ولَمّا تَشْتَدَّ البَلِيَّةُ وتَظْهَرِ الحَمِيَّةُ وتُسْبَ الذُّرِّيَّةُ وتَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَى بثِفالِها ؟ فقال عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه : مَتَى يَكُونُ ذلِكَ يا عليُّ ؟ قالَ : إِذا تَفَقَّهوا لِغَيْرِ الدِّين وتَعَلَّموا لغَيْرِ العَمَل وطَلَبوا الدُّنيا بعَمَلِ الآخِرَةِ " هو من أَشاطَ الجَزَّارُ الجَزورَ إِذا قَطَّعَها وقَسَمَ لَحْمَها كما في العُبَاب واللّسَان . ومن المَجَازِ : أَشاطَ السُّلْطانُ دَمَهُ أَي أَهْدَرَهُ . ويُقَالُ : أَشاطَ دَمَه وبِدَمِه أَي أَذْهَبَه وكَذلِكَ : أَشاطَهُ ومِنْهُ حديثُ عُمَر : " القَسامَةُ توجِبُ العَقْلَ ولا تُشيطُ الدَّمَ " أَي يُؤْخَذُ بها الدِّيَةُ ولا يُؤْخَذُ بها القِصاصُ يعني : لا تُهْلِك الدَّمَ رأساً بحيث تُهْدِرُه حتَّى لا يَجِبَ فيه شيءٌ من الدِّيةِ . أَو أَشاطَ بدَمِه إِذا عَمِلَ في هَلاكِهِ أو أَشاطَهُ وأَشاطَ بدَمِه وأَشاطَ دَمَه إِذا عَرَّضَه للقَتْلِ وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقالَ ابن الأَنْباريّ : شاطَ فلانٌ بدَمِ فُلانٍ : معْناهُ عَرَّضَه للهلاكِ ويُقَالُ : شاطَ دَمُ فُلانٍ إِذا جَعلَ الفِعْل للدَّمِ فإذا كانَ للرَّجُلِ قِيل : شاطَ بدَمِه وأَشاطَ دَمَهُ . وأَشاطَ دَمَ الجَزورِ هو مَأْخوذٌ من حَديث سَفينَةَ مَوْلَى رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم ورَضِيَ الله عَنْه " أَنَّهُ أَشاطَ دَمَ جَزور بِجِذْلٍ فأَكلَه " قالَ الأَصْمَعِيّ : أَي سَفَكَهُ وأَراقَهُ وأَرادَ بالجِذْلِ عوداً أَحَدَّهُ للذَّبْحِ . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ فُلانٌ عَلَيْهِ إِذا الْتَهَبَ غَضَباً . وفي الصّحاح : وغَضِبَ فُلانٌ واسْتَشاطَ أَي احْتَدَمَ كَأَنَّهُ الْتَهَبَ في غَضَبِه . قالَ الأَصْمَعِيّ : هو من قَوْلِهم : ناقَةٌ مِشْياطٌ وفي الحَديث : إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطانُ تَسَلَّطَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ أَي تَحَرَّق من شِدَّةِ الغَضَبِ وتَلَهَّبَ وصارَ كَأَنَّهُ نارٌ تسَلَّط عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فأَغْراه بالإيقاعِ بمَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ وهو اسْتَفْعَل من شاطَ يَشيطُ إِذا كادَ أنْ يَحْتَرِقَ . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ نَشيطاً . ومن المَجَازِ : اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأمْرِ إِذا خَفَّ لهُ واحْتَدَّ وتَحَرَّقَ . ومن المَجَازِ : المُسْتَشيطُ : المُبالِغُ في الضَّحِكِ ورَوَى ابن شُمَيْلٍ بإسْنادِه إِلَى النَّبيِّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم أَنَّهُ مَا رُئي ضاحكاً مُسْتَشيطاً قالَ مَعْناه : ضاحِكاً ضَحِكاً شَديداً كالمُتَهالِك في ضَحِكِه . ومن المَجَازِ : المُسْتَشيطُ من الجِمالِ : السَّمينُ . وقد اسْتَشاطَ البَعيرُ أَي سَمِنَ كما في الصّحاح وفي شَرحِ الدِّيوان : أَي تَطايَرَ السِّمَنُ فيه . والمِشْياطُ كمِحْرابٍ : السَّريعَةُ السِّمَنِ منها يُقَالُ : ناقَةٌ مِشْياطٌ وهي الَّتِي يُسْرِعُ فيها السِّمَنُ وهو مَجازٌ من إسْراعِ المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لا يَصْبِرُ بالشِّواءِ حتَّى يَسْكُنَ لِسانُ النّار كما في الأَسَاسِ ج مَشَاييطُ وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : مَشَايطُ وقالَ غيرُه : بَعيرٌ مِشْياطٌ وإبْلٌ شياط وقالَ أَبُو عَمْرٍو : المَشَاييطُ : هي الإِبِل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْرِ من قولِهِم : شاطَ دَمُه . والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ اسمٌ كالتَّمْتينِ . والمُشَيَّطُ كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله . والشَّيِّطُ كسَيِّدٍ عَلَى فَيْعِلٍ : فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ السَّدوسِيِّ الشَّاعِر وهو ابن النَّعامَةِ والشَّيِّطُ أَيْضاً فَرَسُ أُنَيْفِ بن جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ كما في العُبَاب وهو جَدُّ داحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فيما زَعَم العَبْسِيُّون وله يَقُولُ الشَّاعِر :
أُنَيْفُ لقَدْ بَخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ ... عَلَى جارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَرادِكما في أَنْسابِ الخَيْلِ لابن الكَلْبِيِّ . وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ : احْتَرَقَ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" بعدَ انْشِواءِ الجِلْدِ أَو تَشَيُّطِهْ ومن المَجَازِ : تَشَيَّط فُلانٌ إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهَلَكَ عن أَبي عمرٍو . والشَّيْطِيُّ كصَيْفِيٍّ : الغُبَارُ السَّاطِعُ في السَّماءِ قالَ القُطَامِيُّ :
تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّراً وفي جُنُوبِها ... وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولابِسُ يَصِفُ الخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبَارَ بسَنابِكِها . وشِيطَى كضِيزَى : عَلَمٌ من الأَعْلامِ . والشِّيَاطُ ككِتابٍ : رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَةٍ كما في الصّحاح . والشَّيِّطانِ ككَيِّسٍ مُثَنَّى شَيِّطٍ : قاعانِ بالصَّمّانِ في أَرْضِ تَميمٍ لبَنِي دارِمٍ أُحَدُهما طُوَيْلع أَو قريبٌ مِنْهُ فيهِما مَسَاكاتٌ للمَطَرِ قالَ النَّابِغَة الجَعْدِيُّ يَصِفُ ناقةً :
كأَنَّها بعدَ مَا طالَ النَّجَاءُ بِها ... بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلاَ ويُرْوَى : سُرْبِلَتْ ويُرْوَى : بعد مَا أَفْضَى النَّجاءُ بها أَرادَ خُطوطاً سُوداً تَكُونُ عَلَى قَوائِمِ بَقَرِ الوَحْشِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطاً : أَغْلاَها كشَوَّطَها عن الكِلابِيِّ . وقالَ اللَّيْثُ : التَّشَيُّطُ شَيْطُوطَةُ اللَّحْمِ إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق أَعْلاهُ ويَشِيطُ الصُّوف . ويُقَالُ : شَيَّطْتُ رَأْسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفُه . وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ إِذا دَخَّنَهُ ولم يُنْضِجُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ يَهْجو بَنِي كُرْزٍ :
لَمَّا أَجابَتْ صَفيراً كانَ آيَتَهَا ... من قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ وشَيَّطَ الطَّاهي الرَّأْسَ والكُراعَ إِذا أَشْعَلَ فيهِما النَّارَ حتَّى يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِما من الشَّعْرِ والصُّوفِ كشَوَّطَ . وتَشَيَّطَ الدَّمُ إِذا عَلاَ بصَاحِبِه . ولَحْمٌ شائِطٌ : مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي كما يُقَالُ في الهائرِ هَارٍ . قالَ العَجَّاجُ :
" بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَريقِ الشَّاطِي والإِشَاطَةُ : تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسيمِ عن ابنِ شُمَيْلٍ . والتَّقْسيمُ أَيْضاً وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ . وقالَ أَبُو عمرٍو : شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ نَحَلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهُو مَجَازٌ كَتَشَيَّطَ وهذه قد ذَكَرَها المُصَنِّفُ . واسْتَشَاطَ فُلانٌ : تَحَرَّقَ وأَيْضاً أَشْرَفَ عَلَى الهَلاكِ . وفي الحَرْبِ : اسْتَقْتَلَ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ :
أَشَاطَ دِمَاءَ المُسْتَشِيطِينَ كُلِّهِمْ ... وغُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فيهِمْ وسُلْسِلُوا وشَيَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ والدَّواءَ الجُرْحَ : أَحْرَقَهُ وهُو مَجَازٌ كما في الأَسَاسِ . ووَسْمٌ مُسْتَشَاطٌ : طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يَشِيطَ فشَاطَ أَي طارَ كُلَّ مَطِيرٍ وانْتَشَرَ في السَّاعِدِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ :
كوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت ... نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : بَيْنَهما مُشَايَطَةٌ أَي كَلامٌ مُخْتَلِفٌ أَوْرَدَه الصَّاغَانِيّ في غ ي ط . وشَيْطانُ الطَّاقِ : لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النُّعْمانِ الكُوفِيّ كانَ في حُدُودِ الثَّمانينَ ومائة وطائِفَةٌ من الرَّافِضَة يُعْرَفُونَ بالشَّيْطَانِيَّة مَنْسُوبونَ إِلَيْه ذَكَرَهُ الشَّهْرِسْتانِيُّ . ونَهْرُ الشَّيْطانِ ذَكَرَهُ ياقوت في المعجم . وشَيْطَانُ العِراقِ : لَقَبُ أَنُوشِرْوَانَ الضَّريرِ الشَّاعِر كانَ ببَغْدادَ في سنة 555
فصل الصَّاد مع الطَّاءِ المهملتين