" الصَّلاَح : ضِدُّ الفَسَادِ " - وقد يُوصف به آحادُ الأُمّةِ ولا يُوصَف به الأَنبياءُ والرُّسلُ عليهم السّلامُ . قال شيخُنَا : وخالَفَ في ذلك السُّبْكيّ وصَحَّحَ أَنهم يُوصَفون به وهو الّذِي صَحَّحَه جَماعةٌ ونَقَلَه الشِّهَابُ في مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ - " ...
" الصَّلاَح : ضِدُّ الفَسَادِ " - وقد يُوصف به آحادُ الأُمّةِ ولا يُوصَف به الأَنبياءُ والرُّسلُ عليهم السّلامُ . قال شيخُنَا : وخالَفَ في ذلك السُّبْكيّ وصَحَّحَ أَنهم يُوصَفون به وهو الّذِي صَحَّحَه جَماعةٌ ونَقَلَه الشِّهَابُ في مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ - " كالصُّلُوح " بالضّمّ . وأَنشد أَبو زيد :
فكَيْفَ بأَطْرَافِي إِذا ما شَتَمْتَني ... وما بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ
وقد " صَلَحَ كَمنَعَ " وهي أَفْصَحُ لأَنّها على القِيَاس وقد أَهملَها الجوهريّ " وكَرُمَ " حكاها الفرّاءُ عن أَصحابه ؛ كما في الصّحاح . وفي اللِّسَان : قال ابن دُرَيْد : وليس صَلُحَ بثَبتٍ - وأَغفل المُصنِّف اللُّغَةَ المَشْهُورَة وهي صَلَحَ كنَصَر - يَصْلَح ويَصْلُح صَلاَحاً وصُلُوحاً وقد ذكَرها الجَوهريّ والفَيّوميّ وابن القَطّاع والسَّرَقُسْطِيّ في الأَفعال وغيرُ واحد . " وهو صِلْحٌ بالكسر وصالِحٌ وصَلِيحٌ " الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ . وهو مُصْلِحٌ في أُمورِه وأَعمالِه . وقد أَصْلَحه اللهُ تعالى . والجمع صُلَحاءُ وصُلُوحٌ . " وأَصْلَحه : ضِدّ أَفْسَدَه " وقد أَصْلَحَ الشِّيْءَ بعدَ فَساده : أَقامَه . من المجَاز : أَصْلَحَ " إِليه أَحْسَن " . يقال : أَصْلحَ الدّابّةَ : إِذَا أَحْسَنَ إِليها فصَلَحْتُ . وفي التّهذيب : تقول : أَصْلَحْتُ إِلى الدَّابّةِ إِذا أَحسنْت إِليها . وعبارة الأَساس : وأَصْلَحَ إِلى دابَّته : أَحْسَنَ إِليها وتَعَهَّدَها . يقال : وَقَعَ بينهما صُلْحٌ . " الصُّلْح بالضَّمّ " : تصالُحُ القوْمِ بينهم وهو " السَّلْم " بكسر السين المهملة وفتحها يُذَكَّر " ويُؤنَّث . الصُّلْح أَيضاً : " اسمُ جَماعَةٍ " مُتصالِحِين . يقال : هم لنا صُلْحٌ أَي مُصالِحون . هو من أَهل نَهْرِ فمِ الصِّلْح " بالكسر " هكذا قَيَّدوه وعِبَارة الزَّمَخْشَرِيّ تُشِيرَ إِلى الضَّمّ وهو " نَهْرٌ بمَيْسانَ " بفتح الميم . ومنه عليُّ بنُ الحَسنِ بنِ عليِّ بنِ مُعَاذٍ الصِّلْحيّ راوي تاريخِ وَاسِطَ . قد " صَالَحه مُصَالحةً وصِلاَحاً " بالكسر على القياس . قال بِشْر بن أَبي خازِم :
يَسُومونَ الصِّلاحَ بذَاتِ كَهْفٍ ... وما فيها لهم سَلَعٌ وقَارُ قوله : وما فيها . أَي وما في المُصَالحة ولذلك أَنَّثَ الصِّلاح . وهكذا أَوردَه ابنُ السِّيد في الفَرْق . واصْطَلحَا واصّالَحَا " مشددة الصادِ قَلَبوا التّاءَ صاداً وادغَموها في الصّاد " وتَصَالَحا واصْتَلَحَا " بِالتاءِ بَدَل الطّاءِ : كلّ ذلك بمعنىً واحدٍ . من سَجعات الأَساس : كيف لا يكون من أَهل الصَّلاح مَنْ هو من أَهْل " صلاَح كقَطَامِ " يجوز أَن يكون من الصُّلْح لقوله عزّ وجلّ " حَرَماً آمناً " ويجوز أَن يكون من الصَّلاَح " وقد يُصْرَف " : من أَسماءِ " مَكّة " شَرّفَها الله تعالى . قال حَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ يخَاطبُ أَبا مَطَرٍ الحَضْرَميّ وقيل : هو للحارثِ بن أُمَيَّة :
أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ ... فتَكْفِيك النَّدَامَى من قُرَيْشِ
وتَأْمَنُ وَسْطُهم وتَعِيشُ فيهم ... أَبا مَطَر هُدِيَت بخَيْرِ عَيْشِ
وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقَاحاً ... وتَأْمَنُ أَنْ يَزُورَكَ رَبُّ جَيْشٍ قال ابن بَرِّيّ : الشّاهِد في هذا الشِّعْرِ صَرْفُ صَلاَح . قال : والأَصلُ فيها أَن تكون مَبنيَّةً كقَطامِ : وأَمّا الشاهِدُ على صَلاَحِ بالكسر من غير صَرْفٍ فقول الآخَرِ :
مِنّا الّذي بصَلاحِ قام مُؤذِّناً ... لم يَستَكِنْ لتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِيعنِي خُبَيبَ بنَ عَدِيّ . رأَى الإِمامُ " المَصْلَحَة " في كذا " واحِدَة المَصَالِح " أَي الصَّلاَح . ونَظَر في مَصَالِح النّاسِ . وهم من أَهْلِ المَصَالِ لا المَفَاسِد . " واسْتَصْلَح : نَقيضُ اسْتَفْسَدَ " . من المجاز : " هذا يَصْلُح لك كيَنْصُر أَي مِن بابَتِك " ؛ هذا نَصُّ عبارةِ الجَوْهريّ . والبَابَةُ : النَّوْع وقد تقدّم . " ورَوْحُ بنُ صَلاَحٍ : مُحَدِّث " . " وصالِحَانُ : مَحَلَّةٌ بأَصْبَهانَ " . منها أَبو ذَرٍّ محمّدُ بن إِبراهِيم بن عليّ الواعظ عن أَبي الشَّيخِ الحافظ وغيرِه وعنه حَفيدُه أَبو بكرٍ محمدُ ابنُ عليّ تُوفِّيَ سنة 440 . ومُفْتِي أَصْبَهَانَ أَبو عبد اللهِ أَحمدُ بنُ محمّدِ ابنِ أَيُّوبَ الصَّالِحَانيّ وَلدُه أَبو محمّدٍ عبدُ الله حَدَّثَ عن ابن مَنْدَة وعنه ابنُ مَرْدوَيْه . " والصَّالِحيَّة : ة قُرْبَ الرُّهَى " من إِنشاءِ الملك الصَّالِح . الصّالِحِيَّة : " مَحَلَّةٌ ببَغْدَادَ و : ة بها وبظاهِرِ دِمَشْق و : ة بمِصْر " نُسِبتَا إِلى الملك الصّالحِ صلاحِ الدِّين يُوسفُ بنِ أَيُّوبَ والدِ المُلوك سُلطَان مِصْر والشام . " وسَمُّوْا صَلاَحاً " كسَحَاب " وصُلْحاً " بالضَّمِّ " ومُصْلِحاً " كمُحْسِن " وصُلَيْحاً كزُبَيْرٍ " . ومما يستدرك عليه : قَوٌ صُلُوحٌ : متصالِحون كأَنَّهُم وُصِفُوا بالمَصْدرِ . ومَطَرَةٌ صالِحَةٌ أَي كثيرةٌ من بابِ الكِناية . ومنه قولُ ابن جِنّي : أُبْدِلَت اليَاءُ من الواوِ إِبدالاً صالِحاً أَي كثيراً . وصَلاَحِيَةُ الشَّيْءِ مخَفّفَةً كطَوَاعِيَة : مصدرُ صَلَحَ وليس في كلامهم فَعالِيَّة مشدَّدةً ؛ كذا نقلوه . وصَلَحَتْ حالُ فُلانٍ . وهو على حالة صالحة . وأَتتْني صَالِحَةٌ من فُلانٍ . ولا تُعدُّ صالِحَاتُه وحَسناتُه . وصالحٌ النّبيّ عليه السّلام من مشاهير الأَنبياءِ كانت منازِلُ قومِه في الحِجْر وهو بين تَبوكَ والحِجازِ . والاصْطِلاحُ على أَمْرٍ مخصوصٍ ؛ قاله الخَفاجيّ . ومن المجاز : هذا أَدِيمٌ يَصْلُحُ للنَّعْل . والصّالِحِيّون : مُحَدِّثون نِسبة إِلى جَدِّهم . وبنو الصُّلَيْحِيّ : ملوكُ اليَمن . وجَعفرُ بنُ أَحمدَ بن صُلَيحٍ الصُّلَحيّ بضَمّ الصّاد وفتح اللاّم : مُحدِّث