الطَّيَرَانُ محرَّكَةً : حَرَكةُ ذِي الجَنَاح في الهَواءِ بجَنَاحَيْهِ وفي بعضِ الأُمّهاتِ بجَناحِهِ كالطَّيرِ مثل البَيْع من باع يَبِيَع والطَّيْرُورِة مثل الصَّيْروَة مِن صارَ يَصيرُ وهذِه عن اللحيَانيّ وكُرَاع وابنِ قُتَيْبَة طارَ يَطيرُ طَيْراً وطَيَرَاناً وطَيْرُورةً . وأَطاَره وطَيَّرَهُ وطَيَّرَ بِهِ وطَارَ به يُعَدَّي بالهَمزةِ وبالتّضْعِيفِ وبحرفِ الجرّ . في الصحاح : وأَطارَهُ غيرهُ وطَيَّرَهُ وطايَرَهُ بمعنًى . والطَّيْرُ معروف : اسمٌ لجماعَةِ ما يَطيِر مؤنث جمعُ طائِرٍ كصَاحِب وصَحْب والأُنثى طائِرَةٌ وهي قليلةٌ قالُه الأَزهريّ . وقيل : إِنّ الطَّيْرَ أَصلهُ مصدر طَار أَوصِفَةٌ فخُفَّف من طَيَّرٍ كسَيِّد أَو هو جَمْعٌ حقِيقة وفيه نظَرٌ أَواسمُ جمْع وهو الأَصحُّ الأَقربُ إلى كلامهم قاله الشيخنا . قلْت : ويجوز أَن يكون الطائرُ أَيضاً اسماً للجَمْع كالجَامِلِ والبَاقِرِ . وقدْ يَقَعُ على الواحدِ كذا زَعَمه قُطْربُ قال ابن سِيدَه : ولا أَدرِي كيف ذلك إلا أَنْ يَعْنَيَ به المصدرَ وقُرِئَ : " فَيكُون طَيْراً بإِذْنِ اللهِ " . وقال ثعلب : النّاسُ كلُّهم يقولون للواحد " طائِرٌ وأَبو عُبيْدَةَ معهم ثم انفَرَدَ فأَجَازَ أَن يُقال طَيْر للواحد وج أَي جمعه على طُيُور قال وج أَي جمعه على طُيُور قال الأَزْهَرِيّ : وهو ثِقَةٌ وجمع الطائِر أَطْيارٌ وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ويَجُوز أَن يَكُون الطُّيُورُ جمعَ طائِرٍ كسَاجِدٍ وسُجُودٍ . وقال الجَوْهَرِيّ : الطّائِرُ : جمعه طَيْرٌ مثل صَاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْرِ طُيُورٌ وأَطيارٌ مثل فَرْخ وأَفْرَاخ : ثم قوله : بجَناحَيْهِ إِما للتّأْكِيِدِ لأنه قد عُلِم أَن الطَّيَرَانَ لا يكون إِلا بالجَنَاحَيْنِ وإِما أَنْ يكونَ للتَّقْيِيدِ وذلك لأنهم قد يَستعملون الطَّيَرانَ في غَير ذي الجَنَاحِ كقول العَنْبَرِيّ :
" طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدَاناَ . ومن أَبيات الكِتاب :
" وطِرْتُ بمُنصُليِ في يَعْمَلات . وتَطايَرَ الشَّيءُ : تَفَرَّقَ وذَهَب وطَارَ ومنه حديث عُرْوَةَ حتى تَطايَرتْ شُئُونُ رَأْسِه " أَي تَفَّرقت فصارت قِطَعاً كاسْتَطَارَ وطَارَ شاهد الأّولِ حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ " فقَدْنَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطيرَ " أَي ذُهِبَ به بسُرْعَة كأَنَّ الطَّيْر حمَلَتْه أَو اغْتَالَه أَحدٌ وشاهِدُ الثاني حديثُ عائشةَ رضي الله عنها " سَمِعَتْ من يقولُ إِنَّ الشُّؤْمَ في الدّارِ والمَرْأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السّمَاءِ وشِقَّةٌ في الأَرْضِ " أَي كأَنَّهَا تَفرّقت وتَقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدَّة الغَضَبِ . تَطَايرَ الشْيءُ : طالَ ومنه الحديث " خُذْ ما تَطَايَرَ من شَعرِكَ " وفي رواية " من شَعْرِ رأْسِك " أَي طالَ وتَفرّق كطَارَ يقالك طارَ الشَّعْرُ إذا طالَ وكذ السَّنَامُ وهو مَجَاز وأَنشدَ الصاغانيّ لأَبي النَّجْمِ :
" وقد حَمَلْنَ الشَّحْمَ كُلَّ مَحْمِلِ
" وطَارَ جِنِّيُّ السَّنَامِ الأَمْيلِ
ويروي وقام . تَطَايَرَ السَّحَابُ في السَّمَاءِ إّا عَمَّهَا وتَفَرَّقَ في نَوَاحِيها وانْتَشَرَ من المَجَاز : هُو ساكِنُ الطّائِرِ أَي وَقُورٌ لا حَرَكةَ له حَتَّى كأَنَّه لو وَقَعَ عليه طائِرٌ لَسَكَنَ ذلك الطّائِرُ وذلكِ لأَنّ الإنْسَانَ لو وَقَعَ عليه طائِرٌ فتحَرَّكَ أَدْنَى حَرَكةٍ لفَرّ ذلكِ الطائُرُ ولم يَسْكُنْ ومنه قولُ بعضِ الصَّحابةِ " إِنا كُنّا مع النّبِيِّ صلّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وكأَنَّ الطَّيْرَ فَوْقَ رؤُوسِنَا " أَي كأَنّ الطَّيْرَ وَقَعَتْ قوقَ رُؤُوسِنا فنحنُ نَسْكُن ولا نَتَحَرّك خَشْيةً من نِفَارِ ذلك الطَّيرِ . كذا في اللسان
قلْت : وكذا قولُهم رُزِق فُلانٌ سُكُونَ الطَّائِرِ وخَفْضَ الجَنَاحِ . وطُيُورُهُم سَواكِنُ إذا كانُوا قَارِّينَ وعَكْسُه : شَالَتْ نَعامَتُهم كذا في الأَساس . والطّائِرُ : الدِّمَاغُ أَنشد الفارسيّ :
" هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا فِي نُحورِهِمْوبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِن حَيثُ طائِرُ عَني بالطّائِرِ الدَّمَاغَ وذلك من حيثُ قِيلَ له فَرْخٌ قال :
ونَحْنُ كَشَفْنا عن مُعاوِيَةَ الَّتِي ... هِيَ الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِعَني بالفَرْخِ الدَّمَاغَ وقد تقدم . من المَجَاز : الطَّائِرُ : ما تَيَمَّنْتَ به أَو تَشَاءَ مْتَ وأَصلُه في ذي الجَنَاحِ وقالوا للشَيْءِ يُتَطَيَّرُ به من الإِنسانِ وغيره : طائرِ اللهِ لا طائِركَ . قال ابنُ الأَنْبَارِيّ : معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتَخَوَّفُه . بالرَّفْع والنَّصْب . وَجَرى له الطّائرُ بأَمْرِ كذا . وجاءَ في الشَّرّ قال اللهُ عز وجلّ " أَلاَ إِنما طائِرُهُمْ عِنْدِ اللهِ أَي الشّؤْمُ الذي يَلَحَقُهم هو الذي وُعُدوا به في الآخرةِ لا مايَنالهم في الدُّنْيا . قال أَبو عبيدٍ : الطّائِرُ عندَ العَرَبِ : الحَظُّ وهو الذي تُسمَّيه العَرَبُ البَخْت إِنما قيل للحَظّ من الخَيْرِ والشَّرِّ طائِرٌ لقْال العَرَبِ : جَرَى له الطَّائِرُ بكذَا من الخير أَو الشَّرَّ على طريق الفأْلِ والطِّيَرَةِ على مَذْهَبِهم في تسميةِ الشيءِ بما كان له سَبَباً . قيل : الطَّائِرُ : عمل الإِنْسَانِ الَّذِي قُلِّدَهُ خَيْره وشَرّه . قيل : رِزْقْهُ وقيل : شَقَاوَتُه وسَعادَتُه وبكُلٍّ منها فُسِّر قولُه تعالى " وكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ في عُنُقِه " . قال أَبو مَنْصُور : والأَصْل في هذا كلَّه أَن اللهَ تعالى لمّا خَلَقَ آدَمَ عَلِمَ قَبْلَ خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمُرُهُم بتوحِيدِه وطاعَتِه ويَنْهَاهُمْ عن مَعْصيَتِه وعَلِمَ المُطِيعَ منهم والعاصِيَ الظالِمَ لنفسهِ فكَتَبَ ما عَمِلَه منهم أَجمعينَ وقَضَى بسعَادَةِ من عَلِمَه مُطِيعاً وشَقَاوَةِ مَنْ عَلِمَه عاصِياً فصارَ لكُلِّ مَن عَلِمَه ما هو صائِرٌ إِليه عندَ حِسابِه فذلك قوله عزّوجلّ " وكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ " . والطِّيَرَةُ بكسر ففتح والطِّيرَةُ بسكون الياءِ لغة في الذي قَبْلَه والطُّورَةُ مثل الأَول عن ابن دُرَيْد وهو في بعض اللغات كذا نقلَه الصاغانيّ : ما يُتَشَاءَمُ به من الفأْلِ الرَّدِيءِ " وفي الحديث " أَنّه كانَ يُحِبُّ الفأْلَ ويَكْرَهُ الطَّيَرَةَ " وفي آخَرَ " ثَلاَثَةٌ لا يَسْلَمُ منها أحدٌ : الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظَّنُّ قيل : فما تَصْنَعُ ؟ قال : إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ وإذَا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ " . وقد تَطَيَّرَ بهِ ومِنْهُ وفي الصّحّاح : تَطَيَّرْتُ من الشّيءِ وبالشّيْءِ والاسمُ منه الطِّيَرَةُ مثال العِنَبةِ وقد تُسَكَّنُ الياءُ انتهى . وقيل : اطَّيَّرَ معنهاه : تَشَاءَمَ وأَصْلُه تَطَيَّرَ . وقيل للشُّؤْمِ : طائِرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَةٌ لأَنّ العَرَبَ كان من شَأْنِهِا عِيَافَةُ الطّيرِ وزَجْرُها والتَّطَيُّرُ ببَارِحِها ونَعِيقِ غُرَابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسَارِ إِذا أَثارُوها فَسَمَّوُا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائِراً وطِيَرَةً لتَشَاؤُمِهمِ بها ثم أَعْلَم اللهُ عز وجلّ عَلى لِسَانِ رسولِه صلَّ الله عَلَيْه وسَّلم أَنّ طِيَرَتَهُم بها باطِلَةٌ وقال " لاعَدْوَي ولاطِيرَةَ ولا هَامَةَ . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَتْفَاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ وأَصلُ الفأْلِ الكلمةُ الحَسَنَةُ يَسمَعُها عَلِيلٌ فيتَأَوَّلُ منها ما يَدُلُّ على بُرْئهِ كأَنَّ سَمِعَ منادياً نَادى رَجُلاً اسمُه سالِمٌ وهو عَليلٌ فأَوْهَمَه سَلامَتَه مِن عِلَّتِه وكذلك المُضِلُّ يَسْمَعُ رَجُلاً يقول : يا واجِدُ فَيَجِدُ ضالَّته والطِّيَرَةُ مُضَادَّةٌ للفَأْلِ وكانَت العَرَبُ فأَثْبَتَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلم الفأْلَ واسْتَحْسَنَه وأَبْطَلَ الطَّيَرَةَ ونَهَى عنها . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هو مصدر . تَطَيَّرَ طِيَرَةً وتَخَيَّرَ خِيَرَةَ لم يجئ من المصادِرِ هكذا غَيرُهما قال : أَصلُه فيما يقال التّطَيُّرُ بالسّوانِحِ والبَوَارِحِ من الظِّباءِ والطَّيْرِ وغيرهما وكان ذلك يَصُدُّهم عن مَقَاصِدِهم فنفاه الشَّرْعُ وأَبطلَه ونهى عنه وأَخبَرَ أَنه ليس له تأَْثيرٌ في جَلْبِ نَفْعٍ ولا دَفْعِ ضَرَرٍ . وأَرضٌ مَطَارَةٌ بالفَتْح : كثيرةُ الطَّيْرِ وأَطارتَ أَرْضُنا . وبئْرٌ مَطَارَةٌ : واسِعَةُ الفَمِ قال الشاعر
كأَن حَفِيفَها إِذْ بَرَّكُوهَا ... هُوِىُّ الرِّيحِ في حَفَرٍ مَطَارِيقال : هُوَ طَيُّورٌ فَيُّورٌ أَي حَدِيدٌ سرِيعُ الفَيْئَةِ . من المجاز : يُقال : فَرَسٌ مُطَارٌ وطَيّارٌ أَي حَدِيدٌ الفُؤادِ ماض كاد أَن يُسْتَطارَ من شِدَّةِ عَدْوِه . والمُسْتَطِيرُ : السّاطِعُ المُنْتَشِرُ . يقال : صُبْحٌ مُسْتَطِيرٌ أَي ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ . واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انتَشَرَ في الهَواءِ وغُبَارٌ مُسْتَطِيرٌ : مُنْتَشِرٌ وفي حديث بني قُرَيْظَة :
وهَانَ على سَرَاةِ بني لُؤَيًّ ... حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ . أَي مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق كأَنَّه طارَ في نَوَاحِيها . المُسْتَطِيرُ : الهَائِجُ من الكِلابِ ومِن الإبلِ يقال : أَجْعَلَت الكَلْبَةُ . واسْتَطارَتْ إذا أَرادَت الفَحْلَ وخالَفَه اللَّيْثُ فقال : يُقال للفَحْلِ من الإِبِلِ : هائج وللكلبِ مُسْتَطِيرٌ . من المَجَاز : اسْتَطَارَ الفَجْرُ وغيرهُ إِذا انتَشَرَ في الأُفُقِ ضَوءُه فهو مُسْتَطِيرٌ وهو الصُّبْحُ الصادِقُ البَيِّنُ الذي يُحَرِّمُ على الصَّائِمِ الأَكْلَ والشٌّرْبَ والجِمَاعَ وبه تَحلُّ صلاةُ الفَجْرِ وهو الخَيْطُ الأَبْيَضُ وأَما المُسْتَطِيلُ بلام فهو المُسْتَدِقُّ الذي يُشَبَّهُ بذَنَبِ السَّرْحانِ وهو الخَيْطُ الأَسودُ ولا يُحِّرمُ على الصائمِ شيئاً . من المَجَاز : اسْتَطارَ السُّوقُ هكذا في النُسخ والصَّوابُ الشَّقّ أَي واسْتَطارَ الشَّقُّ وعّبر في الأَساس بالصَّدْعِ أَي في الحائطِ : ارْتَفَعَ وظَهَرَ . اسْتَطارَ الحائِطُ : انْصَدَعَ مِن أَوّله إِلى آخِرِه وهو مجَاز . اسَتَطارَ السَّيْفَ : سلَّهُ وانَتَزَعَه من غِمْدِه مُسْرِعاً قال رُؤْبَةُ :
إِذا اسْتُطيرَتْ من جُفُونِ الأَغْمَادْ ... فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرَابِيعَ الصَّادْ ويروَى إِذا اسْتُعِيَرتْ . اسْتَطَارت الكَلْبَةُ وأَجْعَلَتْ : أَرادَت الفَحْلَ وقد تقدمَّ قريباً . واسْتُطِيرَ الشْيءُ : طُيِّرُ قال الراجز :
" إِذَا الغُبَارُ المُسْتَطَارُ انعَقَّا . اسْتُطِيرَ فُلانٌ يُسْتَطار اسْتِطَارَةً إِذا ُّعِرَ قال عَنْتَرَة يخاطب عُمَارَة بن زيَاد :
مَتَى ماتَلْقَنِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ... رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطَاراَ اسْتُطِيرَ الفَرَسُ استِطَارَةً إِذا أَسْرَعَ في الجَرْيِ هكذا في النُّسخ والذي في اللَّسَانِ والتَّكْمِلَة : أَسْرَعَ الجَرْيَ فهو مُسْتَطارٌ وقول عَدِيّ
كأَنَّ رَيِّقَهُ شُؤْبُوبُ غَادِيَةٍ ... لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطاراَ . أَراد مُسْتَطاراً فحَذَفَ التاءَ كما قالوا اسْطَعْتَ واسْتَطَعْتَ ورُوِىَ مُصْطارا بالصاد . والمُطَيَّرُ كمُعَظَّمٍ : العُودُ قاله ابنُ جِنَّي وأَنشدَ ثَعْلَبٌ للعُجَيْرِ السَّلُوِليّ أَو للعُدَيْلِ بنِ الفَرْخِ :
إِذا ما مَشَتْ نادَى بما في ثِيَابِهَا ... ذَكِيُّ الشَّذّى والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّرُفإذا كانَ كذلك كان المُطَيَّرُ بَدلاً من المَنْدَلِيّ لأَنّ المَنْدَلِيَّ العُودُ الهِنْدِيّ أَيضاً وقيل المُطَيَّرُ ضَربٌ من صَنْعَتِه قاله أَبو حَنِفَةَ . المُطَيَّرُ : هو المُطَرَّي مِنْهُ مقلوبٌ قال ابنُ سِيده : ولا يُعْجِبُني قال ثَعْلَبٌ : هو المَشْقُوقُ المَكْسُورُ منه وبع فُسِّرَ البيتُ السابقُ . المُطَيَّرُ وفي التكملة : المُطَيَّرَةُ : ضَرْبٌ من البُرُودِ والانْطِيارُ : الانْشِقاق والانْصداعُ وفي المثل : يُقالُ للرَّجُلِ : طارَ طائِرُهُ وثارَ ثائِرُه وفارَفائِرُه إِذا غَضِبَ . والمَطِيرَةُ كمَدِينَةٍ : د قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأَى . وطِيرَةٌ بالكَسْرِ : ة بِدِمَشْقَ منها الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ الطٍّيرِيّ رَوَى عَنْ أَبي الجَهْمِ أَحْمَدَ بنِ طَلاّب المَشغَرَانيّ كذا في التَّبْصِيرِ وعنه محمّدُ بنُ حَمْزَةَ التَّمِيمِيّ الثَّقّفِيّ طِيرٌ بلا هاءٍ : ع كانتْ فيهِ وَقْعَةٌ . وطِيري كضِيزَي : ة بأَصْفَهَانَ وهو طِيرَانيّ على غيرِ قياسٍ منها : أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الأَنْصارِيّ والخَطِيبُ أَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدّ الماسِحُ الأَصْبَهَانِيّ تَلاَ عليه الهُذَلِيّ ومُحَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ شيخٌ لإِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيّ وعبدُ العزيزِ ابنُ أَحمدَ وأَبو محمَّد أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الطِّيرانِيُّونَ المُحدِّثُونَ . وأَطَارَ المالَ وطَيَّرَهُ بينَ القَوْمِ : قَسَمَه فَطَارَ لكُلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخَرَجَ له به سَهْمُه ومنه قولُ لَبِيد يَذْكُرُ ميراثَ أَخِيهِ بينَ ورَثَتِه وحِيازَةَ كلَّ ذي سَهْمٍ منه سَهْمَه :
تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْتَراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً والزَّعامَةُ للْغُلامِ . والأَشْتَراكُ : الأَنْصِباَءُ . وفي حديث عليٍّ رضي الله عَنْه : " فَأَطَرْتُ الحُلَّةَ بينَ نِسَائِي " أَي فَرَّقْتُها بينُهنّ وقَسَمْتُهَا فيهِنّ قال ابنُ الأَثِيرِ : وقيل : الهَمْزَةُ أَصليه وقد تَقَدّم . والطّائِرُ : فَرَسُ قَتَادَةَ بنِ جَريرِ . ابنِ إِساف السَّدُوسِيّ . والطَّيّارُ : فَرَسُ أَبيِ رَيْسَانَ الخَوْلانِيّ ثم الشَّهابِيّ وله يقول :
لقَدْ فَضَّلَ الطَّيَّارَ في الخَيْلِ أَنَّه ... يَكِرّ إِذا خاسَتْ خُيُولٌ ويَحْمِلُ
" ويَمْضِي على المُرّانِ والعَضْبِ مُقْدِماًويَحْمِي ويَحْميِهِ الشَّهَابِيُّ مِنْ عَلُ . كذا قرأْتُ في كتابِ ابنِ الكَلبْيّ . وطَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ : أَلْقَحَها كلها وقيل : إنما ذلِك إِذا أَعْجَلَت اللَّقَحَ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقَاحاً كذلك إِذا عَجِلَتْ باللّقَاحِ وأَنشد :
" طَيَّرَهَا تَعَلُّقُ الإِلقَاحِ
" في الهَيْجِ قَبْلَ كَلَبِ الرِّيَاحِ . من المَجَازِ فيه طَيْرَةٌ بفتح فسكون وطَيْرُورَةٌ مثل صَيْرُورَة أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ قال الكُمَيْتُ :
وحِلْمُكَ عِزٌّ إِذا ما حَلُمْ ... تَ وطَيْرَتُكَ الصَّابُ والحَنْظَلُومنه قولُهمُ : ازْجُرْ أَحْنَاءَ طَيْركَ أَي جَوانبَ خفَّتكَ وطَيْشِك في صِفَةِ الصَّحابَةِ رضوان الله عليهم : " كأَنَّ عَلَى رؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ أَي ساكِنُونَ هَيْبَةً " وَصَفهم بالسُّكُونِ والوَقَارِ وأَنَّهُم لم يَكُنْ فيهِم خِفَّةٌ وطَيْشٌ ويُقالُ للقَومِ إِذا كانوا هادِئِينَ ساكِنِينَ : كَأَنَّما على رؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ وأَصْلُه أَنّ الطَّيْرَ لا يَقَعُ إِلا على شيْءٍ ساكنٍ من المَواتِ فضُرِبَ مثلاً للإِنْسَانِ ووَقارِه وسُكُونِه . وقال الجَوْهَرِيّ : أَصلهُ أَنَّ الغُرَابَ يَقَعُ عَلَى رأْسِ البَعِيرِ فيْلْقُطُ مِنْهُ الحَلَمَةَ والحَمْنانَةَ أَي القُرادَ فلا يَتَحَرَّكُ البَعِيرُ أَي لا يُحَرِّكُ رأْسه لِئَلاّ يَنْفِرَ عنه الغُرابُ . ومما يستدرك عليه : " الرؤْيَا على رِجْلِ طاِرٍ مالم تُعْبَرْ " كما في الحديث أَي لا يَسَتْقِرّ تأْوِيلُها حتّى تُعْبَر يريُد أَنها سَرِيعَةُ السُّقُوطِ إِذا عُبِرَت . ومُطْعِمُ طَيْرِ السّماءِ : لَقَبُ شيْبَةِ الحَمْد نَحَرَ مائَةَ بَعِير فَرَّقَهَا على رُؤُوسِ الجِبَالِ فأَكَلَتْهَا الطَّيْرُ . ومِنْ أَمثالِهِمْ في الخِصْبِ وكثْرةِ الخَيْرِ قولهم : هُم في شَيءٍ لا يَطِيرُ غُرَابُه " . ويقال أُطيرَ الغُرابُ فهو مُطَارٌ قال النابِغَةُ :
ولرَهْطِ حَرّاب وقَدٍّ سَوْرَةٌ ... في المَجْدِ ليسَ غُرَابُها بمُطَارِ والطَّيْرُ : الاسمُ من التَّطَيُّرِ ومنه قولُهُم : لا طَيْرَ إِلا طَيْرُ اللهِ كما يقال : لا أَمْرَ إِلا أَمْرُ اللهِ وأَنشد الأَصمَعِيّ قال : أَنْشدَناهُ الأَحْمَرُ :
تَعَلَّمْ أَنَّهُ لا طَيْرَ إِلاّ ... عَلَى مُتَطَيِّر وهوَ الثُّبُورُ
بَلَى شَيْءٌ يُوَافِقُ بَعْضَ شَيءٍ ... أَحايِيناً وباطِلُه كَثِيرُ والطَّيْرُ : الحَظُّ وطارَ لنا : حَصَلَ نَصِيبُنَا مِنْهُ . والطَّيْرُ : الشُّؤْمُ . وفي الحديثِ : " إِيّاكَ وطَيَراتِ الشَّبابِ أَي زَلاّتِهم جمعُ طِيَرَة . وغُبَارٌ طَيّارٌ : مُنْتَشر . واسْتَطارَ البِلَي في الثَّوْبِ والصَّدْعُ في الزُّجَاجَة : تبَيَّن في أَجزائِهِمِا . واسْتَطَارَت الزُّجَاجَةُ : تَبَيَّنَ فيها الانْصِداعُ من أَولِها إِلى آخرِها . واسْتَطَارَ الشَّرُّ : انتَشَرَ . واسْتَطارَ البَرْقُ : انْتَشَرَ في أُفُقُ السَّمَاءِ . وطَارتَ الإِبلُ بآذَانِهَا وفي التكملة : بأَذْنَابِهَا إذَا لَقِحَتْ . وطاَرُوا سِرَاعاً : ذَهَبُوا . ومَطَارِ ومُطَارُ بالضّمّ والفَتْح : موضعان واختار ابنُ حَمَزَةَ ضمَّ الميم وهكذا أَنشد :
" حتّى إِذا كانَ على مُطَارِ . والّروايَتان صحيحَتانِ وسيذكر في مَطَر . وقال أَبو حَنِيفَةَ : مُطَارٌ : وَادٍ مابَيْن السَّراةِ والطائِف . والمُسْطَارُ من الخَمْرِ : أَصلُه مُسْتَطَارٌ في قول بعضِهِم وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
طِيرِي بمِخْرَاقٍ أَشَمَّ كأَنَّهُ ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تنَلهُ الزّعانِفُ فسّرَه فقال : طِيرِي أَي اعلَقيِ به . وذو المَطَارَة جَبَلٌ . وفي الحديث : " رَجُلٌ مُمسكٌ بِعنَانِ فَرَسِه في سَبِيلِ اللهِ يَطِيرُ على مَتْنِهِ "
أَي يُجْرِيه في الجِهَادِ فاستَعَارَ له الطَّيَرَانَ . وفي حديثَ وَابًصةَ : " فَلَمّا قُتِلَ عُثْمَانُ طَارَ قَلْبِي مَطَارَه " أَي مَالَ إِلى جهةَ يَهْوَاهَا وتعلقَ بها . والمَطَارُ : موضعُ الطَّيَرَانِ . وإِذا دُعِيتَ الشَّاةُ قيل : طَيْرْ طَيْرْ وهذه عن الصاغانيّ . والطّيّارُ : لَقَبُ جَعْفَر بنِ أَبي طالبٍ . والطّيّارُ بنُ الذَيّالِ : في نسبَ نُبَيشَةَ الهُذَلِيّ الصّحَابِيّ . وأَبو الفَرَجِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الطَّيْرّي القَصِيريّ الضَّرِير سمع ابنَ البَطِرِ وتُوُفَّيَ في الأَربعين وخمْسِمَائَة . وإِسماعِيلُ بنُ الطَّيْرِ المُقْرِي بحَلَب قرأَ عليه الهُذَلِيّ . والطّائِرُ : ماءٌ لكَعْبِ بنِ كِلاب
فصل الظَّاءِ المعجَمَة مع الراءِ
الفَطْر بالفَتْح : الشَّقُّ وقَيَّدَه بعضُهم بأَنّه الشَّقُّ الأَوّلُ كما نَقَلَه شَيْخُنَا ج فُطُورٌ وهي الشُّقُوقُ وفي التَّنْزِيل العزيز : هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور . وأَنْشَدَ ثَعْلَب :
شَقَقْتِ القَلْبَ ثم ذَرَرْتِ فيه ... هَوَاكِ فلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ
والفُطْرُ بالضَّمّ وجاءَ في الشِّعْرِ بضمَّتَيْن : ضَرْبٌ من الكَمْأَة أَبْيَضُ عُظَامُ لأَنَّ الأَرْضَ تَنْفَطِرُ عنه وهو قَتّالٌ واحدَتُه فُطْرَةٌ . والفُطْرُ بالوَجْهَيْن : القَلِيلُ من اللَّبَنِ حِينَ يُحْلَب . وفي التَّهْذيب : شَيْءٌ قَلِيلٌ من فَضْلِ اللَّبَنِ ولَوْ قالَ : من اللَّبَن كما هُوَ نصّ التهذيب كانَ أَخْصَرَ مع بقاءِ المَعْنَى المَقْصُودِ يُحْلَبُ ساعَتَئِذٍ وقال أَبو عَمْرو : هو اللَّبَنُ ساعَةً . يُحْلَب تقولُ : ما حَلَبْنَا إِلاَّ فُطْراً . والفِطْرُ بالكَسْرِ : العِنَبُ إِذا بَدَتْ رُؤُوسُه لأَنَّ القُضْبَانَ تَنْفَطِرُ ويُضَمّ . وفَطَرَهُ أَي الشَّيْءَ يَفْطِرُه بالكضسْرِ ويَفْطُرُه بالضَّمّ . أَمَّا كَوْنُه من بابِ نَصَرَ فهُوَ المَشْهُورُ عِندَهم وأَما يَفْطِرُه بالكَسْر فإِنّه رواه الصاغَانيّ عن الفَرّاءِ في : فَطَرْتُ النَّاقَةَ إِذا حَلَبْتَهَا فَطْراً . لا مُطْلقاً ففيه نظرٌ ظاهِرٌ وأُغْفِلَ أَيضاً عن : فَطَّرَه تَفْطِيراً . فقد نَقَلَهُ صاحِبُ المحكم حَيْثُ قال : فَطَرَ الشَيْءَ يَفْطُرُه فَطْراً وفَطَّرَهُ : شَقَّهُ فانْفَطَر وتَفَطَّرَ ومنه قولُه تعالَى : إِذا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ . أَي انْشَقَّتْ . وفي الحَدِيث : قَامَ رَسُولُ الله صلَّى الله تَعَالَى عليه وسلَّم حتى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ أَي انْشَقَّتَا . وفي المحكم : تَفَطَّرَ الشَّيْءُ وانْفَطَرَ وفَطَرَ . وفي قوله تَعَالَى : السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ . ذُكِّرَ عَلَى النَّسَبِ كما قالُوا دَجَاجَةٌ مُعْضِلٌ . وفَطَرَ الناقَةَ والشاةَ يَفْطِرُهَا فَطْراً : حَلَبَهَا بالسّبَابَةِ والإِبْهَام كما قالَهُ الجَوْهَرِيّ أَو بأَطْرَافِ أَصابِعِه وقيل : هو أَنْ يَحْلُبَها كما تَعْقِدُ ثلاثِينَ وبالإِبْهامَيْن والسَّبّابَتَيْن . وفي حديثِ عبدِ المَلِك : كَيْف تَحْلُبُها مَصْراً أَم فَطْراً ؟ قال ابنُ الأَثِير : هو أَنْ تَحْلُبَها بإِصْبَعَيْن وطَرَف الإِبْهَام . وفَطَرَ العَجِينَ يَفْطُرُه ويَفْطِرُه فَطْراً : اخْتَبَرَهُ من ساعَتِه ولم يُخَمِّرْه وكذَا فَطَرَ الأَجِيرُ الطِّينَ إِذا طَيَّنَ به من ساعتِه قبلَ أَن يَخْتَمِرَ . وقال اللَّيْثُ : فَطَرْتُ العَجِينَ والطِّينَ وهُوَ أَنْ تَعْجِنَه ثُمَّ تَخْتَبِزَه من ساعَتِه وإِذا تَرَكْتَه لِيَخْتَمِرَ فَقضدْ خَمّرْتَه . وقالَ الكِسائيّ : خَمَرْتُ العَجينَ وفَطَرْتُه بغَيْرِ أَلِفٍ . ففي كَلامِ المُصَنِّف قُصُورٌ من وَجْهَيْن . وفَطَرَ الجِلْدَ فَطْراً فهو فَطِيرٌ : لَمْ يُرْوِه من الدَّبَاغِ عن ابن الأَعرابِيّ . وفي الأَسَاس : لم يُلْقَ في الدِّباغ كأَفْطَرَه لغة فيه . وفَطَرَ نَابُ البَعِيرِ يَفْطُرُ بالضّمّ فَطْراً بالفَتْح وفُطُوراً كقُعُود : شَقَّ اللَّحْمَ وطَلَعَ فهو بَعِيرٌ فاطِرٌ . وفَطَرَ اللهُ الخَلْقَ يَفْطُرُهم فَطراً : خَلَقَهم وفي الأَساسِ : ابْتَدَعَهُم . وقولُه بَرَأَهُم هكذا في النّسخ بالراءِ والصَّوَابُ كما في اللّسَان : بَدَأَهُمْ بالدال . وفَطَرَ الأَمْرَ : ابْتَدَأَه وأَنْشَأَه . ثُمّ رأَيتُ في المُحْكَم قال : وفَطَرَ الشَّيْءَ : أَنْشَأَه وفَطَرَ الشَّيْءَ : بَدَأَه فعُلِمَ من ذلك أَنَّ الرَّاءَ تَحْرِيفٌ . وقال ابنُ عَبّاس : ما كُنْتُ أَدْرِي ما فاطِر السَّمواتِ والأَرْضِ حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر فقال أَحَدُهُمَا : أَنا فَطَرْتُها أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا . وذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابيّ يقولُ : أَنا أَوَّل من فَطَرَ هذا أَي ابتَدَأَه . والفِطْرُ بالكَسْرِ : نَقِيضُ الصَّوْم فَطَرَ الصائِمُ يَفْطُر فُطُوراً : أَكَلَ وشَرِب كأَفْطَر . وفَطَرْتُه وفَطَّرْتُه بالتَشْدِيد وأَفْطَرْتُه . قال سيبويه : فَطَّرْتُه فأَفْطَر نادِرٌ . قلتُ : فهو مِثْلُ بَشَّرْتُه فأَبْشَرَ . ورَجُلٌ فِطْرٌ بالكسر : للواحِدِ والجَمِيع وَصْفٌ بالمَصْدر ومُفْطِرٌ من قوم مَفَاطِيرَ عن سيبويه مِثْلُ مُوسِر ومَيَاسِيرَ . قال أَبو الحَسَنِ : إِنَّمَا ذَكَرْتُ مِثْلَ هذا الجَمْع لأَنَّ حُكْمَ مِثْلِ هذا أَنْ يُجْمَعَ بالوَاو والنُّون في المُذَكّر وبالأَلف والتاءِ في المُؤَنَّثِوالفَطُورُ كصَبُور : ما يُفْطَرُ عَلَيْه كالفَطُورِيّ بياءِ النِّسْبة كأَنّه منسوب إِليه . والفَطِيرُ كأَمِيرٍ : خلافُ الخَمِير وهو العَجِين الذي لم يَخْتَمِرْ تقولُ : عِنْدِي خُبْزٌ خَميرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيٌّ . وفي حديث مُعَاويَةَ : ماءٌ نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ قريبٌ حَدِيثُ العَمَلِ . وقال اللَّحْيَانيّ : خُبْزٌ فَطِيرٌ وخُبْزَةٌ فَطِيرٌ كِلاهُمَا بغير هاءٍ وكذلك الطِّينُ . وكلُّ ما أُعْجِلَ عن إِدْرَاكِه فَطِيرٌ وهكذا قالَهُ اللَّيْثُ أَيضاً : ويُقَالُ : أَطْعَمَه فَطْرَي كسَكْرَى أَي فَطِيراً وهذا خِلافُ ما ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِير أَنَّ جَمْعَ الفَطِيرِ فَطْرَى مَقْصُورَة ثُمَّ رَأَيْتُ المُصنِّفَ قد أَخَذَ ذلك من عِبَارَة الصاغَانِيّ فحَرَّفَهَ ووَهِمَ فيها وذلك أَنَّ نَصَّ الصاغانيّ : وأَطْعِمَةٌ فَطْرَى : من الفَطِير كذا هو بِخَطّه مُجَوَّداً مَضْبُوطاً جَمْعُ طَعَامٍ فظَنَّ المصنِّف أَنَّه فِعْلٌ ماض وهُوَ وَهَمٌ كبيرٌ فليُحْذَر من ذلك ولَوْلا أَنِّي رأَيتُ ابنَ الأَثِير وغَيْرَه قد صَرَّحُوا بأَنَّهُ جَمْعُ فَطِير وهو مقصُورٌ لَسلَّمْتُ له ما ذَهَب إِليه فتَأَمَّلْ . والفَطِيرُ : الدّاهِيَةُ نَقَلَه الصاغانيّ . وفُطَيْرٌ كزُبَيْرِ : تابِعِيّ . وفُطَيْرٌ : فَرضسٌ وَهَبَهُ قَيْسُ بن ضِرارِ للرُّقَادِ بنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيّ كذا نَقَلَه الصاغاني . وفي التَّكْمِلَة : وقولُهم الفِطْرَة صاعٌ من بُرٍّ فمَعْنَى الفِطْرَةِ صَدَقَةُ الفِطْر هذا نَصُّ الصاغانيّ بعَيْنِه . وهُنَا للشَّيْخ ابنِ حَجَرٍ المَكِّيّ كلامٌ في شَرْحِ التُّحْفَة حيثُ قَال : الفِطْرَة مُوَلَّدَةٌ وأَمّا ما وَقَع في القَامُوس من أَنَّهَا عَرَبِيَّةٌ فغَيْرُ صَحِيح . ثم قال : وقد وَقَعَ له مِثْلُ هذا مِنْ خَلْطِ الحَقَائِق الشَّرْعيَّة باللُّغَوِيَّة شَيْءٌ كثيرُ وهو غَلَطٌ يجب التَّنْبِيهُ عليه . قلتُ : وقد وَقَعَ مِثْلُ ذلك في شُرُوح الوِقَايَة فإِنَّهم صَرَّحُوا بأَنَّهَا مُوَلَّدَة بل قِيل : إِنَّهَا مِن لَحْنِ العامَّة . وصَرَّحَ الشِّهَابُ في شِفَاءِ الغَلِيلِ بأَنَّهَا من الدَّخِيل . وإِنّمَا مُرَادُ الصاغانيّ من ذِكْرِه مُسْتَدْرِكاً به على الجوهريّ بيانُ أَنّ قَوْلَ الفُقَهَاءِ الفِطْرَةُ صاعٌ من بُرٍّ على حَذْفِ المُضَافِ أَي صَدَقَة الفِطْر فحُذِفَ المُضَاف وأُقِيمَتِ الهاءُ في المُضَاف إِلَيْه لِتَدُلَّ على ذلك . وجاءَ المُصَنِّف وقَلَّده في ذلك وراعَى غايةَ الاخْتِصار مع قَطْعِ النَّظْرِ أَنّها من الحَقَائق الشَّرْعِيَّة أَو اللُّغَوِيَّة كما هي عادَتُه في سائرِ الكِتاب ادّعاءً للإِحاطَة وتَقْلِيداً لِلصّاغانيّ وابنِ الأَثِيرِ فيما أَبْدَيَاهُ من هذِه الأَقوالِ . فَمَنْ عَرَف ذلك لا يَلُومُه على ما يُورِدهُ بَلْ يَقْبَلُ عُذْرَه فيه . والشيخُ ابن ُحَجَرٍ رَحِمَه الله تعالَى نَسَبَ أَهلَ اللُّغَةِ قاطِبَةً إِلى الجَهْلِ مُطْلقاً وليت شِعْرِي إِذا جَهِلَتْ أَهْلُ اللُّغَة فمَنْ الذي عَلِمَ ؟ وهل الحَقَائق الشَّرْعِيَّة إِلاّ فُرُوعُ الحقائقِ اللُّغَوِيّة ؟ وقد سَبَقَ له مِثْلُ هذا في التَّعْزِيرِ من إِقامَة النَّكير وقد تَصَدَّيْنا لِلْجَوابِ عنه هُنالِكَ على التَّيْسِيرِ . واللهُ يَعْفُو عن الجَمِيع وهو عَلَى كُلِّ شيْءٍ قدير . والفِطْرَةُ : الخِلْقَة . أَنْشَد ثَعْلَب : َطُورُ كصَبُور : ما يُفْطَرُ عَلَيْه كالفَطُورِيّ بياءِ النِّسْبة كأَنّه منسوب إِليه . والفَطِيرُ كأَمِيرٍ : خلافُ الخَمِير وهو العَجِين الذي لم يَخْتَمِرْ تقولُ : عِنْدِي خُبْزٌ خَميرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيٌّ . وفي حديث مُعَاويَةَ : ماءٌ نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ قريبٌ حَدِيثُ العَمَلِ . وقال اللَّحْيَانيّ : خُبْزٌ فَطِيرٌ وخُبْزَةٌ فَطِيرٌ كِلاهُمَا بغير هاءٍ وكذلك الطِّينُ . وكلُّ ما أُعْجِلَ عن إِدْرَاكِه فَطِيرٌ وهكذا قالَهُ اللَّيْثُ أَيضاً : ويُقَالُ : أَطْعَمَه فَطْرَي كسَكْرَى أَي فَطِيراً وهذا خِلافُ ما ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِير أَنَّ جَمْعَ الفَطِيرِ فَطْرَى مَقْصُورَة ثُمَّ رَأَيْتُ المُصنِّفَ قد أَخَذَ ذلك من عِبَارَة الصاغَانِيّ فحَرَّفَهَ ووَهِمَ فيها وذلك أَنَّ نَصَّ الصاغانيّ : وأَطْعِمَةٌ فَطْرَى : من الفَطِير كذا هو بِخَطّه مُجَوَّداً مَضْبُوطاً جَمْعُ طَعَامٍ فظَنَّ المصنِّف أَنَّه فِعْلٌ ماض وهُوَ وَهَمٌ كبيرٌ فليُحْذَر من ذلك ولَوْلا أَنِّي رأَيتُ ابنَ الأَثِير وغَيْرَه قد صَرَّحُوا بأَنَّهُ جَمْعُ فَطِير وهو مقصُورٌ لَسلَّمْتُ له ما ذَهَب إِليه فتَأَمَّلْ . والفَطِيرُ : الدّاهِيَةُ نَقَلَه الصاغانيّ . وفُطَيْرٌ كزُبَيْرِ : تابِعِيّ . وفُطَيْرٌ : فَرضسٌ وَهَبَهُ قَيْسُ بن ضِرارِ للرُّقَادِ بنِ المُنْذِرِ الضَّبِّيّ كذا نَقَلَه الصاغاني . وفي التَّكْمِلَة : وقولُهم الفِطْرَة صاعٌ من بُرٍّ فمَعْنَى الفِطْرَةِ صَدَقَةُ الفِطْر هذا نَصُّ الصاغانيّ بعَيْنِه . وهُنَا للشَّيْخ ابنِ حَجَرٍ المَكِّيّ كلامٌ في شَرْحِ التُّحْفَة حيثُ قَال : الفِطْرَة مُوَلَّدَةٌ وأَمّا ما وَقَع في القَامُوس من أَنَّهَا عَرَبِيَّةٌ فغَيْرُ صَحِيح . ثم قال : وقد وَقَعَ له مِثْلُ هذا مِنْ خَلْطِ الحَقَائِق الشَّرْعيَّة باللُّغَوِيَّة شَيْءٌ كثيرُ وهو غَلَطٌ يجب التَّنْبِيهُ عليه . قلتُ : وقد وَقَعَ مِثْلُ ذلك في شُرُوح الوِقَايَة فإِنَّهم صَرَّحُوا بأَنَّهَا مُوَلَّدَة بل قِيل : إِنَّهَا مِن لَحْنِ العامَّة . وصَرَّحَ الشِّهَابُ في شِفَاءِ الغَلِيلِ بأَنَّهَا من الدَّخِيل . وإِنّمَا مُرَادُ الصاغانيّ من ذِكْرِه مُسْتَدْرِكاً به على الجوهريّ بيانُ أَنّ قَوْلَ الفُقَهَاءِ الفِطْرَةُ صاعٌ من بُرٍّ على حَذْفِ المُضَافِ أَي صَدَقَة الفِطْر فحُذِفَ المُضَاف وأُقِيمَتِ الهاءُ في المُضَاف إِلَيْه لِتَدُلَّ على ذلك . وجاءَ المُصَنِّف وقَلَّده في ذلك وراعَى غايةَ الاخْتِصار مع قَطْعِ النَّظْرِ أَنّها من الحَقَائق الشَّرْعِيَّة أَو اللُّغَوِيَّة كما هي عادَتُه في سائرِ الكِتاب ادّعاءً للإِحاطَة وتَقْلِيداً لِلصّاغانيّ وابنِ الأَثِيرِ فيما أَبْدَيَاهُ من هذِه الأَقوالِ . فَمَنْ عَرَف ذلك لا يَلُومُه على ما يُورِدهُ بَلْ يَقْبَلُ عُذْرَه فيه . والشيخُ ابن ُحَجَرٍ رَحِمَه الله تعالَى نَسَبَ أَهلَ اللُّغَةِ قاطِبَةً إِلى الجَهْلِ مُطْلقاً وليت شِعْرِي إِذا جَهِلَتْ أَهْلُ اللُّغَة فمَنْ الذي عَلِمَ ؟ وهل الحَقَائق الشَّرْعِيَّة إِلاّ فُرُوعُ الحقائقِ اللُّغَوِيّة ؟ وقد سَبَقَ له مِثْلُ هذا في التَّعْزِيرِ من إِقامَة النَّكير وقد تَصَدَّيْنا لِلْجَوابِ عنه هُنالِكَ على التَّيْسِيرِ . واللهُ يَعْفُو عن الجَمِيع وهو عَلَى كُلِّ شيْءٍ قدير . والفِطْرَةُ : الخِلْقَة . أَنْشَد ثَعْلَب :هَوَّنْ عَلَيْك فقد نَالَ الغِنَى رَجُلٌ ... في فِطْرَةِ الكَلْبِ لا بالدِّينِ والحَسَبِ والفِطْرَةُ : ما فَطَرَ اللهُ عليه الخَلْقَ من المَعْرِفةِ به . وقال أَبو الهَيْثَم : الفِطْرَة : الخِلْقة التي خُلِقَ عليها المَوْلُودُ في بَطْنِ أُمِّه وبه فَسَّر قولَه تعالى : فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ . قال : وقولُه صَلَّى الله تعالَى عليه وسَلّم : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ يعني الخِلْقَةَ التي فُطِرَ عَلَيْهَا في رَحِمِ أُمِّه من سَعادَة أَو شَقاوَة فإِذا وَلَدَه يَهُودِيّان هَوَّدَاه في حُكْمِ الدنيا أَو نَصْرانِيان نَصَّرَاه في الحُكْمِ أَو مَجُوسِيّان مَجَّسَاه في الحُكمِ وكان حُكْمُه حُكْمَ أَبَوَيْه حَتَّى يُعَبِّرَ عنه لِسانُه . فإِنْ مَاتَ قَبْلَ بُلُوغِه مَاتَ على ما سَبَق لَهُ من الفِطْرَة التي فُطِرَ عليها فهذِه فِطْرَةُ المُوْلُود . قال : وفِطْرَة ثانِيَة وهي الكَلِمَةُ التي يَصِير بها العَبْدُ مُسْلِماً وهي شَهادةُ أَن لا إِله إلا الله وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُه جاءَ بالحَقّ مِنْ عِنْدِهِ فتِلْكَ الفِطْرَةُ الدِّينُ والدَّلِيلُ على ذلك حَدِيثُ البَرَاءِ بنِ عازِبٍ عن النّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلَّم : أَنّه عَلَّم رَجُلاً أَنْ يَقُولَ ذلك إِذا نامَ وقال : فإِنّكَ إِنْ مُتَّ من لَيْلَتِكَ مُتَّ على الفِطْرَةِ هذا كلُّه كَلاَمُ أَبي الهَيْثم . وهُنَا كَلامٌ لأَبِي عُبَيْد حِينَ سَأَلَ محمّدَ بنَ الحَسَنِ وجَوابُه وما ذَهَبَ إِليه إِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ الحَنْظَلِيّ وتَصْوِيبُ الأَزْهريّ له مَبْسُوطٌ في التَّهْذِيب فراجِعْه . ومِنْ سَجَعَاتِ الأَساسِ : قَلْبٌ مُطَارٌ وسَيْف فُطَارٌ . كغُراب : عُمِلَ حَدِيثاً لم يَعْتُقْ . وقِيلَ : الَّذِي فيه تَشَقُّقٌ قاله الزمخشريّ . وفي اللّسَان : صُدُوعٌ وشُقُوقٌ . قال عَنْتَرَةُ :
وسَيْفِي كالعَقِيقَةِ وهو كِمْعِى ... سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطَارَا وقِيلَ : هو الّذي لا يَقْطَعُ . وعن ابنِ الأَعرابيّ : الفُطَارِيّ بالضمِّ : الرَّجلُ الفَدْمُ الّذِي لاَ خَيْرَ فيه ونَصُّ ابنِ الأَعرابيِّ : لا خَيْرَ عِنْدَه ولا شَرَّ قال : وهو مَأْخُوذٌ من السَّيْفِ الفُطَارِ . وفي التَّكْمِلَة : الأَفاطِيرُ : جَمْعُ أُفْطُورٍ بالضمّ وهو تَشقُّقٌ يَخرج في أَنْفِ الشابِّ ووَجْهِه هكذا نقله الصاغانيّ فيها وهي البَثْرُ الذي يَخْرُج في وَجْهِ الغُلامِ والجارشيَة وهي التَّفاطِيرُ والنَّفَاطِيرُ بالتاءِ والنُّون . قال الشاعر :
نَفاطِيرُ الجُنونِ بوَجْهِ سَلْمَى ... قَديماً لا تَفَاطِيرُ الشَّبابِ واحِدُهَا نُفْطُورَةٌ . والذِي ذكره الصاغانيّ بالأَلِف غريبٌ والمصنّف يَتْرُكُ المَنْقُولَ المشهور ويَتَّبِعُ الغَرِيبَ وهُوَ غَرِيبٌ . والنَّفاطِيرُ : جَمْعُ نُفْطُورَة بالنون الزائدة وهي الكَلأُ المُتَفَرِّقُ ونَقَلَ أَبو حنيفَة عن اللَّحْيَانيّ : يُقَال : في الأَرض نَفَاطِيرُ من عُشْب : أَي نَبْذٌ مُتَفرِّقٌ لا واحِدَ له أَو هِيَ أَوَّلُ نَبَاتِ الوَسْمِىّ قال طُفَيل :
أَبَتْ إِبِلِي ماءَ الحِيَاضِ وآلَفَتْ ... نَفَاطِيرَ وَسْمِىٍّ وأَحْنَاءَ مَكْرَعِوفي اللّسَان : التَّفَاطِيرُ : أَوَّلُ نَباتِ الوَسْمِىّ ونَظِيرُهُ التَّعاشِيبُ والتَّعَاجيب وتَباشِيرُ الصُّبْحِ ولا واحِدَ لشيْءٍ من هذِه الأَرْبَعَة . وكلامُ المُصَنِّف هُنَا غَيْرُ مُحَرَّر فإِنَّ الصَّوابَ في البَئْر على وَجْهِ الغُلام هو التَّفاطِير والنَّفَاطِيرُ بالتاءِ والنون فجَعَلَه أَفاطِيرَ بالأَلف تَبَعاً للصاغانيّ وجَعَلَ أَوَّل الوَسْمِىّ النَّفَاطِيرَ بالنُّون وأَنَّهَا جَمْعُ نُفْطُورَة وصَوَابُه التَّفاطِيرُ بالتاءِ وأَنه لا واحِدَ له فَتَأَمَّل . وفي الحَدِيثِ : إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وأَدْبَرَ النَّهَارُ فقد أَفْطَرَ الصائِمُ : معناهُ حانَ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ وقِيلَ : دَخَلَ في وَقْتِه أَي الإِفْطَارِ وقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنّه قد صَارَ في حُكْمِ المُفْطِرِين وإِنْ لم يَأْكُل ولم يَشْرَبْ ومنه الحديث : أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُوم أَي تَعَرَّضَا للإِفْطَارِ وقِيلَ : حَانَ لَهُمَا أَن يُفْطِرَا وقِيلَ : هو على جِهَةِ التَّغْلِيظِ لَهُمَا والدُّعاءِ . كُلّ ذلك قالَهُ ابنُ الأَثير . ويقال : ذَبَحْنا فَطِيرَةً وفَطُورَةً بفَتْحِهِمَا أَي شاةً يَوْمَ الفِطْرِ نَقَلَه الصاغانيّ والمُصَنّف في البَصَائر . وقولُ أَميرِ المُؤْمِنِين عُمَرَ رَضِيَ الله عنه وقد سُئلَ عَن المَذْيِ فقال : هُوَ وفي النّهَاية ذلِكَ الفَطْرُ بالفَتْح هكذا رَواه أَبو عُبَيْد قِيلَ : شَبَّهَ المَذْيَ في قِلَّته بما يُحْتَلَب بالفَطْرِ وهو الحَلْبُ بأَطْرَاف الأَصابِع . يقال فَطَرْتُ الناقَةَ أَفْطِرُها وأَفْطُرُها فَطْراً فلا يَخْرُجُ اللَّبَنُ إِلاَّ قَلِيلاً وكذلك المَذْيُ يخرج قَلِيلاً وليس المَنِىُّ كذلك ؛ قاله ابنُ سِيدَه . وقِيلَ : الفَطْرُ مأْخُوذ من تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ دَماً أي سَالَتَا أَو سُمِّيَ فَطْراً من فَطَرَ نَابُ البَعِير فَطْراً : إِذا شَقَّ اللَّحْمَ وَطَلَع شَبَّهَ طُلُوعَهُ من الإِحْلِيلِ بطُلُوع النّابِ . نَقَلَه ابنُ الأَثِير ؛ قال ورَوَاه النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ : ذلك الفُطْرُ بالضَّمّ وأَصْلُه ما يَظْهَر من اللَّبَن على إِحْليل الضَّرْعِ هكذا ذكره ابنُ الأَثِير وغَيْرُه . ومما يُستَدْرَك عليه : تَفَطَّرَتِ الأَرْضُ بالنَّبَاتِ إِذا تَصَدَّعَتْ . والفُطْرُ بالضَّمّ : ما تَفَطَّر من النَّبَاتِ . والفِطْرَةُ بالكَسْرِ : الإبْتِداعُ والاخْتِرَاع . وافْتَطَرَ الأَمْرَ : ابْتَدَعَهُ . والفِطْرَةُ : السُّنَّةُ . وجَمْعُ الفِطْرَة فِطراتٌ بفَتْح الطاءِ وسُكُونِهَا وكَسْرِها وبالثَّلاثَة رُوِىَ حَدِيثُ عليّ رَضِيَ الله عنه : وجَبّارَ القُلُوب عَلَى فِطَرَاتَهَا . وفَطَرَ أَصابِعَه فَطْراً : غَمَزَها . وفَطَرْتُ إِصْبَعَ فُلانٍ أَي ضَرَبْتُها فانْفَطَرت دَماً . وشَرُّ الرَّأْيِ الفَطِيرُ وهو مَجازٌ . ويُقَال : رَأْيُهُ فَطِيرٌ ولُبُّه مُسْتَطِيرٌ . والفَطِيرُ من السِّيَاطِ : المُحَرَّمُ الَّذِي يُمَرَّنُ بدِبَاغِه . وهذا كَلاَمٌ يُفْطِرُ الصَّوْمَ أَي يُفْسِده . وبالكَسْرِ : فِطْرُ بنُ حَمّادِ بن واقِدٍ البَصْرِيّ وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ وفِطْرُ بنُ مُحَمَّد العَطَّارُ الأَحْدَبُ مُحَدِّثون . وفُطْرَةُ بالضَّمّ : قال ابنُ حبيب : في طَيِّئ . ومُحَمّدُ بنُ مُوسَى الفِطْرِيّ المَدَنِيّ شيخٌ لِقُتَيْبَة وآخَرُون
النَّفاطِيرُ : أهمله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ وهو في التهذيب في الرباعيّ : الكَلأُ المُتَفرِّقُ في مواضعَ من الأرضِ مختلفة يقال : النَّفاطير : أوّلُ نباتِ الوَسْمِيّ . قال الأَزْهَرِيّ : وقرأت بخطّ أبي الهيثم بيتاً للحُطَيْئَة :
طَباهُنَّ حتَّى أَطْفَلَ الليلُ دُونَها ... نَفاطيرُ وَسْمِيٍّ رَواءٌ جُذورُها أي دَعاهُنَّ نَفاطيرُ وَسْمِيٍّ وأَطْفَلَ الليلُ : أَظْلَمَ . وقال بعضهم : النّفاطيرُ من النباتِ وهو روايةُ الأصمعيّ . والتَّفاطيرُ بالتاء : النَّوْر . الواحدةُ نُفْطُورَة بالضمّ والنون زائدة وإليه ذَهَبَ يعقوب وابْن الأَعْرابِيّ . قلتُ : فإذن مَحلُّ ذِكرُه في فطر وقد تقدّمت الإشارة إليه هناك فراجِعْه